رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 54 - السبت 12/7/2025
قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نجمة أركان
الجزء الرابع من رواية فرعون
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الرابع والخمسون
تم النشر يوم السبت
12/7/2025
النهاردة الكل عمال يجري فكل مكان.. نجمه كل ماتحاول تتصل بحد عشان تتكلم معاه وتحس إن الأمور طبيعية عنده، أَو إن فرح اركان مش واخد كل تفكيره وبيتعامل علي إنه اعظم حدث في التاريخ متلاقيش، كل ماتكلم حد يقولها اقفلي النهاردة فرح اركان بستعد.. فتسأل نفسها..
"بيستعدوا بأيه دول؟ هو اللبس اللي هيتلبس ولو كان فيه ميكب وخلاص!؟"
حتى أمها ليل بتستعد للفرح بطريقة أوفر !
واقفه بنفسها في المطبخ تعمل كل الأكل اللي بيحبه أركان؟!
قربت منها نجمه وسألتها:
-ماما ليه انتي اللي بتعملي الاكل دا متعمله خالتي جواهر، أو حتى ام الزفته اللي هيتجوزها مش الأكل دا بيعملوه اهل العروسه؟!
ليل:
-له يانجمه اني نادراها اعمل لأركان الوكل بتاع فرحه بيدي كيف ماهعمل وكل فرح شهاب لو كان لينا عمر، أركان عيحب وكلي ومفيش وحده هتعمل وكل فرح ولدها احسن من امه لما تعملهوله بيدها، واركان وشهاب ولاد القلب والعين والروح، فهمليني دلوك خليني اركز فاللي ععمله متخلينيش انسى حاجة الله يرضى عليكي.
نجمه:
-ايه ياماما الحماس دا كله حيلك شويه محسساني إنتي والكل إنه فرح الملك، وهو كله حتتة اركان يعني!
رد عليها شهاب اخوها:
-عارفه أركان دا لو تشوفي نظرات خطيبته ليه وعيونها اللي بتلمع كأنهم باصين لملك حقيقي،
إعجابها وفرحتها ومحبتها الواضحه ليه.. حقيقي لو انا ولقيت وحده تحبني بالطريقة دي مش هكون عايز حاجة تانية من الدنيا، وهشوف نفسي ملك على العالم كله.. فرداً على كلامك اه بقى أركان النهاردة ملك وربنا رزقة باللي هتصونه وتقدره وتخلى مملكته من أحسن ممالك الأرض.
بصتله نجمه بغيظ وردت عليه بعصبية:
-ياسيدي يتهنى بيها وتتهنى بيه، وانتوا فخموا فيه واعملوله أكل وهيصوله فرحه وخلوه يحس إنه بقى ملك بجد عشان يشوف نفسه علينا اكتر ماشافها.
خلصت كلامها وخرجت من المطبخ جري فسألها شهاب:
-رايحه فين ومالك زعلانه كده ليه؟
نجمه:
-مش متنيله ولا زعلانه ورايحه لبنتي في الحضانه أطمن عليها؛ خلاص من هنا ورايح ملهاش غيري يسأل ويدور عليها.
شهاب:
-معلش كان بودي اجي معاكي بس يادوبك هجهز نفسي لفرح أركان، عايز أكون في قمة شياكتي النهاردة اصل زينب هتكون موجودة.
ردت عليه بعصبية اكبر:
-مش عايزاك تيجي معايا هروح لوحدي، روح ياخويا استعد والبس اللي عالحبل عشان خاطر الست زينب بتاعتك، خلاص كل واحد فيكم بقي عنده الأهم من نجمه، ونجمه مش عايزه حد.
خلصت كلامها واخدت مفاتيح عربيتها وخرجت تضرب الأرض برجليها بكل الغضب اللي جواها، وليل بصت لشهاب وقالتله:
-كفايه قهر فيها انت وأركان حرام عليكم، البت نفسه وممتحملاش وطالعه من تعب ولادة وهم كبير.
شهاب:
-معلش ياماما بس دا لمصلحتها صدقيني كل مايكتر الجلد ويوجع ويعلم.. المجلود هيعرف غلطه ومش هيكرره تاني.
ليل:
-والله لولاش بس عارفه إن كل ديه اخرته فرحة ليها ماكنت سمحتلكم تعملوا فبتي إكده واصل.
هاه مقولتليش يارئيس جمهورية نفسك إنت ايه اخر موضوعك انت وزينب اللي فكرت وقررت واتكلمت فيه منك لنفسك إكده ولاغيني خالص.
شهاب:
-ليه كده ياست الكل، انا مش واخد رأيك فى كل حاجة وبنفسك قايلالي بالحرف
"لو اتجوزت زينب ياشهاب يوبقى كل دعوة دعيتهالك من قلبي ربنا استجاب ليها"
نجمه:
-حصل قولتلك إكده.. ومعتكلمش على الوافقة اني عتحدت عالخطوات والترتيبات اللي لازمن نخطوها سوا ونرتبوها مع بعض.
شهاب:
-هخطبها بس والترتيب لسه فيه وقت معانا، هنرتب انا وانتي ونشوف هنعمل ايه.
ليل:
-هتسكن بيها فبيت من بابه ولا شقه، عشان اقول لابوك يخلي حد يشوفلك طلبك من دلوك؟
شهاب:
-ولا دا ولا دي،، هنسكن في الفيلا هنا.
ليل:
-بس يمكن هي مترضاش بالسكن معانا ياحبيبي.
شهاب:
-هقنعها، إبنك الراجل وكلمته هي اللي تمشي ومش هسكن بعيد عنك انتي وبابا واسيبكم لوحدكم..ومراتي هتقعد ماكان منا اقعد.. بس كله بالإقناع والمحايلة والترغيب، وكمان انتي وبابا مش وحشين عشان اخاف منكم احسن تخربوا بيني وبين مراتي.. بالعكس دانتوا هتصلحوا اللي ممكن تفسده مابينا الأيام والعشرة انا متأكد.
ليل:
-والله ياحبيبي هو دا اللي هيحصل وهيكون، بس برضك فيه وحده مهما كانوا اهل البيت كويسين معاها عتحب تقعد لوحدها، فبيتها المقفول عليها لا تكون تحت عيون حد ليل نهار ولا حد يعرفها عتعمل ايه ومعتعملش ايه.. الحريه ياشهاب ياحبيبي يختلف مفهومها من شخص للتاني، وفيه ناس عتشوف حريتها فإستقلالها حتى بالسكن..فانت في البداية خدلها حاجة ايجار، شفتها مرتاحه لحالها تمام نعملولكم احلى بيت، له حبت اللمة والقعدة معانا تجيبها وتيجوا تقعدوا فنص قلوبنا.
إبتسم شهاب وقرب عليها وباس دماغها وقالها:
-هتفضلي طول عمرك تعلمينا كل حاجة حلوة وتنوري قلوبنا قبل عقولنا باللي مبنتعلمهوش من الكتب ياست الكل يامدرستنا الكبيرة.
غريب:
-طب يابتاع المدرسة انت جرس الفسحة ضرب اتفضل اطلع من هنا وسيبني مع المدرسة شوية عشان عاوزها فموضوع.
شهاب:
-يييه، اهو جه مدير المدرسة الظالم الاناني اللي عايز يطرد جميع التلاميذ من المدرسة ويقعد فيها هو بس.
غريب:
-اه هو كده لو كان عاجبكم.. اتفضل يلا انت مرفود من المدرسة ومتجيش لا انت ولا ولي امرك.
ضحك شهاب وسابهم وخرج، وقعد في الريسبشن وطلع تليفونه واتصل على خالته رحاب عمل انه بيسألهم لو محتاجين حاجة، وعرض عليهم انه يوصلهم للفرح بعربيته، وهما وافقوا، ودا كان هدف الإتصال الحقيقي.
اما غريب فمسك ادين ليل باسهم وقالها:
-عاملك مفاجأة هتعجبك اوووي.
ليل:
-هي ايه الحاجة داي، مع ان كل حاجة منك عتعجبني يادقة قلب ليل.
غريب:
-بما اننا اطمنا على شهاب ومستقبلة وبنفسي قدمتله فكلية الطب عين شمش واتقبلت أوراقه، واهو هيخطب وأموره هتستقر.. وبما إن نجمه هي كمان خلاص اركان هياخدها وهيحلوا عننا كلهم، انا عازمك على شهر عسل فى ماليزيا.
ليل:
-وه شهر بحالو! طيب وشغلك؟
غريب:
-ماهو دا النص التاني من المفاجأة.. "انا سويت معاشي وهطلع معاش مبكر"
خلاص كفايه كده.. انا من هنا ورايح هنتبه ليكي انتي ومن بعدك الاكاديمية، وكمان احفادي اللي لازم اشاركهم طفولتهم واكون جزء من ذكرياتها، وبابا عايز اقعد معاه اطول فترة ممكنة واشبع منه، بصراحة التعب الاخير دا حسسني قد ايه النهاية ممكن تكون قريبه، فلحظة وحده الحاضر يتحول لماضي.
ابتسمت ليل وهمستله بسعادة وهي بتترمي فحضنه:
-غريب هو اني قولتلك قبل سابق اني عحبك؟
غريب:
-كتييير.. بس دا ميمنعش اني بحب اسمعها، وياسلام لو مقترنة بالصفة اللي بعشقها من شفايفك.
شبت على اطراف صوابعها وهمست جنب ودنه وهي بتحضن رقابته بتملك اكتر:
-"عحبك يادقة قلب ليل" يانظر وعقل وروح ليل، ياانفاس ليل.
ضمها غريب اكتر عليه وغمض عيونه ومرجعوش لوعيهم غير وليل بتصرخ وتبعد عنه:
"يامري الوكل اتحرق"
اما في المستشفى...
نجمه وصلت الحضانه، دموعها محبوسه جوا عنيها وحست إن بنتها اكتر وحده هتفهم وجعها وتحس بيها، أصل مين هيحس بيك اكتر من حته منك، حتى لو صغيره ومبتفهمش، بس اكيد هتحس.
قربت من القزاز واتصدمت وهي شايفه أركان جوه، حاططها فوق صدره كالعادة وبيتكلم معاها، والنهاردة؟!
المرادي نجمه متدارتش، قربت ودخلت من الباب التاني بعد ماشاورت للممرضة ودخلتها تعقيم الأول.. قربت على أركان من غير ماياخد باله ووقفت وراها، كان نفسها تسمع بيهمس لأمل بأيه في اللحظة دي بالذات، وفعلًا سمعته وهو بيقولها:
-امولتي.. كان نفسي تكوني بنتي انا، من صلبي.. ولحمي ودمي، يكونلي حق فيكي اكبر من كده، كنت هخليكي أميرة على عرش قلبي وعلى الدنيا كلها.. انتي صحيح غاليه عليا دلوقتي واغلى حاجة عندي، بس انا مش ضامن وجودي دايمًا معاكي، ولا ضامن شعوري بعد مااتجوز واخلف بنت هل هتاخد مكانك ولا هتقعد جنبك على نفس كرسي العلاوة جوا قلبي؟
كنت اتمنى إن أمك تعرف قبل فوات الأوان. إن محدش هيحبها قدي، وانها بتدور عند ناس تانيه اللي انا عندي منه ليها خزاين مليانه ليها هي لوحدها.. بس يلا كله نصيب، وانا الحمد لله ربنا عوضني، وهي كمان ربنا يعوضها وتلاقي الشخص المناسب ليها.
يلا دلوقتي ياروح قلبي هسيبك واروح اجهز لفرحي، يومين وجايلك مش هغيب عليكي، وهجيبلك طنط حبيبه معايا، هتحبيها انا واثق من كده عشان هي طيوبه وتتحب، وكمان عشان بتحب عموا أركان، واللي يحب عموا اركان أمل تحبه مش كده ياأمولتي؟
كلامه كان سكاكين بتتغرز فقلب نجمه وكم الغيرة اللي حست بيها في اللحظة دي مبقتش متحملاها، حاسه إن فيه حاجة هتحصلها دلوقتي لو ممشيتش وحاولت تهدى، فاتسحبت ورجعت لورا وخرجت من مكان مادخلت، وهو بمجرد خروجها ابتسم ومسك ايد أمل ورفعها بشويش وباسها وقالها:
-تمت المهمة بنجاح وجاري جلط امك، بت بقولك ايه اوعي تكوني صدقتي العبط اللي كنت بقوله من شويه، انتي بنتي انا فاهمة، وانتي من دلوقتي اميرتي واميره على الدنيا كلها طول ماانا جنبك.. وانا مسميش عمو اركان إسمي بابا أركان مفهوم؟
ودلوقتي هسيبك واروح اكمل الفيلم على امك، وأوعدك هرجعلك قريب وهي فأيدي، مراتي ومعايا القسيمة اللي هتخلينا انا وانتي نعيش مع بعض لآخر العمر ومحدش يقدر يفرقنا.
خلص كلامه وادى البنت للممرضة واداها اللي فيه النصيب عشان تاخد بالها منها وتبلغه بكل جديد وتطمنه عليها اول بأول.
وخرج هو عشان يستعد للفرح...
أما نجمه فبعد مانزلت وقعدت فعربيتها شويه بتحاول تهدا، عدت ساعة وشافت إن الوقت بيعدي، فاتحركت وراحت بيوتي سينتر واختارتلها فستان شيك، وبعدها راحت على صالون تجميل وطلبت يتعملها ميكب سيمبل وبسيط ويبان طبيعي مش أوفر.
وفعلًا طلعت برنسيس ميكب وفستان وكل حاجة هادية وبرغم هدوئها ملفتة..
ورجعت عالفيلا، وهناك كان الكل جاهز، أبوها وامها وشهاب اللي استأذن وراح ياخد زينب وأهلها..
غريب شاف نجمه وابتسم وقرب عليها ومسك ايدها باسها وقالها:
-معقول البرنسيس دي بنتي انا؟ بقى أنا ياربي مخلف الجمال دا كله؟
ليل:
-احمم.. مش مخلفه لوحدك على فكرة، اني شريكه معاك بالنص فخلفتها.
ابتسمت نجمه ليهم بمجاملة وسألتهم بهدوء:
-يلا بينا ولا هتروحوا إمتا؟
غريب:
-يلا ياحبيبي عمك نادر والكل جاهز وكنا مستنينك انتي.
اتحركت نجمه قدامهم وركبت عربيتها، وغريب وليل ركبوا عربيتهم واتحرك غريب ووراه نجمه اللي مش عارفة العنوان ولا عارفه الفرح معمول فين.
وفضلوا ماشيين لغاية ماوصلوا كازينو على النيل، نزلوا من العربيات ودخلوا الكازينوا ومنه مشيوا فطرقه وجسر قصير يوديهم على مركب كبيرة مجهز للأفراح.. نجمه كانت باصه للأنوار اللي عماله ترقص وقلبها بيخفق معاها بوجع، بتقرب وحاسة إن المشهد هيفضل محفور جواها للأبد.. حقيقي إحساس يخنق وانت رايح تشهد على خسارتك لأغلى وأهم شخص عندك، وتبصم على وثيقة اثبات بإنك اغبى شخص في الدنيا وبإنك خطر على نفسك.
دخلوا كلهم ونجمة مستغربة فرحة الجميع، وبتسأل نفسها ياترى الفرحة دي مكانتش على وشوشهم ليه يوم فرحها؟
المركب كان فيها ناس غرب، ستات ورجاله وست كبيره جات عليهم ترحب بيهم، وواضح انها ام العروس.. دخلوا وقعدوا ونجمه طول الوقت حاسه انها قاعده على اعصابها.
وصل شهاب مع عيلة عمه كامل، ودول كانوا آخر ناس يوصلوا المركب، قبل وصول عربية العروسه والعريس..
واللي بمجرد وصولها نجمه حست إن فيه حد فعل قنبلة موقوته فنص قلبها بمجرد ماهتشوف اركان نازل من العربية مع عروسته هتنفجر فورًا.
وقفت وابتدت تفرك اديها بتوتر، اتفتح باب العربية فحست انها أجبن من مواجهة اللحظة دي.
لفت وادتهم ضهرها والكل كان عينه عليها، مسكت سور المركب تتقوى بيه على الموقف وضغطت عليه وهي بتحاول تطلع فضغطتها كل الوجع اللي حاسه بيه..
ومع التسقيف والهيصة والصفير عرفت انهم وصلوا المركب.. صوت اغنيه هاديه اشتغل بعدها هديت الدوشه شويه فلفت بشويش وشافت اللي كانت خايفه منه.. كابوسها اهو قدامها.. زي القمر في البدلة وعروسته بفستانها الأبيض.. بيمدلها ايده عشان ترقص معاه وهي ابتدت تقرب منه.. صرخة اتفجرت جوا نجمه وبصت بعيد، مش هتقدر تشوفها فحضنه، المركب ابتدت تتحرك ولو نجمه فضلت فيها هتضطر انها تشوف وتعيش كل حاجة للنهاية وقلبها مش هيتحمل.. فاتحركت بسرعة ناحية فتحة المركب، كانت بتزيح اي حد قدامها لغاية ماوصلت عند معبر المركب وخرجت منها بنطة سريعة حتى من غير ماتدرس المسافة.. ومشيت مبصتش وراها، وشهاب كان الأسرع ليها، فنط هو كمان من المركب ولحقها..
أما أركان فأبتسم وهو شايفها بتهرب من وجعها، صحيح هو مش بيستحمل فيها الوجع، بس الوجع دا بالذات كان بيتمنى من كل قلبه انها تحس بيه وتعيشه بحزافيره.
في الأثناء دي خرج صاحبه(.....) من بين الناس واتقدم عليهم وقال لأركان:
-بعد اذنك عروستي لو سمحت، اظن دورها خلص لحد هنا، يلا بقى هوينا من غير مطرود.
رد عليه اركان وهو بيرجع لورا:
-خد ياعم عروستك وألف شكر، ربنا يتمملكم بخير.
خلص كلامه وانضم لصفوف المعازيم، فاتقدم منه غريب وسأله بإستغراب:
-ايه يااركان الحكاية، ليه ملحقتش نجمه ولا فهمتها الليلة، ليه تسيبها تمشي بالطريقة دي، إفرض شهاب مقدرش يقنعها ترجع معاه؟
اركان:
-ومين قالك إن شهاب هيقنعها اساسًا دا رايح يوصلها الفيلا. أصل الخطة تغيرت ونويت اسيبها كده لبكره الصبح.
غريب:
-طيب وليه تغيير الخطط وشغل العند ده؟
اركان:
-حابب انها تقضي الليلة دي وهي فاكره اني فحضن عروستي، عايزها توصل لأعلى ليفل في الغيرة، عايز لما اقولها إن كل دا محصلش تفضل طول عمرها تفتكر وجع اللحظة وتستعيد الإحساس وتفضل لآخر العمر خايفه تحس بيه من تاني، زيي كده.
غريب:
-اتعلمت القسوة عليها، وخلي بالك الأسلوب دا مش هسمح إنه يكون نمط حياة وطريقة تعاملك معاها من هنا ورايح، متستحلاش اللعبة عشان ملعبش فإعداداتك وإعدادات اللي خلفك.
رد عليه قاسم:
-واللي خلفه ماله إلهى تلعب فزورك دبانه عميه ماتعرف طريق الخروج ولا عارفه تكمل لجوه.. خف عالواد هاه، خف عالواد الحيلة مش اشتريتوه انت وبنتك، إبني وراه رجالة ولو بنتك غاليه عليك قراط ابني غالي عليا ٢٤، وربنا اجيبلك عبسلام اللي قاعد هناك دا مش عارف حد فينا خالص يعلمك الأدب. ويعاملك معاملة أطفال الشوارع.
غريب:
-اقعدلك في جنب ياقاسم دلوقتي أو روح اقعد جنب أبوك احسن احدفك في النيل.. وانت ياسي اركان يعني دلوقتي نويت على ايه بعد كل التعب اللي تعبتهولنا ده، حتى الناس الكبيرة جايبها على ملى وشها؟
اركان:
-الخطة زي ماهي ياعمي وكل اللي اتغير إن كتب كتابي على نجمه هيكون الصبح بدال دلوقتي، والناس دي كلها متقلقش عليهم هاخدهم على فيلا جدي ماهر ويفضلوا زي ماهما كده قاعدين بهدومهم وإستعدادهم..
وأول مالنهار يطلع هاجي آفاجئ نجمة بنفسي وأخدها واكتب عليها وبعدها تبقى مراتي..
واول مااخرج بيها من الفيلا هكون محضرلها الحصان الأبيض عالبوابة وحبل طووويل، هقوم موقعها ورابطها بيه من رجليها وامسك اوله واركب الحصان واخدها جرجره فشوارع القاهرة الكبرى والصغرى وضواحيهم.. ولو فضلت عايشه اخدها على عش الزوجية ونبدأ بقى حياتنا الجديدة.
غريب:
-اه.. هي جينات قاسم دي انا عارفها.. وربنا لو مابطلت جنانك دا ياأركان.
اركان:
- مش هبطل، وهي هتحب جناني وهتحبني واطلع انت منها احسن احكم عليها متخطيش بيتك ولا انت تجيلها بيتي واقطعها منك خالص.
غريب:
-راجل فكر فيها.
اركان:
-هفكر حاضر.
قاسم:
-جدع يلا فكر ونفذ وانا معاك، خليها تتبرى منه وتنكر بنوتها ليه.
لسه غريب هيتكلم بس شدته ليل واخدته بعيد وهي بتقوله بضحكة:
-مهتقدرش على اركان وابوه هملهم..وتعالى اقعد جار ابوك هبابه مش عتقول انه واحشك تعالاله عمال ينادي عليك عايز يطمن منك على نجمه ومش هيصدق انها بخير غير لما يسمعها من بوقك.
راح معاها غريب بعد ماأدي لاركان وابوه نظرة اخيرة، وقاسم لف دراعه حوالين كتاف ابنه وعمل حركة النصر وهو باصص على غريب، وجواهر مراته شاورتله بتحذير من غريب، وفضلت قاعده مع موده والباقيين وبيتكلموا عن فرح أركان وتجهيزاته.
اما عند نجمه..
أول ماخرجت من المركب وراحت على عربيتها قبل ماتتحرك لقت شهاب فتح الباب اللي جنبها ودخل العربية، مسحت دموعها وبصت بعيد فسألها:
-ندمانه؟
مردتش عليه فسألها تاني:
-طيب ياترى ندمك دا يانجمه نابع من حب ولا من مجرد انانيه واستخسار؟
نجمه:
-لا ياشهاب مش انانية خالص ولا إستخسار، انا ندمانه فعلًا، ندمانه وغيرانه وحاسه إن اركان مينفعش يكون مع وحده غيري، ومع ذلك مش بتمناله غير كل خير وبدعيلة يشوف كل السعادة اللي في الدنيا مع مراته لأنه يستحقها.. اللي بيحب بيتمني كل الخير لحبيبه.
شهاب:
-وانتي دلوقتي بس اللي اكتشفتي انك بتحبيه يانجمه؟
نجمه:
-لما حسيت انه بيضيع مني قعدت مع قلبي واكتشفت اني بحبه، وبحبه قوي كمان ومكنتش عارفه ده.. انا ازاي فضلت عليه إيان وليه، انا مش قادرة افسر ولا استوعب وقتها انا كنت بتصرف ازاي وحاسه بإيه،
وإيه سر خنقتي المستمرة من أركان ونفوري منه؟! حقيقي راجعت كل أفعاله معايا وملقتش فيها غير كل خوف وحرص ومحبة.
شهاب:
-معلش يانجمه هي فيه اوقات كده بتختلط علينا الأمور وعقولنا تترجم بعض الحاجات غلط، خلاص ياحبيبة اخوكي اللي حصل حصل متفضليش تجلدي فنفسك كتير.
نجمه ومسحت دموعها وهي بترد عليه:
-عندك حق.. انزل وارجع الفرح وانا هروح المستشفى لبنتي اقعد معاها شويه.
شهاب:
-لا مش راجع هاجي أوصلك واستنى معاكي لغاية ماتخلصي.
رفضت نجمه وحاولت تخليه يرجع لكنه صمم وفعلا راح معاها، واتصل على ابوه وبلغه انهم راحوا المستشفى واحتمال يطولوا، فطلب غريب من صاحب المركب إنه يرجع المركب للشط عشان ماشيين، وفعلًا العيلة كلها مشيت من على المركب، وراحوا كلهم على بيت جواهر اتعشوا من الأكل اللي كانت طالباهولهم ومحضراه على اساس انهم هييجوا بعد مايودعوا العرسان تعشيهم.. وبعد مااتعشوا اخدهم اركان كلهم على فيلا جده ماهر، وسابهم وراح لنجمه المستشفى، كان قرآن الفجر بدأ،
يعني خلاص كلها ساعتين تلاته والنهار يطلع.. بعت رسالة لشهاب يطلب منه إنه يتسحب وييطلع من جنب نجمه ويسيبهاله لوحدها،وشهاب نفذ ورجع هو على فيلا جده ماهر لزينب اللي مشبعش منها.
وصل أركان عند الحضانه وبص علي نجمه من ورا القزاز، كانت حاضنه البنت على صدرها ومغمضه عنيها، راح على أوضة التعقيم اتعقم وفتح الباب بشويش ودخل، وبمجرد ماقرب من نجمه البنت بكت، فتحت نجمه عيونها وبصتلها وبعدها بصت على الشخص اللي واقف جنبها واتصعقت وشهقت لما شافته أركان؟!
وقفت وسألته بصدمة:
-ايه دا إنت بتعمل ايه هنا؟
رد عليها وهو بيقلع جاكيت بدلته وبيفك زراير قميصه:
- جاي لحبيبتي.. هاتيها.
اخدها منها وحطها على صدره بالطريقة اللي اتعلمها كويس وقعد بيها، والبنت أول مالمست صدره سكتت!
نجمه لسه بصاله ومش مستوعبه، فعادت سؤالها عليه مرة تانيه:
-اركان سبت فرحك وعروستك ليه؟
أركان:
أبدًا اختلفنا على حاجة وكلمة مني كلمة منها الخلاف كبر، قولت لابوها خد بنتك وروح انا غيرت رأيي مش هتجوز.
نجمه:
-اركان بتكلم بجد ايه اللي حصل؟
أركان:
-اللي حصل قولتهولك، المأذون وصل المركب وخلاص هنكتب الكتاب انا وابوها كنا متفقين علي حاجة جه عند كتب الكتاب غيرها، سألته ليه وشديت معاه هي خدت صف أبوها فاديتهاله فأيده وروحتهم.
نجمه:
-طيب والمشاعر اللي كانت بينكم وكنت فرحان بيها؟
اركان:
-لا متقلقيش من الناحية دي صاحبك الحمد لله مبيقفش قدام مشاعر، راحت حبيبه تيجي ألف حبيبة والألف اسيبهم عادي.. هي بتوجع أول مرة بس بعد كده الواحد بيتعود وياخد تناحه ويعتبر الناس دي زي الفصول فحياته لكل فصل وقت ولازم هينتهي ويجي الفصل اللي بعده.
بصتله نجمه ومتكلمتش، وهو انشغل مع أمل، عيونها وعقلها شايفين الفرصة اللي دعت إن ربنا يديهالها اهي قدام عنيها وموجودة وقلبها بيصرخ عليها عشان تنتهزها، ولسانها مشلول مش قادر ينطق!
أما أركان فكان شايفها بطرف عينه، شايف الكلام على اطراف شفايفها وكل ماتيجي تنطق تتراجع، فرن تليفونه وطلعه وبص فيه ونفخ بديقه وقال:
-يوووه ياحبيبه قولتلك مش عايز اتكلم دلوقتي.
رجع التليفون تاني لجيبه ورن مرة تانيه وكان شهاب، فمطلعهوش المرادي وبص لنجمه وقالها:
-ايه رأيك بفكر اديها فرصة تانيه واضح انها ندمانه.. وبصراحة البنت بتحبني.
وهنا خرجت نجمه عن صمتها وقالتله بإندفاع:
-لأ متديهاش فرص تانيه ولو عالحب انا كمان بحبك وندمانه اكتر منها، يعني الفرصة دي أنا أحق منها بيها.
بصلها أركان وما أبداش أي رد فعل، بعكس الفرقعات والألعاب النارية اللي انفجرت جواه وقدام عيونه دلوقتي بعد مانطقت الكلمة اللي عاش عمره كله يحلم انه يسمعها، وسألها بهدوء:
-دي مش محبه يانجمة دا مجرد احتياج، او ممكن إهتمامي بأمل هو اللي خلاكي تقولي كده عشان تضمني وجودي جنبها، بس انا سبق وعدتك وهوعدك مرة تانيه اني هفضل جنبها وجنبك، مش هسيبكم، ومفيش داعي تقوليلي كده أو تعملي حاجة مش على مزاجك عشان بنتك.. حاجة كده كده هتتعمل.
نجمه:
-اركان انت فاهم غلط، انا عايزاك انت بغض النظر عن بنتي واحتياجها ليك من عدمه، انا بعترفلك بحبي وكل اللي عايزاه منك فرصة اثبتلك حبي ده.
أركان:
-هتثبتيلي ازاي يعني، انا يابنت الحلال معنديش وقت ولا طولة بال.. عايزه تثبتيلي اتجوزك وتثبتيلي فبيتي، غير كده آسف، هرجع لحبيبه اللي اثبتتلي وخلصت.
ردت عليه نجمه بدون تردد:
-موافقه،
أركان:
-يلا عالبركه جحا اولى بلحم توره، مع اني بعد ماسبتك شوفتك على طبيعتك ومش عارف زمان كنت بحب فيكي ايه، بس يلا هتجوزك لله.. ها تحبي نتجوز إمتا؟
نجمه:
-أي وقت تحدده.
أركان:
-تمام يلا دلوقتي حالًا.
نجمه:
-دلوقتي؟
اركان:
-اه خير البر عاجله،، انا هتصل بشهاب يجهز المأذون ويلم المعازيم وانا وانتي لابسين وزي الفل.
نجمه:
-ايوه بس المفروض فيه ترتيبات وووا...
اركان:
-نكتب الكتاب وهنرتب كل حاحة براحتنا.. اخلصي قولتي ايه البنت بترن وانا بضعف بسرعة؟
نجمه:
-لأ خلاص مفيش ترتيبات خلينا على كده.
خلص كلامه ورجع البنت للحضانه وخرج عمل انه بيتكلم في التلفون، وبلغهم باللي حصل..
واخد نجمته وراح بيها على الفيلا، وطول الطريق حاسس انه بيحلم لغاية ماوصلوا، نزل اركان ودخل بنفس التقل اللي جاي بيه طول الطريق،
وأول مادخلت نجمه اتفاجئت بإن الكل قاعد! مستنيين كأنهم عارفين ومتأكدين انها جاية معاه، وبكلمتين اتنين اركان فسر الموقف:
-جماعة انا ونجمه قررنا نتجوز،، هنكتب كتابنا الأول وبعدها نشوف كل حاجة تانيه بتتعمل وتتجهز ونجهزها مع بعض.
هو قال كده وصوت الزغاريت ملت السرايا، وأكترهم ليل اللي ماصدقت ومبطلتش.. وغريب اتقدم منه ووقف قدامه وقاله:
-طبعا انت عارف اني مش بطيقك لا انت ولا أبوك، ومع انك مطلبتش ايد بنتي مني بس انا موافق انك تتجوزها بس بشرط تحطها فعنيك ومتزعلاش فيوم من الأيام عشان مش هتلوم غير على نفسك لو دا حصل، يلا تعالى اترزع وحط ايدك فأيدي.
وفعلًا قعد أركان قدام غريب وحطوا اديهم فأدين بعض وبدأ المأذون يقول وهما يرددوا وراه، لغاية ماأعلن أركان ونجمه زوج وزوجة رسميًا ومحدش فيهم كان مصدق روحه بعد مانطقها المأذون.. واخيرًا
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية