-->

رواية جديدة مرايا الروح لفاطمة الألفي - الفصل 14 - السبت 26/7/2025

 


  قراءة رواية مرايا الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية مرايا الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الألفي


الفصل الرابع عشر 


تم النشر يوم السبت 

26/7/2025



وقف نادر متصلبًا أمام باب الغرفة، وعيناه معلقّتان بالمقبض. قلبه يدق بعنف في صدره وكأن طبول حرب تُقرع داخله. اقترب أكثر، واضعًا أذنه على الباب، محاولةً لالتقاط كلمات مبعثرة تسللت من الداخل.

علت صرخة والدة تيا، متوترة، حادة كالسكاكين:

-أنتِ اتجننتي يا تيا؟ عاوزة تضيعي نفسك؟ إفرض ماكنش حد لحقك، إزاي تاخدي الأقراص دي؟ أنا تعبت منك والله... مش عارفة أتعامل مع جنانك! نادر لو عرف، هيبقى رد فعله كارثة!

تجمد نادر. الأقراص؟ أي أقراص؟ عيناه اتسعتا بذهول وهو يحاول فهم فوضى الكلمات التي ترتطم بجدار أذنه.

فجأة، شق صراخ تيا الجدار:

-نادر مش هيعرف حاجة! أنا عملت كده عشانه... عشان يفضل جنبي وما يسبنيش! ساعديني يا ماما، أنا مش عايزة نادر يبعد عني!

غصة مرّت في حلقه، أحس كأن أحدهم أحكم قبضته على قلبه وبدأ يعتصره،

 تدفقت الذكريات أمام عينيه، صوت تيا، ابتسامتها، خوفها... هل كانت تخفي عنه شيئًا كبيرًا؟

ابتعد خطوتين بتردد، ويداه ترتجفان، قرر معرفة الحقيقة المختبئة، لا بد أن يفهم كل شيء.


سار يجوب بعينيه بحثا عن الممرضة التي منعته من الدخول الطوارئ مع زوجته، وعندما لمحها تسير بممر المشفى، اقترب منها بهدوء:

-لو سمحتي...

توقفت مكانها ، والتفتت إليه، عندما رأته تهربت بنظراتها:

-أفندم حضرتك.

قال بثبات:

-محتاج أعرف حالة المدام.

ابتلعت ريقها بصعوبة، وخفضت بصرها:

-المدام كانت حامل... وحصل إجهاض.

 زمّ شفتيه بقوة، وفي عينيه سؤال أكبر من أن يُقال:

-هتتكلمي ولا أبلّغ إدارة المستشفى؟ أنتي شكلك مش مريح، المستشفى كلها مقلقة من أول لحظة! يا تتكلمي، يا هوديكي في داهية.

اتسعت عيناها بخوف، وأجابت بصوت خافت مرتعش:

-أرجوك يا بيه... أنا ماليش ذنب، مدام تيا هي اللي قالتلي أقول كده.

اقترب خطوة، وقال بصوت خفيض لكن يحمل تهديدًا:

-من الأول... من غير لف ودوران. قوليلي دار بينكم إيه؟

ترددت الممرضة لحظة، نظراتها تهرب من وجه نادر الذي بدا كجدارٍ من الغضب والصدمات المتراكمة، قبضت على طرف مئزرها بيدين مرتجفتين، تحاول أخفاء خوفها وأضطرابها.

مدّ يده مشيرًا نحو الكرسي خلفها، خرج صوته صارم لكنه هادئ على نحو مريب:

-اقعدي... واحكيلي كل حاجة، من الأول.

جلست ببطء وكأن قدميها لا تحملانها، عيناها تحدقان في الأرض، تنهدت، ثم بدأت كلامها بصوت أقرب للهمس، تحاول أن توازن بين الخوف والصدق:

-من شهر، مدام تيا جات تعمل تحاليل الحمل، طلع عندها مشاكل تمنع الحمل بسبب الموانع اللي كانت بتاخدها، وكانت منهارة..

شهق نادر بصمت، عيناه تقلّصتا، وشرايين عنقه بدأت في البروز، لكنّه لم يقاطعها، تابع بترقب كل تفصيلة في وجهها.

بينما هي تكمل كلماتها بتلعثم:

-قالتلي إنها مش قادرة تواجه حضرتك بالحقيقة... فقررت تقولك إنها حامل... كانت حابة تعيش الإحساس حتى لو كذب.

ابتلعت ريقها وعادت تردف :

-عرفتني إنها ناوية تخليك تصدق إنها فقدت الجنين... خططت تاخد أقراص منومة وتعمل نفسها حاولت تنتحر، عشان توصل المستشفى وتدخل عمليات بجد عشان الدكتور يعملها غسيل معدة، وأنا... أنا ساعدتها مقابل مبلغ اتفقنا عليه.

سقطت الكلمات الأخيرة كصفعة على وجهه، كأنه داخل دوامة تسحبه للقاع وتطلاطم به الأمواج، تحبس أنفاسه، تخنق صدره ببطء، كأنه يصارع الموت.

اتسعت عيناه، وتسللت قطرة عرق من جبينه رغم برودة الجو وهمس بصوت خانق:

-كذب؟ حمل كاذب؟ محاولة انتحار مزيّفة؟.... كل ده خداع؟

لم ترد الممرضة، فقد كان الصمت أبلغ من أي كلمة تُقال.

رفع نادر يده إلى جبينه، أنامله تضغط على صدغيه، يبحث عن أي خيط للعقل في بحر من المشاعر المتلاطمة، جلس على المقعد المقابل ببطء، لأول مرة يشعر أن الأرض تميد تحت قدميه، وأن الواقع أصعب من أي كابوس...


❈-❈-❈

رغم صدمة نادر إلا أنه استجمع قواه ، استقام ناهضًا، ترك كل شي خلفه من أجل زوجته، كان الخوف ينهشه بسبب فقدانها لقطعة منها، لا يعلم كيف سيواسيها ، نسى حزنه من أجلها ، وهي ماذا فعلت؟ لقد خدعته، استغلت حبه لها وغفرانه أخطائها ، كم مرة عان من أجل نوبة جنونها؟ كم مرة حاولت الانتحار وتحميله هو ذنب ذلك ؟ كل مرة تحكم في غضبه لكي لا يهدم بيته وتنهار جدرانه من أجل شك وغيرة عمياء، حب التملك لديها فاق كل الحدود، أنتهى بها الأمر بتلك الكذبة والمكيدة المخططة التي لم تغتفر، اوهمته بالحمل واخفت عنه عقمها بسبب العقاقير التي أخذتها لتأخير الإنجاب، وجعلته يحلم بحمل قطعة من روحه بعد عدة أشهر، وعند أول محاولة منه بأن يستعيد نفسه الضائعه، وأن يصفى ذهنه بعيدا عن كل ضجيج الحياة لكي يعود إليها فما زال قلبه ينبض بحبها لكنه لم يعد يستطيع التحمل، كفى كل تلك الأفعال الحمقاء ، فهي من طردته من حياتها للأبد بتلك التصرفات الطائشة التي لا تخرج من طفلة ، كيف لها أن تفعلها؟ كيف ...؟



سار بخطوات ثابتة ، متخذًا قرارا تأخر كثيرًا، أجله أكثر من مرة، فضلها عن نفسه، كان يختارها دائما ، الان فقط عليه أن يختار نفسه، يختار نادر ، الذي تخبط بواقعه المؤلم، الذي طمس هويته وشخصيته من أجلها، الان عليه أن يسترد نفسه الشريدة..

وقف أمام باب الغرفة، أنفاسه ثقيلة، قلبه يخفق ولكن ليس من الحب هذه المرة، بل من القرار الذي أتخذه، أمسك بمقبض الباب، لم يكن هناك تردد في حركته هذه المرة، بل تصميمٌ لم يعهده في نفسه من قبل.

دفع الباب ببطء، ودلف لداخل ، ظل واقف مكانه على أعتابه، وهي غارقة بين أحضان والدتها، دموعها تنهمر بحرقة، صوتها متهدج، لكن بكاءها لم يؤثر فيه... لم يعد شيء فيها قادرًا على كسر الجدار الذي بناه حول قلبه.

نظر إليها بحدة، نظرته لم تحمل تلك الرقة التي كانت تذيب كل أخطائها، بل كانت جامدة، خالية من التردد، أمهلها لحظات لتدرك وجوده، ولتدرك أن النهاية قادمة، لكنه لم يمنحها فرصة لمبررات واهية هذه المرة.

خرج صوته هادئًا، لكنه حاسم كالسيف، قطع به آخر رباط بينهما دون أن يرتجف، دون أن ينكسر.

-تيا... أنتِ طالق.

لحظات من الصمت القاتل، كأن الغرفة ضاقت، كأن الهواء فيها بات ثقيلًا لا يُطاق. شهقت والدتها، رفعت تيا رأسها إليه، عيناها متوسلتان، مكسورتان، لم تصدق ما سمعته لتو، هل علم بكل ما فعلته من أجل الحفاظ عليه وهو الآن بدلا أن يتمسك بها ، تركها بجمود كهذا، لا هو لن يفعلها.

 استدار دون أن ينبس بكلمة وغادر الغرفة، تاركًا وراءه امرأة أحبها بصدق... لكنه الآن اختار نفسه.

هزت رأسها بهسترية رافضة تصديق ما قاله، لابد وانها داخل كابوس، تريد الاستيقاظ منه، ظلت تضرب بكفيها على رأسها بقوة، رافضة ما حدث، وصوت صراخها يكاد أن يمزق جدران الغرفة وهي تنادي بأسمه..


❈-❈-❈


قاد نادر السيارة بلا وجهة، يطوف بين الطرقات كأنها متاهة تحاول احتوائه، لكنه لم يكن يبحث عن مخرج، كان فقط يريد الهروب… من نفسه، من الحقيقة القاسية التي تركها خلفه، من تلك اللحظة التي قطع فيها آخر خيط يربطه بتيا.

كل شيء كان ينهار داخله، لكن الغريب أنه لم يكن يشعر بالاختناق كما اعتاد، بل كان هناك شيء آخر يغمره بالحرية.

حين بزغ الفجر، نظر إلى السماء التي بدأت تتلون بشعاع باهت، وكأنها تخبره أن هذا يوم جديد… بداية جديدة، لأول مرة منذ زمن، شعر بأنه يستطيع التنفس دون ثقل الألم فوق صدره.

عاد إلى الفيلا، لم يتردد، لم يتراجع، صعد إلى غرفته، حيث الحقيبة التي أعدها قبل ذلك، ثم أضاف بعض الأغراض، دون تفكير أو تأمل، فقط تحركات تلقائية لرجل قرر أن يبدأ من الصفر.

وقبل أن يغادر، توقف عند "مرسمه". ملاذه الوحيد حين كانت حياته تتداعى، المكان الذي يعكس روحه حين تعجز الكلمات عن التعبير, دخل ببطء، عينه تجولت بين اللوحات القديمة، بعضها لم يكتمل، بعضها كان يعكس أيامًا جميلة لم يعد يتذكرها، أخذ ألوانه، الحامل الخشبي، ولوحة فارغة. كان بحاجة إلى بياض جديد، حياة جديدة تُرسم من البداية، دون خداع أو خوف، حمل أغراضه وغادر دون أن يتطلع للخلف..

❈-❈-❈



على الجانب الآخر، كانت ضي تنتظر أمام البناية، نظراتها متحفزة، مشاعرها مختلطة بين الحماس والقلق. طلبت من دياب اصطحاب الفتيات، ورحب بالفكرة بسهولة. هديل وراما وافقتا دون تردد، كانتا بحاجة إلى هذا التغيير.

عندما وصلوا، ترجلوا من السيارة، ضي استقبلتهم بابتسامة دافئة، ثم قالت: 

-كنا متفقين نتقابل هنا وهنسافر بعربيتن، بس للأسف حصلت ظروف لنادر ومنعته يجي معانا.

كلماتها بالكاد خرجت، قبل أن يخترق صوت هادئ المكان، كأنما أتى من العدم:

-أنا جاهز يا دكتورة.

التفت الجميع، واتسعت عينا ضي بذهول، عندما رأت نادر واقفًا أمامها، حقيبته على كتفه، عيناه تحملان شيئًا مختلفًا.

اقتربت منه، همست بصوت خافت:

-معقول يا نادر تسيب تيا وتيجي؟

نظر إليها بعمق، لم يكن هناك غضب أو انفعال، فقط حزن ثقيل يملأ ملامحه:

-مش قادر أتكلم دلوقتي… ممكن لما نوصل أقدر أتكلم.

تسلل القلق إلى قلبها، شعرت أن هناك شيء في نادر لم تعرفه من قبل، كأنه رجل نفض عنه كل قيوده القديمة، كأنه شخص يبحث عن نفسه وسط العاصفة، لكنها احترمت صمته، وهتفت بحماس مصطنع وهي تقول:

-كده تمام، هنتحرك بعربيتن ونفضل ورا بعض، ممنوع سواقة سرعة عالية!

هتف نادر بهدوء وهو ينظر إلى دياب:

-أنا هسوق عربيتى، تعالى معايا.

 لم يعترض، لم يسأل، فقط حمل أغراضه وجلس بجانبه، كأنه شعر بأن هذه الرحلة لن تكون مجرد سفر، بل بداية لأشياء لا يمكن التنبؤ بها.

ثم انطلقت السيارات نحو "الساحل الشمالي" ، وكل منهم كان يحمل قصة غير مكتملة، وجروح لم تلتئم بعد، لعل هذه الرحلة يجدون فيها أنفسهم التائهة وسط غياهب الجُب…


❈-❈-❈

داخل المشفى دخلت تيا في نوبة انهيار ، وأت الطبيب أعطاها أبرة مهدئة لكي يحاولون السيطرة عليها، إلى أن هدأ جسدها تماماً.

جلست والدتها بجوارها حزينة على ما أصاب ابنتها، أنسابت دموعها بحزن مكلوم، وفي تلك اللحظة جاء زوجها"فؤاد" متساءلا بقلق:

-مالها تيا ؟ حصلها أيه؟ وفين جوزها؟ 

رمقته بنظرة لوم وعتاب وقالت بضيق وهي تجفف دموعها:

-لسه فاكر وجود بنتك في المستشفى؟ أنا متصلة بيك من أول ما نادر بلغني بتعب تيا، أيه طول الليل اجتماعات مش فاضي لبنتك خالص.

زفر بضجر وقال ببرود:

-مش وقته يا "سلوى"، تيا عاملة ايه دلوقتي ؟ وفين نادر ليه مش موجود ؟

تنهدت بعمق وقالت بقلة حيلة:

-نادر طلق تيا..

نظر لها بصدمة وعقد حاجبيه بغضب وهتف بصوت عالٍ من فعلا:

-أزاي يعمل كده ؟ اتجنن ده ولا أيه؟ نسي نفسه 

قاطعته زوجته وعادت تنهمر دموعها كالانهار:

-لا بنتك إللي اتجننت ، بنتك إللي مش طبيعيه ، ياما قولتلك "تيا" محتاجه تدخل مصحة نفسية، خوفت على أسمك وصورتك وأدي النتيجة بدمر نفسها وبدمر كل اللي حواليها.

مسح على وجهه بغضب وقال بحزم:

-الموضوع ده منتهي، البنت كويسة مافيهاش حاجة.

-لا مش كويسة يا فؤاد، أنت عارف كده كويس، بس مش عاوز تصدق نفسك، بنتك قتلت، ولا نسيت عملت أيه في فادي؟!..

وضع كفه على فمها ونظر لها بغضب:

-هشش أخرسي خالص، الكلام ده ما يتقالش على لسانك تاني.

لم تجد والدتها إلا الدموع التي تشاطرها حزنها وتواسي وجعها...

❈-❈-❈

كان نادر يراقب الطريق بعينيه الشاردتين، لا يفكر في الوجهة بقدر ما يفكر في الرحلة ذاتها… هذه الرحلة ليست مجرد رحلة عابرة، بل بحث عن ذاته الضائعة.

مرت حوالي ثلاث ساعات منذ مغادرتهم القاهرة، وعندما اقتربوا من الساحل الشمالي، بدأت تتلاشى المباني الشاهقة، لتحل محلها رمال ذهبية ممتدة، وصوت البحر الذي بدأ يخترق الصمت بصوته الهادر.

توقفت السيارتان أخيرًا، وبدأت الشمس تلامس صفحة البحر الهادئة في منظر خلاب، مرصعٍ بألوان الشروق التي تنساب بين السماء والماء كأنها ترحب بهم جميعًا... ليس كضيوف، بل كأرواح تائهة جاءت تبحث عن شيء غامض فقدته في ضجيج الحياة.


ظل"نادر" في مكانه للحظة، زفر أنفاسه الطويلة وكأنه يُلقي عن كاهله حِمل عمر بأكمله. لم يكن البحر بالنسبة له وجهة، بل مرآة تعكس روحه التي كسرتها الخيبات، لكنه الآن يريد أن يُعيد رسم ملامح ذاته... بفرشاة جديدة، على صفحة نقية...


أما هديل فكانت جالسة في المقعد الخلفي للسيارة ضي، أراحت رأسها على زجاج النافذة، تراقب البحر بصمت ثقيل، لم تكن تعرف تحديدًا مشاعرها ،خوف، شوق، وربما إحساس مبهم بأن هذه الرحلة ستُخرج شيئًا كان مدفونًا بداخلها منذ زمن...


أما عن "راما"، فقد فتحت نافذتها قليلًا وهي تنظر إلى البحر، وتركت الهواء يعبث بخصلات شعرها، وابتسامة خفيفة رسمت على وجهها، أستعدادًا للأبحار داخله دون الخوف من الوقوع في الأعماق..


صفت "ضي" سيارتها أولًا، ثم ترجلت ببطء، التقطت نفسًا عميقًا، ونظرت إلى البحر بحنين لا تعلم سببه، هي من نظمت هذه الرحلة، لكنها لم تدرك أن البحر سيوقظ مشاعر دفنتها منذ سنوات، التفتت نحو نادر، كانت تراقبه من بعيد، تحاول أن تفهم، ماذا حدث له بعد مكالمته لها بالأمس؟.



ترجلا دياب أيضا من سيارة "نادر" بهدوء، لكن قلبه كان يعجّ بالأفكار، لم يكن يعلم إن كانت هذه الرحلة مجرد فرصة للتطلع إلى المستقبل ونسيان الماضي بكل ألمه، ام بداية لتحرر من عقدة النقص وعدم الاكتمال التي تلاحقه، عيناه لم تفارق ضي، لكنه لم يقترب، فقط انتظر كعادته، بصبره الخفي، وكأن الوقت سيكشف له دوره فيما بعد..


وقف الجميع للحظة، لا أحد منهم بادر بالكلام، وكأن البحر انتزع منهم القدرة على الحديث وأغرقهما في صمته، لكنه منحهم بالمقابل راحة مؤقتة... تلك الراحة التي تأتي حين تدرك أن شيئًا داخلك بدأ يتغير...


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة