رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل الأخير - الثلاثاء 15/7/2025
قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نجمة أركان
الجزء الرابع من رواية فرعون
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الأخير
تم النشر يوم الثلاثاء
15/7/2025
بتشوفوا الميه لما تكون متعكره وتبدأ شويه بشويه تهدا والعكار بتاعها ينزل للقاع، ويرجع صفوها من تاني؟ اهي دي بالظبط حالة الجميع الفترة دي، كل واحد فيهم قابل مطبات وعاش وجع من نوع خاص، بس من لطف ربنا بعباده إن كل الاختبارات لازم ليها وقت وتنتهي، والإنسان الصبور الحكيم هو بس اللي بيقدر بصبره يجتازها ويعديها.
أميره وجوزها سامح وبنتها مريم وجوزها واختها وجوز اختها وولادهم.. كلهم متجمعين عشان حسام قرر يخطب من بعد تجربة حب فاشلة فضل يتعافى منها سنين طويلة، واخيرًا لقى فمقر شغله الجديد الإنسانة اللي خلت قلبه يرجع يدق من أول وجديد.
أما اميره فالفترة دي مشغولة بحفيدها إبن مريم بنتها وكأنه ابنها هي، بتعيش معاه كل التفاصيل وبتديه كمية حب وحنان هي نفسها مستغربة كانوا فين جواها؟!
وقتها كله ليه واتلهت بيه حتى عن سامح اللي الموضوع مدايقه، وفنفس الوقت سعيد عشان دي أجمل مرحلة بيمروا بيها..
وهما شايفين حفيدهم قدام عنيهم.. الدليل الحي قدامهم على إنهم خلاص في خريف العمر، بس دا ميمنعش إن للخريف رونق وجمال خاص حتى ولو اختفت فيه الأوراق الخضره.
راضى كان فرحان بلمة حبايبه حواليه.. وطلع وِلد وِلد الولد أعز وأعز وأغلى، وقد ايه اتمنى إن مريم مراته تكون موجودة وتشاركه الأوقات الجميلة دي، بس رجع صبر نفسه بإنها اكيد حاضرة وشايفه وسامعه، وهتفضل دايمًا معاهم الغايبه الحاضرة،
وبالليل بيحكيلها تاني كل حاجة بالتفصيل الممل وبيتخيل رد فعلها وحتى رأيها فأي موضوع عارفه هيكون ايه وبيعمل بيه.
وبيعد الأيام والساعات عشان يروحلها ويكون قادر يسمعها ويشوفها ويلمسها في الحقيقة مش فى الخيال، بس الأيام طويلة مبتنتهيش، والسنين طالت وهو اشتاق لدرجة إن الإنتظار بدأ يتعبه، وبيدعي ربنا إنه يروحلها قوام وينتهي عذاب الشوق..وخصوصًا بعد مااطمن على أولاده وانهم استقروا فحياتهم وخلاص مش محتاجينه.
ولحد هنا ونزلت ستارة المسرح على حكاية أميرة.. اللي الحب من طرف واحد مع العند مع المؤامرات وصلوها لمستشفى المجانين.. وقبلها حولوها لقاتله، بس دايمًا الحياة بتدي فرصة تانية، وفرصة أميرة التانية كان فيها أكبر عوض، صحيح دفعت تمن أخطأئها، بس الدفع كان ضروري عشان تعرف تكمل حياتها من غير ديون ترهق روحها وقلبها.. وفي الآخر العوض نساي.
****************
جوهره أو جواهر الصغيرة، نفذت خطتها واتجوزت.. ومن أول يوم رسمت لجوزها خطوط حمرة وأسلوب للتعامل وفهمته إنها مش بالسزاجة. ولا السهولة اللي كان مفكرها، وانها مش صيده ياخد منها غرضة ويرميها، وانها أوعى من إنه يضحك عليها، بس ممكن تساعده بمزاجها ورضاها،
عزلت من بيتهم اوضة صغيرة وفتحتها عالشارع وعملتها دكانه وملتها بضاعة بتمن غويشتين باعتهم من الغوايش ووقفت فيه هي وهو.. بس قبل ماتعمل كده مضته وصولات أمانه بقيمة المبلغ والوصولات حطتهم عند شيخ البلد، ومسابتهوش لوحده يباشر الدكانه،ولا ادتله فرصة يضيع قرش من فلوسها..كانت كل قرش داخل وخارج عندها علم بيه، وتاخد منه الزيادة عن مصروف البيت ومصاريفه الشخصية، صحيح في البداية كان يتعصب ويتخانق ويقولها دا تعبي ومش من حقك تحاسبيني، بس لما لقى نفسها طويل في المناهده معاه وعندها استعداد للخناق ليل نهار، بدأ يستسلم ويشتري دماغه، وخصوصًا لما شاف انها وفرتله مصدر رزق بدون تعب وبيت اتفتح، وبشرته بحمل جاي في الطريق، وبعد ماكانت خطته انه ياخد اللي معاها ويرميها لقى إن أسهله وأكسبله يحافظ عالبيت اللي عمرتهوله.. ووحده وحده مع معاملة جواهر الكويسه ليه واهتمامها بيه ابتدا يتعلق بيها ويحبها،
وعملت جواهر لنفسها بيت وأسرة وبدات تعيش حياة طبيعية، والفضل كله يرجع لليل في الأول والآخر.. الانسانه اللي محدش قرب منها إلا وحياته اتغيرت للأحسن، وكأنها ايقونة حظ، وحتى مع قليل الأصل عتتعامل بأصلها، فكان ليها نصيب دايم من دعوات جواهر في السر والعلن.
وانتهت قصة جواهر اللي طمعت وطمعها كان هيضيعها، بس سبحان الله ربنا بعتلها رحمته مع ليل، ويمكن دي دعوة أمها ليها اللي ماتت خايفه عليها من الناس والمجتمع ومن ذنب عمله أبوها وهي اللي هتتحاسب عليه، وإسمها آخر إسم ناجت بيه ربها قبل موتها.
*************
أما عند مصرية...
اشترت البيت الصغير ونقلت فيه وهملت السرايا لشاكر يحرسها وفاكهة الجنينه كلها قالتله انها من حقه ياخدها نظير حراسته للسرايا، وكمان زرع الجنينه خضار وبقي يبيع منها ويسترزق،
وهي لقتلها جيرة حلوة، ستات من سنها كانوا دايما يجتمعوا عندها في البيت، تضايفهم وترحب بيهم، تطبخ وياكلوا سوا، وهما كل اللي تعمل حاجة فبيتها تدوق مصرية منها، ولو غابت فيوم مفتحتش بابها ولا سمعوا حسها الكل يسال عليها بخوف وقلق حقيقي، وحست انها ضيعت عمرها تشتري الصُحبه الكدابه والونس الزايل بالفلوس،
والصحبه الحقيقية حواليها وببلاش، بالكلمة الحلوة، وهي كانت ملهية فوفقي وغيرتها عليه، وحابسه نفسها معاه بين اربع حيطان وحياتها كلها واقفه عليه، وعارفاش إن فيه حياة تانيه ممكن تتعاش مع ناس تانيين، أصدق وأوفى.
منسيتش عزام ولا هو نسيها وبيعدي عليها من وقت يسالها لو محتاجة حاجة، متفتكرش إنه فمرة رفع عينه وبصلها بنظرة شوق أو حنين، أو حتى يتفقد شوقها هي ليه.. أو بصلها من أصله، كان غاضض بصره عنها والمرة الوحيدة اللي رفع عينه عليها سألها:
-هاا مآنش الاوان تفكري فأخرتك يامصرية، مش باقي كتير على فكرة واللي مفكراه بعيد ممكن يبقى اقربلك من نفس تاخديه وميطلعش او تطلعيه ومتقدريش تاخدي غيره.. اني قدمتلك في حج القرعة وربنا يجعلك فيها نصيب وتناديكي.. بادري واجري ناحية باب التوبة متعرفيش يمكن النهاردة قادرة بكره المرض والضعف يمنعوكي.. وجايز تكوني من اللي ربنا ماجل عذابهم للآخرة ومفيش ليهم تخفيف ذنوب عالدنيا لا بمرض ولا إبتلاء، وفي الحالة داي لازمن الخوف يسكنك وتجري جري الوحوش على كل حاجة تقربك من ربنا وتخليه يغفرلك.. وانتي معملتيش قليل وانتي خابره.
مصرية ساعتها حست بزلزال احتلها، كأن عزام فتحلها الطاقة اللي ورتها مقعدها من النار فأترعبت، رحبت بالحج وبقت هي اللي تسعى عليه، وعزام متابعلها من بعيد لبعيد..
وأول ماخلصت كل حاجة راحت لشاكر وطلبت منه تقابل عزام للمرة الأخيرة في السرايا قبل ماتسافر.. ولبى عزام وراحلها وهناك كانت في استقباله بأبتسامة وقدام ابوه قالتله:
-اني مش عارفه اشكرك كيف ياعزام على كل حاجة زينه عميلتها ليا، على أمانتك وصبرك وطولة بالك، ولا عالكام يوم الحلوين اللي قضيتهم معاك..ولا على إنك عدلت راسي ودليتني لطريق التوبه وحطيت رجلي عليه.. اني مهما قولتلك كلام شكر حاسه انه مش هيوفيك حقك، فقولت اشكرك باللي فيدي واللي اقدر اقدمهولك..
خد ياعزام داي عقود بيع وشرا بجميع املاكي مني ليك.. حتى البيت الصغير اللي قاعده فيه دلوك، واللي امانه عليك بعد موتي تعمله مكتب لتحفيظ القرآن..وخد مفاتيح البيت جواه كل الفلوس والدهب، شايلاهم في الدولاب بتاع اوضة نومي وقافلاه والمفتاح بتاعه كمان اهه.. العقود دول مش ناقصين غير على امضتك وامضة الشهود وتاجي معاي بكره نسجلوهم في الشهر العقاري قبل سفري.
رد عزام برفض:
-له يامصرية اني معاوزش حاجة خليلك املاكك، اني معميلتش حاجة استاهل عليها كل ديه.. اني لو وقفت جارك وساندتك وساعدتك فديه بحق العشرة اللي بينا والعشرة ميتدفعلهاش تمن.
مصرية:
- بس اني اتعودت إن العشرة ليها تمن، وإنت احسن وأنضف اللي عاشروا ياعزام، وكفاية انك لساك محافظ على عهدك بسؤالك عني، اعتبرهم تمن العهد ياعزام مش تمن العشرة،
وبعدين اني لما اموت مين هياخد كل ديه؟
هتاخده الحكومة.
واني ملياش قرايب، يوبقى انت أولي وأحق.. خدهم من قلبي ليك واوبقى ياسيدي غيب وطلع منهم على روحي ثواب، كأني سبت وراي صدقة جاريه واني متوكده انك مهتنسانيش.
فضلت مصرية ماده ايدها بالأوراق وعزام متردد ياخدهم، لغاية ماابوه دكمه فضهره فمد ايده وخدهم منها،
إبتسمت مصرية وخدت نفس براحة، وطلعت من السرايا اللي كانت من ضمن الاملاك اللي نقلتها لعزام، وسابت كل حاجة وراها وراحت بيتها الصغير وهي حاسة إنها عاشت عمر بحالة تحارب وتدافع عن قضية محكوم فيها بالخسارة، عن وهم إسمه سلطة الجاه فى النهاية اكتشفت إنه غش ومعجيش من وراه غير محبة كدابة ورياء وضحكة في الوش بس.
وتاني يوم راحت مع عزام الشهر العقاري وسجلوا العقود وتممت كل حاجة،
وكله من ورا نواره اللي لو عرفت هتنصب لعزام محاكمة البت فيها يفضل شهور وحتى لو خد فيها حكم براءة يكون حكم مع ايقاف التنفيذ.
وبعدها بأسبوعين كانت مصرية واقفه على باب بيتها عتودع جيرانها الجداد وعزام مستنيها بالعربية بتاعتها سابقًا وبتاعتة حاليًا؛ عشان يوصلها لموقف الباص اللي طالعه منه رحلتها،، وبعد ماوصلها واتحرك الباص بيها وودعته بإبتسامة ونظرة طويله، رجع البلد وجواه إحساس ناحية مصرية غريب.. معرفش سببه إلا تاني يوم لما بلغوه على رقمه اللي سايبه في المكتب إن الباص اللي فيه مصرية اتقلب وللاسف كانت من ضمن الضحايا..ماتت وهى على طريق التوبة قبل ماتوصل!
استلم جثمانها ودفنها ومااندفنتش معاها غير عملها، وسابت الأملاك والفلوس عالدنيا لغيرها يتهنى بيها.
أما نواره فساعة مابلغها عزام بخبر موت مصرية حست إن النهاية من الاول كانت قريبه ومكانتش مستاهلة كل الصراعات دي، وان كل اللي كان مطلوب بس شوية صبر، بس رجعت أفتكرت إن صبرها نفذ ومكانتش قادره تتحمل اكتر، وإن كلها خطاوي ربنا كاتبها من البداية.
وعرفت بعدها من عزام بموضوع السرايا والاملاك، وعرض عليها يروحوا يسكنوا فى السرايا لكنها رفضت رفض قاطع.. وخصوصًا بعد ماراحت السرايا من وراه ودخلتها وحست إن روح مصرية لسه فيها مع روح وفقي، شافت إنها معاشتش فيها غير وجع وكل اللي سكن فيها شاف وجع بطريقة مختلفة، وانها مكان ملعون، وهي مش هتخاطر بسلامها النفسي وإستقرارها اللي بدأت تعيشه، وأقنعت عزام برأيها وهو اقتنع وقرر يبيع السرايا ويبني غيرها، بس يوم ماقال قرارهم قدام شاكر وقفله وبغضب قاله:
-لا والله السرايا متتباع غير بعد موتي، اعتبرها مش موجودة.. اني هسكنها واتجوز فيها واعيش من خير الجنينة بتاعتها، انتوا مش عتقولوا عليها ملعونه وفيها روح وفقي ومصرية.. اني حابب اعيش معاهم هما وحيين وهما وميتين، اني لقيت العروسة وكنت ناوي افاتحك النهاردة بس انت سباق بالمصايب،
صفيه مرت مطاوع، الوليه البيضه الطريه ام خدوذ داي اني هتجوزها.
عزام بصدمة:
-ياحزني، صفيه مرت مطاوع كيف يابوي؟ إنت مفكر نفسك العمدة في الزوجة التانيه ولا ايه! اوعاك تكون وزيت الوليه على خراب بيتها ولعبت فدماغها؟
شاكر:
-ولا لعبت فدماغها ولا جيت يمتها، هي من غيري مشتكيه على مطاوع ورافعه عليه قضية طلاق عشان كل شوية يضروبها ويبهدلها، اني بس متابع من بعيد لبعيد ومستني ساعة الصفر عشان اهجم.. قصدي اخطب، اللي زي صفية مهتتسابش كتير وجايز مطاوع يسعى لردها ليه تاني، فأني هلقفها أول واحد.
عزام:
-أوعاك يابوي تكون خببت؟
شاكر:
-قولتلك لا خببت ولا هببت وبطل نبر في الموضوع أحسن ميتمش واني متأمل خير، هتاجي رخيصة وهتجوزها على فرشة مصرية وهلبسها خلجاتها وياكشي روحها تلبسها وتخبطها.
ضحك عزام ورد عليه:
-خلاص يابوي اعتبر السرايا بتاعتك هدية جوازك.
شاكر:
-وعشان جدعنتك داي اني هخليها تجيبلك أخ قوام قوام عشان يوبقالك سند.
عزام:
-ايوااا والبس في الجيش رسمي.
شاكر:
-الجيش للجدعان، وبعدين انت لسه قدامك تعليم ولا خلاص تركت الهندزه واستكفيت بالفلوس، بدال مالناس كانت تقولي يابو المهندز هيقولولي يابو ايه دلوك؟
عزام:
-له يابوي اني أجلت السنه اللي فاتت وهكمل السنة الجاية بأمر الله، هاخد الشهادة عشان خاطر عيونك.
شاكر:
-على بركة الله، ربنا يرضى عليك ياولد روايح ويرحم أمك.. يلا روح خلي نواره تعملنا وكله حلوه، قولها روحي نفضي عشة عيشه من الحمام زمان الزغاليل كبروا.
عزام:
-يابوي نشتروا حمام احنا بفلوسنا محداناش قليل دلوك.
شاكر:
-وحمام خالتك ياكله مؤمن كله؟ والله لا يطولها ولا ينولها، مش كفاية معيجيبش لبته مواسم وعامل فيها عبيط، إحنا ناخدوا المواسم من حباب عنيه حمام.. وبعدين هنوفرولهم هيودوه فين، مفيش غيرهم لا عيل ولا تيل، وانت دلوك صاحب عيال واني هبقى زيك، يوبقى نحافظوا على مال عيالنا ياغشيم وناكلوا من مال مؤمن وعيشه.
ضحك عزام وساب ابوه يفلح في الجنينه ورجع لنوارة قلبه، شافها عتنضف في البيت شال عنها رزق وقالها على موضوع السرايا وجواز أبوه،
وقالها كمان عالحمام وهي شيعت لخالتها عيشة اللي مكدبتش خبر وجاتلها بحصاد العشه كله، طبخوه سوا واتغدوا كلهم مع بعض عيلة،
ورجعوا مؤمن وعيشه بيتهم، وراح شاكر على سرايته، وفضلت نواره فحضن عزام يخططوا لحياتهم الجاية، لمستقبل ولادهم اللي جاي لسه فعلم الغيب ورزق اللي اول كلمة بابا نطقها على عزام هزت قلبه هز.
وقرروا هيشتروا حتتة إرض جنب النيل ويبنوها سرايا أحلى من سراية وفقي ومصرية، سرايا كل اللي يشوفها من برة يتمنى يشوفها من جوه، بس الفرق إنهم هيلاقوا باطنها كيف ظاهرها، كله حب ومودة ويخطف القلب قبل العين، ومش هيدخلوا المشاكل من بوابتها وتدخل معاها اللعنات كيف سراية وفقي ومصرية.
وانتهت حكاية نواره وعزام.. ومصرية ووفقي حكاية بدأت بظلم وغدر، بحرمان، بحلم وطمع، بروح أمارة، وسلطة ونفوذ، وانتهت بموت وزوال وزهد، وأخيرًا بعوض جميل.
***************
أما ففيلا ماهر..
نادر رجع من السفر مع سيليا مراته وولاده الاتنين، والنهاردة عيد ميلاد دياب وماجده ولاد ماهر التؤام، وموده امهم قررت تحتفل بيه بحفلة كبيرة تجمع فيها كل العيلة ويكون يوم مميز حتى عشان يفرحوا ماهر بلمتهم..
جولها اخواتها احمد ومحمود وستاتهم وأولادهم، جالها عبد السلام أبوها وأمها ماجده، جات رحاب وابنها معاذ وزينب وكامل جوزها.. ناديه ويمان وبناتها وجدتهم، سميه وجوزها شريف وابنه عمروا ومراته سيلين وولادهم، قاسم وجواهر، وأخيرًا..
اركان ونجمته وأمل اللي كانت نجمة الحفلة وطول الوقت من أيد لأيد.. عمرها الفعلى في الدنيا ٣ شهور من يوم مااتولدت، بس اللي يشوفها يقول حديثة ولادة، وطول مابتتنقل من إيد للتانيه أركان ماشي معاها وأديه محاوطاها بخوف كأنها بنته حته منه، ومش مبطل تحذيرات، لكن لما وصلت لأيد غريب مقدرش يتكلم وتراجع للخلف بنظرة من غريب، الوحيد اللي عنده بتنتهي سلطة أركان وخوفه.
أما غريب فكانت أمل حفيدته بالنسبالة هي قالب الكيك بتاع الحفلة، ساب الكل وفضل مركز معاها ويلاعبها، وكل ماتبتسمله يطير عقله، وكان مشاركه اللحظات دي ماهر اللي كان فرحان على فرحة ابنه بأول حفيده ليه، وعارف قد ايه الفرحة دي غير أي فرحة في الدنيا..
وجميلة كانت قاعده جنب ماهر ومتابعه الموقف كله وحاسه بنفس إحساس ماهر بالظبط، وكأن غريب ابنها هي كمان وفرحاناله.
اما غريب فأخد البنت وراح بيها عند سميه مرات ابوه سابقًا وأمه حاليًا.. حطها فحضنها وقالها:
-اول إنتاج أحفادك وحفيدة ابنك الصغير، بصيلها وقوليلي حاسه بأيه وهي فحضنك؟
سميه ردت عليه وهي بتبص للبنت:
-احساس جميل قوي ياغريب، طول عمرك بتخليني أعيش احاسيس جديدة وغريبة عليا، ربنا يديك الصحة وطولة العمر يبن قلبي وتعيش وتفرح وتفرحني.
ابتسم غريب وباس جبينها بحب وإمتنان على حنان الأم اللي بيشوفه فعيونها ليه، وفكلامها..عالحب اللي صمم يدوقه وياخده منها هي بالذات ونجح بالصبر والمثابره في إنه يحتل قلبها رغم انفه.
أما شهاب وليل فكانوا مشغولين بحاجة تانيه، مشغولين بيتناقشوا فإنهم يكتبوا كتاب شهاب وزينب؛ ودي رغبة شهاب.. ورحاب وليل موافقين،، بس الرفض جاي من ناحية زينب؛ لأنها عارفه إن شهاب مش مكفيه كلام مختصر في التليفون ولا قعدة في وجود كل الأهل وحابب يكون فيه خصوصية بينهم، بس كمان عارفة إن كتب الكتاب بيتفهم غلط عند الشباب وبيفتكروا إنه إجازة لحاجات كتيرة غلط هي من خلال تربية اهلها ليها مش هتوافق عليها ولا هتوافق غير وهي فبيته، حتى لو مسكة ايد أو مكالمة تليفون ليليه تاخدهم فى طريق الرجوع منه صعب.
وبعد مباحثات قرروا الإحتكام لكامل أبوها، وكان رأيه من رأي بنته، مفيش كتب كتاب غير عالفرح، ودا مخلاش قدام شهاب غير إنه يفكر في جواز على طول، وخصوصًا وزينب كل يوم تشغل عقله وتفكيره عن اليوم اللي قبله، ومع كل قعده يقعدها جنبها ويتكلم معاها مش بيكون عايز الوقت يخلص، وهو مروح بيحس إنه سايب حته منه معاها!
وهي كمان حاسس انها اتعلقت بيه زي ماهو اتعلق بيها بس عندها قدرة عالية على إخفاء مشاعرها، وبصراحة تقلها ورزانتها هما اكتر حاجة شداه ليها بعد تدينها وإحترامها، وإكتشف مع الوقت إن شعوره ناحية ايميلي كان مجرد إعجاب، وإن قلبه مادقش بحب حقيقي غير لزينب.
أما في جانب آخر.. كان واقف معاذ وعيونه على بنت ناديه الكبيره، مراقب كلامها وراصد كل حركاتها.. وهي كمان قدرت تلاحظ نظراته، وزي مااكتشفت إن نظراته تقييم ليها ابتدت هي كمان تقيمه بنظراتها،ويبدوا إن فيه قصة جديدة بتلوح في الأفق.
أما قاسم فالنهارده كان واخد جنب وقاعد لوحده وبيراقب المشهد فى صمت، ودي مش عادته بس له أسبابه، أولًا عشان أبوه عبد السلام اللي متصالح مع كل الناس وفاكرلهم كل الحلو وهو بالذات دماغه مش بتجيبله غير على كل حاجة وحشه عملها فطفولته وشبابه، زي مايكون حد دخل على صفحة قاسم جوا دماغ أبوه ومسح أي موقف كويس وساب بس المواقف المخزية!
وثانيًا عايز يملي عنيه بمشهد اللمة النادره دي قدر المستطاع، كان فرحان باللمة لدرجة انه مكانش مبطل تصوير بتليفونه، لغاية ماماهر لاحظ انعزاله وراحله بالكرسي بتاعه ووقف قدامه وقاله:
-قاعد هنا ليه في الركن البعيد الهادي وراسي فنفسك كده ومبتتنططش زي القرود غريبة؟
رد عليه قاسم بهدوء:
-مش عارف.. حاسس اني كبرت فجأة فتعبت من المفاجأة وجيت هنا عشان تنزل دمعتي.
ماهر:
-وهو اللي يكبر يقعد لوحده؟ أوعى يكون دا طيف توحد بيظهر في سن متقدمة؟
قاسم:
-طيف توحد يظهر في الخمسين ياماهر؟
ماهر:
-معاك انت اتوقع اي حاجة تحصل فأي سن... لا بتكلم بجد ياغريب مالك صحيح؟
قاسم:
-ابدًا والله بس حابب الجمعة الحلوة دي وقولت املي عيوني منها علي قد مااقدر ، عايز احفر المشهد دا فعقلي وعيوني للأبد، عايز اخزن ذكريات من اليوم دا لسنين قدام قبل مالصورة ينقص منها حد وتبوخ..
على فكرة انا بحب كل حد هنا ياماهر، بحبكم كلكم بلا استثناء.. حتى أنت.
ابتسم ماهر ورد عليه بهدوء:
-عارف انك بتحبني، سمعتك وانت بتقولها في المستشفى، وسمعت كل كلامك مع انك كذبت فنصه، ومجبتش بدلي وحاجتي اللي اخدتهم زي ماقولت، بس يلا انا مسامحك، اعتبرتك شحات بائس مسكين.
ضحك قاسم وقاله:
-بصراحة كنت ناوي ارجعهم بس فتحت الدولاب ولقيتهم أغلى حاجة عندي، ومش بس أغلى في السعر، دول أغلى فى القيمة، عشان منك ومن ريحتك، كل مابلبس حاجة منهم ببتسم وانا بفتكر نقاري معاك وادعيلك.. ادعيلك من قلبي ياحبيبي وأبو حبيبي.
كلامه خلى عيون ماهر لمعوا بالدمعة وفتح دراعاته لقاسم وقاله بحنان:
-ماتيجي تجيب حضن ياحيوان انت.
ضحك قاسم ونزل على ركبه وحضن ماهر وماهر حضنه فمشهد غريب عالكل! ويعتبر هدنه غير مسبوقة أو مألوفه بين توم وجيري، فابتسم غريب وراح عليهم ومعاه نادر وبحركة سريعة شدوا قاسم من حضن ماهر ودخلوا هما الاتنين فيه وهما بيسابقوا بعض، فضحك ماهر وهو بيضمهم لقلبه وقاسم زعق فيهم:
-ايا غيارين ياهادمين اللذات ومفرقين الجماعات الراجل دقيقتين كمان وكان هيكتبلي نص ثروته بيع وشرا منكم. لله.
وهنا اتفاجئ قاسم بأيد بتمسكه من قفاه، بص لقاه أبوه عبد السلام اللي قاله وهو بيفردله أديه:
-طول عمرك زي القرع مادد لبره.. طب مابدال ماتحضن في الناس ويجوا عيالهم يرموك بعيد ماتيجي فحضن أبوك حبيبك اللي واحشه!
إبتسم قاسم وحضنه بمحبه وبعد ثواني لقى حضن أبوه أتغير لمسكة كأنه قافش حرامي ووشوشه فودنه وقاله:
-فاكر لما تهرب من البيت وتكبر بعيد عني هنسالك إنك جبت قطه للبيت وعشان تخبيها من موده حطيتها فدولابي وخليتها ولدت فوق قمصاني البيضه؟
وغير كده اخدت مني جاكيت البدله البني من ورايا وقطعت كمه ورجعته مكانه وفاكرني مش هعرفك.. مفيش غيرك في البيت أيده طويله علي حاجتي أصلًا.
دانت ليلة أهلك سوده وهتدفع تمن القمصان والجاكت دلوقتي وهمدك على رجليك قدام الناس دي كلها عشان تحرم تعمل حاجة زي دي تاني.
قاسم اتلفت حواليه وقاله وهو بيستنجد بأمه ماجده بعنيه:
- بص هدفع تمن القمصان دلوقتي وبزيادة بس سيبني وأجل المد عالرجلين لبعدين، خليها لما نروح بيتنا.
عبد السلام:
-لايمكن هتتمد دلوقتي وقدام الناس كلها عشان يعرفوا انك معفن وحرامي ياحرامي.
رد عليه قاسم وهو بيبص لأمه اللي وصلت عندهم:
-ياعم انا حرامي ومعترف وهديك تمن اللي بوظتهولك ونويت أتوب، ماتيجي يامودة تساعدي إبنك عالتوبه هتفضح وسط الناس، يالهوي دا موال القطة دا وانا فأعدادي لسه ازاي قادر يرجع الشريط الوقت دا كله؟
ضحكوا ماهر وغريب ونادر وماهر قاله:
-دا الموضوع طلع له جذور ومن زمان وطلعت حرامي بدل من صغرك بشهادة أبوك.. لا دانت كده حالتك مرضيه والواحد يعذرك ويسامحك.
رد عليه عبد السلام:
-هو سرق منك انت كمان بدل؟ اهو دا اللي كنت خايف منه، إبني طلع حرامي وانتشر، قدامي ياحرامي الغسيل اترزع على اي كرسي على مااشوفلك عصاية تنفع مع رجلين الحلاليف اللي عندك دول..انا آسف ليك ياحضرت انا هربيه قدامك دلوقتي ومش هيعمل كده تاني.
ضحك ماهر بعلوا صوته وقاسم اتلفت حواليه وعدل هدومه لما شاف إن حتى أمه اللي جات واقفه وبتتفرج من غير اي رد فعل وكأن اللي بيحصل واللي هيحصل عاجبها وبص لأبوه وقاله:
-بص ياعبسلام انا عيني بترف من أول ماصحيت النهاردة وهي مادام رفت بتحصل مصيبة، فتعالى كده نطلع الجنينه الورانيه بعيد عن الناس الكتيره دي وماهر يجي معانا وتمدني قدامه هو بس، اهو ستر وغطى عليا، وكده كده هو عارف اني حرامي بدل، لكن تجرسني قدام الناس دي كلها كده هتقضي على مستقبلي ومش هعرف اسرق من حد تاني، يرضيك مستقبل إبنك يضيع ياعبده؟
عبد السلام:
-هو انت خلاص اعتمدت مستقبلك حرامي؟
قاسم:
-امال يعني إبنك ياعبد السلام هيطلع ايه غير حرامي، هيطلع ظابط جيش مثلًا ولما يكبر يبقى لوا.. يلا ياعم بينا عشان اتمد ورايا طلعة بالليل.
سحبه عبد السلام لبره وماهر ضحك عليه ضحك مضحكوش من سنين، واول ماغاب عن عيونه قال:
- مجنون قاسم دا والله
غريب:
-بس اجدع حد ممكن تقابله في الدنيا، عارف يابابا إن العبيط دا انا ماشى متقوي بيه طول عمري وعارف اني لو ميلت هو أول اللي يسندني، قاسم بعيدًا عن إن دماغه لاسعه بس يابخت اللي يدخل حياته،وانا محظوظ بيه، ولو رجع بيا الزمان لأول معرفتي بيه مش هختار غيره صاحبي ورفيق مشواري وونيس أيامي.
رد عليه نادر بغيره:
-بقى كده ياسي غريب؟ هو انا بحب قاسم وكل حاجة، بس حيث كده بقى قوله ياخد باله منك زي ماكنت انا بخاف عليك.
غريب ضربه علي دماغه وقاله بضحكة:
-ياغشيم انت صلة دم، وقاسم صلة روح، وانتوا الاتنين كل واحد له مكانه في القلب..المهم تعالى نسلك قاسم من ايد أبوه احسن يفطسه ضرب.، اقولك استنى انا عارف هسلكه ازاي.. دخل غريب أوضته القديمه جاب حاجة وراح علي يمان اداهاله ووشوشه ويمان حطها فجيبه وخرجوا للجنينه شافوا ماجده اخيرًا بتتكلم وتحاول تمنع عبد السلام من انه يعاقب قاسم، فقرب منهم يمان وطلع من جيبه كلبشات وقال بجديه:
-فين المدعو قاسم حرامي البدل؟
رفع عبد السلام اديه لفوق بتسليم وشاور ليمان علي قاسم وقاله:
- اهو ياباشا الحرامي اهو،انا معرفهوش ولا خلفته.
قرب منه يمان وهو كاتم ضحكته بالعافيه وحط الكلبشات فأديه وهو بيقوله:
-انت مقبوض عليك بتهمة السرقة مع سبق التناحه والترصد.
رد عليه قاسم وهو بيمدله اديه عشان يلبسه الكلبشات:
-ياباشا وانا معترف على نفسي، اقولك انا رئيس عصابة سرقة البدل فمصر والبيج بوص اللي بوزع عالوكاله وعلى كل بتوع البالات، احبسني مؤبد ومتخرجنيش تاني ياعم انا خطر عالمجتمع..
أو بص اعدموني شنقًا بكرافاته أنا أستاهل.
اخده يمان.. وغريب ونادر مشيو وراه يضحكوا وعبد السلام باين عليه التأثر، لدرجة إن اللي يشوفه يقول إنه بيشهد لحظة القبض على إبنه تاجر المخدرات مثلاً!
وعند البوابه شال يمان الحديد من ادين قاسم وقاله بضحكة:
-مبروك يامسجون.. افراج بعد تلتين المسافة حسن سير..
بس ارجوا انك تكون اتعلمت الدرس ومترجعش للسكة اللي كنت ماشي فيها دي تاني.
قاسم:
-ياباشا توبه خلاص حرمت هو العمر فيه كام خطوة من الجنينه للبوابة؟ المهم انا كنت شايفك ياغريب طالع من مكتب القائد الأعلى الصبح خير فيه حاجة فى البلد ولا ايه؟
غريب:
-لا أبدًا دانا بس قدمت اوراقي عشان أسوي معاش مبكر.
التلاته ردوا عليه فوقت واحد:
-نعمم؟
غريب:
-مالكم هو انا قولت حاجة غريبه للدرجادي؟
قاسم:
-لا ياحبيبي ماغريب إلا الشيطان.. طيب نقدر نعرف اسباب الجنان المفاجئ دا ولا دي حالة بتيجي على غفلة؟
غريب:
-أبدًا حابب استمتع باللي باقي من عمري، واعيش لنفسي شويه.
نادر:
-بس يبقى تيجي تمسك معايا الشركة.
غريب:
-لا انا مليش في الملكي، انا هتفرغ للأكاديمية من بعد حياتي الخاصة طبعًا..بس دا بعد ماارجع من اجازتي الطويلة من ماليزيا مع مراتي.
قاسم:
-محدش فيكم هيخطي خطوة لا انت ولا مراتك.. هتفضلوا مرزوعين هنا لغاية مااروح اعمل تسوية معاشانا كمان زيك ونيجي معاكم انا وجواهر.
غريب:
-اي هو ده؟
قاسم:
_قدرك، رجلي على رجلك ومعاشي مع معاشك، هتروح ماليزيا معاك الهند السند معاك هتتفرغ للأكاديمية معاك، هتفتح مشروع سبح معاك وشريكك..معاك للنهاية فأي حاجة وأي مكان.
غريب:
-يااا عاللزقه!
قاسم:
-إذا كان عاجبك.. سلام هروح ألحق اخلص اوراقي، وتاني مرة ياحيوان ياااواطي متعملش حاجة من غير ماتعرفني، لساني طلع فيه شعر وانا اقولك عرفني باللي بتهببه مش اعرف بالصدفة مبحبش عنصر المفاجأة دا انا.
خلص كلامه وراح على عربيته ركبها واتحرك بيها ووقف غريب مراقبه ومبتسم بمحبه وهمسله نادر:
-مش عارف قاسم دا دعوة مين ليك ياغريب بإن ربنا يوقفلك ولاد الحلال، بس حقيقي صاحب الدعوة بيحبك قوي ودعاهالك من قلبه عشان كده ربنا رزقك باكتر واحد ابن حلال مصفي في الدنيا.
رد عليه غريب بتأييد:
-فعلًا يانادر عندك حق.. قاسم دا رزقي.. زيه زي ليل بالظبط.
أما شريف فراح قعد جنب ماهر وفضلوا يتكلموا في الشغل القديم وفأحوال السوق النهاردة، في البورصة والشركات اللي ظهرت مؤخرًا وفرضت وجودها في السوق وشركات تانيه كان ليها صيت واختفت، وإن الإدارة الفاشلة هي السبب، وكل دا مراقبينه سميه وموده اللي هما كمان قاعدين سوا وبيستغربوا على اندماج ماهر وشريف مع بعض! في الوقت اللي هي وموده مندمجين مع بعض!
ووضعهم العجيب دا اكبر دليل على إن الواحد لو مكانش بيحب شريك حياته او الوحده بتحب شريك حياتها بعد إنفصالهم عن بعض مبيهتموش هما بقوا مع مين من بعدهم... وبيتعاملوا مع بعض كانهم اشخاص عاديين، معرفتهم ببعض متخطتش الصداقة!
غريبة قوي العلاقات ومعقدة لدرجة إن فيه علاقة ممكن متتفهمش ولا حد يكون قادر يصنفها، حتى القلب نفسه احيانًا بيحتار ويرتبك قدامها، وميعرفش يحددها غير لما يتحط قدام إختبار حقيقي.. كتير بيحصل التباس في المشاعر زي مابيحصل التباس بين الحقيقة والوهم، والحكم النهائي والغلبة للمشاعر الأصدق عشان بتكون هي الأقوى.
غريب الحب وغلطان اللي يعتقد إنه فاهمه لأنه كل مرة بيفاجئنا بأسلوب جديد وحيله مختلفه ودهاء يلفف القلوب حوالين نفسها.
وبالرغم من إختلاف طباعنا وإختلاف بيئاتنا وتفاوت قوتنا إلا إن محدش ابدًا قدر يقف قدام الحب ويتحداه ويهزمة على مر الزمان
"فالحب هو ذلك الطفيل الصامت الذي يتسلل داخلنا بهدوء، يكبر فى صمت وحين يتم إكتشافه يكون قد أصبح كالطفل الذي إكتمل نموه داخل الأحشاء،فات أوان إجهاضه أو التخلص منه وحان وقت ولادته ليعلن للعالم عن وجوده، ومن لحظة ولادته وجب عليك الدفاع عنه بكل ماأوتيت من قوة.. وإن فعلت غير ذلك فأنت في قانون الحب آثم وتُعاقب بالندم وتسجن خلف أسوار الحرمان.
***************
بعد مرور ٤ سنوات
-يااركان قولتلك مليون مرة بلاش التفرقة دي وعامل الاتنين نفس المعاملة، كده الولاد لما يكبروا هيطلعوا غير أسوياء.
أركان:
-دكتوره لو سمحتي خرجي نفسك بره الموضوع دا أنا واولادي متفاهمين، ثم إن براء لما هيكبر هيفهم إن البنت لازم تتدلع عن الولد وإنها حبيبة أبوها وحبيبته هو كمان، وغير كده انتي بتطلبي مني المستحيل، دي البكرية ولايمكن حد هيوصل لغلاوتها عندي.
نجمه:
-ايوه بس كده مش عدل يارجل القانون.
اركان:
-كل القوانين قدام أمولتي يتعاد تشريعها، اطلعي بس انتي منها وبطلي غيرتك دي وسيبينا فحالنا أنا وبنتي.
نجمه قربت منه ووقفت قدامه وبنظرة شتت تفكيره ونبرة أربكته سألته:
-يعني عاوزني أبطل غيرة وابعد عنكم متأكد؟
اخد نفس ورد عليها وهو بيتأملها:
-لو جدعه اعمليها.
قربت منه اكتر وسألته:
-ولو عملتها هتعمل ايه؟
رد عليها وهو بيلبس البيريه بتاعه ويبص فساعته:
-مفيش وقت دلوقتي اقولك هعمل ايه، بس لما ارجع هيكون الرد عملي فأستعدي.. ادخلي هاتي البنت هوديها الحضانه فطريقي وانتي اللي هتودي ابنك عند أمي أو أمك انا مش فاضيله.
نجمه:
-ظالم.. فاضي بس للست أمل بتاعتك.
أركان:
-ومستبد ومتسلط وبرضوا مش هحبه ولا هحبك ولا هحب حد قد أمل.. رفعت الجلسة.
اخد امل ونزل بيها وداها الحضانه وراح مكتبه وساب نجمه محتاره بين تجهيز نفسها وتجهيز الولد عشان توديه لأمها، وعندها أول محاضرة النهاردةهتديها للطلبة ومن ساعة ماولدت براء وحاسة انها مش قادرة توازن حياتها زي ماكانت أبدًا وبقت دايمًا مضغوطة ومشغولة، بس من وسط الضغط دايمًا أركان بيمدلها إيد المساعدة ويحاول على قد مايقدر يرتب معاها الدنيا.. بيشاركها فكل التفاصيل وعايشه معاه الحياة اللي أي وحده في الدنيا تتمناها.. وحقيقي بتحمد ربنا فكل لحظة على انها فاقت قبل فوات الأوان، ورجعت"نجمة أركان" لمسارها الأصلي ولمعت تاني في سماه، من بعد ماكانت على وشك انها تنطفى بعيد عنه ويختفي نورها للأبد.
تمت بحمد الله والى لقاء قريب مع رواية جديدة بقلم صاحبة السعادة
"ريناد يوسف"
إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية