رواية جديدة عبير الليل لعلا السعدني - الفصل 6 - الثلاثاء 19/8/2025
قراءة رواية عبير الليل كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عبير الليل
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل السادس
تم النشر الثلاثاء
19/8/2025
(قربان)
داخل القصر الملكي بـ (أثينا) الذى هو عبارة عن تحفة معمارية تضج بعظمة الإغريق المداخل الشاهقة مزينة بأعمدة دورية منحوتة بدقة، في الزاوية اليمنى من القاعة، ارتفع تمثال صغير من البرونز المصقول للإلهة (أثينا)، آلهة الحكمة للأغريق على الجدران نقوش بها قصصًا عن أبطال الأساطير، أبواب القصر برونزية تعكس أشعة الشمس
..
القاعة الكبرى، حيث يقف الملك (إيجيوس) بجانب العرش الخاص أعلى الجدران، تُزين اللوحات الزيتية مشاهد من بطولات أثينا، يحيط بها دروع وسيوف ذهبية ..
في منتصف القاعة، كان العرش الملكي يعلو منصة قصيرة من الرخام الأسود، جلس عليه الملك بجلبابه الأزرق الملكي المزين بخيوط فضية، أعلى رأسه تاج ذهبي بسيط مرصع بأحجار صغيرة ..
كان (جاسر) يقف في منتصف القاعة، يحدق في والده الملك (إيجيوس) بعينيه المليئة بالعزيمة، لم يكن ل (جاسر) سوى هدف واحد وهو إقناع والده بالسماح له بالانضمام إلى الشباب المرسلين إلى جزيرة (كريت)، ليجيبه الملك (إيجيوس) بحزم وبنبرة حادة
-لن أوافق! لن أسمح لك بأن تذهب إلى الموت هؤلاء الشباب والفتيات الذين يُرسلون هم قرابين لن ينجو أحد من المتاهة ولا من المينوتور
(المينوتور هو كائن أسطوري من الميثولوجيا الإغريقية، يُوصف بأنه مخلوق نصفه إنسان ونصفه الآخر ثور يعد أحد أشهر الوحوش في الأساطير)
اجابه (جاسر) بثقة قائلاً
- وهذا السبب بالضبط يجعلني أريد أن أذهب يا أبي لا أستطيع أن أقف متفرجًا ونحن نقدم أرواح أهل (أثينا) على طبق من ذهب كل تسع سنوات سبع فتيات وسبع فتيان ليموتوا بسبب ذلك القربان
نهض الملك عن عرشه واقترب من ابنه بخطوات بطيئة، ليقترب من (جاسر) وهو ينظر في عينيه يبحث عن سبب يجعله يتراجع عن قراره، فليس من السهل أن يقدم ابنه والوريث الشرعى كقربان، فتحدث بحزن قائلاً
- يا بني، لقد فقدت والدتك وأنا لا أستطيع أن أفقدك أنت أيضًا شعب (أثينا) يحتاج إلى ملك قوي، وليس بطلاً ميتاً في أسطورة
هز (جاسر) رأسه نافيًا ثم تحدث بإصرار قائلاً
- ملك (أثينا) الحقيقي هو الذي يضحي بحياته من أجل شعبه إذا تمكنت من قتل المينوتور، فلن نحتاج إلى إرسال القرابين مجددًا سنحرر (أثينا) من هذا العار إلى الأبد
وقف الملك صامتًا للحظات، يتأمل شجاعة ابنه التي كانت تُشبه شجاعة الأبطال الذين لطالما ملأوا أساطير الإغريق لكن عينيه كانتا تحملان ألمًا عميقًا، خوفًا من أن يفقد ابنه الوحيد فأجابه بصوت خافت
- إن كنت مصرًا على هذا الطريق، فلا خيار لدي سوى أن أسمح لك، لكن عدني يا (جاسر) .. عدني أنك سترفع الشراع الأبيض إذا عدت حيًا
ابتسم (جاسر) بسعادة وهو يشعر بأنه سيقود مغامرة لا مثيل لها ثم قال
- أعدك يا أبي لن أخذلك ولن أخذل (أثينا) ..
❈-❈-❈
داخل غرفة أميرة (كريت) التى كانت تحفة من الفخامة والترف، كأنها تجسد عظمة الأسرة الملكية الجدران مغطاة بالكتان الأزرق الداكن المنسوج بعناية .. الأرضية كانت مغطاة بسجادة صوفية منسوجة بعناية، قرب النافذة، كان يوجد مقعد ملكي مفروش بالذهب والكتان، وقد وضع عليه كتب قديمة ..
على الجدران، كانت توجد رسومات جدارية لرؤساء العائلات الملكية السابقة، ودرع مذهب يعلق في إحدى الزوايا كرمز لقوة العائلة، فيما تصطف على الطاولات الصغيرة تحف فنية صغيرة وأزهار نضرة تملأ الأجواء برائحة منعشة، في الزاوية البعيدة من الغرفة، كانت هناك نافذة تطل على الحدائق الملكية، حيث كان النسيم العليل يعصف بالأشجار ..
جلست (لارا) على أريكة منسوجة من الصوف المزخرف بالقرب من النافذة، بينما تتأمل المنظر الشاسع للحدائق الملكية كان شعرها الداكن ينسدل بنعومة على كتفيها، وبداخلها صراعًا داخليًا بين رغبتها في التحرر وواجباتها العائلية ..
قالت (لارا) بصوت خافت بعض الشئ تتحدث إلى وصيفتها التى تعتبرها صديقة لها وليست مجرد وصيفة
- أبي يصرّ على أنني يجب أن أتزوج ملك جزيرة (نكسوس) .. إنه يريدني أن أكون ملكة هناك لكنه لا يفهم .. لا يفهم أنني لا أريد هذا كله ..
أجابتها الوصيفة (إيلينا) بحذر، وهي تقترب من (لارا) لتجلس بالقرب منها
- لكن الملك يريد الأفضل لكِ، يا مولاتي
حركت (لارا) رأسها برفض، وعيونها تلمع بحزن تخشى أن تُحرم من حياتها هنا فهى لا تريد ان تكون بمملكة آخرى ولا تريد ان تتزوج دون ان تشعر بالحب لذا اجابت قائلة
- أفضل أن أعيش في الظل على أن أكون في هذا القفص الذهبي لا أريد أن أرتبط برجل لا أعلمه ولا أشعر بما يربطني به، الزواج يجب أن يكون بالحب ليس إجبارًا
رفعت الوصيفة حاجبها، وكأنها تشعر بقلقها لكن دون أن تجيب بكلام، تعلم جيداً أن الملك سينفذ ما يريد دون الرجوع إلى رغبتها، منذ متى وهو يتراجع عن قرار قد أخذه من قبل ..
❈-❈-❈
بدأ (جاسر) يستعد للرحلة إلى جزيرة (كريت) وهو يفكر في طريقة لمواجهة ذلك الكائن الذي يستهدف شباب (أثينا)، كانت الرحلة عبر البحر ستستغرق خمسة أيام، والسفينة التي سيسافرون على متنها مصنوعة من خشب الأرز القوي، بسيط الهيكل، وشراعها المربع مشدود بعناية، تحرك الزورق على الأمواج بثبات رغم صغر طاقمه، كان (جاسر) يراقب المياه المتلألئة تحت الشمس، يشعر بالخوف لكنه يعلم أن الشجاعة والصبر وحدهما كفيلان بما هو آت ..
بعد يومين من الرحلة، تغيّرت السماء الصافية فجأة إلى لون رمادي قاتم، وبدأت الرياح تعصف بالشراع المربع، تحركت السفينة بعنف بين الأمواج المتقلبة، ارتفعت المياه أمامهم كجدران صغيرة، فيما يكافح البحارة بصبر لتوجيه السفينة وسط العاصفة.
وقف (جاسر) على حافة السفينة، عينيه تتأمل البحر الغاضب، قلبه كان ينبض بسرعة أكبر من الرياح، لكنه لم يتزحزح كان يعلم أن الفزع لا يفيده رغم العاصفة، كانت عزيمته قوية شعر بالخوف من البحر كيف سيتحمل لقاء ذلك الوحش (المينتور) عليه ان يتحلى بالصبر والشجاعة فما آت له اصعب بكثير ..
صرخ أحد البحارة، موجهاً الأوامر للجميع
- الرجاء التمسك! سوف تغرق السفينة
كان الصوت يضيع وسط العاصفة، وأيديهم تتشبث بالحبال
فجأة، هبت عاصفة غير متوقعة، وكان البحر يصرخ مثل وحش غاضب كانت السفينة تتمايل بعنف، تكاد أن تنقلب مع كل موجة تتصادم مع جوانبها، تساقط الماء على المنصة الخلفية الصغيرة للسفينة، بينما كان البرق يضيء السماء بأضواء مخيفة .. أزيز الرياح كان يُسمع مع أصوات الأمواج المدمرة، وكل لحظة كانت توحي بأنها ستكون اللحظة الأخيرة لكن (جاسر) وسط هذا العصف، كان يشعر بتحدي عميق، عينه على الأفق، مصممًا على ألا يتراجع عن ما هو آت ..
بعد أن أصبحت الأمواج أقل شدة، بدأت الرياح تهدأ تدريجيًا، مع إشراقة ضوء خافت يظهر بين السحب السوداء الأمواج بدأت تنكسر بشكل أكثر سكونًا، كأن البحر نفسه استسلم بدأت السفينة في الاستقرار تدريجيًا، مما منح البحارة فرصة للتنفس ..
بدأت الرياح تتلاشى شيئًا فشيئًا، والسفينة أخيرًا بدأت تستعيد توازنها الأمواج التي كانت تعصف بها منذ دقائق قليلة أصبحت أكثر هدوءًا، وكأن البحر قرر أن يتركهم في سلام نزلت السحب تدريجيًا، تاركة السماء تتحول إلى ألوان دافئة من الشفق مع كل نفس أخذوه، شعروا أن العاصفة انتهت ..
رفع (جاسر) رأسه في السماء، وهو يستنشق هواء البحر العليل، قلبه يستعيد عافيته وهو ينظر إلى البحر، ولا تزال عينيه تحمل عزمًا على الأنتصار، لكن الآن مع قليل من الارتياح، لحظات قليلة فقط، وكل شيء أصبح هادئًا كالحلم ومع صمت الرياح، كانت السفينة الآن تبحر بهدوء تام وكأن كل ذلك يذكره بإن كل صعب هو ماض وأن معركته مع المينتور حاسمة لابد أن يفوز بها ليس أمامه خيارًا آخر ليس فقط ليصبح بطلاً أمام الجميع بل كى يخلص (أثينا) من ذلك العقاب الذى فرضه عليها ملك (كريت) ..
❈-❈-❈
في الصباحٍ ..
وقفت (لارا) في ساحة التدريب، قوسها ممسوك بين يديها، والسهم يستقر على الوتر، إلا أن يدها ارتجفت قليلاً، وعينها لم تركز على الهدف، كل شيء حولها بدا ضبابيًا، ذهنها مشتت للغاية، اقترب (ثيوكليس) منها بخطوات هادئة، ووجهه يظهر عليه الاهتمام، نظر إليها بعينينه، ثم سألها بصوت دافئ
- ما بكِ يا مولاتي؟ تبدو تركيزك مشتتًا اليوم
أخذت (لارا) نفسًا عميقًا، محاولًة ترتيب أفكارها، ثم نظرت إلى (ثيوكليس) بعينين حائرة وقالت
- أشعر بالتشتت، (ثيوكليس) .. هل رأيت أمير جزيرة نكسوس من قبل؟
ابتسم (ثيوكليس) قليلاً، كأنه تذكر شيئًا
- نعم، مولاتي .. لقد رأيته
رفعت (لارا) حاجبها بخفة، ثم قالت بفضول ممزوج بالحيرة
- حسنًا .. صف لي أوصافه وصفاته؟
شعر (ثيوكليس) بغرابة من طلبها، لكنه يدرك أن الملك ينوي تزويج ابنته عما قريب له، لذا أجاب بهدوء متأنٍ
- هو صارم للغاية، مولاتي .. لا يتهاون مع أحد، ولا أحد يستطيع أن ينافسه في مهاراته القتالية
ارتجفت شفتا (لارا)، وارتسمت على وجهها خيبة أمل واضحة، فكل ما وصفه (ثيوكليس) يشبه والدها تمامًا، الصرامة التي لا تعرف الرحمة، همست في نفسها هل عليها أن تقضي حياتها كلها مع رجلٍ صارم، من أبيها إلى زوجها المستقبلى؟ شعور مقيت ..
رفعت رأسها، وقالت بصوت هادئ
- سأذهب إلى غرفتي لأستريح قليلًا
اعترض (ثيوكليس) بلطف، محاولًا لفت انتباهها إلى التدريب
- ولكن مولاتي، لم تنتهِ حصتنا بعد
ابتسمت (لارا) بسماجة، ونظرت إليه بعينين تلمعان
- سأواصل تدريبي في (نكسوس) مع زوجي العزيز، لا تقلق
ثم أدارت ظهرها وغادرت الساحة، ضحك (ثيوكليس) بصوت منخفض، وهو يهز رأسه مستمتعًا بعفوية الأميرة
- حقًا… لن تتغير مولاتى أبدًا
❈-❈-❈
بعد مرور يومان آخران ..
دخلت (لارا) إلى غرفتها الخاصة، التي كانت تقع في الجناح العلوي للقصر، حيث التهوية الجيدة من النوافذ الكبيرة تتيح لها رؤية البحر الأزرق الممتد في الأفق كانت الغرفة مضاءة بنور مصابيح زيتية صغيرة، التي تركت ظلالًا ناعمة على الجدران الحجرية المدهونة بلون العاج ..
عند المدخل، كان هناك طاولة خشبية أنيقة مزينة ببعض الزهور حديثة النضارة في مزهرية، بينما كان المقعد الكبير قرب النافذة مصممًا بشكل أنيق، يحتوي على وسائد من الصوف ..
على جانب آخر من الغرفة، كان يوجد فراش كبير مزين بمفارش من الكتان الناعم، تطغى عليها ألوان زهرية وأرجوانية، مع وسائد متعددة الأحجام متناثرة عليه، وعلى الطاولة المجاورة للفراش، كانت هناك بعض الكتب القديمة والورق المبعثر وقفت (لارا) أمام النافذة وهى تتأمل البحر فقالت وصيفتها التى كانت تقف بجوارها
- اتريدين منى آى شئ آخر مولاتى؟!
اخذت (لارا) نفس عميق ثم قالت
- اتعلمين ان فى صباح اليوم التالى ستأتى السفينة محملة بسبع من فتيات (أثينا) وسبع فتيان أيضاً .. كل تسع سنوات قد فرض عليهم ذلك العقاب من اجل تقديهم كقرابين للمينتور وابى فرض كل هذا لأن اخى (اندراغوس) قُتِل فى الحرب التى كانت بين (أثينا) و (كريت) لذلك ترسل (أثينا) كل تسع سنوات شبابها لتقديمها للمينتور فى الحقيقة انا أرى ان ذلك انتقام بشع من شعب بأكمله وان الفائدة عائدة لأبى ليس للمينتور هو يشبع رغبته من الأنتقام فيهم
صمتت (إيلينا) ولم تكن تعلم بماذا عليها ان تقول فابتسمت (لارا) بسخرية ثم تابعت قائلة
- اتعلمين انا أيضاً اشعر وكأننى قربان سيقدمه أبى لملك جزيرة (نكسوس) لا يربطنا شئ ولا حب ومع ذلك مرغمة على الزواج منه
تنهدت بحرقة على حالها فقالت (إيلينا)
- ربما تقعين فى حبه مولاتى عند مقابلتك له .. لما كل هذا التشاؤم؟!
ابتسمت مرة اخرى ولكن تلك المرة بمرارة ثم قالت
- لا حب بعد أجبار .. عليكى فهم ذلك يا فتاة
ثم نزلت من عيونها دمعة حارقة على وجنتيها فوقفت (إيلينا) عاجزة عن تقديم اى مساعدة لها حتى ولو بالحديث، ونظرت (لارا) عبر النافذة البحر الذى أمامها وهى تفكر كيف عليها الخلاص أو الهروب من أوامر أبيها التى لا تنتهى كما تتمنى أن تكون فتاة حرة وليست ابنة الملك التى عليها أن تضحى من أجل منافع المدينة والشعب ..
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي ..
داخل القصر الملكي في (كريت)، الذي كان يعكس الفخامة والقوة بأسلوب عصر المينويين، كانت الجدران مزينة برسومات جدارية تصور مشاهد أسطورية وتاريخية، والنوافذ الصغيرة المزخرفة بالخشب تطل على البحر الأبيض المتوسط الذي يلمع تحت أشعة الشمس الأعمدة مصنوعة من الحجر البسيط ..
كان ملك (كريت) يجلس على عرشه، المصنوع من خشب مزخرف ومغطى بالذهب البسيط، يراقب لحظة وصول القرابين بعينين حادتين. كان العرش مرتفعًا قليلًا عن الأرض ليتيح له رؤية جميع الحاضرين، وأمام العرش كان الجنود يقفون في صفوف، حاملين رماحًا ودروعًا بسيطة من البرونز، يحرسون المكان بكل يقظة ..
بينما كان الملك جالسًا على عرشه، كانت القرابين تتقدم أمامه في طابور، وهم مكبلين بالأصفاد، الجنود كانوا يتقدمون بهم عبر القاعة الفسيحة، رفع الملك يده ببطء، معلنًا وصولهم إلى موقعه، وقال بصوت قوي
- لقد أتيتم إلى قدركم يجب أن أنظر في وجوهكم .. قبل أن يقرر المينتور مصيركم
ثم التفت الملك إلى أحد المرشدين، وأشار له بأن يبدأ بتقديم القرابين واحدة تلو الأخرى في هذه اللحظة، أُسقطت الظلال على وجوههم، لاحظ الملك وجود (جاسر) بينهم فتفاجئ بوجوده كيف لابن ملك (أثينا) أن يكون وسط هؤلاء القرابين فسأله فى فضول
- الست أنت الأمير (جاسر)؟!
ابتسم (جاسر) ابتسامة واسعة ظهرت عن شجعاته التى لا مثيل لها وقال بهدوء
- جئت ام سأكون قربانًا للمينتور إما سأكون خلاص ل (أثينا) من تلك القرابين للأبد وسأقضى على اسطورة المينتور
رمش ملك (كريت) بعينه مرة واحدة بصلابة ثم ازدرد ريقه ببطء وسأله
- ماذا تقصد ؟!
تحدث (جاسر) بشموخ وهو يرفع رأسه عالياً
- سأوجه المينتور بالتأكيد ام النصر او الهزيمة، لا شئ سوا ذلك
قال جملته الأخيرة ببساطة، فشعر ملك (كريت) بالغضب ولكنه حاول تمالك اعصابه وقال بنبرة يشوبها السخرية رغم الخوف الذى كان بداخله من شجاعة أمير (أثينا)
- سنرى أيها الأمير
ثم أردف قائلاً
- من هنا إلى الغد ستجلسون فى سجن يخصكم وفى الغد ستصلون إلى المغارة التي سيلتقي فيها المينتور بكم
قال جملته الأخيرة وهو ينظر إلى (جاسر) الذى بادله بنظرة تحد وكأنه لا يأبه للقادم ..
كانت تقف (لارا) بالخارج خلف ستار كانت تريد أن ترى القرابين التى سوف تقدم للمينتور حيث ترى نفسها بهم فهى قربان مثلهم، فهى سترسل أيضاً إلى ملك جزيرة (نكسوس) فى القريب ولكنها تعجبت من وجود أمير (أثينا) وسطهم وابتسمت وهى تراه يقف ندا لوالدها واعجبت بشجعاته التى لا مثيل لها وأقسمت أنها ستساعده وستفعل ما بوسعها لمساعدة ذلك الأمير الشجاع ..
يتبع...