رواية جديدة مرايا الروح لفاطمة الألفي - الفصل 5 - الإثنين 14/7/2025
قراءة رواية مرايا الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مرايا الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الألفي
الفصل الخامس
تم النشر يوم الإثنين
14/7/2025
ظل جالسًا خلف المقود، نظر عبر زجاج السيارة إلى الأعلى، إلى تلك اللافتة التي تحمل اسم الطبيبة، الاسم الذي أصبح يشغل جزءًا غير مفهوم من عقله.
ابتسم ابتسامته باهتة، كأنها تحمل داخله ما لم يستطع قوله، كأنها تُخفي صراعًا، بين الرغبة في الدخول والخوف من المواجهة.
تأمل للحظات، ثم، دون تفكير أمسك بمحرك السيارة، أدارها، انطلق في طريقه، دون أن ينظر خلفه، دون أن يتردد، كأنه اختار الهروب قبل أن يختاره المكان.
لم يكن جاهزًا بعد... أو ربما، كان يعلم أن هناك أشياء لا يمكن للحديث أن يُصلحها، أن هناك أشياء لا تحتاج إلى علاج، بل إلى نسيان.
❈-❈-❈
بينما داخل عيادة "ضي" اتسعت حدقتيها وهي تنظر إلى الباب بصدمة، ليطل من خلفه وجه شقيقها التي أشتاقت له، نهضت تركض نحوه كما لو كانت طفلة وجدت أخيرًا طريقها إلى ملاذها الأمن، عانقته بشوق، كأنها تحاول أن تعوض كل تلك الأيام التي غاب فيها عنها، بادلها "ماجد" احتضانها بحنو وهو يهمس بصوت دافء:
-واحستيني يا ضي.
بابتسامة مشرقة قالت:
- وانت يا دكتور واحشني جدا، حمدالله على سلامتك يا قلبي.
-الله يسلمك يا حبيبتي.
هتفت تتساءل بفضول:
-اجازة طويلة ولا ايه؟
هز رأسه نافيًا، لم يكن الوقت كافيًا، حيث ترك خلفه واجب ينتظره، مسؤولية لا يستطيع التخلي عنها.
-يوم بحاله.. معلش حقك عليا كنت محتاج اطمن عليكي وارجع تاني.
حملت حقيبتها، نظرت إليه بسعادة، لم تترك مجالًا للنقاش، فقط قررت أنه يجب أن يكون معها حتى تنتهي هذه الساعات القليلة.
-أنا خلصت مواعيدي، بينا بقى على البيت، عشان ألحق اشبع منك وتحكيلي كل حاجه بتحصل هناك.
حاوطها من كتفيها وسار معها مغادرين العيادة ، استقلت سيارتها من أمام البنايه ثم جلس ماجد بجوارها ، تحركا معًا، متجهين نحو المنزل، حيث سيُكملان هذا اللقاء الذي طال انتظاره فهي لم ترى شقيقها منذ شهرين، لابد من وجود حكايات تُروه، ومعرفة ما حدث في الفترة الماضية بعيدا عن الآخر..
❈-❈-❈
أرتحلت الشمس في كبد السماء، تخطو نحو المغيب ، تتلاشى أشعتها الذهبية رويدًا وتتسلل خيوط الغيوم لاستقبال المساء.
حينها عاد "نادر" إلى المنزل بعد يوم طويل من الجامعة، جلس في انتظار زوجته التي لا تزال تُشرف على الجاليري الخاص بها، وكان يعلم أنها لن تأتي وحدها، بل ستُرافقها والدتها أيضاً.
كانت عيناه تتنقل بين الساعة وبين الباب، يُفكر في تفاصيل يومه، يُراجع بعض الأفكار في ذهنه، فجأة استمع لرنين جرس الباب ، اندهش فزوجته لديها مفتاح خاص بها لن تدق الجرس عند عودتها، نهض ليفتح الباب ليجد شابًا في مقتبل العمر يبدو من ثيابه مندوبًا لشركة شحن، يحمل حقيبتين مغلفتين بعناية، من هيئتهما علم بأنها خاصة بثياب.
نظر الشاب في الورقة التي بيده وقال:
-مساء الخير يا فندم، الأستاذة "تيا" موجوده تستلم الحاجة؟
اجابه نادر بجدية:
-مساء الخير ، بس المدام مش موجودة ، أنا ممكن أستلم بدالها ، كام الحساب؟
-اعطاه فاتورة وقال:
-ده حساب شركة الشحن بس يا فندم.
نظر نادر للمبلغ المدون بالفاتورة ثم أعطاه إياه وشكره، رحل الشاب واغلق نادر الباب خلفه، لا زال يحمل الحقيبتين ،صعد بهما إلى حيث غرفته ثم وضعهم على الفراش لحين عودة زوجته ، ألقى نظرة سريعة على التغليف، شعر بشيء من الفضول لرؤية التصميم، لكنه فضل أن يراه على جسد زوجته.
بعد لحظات،استمع لصوت سيارة بالخارج، إعلانًا عن وصول زوجته، وقف في الشرفة ينظر لها ، وجد سيارة والدتها تقف عدة ثواني ،ترجلت "تيا" منها ثم انطلقت والدتها مغادرة الفيلا ، دلفت تيا تحمل بعض الأغراض التي اعطتهم للخادمة ، ثم صعدت الدرج في عجالة عندما زفت اليها الخادمة بأن زوجها عاد قبل ساعة ، دلفت غرفتها لتجد نادر يغلق الشرفة ويستقبلها بخطواته الثابتة، ارتمت داخل أحضانه فرحة بوجوده:
-ندوري وحشتني.
ضحك على فعلتها وقال مشاكسًا:
-امتى ده ... هو انا كنت مسافر وأنا معرفش؟
ضربته بخفة على صدره وقالت بنظرات عاشقة:
-مدمناك ...عندك مانع؟
همس داخله :
ربنا يستر وهرمونات الحمل مش تقلب المزاج
ثم تذكر أمر المندوب والثياب :
-الحاجات دي جت وانا استلمتها ، ده ايه بقي فستان حفلة الجاليري ؟
لمعت عيناها بفرحة وتهللت أساريرها وهي تمد يدها لفتح الحقيبة التي برز من داخلها ثوب أخضر لكنه يبدو قصيرًا
للغاية، جحظت عيناه وقال بغضب:
-الفستان ده أستحالة يتلبس ، ده فستان أطفال.
اقتربت منه بدلال :
-ندوري حبيبي، عاجبني التصميم أوي.
هتف بانفعال وهو يهم بمغادرة الغرفة:
-بلا ندوري بلا زفت، مش هيتلبس يعني مش هيتلبس يا تيا
تأففت بضجر، ضربت الأرض بقدمها كأنها تُحاول أن تُفرغ كل غضبها في تلك الحركة، عيناها كانت مُشتعلة بالغضب، وكأن كلماتها تحمل خيبة الأمل التي تراكمت داخلها:
-ايوة سبني وروح المرسم بتاعك، ماهو أهم مني عندك!
دار وجهه، نظر إليها بضيق واضح، كأن كلماتها أصابته بسهم اخترق قلبه ، كأنها وضعت أصبعها على جرحٍ لم يكن يُدرك وجوده من قبل:
-المفروض أعمل ايه حضرتك؟ أنتِ مُتعمدة تستفزيني وتخرجيني عن شعوري، عارفه ومتأكدة لا يمكن البسك كده غير في البيت وبردو مُصرة تفتعلي مشاكل بينا، كل ده ليه؟ عشان تضغطي عليا بسبب غيرتي وساعتها انفذ كمان رغبتك أن اسيب الجامعه عشان غيرتك عليا أنا كمان ، لا يا تيا غلطانة ، عشان دي نقره ودي نقره تانيه خالص، انهي كلماته قائلا:
-سبق واحترمت رغبتك في اختيار الملابس وبلبس على ذوقك أنتِ ، حتى لو أنا مش حابب، اصحابي قطعت معاهم بسبب غيرتك العمية، لا دول يعرفوا بنات بلاش ، لا ده لسه ما تجوزش، طب اجيب صحابي البيت بردو خناق وعصبيه وانفعال لما هما بعدوا عني.
كانت المواجهة محتده لم يكن هناك تراجع، لم يكن هناك محاولة للتهدئة، فقط كل منهما يحاول أن يُثبت وجهة نظره دون أن يدرك أن الأمر أكبر من مجرد اختلاف.
ردت بعناد وتصميم :
-ليه؟ مش غيرتي زي غيرتك؟ فرقت ايه بقى بين غيرة الست والراجل؟
لوى ثغره بأسى وقال:
-غيرتي على مراتي انها تلبس عريان ، أن ما حدش يشوفها باي مظهر لافت ولا حد يدايقها بنظراته ، دي تزعلك أن بخاف عليكي ، بحافظ عليكي من عيون الناس ، لكن غيرة حضرتك عدم ثقة في الراجل اللي معاكي ، أو عدم ثقة في نفسك بقى .
كانت كلماته واضحة، لكنها حملت ألمًا غير منطوق، وكأنه يُحاول أن يجعلها ترى الأمر من زاويةٍ أخرى، لا تتعلق بالتحكم، بل بالحماية.
ثم أردف بهدوء قائلا:
وأنتِ عارفه أنا لا يمكن ابص لواحدة حتي لو كل طلاب الجامعة بنات أنا مجرد استاذهم مش اكتر.
هل كان هذا الرد كافيًا ليُنهي الخلاف؟ هل كان تفسيره هو ما تبحث عنه؟ أم أن الأمر كان أعمق من مجرد كلمات تُقال في لحظة غضب؟
اتتها نوبة انفعال واحتد بها الغضب ولكي تنهي الشجار توجهت إلى المرآة وهي تصرخ وتضرب براحتها المرآة بكل قوتها :
-عشان بحبك... عشان عايزاك ليا لوحدي ... عشان أنت ملكي أنا وبس .. مش مسموح لاي حد يقرب منك، ماحدش هيحبك قدي.. مافيش ست تدخل حياتك غيري، أنا وبس.
ركض إليها ليجعلها تكف عن أفعالها الجنونية، فلم تكن المرة الأولى ولا الأخيرة ، فقد أعتاد على غضبها حد الأذى بنفسها.
احتضنها من الخلف واطبق على ذراعيها بقوة وهو يهمس بجانب أذنها بصوت دافء:
-أشش خلاص .. أهدي ... أنا جنبك أنتِ، ومعاكِ وماحدش هيبعدني عنك ممكن تهدي.
تلهث أنفاسها بتسارع كأنها في سباق ركض وجسدها يرتجف بين يديه ولكن صوته عاد إليها الهدوء، جُرح كفها وانسابت منه الدماء ، اجلسها برفق على الفراش وذهب ليجلب علبة الاسعافات التي يضعها في درج الكومود ثم دنا منها وأمسك بكفها وبدء في تطهير الجرح وتعقيمه ثم وضع عليه الضماد، ضمها إلى صدره وظل يهدهدها كطفلة صغيرة بين أحضان والدها..
❈-❈-❈
الوحدة كانت رفيقتها في الأيام الماضية، لم يكن خيارًا، بل واقعًا فرضته الظروف، بعد فقدان زوجها، وبعد أن رحل شقيقها ليؤدي واجبه كطبيب في رفح، في قلب المعاناة التي لا تهدأ.
عادت إلى منزل والديها، لتجد أن الغياب ليس مجرد غياب أشخاص، بل فراغ يزحف داخل القلب، يسكن الأماكن، يجعل كل شيء يبدو أكثر اتساعًا لكن أكثر برودة من دفء وجود عائلتها.
لكن اليوم مختلف، اليوم عاد شقيقها، ولو لساعات قليلة فقط، وكأن الزمن منَحها فرصة قصيرة لتستعيد شيئًا من الألفة، شيئًا من الدفء الذي افتقدته.
التفوا حول طاولة الطعام، ليس لمشاركة الطعام فقط، بل لعودة الأحاديث بينهما،
نظر إليها"ماجد" وهي تسكب له الارز وقطعة الفراخ بطبقه وهو يبتسم لها بحنو، ثم بدأ حديثه، كانت نبرته هادئة لكنها تحمل عمقًا، تحمل تفاصيل لا تُروى إلا لمن عاشها عن قرب.
-عارفة يا ضي، الفلسطينيين مش بيتكلموا عن الصبر، هما بيعيشوه، بيحسّوه في كل لحظة، وكأن الحياة نفسها بتختبرهم بشكل يومي.
كانت تستمع إليه،وابتسامة هادئة على طرف شفتيها، وكأنها ترى ذلك في عينيه، في نبرة صوته، تُراقب تعبيراته، تشعر أن الغياب لم يُبعده فقط عنها، بل جعله يقترب من واقع لم يكن يعرفه بهذه الصورة من قبل.
لكن سرعان ما تغير الحديث، وتحدث عن الدكتور "ركان"، إلى خوفه الذي لا يُفصح عنه، إلى التردد الذي يمنعه من الحديث مع ابنته رغم أنه يعلم أن الأيام لا تنتظر أحدًا.
نظر إلى طبق الطعام أمامه، ثم رفع رأسه إلى ضي، عينيه تحملان قرارًا لم يعد قابلاً للتأجيل.
-بعد الأكل هكلم "بنته راما"، لازم أروح أشوفها، لازم أطمنها على أبوها، يمكن ده أهم حاجة ممكن أعملها النهاردة.
لم تُعلق، لكنها اكتفت بنظرةٍ تُخبره أنها تؤيد قراره.
فجأة، تحوّل الحديث إلى شيء أكثر مرحًا، حين سألها عن حياتها مع المرضى النفسيين.
ضحك، ثم قال ممازحًا:
-إيه الأخبار؟ إزاي حياتك مع المجانين بتوعك؟
لكنها اعترضت، لم تسمح له بتمرير الجملة دون تصحيح، رفعت حاجبيها، نظرت إليه نظرة خفيفة لكنها حازمة، ثم ردت بثقة:
-لا، مش هسمحلك، هما مش مجانين، هما بس بيعانوا من الحياة، ومحتاجين حد يسمعهم.
كلماتها تحمل شيئًا من العمق، من الفهم الحقيقي لمن تتعامل معهم كل يوم، من الإيمان بأن الألم النفسي ليس جنونًا، بل مجرد معركة غير مرئية يخوضها البعض دون أسلحة واضحة.
ثم، أضافت بصوتٍ يحمل يقينًا:
-تعرف إن١٠٪ بس من المرضى محتاجين علاج مع الجلسات، ٩٠٪ علاجهم الوحيد هو الفضفضة؟ إنهم يحكوا دون قيود، دون خوف، دون خجل، دون تردد وكأنهم لأول مرة يلاقوا حد يسمعهم بجد.
صمت"ماجد" قليلاً بعد كلماتها الصادقة، وكأن المرضى جزءا من شقيقته، نظر لها بفخر ثم ربت على كفها قائلا:
-أنا فخور بيكِ يا ضي، واثق أنك هتحقق مع مرضاكِ انجاز عظيم.
ابتسمت له بحب وقالت:
-من شابه أخاه يا دكتور
ضحك بخفة ورد مصححا:
-اسمها من شابه أباه مش أخاه.. بس ده ما يمنعش أن أبوكي وأخوكي وكل دنيتك.
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي ، وأفرح بيك كده واشوفك في الكوشة بقى.
تنهد بعمق وقال بتمني:
-تصدقي نفسي جدا اعمل عيلة، بس لسه مش لاقي شريكة الحياة ، اوعدك اول ما الاقيها هتلاقينا في الكوشه.
انهي كلماته بضحكة مجلجلة ، ثم تابع تناول طعامه، وكأن حديثهما جعل لهذه الجلسة طعمًا مختلفًا عن أي يوم آخر..
بعد لحظات دلف غرفته ليبدل ثيابه ثم أخرج هاتفه لكي يتصل ب"راما" لمقابلتها الليلة لأن في صباح الغد سوف يعاود إلى رفح ثانيا.
❈-❈-❈
لا زالت "راما" جالسة بمنزل "الخالة مريم" لم تتركهم بعد انهيار "هديل" وعلمت كل ما اخفته صديقتها داخل قلبها طوال السنوات الماضية، حتى أنها لم تشاركها معاناتها، وهذا ما جعل قلبها ينفطر حزنا عليها وعلى كل ما مرت به.
صدح رنين هاتفها الذي كان جوارها أعلى الأريكة، انتفض قلبها للحظة عندما رأت رقم غير مُسجل على الشاشة، التقطته وضغطت سريعًا للرد، لتسمع صوت الطرف الآخر...
بصوت هادئ تحدث معها قائلا:
-مساء الخير ، أنسة راما .. أنا دكتور ماجد مع والدك في مستشفى رفح وكنت محتاج أقابلك.
ما هتف به جعل القلق يتسلل إلى قلبها، هل هناك شيء خطير؟ هل حدث أمرٌ غير متوقع؟ هل أصاب والدها مكروه؟
ترددت للحظات، لكن كلماتها خرجت بسرعة، متشبعة بالقلق الذي بدأ يُسيطر عليها:
-بابا منيح؟ حصل له شو؟ في شيء صار معه؟
أدرك نبرتها، شعر بالاضطراب الذي بدأ ينهش قلبها، لذلك حرص على أن يُطمئنها قبل أن يسترسل في الحديث.
-بخير والله، ما تقلقيش، هو تمام، بس في رسالة محتاج أوصلها لك.
تنفست بعمق، كأنها تُحاول أن تستوعب أن الأمور ليست بالسوء الذي تخيلته، ثم بعد لحظة من الصمت، أعطته عنوان منزلها، وغادرت منزل مريم وهي تخبرها بقدوم زائر عليها أن تستقبله الآن.
في غضون ثلاثون دقيقة كان يصف السيارة أمام البناية وصعد الدرج حيث الطابق المنشود، خطى نحو باب الشقة المقابل له، ثم ضغط زر الجرس، لحظات قليلة وفتحت له الباب "فتاة جميلة رقيقة، تشبه ملامح والدها، فهي تمتلك نفس العينين البندقيتين وشعرها المنسدل بلون الشكولاته ، تنحنح ثم قال:
-أنا ماجد.
رحبت بقدومه وافسحت له مجالا للدخول داخل الشقة:
-أهلين يا دكتور ، فيك تمرق.
جلس بغرفة الصالون، استاذنت منها بأن تأتي له بمشروب ، ثم جلست أمامه وأعطته كأس العصير، احتساه في هدوء، بينما هي تنظر له تترقب ما سيقوله.
طالعها قليلا ثم قال برزانة:
-دكتور "راكان" بخير وهو بيطمنك عليه، وبلاش تقلقي عليه، بس الوضع هناك انتِ عارفة مافيش شبكة.
ثم أخرج ظرف النقود الذي بجيب سترته ، دفعه نحوها، وقال:
-الدكتور باعت ليكِ الظرف ده، وبيقولك أطمني كل شيء تحت السيطرة.
نظراتها حملت امتنانًا صادقًا، لكنها أيضًا كانت تفكر بشيء آخر، شيء لا يتعلق بوالدها هذه المرة.
-فيني أسألك بشيء يا دكتور؟
ابتسم لها مطمئنا:
-أكيد تحت أمرك.
لمعت عينيها بفرحة وهمست قائلة بلكنتها الفلسطينية المميزة:
-حضرتك ما بتعرف طبيب نفسي يكون منيح؟ صديقتي تعبانة بحاجة لطبيب.
ابتسم ماجد بخفة، فهو بالطبع لديه الإجابة، ويعرف الطبيب المناسب تمامًا لهذه الحالة، أجابها :
-أكيد ، أختي ضي دكتورة نفسية، هبعت لكِ عنوان العيادة، ولو محتاجة أي حاجة، رقمي معاكي، كلميني دون تردد.
كانت راما سعيدة بتلك الخطوة التي ستعيد الأمل من جديد إلى "هديل" فهي ليست صديقتها فقط وأنما جزء منها كأنها شقيقتها التي لم تنجبها والدتها .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية