رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 55 - الثلاثاء 15/7/2025
قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نجمة أركان
الجزء الرابع من رواية فرعون
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الخامس والخمسون
تم النشر يوم الثلاثاء
15/7/2025
فى البلد عند عزام...
من ساعة كلام نواره وهو قاعد ساكت، أبوه يكلمه مياخدش منه رد غير بكلمة ولا كلمتين بس، مصريه مبيردش عليها مهما اتكلمت،
وشاكر شايف إبنه واقع فى حيرة أو ندم ومش عارف يساعده، نواره ومصرية الاتنين مش هينفعوا يجتمعوا سوا فمكان ولا على ذمة راجل واحد، وعزام وعد مصرية انه يفضل معاها ونواره مقابلاش إن مصرية تشاركها فأي حاجة، وهو عايز نواره، وفنفس الوقت مش هيقدر ينكس بعهده لمصرية، والتعلب فات وفديله سبع لفات.. فقرر شاكر إنه يروح لنواره ويحاول معاها محاولة أخيرة فإنه يوصل معاها لحل يرضى كل الأطراف مع انه مستحيل بس اهي محاولة.
سمعت عيشه خبط على باب البيت فراحت فتحت وكان شاكر، ومن اول ماعيشه فتحت بص في البيت وشاف كل حاجة ملمومه فقال لعيشه:
-على وين البلد دي احسن من غيرها؟
عيشه:
-عالبلد اللي هيرسى عليها جوزي وتقعد فيها بتي ياشاكر.
شاكر:
-بقت نواره وحدها بتك دلوك وعزام معادش ولدك.. بعتيه واشتريتي بت جوزك يابتاعة موصلحتك بدال ماتوقفي مع الواد الغلبان وتليني راس نواره من ناحيته؟
عيشه:
-اني لا علين راس حد ولا عتدخل مع حد كل واحد عارف موصلحته فين ياشاكر، خش هعملك شاي على ماياجي مؤمن راح يشوف مشتري للبيت.
شاكر:
-هخش واعملي الشاي ونادميلي نواره، معاوزش مؤمن اني، هعمل بيه ايه اللي لا حول ليه ولا قوة ديه.
عيشه:
-تقولش عليه إكده ياشاكر هو برضك راجل البيت وليه كلمته وشورته.
شاكر:
-ايوه ماشي، متحليش الشاي قوي عشان السكر عالي عليا اليومين دول.. ونادمي نواره اخلصي.
طلعتله نواره من الاوضه شايله رزق وقالتله:
-انا اهه ياعم شاكر.. ياكشي تكون جبت ورقة الطلاق معاك وانت جاي ووفرت على ابوي المشوار.
شاكر:
-مفيش ورق ولا فيه طلاق يانواره واستهدي بالله، متخربيش بيتك عشان خاطر وحده رجلها والقبر والنهاردة في الدنيا بكره تحت التراب.
نواره:
-بس ولدك اختارها هي وبداها عليا.
شاكر:
-ولا اختارها ولا نيلها.. كل الحكاية إنها اتحامت فيه وللأسف ولدي فيه حتتة رجولة وشهامة واني بيدي ولساني اللي عايزين قطعهم اللي زرعتها فيه..
ماله لو طلع ردي وعويل كان زمانه مقشط مصريه وراميها في الشارع وانتي وولدك كنتوا على وضعكم في الشوارع أو مركب ابوكي، وكان هو خد الجمل بما حمل وخدني وهج بيا من البلد الفقريه داي وشوفنا بلد محدش فيها يعرفنا، بنينا سرايا واتجوز هو ست البنات واني جوزني مره زينه ترجعلي شبابي وتدلعني، بس اقول ايه اني اللي ربيته ربايه زينه مني لله.. واهو لملي فضلة وفقي وقاعد محتار بيكم وفيكم.
نواره:
ماحدش قاله يحتار ولا يتعب روحه، اهو مع مصريه وخليه على بال واحد، واني هروح فحال سبيلي.
شاكر:
-ادي لعزام فرصة تانيه يانواره وشوفي الدنيا شايلالكم ايه مايمكن اللي جاي زين.
نواره:
-له ياعم شاكر اني خدت نصيبي مع عزام وانتهت حكايتنا.
رجعت عيشه بالشاي وحطته قدام شاكر وقعدت، وبصت لنواره بصة ذات مغذى ونواره برقتلها، وحركتهم لاحظها شاكر وهو بياخد كباية الشاي، وبعد ماخد منها أول شفطة سألهم بهدوء:
-فيه ايه داسينه بينكم وعتتلمزوا عليه بعيونكم؟
نواره:
-مفيش ياعم شاكر، القصة ومافيها إن خالتي عيشه مهاينش عليها تهمل البلد وتهمل عزام ومتشوفوش تاني.
شاكر:
-له مش ديه السبب، انتو كدابين، الحريم كلها كدابه اصلًا.. بصوا اني جيت احاول معاكي محاولة أخيرة بس مادام قافله باب التفاهم غوري يانواره ومصرية ربنا يقصر بأجلها ويرتاح ولدي منكم انتوا الجوز.. هروح آخده للمأذون واخليه يطلقك ويخلص.
وقفت عيشه وبصتله بتوتر وهي عتفرك اديها وبصت لنواره وشاكر ديق عنيه وسآلها بشك:
-عيشه هو نواره حبله مش إكده؟ هو ديه السبب اللي مخليكي عتفركي ومقاعداش لا على حامي ولا بارد؟!
نطقت عيشة بإندفاع:
-إيوه صوح ياشاكر براوه عليك لقطتها لحالك، اني مقولتش حاجة اهه يانواره بإلاذن، هاتي رزق نعس هنومه.
جريت عيشه عالاوضة وشاكر بص لنواره بغضب وقالها:
-وانتي عاد كنتي عايزه تطفشي بواد ولدي؟ ايه كنتي هتكتبيه بإسم مين، ولا كنتي هتسيبيه من غير إسم ديه اكمنه موراهوش ورث وأملاك؟
نواره:
-هسقطه مش هخليه.. معاوزاش حاجة من ريحة ولدك ولا تربطني بيه.
شاكر:
-اعمليها انتي بس وانس أسقط ورقة عمرك فغمضة عين وطلقة فنص قلبك.. أهمدي مادام ربنا زرع جواكي بذرته واتغزل الخيط اللي كتفكم فبعض خلاص.
نواره:
-لسه لا اتغزل ولا اتولد ياعم شاكر، وحتى لو اتولد مش سبب يجبرني اعيش مع عزام.
شاكر:
-شالله عنك ماتعيشي يعيش هو معاه، واد ولدي متربيهش مره وأبوه وجده على وش الدنيا، اولديه وهمليه وروحي موطرح ماتروحي، انما قبل ماديه يوحصول رجلك متخطيش برة البلد لا انتي ولا ابوكي.. اني ماشي وهشيعلك عزام يشوف شغله معاكي.
رد عليه مؤمن اللي دخل من باب البيت:
-مفبش داعي ياشاكر اني جبته عزام اهه.
دخل عزام وراه ووقف قصاد نواره وقالها:
-مصممه تكوني حرامية وسراقة وتاخدي اللي مش ليكي ليه؟!
نواره:
-ايه هو اللي سرقته ومش ليا ياعزام؟
عزام:
-ولدي يانواره، ولدي اللي عايزه تمشي بيه وحتى ماتعرفيني بوجوده!
نواره:
-وولدي اني كمان ولا هو ولدك لحالك؟
عزام: ومادام احنا التنين لينا فيه عايزه تاخديه وحدك ليه؟
نواره:
-معايزاهش يكون القيد اللي يربطني بيك ياعزام وسبب تبيع وتشتري فيا بيه.
عزام:
-له متخافيش، مهيكونش قيد ولا سبب، ومش عزام اللي يبيع ويشتري فمره عشان اي سبب في الدنيا، الواد تولديه ويكون مابيني وبينك، وعلى نفس طريقنا ادينا ماشيين، اني مجبرش حد يعيش معاي بالغصب، اللي مش حابب جواري مسعاش لرفقته.. اعملي فحياتك اللي تعمليه يابت الحلال واني عيب عيب لو جيت يمك لحد ماتولدي ونشوفوا هيكون مصير الواد مابينا ايه، وحتى لو هتهملي البلد وتفارقي فارقي بس تعرفيني موطرح، واني على تمام ال٨ شهور هروحلك عشان ولدي.
نواره بصتله بتحدي وقالت:
-استبينا ياعزام.
صرخ فيهم شاكر:
-له مستبيتوش يابت مؤمن، وانت ياد تبطل شغل العند الفارغ بتاعك ديه متعملش نفسك تقيل ومش فارقه معاك وانت هتموت عليها.
عيشه:
-وحتى هي هتموت عليه ورب الكعبه وطول الليل صوت بكاها ونهنهتها معكر صفونا وقالق منامنا.
شاكر:
-يوبقا يتلموا ويبطلوا لعب.. اسمع ياد انت، تروح البيت وترمي اليمين على مصرية الكلب وتغور على سرايتها ولو عالونس وقضيان الطلب اني هتكفل بيها، هقعد عالبوابه كيف ماكنت ولو جاها الموت ولا سمعتها عتفرفط وحاجة عتاكل فيها هستنى عليها هبابة لغاية ماحسها يتكتم وادخل اشوف فيها ايه، غير إكده متربطكش جارها بلا ونس بلا ونيس شالله ماتونست..
ولو حبكت الونس تتونس بيا اني تطلع تقعد جاري عند الدمسه وترط كيف ماعايزه واديني بقيت من محارمها يعني لا حرج فقعدتها جاري.
وانتي يابت مؤمن حاجتك تروح على بيت جوزك وتتلمي، خلاص مهيوبقاش عالحجر غيرك واني أمرت والعفي مينفذش.
قالها ورفع بندقيته وصوبها عليهم فاتنهد عزام وقال بهدوء:
-كلامك أوامر يابوي مصرية طالقه مني.
شاكر:
-براوه عليك. وانتي؟
نواره:
-اني مالي اطلق مصرية اني كمان؟
شاكر:
-له.. تطلعي عالسطوح وتفتحي العشة وتجيبي منها كام جوز حمام تطبخيهم للواد وتعملي حسابنا اني ومؤمن معاه، وعيشه تعمل دبداب متوحشه.
عيشه:
-من عيوني الجوز ياوش الخير انت،
شاكر:
-ودلوك اني رايح ابلغ مصرية بالخبر الحزين واجرها على سرايتها، وانت يامؤمن اطلع دكانتك كفيت ووفيت، وانتي ياعيشه شوفي الواد النايم جوه ديه روحي صحيه ونعسيه تاني، هملي جوز الغربان دول يتصافوا بكلمتين وعزام ينقل حاجة مرته تاني على بيته اني خابر هي شغلانه مربربه شغلانة الحريم داي.
ضحكوا كلهم ومؤمن طلع مع شاكر وعيشه دخلت الأوضة وقرب عزام من نواره ولغى كل المسافات وهو عيحاوط وسطها بأديه ويضمها عليه بشويش ويقولها:
-هاه مبسوطة دلوك ومرتاحه؟
ردت عليه نواره وهي باصه فعنيه:
-والله لو كنت انت مرتاح فاني مرتاحه، له تعبان واللي تم مش على مرامك فمفيش حد فينا هيرتاح.
عزام:
-لو مش على مزاجي مكنتش عميلته، بس اني لتاني مرة اختارك واحطك فوق الكل واديني بسببك كسرت وعدي، مع انه خسارة فيكي عشان انتي فيكي الطبع الردي مش عتحقي حاجة.
نواره:
-متشوفهاش كبيرة ولا تعملها عليا جميلة اصلًا حقي ومغصبتكش عليه كمان.
عزام:
-مغصبتنيش بلسانك بس غصبتيني ببعدك وجفاكي وعندك، وبعنيكي المكارين دول اللي عارفين انهم اتملكوا مني ومهقدرشي على بعدهم.
نواره:
-قدرت وبعدت ولولا أبوك مكنتش رديت.
عزام:
-الراجل لازمن يكون تقيل عشان المرة متسوقش عليه الدلال لما تحس ان دلالها عيبهدله، وانى التقل صنعتي وفقلبي حيل يقدر يستقوى بيه على روحه.
نواره:
-بياع وتخوف.
عزام:
-قصدك شديد ومعترخيش لحرمة، ولا انتي عايزه راجلك يكون مرخي كيف جريدة النخل شوية هوا يلعبوا بيه؟ خلينا في المهم..
نواره:
-ايه هو المهم؟
عزام:
-اتوحشتك قوي.
نواره:
-ماهو باين!
عزام:
-ماقولنا مش لازم يبان ياغشيمة.. عقولك ماتاجي نروحوا بيتنا وبلاها حمام اني معاوزش حمام ولا وكل خالص، اني عايزك انتي.
نواره:
-في العدل ياعزام، اصبر وطول بالك، مالسه عتقول التقل صنعتك دا الكلام لساه مبردش، اطلع هات عربيه وخد حاجتي وحاجة رزق وديها البيت حداك، وطلع منه اي حاجة تخص مصرية عشان لو لقيتلها أثر هكسر البيت باللي فيه فوق دماغك، وعالعشا تعالا خدني.
عزام:
-شايفك بقيتي تدي أوامر يابت مؤمن وتهددي؟
نواره:
-عأمر فاللي يخصني، ومن حكم فحبيبه ماظلم.
عزام:
-حقك. ومادام ممشياها حقوق سلام ونتقابلوا بالليل وكل اللي ليه حق حدا التاني ياخده ياام مصريه.
نواره:
-أم مين؟
عزام:
-ام مصرية، مني ناوي لو جبنا بت هسميها مصرية عايز افرح الغلبانه قليلة الضنا اللي سيرتها هتتقطع من الدنيا لو ماتت.
نواره بعدت عنه واتلفتت حواليها ووشها اتقلب قلبه سوده، فضحك عزام وطلع من البيت بسرعة وقفل الباب وبمجرد ماقفله سمع خبطة جامده فيه، كانت ضربة ليه بس سرعته انقذته منها.
اما نواره فوقفت تشتم، وطلعتلها من جوه عيشه تضحك وقالتلها:
-اهدي يابوي مالك عزام بيضحك معاكي، روحي هاتي الحمام وانزلي عشان تلحقي تطبخيه، وانتي طالعه ونازلة عالسلم خدي بالك من روحك عشان مصرية ميجرالهاشي حاجة.
خلصت كلمتها ونواره صرخت من الغيظ وعيشه صوت ضحكتها العالي جاب مؤمن من بره، وأول ماشاف عيشه فرحانه ونواره هي كمان ملامحها عابثه بس عنيها عتضحك بفرحة.. فرح معاهم من كل قلبه، واتمنى إن اللحظة دي تدوم للأبد، ومن جواه عزم يعمل حاجة بقالو سنين عايز يعملها وعيآجل فيها، حاجة لو جابت النتيجة. اللي عيتمناها يقدر يقول إنها مسك الختام بالنسباله.
وعدت الساعات وجه الليل بستايره السودة وسكونه اللي فيه عتتجمع الحبايب ويغلوش على همسهم بصفير ريحه وصوت مداعبته للشجر ولكل حاجة تعمل حركة وتشتت السمع وتحافظ عالأسرار.. وتحت جناحه راح عزام لنواره وخدها مرة تانيه على بيته والنوبادي خد عهد جديد بإنها متفارقش بيته ولا تفارقه إلا بالموت ليه او ليها، ومن إهنه ورايح مفيش زعل هيعرفلهم طريق، وعشان دا يحصل قرر، إنه مليهش صالح لا بأملاك نواره ولا رزق، وان بيته هيصرف عليه من تعبه وشغله وعرق جبينه وهي تعيش معاه على كد مكسبه، واللي توسع بيه على نفسها من فلوسها مليهش صالح بيه.
أما مصريه فرجعت السرايا مع شاكر بخطوات تقيله وهي حاسه انها كانت فحلم وفاقت منه، رجعت لذكريات كتيره قضتها في السرايا، عفشه وزينه، مع وفقي ومع عزام، مع نواره ومع امها وأبوها، كل زاوية من زواياها ليها فيها حكاية وذكرى، والوحده صعبه وعتقلب الذكريات الذكريات لحالها، وشافت مصرية انها مهتتحملش، فقررت تبيع السرايا، أو تهجرها وتشتريلها بيت تاني صغير علي قدها، وتاخد معاها فيه الذكريات اللي عايزاها بس وتهمل الباقي جوا السرايا محبوس بين جدرانها، وقت ماتشتاقلهم تاجي تفتحها وتقعد معاهم هبابة وتمشي.
أما عند أركان ونجمه...
فى مشهد محدش ظن أبدًا إنه يحصل غير في الأحلام.. أركان بعد كتب الكتاب وقف وبص لنجمه، ابتدا يقرب منها خطوة بخطوة ومع كل خطوة قلبها يدق بعنف وبطريقة جديدة عليها خالص ومختلفة، ضربات قوية بس مش مؤلمة، وقف قدامها واخد نفس وبمجرد مافرد أديه دخلت نجمة فحضنة بحركة خاطفه، وكان دخولها يشبه رجوع كل حاجة تايهة وضايعة لمكانها الطبيعي..غمضت عنيها وهي فحضنه اللي حسته مزيج من حضن غريب ابوها وحضن اخوها شهاب وحضن أمها، وحضن أي حد قريب منها، كأنهم كلهم اتجمعوا فحضن أركان،
حست بأمان وسكينة محستمهمش قبل كده فحضن إيان،طمأنينة تشبة شعور الساعة اللي بعد صلاة الفجر والواحد حاسس ان النهار طلع ويوم جديد جه، واى خوف من الليل وضلمته اتبدد والحياة رجعت لمجاريها.
أما أركان، فمن أول مادخلت نجمه فحضنه وضمها عليه حس برجفة احتلت كل كيانه، اخيرًا الحلم المستحيل اتحقق ونجمته البعيدة قادر يلمسها، مش مصدق نفسه ولا قادر يستوعب ان اللحظة دي حقيقية، مغمض عنيه وخايف يفتحهم يكون حلم من ضمن أحلام كتير حلمها وصحى منها، بس لأ الحلم دا مختلف، ريحتها مختلفة ودقات قلبه مختلفة، ومش مقبوض!
واخيرًا لمسه رجعتهم هما الاتنين من الدنيا اللي كانوا فيها.. ايد قاسم وايد غريب، كل واحد اتمدت ايده عاللي ليه يفوقه.. ضحكة من اركان وحضن لأبوه خلوا الكل ابتسم، وغريب اللي اخد نجمته فحضنه للمرة الأخيرة قبل مايسرقها منه اللص اللي متأكد انه هيستحوذ عليها ومش هيسمح لحد يقرب منها، ولا حتى هو، وهمس فودنها بهدوء
-دلوقتي بس يانجمتي قلبي اطمن عليكي.. وللأبد.
احساسه بالسعادة مكانش يجي نقطة فبحر سعادة ليل اللي راحلها أركان أول مابعد عن حضن أبوه وحضنها وباس دماغها وقالها
-دعوتك دي ياليل انا عارف.. ربنا بيحبك.. وكنت متاكد إن دعوتك إن نجمة تكون من نصيبي ربنا مش هينساها، وان متحققتش بصورتها الطبيعية هتتحول لجبر أكبر.. كنت متأكد إن دعوتك هتفتحلي باب السعادة، بس مكنتش اتخيل إن نجمة هتكون ورا الباب ده.. شكرًا ياأمي، شكرًا من كل قلبي.
شددت ليل علي حضنه ودعتله كتير هو ونجمه، وسابته بعد كده يتنقل من حضن لحضن وكل حضن صاحبه فرحان لأركان فرحة حقيقية،، لغاية مارجع تاني لحضن نجمته..
كان نفسه يرتب لفرحهم ترتيب أجمل من كده، بس نجمه رفضت الإحتفال واقنعته لما همستله:
-خلي احتفالنا مابينا أنا وانت وبس، مفيش داعي يكون فيه شهود علينا عشان نحس اننا فرحنا.
سمع كلامها وقام وبدون مقدمات شالها وجرى بيها على بره، ركبها عربيته وطاروا عالفندق اللي حاجز فيه افخم جناح.. وهناك اتحقق الجزء التاني من حلم أركان، الجزء اللي كان أكثر إستحالة إنه يتحقق من وجهة نظرة، وهو شايف نجمته مسلماله..مرحبه بكل كلمة وكل لمسة وكل همسة منه، عيونها اللي باصاله بترجي وبتقوله هل من مزيد.. كل دا أركان حاسس ان كل دا كتير قوي عليه، كتير عليه بجد.
أما نجمة فكانت حاسة ان دي مرتها الأولى في الجواز، وبالرغم من إن ليلتها الأولى مع ايان كانت جميلة، إلا إن إحساسها مع أركان مختلف كليًا، فرق بين ان اللي انت فحضنه ويكون بيحبك، وبين اللي تكون انت اللي بتحبه، وهنا محبة أركان كانت أضعاف، واضحة فنظرة عنيه وارتباكه، رعشة اديه، عطشه ليها اللي مش بيرتوى، والضمة الأخيرة بعد صراع الحب اللي حصل مابينهم وهو بياخد أنفاسه من بين الرقبة والترقوة، وكأن المكان دا اتجمع فيه كل اكسجين العالم، وحياته بدأت منه واتمنى انها تنتهى وهو ساند دماغه عليه.
تاني يوم رن تليفون اركان برقم الحضانه، قام مفزوع ورد عليهم، وكانت تاني اكبر فرحة ليه في خلال يومين، وهي إن أمل اتحسنت وبقت تقدر تستغنى عن الأجهزة وتعتمد على نفسها بالكامل في التنفس والرضاعة.. وانهم النهاردة رسميًا يقدروا يعلنوا انها بقت طفلة طبيعية.. زي ماتكون حاسه باللي بيحصل مع مامتها وأركان وحابة تشاركهم فرحتهم.. أو تزودها..
لبسوا ونزلوا وراحولها، اخدوها من الحضانة والحضن الأول كان من نصيب أركان، ورجعوا بيها على فيلًا جدها غريب، ودخولهم بيها كان أجمل مفاجأة ليهم.. واخيرًا غريب اللي طول الفترة اللي فاتت رافض يروح يزورها وخايف يتعلق بيها اخدها فحضنه وأقر بوجودها، وحس اول مابصلها بإن السنين عدت وإنه كبر لدرجة انه بقى جد.. وليل شاركته نفس الإحساس، بس هي عبرت عنه بدموعها.. أما شهاب فكانت فرحته بيها غير.. حضن وكتييير من الصور للذكرى مع خالها الحبيب.. وفى الاخر اخد أركان عيلته الجديدة ورجعوا عالفندق، وهناك اتحول شهر العسل.. لفترة تعلم الأمومة والأبوه، وعلي قد ماتوقيتها في الإنضمام ليهم كان رخم، على قد ماكان له فرحة ومذاق من نوع خاص!
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية