-->

رواية جديدة عبير الليل لعلا السعدني - الفصل 1 - السبت 2/8/2025

 


قراءة رواية عبير الليل كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية عبير الليل

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني 


الفصل الأول 


تم النشر السبت 

2/8/2025

(موعد مدبر)


 وقفت أمام المرآة الكبيرة في غرفة نومها، عيونها تتأمل وجهها بهدوء، كانت تمشط شعرها الأسود الكثيف الذي ينساب على كتفيها، تحاول أن تضبطه، وخدودها الوردية قليلاً تبرز نقاء بشرتها البيضاء التي لا تشوبها شائبة عيناها العسليتان كانتا تتأملان نفسها في المرآة ..


كانت تحاول أن ترسم ابتسامة على وجهها، لكن قلبها كان يغلفه بعض القلق .. في تلك اللحظة، سمعت كلمات والدتها من الخارج 

- لا تتأخرى اليوم يا (لارا) .. فاليوم موعدك مع (أمير) ذلك الشاب الذى سيأتى ليطلب يدك


أخذت (لارا) نفسًا عميقًا وهي تشعر بنوع من التوتر يكتنف قلبها، لكنها حاولت أن تخفي ذلك تحت قناع من الهدوء كانت تتمنى لو أنها تستطيع أن تفكر في شيء آخر غير هذا اللقاء المرتقب ..

تشتت نظرها قليلًا، ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة وهي تنظر في المرآة كان ذلك الوقت الذي تقضيه أمامها هو وقتها الخاص، قبل أن تعود إلى الواقع، إلى عالمها الذي يغلب عليه الالتزامات والمسؤوليات ثم اجابت والداتها


- لا تقلقلى يا أمى


خرجت بالخارج ووجدت والداتها تقوم بإعداد مائدة الطعام، فاتجهت نحو الطاولة واخذت شطيرة صغيرة وهى تنظر فى ساعة يدها قائلة

- سأصبح متأخرة ان حلست معاكى على الطاولة.. اراكى عند العصر يا أمى


أكدت عليها والداتها قائلة


- لا تتأخرى

- حسنا.. حسنا يا أمى

❈-❈-❈

فى ظهيرة اليوم ..

في مكتبها الأنيق، جلست (لارا) أمام شاشة الحاسوب، لكن عيناها كانتا شاردتين، تتأملان في الفراغ كمن يبحث عن مخرج من تلك الحيرة التى تجتاحها، دخلت زميلتها وصديقتها المقربة، وابتسامة مرحة ترتسم على وجهها 

- صباح الخير يا (لارا)! تبدين شاردة، ماذا يحدث؟

نظرت (لارا) نحوها بتنهيدة عميقة، ثم قالت بصدق

- أشعر بتوتر شديد يا (نهى) .. اليوم سألتقي بذلك العريس

رفعت (نهى) حاجبيها بدهشة وقالت

- آه، الشاب الذي سيتقدم لخطبتك؟ هذا رائع! لكن .. لماذا التوتر؟


أخفضت (لارا) صوتها، وكأنها تخشى أن يسمعها أحد

- بصراحة، لا أشعر بالراحة لفكرة الزواج المدبر .. لم أفكر يَوْمًا الارتباط بشخص لم أختره بنفسي


ابتسمت (نهى) بفهم، وجلست بجانبها على المكتب

- أفهم شعورك، ولكن ربما عليك منحه فرصة ربما تجدين فيه شخصًا جيدًا ومناسبًا لك


ابتسمت (لارا) ابتسامة صغيرة، لكنها كانت مليئة بالشك

- ربما ... ولكن، جزء مني يشعر لا أريد ذلك، لا أستطيع تجاهل هذا الإحساس


مدّت (نهى) يدها وضغطت على يد (لارا) برفق ثم قالت:

- وما المشكلة .. عليكِ رؤيته، إذا لم ترتاحي له بعد اللقاء، يمكنك اتخاذ القرار الذي يريحك المهم أن يكون خيارك 

نظرت لها (لارا) براحة ثم هزت رأسها إيجابا وهى تقول

- معكِ حق

❈-❈-❈

في تمام الساعة الرابعة، كانت (لارا) لا تزال في المكتب، وقد غلبها الوقت ولم تشعر به، حتى أنها كانت قد نسيت أمر الموعد تمامًا، عندما نظرت إلى الساعة أخيرًا، شعرت بصدمة شديدة فقالت محدثة نفسها

- يا إلهي! تأخرت!


قفزت فجأة من مكانها، ثم ركضت نحو الباب ..

خرجت مسرعة، لكن ما إن استقلت سيارتها وبدأت القيادة حتى وجدت نفسها محاصرة في زحام خانق كانت تشعر بالقلق يزداد مع مرور الوقت، وكأنها لن تتمكن من الوصول في الوقت المحدد، وتستعرض التوبيخ من والدتها ..

بعد ما يقارب ساعة من التأخير، وصلت أخيرًا إلى المنزل، لتجد والدتها تقف عند الباب وتنتظرها، وهي تحمل ملامح الغضب


- (لارا)! تأخرتِ جدًا! ألا تعرفين كم هو مهم هذا اللقاء؟

قالتها والدتها وهي تضع يديها عند خصريها


- آه، أنا آسفة، يا أمي! لكن .. كنت في الطريق، وفجأة، توقفت عند إشارة المرور، وبينما أنا في انتظار تغيير الإشارة، فوجئت بأن عجلة السيارة الخلفية قد تعطل

 قالتها (لارا) بسرعة، وتابعت

- اضطررت للوقوف جانبًا وطلبت المساعدة، وأخذوا وقتًا طويلًا لحل المشكلة!

- وهل توقفتِ لتصلحي العجلة على الطريق؟ هل كان الأمر ضروريًا حقًا؟

 قالتها والدتها بغضب، بينما كان وجه (لارا) يظهر عليه مزيج من الخجل والارتباك

- حسنًا، لم يكن لدي خيار آخر! كيف كنت سأترك السيارة ولو أنني لم أوقف السيارة، كان يمكن أن يحدث شيء أسوأ!

 قالتها (لارا) مبتسمة بابتسامة خجولة، فقالت والدتها مع ابتسامة ساخرة، ثم أضافت:

- أنتِ دائمًا تجدين الأعذار!

- لكن على الأقل وصلتِ في الوقت المناسب، اذهبى غرفتك وبدلى ملابسك على الفور فسيأتى (أمير) خلال ساعة

اسرعت (لارا) نحو غرفتها ..


في غرفتها، وقفت (لارا) أمام خزانتها الكبيرة، تتأمل خيارات الملابس أمامها كانت تشعر بقلبها ينبض بسرعة، مع كل خطوة تقترب من اللقاء الذي يضعها في حالة من التوتر، كانت تبحث عن شيء يعكس من تكون، وفي الوقت نفسه يترك انطباعًا جيدًا ..

أمسكت بفستان طويل أنيق من الحرير الأزرق الداكن، يتميز بتفاصيل دقيقة عند الحواف، يبرز جمال قوامها الرشيق كان الفستان ذو الأكمام الطويلة والرقبة المرتفعة، مما يعكس أناقتها البسيطة ..

قامت (لارا) بخلع ملابسها بسرعة وارتدت الفستان، مشدودة الأعصاب، انزلت خصلات شعرها الأسود الغزير على كتفيها في تموجات ناعمة، بينما استخدمت مكياجًا خفيفًا ليبرز جمال عينيها العسليتين وشفتها الطبيعية، كانت تضع لمسات خفيفة من أحمر الشفاه الوردي، مما جعلها تبدو جميلة ..

ثم نظرت إلى نفسها في المرآة، فلاحظت كيف أن كل شيء يتناغم مع ملامحها، وكيف أن مظهرها بالكامل يعطيها شعورًا بالثقة بالنفس، رغم القلق الذي يراودها مشاعر مختلطة من التوتر والقلق كانت تعتصر قلبها، لكنها حاولت أن تتماسك وتبتسم،ارتدت حذاءً ذا كعب متوسط أسود اللون ، لم يكن يبدو أنها قد بذلت جهدًا مبالغًا فيه في اختيار ملابسها، لكنها كانت ترتدي ما يجعلها تشعر بأنها جميلة وأنيقة، انعكاسًا لعملها كمصممة أزياء ..

قبل أن تخرج، نظرت مرة أخرى في المرآة، وحاولت أن تضع كل مشاعرها وكل اسألتها جانِبًا، تساءلت إن كان كل شيء سيبدو طبيعيًا لكن دون أن تفكر أكثر، أخذت نفسًا عميقًا وخرجت لتلتقي ب (أمير) ..

اتجهت نحو والدتها بالمطبخ وسألتها وهى تنظر لنفسها

- ما رأيك يا أمى ؟!


التفت والدتها لكى تتأمل ملامح وجهها وملابسها فقالت

- ما شاء الله .. تبدين مثل القمر .. ربنا يحفظك يا بنيتى


ابتسمت (لارا) بخجل ونظرت لأسفل ثم قالت

- حسنا يا أمى .. سأذهب للمطعم كى اراه وسأخبرك بكل شئ عندما آتى

❈-❈-❈

وصلت (لارا) إلى المطعم بعد رحلة قصيرة ولكن طوال الطريق تشعر بالتوتر، كان قلبها ينبض بشدة، وكأنها تخوض تجربة جديدة تمامًا دخلت من الباب، وأخذت تطوف بنظراتها بين الطاولات تبحث عنه، حتى وقع نظرها عليه وهو جالس على إحدى الطاولات بالقرب من النافذة، التي كانت تسمح لأشعة الشمس الذهبية بالمرور من خلالها، مما أضاف لمسة دافئة له فقد رأت صورته من قبل على هاتف والداتها ولكنه يبدو وسيماً على الحقيقة اكثر اقتربت بهدوء من الطاولة ..

كان (أمير) يجلس بهدوء، مرتديًا بدلة رمادية أنيقة جعلت ملامحه أكثر حدة وتميزًا شعره الأسود كان مرتبًا بعناية، وعيناه العسليتان كانتا تلمعان ببريقٍ خاص، بينما كانت ابتسامته الخفيفة تضفي سحرًا على ملامحه الوسيمة لم يكن من الصعب على (لارا) أن تلاحظ أنه كان يملك حضورًا قويًا، فكل شيء في شكله يوحي بثقته بنفسه وجديته ..

ابتسم عندما رآها تقترب منه، ووقف عن مقعده ليحييها بحرارة كانت طريقة وقوفه ووضع يديه على الطاولة تدل على أنه ليس فقط شخصًا وسيمًا، بل كان يتمتع أيضًا بشخصية متزنة ومهذبة تحدث بصوت هادئ ورصين، يعكس أسلوبه اللبق

- مرحبًا، (لارا)، لقد كنت أتطلع للقائك منذ فترة


شعرت (لارا) بتسارع نبضات قلبها، رغم أنها حاولت أن تبقي على هدوئها ولا تعلم سبب اضطرابها ذاك، كانت تراقب تعبيراته بعناية، تلاحظ كل كلمة ينطق بها وكيف أن أسلوبه في الحديث كان محببًا إلى نفسها، هناك شيء في كلامه جعلها تشعر بالراحة والألفة ..

جلست (لارا) قبالته على الطاولة، بينما كان يواصل الحديث بلطف


- هل تودين تناول شيء؟ المكان هنا يقدم أفضل الأطباق

كان (أمير) يبتسم ابتسامة خفيفة، ولكنه كان في الوقت نفسه يحافظ على نبرة هادئة فى حديثه، لم تكن تستطيع (لارا) إلا أن تعجب بجماله الخارجي، ولكن الأهم من ذلك كان أسلوبه في التعامل، الذي أضاف لشكله الجذاب مزيدًا من الجاذبية فهزت رأسها نافية على سؤاله وقالت

- لا .. اريد فقط عصير برتقال 


ابتسم بخفة ثم طلب من النادل كوب من عصير البرتقال وكوب من القهوة.. ذهب النادل ليأتى لهم بالطلب بينما نظر (أمير) لها وقال 

- اسمى (أمير رفعت الهاشمى) لدى مكتب محاسبة انا وصديق لى ابلغ من العمر ٣٠ عاما لدى شقيق يصغرنى بستة اعوام


ثم صمت قليلا وهو يبتسم

- صراحة لا اعرف ماذا يقولوا فى تلك اللقاءات لكن ان احببتى سؤالى فى شئ انا هنا سأجيبك


ابتسمت بخجل ثم قالت بهدوء

- لا هذا القدر يكفى


وصع يديه الأثنتان على الطاولة وسألها باهتمام 

- وانتى .. اريد ان اعرف عنك اكثر ؟!


- أنا (لارا رؤوف المصرى) لدى خمسة وعشرون عاماً ليس لدى اشقاء اعمل كمصممة ازياء فى شركة، وطموحى ان يكون لى اسم بالمستقبل

- وااااو .. عملك رائع 

اتى النادل بالقهوة والبرتقال ثم ظلا يثرثران فى امور عدة شعرت معه بالراحة، وذهب كل التوتر والخوف منها وتبدلت لطمأنينة، هل الأمر بتلك السهولة!! ..

أن تشعر بمزيد من الراحة فى مقابلة واحدة .. واحدة فقط،لن تقول انها أحبته فهى ليست خرقاء لكى تغرم بشخص من اول مقابلة، ولكن الشعور بالراحة مع شخص غريب عنك هذا شئ يستحق أن يفكر فيه المرء 

❈-❈-❈

في المساء ..

بعدما انتهت (لارا) من تناول العشاء مع والدتها، وجدت نفسها جالسة أمامها في غرفة المعيشة، تفكر في كل ما دار في اللقاء الذي جمعها بـ(أمير)، كانت مشاعرها مشوشة، بين الانجذاب لشخصه وبين القلق الذي يراودها عن المستقبل كانت بحاجة لأن تفرغ ما في قلبها، فقررت أن تروي كل شيء لوالدتها ..


- أمى .. أنتِ تعلمين إنني كنت اشعر بتوتر عندما علمت بذلك اللقاء ، ولكن (أمير) كان لطيفًا جدًا

قالتها (لارا) وهي تتحدث بلهجة مليئة بالتردد، فهي لم تعتد على الحديث عن مشاعرها عن شخص ما من اول مقابلة ..

نظرت والدتها إليها بابتسامة هادئة، وهي تدرك تمامًا أن ابنتها كانت بحاجة لمن يواسيها ويسمعها ..


- عندما اتيتى من الخارج وجدتك سعيدة هل كان جيد معاكِ؟


 سئلتها والدتها، وهي تجلس بجانبها وتلمس يدها بحنان

- آه، كان في غاية الأدب واللطافة، لكنى لا أعلم .. مازالت اشعر ببعض التوتر هو واضح إنه محترم، لكن الموضوع ليس سهلاً 

أجابت (لارا) بحذر، وهي تتنهد، تمعنت والداتها في كلامها، ثم أخذت نفسًا عميقًا وقالت بحكمة

- يا حبيبتي، مهما كان، فالقرار ليس امرا سهلا ، ولا تأخذى اى خطوة إلا عندما تشعرين بالراحة من الأفضل ان تقومى بصلاة الأستخارة قبل أن تتخذى أى قرار ربنا يهدينا لما فيه الخير


استراحت (لارا) قليلاً لكلمات والدتها، لكن الشكوك لم تذهب عنها تمامًا، قررت أن تأخذ نصيحتها على محمل الجد ..

قبل أن تذهب (لارا) إلى غرفتها استعدادًا للنوم، رن هاتفها فجأة نظرت إلى الشاشة فوجدت أن الرقم الذي يظهر هو (نهى) صديقتها المقربة، أجابت على المكالمة بسرعة، وعندما ما استمعت إلى صوت (نهى) قالت لها


- كيف حالك يا (نهى) ؟!

- أنا بخير يا (لارا) .. ولكن ماذا فعلتى مع ذلك العريس أكان جيدا ام لا ..


استمعت (لارا) لصديقتها وهى تضحك فيبدو عليها الحماس وقبل حتى أن تجيبها فوجدتها تتابع

- يجب ان تصلى صلاة استخارة مهما كان رأيك به، ليهديكى الله للطريق الصحيح اذا فعلتى ذلك ستشعرين بالراحة

صمتت (لارا) للحظة، ثم قالت

- اشعر ببعض الراحة .. ولكن بالفعل على ان اصلى صلاة استخارة كى اكون متأكدة من قرارى ذاك


- ممتاز .. يجب ان تفعلى ذلك وبعدها طمئنينى بكيف تشعرى 

قالتها (نهى)

بعدما أنهت المكالمة، شعرت (لارا) بالراحة النفسية التي كانت بحاجة إليها، قررت أن تلتزم بنصيحة والدتها وصديقتها .. خلعت ملابسها وارتدت ملابس الصلاة، ثم اتجهت إلى سجادة الصلاة وقامت بالصلاة بعدها نظرت إلى السماء ودعت الله أن يهديها إلى ما فيه الخير، وأن يُرشدها للقرار الصحيح

ثم ركعت وسجدت، لتشعر بالسكينة والاطمئنان يغمرانها ..

❈-❈-❈

استفاقت (لارا) فجأة، قلبها ينبض بسرعة كما لو أنها كانت في سبات طويل حاولت أن تفتح عينيها، ولكن الضوء الخافت الذي يتسلل من النافذة الصغيرة جعل عينيها تؤلمانها تباطأت أنفاسها بينما نظرت حولها في ارتباك، متسائلة عن مكانها .. كانت الغرفة ضيقة، جدرانها المائلة، فهى بكوخ قديم ..

نهضت بصعوبة، وهي تشعر بشيء غريب يجثم على قلبها، ونظرت حولها لتجد بأحد الأركان موقد مبنيًا من الحجارة بألوان تتدرج بين الرمادي والبني، وداخله بعض الحطب المتفحم من الليلة الماضية ..


في الزاوية القريبة من النافذة، استقرت منضدة خشبية مربعة، يظهر عليها بعض الخدوش القديمة، تعلوها مزهرية فخارية بلون أبيض مطفأ، تحتضن مجموعة من الزهور البرية ذات الألوان الهادئة، بينها البنفسجي والأصفر والأبيض، وتنبعث منها رائحة منعشة ..


أما الفراش التى كانت تعلوه مصنوعًا من الخشب الفاتح، له ظهر مرتفع ومزين بخطوط محفورة بدقة الأغطية مرتبة بلون وردي باهت، وتغطيها وسائد عدة مختلفة الحجم، كلها من القماش القطني ..


 فتحركت بخطوات بطيئة نحو النافذة، التي كانت بعيدة عن الفراش عندما رفعت الستارة المهترئة، اندهشت مما رأته أمامها امتدت غابة كثيفة، مليئة بالأشجار الضخمة التي تغطيها طبقة من الضباب الأبيض، الصوت الوحيد الذي كان يتسلل إلى أذنيها هو صوت الرياح التي تتلاعب بالأشجار، لتسمع ألحانًا هادئة غريبة ..

لم تتمكن من تحديد مسار الطريق داخل تلك الغابة، فقد كانت الضبابات تخفي كل شيء ..


شعرت بشيء غريب ينتابها، فركت عينيها ورفعت يديها إلى جسدها كان الفستان الذي ترتديه طويلًا، بلون أبيض باهت، مزخرفًا بتطريزات غريبة، كان الفستان يشبه فساتين أميرات القصص الخيالية القديمة، وكأنها ترتديه فى عالم آخر ..

نظرت إلى نفسها في ذهول، وتحسست الفستان بين يديها

 - أين أنا؟


 همست بصوت منخفض، وعينها تتنقل بين الجدران المغلقة والنافذة التي تطل على الغابة كان هناك شيء غريب في المكان، شيء لا يمكنها فهمه ..

رفعت نظرها مرة أخرى إلى الغابة التي كانت مظلمة وغامضة ..

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة