-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 45 - الخميس 3/7/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الخامس والأربعون

تم النشر يوم الخميس 

3/7/2025


بصت نواره لعزام بطرف عينها وقوام رجعت عيونها على عادل وبصتله من فوق لتحت بتفحص، حركتها وهي عتدرس تفاصيله وكأنها عتراجع عقد للمرة الأخيرة قبل إمضتها عليه استفزت عزام وخلته اتقدم ووقف جنب عادل وسألها:


-وانتي بالصلاة عالنبي تعرفيه منين عشان توافقي بيه، هو اي حد معدي في الشارع يقولك اتجوزك ترضي بيه، بايعه روحك خالص إكده؟

 نواره:

-المثل اللي اتعلمته من عشرة الناس اليومين اللي فاتوا دول إن اللي متعرفهوش احسن من اللي تعرفه.

واللي يجي البيت من بابه تتفتحله البيبان ويتقابل بالترحاب، هنرفضوه ليه ولا نعطلوه ونقولوله هنشوفوا، هنراجعوا نفسنا احسن يكون طماع مثلًا وجايني عشان طمعان فاللي حداي وعايز يعيش على عرق وقفا الحريم؟ 

الحمد لله محيلتيش حاجة ولا وراي ولا قدامي، يعني الراجل جاي يعطي مياخدش. 


عزام بصلها واتنهد بغل ورد عليها وهو صاكك علي سنانه بغيظ:

- طيب حيث إكده الف مبروك وربنا يتم التمام على خير يانواره، ومبروك عليكي الراجل.. روحي قولي لابوكي اننا جايين بعد بكره عشان نعقدوا طوالي، خير البر عاجله الراجل وراه جامعه ومحداهش وكت. 


ردت عليه نواره بدلع وهي عتبص لعادل:

-وماله، نعجلوا بالعقد والجواز ونروحوا معاه على بحري ومنعطلوهش عن جامعته ولا دراسته.. بالإذن اما اروح اقول لابوي وأشوف دنيتي. 

رد عليها عادل بفرحة:

-لا دي باينها متسهلة اوي وهتمشي زي السكين في الزبدة.. روحي يانوارتي وابقي ردي علينا بالميعاد. 


مشيت نواره من قدامهم وهي مش عارفه ايه اللي عملته ده، وياترى هيكون ايه عواقبه، وازاي تغلط نفس الغلط مرة تانيه وتتجوز واحد لا تعرفه ولا تعرف عنه حاجة؟ بس رجعت وقالت لنفسها:

-وإيه يعني، ايش هياخد الريح من البلاط، طيب وفقي كان عايز مني الواد واول ماخده رماني، انما ده هيعوز مني ايه، دا هيديني اسمه ليا ولولدي، وبعدين شاب صغير ومليح وهيبقى باشمهندز كد الدنيا، مش يمكن يكون دعوة اتدعت فجوف الليل وعتتحقق اهي بعد مااتنست؟! 


روحت بيتهم وقالت لعيشه وابوها عاللي حصل، وابوها عشان تاب من موضوع وفقي شال ايده وقالها:


- شوفي الصح فين واعمليه يانواره، اني واحد على كد سني وعمري مععرفش الصح من الغلط، ولا اعرف الزين من الشين، اتشاوري انتي وعيشه وشوروا حد عيفهم عني وعنكم، اصل ديه من بحري هنسألوا عليه مين ولا نعرفوا عنيه ايه؟ 


سكتت نواره وبصت لعيشه مستنيه تاخد دورها في الكلام فقالتلها عيشه

- قلبي مش مطمن يانواره..متستني وتصبري يابتي يمكن.. 

نواره:

-استنى ايه ولميته ياخاله وولدي غمال يكبر ولازمله إسم وشهادة.. الصبر لا هو فصالحه ولا فصالحي واللي يستنى الخير من البلد داي كيف المستني السمنه من بطن النمله. 


ردت عليها عيشه بشرود:

-معارفاشي عاد يانواره.. خلاص اعملي اللي شايفه فيه الصالح ليكي ولولدك وارميها علي الله. 


وفعلًا بدات نواره ترتب فبيتهم وتجهز فحالها، وخلت ابوها شيع لعادل في السرايا يقوله يجي بعد بكره.. نفس الميعاد اللي حدده عزام عشان تتم اغرب جوازه. 


وعدى اليوم وجه الليل ونواره مجالهاش نوم، مكانتش ناويه تطلع للصيد تاني، بس من قلقها مجالهاش نوم، فقررت انها تطلع للنيل، ترمي شباكها وتودع بيتها اللي كبرت واتربت فيه. 


وصلت للمركب ورمت الشبكة فوقه ولسه هتفكه سمعت صوت من وراها رجفها:

-مش المفروض انك عروسه وقاعده عتتزوقي لعريسك دلوك؟ ايه مطلعك تصيدي تاني، مش خلاص صدتي الصيدة الكبيرة. 

لفت وشافته عزام وكان لوحده، فردت عليه وهي عتربع اديها علي صدرها:

-وانت مالك.. ايه يخصك اطلع ولا مطلعشي، اصيد ولا مصيدش.. ايه مزاولك مني؟ 

وبعدين جاي ليه لحالك، فين خطيبي وابو ولدي، وراجلي في المستقبل، مجبتهوش معاك ليه؟ 

عزام:

- مفاضيشي، قاعد يخطط ويرسم ويظبط.. اصله مهندس عاد والتخطيط لعبته.. وبعدين مستعجلة على ايه دلوك تشبعي منيه راجلك وابو ولدك. 

ردت عليه نواره بدلع وهي عتميل عشان تفك المركب:

-يااااااه.. الله يجيبك قوام يابعد بكره. 

مسكها عزام من دراعها وشدها بعنف خلاها اتعدلت وقالها وهو عيوطي يفك المركب موطرحها:

-الله يجيبك ياطولة البال.. متوطيش إكده قدام راجل ياجاموسه.. محدش قالك عيب ولا من نفسك متعرفيش العيب؟ 

ردت عليه بعصبية:

-له اعرف العيب زين، بس اللي واقف في نصاص الليالي مع وحده أرمله فوسط الهيش ومخايفش الناس لو شافتهم تقول ايه، وميهموش سيرتها تتجاب بالشر، وفوقها متجوز ولساه عريس جديد وعروسته متهنتش بيه ولا اتهنى بيها هو ديه اللي لازمن يعرف العيب قبل مايتكلم عنيه.. ولو على تنيتي وعدلتي فاني عشتغل والعقده عالناظر هو اللي يغض بصره يامتعلم يابتاع المدارس، مش نهملوا اللي عيضروب بالرصاص ونمسكرا اللي الطلق عياجي فيه ونقولوله ليه انت واقف قدامه ماانت الغلطان. 


رد عليها عزام بغيظ:

-لسانك ديه. 

نواره

-ماله.. نخرسوه كمان عشان خاطر جنابك ولا ايه؟ 

عزام:

-له. متخرسيهش واطلقيه علي كيفك، بالك انتي عامله زي ايه.. عامله كيف الكلب الجبان اللي كل مايشوف حد من بعيد يقوم وينبح عليه ويعمل قلبان، بس وكت مالحد ديه يقرب عليه وهو عيشاورله بطوبه مطلقوش الكلب الا واخد ديله فسنانه وهاتك ياجري بكل سرعته. 


نواره:

-تشكر عالتشبيه ياواد الاصول.. ونصيحه مني عشان متشوفش انياب الكلب اللي عتقول عليه جبان ديه مغروزه فكرشك دلوك غور من قدامي. 


عزام مسك فكها وعصره بقبضة يده وقرب منها وقالها:

-كلمة غور دي متتقالش لعزام يانواره فاهمة.. وصيد مفيش وهتعاودي عالبيت دلوك من سكات، وإلا اطمسك وادوس علي راسك في الميه لحد ماتفطسي ولا ليكي ديه. 


نواره:

مردتش عليه بس ميلت وزقت المركب اللي فكه بكل قوتها وركبت فيه بسرعة ومسكت المجداف، واول ماعزام مد ايده عالمركب يمنعها ضربته علي يده بالمجداف وفلتت المركب من ايده.. 

ودخلت بيه لجوه ووقفت عالمركب مبتسمة بإنتصار ومسنودة عالمجداف، 

وفضل عزام باصصلها بعيون عتقدح شرار وعفاريت الدنيا عتتنطط قدام وشه.. ومشي من قدامها وهملها تفرح بإنتصارها القصير، وابتدت هي تعدل في الشبكة عشان ترميها، ومش منتبهة للي رجعلها علي ضهر مركب مع صياد تاني ونط على مركبها، ومسك المجاديف وجدف للشط ومهتمش لإعتراضها ولا لكلامها، واول ماوصلوا مسك دراعها وسحبها على بره.. 

حاولت تقف عشان تجيب الشبكة حتى أو تربط المركب لكنه قالها:


- لو ممشتيش من سكات معاي هولع في الشبكة والمركب وانتي جواهم.. اني قلة ادب معاوزش، وان كان مؤمن قصر فربايتك اني سداد، واللي مكملش نكملوه. 

وصلها عند البيت واستني لغاية مافتحت ودخلت وقبل ماتقفل الباب قالها:

-خيالك مشفهوش بره الباب وتكني لحد بعد بكرة لغاية مااجيبلك عريس الغفلة يعقد عليكي وياخدك ويغور بيكي خالص من البلد. 


قفلت نواره الباب فوشه بعنف ووقفت وراه تنفخ وتفش وهي حاسه انها هتطق من الكيد، بأي حق يتحكم فيها، وبأي عين يحكم عليها، وبأي وش واقف قدامها يديها أوامر؟ فهمست لروحها وهي داخله أوضتها تاخد غيار:

-صوح اللي اختشوا ماتو. 



أما عند نجمه... 


باب اوضتها خبط واتفتح فطلت منه ماجده عمتها بدماغها وبعدها دياب عمها، ومعاهم جمال وماهر ولاد نادر وعيونهم كلهم علي القرده، وماجده قالتلها:

-أبله نجمه ممكن ندخل نلعب مع القردة شويه.. بليز. 

نجمه:

-للقردة حامل ياميجو ومش حمل فرهدة، ومش للعب. 

دياب:

-انتي فهمتينا غلط على فكرة إحنا بنقول نلعب معاها مش نلعب بيها، احنا جايبينلها موز وسوداني ومكسرات وحاجات كتيرة. 

نجمه اتنهدت وقدام اصرارهم وافقت وقالتلهم:

_طيب ادخلوا اكلوها، بس محدش يحاول إنه يشدها او يشيلها مفهوم. 


كلهم هزوا دماغهم بموافقة ودخلوا للقردة اتلموا حواليها وفضلوا ياكلوها، ويتصوروا معاها، وليل كمان دخلت وراهم وقعدت جنب نجمه اللي كانت سرحانه وباصه للقرده وقالتلها بحنان:

-نجمتي، اني خابره ان الفراق واعر، بس يعني الناس لو هتقف عنده حياتها هتقف وهيخسرا من عمرهم وقت هما احق يعيشوه، وكل ماكان الواحد سريع فانه يتخطى ويعيش هيكون كسبان..وانتي يابتي شغلتك هينه معشتيش معاه كتير ولا اتولدت مابينكم المودة والرحمة اللي عتنزل بين المتجوزين، كل حاجة حصلت قوام خطوبة وجواز وحبل وموت، مفيش حاجة خدت وقت طويل عشان تعلم


نجمه:

-اتخطى ايه ياأمي بس، المشكلة انتي شايفه اننا عشان معشيرناش بعض كتير النسيان هيكون سهل، وبابعكس بقي انا شايفة ان دا سبب ادعى لأن حزني عليه يكون مضاعف، أنا وإيان ملحقناش نعيش، حاساه مات بس روحه لسه مفارقتش الدنيا، هايمه حواليا وهتنجرح لو لقاني نسيته وابتديت اشوف حياتي.. طب تعرفي انا احيناً بحس ان روحه سكنت القردة، نفس بصاته الحنونه ليا بشوفها فعنيها. 

وهنا كل اللي كانوا حوالين القردة بيلاعبوها وسمعوا كلام نجمه بصوا لبعض ورموا اللي فأديهم وطلعوا من الأوضة جري، وليل غصب عنها ضحكت، ونجمه ابتسمت، وليل قالتلها:

-اهم العيال دلوك هيخافوا يدخلوا الحمام بالليل وهيعملوها علي روحهم، وبالذات عمك وعمتك عيال موده الجبانه..واوضتك ولا هيهوبوها. 


نجمه:

-احسن كده خليهم يبعدوا عن قردتي.. المهم انا حقيقي عايزه اروح الفيلا ياماما، انا حاجتي كلها هناك، واديني روحت ومحصلتش أي حاجة، انا عاقله متخافوش عليا. 


ردت ليل عليها بإعتراض:

-محصلش حاجة عشان مقضتيش فيها وكت طويل لحالك وعقلك موداش وجاب ولا بيتي فيها ليلة لحالك وشوفتي ايه اللي هيجرا ووسواسك هيعمل فيكي ايه.. هملي مسألة مرواحك الفيلا يانجمه الفتره داي، ولو علي حاجتك اني هروح بنفسي اجيبهالك اني ووحده من خالاتك، اهبطي وارسي عشان اللي فبطنك حتى، وحاولي تذاكري عشان تعوضي، مش كنتي عتقوليلي إن جوزك كان اهم حاجة حداه دراستك وجامعتك، يوبقي لو صوح حاسه ان روحه حواليكي ومحاوطاكي فرحيها وحققيله اللي كان نفسه فيه. 


اتنهدت نجمه واقتنعت جدًا بكلام امها وردت عليها بهدوء:

-عندك حق ياماما، انا فعلا لازم اعمل كل الحاجات اللي إيان كان بيتمناها ونفسه فيها.

حضنتها امها وباست جبينها ودعتلها كتير وبعدها سابتها عشان ترتاح وخرجت رتحت على أوضتها عشان ترتاح هي كمان. 

اما نجمه ففتحت الفيس وفضلت تقلب فيه شويه، وشافت التايم لاين كله بيتكلم بالمتغطي عن انقلاب وثورة وقررت ان دا هو الوقت المناس إن الدولة تعرف بأمر الفيروس، يمكن يكون نافع في حاجة، أو يساهم في تعزيز خطة دفاع البلد عن نفسها، وافتكرت المكان اللي دافن فيه إيان الفيروس والمصل واللي قالها عليهم بورقة مكتوبة وقطعها وحرقها بعد ماقراتها فورًا. 


فاتصلت بأبوها وعرفت منه ميعاد رجوعه للفيلا، وقررت انها تديه الفيروس وهو يشوف هيوديه فين ويتعمل بيه إيه. 



أما عند مصريه في السرايا.. 


مصريه:

-مالك ياعزام مش علي بعضك ليه ووشك مقلوب، هو فيه حاجة في الشغل معكننه عليك ولا ايه؟ 


رد عليها عزام بعصبية:

-يوووه الشغل الشغل، مفيش علي لسانك وفعقلك غير الشغل الله ملعون الشغل عالعيشة والعايشينها ياشيخه. 


مصرية:

-يوه.. هو فيه ايه طيب.. ياسيدي خلاص ماسألينش على حاجة، قولي طيب هحط ايه لضيفك عالغدا، عايزه اعمله اكله جديدة حلوة ترم عضمه. 

عزام:

-سم.. اعمليله سم فيران يشربه وشوية سم حطيهم عالوكل واتوصي عايزه يفرفط قوام. 


مصرية:

-واه؟ 

عزام:

-روحي يامصرية من قدامي بلا وه بلا هه واعمليله اللي تعمليهوله، اني اصلا بكره هزعطه على بلدهم كانت جيته سو ووشه فقر.. اقولك صوح تعالي قبل ماتعملي حاجة، خدي دول. 

قالها وهو عيحط ايده فجيبه ويطلع منه علبه قطيفة مربعه:

-امسكي البسي شبكتك اللي مجبتهالكش، هديتي ليكي. 

خدتها مصريه وفتحتها وكانوا جوز اساور، لبستهم مصرية وهي بتضحك بفرحة، وشافتهم احلي هديه، مع انهم بفلوسها، بس كون انه افتكرها وجابلها حاجة وهو مش مشطر دا فحد ذاته حاجة كبيرة قوي عندها. 

ومكانوش الاساور هما كل اللي طلعه عزام من جيبه، عشان بعدهم حط ايده فجيبه مرة تانيه وطلع منها كام ورقه شكلهم خضر، مصرية اول ماشافتهم عرفتهم"عقود" 

بلعت ريقها وفرحتها بالأساور اختفت من بعد ماقالها:

-روحي هاتي البصامة والختم من جوه يامصريه وتعالي ابصمي واختمي. 

سألته مصريه بحس يادوب طالع:

-على كل حاجة ياعزام؟ 

رد عليها بهدوء:

-له يامصرية متخافيش، مش على كل حاجة، عاللي يرضيني بس وهسيبلك اللي يكفيكي، بس قبل اي حاجة عايز نفسك تكون راضيه. 



ردت عليه بعد مااتنهدت وبصت للأساور اللي فيدها، واللي حست انهم ممكن يكونوا كل اللي هتطوله من مالها وأملاكها:

-ماشي ياعزام، بس عالعهد.. هتفضل معاي لحد ماأموت وتدفني بيدك مش هتفرط فيا ماشي. 


عزام:

-استنينا يامصرية. 

دخلت بعدها جابت الختم والبصامة وسلمت إمرها وبصمتله وختمتله بعد ماقايضت كل املاكها بليله وحده معاه وشافت ان قربه يسوا. 

وبعدها جهزت الوكل وخده عزام لعادل وراحله وهو ووشه مقلوب ورزع الصينيه قدامه رزع، فبصله عادل وقاله:

-ماتاجي تهبدها فوق دماغي احسن ياعزام، يابوي لو تقلت عليك قول واني اروح اقعد حدا نسايبي واعفيك من قعدتي حداك؟! 


عزام:

-خطي بس هناك من وراي وشوف ايه اللي هيجرالك مني..مد يدك وكل عشان هتاجي البندر معاي وراي شغل ومينفعش اهملك لحالك عيب. 


عادل:

-لا روح انت مش عيب ولا حاجة انا هقعد جنب عمي شاكر، قعدته مسليه وانا حبيته قوي. 


عزام:

-له هتاجي معاي، حبيته دبيته مليش فيه، هتطفح ولا اشيل الوكل ونمشول على إكده 

عادل:

-عزام انت مالك، فيك ايه؟ 

عزام:

-محسود ومتنكد.. قوم يلا قبل مااطلع نكدي عليك. 


كل عادل وهو مستغرب من معاملة عزام ليه من ساعة مااتكلم على نواره، وحتى ابوه مستغرب عليه وعلى حالته،، بس عادل مكانش حاطط فدماغه، عشان اللي ليه عند عزام وفي البلد عموما هي نواره، وهياخدها من هنا وحتى عزام مش عايز يعرفه بعد كده. 


وإخد عزام عادل عالبندر، وقعد معاه لغاية ماخلص مصالحه واستغل عادل الوقت وحلق وظبط روحه، واشترى علبة شيكولاته لنواره واهلها يدخل عليهم بيها بكره، ورجعوا عالسرايا وهما الاتنين عيستعدوا لبكره واللي هيحصل فيه. 


اما شاكر فكان واعي لولده لا علي حامي ولا على بارد، عارف ان نفسه فنواره وزعلان عليها، بس كان عيحمد ربه انها جالها اللي هياخدها ويزيحها من طريقه، صوح هي احسن من مصرية الف مرة، بس مصرية هو عارف انها مرحلة مؤقته، ومش هتخلف، وعزام كده كده هيتجوز غيرها، بس غيرها دي برضوا مينفعش تكون نواره. 



وجه بكره قوام، وجه الميعاد.. عزام واقف فأوضته قدام المراية عيستعد، وراح لعادل اخده بالعربية ومعاهم علبة الشيكولاته وطلعوا.. في الأول جابوا المأذون وراحوا بيه علي بيت مؤمن. 

نواره كانت جاهزه وعيشه طابخه وكل حاجة على سنجة عشرة، ودخلوا الرجالة البيت ومؤمن كان فإنتظارهم.. 

جابت نواره الشربات وعيشه كانت سابقاها بالدخول وهي شايله رزق، وقدمت نواره الشربات وقعدت جار خالتها عيشه وعينها في الأرض، مش قادره ترفعها عشان محدش يشوف فيهم النار اللي نفسها تحرق بيها عزام.. عزام اللي فتح الكلام وقال:


-عم مؤمن احنا جايين نطلبوا يد بتك نواره للجواز على سنة الله ورسولة، جينا من الباب اللي معيتردش فوش حد خبط عليه طالب حلال ربنا. 


رد عليه مؤمن:

-يااهلا وسهلا ياولدي، بأمر الله طلبكم مقضي والقبول موجود. 

عزام رد عليه وعينه علي نواره:

-له واضح القبول ياعمي بصراحة.


ردت عليه عيشه اللي كانت حاسه بنوارة عشان الموقف دا عاشته قبلها بحزافيره وحاسه وجعه:


هملك من القبول والرفض دلوك وتم مهمتك اللي جاي فيها ياعزام. 


رد عليها عزام بهدوء:

-ايوه معاكي حق والله ياخاله، يلا ياسيدنا الشيخ شوف شغلك. 

المأذون:

-بطاقة العريس وبطاقة العروس. 

اداله مؤمن بطاقة نواره وعزام حط ايده فجيبه وطلع بطاقة اداهاله 

فابتدى الشيخ يكتب البيانات، وبعد ماخلص بصلهم وقال:

-اين وكيل العروس؟ 

شاوروله على ابوها، وبص ناحية عزام وعادل وقال:

-يلا ياعريس حط ايدك فأيد حماك. 


فمد مؤمن ايده عشان يمد عزام ايده ويحطها فأيد مؤمن، فبص مؤمن لايد عزام بإستغراب، وزيه بصت نواره وعيشه، فرد عليهم عادل يقطع الحيرة:

-معلش ياجماعة اصلنا غيرنا حاجة بسيطة بس في الجوازة.. غيرنا العريس وبقى عزام، اصل انا راجعت نفسي ولقيتني لسه بدرس ومش حمل جواز ومسئولية، فقولت عزام إولى وانا وهو واحد. 


رفعت نواره اخيرًا عيونها على عزام وبصتله بنظرة ممزوجه مابين الصدمة والزعل والعتب والاستغراب، الفرحة والرفض، ولسه هتتكلم وتعترض فقالها عزام:

-نواره نكتب الكتاب وهنقول كل اللي نفسنا فيه، كل اللي عنده حاجة هيقولها، بس خلينا نتجوز الأول وهفهمك على حاجة مهمة لازم تعرفيها... 


بدء المأذون في كتب الكتاب ونواره مش فاهمة حاجة، بس موافقه ومن جواها عتضحك رغم الوش الخشب اللي مصدراه لعزام اللي في النهاية غيرته جابته وأكدلها إن إحساسها الخفي بأنها شاغلة حيز جواه طلع صحيح، وانه جايز يكون طمع ففلوس مصرية، بس في النهاية مقدرش يتخلى عن اللي قلبه عايزها. 


اتكتب الكتاب والمأذون مشي، وبعدها عزام حط ايده فجيبه وطلع باقي رزمة الفلوس اللي ادتهاله مصرية أول يوم جواز واداهم لعادل وقاله قدام الكل:

-امسك، دول رزقك اللي جابك من بحري على ملى وشك من غير ميعاد، مكتوبينلك.. تاخدهم ووشك ملمحهوشي نواحي البلد خالص اقطع خبرك لو عتبتها. 

خد عادل الفلوس منه بفرحه واختار عصفور في اليد وساب لعزام الشجرة بعصافيرها ورجع من موطرح ماجه، اما عزام فبص لخالته عيشه وقالها:

-اتوحشت وكلك ياعيوشه، متاخدي جوزك يساعدك وتغرفيلي لقمة آكلها جعان. 

اتبسمت عيشه وهي عتتأمله بمحبة وقالتله:

-حمدالله عالسلامة ياعزام، فكرتك مش معاود تاني. 

رد عليها وهو عيقرب منها ويمسك وشها بين كفوفه ويطبع بوسه حانيه فوق جبينها:

-طيب وهو ينفع الطير مهما بعد ميعاودش لعشه؟ ولا فيه عيل ميعاودش لحضن امه اللي مربياه مهما طال بيه الغياب! 

همي ياعيشه يلا ولدك جعااااان. 


قالها وكان باصص لنواره اللي بصت بعيد تداري شبح الإبتسامة اللي ظهر على شفايفها،والكسوف اللي غزا وشها.. 

أما عيشه فاتبسمت وخدت مؤمن وراحت بيه عالموطبخ لما حست ان ابن اختها الجوع كاتله، جوع من اللي صاحبه ابداً ميقدرش يتحكم فيه والوكل الحلال قدامه. 


أما عزام فاول ماعيشه ومؤمن دخلوا المطبخ.. بحركة مفاجئة حضن نواره من وسطها وضمها ليه وقرب من رقابتها شمها بشوق وهمسلها جنب ودنها وهو عيحاوط رقابتها بدراعه:

-من النهاردة الراس اليابس داي اتحطت بين حجارة رحايتي، وأي كلمة يطلعها اللسان الزفر اللي جوا خشمك ديه هلف الحجر واخليه يطحن راسك طحن،

و من الساعادي لحد آخر العمر خشمك مينطقش لعزام غير نعم وحاضر واللي تؤمر بيه ياتاج راسي، أقولك ارمي روحك في النار ترمي، فطي من فوق جبل تفطي، نطي فبحر فيه حوت فاتح خشمه. ومستنيكي تنطي. 


لفت عليه نواره وبصتله ورفعت حاجبها بتحدي ولسه هترد عليه حبس الكلام مابين شفايفها بطريقته، وأول مابعد عنها عشان تاخد انفاسها همسلها وهو واعي ملامحها عتلين:

-بالمحبة مش بالغصب.. هخليكي تعملي كل ديه عشاني وإكتر بالمحبة، وبرضاكي. 

وعقلك ديه ميفكرش غير فكيف ترضي عزام وتعملي ايه عشان تفرحيه وتريحيه.. هكون شغلك الشاغل من دلوك لآخر يوم فعمرك. 


همستله نواره وهي دايبه من إحساس جديد عليها ومش قادره تتحمله من حلاوته:

-ولو دا محصلش ولقيت مني تقصير فحقك وإهمال.. وعقلي مشغول بكل حاجة إلا انت تعملي ايه؟ 


عزام:

-مش هعملك حاجة عشان ببساطة مش هتكون غلطتك، هيكون عيبي، عشان كل اللي هتعمليه هيكون رد فعل للي اني ععمله معاكي، فلو انتي قصرتي فحاجة هفتش فنفسي واراجع أفعالي قبل مااحاسبك. 


اتنهدت نواره براحه تشبه راحة حد كان فوق صدره حجر كبير وانزاح، وحاوطت رقابته بأديها وحطت دماغها على صدره وحست بأمان الدنيا كله، وبعدها رفعت وشها وفضلت باصاله وتتأمله وتحاول تخلي عيونها يأكدوا لقلبها وعقلها ان قربه حقيقة مش خيال.. 

وفجأة! ملامحها اتغيرت ورجعت لحالتها الاولانيه وحاجبها اترفع،فبلع عزام ريقه وقالها:

-فيه ايه تاني؟، تصدقي بالله رفعة حاجبك داي عامله كيف دقة الطبول اللي عتعلن عن. حرب جاية.. مال وشك اتقلب ليه مالسه من هبابة كنتي ناعمة كيف الغريبه! خلاص جات وردية الجني الغبي اللي لابسك؟ 

نواره:

-اني هعيش فين ياعزام؟ 

عزام:

-هتعيشي في الدنيا، وبعد ماتموتي وتُبعثي وتتحاسبي هتشوفي عاد هتعيشي في النار ولا في الجنه. 

نواره:

-مش وكت مسخرة وهزار ياعزام، اني عسألك هعيش فين؟ 

اتنهد عزام ورد عليها بهدوء:

-تعيشي فأي موطرح إلا السرايا يانواره، مش هاخدك فبيت اني عن نفسي ضيف فيه.. ولا هادخل على الوليه اللي فتحتلي بيتها بضرتها القديمة واقولها شوفي عملتلك مفاجاة متخطرلكيش على بال.


نواره:

-بس السرايا مش سرايتها لحالها، سرايتي وسراية ولدي كمان وليا فيها حق. 

عزام:

-لا سرايتها لحالها. وانتي وولدك ليكمش فيها شبر، اني عارف اللي ليها واللي ليكي ولولدك، وحقك وحق ولدك بقوا معاي وفجيبي، مستني بس اروح اسجلهم في الشهر العقاري عشان يبقى كله قانوني واقدر بعدها اسلمهولكم.. ولو مصرية شمت خبر عن جوازي منك قبل مادا يحصل اعتبري إن كل اللي عملته ضاع.. يعني تقدري بعد شهر مثلًا تبني ليكي ولولدك سرايا احسن من سراية مصرية واكبر وتقعدوا فيها.

واما بالنسبة ليا هسكنك فين ففي الوكت الحالي اني مملكش اجيبلك عشه حتي.. اللي اخدته من مصرية دفعته لعادل خلوا رجل فيكي؛ عشان يغور ويبعد عنك، كنت ناوي آخد الخطوة بس لما اكون مستعدلها زين، اجيبلك بيت من حر مالي واعملك اللي يفرحك.. كنت فاكرك هتستني وتصبري هبابة، مش توافقي على اول كلب يتقدملك. 


نواره:

-واني ايش عرفني بديه كله، واحد بعد وقطع مننا واتقطعت اخباره، وراح اتجوز عدوتي. 

وكملت كلامها وهي عتزوقه بعيد عنها بكل حيلها:

-عمري ماانسى وقفتك جارها واحنا فوق قبر وفقي وانك كنت فجبهة العدو ومهملني لحالي، اوعى إكده اني مش موافقة عالجوازه داي طلقني. 


ضحك عزام وقرب منها مرة تانية وحاوط خصرها بأديه وهمسلها:

-ياعبيطة كنت فجبهة العدو مراوغة، عميل، جاسوس وفي النهاية عاودت لوطني بالفوز والغنايم.. ولا املاكك وأملاك ولدك مش غنايم؟ انتي متعرفيشي اني قاسيت كيف في الأيام اللي فاتت ولسن عقاسي وهقاسي،وكله لجل عيونك الحوله دول وعيون ولدك. 

ديقت نواره عنيها وردت عليه:

-لا مش لجل عيوني لحالي، وعشانك انت كمان، عشان تعيش فسرايا وتركب عربية وتبقي صاحب أملاك. 


عزام:

-مش عيب ولا حرام. 

نواره:

-يوبقي متعملش روحك ضحيت عشاني بس.. ودلوك نتكلموا في الأهم.. رزق هتكتبه ميته بإسمك؟ 

رد عليها عزام وهو مديق حواجبه:

-ومين قال اني هكتبه بإسمي؟ اصلًا حرام ومينفعش. 

بعدت عنه نواره خطوتين لورا وهي مصدومة وسألته:

-معناته ايه كلامك ديه؟ يعني رزق هيفضل من غير إسم؟ طيب مقولتش ليه إكده قبل الجواز؟ اني فكرت انك هتعمل اللي كان صاحبك هيعمله، هتدي اسمك لولدي قبل أي حاجة، وانا دي حداي اهم حاجة ، اهم من الفلوس اللي جاي تديهاني، اهم من الأملاك،.. ليه مخيرتنيش واني كنت هختار اب ونسب لولدي عن الفلوس؟ 


عزام:

-يانواره افهميني. 

نواره:- له ياعزام مش هفهم حاجة، خد الفلوس اللي جايبها وخد بعضك وفارق، وشيع لصاحبك وخد منيه فلوسك وقوله رجعنا في الجوازة وتعالا كمل بدالي. 

رد عليها عزام بعصبية:

-نواره اصحي لكلامك عشان متصرفش معاكي تصرف تزعلي منيه واحنا لسه فأولها.. انتي حتى مش صابره تسمعيني وتعرفي اللي فدماغي، طلقتي زعابيبك من غير ماتفهمي.. ودي اول واكتر وأعظم حاجة عكرهها في البني آدم اللي عتكلم معاه وكفيلة تقفلني منه نهائي..

 انا كل همي اننا نستنوا واني هحاول مع مصرية بكل الطرق اني اعرف موطرح وفقي ونفتحوا القضية مرة تانيه والواد ياخد إسم ونسب أبوه الحقيقي، عايز كل حاجة تمشي صح وفمسارها المظبوط، ومع تسرعك واستعجالك وأحكامك الظالمة عمرك ماهتخلي دا يحصل، وبيعتيني فلحظة وعادي تتجوزي راجل غيري وتقوليها فوشي بكل بجاحة ولا هامك هحس بأيه بعدها. 


نواره:

-عشان ولدي ياعزام..ولسه عند قولي، ياتكتبه بإسمك ياكل حي فينا يروح لحاله. 

عزام:

-حتى لو عشانه يانواره، برضك عتوجع. سلام دلوك ونبهي على ابوكي وخالتي مفيش مخلوق يعرف باللي تم، رجلك متخطيش برة البيت، ومتشيعيليش لغاية مااني اجيلك، ولو مشوفتلكيش حل فموال ولدك.. هديكي فلوسكم وكل واحد يروح لحاله، بس اني مش هكتب على اسمي واد مش من صلبي ومش ضامن بكرة ممكن يحصل ايه..


 وساعتها هيكون معاكي اللي تقدري بيه تشتريله بدال الأب عشره وبدال النسب ميه. 


خلص كلامه وطلع من البيت بسرعة وغضب، وقعدت نواره علي الدكه عاقده وشها وحاسة ان عزام مفيش مرة يديها فرحة كاملة، إلا لازم ينقص من الفرحة حته تضيع حلاوة كل اللي عمله. 

طلعت عيشه بالوكل ومعاها مؤمن بالعيش، وبصوا لنواره، واتلفتوا حواليهم ملقوش عزام فسألها ابوها:

-وه، راح وين جوزك يانواره مش كان عيقول جعان؟! 


نواره:

-راح على بيته يابوي، على سرايته وعشه الحقيقي، عزام شكله هيفضل ليا ولولدي كيف الحلم، كل مااجي افكر انه حقيقة اصحى منيه. 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة