-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 50 - الثلاثاء 8/7/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الخمسون

تم النشر يوم الثلاثاء 

8/7/2025



أركان لاحظ تغيير نجمه من بعد فسخ زينب للخطوبه، وفهم انها كانت مطمنه ان العلاقة مابينهم رجعت مش لغرض الجواز، ولكن مجرد صداقة، ودلوقتي الخوف رجعلها مرة تانيه، دلوقتي بس يقدر يقول إنه تقريبًا فهم دماغ نجمه، بعد كل السنين دي.. نجمه مش بتقربغير لما تطمن، وطول ماحاسه ان حاجه هتتفرض عليها ومتعرفش نتايجها بتخاف وتبعد، ربط دا بتصرفها فطفولتها، بجبنها وانها لو حاجة جديدة مبتجربهاش ابدَا غير لما تخليه هو وغيره يجربها، لما تتأكد انها مش هتخسر حاجة لما تعملها، دا حتى لو فيه اكله جديدة مبتاكلش موها غير بعد الكل ماياكل وتعجبه.. ببساطة نجمة برغم انها تبان مندفعه بس هي حريصة جدًا وحسابتها لكل حاجة مختلفة، فقرر انه يديها المساحة اللي تطمنها، يوهمها بإنه مش مفروض عليها ولا متاح ليها، وبكده يرجع علاقة الصداقة اللي بينهم ويحافظ عليها، ومع الايام يشوف هيروح مع نجمه على فين، هيديها آخر فرصة، وبعد كده مش هيبعد عنها بس، لا دا هيبعد عن البلد كلها زي ماكان مخطط من البداية ومقدرش، المرادي هيبعد ولازم يبعد عشان يعرف يعيش.


ليل كانت قاعده تتكلم مع جواهر ورحاب وتحاول تخفف عنهم زعلهم وحزنهم، بس من جواها فرحانه وحاسه ان ربنا عيرجع اركان لنجمه ويرجعها ليه كل ماحاولوا يبعدوا عن بعض..عشان عارف وعالم ان سعادتهم مع بعض، واتمنت ليل من كل قلبها إن نجمه تفتح قلبها لأركان وتشوفه بعين المحبه، عشان اركان متليقش عليه إلا المحبه. 


أما شهاب فنجح في إنه يفتح كلام مع زينب عن دراستها، هواياتها وطموحاتها، وفرح لما عرف انها ناويه تدخل صيدلة، مجالها قريب من مجاله اللي بالمناسبة قرر انه مش هيتخلى عنه ويروح للعسكرية والعنف اللي فيها ومحبهوش ابدًا. 


واتصل قاسم بجواهر لما رجع بيتهم ملقاهاش، قالتله انها ففيلا ماهر، صوتها كان باين عليه الزعل، سالها مالها قالتله مفيش حاجة وطمنته، كانت هتقوم ترجع البيت لكن قاسم قالها تفضل في الفيلا وهو هيجيلها، عشان كمان يناكف شويه فماهر بما ان نادر ومراته وولاده سافروا الشاليه بتاعهم يريحوا اعصابهم بعد فترة الثورة اللي تعبت اعصاب الكل، وغريب راح الاكاديمية مع يمان يشوفوا احوالها وهيقدروا يفتحوها تاني إمته، وخصوصًا إن غريب محضر مفاجئة بخصوص الاكاديمية دي ومقالهاش لحد خالص. 


وصل قاسم للفيلا واتلفت في الجنينه على ماهر ملقاهوش.. دخل الفيلا يدور عليه وبرضوا ملقاهوش.. سأل عليه ليل بعد ماسلم عليهم وقالتله انه حس بشوية تعب وطلع يرتاح فأوضته.. 

رد هليها قاسم وهو بيفك ذراير بدلته قبل مايقعد جنب جواهر مراته ويلف دراعه حوالين رقابتها بتلمك وحب:

-ومالو مسيره هيصحى وينزلي وانا اتعبه تاني.. المهم مين مزعل جوجو حبيبتي انطقوا. 

جواهر:

-محدش مزعلني ياقاسم قولتلك مفيش حاجة. 

قاسم:- اه وانا هتوه عنك يعني؟ طيب مادام محدش راضي يقول حاجة قوليلي انتي ياعروسة ابني اكيد انتي مش هتاخدي صفهم عليا.. دا لو كنتي ذكية وعارفه مصلحتك يعني. 

ابتسمت زينب وبصت للأرض ولحظات  سكون من الجميع خلوا قاسم اتعدل وفك ايده من حوالين رقبة جواهر وسألهم بجديه:

- هو فيه ايه، مالكم؟ 

اركان:

-ولا حاجة يابابا كل الحكاية بس إن موضوعي انا وزينب اتفض ومش هينفع يكمل..والقرار قرارها هي على فكرة. 


بص قاسم لجواهر وبعدها لزينب وسأل:

-ليه كده وايه اللي حصل؟ فيه ايه يازينب يابنتي هو اركان زعلك فحاجة؟ 


ردت عليه زينب بمنتهى الهدوء:

- لا ابدا ياعمي، اركان مزعلنيش ولا حاجة ومش لازم يزعلني عشان آخد القرار ده، مجرد اني لقيت اننا مختلفين فى التفكير  والإهتمامات  دا كفاية ينهي العلاقة.. ربنا يرزقه بالأحسن يارب. 

رد عليها قاسم وهو بيتنهد:

-مااظنش انه هيلاقي الأحسن منك يازينب، بس هو كده فيه ناس ملهاش في الطيب نصيب. 

بص اركان لأبوه ومتكلمش، وزينب ابتسمت وحست إن فيه كلام كتير مابينهم عايزين يقولوه ووجودها هي وامها مانعهم، فأخدت امها واستأذنوا عشان يروحوا، بس قبلها بصت لجواهر وقالتلها:

-خالتو انا هبعت لحضرتك الحاجة مع معاذ اخويا على بيتكم بالليل هتصل بيكي قبلها اتأكد إنك موجوده. 

جواهر:

-متبعتيش غير الشبكه بس يازينب، اي حاحة تانيه هدية من ام لبنتها والهدية مترجعش. 

ردت عليها زينب بإبتسامة:

-مترجعش بس بتترد ياخالتو، وانا هرد الهديه ويارب ذوقي يعجبك. 

خلصت كلامها ومشيت مع امها زينب اللي همستلها بغلب:

- تردي ايه يامجنونه يابنت المجنونه دي هدايا بألوفات. 

زينب:

-لازم تترد ياأمي وإلا هبقى مجرد وحده عطفوا عليها بشوية حاجات، هما يمكن ميتكلموش ولا الكلام دا يجي فبالهم، بس انا مش هقدر اعيش مع الإحساس ده. 


اما ليل فبعد مامشيت زينب قالت:

-عزيزة نفس يابت رحاب وكامل من يومك، بس والله براوه عليها البت داي، فيه ناس إكده معترضاش تعيش بالأنصاف، ياتاخد كل حاجة كامله وصحيحه، ياتهمل الحاجة الناقصة للي يرضى بيها..اللي عيعمل قيمه لروحه عيعملها من البداية. 

كلامها كانت تقصد بيه نجمه وهي فهمتها فردت عليها:

-ماما لو سمحتي انا عارفاكي تقصدي ايه وياريت بلاش ايان ينذكر بسوء حتى لو بتلميح. 

ليل:

- اني لا لمحت ولا جبت سيرته غيرش بس اللي على راسه بطحه.. اهه اقوم اني اشوف هغديكم ايه. 

قامت ليل وأركان بص لابوه وقاله وهو بيتصنع الجديه:

بابا انا عارف ان انت وماما زعلانين من انفصالنا انا وزينب وكان نفسكم تفرحوا بيا، بس احب اطمنكم إن دا هيحصل قريب قوي. 

نجمه سمعت الكلام وغمضت عنيها استعدادًا للي كانت خايفه منه، بس اركان فاجئها وفاجئ الجميع لما قال:


-انا الفترة اللي فاتت دي اتعرفت على بنت.. اخت واحد صاحبي في الاكاديمية عزمني عنده فمره، والحقيقة البنت خطفتني اول ماشفتها، وعشان كده مقدرتش اندمج مع زينب وهي حست بكده فانسحبت، وحقيقي دي احسن حاجة عملتها.

ابوه بصله وديق عنيه وامه. سألته:

- شكلها ايه واهلها مين دي يابني، وامتا عرفتها، وازاي تخطب زينب وانت متعلق بوحده تانيه؟ 

رد عليها اركان بهدوء:

-الحقيقه ياماما انا مكنتش فاكر انها هتفضل معلقه معايا كده وتخليني طول الوقت ادور عليها فزينب، هي واخوها متعلقين ببعض فوق ماتتخيلي وليل نهار كل كلامه عليها وكل مواقفه الحلوه اللي بيحكيها هي بطلتها وخلاني حبيتها من غير ماأشوفها، ولما شفتها وانطبق الوصف عالشكل والشخصية حسيت ان هي دي اللي تنفع اكمل معاها حياتي، وخصوصًا لما اتكلمنا وطلع فيه مابينا كيميا وحاجات كتير مشتركة. 


نجمه اللي كانت مغمضه فتحت عين وحده وهي بتسمعه وبعد ماخلص فتحت عنيها وسألته بإستغراب:

- غريبه مقولتليش يعني، واحنا بقالنا يومين عمالين نرغي مع بعض فكل كبيرة وصغيره! 

رد عليها اركان بتنهيدة هيام كدابه:

-مش كل حاجة تنفع تتحكي يانجمه، كنت هقولك ايه وانا خاطب، وبعدين انا كنت خلاص ناوي اطلعها من دماغي وانتبه لحياتي وزينب، بس هي مصبرتش. 


جواهر ونجمه الاتنين كانوا مستغربين، أما شهاب فطول الوقت باصص لاركان ومبتسم عشان من البداية فهم اللعبة، وعرف إن اركان بيغير مساره وبيسلك طريق تانيه حاسس انها ممكن توصله لنجمه.. والأهم عنده إن زينب طلعت عند حسن ظنه ومقارنة بإيميلي او بغيرها من البنات زينب تكسب وبجدارة، ولو هيحكم عقله هيختارها شريكة حياته، ولو هيحكم قلبه فمش هيعارض لأنه كل مايشوفها بيحس قلبه بيشاور نفسه عشان يدقلها، بس من اللي شافه حرم يتصرف من غير ماياخد إذن العقل الأول، والنهاردة العقل قال كلمته. 


فحب إنه يدق عالحديد وهو سخن فقال:

- معني كده ياأركان ان زينب مش فارقه معاك؟ 

اركان:

-خالص.. زينب انا لسه كنت هحاول اني اتأقلم عليها وبعدها احبها وهي انسحبت قبل مرحلة التأقلم حتى. 

شهاب:

- طيب حيث كده ومادام كلكم شايفين البنت كويسه وخساره طيب مااخطبها انا بدال مااروح اقع فوحده تانيه زي ايميلي، وانا الصراحة اكتشفت اني مبفهمش في الناس، ولا حد فيكم ياجماعه عنده مشكله. 

رد عليه اركان بهدوء:

-لا ياحبيب اخوك مفيش أي مشاكل، خدها متغلاش عليك انا كده كده عندي غيرها. 


رد عليه قاسم:

-خدها ومعايا غيرها!! هي بدله ياحبيبي، وبعدين محسسني انها بتاعتك وبتهاديه بيها، دي البنت لسه زابلاك من شويه!

قوم ياخلف.. قوم شوف جدك ماهر صحيه قوله اطلع لبابا احسن يجيلك اوضتك ولو دخلها مش هيخرج منها فاضي وانت عارفه. 


ابتسم اركان ببلاهه وقام راح لأوضة جده ماهر، خبط فخرجتله موده من أوضة بنتها ماجده اللي كانت بتذاكرلها وقالتله:

-ايوه يااركان ياحبيبي عايز حاجة من جدك؟ 

اركان:

-بابا عايزه ياعمتو بعتني عشان اصحيه. 

اتنهدت موده وقالتله:

-انا داخله اشوفه واصحيه عشان يتغدى وياخد العلاج بتاعه وانت قول لابوك ان جدك تعبان النهارده ومش فى المود خالص ولا هيستحمل رزاله. 

اركان:

- حاضر ياعمتو، الف سلامة عليه يارب. 

اتحرك اركان من قدام باب الأوضة ويادوب موده دخلت الاوضة وصرخت صرخة خلت الكل جري على أوضة ماهر، وكان أركان اسرعهم، ومن بعده شهاب اللي زاح اركان وابتدى يشوف جده بعيون وادين طبيب، وصرخ بعدها فيهم وهو بيفتح بوق جده ويحاول يحطله برشام تحت لسانه:

-حد يتصل بالاسعاف.. بسرعة. 

كلمته خلت كل واحد طلع تليفونه. واسرعهم كان قاسم اللي منظر ماهر وهو رايح فدنيا تانيه نشف الدم فعروقه، وأول ماردت الاسعاف وادهم عنوان الفيلا قرب على ماهر ومسك ايده وسأل شهاب بخوف:

-ماهر ماله ياشهاب فيه ايه؟ 

شهاب:

-. اشتباه جلطة ياعمي او نزيف عالمخ، بس يارب تكون جلطة خفيفة.. 

كلامه خلي موده انهارت، وقاسم مبقاش عارف يتلايم علي اعصابه فزعق فيهم:

-طيب وهنستني الإسعاف ليه وعندنا عربياتنا، شيلوا جدكم ونزلوه عربيتي بسرعة. 

وفعلا اركان شال ماهر وخرج بيه بسرعة على عربية ابوه، وركب قاسم جنبه وسنده، واركان من الناحيه التانيه وشهاب ساق بيهم وخرجوا بيه بسرعة مستنوش موده ولا جواهر ولا ليل، ولا اي وحده تركب معاهم.. فركبوا كلهم


عربية موده وراحوا بيها وراهم، وفي الطريق ليل اتصلت بغريب، مرضيتش تقوله ان ابوه تعبان او انهم نقلوه المستشفى، عشان لو قالتله حاجة زي دي متضمنش انه من كتر السرعة اللي هيسوق بيها انه يوصل سليم.. فمثلت ان صوتها تعبان وقالتله انها حاسه بشوية تعب وعايزاها يجي يوديها للدكتور، ومتعرفش إن دا عند غريب يساوي قلقه على أبوه ويمكن اكتر، فركب عربيته وجالها فورًا، ولما وصل قالتله على إسم المستشفى وصارحته بإن ابوه هو اللي تعبان وفي المستشفى، ومتعرفش انها بكده تعبت قلب غريب مرتين اما نقلته من خوف لخوف ومن قلق لقلق.


اما قاسم، فأول ماوصل ماهر واتشخصت حالته بإنها جلطه واتحط عالأجهزه دخل ومسك ايده وميل عليه وهمسله بصوت مخنوق:

-ماهر اوعى تموت، انا مقدرش اتخيل الحياة من غيرك، مش هقدر ادخل الفيلا وانت مش فيها، مش هينفع يعدو عليا كام يوم من غير مااناكف معاك، على فكرة انا بناكفك محبه ، انت ياماهر ابويا التاني وفغلاوة عبسلام والله العظيم..حقك عليا لو كنت بتقل عليك وبدايقك والله ماهعمل كده تاني، علي فكره بدلك وكل حاجتك اللي اخدتها منك هرجعهالك ومش هاخد منك حاجة تانيه بس انت قوم.. قوم حتى خاف لو موت اني اخد كل حاجتك واورثك.. قوم ياحبيبي وأبو حبيبي.


خلص كلامه وشهق بالبكا وهو مرعوب احسن تكون دي النهاية.

لكن ضغطه من ايد ماهر على ايده اللي ماسكاها طمنته وحسسته إنه سامعه وبيطمنه ويقوله هبقى كويس متخافش. 


وصل غريب ودخل على طول على أوضة ابوه في العناية لما قالوله ان قاسم جوه، وأول مادخل وشاف حالة قاسم ودموعه اللي مغرقة وشه كان هيغمى عليه لولا ماقاسم طمنه بسرعة:

- ابوك بخير والله بخير اوعى تتهور وتقع المشرحة مش ناقصه قُتله.

قرب منهم غريب بخوف وعينه على ابوه:

-ولما هو بخير ماسك ايده كده وبتبكي ليه ياقاسم؟

 رد عليه قاسم وهو بيسيب ايد ماهو وبيبعد عشان يفتح مجال لغريب:

-كنت ببوسها عشان يقوم يغير الوصية اللي كتبها قبل مايموت، تصور انه قايل لموده لو مات كل حاجته تندفن معاه، ومش عشان يلبسهم في الحياة التانية ولا حاجة دا عشان يحرمني انا منهم، عاش جاحد وهيموت جاحد.

غريب اخد نفس ونفخه وهو بيبص عالاجهزة ويطمن إن النبض مستقر ومستوى الأوكسجين مستقر، ومسك ايد ابوه ماهر باسها، وبعدها بص لقاسم وبدون مقدمات ضربه بوكس فوشه، وكان هيناوله بالتاني بس قاسم جري من قدامه على بره وهو بيقول:

-على فكرة نظام المباغته دا غلط، والبوكس دا هخلصه من ماهر بس يصحى، إن مااخدت كل هدومه وخليته بالفانيلا الحمالات والبوكسر مبقاش انا قاسم.


بص غريب لابوه وشافه مبتسم شبه إبتسامة، فعرف انه سامع قاسم، فميل عليه وهمسله:

- على فكرة انت مينفعش تجرالك حاجة عشان اللي هيحصلك هيحصلي.. عارف كده ولا محتاج اعرفك.. بس اظنك عارف إن روح غريب متعلقة بروح ماهر، وماهر لو بيحب غريب ابنه زي مابيقول وبيخاف عليه هيخف ويقومله بسرعة.. ارجوك ياحبيبي متوجعش قلبي عليك دا لسه موجوع من ساعة ليل مخفش.


ماهر كان سامع غريب وكان رده عليه نفس الضغطة اللي طمن بيها قاسم، واللي عرفهم بيها إن دا أقصى رد فعل عنده دلوقتي.. بس هيحاول عشان خاطرهم.





اما في البلد عند نواره....


عدت الساعات عليها بسرعة... طبخت ودخلت اوضتها تنقى احلى حاجة عندخا عشان تلبسها، بس وهي واقفه محتارة خبط الباب ودخلت منه وحده من ستات البلد معروفه بإنها بتزوق العرايس في البيوت.. للي مش بتقدر منهم تروح المركز للكوافيرات.

وقالت لنواره إن عزام هو اللي باعتهالها، وكمان اداها تمن فستان فرح ابيض بسيط عشان تشتريهولها على ذوقها، وعشان هي عارفه نواره ومقاسها جابت الفستان بالمظبوط.. لبسته نواره وهي طايرة من الفرحة، وقعدت تحت ايد الكوافيره وبعد ماخلصت منها ميكب وشعر وقفت نواره قدام المراية ومبقتش مصدقة نفسها.. معقوله اللي في المراية دي هي نواره صيادة السمك؟

أما عيشه فاول ماشافتها بالميكب والفستان صلت على النبي وحضنتها بفرحة وقالتلها:

-والله ودوقتي كل اللي اتحرمتي منيه يانواره، شوفي كرم ربك على عباده عامل كيف، تتهني ياضنى قلبي.. ربنا يجعل ايامك الجاية كلها فرح وسعادة. 

سألتها الكوافيره بإستغراب:

- وه ياخاله عيشه، عتحبيها الحب ديه كله كيف وهي بت جوزك وانتي مرت ابوها؟

ردت عليها عيشه وهي عتطبطب على نواره:

-بالك اللي عتلوميني على محبتها داي توبقالي دنيا كامله، عيله اختصرهالي ربنا فيها.. ضره وبت جوز ومرت ولد.. كيف ديه كله مع بعضه متعرفيش، وكل حاجة فيهم قادره تخليني احطها فوق راسي وازعق، بس سبحان من نزع الغيرة من قلبي وحننه عليها وخلاني مشوفهاشي غير بنيتي اللي مخلفتهاش.

ردت عليها الكوافيره وهي بتلم حاجتها:

-بصراحة يابختها بيكي ويابختك بيها، اكيد اللي تتحب الحب ديه كله تستاهله.. اهه اقوم اروح اني عشان الحق اطبخ حاجة نتعشوا بيها.

فهمت نواره انها عايزه تاكل فقالت لعيشه:

-اغرفيلها ياخالة وعشيها قبل ماتمشي.


الكوافيرة:

-له ياحبيبتي تُشكري اني مش عشان روحي بس، عشان عيالي كمان.

نواره:

-اديها ياخاله عشا ليها ولعيالها اني عامله وكل كتير.. اديها وابسطيها.


دعتلها الكوافيرة وخدت من عيشه الأكل وطلعت، وبمجرد طلوعها من البيت سمعوا هيصة بره الباب، وصوت عزام وهو بيتكلم ويضحك خلى قلب نواره رقص من الفرحة.. وشويه ودخل عليها وهو حالق ولابس جلابية بيضة وتلفيحة وشكله عريس يخطف القلب والعين، بصلها ابتسم ودار حواليها وهو بيقولها:

- اااه يابت مؤمن حيرتيني.. حيرتي قلبي وعيوني اللي مش عارفين يحبوا فيكي ايه ولا ايه.. عامله كيف حته سقطت من القمر على كفي.. همي يلا عشان نروحوا بيتنا مش عايز نضيعوا لحظة تانية واحنا بعاد عن بعض، بزيادانا بُعد بزيادة.


ردت عليه ودموع الفرحة عتلالي فعنيها ولسه مش مصدقة روحها:

يلا يااخرت الصبر ونهاية الوجع، يلا يانور عيوني.

ضحك عزام وشالها وهيطلع بيها لكنه نزلها تاني لما انتبه انها بشعرها وقالها:

-وه، برجلتي عقلي يابت مؤمن وكنت هطلعك من البيت مكشوفة الشعر وبيدي.. فين طرحة الفستان ديه؟

نواره ضحكت وردت عليه وهي بتحط الطرحة على وشها :

-اهي الطرحه ولا تزعل.

بصلها عزام وشاف انها لسه شفافه ومبينه الشعر والملامح فقالها وهو بيخلع تلفيحته يفردها ويرميها عليها:

-طرحتك كدابه وزي قلتها.. الحشمة تكون إكده ياحرم عزام.

خلص كلامه مع فرد تلفيحته عليها وشالها وطلع بيها، حطها فوق حصان ومسك لجامه ومشي بيها في البلد وسط هيصة اصحابه واغاني الأفراح وزغاريت حريم كل بيت يعدوا عليه، وطول مانواره ماشيه دموعها نازله وهي شايفه فرحة عزام بيها ومشيته بلجام الفرس اللي هي فوقه وكأنه معاود بيته بغنيمته العظيمة.. ودا شايفاه نواره كتير عليها.. كتير عليها قوي.


وصلوا بيتهم وعيشه سابت رزق مع جده مؤمن وراحت وراهم قوام بالأكل، ادتهولهم من عالباب ورجعت. 

أما في الأثناء دى شاكر كان قاعد جنب مؤمن وبيتفرج علي زفة ولده وهو ساكت.. فسأله مؤمن:

-مالك ياشاكر مفرحانش لولدك ليه؟ 

رد عليه شاكر بقلة حيلة:

-افرحله على ايه الحزين وهو عمال يتجوزلي في العزبات! 

مؤمن:

-ومالهم العزبات زينة الصبايا، طب دا بتي بالف بت بنوت. 

رد عليه شاكر وهو بيشوح بأيده:

-والله لا خير فيك ولا فبتك بطل خرط بلا بألف بت بلا بالف قرد، نسب يعر وأب ماليه عازه، وجوازة خسرته وخسرتني لقمة عيشنا بقدمها الاخضر.. تور من جاري بدال مااشيل من تراب الأرض واحط فوق راسك لما اردمك ردم. 

قام مؤمن وهو عيضحك على شاكر وحطله رزق فحجره وقاله:

-طب خد خلي الواد معاك هشوف الزباين اللي عايزين يشتروا دول. 


مسك شاكر الواد ورفعه بين اديه وقاله:

- يامرحب بسبب كل المشاكل ووقف الحال، اتمني انك تكون فرحان انت وامك بعد ماخربتوها وقعدتوا فحجرنا، انت فحجري وامك فحجر ولدي، وخلينا نتملوا فجمالكم اللي لا هيوكل عيش ولا يسد جوع، منكم لله انتوا ووفقي ومصرية ومؤمن وحتي عزام معاكم والكل كليله. 



اما في البيت عند نواره وعزام...


اخيرًا بقوا تحت سقف واحد، شعور بالراحة والسعادة كأنهم اجتمعوا مع بعض بعد قصة حب بقالها سنين.. بس مش مستغربين شعورهم عشان هما الاتنين كانوا لبعض المستحيل اللي اتحقق بقدرة قادر.

اتعشوا سوا واكل عزام الحمام من يد نواره وبيدها، وكان احلى  حمام كله فحياته، ومن بعدها اخدها فحضنه وقضوا ليلتهم الأولى سوا وهما مش حاسين بخوف، ولا انهم هربانين وبيعملوا حاجة غلط ولا خايفين النهار يطلع عليهم.. فضلوا زي الليله اللي فاتت سهرانين للفجر ومن بعد الفجر ناموا ملو عيونهم نوم، زي اتنين كانوا مربوطين في ساقية الحياة في الفترة اللي فاتت والنهاردة بس فكوهم وقالولهم ارتاحوا.



فى المستشفى عند ماهر...


موده منهاره مع ان الدكاترة طمنوها، بس مش قادرة تنسى اللحظ اللي حست فيها انها هتفقد ماهر والخوف كان هيموتها قبله، ماهر مش بس جوزها، ماهر حياتها كلها بدون مبالغة.. هي عارفه إنه لازم هيفارق فيوم من الأيام، بس طول الوقت بتتمنى إن اليوم دا ميجيش بسرعة، ميجيش دلوقتي، يجي لما تكون هي كبرت وزهقت من ماهر وحسته حمل عليها مش قادره تشيله تاني، بس من جواها عارفة إن اليوم دا لا يمكن ييجي، عشان اللي بيحب حد عمره مايحس انه تقيل، بس اهي حاجة بتصبر بيها نفسها، وتتمنى إن ربنا وقت الفراق يخفف المحبة من القلب عشان يخف الحزن.


غريب كان قاعد وحاسس ان هو المحطوط على الاجهزة مش قادر يتنفس ولا عارف يتحرك ولا له نفس ياكل حاجة، عارف ان حالته هتتعب ليل ، وهي قاعده قصاده من غير اكل زيه، وفي النهاية غصب على نفسه واكل عشان خاطرها..

جميله اخت ماهر قاعده فزاويه وحاسه بالبرد، برد من نوع تاني، ضهرها اتكشف لما اخوها وقع، مع انه مشلول لكنه سندها ومتحاميه فيه وعايشة تحت جناحه، حاسه انه لو مات هتنتهي معاه حياتها وتموت كل الذكريات الحلوة وتغرق في الحزن لغاية ماتروحله، ومجرد الإحساس خلاها اكتئبت من دلوقتي. 

وبعد يوم كامل من القلق والخوف..

اخيرًا حالة ماهر استقرت بعد مادوبوله جلطتين ورا بعض، فتح عنيه ورجع لوعيه بس لسه مش قادر يتكلم ومش مركز..


موده دخلتله اول وحده واطمنت عليه وخرجت عشان غيرها يدخل يطمن.. وهي واقفه بتحمد ربنا إن ماهر رجع للحياة من تاني وصلت امها ماجده وابوها قاسم اللي جابهم دياب ابنها لما كلمته جدته وعرفت منه اللي حصل..

فجريت عليهم ومسكت ادين ابوها بفرحة وقالتله:

-ماهر بخير يابابا وحالته استقرت، ماهر بقى كويس ياماما.

هي خلصت كلامها وعبد السلام رفع ايده ونزل على وشها بقلم من قوة رنته خلى الكل انتبه وسكت، وقالها وهي بتمسك وشها وتبصله بصدمة:

-بقى هو دا الهلفوت اللي سايبه البيت وهربانه معاه بقالك كام شهر ياقليلة الأدب ياللي معرفتش اربيكي؟ وفين الحيوان التاني اللي عارف ان هو اللي بيساعدك.. فين الكلب قاسم. 


بصت موده لأمها اللي كانت مبرقه من الصدمة.. والاتنين بصوا لقاسم اللي بعد ماشاف أبوه ضرب موده القلم دا وسأل عليه قام بهدوء وابتدى يتسحب من ورا ابوه وهو لازق في الحيط، وأول ماعبد السلام اخد باله ليه وقاله:

-استنى عندك.

جري قاسم بكل سرعته وهرب قبل ماينضرب ويبقى اللوا اللي اتهزق في مكان عام.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة