-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 49 - الثلاثاء 8/7/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل التاسع والأربعون

تم النشر يوم الثلاثاء 

8/7/2025



رجع عزام على السريا وهو حاسس نفسه عايز يعاود على نواره يديها قتله يكسر عضمها، برغم انه متأكد انها بتهري من الغيظ دلوقتي وشايف ان حتى دا مش كفاية على الإحباط اللي رجعته بيه، بس اتراجع وهمس لنفسه:


-تعاودلها فين وانت ماصدقت انك هربت من قدامها، دانت على لحظة وكنت هترفع الرايه البيضة وتقعد معاها وتاكل الحمام وبعدها تحلي!

اثبت ياابو العزم واوعاك مره تهزك، الوحده لو داقت ضعف الراجل قدامها عتركب وتدلدل رجليها، وانت مش من النوع اللي عيتساق، لتفكرك مؤمن تاني وتبيع وتشتري فيك.


وصل قدام السرايا وكان هيدخل، بس رجع لورا لما حس انه مش طايق مصريه في اللحظة دي وبيتمني لو تختفى من حياته وتيجي مكانها نواره، وتكون هي سكنه الوحيد، بس للاسف الظاهر مصرية هتفضل الحجر اللي كل ماتصفى أموره مع نواره هي تتحدف مابينهم تعكر صفوهم.



عند أركان.. 

اول ماجات ليل طلع لخطيبته زينب وأهلها، استأذن ودخل، كامل ورحاب استقبلوه بحفاوه. 

لكن زينب كانت مقابلتها بارده، صح سلمت وابتسمت بس لمعة عيونها مطفيه ودي حاجة متخفاش على أركان. 

قعد معاهم كلهم شويه وبعدها استأذن عمه كامل إنه يتكلم مع زينب كلمتين على انفراد، واخدها وخرج بره للطرقه وقالها:


-ايه يازينب، احنا مش قولنا إنه ظرف طارئ، ليه الزعل دا كله؟

زينب:

-هو فين الزعل ده انا مش زعلانه.

أركان:

-وانا مش عيل صغير ميعرفش يميز اللي قدامه زعلان ولا لأ. 

اتنهدت زينب وردت عليه:

-معلش بس هو رد فعل على صدمة مش أكتر، كل وحده أو كل واحد يحب يكون هو رقم واحد عند شريك حياته والدنيا كلها تيجي من بعده، يكون هو الأهم، الأولى والأحق.. وبقولهالك بكل صراحة ياأركان"حتى المواقف الطارئة مبتغفرش الخذلان اللي من النوع ده".

سكت اركان معرفش يرد عليها يقول ايه، هي عندها حق فكل حرف، مش هيعرف يجاريها فمناقشة هو الخسران والغلطان فيها. 

طالت فترة السكوت فقطعتها زينب وهي بتسأله:

-أركان فيه حاجة عايز تقولها ولا ارجع الأوضه؟ 

اركان:

-للدرجادي مش حابه وجودي؟ 

زينب:

-مش حابه سكوتك. 

إركان:

-زينب انا آسف.. أسف على الشعور اللي حستيه ووعد مني هحاول انك متحسيهوش مرة تانيه. 

خلص كلامه فأبتسمت زينب ولسه هترد عليه الاتنين سمعوا صوت ليل بتنادي بعلوا حسها:

-داكتور، حد ينادي داكتور قوام. 


همسه خرجت من أركان "نجمه" 

وبعدها اخد السلم فكام خطوة ووصل لليل مسك اديها وبخوف سألها:

-مالها نجمه ياليل فيها ايه؟ 

ليل:

-معارفاشي بس عتقول إنها موجوعه وعتبكي. 

جرى اركان على تحت بسرعة، وليل رجعت لأوضة بنتها، أما زينب فكانت واقفه على السلم ومراقبه الموقف، نزلت لما شافت انها مينفعش ماتنزلش ولا تسأل على نجمه وتطمن عليها، دي مهما كان نجمه بنت خالتها ليل ومشافتش منها غير كل خير، ومش هتخلى حبة غيرة يغيروا اللي مابينهم. 


دخلت وشافتها بتتألم ووضعها صعب، واستها وفضلت معاهم لغاية ماأركان رجع بالدكتور وبجهاز سونار جاره فأيده.. 


كشف الدكتور على نجمه وطول الكشف أركان واقف جنب الدكتور ومراقب حركة ايده ونظراته لنجمه، وفنفس الوقت مراقب جهاز السونار والبنت وهي ظاهره فيه.. 

صورته في اللحظة دي فعيون زينب مكانتش غير صورة أب واقف بيراقب بنته وخايف على مراته، مش اي حاجة تانيه. 

فلقت نفسها بتنسحب للخلف من الصورة اللي ملهاش فيها مكان، مجرد نقطة سقطت سهوا من فرشة الرسام على حافة الصورة ملهاش معنى.. وصلت الباب وهتلف عشان تمشي خبطت فشهاب اللي سألها بخوف:

-مالها نجمه يازينب فيها ايه؟

رفعت عنيها عليه وبصت ناحية اركان ونجمه بصه اخيره وخرجت جري من غير ماتجاوبه، 

وهنا فهم شهاب إن اللي بيحصل مش عاجب زينب، والتمسلها العذر بصراحة، أصل خوف اركان على نجمه ولهفته عليها مفيش وحده تتحمله.

.والمفروض اي وحده كرامتها عندهاقبل اي حاجة متقبلش بالوضع ده، انما لو وحده بتحط اعتبارات تانيه قبل كرامتها هتقبل وهتكمل، فأخده الفضول يراقب ويشوف ويكتشف زينب من اي نوع، وبينه وبين نفسه حس انه هيزعل لو طلعت من النوع التاني مش عارف ليه؟! 


خلص الدكتور فحص نجمه وطمنهم إن التقلصات دي طبيعية فحالتها وعلقلها محلول وسابها وخرج، وبمجرد مابدأت ترتاح الكل أخد نفسه براحة، ودلوقتي بس اركان اتلفت حواليه يدور على زينب اللي ملقهاش! 

فقعد على الكرسي بتعب وهو مش عارف يقولها ايه او يبرر ازاي قلقه وخوفه دا كله على نجمه، طيب الأول كان يقول ظرف طارئ، لكن دي هيقول عنها ايه مشاعر طارئه؟ 


طلعت زينب عند مامتها وباباها وكان الدكتور بيفحص كامل وكتبله خروج لأن وجوده في المستشفى ملوش لزوم؛ الرصاصه طلعوها والحالة مستقرة والمستشفى مفيش فيها مكان من كتر الحالات. 

جواهر كانت هتتصل بأركان يروحهم بعربيته، لكن زينب اعترضت وقالتلهم انه مش فاضي ويطلبوا اوبر او ينزل معاذ يوقفلهم تاكسي افضل. 

وفعلًا نزل معاذ قبلهم يعمل تذكرة خروج ويشوف تاكسي ونزلوا وراه هما التلاته،

 وأول مااركان وشهاب طلعوا عشان يطمنوا علي كامل بعد مااطمنوا على نجمه لقوا الاوضة فاضيه! 

وقالولهم انهم عملوا خروج ومشيوا يادوب من شويه! 

رن اركان على زينب مردتش، فرن على عمه كامل وسأله عن السبب فأنهم مبلغوهش بخروجهم، فقاله إن زينب قالتلنا انك مشغول ومش فاضي. 

فسكت اركان وعرف ان المسألة تصاعدت عن زينب لأعلى قمم الغضب،وتصليح كل دا هتكون صعبة ومرهقة. 


رجعوا لأوضة نجمه واركان حاول يتصل بزينب مرة بعد مرة، وكل مره مفيش رد وفي الاخر تليفونها اتقفل، وكل دا شهاب مراقبه بفضول غريب! 


عدت الأيام والثورة بدأت تحقق مطالبها، الجيش ماسك البلد بقبضة من حديد، مامنها داخليًا وخارجيًا وعالحدود، الحالة العامة بدأت تستقر.. طبعًا الخساير كبيره بس كل تمرد وله قرابين. 


اركان، شهاب، قاسم، غريب و يمان الكام يوم الاخيرين مبقوش يدخلوا بيوتهم، غياراتهم وطلباتهم كان معاذ ابن كامل مقسم نفسه مابينهم وبين الثوار يروح يجيبهالهم، اكلهم شربهم ، والفيلا بكل اللي فيها كانت في رعاية نادر. 


نجمه حالتها استقرت وراحت عالفيلا والكل حواليها فخدمتها واركان بيطمن عليها بإستمرار، وزينب بترد عليه بس كلامها معاه تقيل.. 

كلمتين ورد غطاهم وهو مكانش بيدقق عشان مش وقته، بس هي اعتبرت ان دا قلة تقدير منه. 


طول الايام اللي فاتت عزام مفكرش يروح لنواره مره تانيه ولا حتى عدى فطريق عارف انها هتكون مستنياه فيه منعَا لصدام جديد حتى وهو قاتله الشوق.. 

كان يلهي نفسه بأي حاجة عشان يصبر روحه لحد مايفتح الشهر العقاري وتتسجل الأملاك بإسمه


 وفيوم أثناء ماكان يدور فى الخزنه والأوراق شاف صور لعقود بإسم رزق كاتبله أبوه كل حاجة بيع وشرا، حتى السرايا! 

لقى كذا نسخة فكذا مكان وكأن وفقي كان حاسس بحاجة وحب يسيب في كل ركن إثبات، وعرف منهم السبب اللي خلى مصريه موتت رزق بالحيا، وبصراحة التمسلها العذر في اللي عملته عشان املاكها ترجعلها، 

اصل كيف واحد يتجرد من كل أملاكه ويتاخد منه كل حقوقه بدون وجه حق.. بس جريمتها العظمى اللي ملهاش عذر ولا غفران فإنها حرمت رزق من إسم أبوه. 


لملم عزام صور العقود دي واحتفظ بيها برغم انهم مفيش منهم فايده، بس فيه حاجة قالتله ليهم عوزه جايه. 


أما نواره ففاض بيها من بُعد عزام،حست ان وجودها فحياته زي عدمه ومش هتسمحله يعيد معاها الماضي ومصريه فكل مره تنتصر.. 


وقررت انها تعمل أغبى حاجة على وش الأرض حتى لو هتخسر بعدها الجلد والسقط..

 فراحت على السرايا وهي سايقها شيطان الغيرة والعند.. خبطت عالباب وفتحلها شاكر وكانت متاكده في الوقت دا إن عزام مش قاعد في السرايا، فبصت لشاكر وسألته بغضب وحس عالي:

-فين عزام ياعم شاكر؟ 

 شاكر:

- عزام مقاعدش، مالك عتتنفضى وتهزي راسك كيف الحيه اللي حد ضربها على ديلها إكده ليه؟ عايزه ايه من شاكر؟ 

زاحت نواره باب السرايا ودخلت من جوه وعلت حسها عشان مصرية تسمع وتطلع:

- عايزاه ياعم شاكر عايزاه فحاجة ضرورية قوي متتأجلش. 


طلعت مصريه على حس نواره العالي وسألت شاكر بغضب:

-ايه ياشاكر اللي دخل الزفره داي للسرايا، وكيف واقفه عتهلل إكده وحسها يعلى فبيتي، طلعها بره قوام. 


بصتلها نواره وحطت اديها فوسطها وردت عليها بتحدي:

-مجايالكش انتي ولا قاصداكي، اني جايه لجوزي عشان ياخدني يوديني لداكتور ولا مستوصف، اصلي شاكه اني حبله. 


سألها شاكر بإستغراب:

-جوزك مين، وجايه تسألي عليه إهنه ليه؟ 

جاوبته نواره وهي عتبص لمصرية:

-جوزي عزام ياعم شاكر.. ولدك. 


سمع شاكر كلامها وضرب على دماغه وقال:

-ياوقعتك المطينه ياعزام. 


اما مصريه فبمجرد ماسمعت الكلام وقعت على الأرض مغمى عليها وهي حاسة إن اسواء كوابيسها بتتعاد من تاني. 


مسك شاكر نواره من دراعها وسألها بغضب:

-اتجوزك ميته الحزين ديه وكيف جاوبيني؟ 

نواره:

- اتجوزني من شهرين واتجوزني كيف.. زي الناس علي يد مأذون هيتجوزني كيف يعني؟ 

شاكر:

-ومن شهرين على ذمته جايه دلوك تفضحيه عند مرته ليه وتخسريه كل حاجة ياشيطانه؟ 

نواره:

-يخسر يخسر ميهمنيش، اني عايزه جوزي وابو اللي فبطني، ولا اني موعوده اخلف عيال من غير ابهات؟ 


رد عليها وهو عيزيحها لبره:

-طيب غوري اخفي من إهنه دلوك وارتاحي بعد ما غفلقتيها، وعزام وقت ماياجي اكيد هيجيلك، اصلا كلنا هنجولك ونقعدوا فبيتكم وابقي خلي ابوكي يوكلنا ويصرف علينا من دكانته. 

طلعت نواره من السرايا بعد ماادت نظرة اخيرة لمصرية الواقعه عالأرض وحست انها حققت الإنتصار اللي كانت متمنياه، 

وقهرت مصرية شفت غليلها، وكلها ساعات وتشوف قنبلتها دمرت ايه فيها ووصل صداها لحد فين. 


كلم شاكر عزام وقاله اللي حصل وقاله يرجع قوام لمصريه اللي من ساعة مافاقت وهي ساكته منطقتش كلمة.، فرجع عزام وهو حاسس ان نواره دمرته دمار شامل ودمرت نفسها وولدها معاها.. 

بعد ماكانوا كلهم على بعد خطوة من السعادة والغنى.. دخل السرايا وهو عيستعد للمتوقع من مصريه.. 

شافه أبوه فهزله دماغه بأسى ومكلمهوش. 

وكأن الكلام خسارة فيه. 

كمل عزام على جوا السرايا، وقف قدام مصريه اللي بصتله بطرف عينها وقالتله:

- قدامك حاجة من تنين، ياتطلقها وعلى اتفاقنا ياتاخد بعضك وتفارق وتاخد ابوك فيدك. 


سكت عزام ومردش عليها فعادت سؤالها عليه مرة تانيه بطريقة مباشرة:

-اني ونعيمي وجنتي ولا نواره ياعزام؟ 

كانت عتسأله وبنسبة ٩٠٪ متوقعة انها هتكون هي الإختيار، لكنها متعرفش إن عزام في اللحظة دي حطها هي وسرايتها وفلوسها وخيرها فكفة قصاد الليلة اللي قضاها مع نواره في الكفة التانية وكفة نواره طبت، فإبتسم وبدون تردد جاوبها:

-اكيد نواره. 

بصتله مصريه بصدمة مكانتش متوقعاها، فزادت ابتسامته وهو عيقولها:

-مش كل الناس تحط الفلوس فوق كل حاجة وتبيع حبايبها بالمال، مش كل الناس وفقي يامصريه. 

مصريه:

-وفقي كان ضفره برقبتك. 

عزام:

-ونواره ضفرها برقبتك. 

خلص كلامه وداخل عشان يلم حاجته جريت ووقفت قدامه وقالتله:

-رايح علي فين، الحاجة اللي ليك إهنه كلها اني اللي جايباهالك، تطلع بطولك وباللي عليك كيف مادخلت باللي عليك. 

عزام:

-محصلش، لو هتحاسبي احسبيها بالحق، وحاسبيني على كل ليله قضيتها معاكي واني مطايقكشي وععاشر وحده كد امي معاشرة الازواج تسوا كد ايه؟ 

 الحاجة اللي جوه وعليها كمان فلوس زيادة.. واجرة شهرين دول حقي، اعتبريني كنت متوظف حداكي بأجرتي. 


مصريه:

-وكلتك وراعيتك. 

عزام:

-راعيتلك مالك وحافظتلك عليه والا كان زمانك اليومين دول خسرانه كل حاجة. 


مصريه:

- غور ياعزام خد كل اثر ليك من إهنه وفارق. 

عزام:

-مفارق بس خليكي فاكره، الحق اللي استخسرتيه فاصحابه وحسرتيهم عليه هياجي اللي يسلبه منك ويحسرك نفس الحسرة. 


خلص كلامه ودخل لم كل حاجته وطلع وهو ماشي رمالها العقود بتاعتها فوشها والمفاتيح بتاعة السرايا والعربيه، وكان هيرمي عليها اليمين بس حاجة منعته، وساب السرايا وابوه اول ماشافه طالع من السرايا بحاجته قاله:

روح ياحيلة ابوك عالبيت واني هلم حاجتي وجاي وراك وعشانا عليك يارب. 


رجع عزام على بيتهم وحط حاجته وراح على بيت نواره، خبط بعنف فانتفضت نواره وجريت علي عيشه اللي عرفت بعملتها ومن ساعتها عماله تبكت فيها وتقولها:

 استلقي وعدك من عزام، 

فردت عليها عيشه وهي عتشيل رزق وتروح بيه ناحية اوضتها:

-عملتك واتحمليها يابت مؤمن، اني هاخد الواد عشان ميتزوعش من اللي هيشوفه وانتي معاكي ربنا. 


راحت نواره فتحت الباب وهي عترجف من الخوف ومتوقعه منه انه ينعنع عضمها من الضرب وبعدها يرمي عليها اليمين، يأما يموتها خالص فأيده ويرتاح منها. 

فتحت وهو دخل بخطوات ثابته وعينه عليها، وهي كل مايتقدم ترجع لورا لغاية ماصدتها حيطة المطبخ فرفع عزام اديه عالحيط حواليها وحبسها بينهم وسألها وهو صاكك على سنانه:

_مرتاحه؟ 

بلعت ريقها وهزتله دماغها بموافقه فغمض عنيه وخد نفس عميق ونفخه وقالها:

- طيب ذنبه ايه ولدك يدفع تمن جنانك ويخسر كل حاجة بسبب طيش أمه؟ 

نواره:

-ذنبه انه انه ولدي، وانه ولد وفقي ووفقي فلوسه من فلوس مصريه، يعني قرش ملعون مش عيدخل على صاحبه غير بالخراب ووجع القلب ومعاوزينهوش، يكبر ويشتغل ويجيب فلوس من دراعه، أو يعيش كيف الخلايق ماعايشه، مش مهم أملاك، ومش مهم سرايات وقصور، المهم يلقى وليف يشاركه المره ويحليها. 

عزام:

طيب ديه ولدك.. وانتي؟ 

نواره بلعت ريقها بخوف وسألته:

-اني ايه؟ 

عزام:

-هتعيشي كيف؟ 

نواره:

-معارفاشي لسه، اني عيشتي مرهونه بيك انت، مرهونه بكلمة منك اعرف منها هعيش كيف. 


عزام:

-انتي حبله صوح؟ 

نواره:

-له.. كدبت عشان اقهر مصريه اكتر. 


حاول عزام بكل جهده يداري إبتسامته ورد عليها:

-بقيت شحات دلوك محيلتيش. 


نواره:

-واني مش بت السلطان، اني سماكه بت سماك يعني شحاته برضك. 


عزام قرب منها واختلطت انفاسه بانفاسها وردت شفايفه على كلامها، وبعد مابعد عنها خدت نفسها وردت عليه بخوف:

-ديه الوداع؟ 

عزام:

-له مش وداع، دي قُبلة الحياة اللي عترجع الروح للجسم وتوهب حياة جديدة..حضري حاجتك عشان الليله مبيتك فبيتي.. وابوي هجيبه كام يوم لابوكي إهنه يرازي فيه وفعيشه 


نواره:

-جاهزه وحاضره، يلا بينا دلوك على إكده. 

عزام:

-ابردي هبابه مالك كل حاجة حداكي سلق بيض ليه.. هتروحي بالليل، اكون اني رحت المركز خلصت كام حاجة قوام قوام وجيت.


خلص كلامه واتحرك عشان يمشي لكنه وقف ولف عليها وقالها وهو بيطلعلها فلوس من جيبه:

-خدي دول، فاكره حمام المره الفاتت اللي مكلتوش وطلع من عيني تعمليلي زيه بالملي، بنفس الريحة اللي يومها عششت فنافوخي. 


نواره:- واه، مش هملته ورحت لحمام مصريه؟! 

عزام:

-يابوي حمام مصرية ايه بس، هي مصريه ولا حمامها حد نفسه تهف عليهم، ولا تكونيش صدقتي ان مصريه ليها في الدلع، طب برضك نسل البوم داي تعرف دلع!

الدلع كله حداك انت ياغزال البراري، البصه بس من عيونك الدبلانين دول اكبر دلع. 

ضحكت نواره بدلع فقالها عزام وهو بيمشي من قدامها بسرعة:

- اهه يابوي امشي اني احسن خلاص الصبر نزل حداي مؤشره عالصفر واللي جاي خطر. 


طلع عزام من البيت وبعد منه فضلت نواره تلف حولين روحها بسعادة وهي عتضحك.. 

وعيشه طاله عليها من باب الأوضه وبتضحك زيها وفرحانه على فرحها، وهمست لرزق اللي شايلاه على دراعها وقالتله:

-امك عقلها هيشت منيها يارزق ياواد العشقانه. 

خلصت نواره وصلة اللف والضحك وجريت على العشه فوق تجيب حمام عشان تطبخه لعزام.. 

وعيشه اتمنتلها ايام حلوه وعذرت انانيتها فانها تفضل نفسها عن ولدها وتختار تعيش هي، وتسرقلها من الدنيا شوية سعادة، ورزق ولدها اللي خلقه يتكفل بيه.


أما عند بيت كامل.. 

رجع معاذ البيت وكامل شبه تعافى، الثوره وقفت الشغل بس رحاب كانت بتشتغل في المنطقة اللي حواليها على قد ماتعرف توصل الطلبات. 


عرف غريب اخيرًا يرجع لحبيبة قلبه وراحته النفسية "ليل" اللي بمجرد مااخدته فحضنها وشم ريحتها نسي كل الاوقات الصعبة اللي عاشها اليومين اللي فاتوا. 


وحتى قاسم رجع لجوهرته اللي وحشته واول مافتح الباب ودخل بيته اللي سبقته ليه جواهر بصلها وقالها بحنين

- ياااه اخيراً يا جوهرتي.. تعرفي انك واحشاني حد السعار. 

ردت عليه جواهر بإستغراب واستنكار:

- حد السعار؟ الناس تقول حد الجنون، حد الجحيم، حد اي حاجة، انما حد السعار دي بصراحة لا سمعتها ولا هسمعها؟! 

قرب منها قاسم وحضنها وبضحكة رد عليها:

-ماهو ياغبية السعار دا أخر مراحل التوحش، يعني واحشاني لدرجة اني عايز آكلك كده واقرقش عضمك وامصمص لحمك وادخلك جوايا. 


برقتله جواهر بصدمة فرد عليها وهو بيدفن دماغها فصدره:

-من تأثير الثورة متاخديش فبالك..ااااه ياجواهر ااااه.. اااااه لو تعرفي انا قد ايه.... جعان. 


اختفت ابتسامة جواهر وردت عليه بتكشيره وهي بتبعد عنه:

-طول عمرك تبوظ اي لحظة رومانسيه مابينا بكلمة شاذة او تصرف مجنون.. روح ياقاسم غير هدومك على مااحط الاكل فاطباق عشان تلغ وتملا كرشك. 

جري قاسم على اوضته بفرحة.. اخد غيار ودخل الحمام يستحمى وهو بيغني ومتحمس للاكل اللي اول مافتحته جواهر ريحته عبت الشقة واخيرًا هياكل لقمة نضيفة فبيته ومع مراته وينام على سريره المريح. 



يمان هو كمان اخد ناديه وبناته وراحوا بيتهم، وكل حد كان سايب بيته وقاعد ففيلا ماهر رجع لبيته، بس ليل وغريب فضلوا في البيت الكبير بيت ماهر عشان نجمه اللي ممنوعه من الحركة الا في نطاق محدد، والرجوع لفيلتهم ممكن يكون فيه خطر عليها وعلى الجنين. 


اما زينب فطول الفتره اللي فاتت كانت ساكته وبتاخد في قرار بتحاول تدرسه كويس،عشان تحسم أمرها. 

ابوها كامل كان ملاحظ توهانها الفترة اللي فاتت، واخد باله انها مكانتش ترد على اركان في البداية، ولو ردت تتحججله بأي حجة عشان تنهي معاه المكالمة، لحد مابطل يتصل بيها خالص، وهي مبترفعش عليه سما عة التليفون، 

هي امه جواهر بس اللي دايمًا تتصل بيها وتطمن عليها وترغي معاها. 

فقرر انه يعرف سبب تصرفاتها دي معاه، خلى رحاب نايمه وانتهز الفرصة عشان يعرف يتكلم مع زينب علي راحتهم، كانت في المطبخ، فدخل عندها وقالها:

-كيف حال ابنتي الحبية؟ 

زينب:

-انا بخير يابابا ، عايز حاجة اعملهالك؟ جعان ياحبيبي؟ 

كامل:

- لا لست جائع ياحبيبتي، ولا اريد شيء، اردت فقط التحدث اليكي قليلًا. 

زينب:

-خير يابابا فيه حاجة ولا ايه؟ 

كامل:

-اريد ان اعرف ماذا بك ياعزيزتي، اراكي شاردة الذهن حائرة، وكأنك على حافة قرار كبير ولا تستطيعي حسم أمرك، وأظن أنه يخص اركان، فماذا يحدث معكم، اخبريني لعلك تجدي عندي المساعدة. 


اتنهدت زينب وحست فعلًا انها عايزه تحكيله، هو اللي ممكن يفهمها ويحكم على الموقف من وجهة نظر مختلفة، فقالتله:

- بابا هو الواحد لو لقى نفسه محطوط على هامش حياة شخص، أو مثلا اتأكد من كذا موقف إنه اخر اهتمامات الشخص ده، وإن مكانه الطبيعي عنده فيه حد غيره واخده واستحالة إنه يوصل للمكان دا مهما عافر وحاول، 

طيب لو حد وعدك بوعد ونكسه، واثبتلك انه مهما اداك وعود على حاجة معينه مش هيقدر يوفي بيها حتى لو حاول، الشخص دا هيكون موقفك منه ايه وتصرفك معاه ايه؟ 


كامل:

-سأبتعد عنه فورًا، فمن لا عهد له لا أمان له، سأعزني واضع نفسي في المقام الذي استحقه، ومن لا يراني اعظم انجازاته وانتصاراته سأعامله على أنه معركة خاسرة لا يجب أن اخوضها. 

حبيبة ابيها الغالية، اعلم أن اركان شاب جيد ولا يعوض من حيث كل شيء، ولكن بعد الذي بُحتِ به لي لا اراه مناسب لك.. أو لغيرك. 


هذا المسكين الآن يشبه تمثال رخامي جميل، يخطف النظر ويُؤثر الناظر، ولكنه أجوف من الداخل، لُبه بيد شخص وقشرته الخارجية القاسية هي ماسيناله من يقترب منه، وأنا لا أرضى لابنتي برجل خاوي من الداخل، لا تسمعين منه سوى صدى صوتك يتردد وكأنك تتحدثين مع نفسك. 


زينب:

-يعني ايه يابابا؟ 

كامل:

-كلامي ليس بحاجة للتوضيح يازينب، المال لا يشتري سعادة، القصور لا تجلب السعادة.، السيارات لا تأخذك في طريق السعادة، فقط قلب محب هو من تبدأ وتنتهي من عنده السعادة.. بدأتيها بإستخارة وانهيها بإستخارة ياحبيبتي، وأسمعي لقلبك وربك سيوجهه بما فيه الصالح لكِ. 


ابتسمت زينب لابوها وبعد ما طلع من المطبخ اتنهدت براحه، وفعلًا زي ماوصف انها كانت على حافة قرار وهو خلاها حسمت أمرها بدفعة بسيطة منه خلتها اتأكدت هي لازم تعمل ايه. 



أما نجمه فمن يومين، وتحديدًا من ساعة مارجعوا اركان وشهاب وهي حاسة ان جو البيت اتغير كتير، خفة دمهم وهزارهم سوا، تسابقهم للإهتمام بيها وأركان حتى قردتها بيأكلها بنفسه ويشربها ويلاعبها، كل دي حاجات بتبسطها. 



النهارده اليوم كله اركان قاعد جنبها، ياكل معاها وياكلها ويغصب عليها لو مرضيتش، أول مرة تحب اهتمامه بيها ومتحسش بخنقة، يمكن دي هرمونات الحمل الغريبة اللي بيقولوا عليها، أو يمكن الست لما تكون حامل لما الأهتمام بيها يكون من راجل بيفرق؟! مش متأكده من صحة اي تخمين للحالة اللي هي فيها، بس اللي متأكده منه انها مبسوطة. 


رجع كلامهم تاني مع بعض ميخلصش، زي ايام الطفولة وقت ماكان اركان يحكيلها كل حاجة وكل تفصيله، ورجعت هي تاني تسمعه بإهتمام وترد عليه. 

والعجيب إن بنتها طول ماهي سامعه صوت اركان بيتكلم جنبها تتحرك، يسكت عن الكلام أو يقوم تسكت، كأن فيه رابط خفي مابينهم، او زي ماتكون حست بمحبته ليها وشوقه لإنه يشوفها، أو يمكن افتكرته أبوها، لأن دا الشهر اللي بيميز فيه الجنين صوت الأب ويتعرف عليه ويتفاعل معاه! 


واثناء ماهما قاعدين كده ومندمجين بيتكلموا، ونجمه حاطه ايدها على بطنها وبتتكلم مع بنتها واركان بيشاركهم الكلام دخلت من الباب زينب مع امها رحاب. 

وقفت زينب عالباب وابتسمت وهي شايفه المنظر دا وكأنه آخر اثبات ورسالة ليها عشان لو في قلبها ذرة تردد تمحيها. 

بصت زينب لامها رحاب بنظرة تأكيد للسبب اللي سبق وقالتهولها وهي بتستشهد بمنظر أركان ونجمه،

 وامها برغم عدم رضاها عن القرار اللي بلغتها بيه زينب، لكنها متملكش غير الموافقة عليه. 


أركان اول ماشافهم وقف وبلع ريقه بتوتر، كان عامل زي واحد عارف انه بيعمل حاجة غلط وخايف يتفضح امره واللي خايف منه حصل

ابتسمت زينب وهي بتقرب منه اكتر، وسلمت عليه بالكلام بدون مصافحه، وسلمت على نجمه، وجاتلهم ليل سلموا عليها، وقعدوا كلهم سوا، حالة سكوت رهيبة، ليل حاسه من الجو المشحون ونظرات رحاب ليها إن فيه حاجة، رحاب بتبص لأركان وبعدها تبص حواليها عالخير والعز والبراح اللي كانت عايزه بنتها تسكن فيه وبعدها ترجع تستغفر وتقنع نفسها بإنه مش نصيبها.. 

شويه ونزل شهاب اللي اتفاجئ بوجود زينب وبدال ماكان خارج سلم عليهم وقعد معاهم، شويتين ووصلت جواهر اللي رحاب اتصلت بيها وقالتلها عايزاها فحاجة مهمة في البيت الكبير قلقتها وجابتها على ملى وشها.. 


أما نجمه فبمجرد مادخلت زينب من الباب وشافت ملامحها، ونظراتها لاركان وليها؛ حست ان فيه حاجة وحشه هتحصل أو هتتقال.. وفعلًا دا اللي حصل لما سلمت جواهر وقعدت جنبهم، فبصتلها زينب وقالت بنبرة صوت ثابته وواثقه:

خالتو جواهر انا آسفه فاللي هقوله،وأسفي ليكي انتي بس عشان عشمك فيا اللي هخيبه، بس الجواز عمره ماكان بالعشم.. 

وزي ماكلنا عارفين ان فترة الخطوبة للدراسة والتفاهم فأنا بعد مادرست الموضوع وعدت نظر فيه كويس شوفت اني انا واركان مش هننفع لبعض. 

بصلها أركان وهو مش حاسس بأي موقف من كلامها، لا زعلان ولا فرحان، بس يمكن مرتاح.. وكمان معندوش فضول يعرف أسبابها لأنه عارفها كويس وعاذرها، فرد عليها بهدوء:

-طبعًا حقك يازينب، وشاطرة انك اخدتي القرار الصح في الوقت الصح غيرك مبيقدرش ولا بيعرف يعمل كده، وطبعًا مش محتاجه انى اقولك انا زي أخوكي معاذ واي حاجة تطلبيها فأي وقت متتردديش لحظة فانك تطلبيها. 

ردت عليه زينب بإبتسامة:

-اكيد ياأركان، إحنا مفيش حاجة تغيرت في علاقتنا، مجرد خطوة وحده خطيناها فطريق لقينا نفسنا هنتوه فيه فرجعناها تاني بسرعة. 


ابتسم اركان وهو بيهزلها دماغه بموافقة، أما جواهر فكانت باصه للأرض بزعل، لكنها زي رحاب متملكش حق الرفض أو الإعتراض 


أما نجمه ففي اللحظة اللي فسخت فيها زينب خطوبتها من اركان اتولد جواها شعور بالقلق من بعد الراحة اللي كانت حاسه بيها مع اركان، خوف من انها ترجع معاه ومع الكل لنقطة البداية وإن اركان لنجمه ونجمه لأركان، ترجع علاقتهم تتعقد من بعد مارجعت لبساطتها، هي عايزاه وحابه وجوده، بس مش كزوج وشريك حياة أبدًا مش متخيلة انها تكون معاه فبيت واحد واوضة وحده ويقربلها بنفس الطريقة اللي كان إيان بيقربلها بيها، بتيجي عند النقطة دي وحتى خيالها بيفصل. 


أما شهاب فكان فوادي تاني لوحده بأفكاره ودماغه.. باصص لزينب اللي راهن نفسه عليها بإعجاب شديد كإنه بيشوف وحده نادرة الوجود، كرامتها انتصرت على الفلوس وكبريائها خلاها تتخلى عن الفرصة الذهبية اللي مش هتتكرر من وجهة نظر الكل. دلوقتي كملت الصورة اللي كان بيرسمهالها من ساعة ماشافها واتحددت ملامحها..

 "زينب انسانه إستثنائية" 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة