-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 51 - الخميس 10/7/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الواحد والخمسون

تم النشر يوم الخميس 

10/7/2025


بعد مالكل اطمن على ماهر اركان اتصل بنجمه يطمنها ويطمن عليها، عارف ان مفيش حد منهم فاضيلها وهي القلق غلط عليها، وكمان وحشته ووحشه صوتها.. اتمشى من جنبهم بالتليفون وهو بيتكلم معاها، ومن وسط الكلام قالها:

-أمل عامله ايه دلوقتي، قوليلها انها وحشتني. 

نجمه:

-أمل مين؟ 

اركان:

-امل اللي جوا بطنك، انا سميتها امل عشان معاها اتولد امل جديد عالاقل ليا، وشها حلو عليا المفعوصه دي. 

نجمه:

-انا مش هسمي بنتي امل. 

اركان:

-سميها اللي تسميهولها، انا بالنسبالي أمل، ومش هقولها غير أمل. 

نجمه:

-وانت تسميها ليه، روح سمي بنتك اللي هتخلفها من حبيبه. 

اركان:

-مسمينها ومختارين الاسم واسامي كل ولادنا، واول بنت هسميها حبيبه على إسم امها. 

نجمه:

-اه والولد اركان على اسمك والجو القديم ده. 

اركان:

-ايوه احنا بنحبه الجو القديم ده ملكيش فيه انتي.. المهم.. قوليلي مش عايزه حاجة اجيبهالك معايا وانا راجع؟ 

نجمه:

-لا شكرًا مش عايزه حاجة. 

اركان:

-ولا حتى تين شوكي من اللي بتحبية؟ 

نجمه:

-الله تين.. هاتلي تين يااركان، هات كتير. 

اركان:

-من عيوني، حبيبه هي كمان بتحب التين وكانت موصياني على تين اول ماشفته افتكرتها، وقولت وانا راجع هاخدلها معايا وابعتلها على بيتها مع أوبر، وجيتي على بالي انتي كمان. 


ردت عليه نجمه بإختصار:

- شكرًا والله، كتر خيرك انك افتكرتني. 

اركان:

-عشان خاطر امل تاكل وتشبع.. بقولك هجيب بيتزا اعمل حسابك؟ 

نجمه:

-لحبيبه برضوا؟ ايه هي بتحقق احلامها من خلالك ولا ايه:

- اركان:

-ياستي بدلعها، هو لو انا مدلعتهاش مين هيدلعها؟ 

وفيه كمان حاجة بخصوصها كنت عايز آخد رأيك فيها. 

نجمه:

حاجة ايه؟ 

اركان:

-بعيدًا عن جدي ماهر وتعبه واننا اطمنا عليه الحمد لله، بس انتي عارفه إن الفلانتاين كمان كام يوم ومحتاجك تساعديني في اختيار هديه حلوه على ذوقك تعجبها وتفرحها. 

سكتت نجمه شويه وبعدها قالتله:

-موافقه بس بشرط. 

اركان:

-ايه هو؟ 

نجمه:

-توريني صورتها وتخليني اكلمها. 

اركان:

-اشمعنا؟ 

نجمه:

-كده فضول، وكمان من صوتها وشكلها واستايل لبسها هعرف احدد الهديه اللي تناسبها بالظبط. 

رد عليها اركان بدون تردد:

- حاضر بسيطة، هاجيلك واوريهالك واخليكي تكلميها براحتك، وانا متأكد انك هتحبيها. 

نجمه:

-والله هشوف. 


رجع اركان من المستشفى عالفيلا عند نجمه اللي كانت مستنياه وكلها فضول.. شافته وهو جاي كان فرحان ومبتسم وماسك فأيده كيس، قعد جنبها وبمرح طلع علبتين فيهم تين واداهملها وهو بيقولها:

-خدى يانجمه طبق ليكي وطبق لأمل.

ردت عليه وهي بتاخد منه الطبقين وبتبص للكيس اللي فأيده:

-الكيس دا لسه فيه ايه؟

اركان:

-دا التين بتاع حبيبه، هوديهولها بعد مااتغدى.. 

نجمه:

-وليه كبير كده انت جايبلها عربية تين بحالها! 

اركان: طبعًا يابنتي دي حبيبه يتجابلها التين اللي في الدنيا كله لو تؤمر. 

نجمه:

-ياااه.. للدرجادي؟ 

اركان:

-وأكتر.. المهم سيبك من التين دلوقتي وقوليلي فيه ايه عندكم اكل انا ميت من الجوع هما اكلوا في المستشفى وانا مجاليش نفس. 

نجمه:

-حتى لو فيه اكل مين هيجيبلك، قوم المطبخ وشوف فيه ايه وكل. 

اركان بإرهاق:

-لسه هقوم واجيب لنفسي.. ياربي مش لو الواحد متجوز كان رجع لقى مراته مجهزاله الأكل.. يلا هانت. 

خلص جملته ورن تليفونه، عمل نفسه ملخوم بيعدل حاجة في الكيس وفتح وحط المكالمة عالاسبيكر وقال:

-سبحان الله ابن الحلال عند ذكره بيبان زي مابيقولوا، كنا لسه فسيرتك انا ونجمه. 

رد عليها صوت انثوي رقيق جدًا خلى نجمه اتعدلت فقعدتها وطرطقت ودانها:


-اممم وانا اقول ليه زورت وانا باكل. 

اركان:

-زورتي عشان بتاكلي لوحدك وانا جعان واللي ياكل لوحده يزور. 

ردت عليه بدلع:

-ولما انت جعان قوي كده مجتش ليه تتغدى مع وائل وانت عارف إنه يتمنى؟

اركان:

-والله وانا كمان بتمنى بس لو كان حبيبك عسل وانا لسه متغدي عندكم من كام يوم..مبحبش اكون تقيل انا. 

حبيبه:

-اخص عليك ياروكي ازاي تقول كده، تقيل على مين بالظبط، طيب دا ياريتك عندنا كل يوم هو احنا نطول يااركان باشا العو. 

رد عليها بنعومه:

-قلب اركان باشا العو من جوه.. جبتلك تين شوكي من اللي بتحبيه. 

_قول والله.. الله ياروكي، طيب مجبتهوش وجيت بيه علي طول ليه؟ 

اركان:

-منا عملت حساب نجمه هي كمان عشان بتحبه جيت اديها نصيبها وكنت جايلك. 

اتأففت وردت عليه بغيظ:

-وليه تعمل حسابها فحاجة جايبهالي يااركان، وبعدين احنا مش قولنا هنبعد عن نجمه ونحط حدود عشان بغير، وزي ماانت قولتلي قرايبك الولاد لأ اتفقنا إن انت كمان قرايبك البنات لأ.. وعلى راسهم نجمه؟ اتفضل يلا قوم من عندك وتعالا بسرعة متتاخرش مسافة السكة.. مستنياك..وهات التين معاك اوعى تنساه. 


اركان رد عليها وهو بيقوم بإنصياع:

-حاضر اعتبريني قدام باب بيتكم ربع ساعة بالكتير.. باي ياحبيبي. 


خلص المكالمة وخلاص ماشي لكن وقفه صوت نجمه:

-استنى عندك. 

وقف اركان وهو مديها ضهره وابتسم وبسرعة دارى ابتسامته ولف ورد عليها:

-ايه يانجمه عايزه ايه هتأخر. 

نجمه قامت من مكانها وقربت منه بهدوء وبعد دقيقه من السكوت وشكلها باين عليه انها بتدور على حاجة تقولها ومش لاقيه، وفي الآخر  بصت للكيس اللي فأيده وقالتله التين دا يلزمني. 

سألها اركان وهو رافع حاجبه بإستغراب:

-ايه هو ده مالك يابت انتي؟ 

نجمه:

-ماليش بس عايزه التين ده؟ 

اركان:

-كلي اللي معاكي وانا وراجع هجيبلك تاني. 


نجمه قربت منه اكتر وخطفت من ايده التليفون بعصبية وقالتله:

-عايزه اشوفها. 

اركان خطف منها التليفون مرة تانيه بحركة سريعة وقالها:

-مش وقته يانجمه لما ارجع..بطلي رخامه. 


اتحرك عشان يخرج لكن آهه من نجمه وقفته ولف تاني يشوفها لقاها ماسكه بطنها وملامحها متألمه وقالتله:

-أركان انا حاسه بوجع..الحقني. 

رد عليها وهو بيتحرك ناحية الباب:

-بطلي دلع يانجمه قولتلك هجيبلك تين غيره وانا راجع محبكتش دا ومش هتصعبي عليا. 

كمل مشي وبصلها بنظرة اخيره وهو خارج من الباب لقاها لسه ماسكه بطنها وشكلها بتتألم فعلاً.. رجعلها وبخوف سألها:

-نجمه انتي بتتكلمي بجد، انتي موجوعه فعلاً؟ زاحته نجمه وراحت قعدت على الكنبه مسكت تليفونها واتصلت على شهاب وقالتله وهي بتبكي:

-شهاب الحقني حاسه بوجع والظاهر النزيف رجعلي تاني. 

خلصت كلامها وبدات تبكي، فقرب منها أركان وبشفقة قالها:

-نجمه قومي هوديكي المستشفى. 

نجمه:

-لا ابعد عني مش عايزاك توديني مكان، روح لست حبيبه بتاعتك احسن تزعل منك لو اتاخرت عليها. 

اركان:

-لأ مش هتزعل انا هفهمها، وبعدين هي الحالات الانسانية مبتدققش عليها، قومي يلا. 

زعقت فيه نجمه بكل الغضب اللي جواها:

-حالات انسانيه؟ يعني انا بقيت حالة انسانية معاك ياأركان!

اركان:

-مقصدش..قصدي انها لما تعرف انك تعبانه هتعذرني. 

نجمه ردت عليه وهي بتاخد نفس عميق وواضح عليها ان التعب ابتدا يتملك منها:-

اركان امشي من قدام وشي دلوقتي حالًا 

اركان:

متأكده امشي يعني؟ 

نجمه مردتش عليه وهو قام ومشي فعلًا، ودا خلى نجمه مش مصدقه نفسها! دي أول مرة تحصل، أول مرة فحياتها يشوفها محتاجة مساعدة ويسيبها ويمشي أو ميهتمش بوجعها، وكأنها فقدت اهميتها عنده، كانت فاكره إن دا لايمكن يحصل، بس  الظاهر إن اركان حب بجد وبقت نجمه عنده انسانه عاديه عادي يسيبها فموقف زي ده. 

فضلت تبكي وهي حاسة انها بتدوق طعم الخذلان لأول مرة! 


أما أركان فخرج بره الفيلا وفضل واقف وحاسس ان نفسه بيديق مش قادر يتنفس، اتصل على شهاب وعلى عمه غريب، على دياب وحتى على أبوه.. كل اللي يقدر يساعد نجمه ويلحقها كلمه، أما هو فمش عارف ازاي المرادي عمل معاها كده وسابها، عقله بيقوله حاجة وقلبه بيقوله حاجة، وفي الآخر شاف إن عشر دقايق مسافة وصول شهاب للفيلا مش هيفرقوا كتير. 


غريب أول مااركان كلمه نزل جري وطلع بعربيته على نجمته مستناش شهاب، واركان كل دقيقتين يتصل بيه يشوفه وصل لفين وقلقه واضح على نجمه لدرجه خلت غريب استغرب انه برغم القلق دا كله مجريش عليها هو أول واحد عشان  يساعدها، ودي اول مرة تحصل من أركان! 


وصل غريب واركان أول ماشافه جاي من بعيد راح على عربيته اللي كان راكنها ورا الفيلا عشان غريب ميشوفهوش، واستنى لغاية ماغريب اخد نجمه واتحرك وراهم بالعربية من بعيد لبعيد، لحد ماوصلوا المستشفى اللي فيها ماهر ودخلوا، والكل اتلم حوالين نجمه بخوف واول ماكشفت عليها الدكتوره بصتلها وقالتلها بأسف:

-كده انتي لازم تدخلي عمليات فورًا للأسف، المشيمه انفصلت عن الجنين. 


سألتها نجمه وهي بتحط ايدها على بطنها بخوف:

-وهتعيش؟ دي في الشهر السادس! 

ردت عليها الدكتورة:

-بصي مش هكذب عليكي واديكي امل كداب نسبة نجاتها ١٠٪.. بس لو استنينا اكتر من كده حتي نسبة ال١٠٪مش هتكون موجودة، واحنا لازم نحاول عالأقل ونديها فرصتها في النجاة حتى لو صغيره.. انا هنقلك عمليات وخلي ابو الطفلة يمضي التعهد.

في اللحظة دي حست نجمه بيتم بنتها، وردت ليل علي الدكتورة:

- ابوها تعيشي انتي يادكتورة جدها اللي هيمضي. 

ردت عليها الدكتورة وهي بتتحرك بسرعة عشان تدي أمر للتمريض ينقلوا نجمه:

-مش مشكلة اي حد يمضي..

 

جم اتنين من طاقم التمريض واخدوا نجمه وسط دموع اهلها وامها بالذات وقلق الكل عليها، وخوفها هي على بنتها، وأول ماخرجت من باب اوضة الكشف بصت حواليها فكل الموجودين، تفقدت الوشوش، كانت بتدور على حد معين ودا واضح، واخدت نفسها براحة لما لقته واقف بعيد، فآخر الطرقة والخوف اللي على ملامحه يعادل خوفهم كلهم، 

ومتعرفش ليه دلوقتي بس ارتاحت واطمنت، كان الموقف كله هيبقى غريب لو هو بالذات مكانش موجود.. اركان اللي مسابهاش فأي مناسبة ولا فلحظة احتياج من يوم ماوعيت عالدنيا، واكتشفت النهاردة بالذات قيمة وجوده جنبها. 


ودخلت نجمه العمليات بأخر امل ليها في السعادة وهو بيموت، واتولدت البنت وحطوها لنجمه على وشها ثواني، كانت قد كف الأيد تقريبًا، منظرها وحجمها ميقولوش انها هتعيش، فغمضت نجمه عيونها بوجع بعد ماباستها وودعتها.. 

ودعت ربها انه يصبرها، مدعتش للبنت بإنها تعيش لانها اتأكدت إن دي معجزة حظها العاثر ميخليهاش تحصل معاها هي بالذات، واحتسبت بنتها من ضمن الخساير..

 ومش بس هي اللي كان دا تفكيرها، كل اللي شافوا البنت وهي خارجة في الصندوق القزاز وشافوا حجمها كان دا نفس توقعهم.. أما أركان فبمجرد ماشاف البنت قلبه دق بطريقة غريبة، راح وراها مكان مااخدينها ووقف بره الحضانه وفضل مراقبها من القزاز وهما بيوصلوها بأجهزة التنفس وبكذا جهاز ويحاولوا يدورها فأديها ورجليها اللي زي الخيوط على عروق يركبوا فيها الكانيولا، وهي رد فعلها كان عبارة عن صوت ضعيف يادوب مسموع. 

قلبه اتعصر عليها وعلي نجمه قبلها اللي حاسس بيها وبكم الألم اللي جواها دلوقتي عاللي كانت ساكنه جواها ومقاسماها فانفاسها. 

خرج الدكتور من الحضانه بعد ماعمل اللازم للبنت وسأله اركان بلهفه:

-ايه يادكتور طمني، هتبقى كويسه، هتعيش؟ 

رد عليه الدكتور وهو بيطبطب على كتفه بشفقة:

-ادعيلها يابني ولو ليك نصيب فيها ربنا هيخليهالك، لو ملكش فيها نصيب استعوض ربنا فيها.. بس انا بقول ادعي بالعوض من دلوقتي وإن ربنا يخلفك خيرًا منها. 

مشي الدكتور وهو فاكر إن اركان ابو البنت من قلقه وخوفه، واي حد غيره يفتكر كده، شويه وجه غريب ووراه شهاب وليل بعد ماخرجت نجمه من العمليات واطمنوا عليها، سألوا اركان عالبنت فقالهم كلام الدكتور..

فبصتلها ليل ودموعها نزلوا على حلم بنتها اللي أُجهض قبل مايتحقق..وأركان ساب البنت وراح يطمن على نجمه. 

ليل بصت لغريب اللي كان واقف قصاد البنت بيتأملها وسرحان، سألته بحزن:

-وبعدين ياغريب، الفتره دي مبقيناش نلحقوا ناخدوا نفسنا من المصايب، واني تعبت وعارفه ان انت كمان تعبت. 


غريب:

-ايوه وبعد ماتعبنا ياليل هنعمل إيه يعني، هنعترض على إرادة ربنا؟ 

وحكمته؟ قولي الحمد لله ياليل دي اختبارات ربنا عايز يعرف بيها محبتنا ليه وصبرنا وحمدنا على كل اللي يجيبه.

ردت عليه ليل بعد ماخدت نفس وطلعته بتعب:

-اني والله حامداه وشاكراه، بس يعني مستغربة من حياتنا اللي اتعكرت مرة وحده إكده.. الا بالحق انت عتطلع اللي فيه النصيب للغلابه كيف مامتعود ولا التهيت ونسيت؟

ضرب غريب علي جبهته بصدمة ورد عليها:

-ياااه تصدقي ياليل نسيت خالص مع انشغالي وحال البلد اليومين اللي فاتوا، ملحوقة هبعت الفلوس دلوقتي لاصحاب نصيبها، ياخبر دي الناس دي كانت معتمدة عليا فمعيشتها، رايح انساهم في وقت الثورة واكتر فترة محتاجين فيها؟

ليل:

-طيب روح قوام طلع دفع البلا عننا  واني كمان هاخد شهاب واندلى البلد، اوزع على أهلها اللي فيه النصيب وازور الحبايب اتوحشتهم.

غريب:

-لا انا اللي هروح معاكي مش شهاب، اصل كمان فيه حاجة في البلد عايز اعملها وأجلتها بما فيه الكفاية.. نطمن على نجمه بس الأول وعلى بابا ونروح يوم صد رد 

ليل:

-ماهو احنا مش هنطمنوا ولا على حد منهم غير لما نروحوا ونطلعولهم اللي فيه النصيب بنية شفاهم يانن عيني. 


غريب:

-عندك حق، جهزي نفسك بكرة الصبح هنروح، وانا نازل دلوقتي اوزع الشهريات على اصحابها بنفسي واعتذرلهم عن تأخيري.


وفعلا نزل غريب وليل اتأملت البنت شويه واستعوضت لنجمه ربنا فيها وراحتلها..


اما في الأثناء دي

دخل اركان الأوضة لنجمه، قرب منها وبنبره كلها ندم قالها:

-نجمه انا آسف.

ردت عليه نجمه بألم:

-آسف على ايه ياأركان؟ انت ايه ذنبك، لو فيه أسف يتقدملي فلازم يكون من حظي وقدري عشان هما السبب فكل اللي انا فيه دا،خسارتي لجوزي ولمستقبلي وسنه دراسية، واتختمت ببنتي، كل دا محدش له يد فيه غير نصيبي. 

اركان:

- طيب وليه بنتك اللي عايشه وبتتنفس تحسبيها عالخسارة؟! مش يمكن... 

قاطعته نجمه بيأس:

-مسألة وقت ياأركان، متحاولش توهمني وتديني أمل كداب انا شفتها بعيني.


اركان سكت ومرضيش فعلًا يطمنها ويديها أمل مؤقت، سابها تتقبل الأمر الواقع عشان لو حصل المتوقع متتعبش اكتر..


جاتلها بعد كده امها وقعدت معاها، وبسرعة العيله كلها اتجمعت في المستشفى لما عرفوا من الحالة اللي حطتها ماجده بنت ماهر اللي حصل بعد مانشرت تطلب الدعاء لنجمه ، حتى رحاب وزينب جم، واركان اخد جنب لما شافهم ووقف بعيد عنهم بعد ماسلم عليهم عشان يدي مجال لشهاب اللي من نظراته لزينب المفضوحة اركان متأكد إنه هيتكلم النهاردة ومش هيصبر، ولا هيراعي اي ظروف وبدأ يشك إن عشرته للألمان علمته البرود!


وفعلًا بعد مارحاب وزينب اطمنوا على نجمه وخارجين، عرض عليهم شهاب إنه يوصلهم بعربيته وهما وافقوا فأخدهم ونزل.


فى طريق العوده..



شهاب طول الطريق عينه في المراية على زينب اللي راكبه في الكرسي الوراني وهي ملاحظة ومستغربة نظراته، ولما حس انها بدأت تدايق من تركيزه معاها محبش انها تاخد عنه فكرة غلط وميعرفش يصححها بعد كده فبص لخالته رحاب وقالها:


-خالتو عايز اتكلم معاكم انتي وزينب فحاجة، عارف انه مش وقتها بس انا اتعلمت اني انتهز الفرص والخطوة اللي اقدر اخدها دلوقتي مأجلهاش لبعدين.. التأجيل مش دايمًا بيكون في الصالح.. لذلك انا عندي رغبه في الإرتباط بزينب، ياريت تتشاوروا مع بعض وزينب تفكر في الموضوع بتروي وتردوا عليا، عشان آخد خطوة ايجابية لو مكانش فيه موانع بأمر الله.


زينب سمعت كلامه وحست بإرتباك، واتلخبطت مش عارفه ليه، بصراحة شيء غير متوقع، بس رغم حالتها دي كان فيه سؤال ضروري لازم تسألهوله وسألته مترددتش:

- شهاب هو مين اللي رشحني ليك؟

رد عليها بإبتسامة وهو بيتاملها في المراية:

-عيوني وقلبي وعقلي يازينب هما اللي رشحوكي ليا واصروا وأجبروني عليكي كمان مش مجرد اقتراح.. انا على فكرة محدش يقدر يفرض عليا حاجة وخاصة لو بخصوص مستقبلي وأرتباطي.. يعني متقلقيش انتي اختياري انا وقراري انا. 


زينب:

-ايوه بس انت عندك ماضي وقصة حب وانا مش حابه ارتبط بحد قلبه اتعلق بوحده قبلي. 

شهاب:

-تقلقي لو الوحدة دي قريبه مني او تقدر تدخل حياتي بأي شكل من الأشكال، وبعدين القلب نساي يازينب، واحيانًا بيكتشف انه كان غلطان في اختياره الأولاني ويتعلم منه، ولما يجي يختار بعد كده يتجنب اخطاءة ويختار البني ادمه اللي تقدر تبني معاه اسرة ويأتمنها على روحه مش بس إسمه.. وهو مطمن.. زيي كده بالظبط. 

خلص كلامه وهو باصصلها وهي ابتسمت برضى وهربت بعيونها منه بعد ماسمعها الكلام اللي عارف انها عايزه تسمعه.


عدى النهار  الأول وجه الليل،، الكل رجعوا الفيلا مفضلش في المستشفى غير ليل وموده وأركان ودياب.. 


ليل جنب نجمه وموده وابنها قدام اوضة ماهر.. أما اركان فاخدته رجليه للمكان اللي حاسس ان فيه حاجة رابطاه بيه.. وقف قصاد القزاز وبص للبنت كتير، دكتور الحضانه كان متابعه، فخرجله ووقف جنبه وقاله:

-على فكرة بتعافر، وبطولة منها انها لسه عايشة لغاية دلوقتي برئتينها دول وحالة الضعف العام اللي هي فيها..مقولتليش ناويين تسموها ايه، في الحالات المشابهة في العادة مبنسألش عالإسم عشان صاحبه مش بيطول، بس فحالة بنتك شكلنا هنذكر إسمها كتير. 


رد عليه اركان وهو بيتأمل البنت بإبتسامة:

-إسمها أمل. 

ابتسم الدكتور وهو بيبص معاه للبنت:

-إسم جميل ولايق عليها. 

اركان:

-دكتور هو فيه حاجة لو اتعملت لها فرصتها في النجاة تعلى، دوا مثلا حاجة معينه غاليه، تسافر بره؟ 

رد عليه الدكتور بأسف:

-للأسف مفيش علاج ولا رعاية اكتر من اللي بنقوم بيها هنا، هي دلوقتي مش محتاجة اكتر من العناية الإلاهية.. ودعواتكم. 

اركان:

- ربنا يجعلها من نصيبنا. 

دقايق من الصمت قطعها الدكتور لما قاله بهدوء وهو بيبص للبنت:

-على فكرة فيه حاجة انت تقدر تعملهالها مممن تساعدها بشكل كبير. 

رد عليه اركان بلهفة:

-ايه هي الحاجة دي يادكتور؟ 

الدكتور:

-حاجة اسمها تواصل وجداني من خلال التلامس الجسدي، هتحط البنت على صدرك مباشرة من غير هدوم من ساعتين لتلاته يوميًا، اولًا حرارة جسمك هتعدل حرارة جسمها أفضل من الحضانه، ثانيًا انتظام ضربات قلبك هتنظم ضربات قلبها، ثالثًا هتحس بالامان وكأنها لسه فبطن أمها. 

رد عليه اركان بدون تردد:

-طيب يلا نعمل كده مستنيين ايه، ومش قايل كده ليه من الصبح يادكتور؟ 

الدكتور:

-مقولتش عشان عرضت الكلام دا على ابهات كتير وكلهم او اغلبهم رفض المحاولة تصور! اختاروا إن الطفل يموت بسرعة بدال مايتعذب ويعذبهم معاه وهما بيحاولوا يعيشوه يومين تلاته زيادة. 

اركان:

-والكلام دا حقيقي؟ 

الدكتور:

-والله هي محاولة ومجرد أمل وانا من البداية مأجزمتش بنجاحه.. انا بقولك ممكن.. مجرد تجربة.. هاه نجرب.. ياابو أمل؟ 

اركان:

- نجرب اكيد. 

وفعلا دخل اتعقم وراح عالحضانة مع الدكتور، قعد على كرسي وفتح زراير قميصه، قلع الفانله وكشف صدره، وبحركة بسيطة مدروسة الدكتور خرج البنت من الحضانه وحطها على صدره وعشان يثبتها لزقها بسلوتيب، وبصلها أركان وابتسم وقال للدكتور:

-بقينا عاملين زي الكنجر وبنته! 

ضحك الدكتور وقاله:

-على فكرة الطريقة دي إسمها فعلا

 " كانجر كير" 

اركان بضحكة:

-واضح. 

خلص الدكتور وساب اركان مع أمل وخرج عشان يديهم فرصة للتواصل، ويدي فرصة لأركان بالشعور بقرب البنت منه وهي تحس بيه، وكل دا والدكتور فاكر ان اركان أبوها!! 


عدى الوقت على اركان، مبطلش كلام مع البنت، سامع دقات قلبها النونو وضاممها بكف إيده بحنان وخوف،حاسس بإن انفاسها استقرت عن أول ماحطهاله الدكتور، بس رجع كدب نفسه، أصل مش سحر هو! 


عدوا ٣ ساعات استغرب الدكتور صمود اركان فيهم وصبره، وجاله عشان ياخد منه البنت يرجعها للحضانه، في البداية اركان كان عايزها تفضل معاه شوية كمان، بس الدكتور اشفق على حاله وقاله كفاية كده، مش مطلوب منك غير قد الوقت دا كل يوم تيجي تقضيه معاها بالشكل ده، وأركان ماصدق كأنه كان مستنيها. 

وراح بعدها اطمن على نجمه وخرج يتمشى شويه، وطول ماهو ماشي حاسس إنه سامع دقات قلب "امل" بيتردد صداها مع دقات قلبه. 


رجع لبيتهم، اخد شاور وغير هدومه، اكل واخد اكل لليل ونجمه وموده ورجع المستشفى تاني.. وهناك فضل مابين اوضة نجمه والحضانه، كأن قلبه مقسوم نصين في كل مكان من دول نص! 


تاني يوم الصبح بدري عدى غريب على ليل في المستشفى ومعاه غيار ليها والحاجات اللي كل مرة بياخدوها معاهم في السفر، وغيرت ليل هدومها واستنوا لما ناديه وصلت واخدها وراحوا عالبلد. 



أما في البلد... 

السرايا فضيت على مصرية، عزام ساب فراغ فحياتها مسابهوش وفقي لما مات، وجوده كان مالي عليها الدنيا.. كانت عارفه إنه غاصب نفسه عليها، وكانت راضيه، لما قعدت مع نفسها بين الاربع حيطان وراجعت نفسها حست انها اتسرعت، ندمت واتمنت لو يرجع بيها الزمن لليوم اللي جاتلها فيه نواره السرايا، كانت هتسكت وتعمل نفسها معرفتش، أو هترضى بيها كضره ليها، ماهي كده كده مسلمه بموضوع الضره، فمفرقتش نواره من غيرها، كل اللي المفروض كان فرق معاها وجود عزام فحياتها.. 

وغلطت اكتر لما شاورتله بسيف الفلوس وكانت فاكراه هيجيب ورا ويخاف زي ماكان وفقي يخاف.. ونسيت ان دا مش وفقي.. دا عزام اللي جادلها بيه الزمن مرة ومش هيجود تاني. 


واهي قاعده لوحدها مستنيه معجزة تحصل وترجعه ليها، زي المعجزة اللي كانت مستنياها زليخه عشان يرجعلها سيدنا يوسف، بس مش هتقدر تهين نفسها معاه وقدام نواره وتطلب منه انه يرجع، وتعرض عليه اللي سبق ورفضه واتأكدت انه ولا فارق معاه..

ولأول مرة من سنين طويلة اتوضت وصلت ودعت ربها إنه يرجعلها عزام، حتى لو المقابل فلوسها وأملاكها كلها. 



وصل غريب اخيرًا البلد.. ساب ليل تروح المدافن وتعمل طقوسها المعتادة، وهو راح على اللي جاي يعمله وكان المفروض يعمله من بدري بس الظروف. 

راح عالقسم وقابل الظابط النبطشي، حكاله المشكلة والظابط طلع فاكر الواقعه دي.. وحطله غريب السيناريو اللي هيتعمل، واخد الظابط وقوة وراحوا عالمدافن اللي في البلد التانيه، وهناك اخدوا الحارس عالنيابة وابتدى الظابط يستخدم معاه الأسلوب المعتاد في حالات الإنكار.. وبعد مااتعمل معاه الواجب، اعترف بكل حاجة، واعترف كمان بمكان القبر اللي فيه جثة وفقي، واتفتحت القضية من تاني لوجود أدلة جديدة في القضية، ومع سلطة غريب باشا الإجراءات اللي تمت في شهر المرة اللي فاتت تمت فيوم المرادي، وطلعت قوة مع الطبيب الشرعي على مكان القبر ومعاهم غريب والظابط والحارس عشان يطلعوا جثة وفقي.. وطبعًا غريب بعت مرسال لنواره، واللي جات مع عزام ومعاهم رزق ووصلت وهي طايرة من الفرحة وحاسه إن ربنا فتحلها طاقة دخلت منها على الجنه وأمنياتها كلها اصبحت مجابه، حبيبها عزام وإسم ولدها وفلوسه. 

والنوبادي اول ماطلعوا جثة وفقي عرفت نواره إنه هو، ايوه دا نفس طوله وإحساسها بإن دا وفقي خلاها ضحكت بفرحة وانتصار كأنها عتسمع النتيجة في اللحظة دي بودانها وصدر الحكم بإن رزق ابن وفقي. 


وزي مالإجراءات تمت في ساعات نتيجة تحليل الDNA طلعت في ساعات.. كإنه حلم نواره عايشاه ومصرية متعرفش عنه حاجة. 


واخيرًا اتكتب تقرير يثبت إن رزق ابن وفقي، ومش باقي غير انه يتقدم للمحمة، ونواره منسيتش ترفق معاه صور الأوراق والعقود اللي تثبت إن وفقي كتب كل حاجة لرزق بيع وشرا، بالرغم من إن عزام حذرها من إنها تعمل كده وكان ليه وجهة. نظر قالهالها بس هي مقتنعتش بيها وعملت اللي فدماغها. 


اما ليل فبعد مازارت حبايبها وارتاحت قعدت مع ستات البلد اللي بيجولها كل مرة لما بتيجي البلد يتسامروا معاها ويحكولها اخبار البلد، ومن وسط الكلام عرفت إن جواهر بنت محروس جالها عريس، وقالولها الظاهر وشكم كان حلو عليها، أو طمع في القرشين اللي زاعت في البلد انها اخدتهم منكم، فراحلها طمع فيهم. 


اتنهدت ليل وهي حاسه بديقة من كلامهم ومن اللي هيحصل في جواهر لما جوزها اللي متجوزها على طمع يكتشف كدبها بعد الجواز، ومع إنها تستاهل كل حاجة هيعملها فيها إلا إن ليل فلحظة شافت فيها نفسها زمان، نفس الموقف وإحساس انها منبوذة مع إختلاف الأسباب..

 واهي بتحاول تاخد حقها من الدنيا بالحيلة، وعشان هي ست العارفين إن الفلوس طعم الطماع، رمته جواهر واهي اصطادت اللي يشبهها. 


خلصت القعده والحريم كلهم رجعوا على بيوتهم وفضلت ليل في البيت، فكرت تعمل حاجة لكنها اترددت، بس في النهاية حسمت امرها وقررت تعملها..فخرجت من البيت وراحت على بيت خال جواهر، خبطت وطلبت تقابلها، ولما طلعت جواهر وشافتها ليل بصت للأرض بخزي وكسوف وقالتلها:

-خال... قصدي ست ليل، خير ياست فيه حاجة؟ 

ردت عليها ليل بهدوء:

-ايوه فيه ياجواهر أمال اني جيالك ليه؟ 

بصي يابتي اني اللي جابني ليكي كلمتين محشورين فزوري يمكن متلقيش وحده تقولهملك بس حبيت تسمعيهم مني اني بالذات. 

اللي عيتبني على باطل مش عيعيش، والكدب إخرته عفشه قوي.. واللي جالك عشان عشمتيه بفلوسك اللي متأكده كيف ماواعياكي قدامي انهم اتاخدوا منك لما يعرف انك استكردتيه هيطين عيشتك، ومش بعيد يطلقك وتعاودي لبيت خالك مطلقه ومن إهنه يبتدى ليكي عذاب جديد اكبر من عذابك دلوك من كل الناس اللي حواليكي. 


جواهر كانت باصالها وساكته مش عارفه ترد تقول ايه، َخافت من كلام ليل، وليل اول مالمست خوفها فرحت من جواها، عشان دا دليل على إن الموضوع فارق معاها ومش عايزه خراب.. 

وليل بهدوء ابتدت تقلع من غوايشها اللي لابساهم اربع غوايش، مدتهم لجواهر وقالتلها:

-خدي دول خبيهم من خالك وخليهم معاكي، تلبسيهم لما تتجوزي وتفهمي جوزك انك جبتيهم بالفلوس اللي قولتيله عليها.. ويفضلوا معاكي اوعي تفرطي فيهم او تديهمله الا بعد ماتخلفي اول عيل عشان توبقي ربطتيه، تشاوريله بيهم من بعيد وتحرميهم عليه لغاية ماوتدك يندق فبيته وقلبه وحياته وتضمني وجودك. 


مدت جواهر ايدها عالغوايش وهي حاسة ان اللي قدامها دي ملاك مش بشر.. كيف وحده بعد كل دا جايه تساعدها، وكيف خايفة على حياتها من الخراب، وكيف سامحتها وجايه كمان تديها سبب عشان يخليها تعرف تعيش؟!!!.. وادي ليل عتأكدلها مرة تانيه إن خسارتها كانت كبيرة قوي لما فكرت تستندل معاها، خسارة بحجم الكون كله 



يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة