-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 47 - السبت 5/7/2025

  

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل السابع والأربعون

تم النشر يوم السبت 

5/7/2025



قاسم مكدبش خبر وكلم كامل اللي رحب جدًا بالموضوع، بس قاله الكلمة الأخيرة لزينب، لا ليا ولا لأمها، هديها وقتها في التفكير وآخد رأيها وارد عليك.. 


وقوام الخبر انتشر في العيلة كلها ووصل لنجمه اللي كان رد فعلها عادي وتعليقها الوحيد على الموضوع: "ربنا يتمم بخير ويسعدهم" 

 ورجع اركان مع شهاب للأكاديمية، قضوا يوم لان كان فيه تعليمات مهمة لازم يسمعوها وتدريب على التعامل مع قنابل الغازات المسيلة للدموع.. وتنبيه عليهم إن اللي فبيته سلاح مرخص يشتري رصاص مطاطي ويخليه عنده ويعلم اهل بيته استخدامه دافاعًا عن النفس، يشتروا صواعق كهربائية، رزاز فلفل، أسطوانات إطفاء حريق.. كل دا لازم يكون فكل بيت من بيوتهم الفترة دي، وكان واضح بإن فيه حدث مهم جاي قريب ودي الإستعدادات ليه، بس طبعًا مش كله عارف إيه هو. 


رجع بعدها اركان مع شهاب للفيلا والنهاردة تم الرد على ابوه قاسم بالموافقة على قراية الفاتحة، وهيروحوا هو وابوه وعمه غريب يقروا الفاتحة بعد بكره ويتفقوا على ميعاد الشبكة، وكل مالوقت يمر أركان يحس إنه بيقرب من نهاية طريق مش عارف موديه على فين.. بس لازم يكمله. 


راح الفيلا بتاعة عمه غريب بحجة انه ياخد شهاب معاه ويروح يحلق ويظبط نفسه، لكنه في الحقيقة كان رايح يلقي نظرة اخيرة على نجمة، يتأكد للمرة المليون من خلال رد فعلها إنه ماشي صح، مع انه بيتمني انه يشوف منها ولو تصرف واحد صغير يشككه بانها مهتمة لأمره او زعلانه عليه، بس للأسف لما راح كانت هادية وعاديه، حتى اتكلمت معاه علي غير عادتها وضحكت وهزرت وكأنها عارفه هو جاي ليه وبتسهل عليه مهمته وتقوله كمل.. انت صح وانا مش هتغير. 


فأخد شهاب وخرج من الفيلا بعزيمة شحنها من برود نجمة يقدر يكمل بيها مشواره..أو معركته الجديدة..واصبحت عنده قناعة بإن الحياة عبارة عن معارك مختلفة لابد ان تُخاض

والفارس الحكيم هو اللي يعرف ينسحب من ساحة المعركة في الوقت المناسب؛ لما يكتشف إنه في نزال نهايته محسومة والإستمرار فيه يعتبر انتحار. 


اما غريب ففي اليوم دا كان معاه متابعة مع دكتور ليل، فأخدها وراحوا يطمنوا، والحمد لله الحالة مستقرة والدكتور طمنهم إن ليل على وشك الشفاء الكامل، وتقريبًا كده ربنا استجاب لكل دعوة اتدعت لليل من كل اللي حواليها وطلعت من قلوبهم، وكل حاجة عملها غريب عشانها وكل صدقة طلعها ربنا تقبلها، وعشان كده حابب يشكر ربنا بصدقات أكتر وأكتر، 

فكر يعمل ايه أو يوزع ايه حلاوة شفاء ليل،

 وافتكر إن فيه وعد وعده لوحده في البلد بإنه يساعدها عشان خاطر ليل ونسيها، اللي حصل في الفترة الأخيرة خلاها غابت عن باله خالص، وقال لنفسه يمكن دعوتها هي والأمل اللي اديتهولها هو السبب فى شفى ليل، فقرر إنه قبل أول حاجة هيسافرلها ويحللها مشكلتها بأي شكل ومهما كلفه الأمر.. يحضر بس خطوبة اركان ويروحلها فورًا. 


عدى اليوم وجه اليوم اللي بعده.. اركان واقف قدام المراية فاوضته بيلبس ويستعد.. لبس بدله شيك ولبس ساعته ومسك برفانه رش منه، ولما بص لنفسه بصة اخيره محبش مظهره.. خاف تفهم تأنقه غلط وتقول إنه جاي يأثر عليها ببدلته وساعته وعطره الغالي.. فقلع البلده ولبس بنطلون وتيشرت، ولبس ساعة عاديه شعبية، بس البرفان رش منه لانه معندوش غيره، مفيش غير قزازة برفان نجمه، ودي مسكها ورماها في الباسكيت عشان يتخلص منها ومتكونش خيار تاني قدامه ابدِا. وخرج لامه وابوه، وشاف كوم الاكياس بتاعة الهدايا اللي جايباها أمه وكم علب الشيكولاتات والجاتوه وبصلها بإستغراب وسألها:

-ليه ياماما كل ده؟ 

جواهر:

-اسكت ياولد دا سلو ولاد الناس، لما يروحوا يخطبوا ياخدوا قيمتهم، وخد كمان خلي الخاتم الدهب دا فجيبك تحطوهولها عالصينية وانت قايم دليل علي أنها عجبتك وغير مبلغ تحطه جنب الخاتم مبدأيًا ٥٠٠٠ جنيه. 

اركان:

-حيلك ياماما ايه كل دا، انا رايح اتقدم لوحده ولا رايح اشتريها من أهلها؟ 

جواهر:

-دي عادات يااركان وتعملها وانت ساكت. 

اركان:

-طيب وبعد دا كله اهلها هيطالبوا بيها تاني ولا خلاص كده انا حر التصرف فيها؟ 

قاسم:

-لا ياحبيبي هتكون بتاعتك خالص ولو زهقت منها وحبيت تبيعها فسوق عكاظ تاخد معاك القسيمة وتبيعها بصُرة دنانير عادي، أو تعمل عليها مزاد واللي يزيدك دينار او دينارين اديهاله.. يلا شيل وقدامي عالعربية يابن الهبلة، هي الهبلة هتخلف ايه يعني؟ 


جواهر زعقت فيه بغضب:

-قاسم احنا رايحين نخطب لابننا يعني دلوقتي بقينا كبار مش صغيرين، وكلها سنه بإذن الله ويكون عندنا احفاد ونبقى جدود، يعني تحاسب علي كلامك. 


قاسم:

-هيطلعوا احفاد عبط زي جدتهم

قالها وشال العلب الباقية وخرج بسرعة وهو بيضحك وجواهر وراه بتكلمه بنرفزة وتطلب منه انه يحترمها قدام الناس وميهزرش الهزار الرخم بتاعه دا قدام نسايبهم، وهو بيضحك ومش رادد عليها وبيستفزها زي عادته. 


وصلوا عند باب البيت، وكانوا في استقبالهم رحاب وكامل ومعاذ، ويادوب قعدوا وجم وراهم غريب وليل وشهاب، وبعد شوية كلام وهزار جواهر بصت لرحاب وقالتلها:

-فين يارحاب عروستنا، هي مش هتيجي عشان نشوفها ونسمع موافقتها بنفسنا قبل مانقرا الفاتحة ولا ايه؟ لزمته ايه التقل دا بقى؟! 


 ردت عليهم ليل وهي بتقوم:

-البت مستحية ياجواهر هدي هبابة ولا مكنتيش عروسة ومستحية؟ 

اني هدخل اهه اجيبها واجي. 


دخلت ليل واخدت معاها علبة جاتوه عشان زينب تفتحها ويقدموا منها للضيوف، لكنها لقت زينب محضرة الضيافة وراصه جاتوه جميل من اللي بتعمله رحاب واللي ليل بتعشقة ومن ساعة مااتمنعت من السكر مداقتهوش، فأخدت قطعة واكلتها بسرعة وهي بتبص لبره على غريب بخوف، فضحكت زينب بخفة وقالتلها:

-على فكرة ياخالتو ممكن افتن. 

ليل:

-له مهتفتنيشي انتي حبيبتي والفتنه اشد من القتل، حطي حته مكانها واستري علي وتعالي يلا الناس مستنيينك من بدري والعريس عنيه هتبظ عيدور عليكي..بس ايه ديه انتي هتطلعيلهم باللبس ديه؟ 


زينب:

-ماله ياخالتوا ماهو لبسي العادي، إدناء وخمار! 

ليل:

-ايوه بس دي مناسبة خاصة يازينب، يعني تلبسي حاجة حشمة مقولناش حاجة بس تكون حلوة وتمشي مع المناسبة. 

زينب:

-لا ياخالتو دا لبس كل المناسبات المختلطة، مادام فيه راجل مش من محارمي فالستر أولى. 

إبتسمت ليل وطبطبت عليها وقالتلها:

-غلبتيني يابت رحاب، ربنا يكملك بعقلك ويرضيكي ياست البنات.. يلا طيب قدامي بزيادة تقل على قول جواهر الناس استوت. 


شالت ليل صينية الضيافة وزينب شالت صينية العصير وخرجوا، ليل الأول ووراها زينب، ومن أول ماطلت زينب اركان بصلها بإهتمام وتفحص وشافها كأنه بيشوفها لأول مرة... 

شافها بعيون عريس بيبص لعروسته.. أول مرة يركز فملامحها ويشوفها، كانت هادية وجميلة.. ملامحها مرسومة ومتناسقة مفهاش غلطة، وخفسة الدقن مع الغمازات وهي بتبتسم حكاية لوحدهم، فأبتسم اركان وبص للأرض مرضيش يطيل النظر وخصوصًا إن الكل عيونهم عليه ومركزين معاه مش فاهم ليه! 

اما زينب فقدمت العصير للكل وبعدها قعدت وعيونها في الأرض بخجل، ومرفعتش عيونها غير على عمها قاسم وهو بيقولها:

- هاه يازينب قوليلنا رأيك ايه فأركان بصراحة، موافقة عالجوازة ولا الناس دول ضاغطين عليكي وغاصبينك عشان يخلصوا منك وكامل ياكل منابك في الفرخة؟

اصله طول عمره طماع انا عارفه.. عاوز اسمعها منك

ضحكت زينب بخجل وردت عليه:

- انا بلغت بابا برأيي ياعمي وهو مبيغصبش حد فينا على حاجة ابدًا ربنا يباركلنا فعمره يارب. 

جوابها عجب قاسم وعجب كل الموجودين وأولهم أركان، بلغت موافقتها بس بطريقة ذكية ومتعدتش على ابوها، فرد عليه كامل:

-زينب موافقة بعد استخارة الله ياابو اركان. 

وهنا رد غريب وهو بيحط كباية العصير من ايده:

-طيب حيث كده بقى نقرا الفاتحه وخير البر عاجله عايزين نتعشى. 


قاسم:

-حيلك ياجدع انت اصبر هنتعشي ونشبع وناخد باقي الاكل معانا واحنا مروحين بس اصبر قبل الفاتحه نعرف طلباتهم الأول. 

كامل:

-احنا ملناش اي طلبات غير إن أركان يعامل زينب معاملة الإسلام ويحطها فعنيه وميزعلهاش، مش طالبين اكتر من كده. 


قاسم:

-هتكون فعنينا كلنا مش فعيون اركان بس، دلوقتي نقرا الفاتحة، وأي طلبات لعروستنا حماتها وخطيبها معاها وتؤمر باللي نفسها فيه. 


رفعوا اديهم وقروا الفاتحه ومع كل كلمة فيها كان اركان يقولها كأنها عهد بينه وبين نفسه وربه بإنه يحافظ على زينب وميأذيهاش بقول أو بفعل، ويحط كرامتها من كرامته مادام نوى إنها تشاركة حياته. 



وبعد قراية الفاتحة نزلوا اديهم، واركان وزينب جواهم إحساس جديد.. صحيح مختلف جوا كل واحد فيهم عن التاني، بس في النهاية جميل.

واركان من بعد الفاتحة قدر يرفع عيونه بحرية على زينب وعجبه جدًا لبسها المحترم وحجابها ووشها الطبيعي الخالي من اي ألوان. 


ومكانش لوحده المعجب بكل تفاصيلها دي، شهاب كمان كان يبصلها كأنه لأول مرة يشوفها وركز معاها مش عارف ليه، وشاف فيها جمال غريب مع انها لا عندها عيون ملونة ولا شعر أصفر ولا بياضها بدرجة بياض البنات الألمانيات، كانت رقيقة بطريقة غريبة! 


عدوا كام يوم من بعد قراية الفاتحة، جواهر ورحاب اخدوا زينب واشترولها الشبكة.. وجابتلها جواهر الفستان والإكسسوارات وكل حاجة محتاجاها من غير ماتطلب زينب اي حاجة، ومن اغلى مايكون.. 


وخلاص حددوا ميعاد الخطوبة وعشان الحبايب كتار اقترح غريب وليل انهم يعملوا الخطوبة ففيلتهم، وزينب شافتها فرصة لأول إختبار هتحط فيه أركان لما في اليوم دا يكون طول الوقت هو ونجمه قدام بعض قصاد عنيها. 


وتمت التجهيزات والنهاردة الشبكة.. نفس اللي حصل ففرح نجمه كان حاصل مع اركان فخطوبته.. الكل بيمثل الفرحة بس محدش فرحان من قلبه.. 

فكرة ان فيه كوشه وقاعده فيها نجمه مع حد غير اركان أو اركان قاعد مع حد غير نجمه مش مقبولة عند الجميع.. ماعدا جواهر ورحاب الوحيدين اللي كانوا مبسوطين للخطوبة ..

اما زينب فمكانتش قادرة تحدد لسه ياتري تفرح ولا تقلق ..طول الوقت عنيها بتراقب زي عيون صقر مستني لحظة ضعف من فريسته ..

متوقعه منهم نظرة حسرة عالأقل من اركان تجاه نجمه، او حتى لوم،


 لكن للنهاية اركان فضل محافظ علي ثباته وتقله وتجاهله لنجمه، ومع ذلك برضوا زينب حاسه انه مش هيقدر يسيطر على مشاعره ويفضل بالتحكم دا طول الوقت، ولابد هتضعف عيونه ..ولغاية ماجه ميعاد تلبيس الشبكة وهو دا تفكيرها، بس من اول مالبسها اركان الشبكة...من اللحظة دي وعيونه وتركيزه بقى كله معاها .كأنه كان مستني يلبسها الدهب ودبلته تبقى فصباعها عشان يصدق انهم خلاص اتخطبوا او يحس انه بقى أمر واقع.. فميل عليها وقالها بهمس وإبتسامة:

مبروك علينا حياتنا الجديدة يازينب مبروك علينا عشرة عمر وسنين هتكوني فيها انتي صاحبتي واختي وبنتي وحبيبتي.. والأقرب ليا من كل الدنيا دى، واتمني اكونلك انا كمان كل دول ..من النهاردة ..لا خليها من بكره ..عايزين نخطط لحياتنا الجاية.مستقبلنا ومستقبل ولادنا ..اساميهم والحاجات اللي هينفع ياخدوها مننا والحاجات اللي متنفعش ..قدامنا مشوار طويل مع بعض وكلام كتير يتقال ..مستعدة؟


ردت عليه زينب بهدوء وابتسامة رقيقة:

-اكيد مستعدة.. 

اركان:

-هتفضيلي الفترة الجاية وتكوني معايا بعقلك وتفكيرك وكل كيانك يازينب؟ 

زينب:

-اكيد هفضالك.. هيكون ورايا ايه الايام الجاية غيرك وغير مستقبلنا ولا إهم منكم؟


رد عليها اركان وهو بيتاملها:

زينب هو انا قولتلك قبل كده انك جميلة وملامحك هاديه وبريئة؟

زينب:

لا مقولتش.

رد عليها بهمس:

طيب اديني قولتهالك لاول مرة، ومش هتكون آخر مرة، كل ماهبصلك هقولك انك جميلة.

زينب:

-كل ماتبصلي.. حتى لو زعلانين مع بعض؟

اركان:

-حتى لو زعلانين مع بعض.. مع اننا مش هنزعل من بعض بإذن الله، أو هنحاول على قد مانقدر إن دا ميحصلش. 

إبتسمت زينب برضى وأمها رحاب طول الوقت مراقباها وطايرة من السعادة، وحست إن فحالة زينب دي ربنا عوضها لما استغنت عن حاجة حست انها مش ليها، غيرها كانت حاولت وعافرت واتمسكت، بس هي كان جواها ايمان بإن نصيبها هو بس اللي هتاخده، واهو طلع اركان في النهاية هو نصيبها. 


كل اللي يشوفهم من بعيد مندمجين بيتكلموا ومبتسمين يفتكر إن فيه مابينهم قصة حب، أما نجمه فكانت في عالم تاني.

حاطه ايدها على بطنها وإحساس غريب بتحسه لأول مرة مع أول ضربة من ابنها او بنتها، بيعلن بيها عن وجوده، عن كيانه، أو عن إن فيه حاجة بتحصل في اليوم دا هو المفروض يكونله رأي فيها


اما قاسم فكان واقف مع غريب وقاعد قدامهم يمان على الكرسي جنب ماهر وقاسم عمال يدايق فيهم، ومن وسط دا جه لغريب اتصال فرد عليه وملامحه اتغيرت وبص لقاسم ويمان وبهمس قالهم:

-شرارة الثورة انطلقت والناس بدأت تنزل للميادين، احنا لازم نتحرك فورًا. 


قاسم بص ناحية اركان وزينب وهمس بضحكة:

-بركاتك ياام قدم اخضر، ثورة مستنيينها وبنستعدلها بقالنا شهور قومتيها فليلة خطوبتك بمنتهى السهولة، ياترى وشك هيكون وش خير علينا وعالبلد ولا؟ 


إنسحبوا غريب وقاسم من الخطوبة بهدوء، وسابوا خبر مع شهاب لأركان عشان يحصلوهم الصبح عالمكتب،


 وادوا أمر بقفل الاكاديمية ورجوع الطلبة لأهاليهم، وكل واحد منهم دلوقتي بقى قادر علي حماية نفسه والناس اللي حواليه كمان.. 


وزعت القادات بعض من مجندين الجيش على الشوارع والاغلب طلعوا على الحدود، واكبر كوادر فأجهزة الدولة كلها اتجمعوا عشان يشوفوا هيعملوا ايه ويحطوا خطط للفترة الجاية، وكان الجيش هو القائد وقياداته هي صاحبة الكلمة العليا والرأي الأخير، وتمت السيطرة على الوضع بأكملة من غريب واللي زيه. 



أما أركان فالليلة دي قرر انها تكون لزينب وبس، خلصت حفلة الخطوبة واخدها هي وامها ووأمه ومعاذ اخوها وخرجوا عشان يتفسحوا، وداهم دريم بارك ودا كان احلى قرار منه.. وفرح الكل حتى أمه وخالته رحاب.. أما زينب الرزينه العاقلة أم كلام كبير وتفكير اكبر من سنها.. بمجرد ماوقفت قدام المراجيح والألعاب اختفى كل العقل واتبخرت الرزانة وبقت طفلة صغيرة بتتنطط من الفرحة لدرجة ان حماسها وفرحتهاوصلوا لأركان وبقى مبسوط زيها..ونفسه اتفتحت للعب والتنطيط كأنه رجع عيل صغير هو كمان زيها بالظبط! وزي ماتكون للفرحة عدوى بتتنقل من شخص لشخص، أو فيه ناس بتعرف تنشرها عاللي حواليها. وعمره ماكان يتوقع إنه فيوم خطربته على وحده غير نجمه يحس بفرحة وراحة كده! 


ركبوا كل الألعاب من غير مايسيبوا لعبة، أركان فازلها فلعبة النشان بكل الدباديب لغاية ماخسر الراجل صاحب اللعبة، بس في الآخر راضاه بفلوس،وكان كفاية عليه هو نظرات الفخر الممزوجة بفرحة من زينب وهي حاضنه كل الدباديب كأنهم ولادها، وآخر ماتعبوا راحوا قعدوا.. 


معاذ وامه وخالته جواهر على طرابيزه وأركان وزينب على طرابيزه بس بعيده عنهم شوية. 


أركان:

-مبسوطة؟ 

زينب:

-اووووي 

أركان:

-نفسك فحاجة اجيبهالك أو حاجة اعملهالك.. اي حاجة نفسك فيها قولي وهحققهالك، عايز اليوم دا يكون مميز عندك لأقصى درجة. 

ابتسمت زينب وردت عليه وهي بتحضن دباديبها بحب:

-هو فعلًا بقى مميز، معندكش فكرة عن السعادة اللي عايشاها دلوقتي حجمها قد ايه. 

اركان:

-ولسه اللي جاي معايا هيكون كله سعادة بأمر الله. 


فضلوا يتكلموا كتير، عن الاكاديمية وعن دراسة زينب وطموحها، هواياتها وامنياتها.. كان متوقع انها هتقوله مش عارفه ولا مرتبه لمستقبلها، بس طلعت مخططة لكل حاجة.. حتى الصيدلية اللي ناويه تفتحها بعد ماتتخرج من كلية الصيدلة اللي لسه هتدخلها كمان كام شهر مختارة مكانها! 


اندمجوا مع بعض في الكلام لدرجة انهم نسيوا نفسهم ونسيوا الوقت، لأول مرة اركان يقابل بنت مش كل مايقول حاجة تعترض أو كل مايجي يوجهها لحاجةَ ويقولها وجهة نظره تخالفه من باب العند أول مرة يعرف إن فيه بنت بتشوف غيرة الراجل على عرضه من حقه واللي غيرها بيشوفها تحكمات هي شايفاه عين العقل! 

أو بمعني ادق اول مرة يشوف بنت مش محتاجة توجيه أو تقويم، عارفة حدودها فكل حاجة والغلط عندها غلط والصح صح، برغم صغر سنها بس قادرة تحسس اللي قدامها ان التعامل معاها مريح وعندها ليونه ومرونة في تقبل النقد بصدر رحب مش عند حد! 


أما جواهر ورحاب فكانوا مشغولين بيخططوا لحياة العرسان وهيعملولهم ايه، ووصلوا حالًا للخلفة وبيختاروا مع بعض اسامي الولاد! 


ومعاذ بعد مالعب هو كمان وانبسط معاهم، فتح تليفونه وقعد يتشات مع اصحابه. 



وبعد ليلة جميلة الكل فيها كان مبسوط.. اخدهم اركان وروحهم بيتهم قبل اذان الفجر بشوية، ورجع هو وأمه على بيتهم.. 

وطول الطريق امه مبطلتش كلام عن زينب وفرحتها بيها، وانها النهاردة عجبتها اكتر واكتر وقد ايه كانت جميلة ووو.... 

واركان كان بيسمع ويطابق الكلام مع اللي شافه من زينب وتصرفاتها وكلامها وشايف ان كل كلمة بتقولها امه عنها فمحلها، وانها فعلا طلعت الذ مما كان فاكرها، وخطوبته ليها هي الخطوة الوحيدة الصح اليومين دول من كوم قرارات غلط. 


عدت الليلة وتاني يوم الصبح البلد كلها صحيت على خبر الثورة في جميع وسائل الاعلام، اركان وشهاب أول ماسمعوا الخبر كانوا عايزين ينزلوا الميادين مع الشباب بس غريب وقاسم منعوهم، وغريب قالهم بالحرف:

-ياولاد احنا دربناكم مش عشان تنزلوا الميادين، الميادين دي مهمتنا إحنا، انتوا تدريباتكم كانت لهدف حماية بيته وعيلته، كل واحد فيكم مسئول عن منطقته، يجمع الشباب ويعمل لجان شعبية عشان الفوضى ابتدت تعم والحكومة شكلها مش هتكمل، البلد دلوقتي في عناية ربنا والجيش وشبابها، حافظوا على حرمة البيوت وعلى الناس اللي متقدرش تحمي نفسها.. خلوا بالكم النت هيتقطع عن البلد كلها كمان ساعات، البلد هيحصل فيها تعتيم على الثورة الحقيقية واللي بيحصل فيها، التليفونات شبكاتها هتقع، مفيش حد هيعرف يتواصل مع حد. 


أركان:

-طيب يابابا بعد اذنك انا هروح اجيب جدي عبد السلام وجدتي ماجده في الفيلا عندنا عمامي مسافرين وهما لوحدهم. 


قاسم:

-روح هاتهم ياأركان ومتاخدهمش عالبيت عندنا خدهم وخد امك معاهم وروحوا على فيلا جدك ماهر، وشهاب كمان ياخد امه واخته نجمه هناك، مفيس ستات في الفترة دي يقعدوا فبيت لوحدهم، والرجالة مش هتكون متواجدة في البيوت وهتسكن الشوارع، لازم الكل يكون مع بعضه. احنا مش هنكون فاضيين الأيام الجاية ومش هنقدر نكون معاهم وانتوا بدالنا. 


سمعوا الولاد الكلام وكل واحد راح يجيب أمه واللي ليه، واركان كلم زينب ووصاها متنزلش من البيت لا هي ولا أمها تحت أي ظرف، وعدى عليهم قبل مايروح يجيب امه واخته وسألهم لو محتاجين حاجة، ووصى معاذ إنه ميتحركش من تحت البيت ويفضل مخلي باله عليهم.. أما كامل فكان من طلائع المتقدمين في صفوف المتظاهرين. 


وعلى نهاية اليوم كانوا كلهم متجمعين في الفيلا.. وأميره وسامح راحوا قعدوا مع راضي فبيته، وحسام نزل مع المتظاهرين

وعدوا كام يوم الأوضاع في البلد من سيء لأسواء، شهاب اضطر إنه ينزل للميدان يسعف المصابين لأنه بيفهم في الإسعافات الاولية وشاف ان الناس محتاجة اي حد بيعرف يطهر جرح أو يخيط غرزة، المستشفيات اتملت جرحى، فوضى محدش كان يتوقعها، الشباب بيتناوبوا علي حراسة الشوارع والبيوت.. 


 غريب متشتت بين ليل واهله ومتابعة الوضع..

قاسم زيه مابين جواهر مراته واخواته، يمان مع انه لسه مخفش كويس إلا انه رفض يقعد في البيت وراح عالمكتب وفضل معاهم فأوضة العمليات يراقب الوضع عن قرب. 


ومكانش ناقصهم في عز الوضع دا إصابة كامل برصاصة حية فكتفه، واللي خلته دخل المستشفى وبالعافيه لقوله مكان فاضي.. 

ورحاب ومعاذ جريو عليه وفضلت زينب في البيت لوحدها مستنياهم والقلق هيموتها، 

وأركان راحله معاهم وشهاب كان هو أول مرافقين الحالة وهو اللي شهد على اللحظات الأولي من إصابته لأنه كان في نفس المكان معاه وعمله الإسعافات الاولية. 


وزي مايكون اليوم ده يوم الإصابات.. عشان قردة نجمة واللي أجلت مشوار مرواحها بيها لمركز البحوث وسابتها معاها وخافت احسن ياخدوها منها وميعرفوهاش نتيجة التجربة.. وفضولها كان مخليها عايزه تعرف النتيجة بأي شكل وتشوف ابن القردة وحصاد تعب إيان هيتولد ازاي.. النهاردة فضلت تصرخ بطريقة غير طبيعية، كشفت عليها نجمة بجهاز السونار لقت الجنين نبضات قلبه بطيئة جدًا كأنه بيحتضر، وواضح إن رحم القردة فيه انقباضات وبكده دي حالة اجهاض واضحة. 

نجمه كانت هتتجنن، عايزه تنقذ الجنين بأي شكل،بس مش عارفه تعمل ايه أو تديله ايه.. فمكانش قدامها غير انها تاخدها فعربيتها وتاخد دياب عمها معاها ويروحوا بيها لأقرب دكتور بيطري أو مستشفى لرعاية الحيوانات، وفضلوا يلفوا كتير لغاية مالقو مستشفى فاتحه ودخلت نجمه بالقردة وبعد الفحص بلغها الدكتور إن الجنين مات بسبب تسمم حمل مفاجئ أصاب القردة، 

واداها علاج وقالها لو منزلتش الجنين من هنا ليومين تروحله عشان يعملها قيصرية ويطلعه منها عشان متموتش هي كمان. 

اخدت نجمة القردة فحضنها والحزن اللي حست بيه في اللحظة دي يشبه حزنها يوم وفاة إيان جوزها، عشان دي آخر حاجة كانت متأملة إنها هتفضل لإبنه من سيرته وأبحاثه وعلمه، 

ورجعت مع دياب عالفيلا ومتعرفش ليه طول الطريق كان قلبها مقبوض بجانب حزنها على القردة، وحاسه إن فيه حاجة كبيرة هتحصل، اكبر حتى من إن جنين القردة مات.. فطلعت تليفونها ورنت على باباها تطمن عليه هو وشهاب. 

ورد عليها وبمجرد ماقال ايوه يانجمة، ولسه هترد عليه حصل اللي أكدلها إن خوفها كان في محله... 

لقت ٤ شباب مسلحين هجموا عليهم واعترضوا طريقهم ووقفوا العربية.. سوجرت نجمه الأبواب وكانت العربية ضد الرصاص والكسر، لكن الظاهر إن دا مش كفاية قدام مواسير حديد ماسكينها فأديهم ونزلوا بيها علي قزاز العربية من الأربع جيهات، ودا اداها شوية وقت عشان تتصل بأبوها وهي بتصرخ بفزع وتقوله:

-بابا الحقني فيه ٤ هجموا علينا انا ودياب في العربية وبيكسروا فيها وخلاص القزاز مش هيقاوم كتير. 

وقف غريب وسألها بخوف:

-انتوا فين طيب، فاي منطقة وأي مكان، اسم الشارع بسرعة. 

نجمه ادته اسم الشارع والوصف وهو فورًا رن علي شهاب لأنه الاقربب ليها منه. 


أما فنفس الأثناء.. 

زينب مش عارفه حاجة عن أبوها، اخوها تليفونه مقفول وامها مبتردش، عرفت بس إسم المستشفى اللي هو فيها لما أركان بلغهم بيه، فلبست ونزلت من غير ماتهتم بتحذيرات امها وابوها واخوها ولا حتى اركان. 

وكانت النتيجة انها ركبت تاكسي وصاحب التاكسي مراحش بيها فطريق المستشفى وفضل يلف بيها من شوارع فرعية غريبة، ولما انتبهت سألته:

-ه هو احنا رايحين على فين دي مش طريق المستشفى؟ 

بصلها السواق في المراية ورد عليها بنبرة هاديه رجفت قلبها:

-متخافيش دي طريق مختصرة بعيد عن اللجان الشعبية والنوش والقلق اللي في البلد.. عشان نوصل بسرعة.. الا قولتيلي انتي إسمك ايه ياحلوة وفسنه كام، اتكلمي كده خلينا نسلي مشوارنا انا زي اخوكي انتي عندك كام سنه؟ 


مردتش زينب عليه وفتحت تليفونها وبعتت رسالتين وحده لأركان ووحده لمعاذ بتقولهم فيها:

-الحقوني انا مخطوفة... 


الرسالة وصلت بالظبط مع مكالمة غريب لشهاب واللي قاله بزعيق:

-شهاب اختك نجمه فيه ٤ طلعو عليها في الطريق وبيحاولوا يكسروا عليها العربية الحقها بسرعة.. واداه اسم الشارع، واركان بمجرد ماقرا رسالة زينب سألها في رسالة عن الشارع اللي هي فيه فردت عليه بإسم الشارع، ورفع عيونه على شهاب وقاله وهو بيتحرك على بره جري قبل الكل:

-شهاب زينب هي كمان مخطوفة وحالياً سواق التاكسي فشارع(.......)

 انا هلحق نجمه لانها الأبعد وانت خد معاذ ووروحوا لزينب هي على بعد شارعين من هنا، هتلحقوها لو جريتوا. 

خلص كلامه وكان اختفى من قدام عنيهم زي ماتكون طلعتله جناحات وطار بيهم في السما.. أما شهاب فكان بيجري هو كمان بكل سرعته ومعاذ وراه، اخدوا الطريق جري وطول الطريق شهاب بيخلي معاذ يكلم زينب وتكتبله هي وصلت لحد فين، ويكملوا جري، والغريبة انها رجعتهم تاني بالوصف ناحية المستشفى، لغاية مالتاكسي وقف فعلاً قدام المستشفى والسواق قالها:

-حمدالله عالسلامه يختي، متبقيش تطلعي تاني لوحدك من بيتكم في الجو ده الطريق خطر واحنا الرجاله بنخاف فمابالك لو بنت حلوه وصغيره زيك.. 

هزتله زينب دماغها بموافقه وطلعتله الأجره ادتهاله ومسكت تليفونها ورنت على معاذ وأول مارد قالتله:

-معاذ انا قدام المستشفى السواق طلع ابن حلال ومخطفنيش. 

رد عليها معاذ وهو بيقف عشان ياخد نفسه بتعب:

-عرفت وشايفينك انا وشهاب اهو. 

زينب:

-شهاب؟ امال فين اركان؟ 

معاذ:

-اركان راح ينقذ نجمه، دي بقى هي المخطوفة بجد مش انتي. 


جملته خلتها رفرفت بعيونها كذا مره قبل ماتهمس:

-راح لنجمه؟ 

يادوب خلصت الجملة ورن تليفونها برقم اركان، فردت عليه وأول حاجة قالهالها:

-زينب طمنيني عليكي، شهاب ومعاذ وصلولك؟ 

ردت زينب بهدوء:

-اه وصلولي، مع اني قلقتهم عالفاضي والسواق مطلعش سيء زي ماكنت فاكره.. بس اهو سوء ظن جه فوقته، المهم طمني وصلت انت لنجمه؟ 

اركان:

-انا في الشارع اللي هي فيه اهو وقولت اطمن عليكي، سلام انا شايف عربيتها اهي وكويس انك بخير . 


خلص كلامه وقفل مع زينب وسابها بتبلع ريقها بصدمة وبتردد:

-كويس إنك بخير؟!! 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة