-->

رواية جديدة عبير الليل لعلا السعدني - الفصل 3 - الجمعة 8/8/2025

 


قراءة رواية عبير الليل كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية عبير الليل

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني 


الفصل الثالث 


تم النشر الجمعة 

8/8/2025

(شرارة حب)


فى صباح اليوم التالى ..

كانت تمسك بالمفتاح المعدني بيدها، مفتاح قديم، يلمع بصعوبة في الضوء الباهت أغمضت عينيها للحظة قبل أن تدير المفتاح في قفل الباب المعدني الثقيل الصوت الذي أصدره القفل كان متسقًا مع الكآبة التي تملأ المكان الغرفة التي محتجز فيها (أمير)؛ كانت الغرفة جدرانها الحجرية سميكة وباردة، لا يوجد فيها أي أثر للحياة سوى ما وضعته (لارا) من طعام بسيط على الطاولة، جدران الغرفة خالية من أي زخارف أو مرافق الأثاث كان محدودًا جداً، سرير خشبي عتيق بجانب طاولة صغيرة وكرسي واحد فقط ..


أمامها، في الزاوية البعيدة، كانت نافذة ضيقة جدًا، بالكاد يمكن أن تسمح بمرور الضوء كانت صغيرة لدرجة أن أي شخص لا يمكنه الهروب من خلالها كان الزجاج مغطى ببعض الغبار، والهواء داخل الغرفة ثقيل، فتلك الغرفة لا تليق بأمير مثله ..


دخلت (لارا) بحذر، وهي تحمل صحنًا صغيرًا من الطعام، وجدته جالسًا على حافة السرير، عينيه تائهتان، وجهه شاحب من الجوع والإرهاق، لكنه كان يبدو مشوشًا كما لو أنه لم يستعب ما حدث له أو ما يحدث حوله بعد ..


ما ان وضعت (لارا) الطعام على الطاولة، ثم رفعت نظرها إليه، لكنه نظر إليها بعينيه اللتين تتطاير فيهما الأسئلة ثم قال بصوت متردد


- أين أنا؟ ومن أنتِ؟


تنهدت (لارا) ثم جلست على الحافة المقابلة، وابتسمت له بابتسامة خفيفة، متحاشية إظهار الألم الذي تشعر به

- أنت محتجز هنا مثلى تماما أما أنا .. فأنا (لارا)


تفحص (أمير) وجهها ثم قال وهو يهز رأسه فى ارتباك

- ماذا تعني؟ أين أنا هنا؟ ولماذا .. لماذا أنا هنا؟


نظرت له (لارا) بحزن وتنهدت ببطء قبل ان تقول

- أنت هنا لأنك كنت ضحية لخطة ابن عمك (فالدور) حيث اختطفك فى هذا المكان، الذى هو ما إلا مجرد قفص


اتسعت عينان (امير) بدهشة ثم قال 

- ابن عمي؟! ولكن .. لماذا؟ لماذا قام بذلك؟


نظرت إليه بجدية ثم قالت ببطء

- لأن (فالدور) يسعى للسلطة هو يريد حكم مملكة (إيلمار)، وأنت .. أنت جزء من خطته لا تتفاجأ، هو كان يخطط لذلك منذ وقت طويل


نظر لها بذهول ثم سألها

- لكن .. لماذا أنت هنا؟


صمتت (لارا) للحظات ثم قالت

- أنا هنا لأنني .. لست فقط (لارا) أنا أميرة من مملكة (آريا)، اختطفنى (فالدور) منذ ثمانية سنوات، لأننى املك قوة وهذه القوة التي أمتلكها جعلتني هدفًا ل (فالدور) هو يعتقد أنه يمكنه استخدام قدرتي لصالحه، لكني لن أسمح له


صمت (أمير) للحظة، وكأن هذه الكلمات كانت تمثل صدمة جديدة له لم يكن مستعدًا لهذه الحقيقة ولكن الحقيقة كانت مريرة، وتراكم الأسئلة في ذهنه حتى بدأ يفكر في كل شيء بشكل مختلف، همس (أمير) بصوت مختنق 

- أميرة؟! إذاً أنت من مملكة أخرى .. ان كان (فالدور) يريد السلطة كان عليه قتلى لما اختطفنى


ابتسمت (لارا) ابتسامة حزينة ثم قالت 

- (فالدور) ليس بهذا الغباء لو قتلك سيعلم جميع من بالمملكة انه هو القاتل، وأنه قام بقتلك من اجل السلطة والهيمنة على مملكة (إيلمار) وسيعاقب حتماً ولن يستفيد شئ بموتك


نظرت (لارا) فى عينيه لوهلة لكنها سرعان ما نكست رأسها خوفاً من ان تخترق ذكرياته بتلك القوة التى تمتلكها، ثم قالت

- أنا لا اريد مساعدة (فالدور) .. ارجوك لا تجعلني انظر بداخل عينيك ان نظرت بعينيك ساعرف كل ذكرياتك وان علمتها سيجبرنى (فالدور) لقول كل شئ له وان فعلت سيتنكر فى هيئتك بعد أن يشرب ذلك الأكسير، ويعود للملكة على هيئتك اعلم خطته جيداً فهذا حلم (فالدور) الذى لطالما يتمناه للسيطرة على المملكة


شعر (أمير) بغرابة من حديثها ذاك فقالت دون ان تنظر له

- عليك تناول الطعام فقد اصبحت محتجز للأبد


ثم تركته واغلقت باب الغرفة عليه مرة اخرى، ووقفت خلف الباب وهى تبكى على حظها ولا تعرف متى سيقوم (فالدور) باستغلالها، وتعلم أنه لن يكون لها حول ولا قوة ..

بينما ظل (امير) ينظر تجاه خروجها وهو يشعر بالخوف من القادم، عليه الهروب ولكن كيف؟ كيف وهو محتجز بين اربع جدران ولا توجد غير نافذة بالكاد يدخل إليها الضوء ...

❈-❈-❈

مرّت ثلاثة أيام ثقيلة على مملكة (إيلمار)، لم يتوقف خلالها (فالدور) عن التظاهر بالحزن على ابن عمه المفقود، محاولًا أن يظهر بمظهر القريب المخلص الذي يبحث عن الحقيقة كان يتنقل بين أهل المملكة وهو يرسم الحزن المزيف على وجهه، كأن العبء يثقل على كتفيه، وفى الحقيقة أن كل شئ يسير حسب خطته ..


بينما كانت (لارا) تهتم بوجود (أمير) تشعر بالغرابة لأن (فالدور) مختفى كل تلك المدة ولم يأتى للمنزل تشعر بالخوف منه، تشعر بالخوف حتى من تفكيرها بالهروب، تتذكر انها حاولت الهرب وهى صغيرة مراراً وتكراراً ولكنه كان يفشل اى خطة تقوم بها حتى استسلمت لذلك الواقع الأليم ..


في صباح يوم جديد، كان (أمير) يحاول تحريك الطاولة الصغيرة ليقربها من السرير لكنه لم يلاحظ أحد المسامير البارزة في الخشب القديم بينما كان يجر الطاولة، اعترضت يده مسمار بارز وخدش يده بعمق تراجع سريعًا، متألمًا، وقطرات الدم بدأت تظهر على يده ..


سمعت (لارا) صوته المكتوم وهو يهمس غاضبًا

- تَبًّا ..


حيث أنها كانت ذاهبة نحو غرفته كى تعطيه الطعام، فدخلت الغرفة بسرعة، وعيناها مليئتان بالقلق لاحظت يده المصابة وسارعت نحوه قائلة

- هل أنت بخير يا (أمير) ؟!


حاول (أمير) إخفاء جرحه، لكنه لم يتمكن من خداعها اقتربت منه بحزم وقالت

- ارينى يدك


تردد للحظة، لكنه استسلم وأظهر الجرح قالت بقلق وهي تنظر إلى الجرح

- الجرح عميق .. انتظر هنا .. علينا إيقاف النزيف


ركضت بسرعة إلى الطاولة حيث كانت تحتفظ بقطعة قماش وبعض الماء عادت وجلست بجانبه، أمسكته بلطف وبدأت تنظف الجرح، تأوه (أمير) قليلاً بسبب الألم، فقالت وهي تبتسم بخفة

- هل أميرنا القوى بشعر بالخوف من ذلك الجرح ام ماذا؟!


ابتسم رغم الألم وقال

- لست خائفاً .. ولكن ما تقومى بفعله مؤلم اكثر من الجرح


ضحكت بخفة وقالت

- يجب ان تتحمل نتيجة تهورك


بينما كانت تقوم بلف قطعة القماش حول الجرح، لاحظت كيف كان ينظر إليها بصمت شعرت بخجل لكنها استمرت في عملها ..

بعد أن انتهت، رفعت رأسها ونظرت إليه بابتسامة صغيرة

- لقد انتهيت .. عليك المحافظة على الجرح حتى لا تتألم


قال (أمير) بهدوء، وعيناه مليئتان بالامتنان

- شكراً يا (لارا) .. لا اعلم ماذا كان سيحدث لى لولا مساعدتك لا اعلم لما تعتنين بى وتتحملين ذلك العناء


ابتسمت بحزن وقالت

- من الممكن لأننى اعلم جيداً الشعور بالوحدة والخوف ولا استيطع رؤية شخص يعانى مثلما عانيت انا، واقف لمشاهدته


صمت للحظة، ثم قال بصوت ناعم

- وجودك معى جعلنى اشعر ان هذا المكان ليس بسجن .. وجودك يجعلنى اشعر بأنتى لست وحيد وأنه هناك أمل


احمرت وجنتاها قليلاً، لكنها حافظت على هدوئها وقالت

- مادام يوجد أمل، سنستيطع بإذن الله الخروج من هنا فلا يوجد مستحيل


نظر إليها بابتسامة صادقة، وكأنها أشعلت داخله شعورًا جديدًا بالثقة ..


خرجت (لارا) من غرفته بخطوات بطيئة، تعدّ كل خطوة كعادتها كى يمر الوقت الذى لايمر منذ ثمانية أعوام، حتى وصلت إلى غرفتها عند مكتب صغير في الجوار، فتحت أحد أدراجه بملل، وأخرجت منه دفترًا ذا غلاف قديم، يحمل بين صفحاته رسوماتها الخاصة؛ عالمها الصغير الذي صنعته لتعيش به فى تلك الوحدة القاتلة ..


عادت إلى فراشها، استلقت على بطنها، ثم أمسكت قلمها وبدأت ترسم ملامح الأمير، تفاصيل وجهه التي لا تزال عالقة في عقلها، كانت يداها تتحركان بخفة، وعيناها تتمعنان في الخطوط كى ترسم وجهه الذى حفر بداخلها، وما إن انتهت، ارتسمت على شفتيها ابتسامة خافتة وهمست

- كم هو وسيم ذلك الأمير ..


ثم استلقت على ظهرها، وما زالت تمسك بالدفتر، ثم قالت في شبه ابتسامة

- كنت أشعر بالملل حتى جئت أنت


وضعت القلم بين أسنانها، وحدّثت نفسها بسخرية

- ما بالك يا (لارا)؟! أهو لأنك لا ترين رجالًا أصبحتِ تغرمين بأيّ رجل يا فتاة؟


لكن سرعان ما تجعّد ما بين حاجبيها، وقالت بنبرة حازمة مع نفسها

- وهل هذا أيّ رجل؟ أيتها الخرقاء! إنّه أمير المملكة!


جلست على الفراش، والغضب يختلط بالارتباك في ملامحها، كأنها تحاول إقناع قلبها بالهدوء، وهمست

- اهدئي يا فتاة، هذا أمر طبيعي... فهو أوّل رجل طيب يدخل حياتك


ثم أضافت بتهكّم

ــ أم كنتِ ستعجبين ب (فالدور) أيّتها البلهاء؟


لكن أفكارها الثائرة انقطعت على حين غرة، حين دوّى طرق خفيف على باب الغرفة المحتجز بها (أمير) بالأسفل، شعرت بالقلق يتسلل إلى قلبها؛ أول ما خطر في بالها أنّ جرح يده قد نزف مجددًا، قامت مسرعة نحو غرفته، غير منتبهة أنّها ما زالت تمسك بالدفتر الذى به صورته في يدها ..


فتحت الباب باندفاع، وعيناها تبحثان عن يده، ليقابلها بابتسامة باهتة وهو يقول بصوت هادئ

- زجاجة الماء فرغت .. أريد أخرى 


زفرت بارتياح، وقد هدأ قلقها فجأة، ثم قالت

- حسنًا، سأجلب لك واحدة


استدارت لتغادر، لكن عيناه التقطتا الدفتر الذى بين يديها، ثم انزلقت نظرته إلى الدفتر المفتوح، حيث كانت رسمة وجهه تحتل الصفحة، رفع حاجبيه بدهشة قبل أن يمد يده في هدوء، ويأخذ منها الدفتر، لتستقر عيناه على الرسم مجددًا، وارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة، بينما كانت هي تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها ..


رفع نظره إليها، وقال بابتسامة صافية

- لم أكن أعلم أنّك رسّامة ماهرة هكذا 


عضّت شفتها بخجل، وتمتمت متلعثمة

- ي .. يجب أن أحضر لك الماء


وغادرت مسرعة، كأنها تهرب من دفء نظرته، بقي هو يحدّق في الرسمة لثوانٍ طويلة، قبل أن يبتسم ابتسامة لم يستطع منعها، وحين عادت حاملة الزجاجة، مدّ يده ليتناولها، بينما التقطت هى الدفتر بسرعة من بين يديه، لتقول بتوتر

- إنّـ .. أنا فقط .. لا أرى الكثير من الأشياء، لذا أرسم كلّ ما تقع عليه عيناي .. وتلك هي المرّة الأولى التي أرى فيها إنسانًا رائعًا مثلك


وضعت يدها على فمها نادمة على تفوّهها بتلك الجملة، فأمال رأسه قليلًا، وارتسمت على وجهه ابتسامة رائعة، فحاولت تدارك الأمر سريعًا وهي تضيف

- ليس من المعقول أن أرسم الأشرار، أليس كذلك أيها الأمير؟


لكنها لم تمنحه فرصة للرد، وأغلقت الباب مسرعة قبل أن تتفوه بمزيد من الحماقات، ظلّ هو يبتسم في مكانه، ثم همس وكأنه يحدّث نفسه

ــ يبدو أنّني وجدت شيئًا مثيرًا للاهتمام هنا

❈-❈-❈

لكن على الطرف الآخر، كان (آدم) يطارد أي خيط يقوده إلي الأمير قضى الأيام الثلاثة يسير بين القرى والغابات، يسأل الجميع، ويمعن النظر في أي أثر قد يقوده كان التعب واضحًا على ملامحه، لكن عزمه لم ينكسر ..


في صباح اليوم الرابع، بينما كان (آدم) يسير عبر أطراف الغابة الغربية، توقف فجأة حين لمح شيئًا غريبًا لاحظ أثار أقدام خفيفة تقود إلى عمق الغابة تبعها بحذر، ولم تمضِ سوى دقائق قليلة حتى وجد نفسه أمام منزل مهجور، تغطيه أغصان الشجر المتشابكة ..


كان الباب مغلقًا بإحكام، والنوافذ صغيرة جدًا لا تسمح بالدخول لكنه لم يتردد حاول كسر الباب دون جدوى، فقرر البحث عن مدخل آخر دار حول المنزل حتى وجد نافذة مغطاة بالخشب القديم استعمل حجرًا ثقيلًا ليكسرها بصعوبة، ثم تسلق ودخل إلى الداخل ..


بينما كانت (لارا) تمسح الغبار عن الطاولة الخشبية، سمعت صوت نافذة تُكسر ارتبكت للحظة، ثم التقطت بسرعة مزهرية قديمة ثقيلة توضع على الطاولة، تمسكت بها بقوة وهي تقف بجوار النافذة لترى من ذاك اللص الذى أتى إلى هنا ..


فجأة، تسلل (آدم) إلى الداخل عبر النافذة، محاولًا الهبوط برشاقة، لكن قدمه زلّت وسقط على الأرض وهو يتمتم

- يا إلهى ما الذى يحدث لى ؟!


قبل أن يتمكن من الوقوف، ظهرت (لارا) أمامه فجأة، ورفعت المزهرية بيدها وهي تصرخ

- ولا خطوة واحدة! اذا اقتربت منى ستكون تلك المزهرية اخر ما تراه فى حياتك


تجمد (آدم) في مكانه، ورفع يديه مستسلمًا

- انتظرى! انتظرى انا لست لص ولكنى ابحث عن الأمير


ردت (لارا) بنبرة ساخرة

- اوه بالطبع! من انت يا فتى مؤكدًا انت لص فلا احد يقتحم منزل هكذا إلا لو كان لصًّا


أخذ (آدم) نفسًا عميقًا وهو ينهض ببطء

- حسنا بصراحة، الباب لا يفتح وانا وكلت بالبحث عن الأمير فجميع المملكة وتلك الغابة جزء من المملكة


نظرت إليه بحاجبين معقودين وقالت

- ولما تبحث عن الأمير ؟!


بينما هي تسأله، زلّت يدها وسقطت المزهرية من يدها مباشرة على قدميه 

- آآآه الا يمكنك مسك مزهرية يا فتاة .. ما هذا الترحيب الغير لائق

- آسفة... لم أكن اقصد صدقًا

 قالتها وهي تحاول كبت ضحكتها ..


نظر إليها (آدم) مستاءً وقال

- أوه، شكرًا جدًا على الاعتذار! فهذا ما ينقصنى حقًا


ضحكت (لارا) رغمًا عنها، لكن سرعان ما استعادت جديتها

- حسنا قل لى لما تبحث عن الأمير؟ من أنت يا فتى؟!

- انا (آدم) الحارس الشخصى للأمير .. وأتيت إلى هنا لأنى مكلف بمهمة البحث عن الأمير وأن لم اجده خلال اسبوع سوف تنحر رأسى

- يا إلهى!! حقًا انت الحارس الشخصى للأمير؟!


هز رأسه مؤكدًا ثم قال

- بالتأكيد لقد كنت اظن ان ذلك البيت خالى ورأيت اثار اقدام اوصلتنى لذلك المنزل و..

قاطعته (لارا) بعد أن تأملته قليلا فقد كان يرتدي رداءً ملكيًا أنيقًا من الحرير الرمادى الداكن، مزينًا بخيوط ذهبية على الأكمام وياقة الصدر، حزام جلدي عريض يثبت الرداء حول خصره، وحذاء جلدي أسود مصقول فقالت

- انت محق فالأمير محتجز هنا من (فالدور)


لمعت اعين (أدم) بعدم تصديق ثم قال

- أين هو ؟! ارينى مكانه على الفور

- حَسَنًا .. حَسَنًا


اخرجت (لارا) المفتاح من جيب فستانها ثم قالت بهدوء وهى تشر إلى (آدم)

- اتبعنى فحسب


هز (آدم) رأسه بالإيجاب ثم تبعها واتجها مَعًا نحو درج بأسفل المنزل واتجهوا نحو القبو ثم قامت بفتح الباب ظل (آدم) يتفحص تلك الغرفة المظلمة حتى وقعت عيناه على (أمير) فى زواية ما فى الغرفة يجلس ويبدو عليه الأرهاق والتعب حتى ملامحه اصبحت باهتة وملابسه بالية ومبعثرة، شعر (آدم) بالحزن على (أمير) ثم اتجه نحوه وهو يقول

- ما الذى حدث يا مولاى؟!


رفع (أمير) رأسه مسرعاً عندما استمع إلى صوت (آدم) فقد ظن بالبداية ان (لارا) اتت له بالطعام فلمعت عيناه ببريق الأمل عندما وجد (آدم) أمامه حقًا فقال بصوت ضعيف

- (فالدور) ابن عمى هو من فعل ذلك .. لقد احتجزنى هنا من اجل السلطة


شعر (آدم) بغضب شديد يعتريه فهو ليس الحارس الشخصى ل (أمير) فقط بل انهم اصدقاء منذ الصغر لذا قال مسرعاً 

- علينا الهرب الآن هيا يا (أمير)


نظر (أمير) فى عينان (لارا) التى كانت تحاول الهروب من النظر مباشرة فى عينيه ثم قال بهدوء

- لن ارحل بدون (لارا) ..


نظر (آدم) لتلك الفتاة التى تقف بينهم وعلم انها تعنى الكثير بالنسبة له فنظر لها وسألها

- متى يأتى (فالدور) هنا ؟! علينا الهروب بأقصى سرعة


ابتلعت (لارا) ريقها وقالت 

- (فالدور) لم يأتي منذ ثلاثة ايام إلى هنا


اتسعت عينان (آدم) بعدم تصديق من غبائها ذاك ثم قال

- ولما .. ولما لم تحاولى الهرب مع (أمير) فى تلك الأيام الماضية كان عليكى فقط كسر النافذة الخشبية كما كسرتها انا .. أيتها البلهاء


عضت (لارا) شفتيها بغيظ شديد ثم قالت

- لست قوية مثلك يا فتى حتى احطم تلك النافذة .. ليست لدى تلك القوة


امسك (أدم) رأسه من غبائها ذاك ثم قال

- ولما لم تفتحتى الباب ل (أمير) كى يساعدك وتهربون مَعًا


ازدردت ريقها بصعوبة ثم قالت

- لم افكر فى ذلك خوفاً من أن يأتى (فالدور) بأى لحظة ففى الماضى حاولت مراراً الهرب ولكنه كان يعتقلنى مرة آخرى بالنهاية


صر (آدم) على اسنانه من غباء تلك البلهاء بينما ابتسم (أمير) ابتسامة رائعة ليرى (أدم) تلك البسمة ويهز رأسه بآسى وهو لا يصدق غباء اثنتيهم فوجه حديثه ل (أمير)

- وهل كنت تعلم ان (فالدور) مختفى عن ذلك المنزل منذ ثلاثة أيام ؟!


هز (أمير) رأسه نافياً، فشعر (آدم) وقتها انه محاط بحمقى معه لذا قال

- هيا .. هيا نرحل من هنا


ثم وجه نظره إلى (لارا) وقال

- لو كنت املك خيار غير تلبية أوامر الأمير .. كنت سأتركك هنا بسبب ذكائك الحاد


شعرت (لارا) بإهانة بالغة وبغيظ شديد من ذلك الحارس الشخصى للأمير لكنها لم تقوى على فعل أى شئ سوى ان تتبع ذلك المتغطرس ..


تابعتهم (لارا) نحو النافذة المكسورة وما ان هما بالصعود لتلك النافذة حتى استمعوا إلى صوته يأتى من الخلف

- يبدو واننى قد جئت متأخراً

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة