رواية جديدة مرايا الروح لفاطمة الألفي - الفصل 25 - الثلاثاء 12/8/2025
قراءة رواية مرايا الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مرايا الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الألفي
الفصل الخامس والعشرون
تم النشر يوم الثلاثاء
12/8/2025
وقفت ضي أمام مرآتها تواجه نفسها، انعكست فيها مشاعرها المكبوتة، لأول مرة، تسمع صوت قلبها وهي تواجه بالحقيقة، وجع فراق حاتم لا زال عالقا بقلبها، لم يختفي لكنه اختبئ داخلها، وظل ينزف ببطء،هي تعلم جيدا بأن مصيبة الموت تبدأ كبيرة ثم تتلاشئ مع مرور الوقت، لم يكن الألم كما السابق، لكنها أيضا لم تتجاوزه بعد.
قررت نزع عباءة الحزن التي ترتديها وتلون ثوبها لعلها تتلون حياتها ويعود إليها أشراق روحها التي دفنتها مع زوجها الراحل.
انتقت ثيابًا بلون الربيع، لون الأمل الذي غاب طويلاً عن أيامها. ثم عادت تقفت أمام المرآة تتأمل وجهها، لم تكن تبحث عن الجمال، بل عن ومضة حياة. مررت يديها على خصلات شعرها، رتبتها كما كانت تفعل في أيامها السعيدة، ثم ابتسمت وارتدت الحجاب تواري خلفه خصلات شعرها البنية كلون الشكولاته.
لم تكن تتحدى الحزن، بل كانت تعانقه للمرة الأخيرة، تهمس له بالشكر لأنه علمها كم كانت تحب، ثم تمضي، بخطى مترددة لكنها ثابتة، نحو الباب لتغادر المنزل وتستنشق رائحة الهواء المعبق برائحة الأمطار ، استقلت سيارتها متجه إلى متجر الازهار، تريد شراء مجموعة من الزهور لكي تعتني بهما ، فهي تعشق اللافندر والبنفسج، رائحتهما يعطوها طاقة ايجابية وقبول على الحياة...
❈-❈-❈
أما عن ماجد، عندما حل المساء واطمئن على الصغير "يزن" قرر الذهاب إلى صديقه، وقف أمام باب شقة "دياب"بعد تردد طويل، يحمل في قلبه مزيجًا من الاشتياق والعشم، لم يكن اللقاء صدفة، بل كان قرارًا تأجل طويلًا. قبل أن يضع أنامله ويرن الجرس، فتح دياب الباب وهو يستعد للخروج، وقد بدا على ملامحه بعض الذهول:
-ماجد! تعالى، اتفضل...
ضيق حاجبيه وهو يردد:
-انت خارج؟
سحبه من ذراعه يولج به داخل الشقه:
-كنت نازل على كافيه قريب، بس تعالى، تعالى نقعد سوا.
دلف ماجد وهو يتأمل التغير في المكان. الشقة التي اعتاد رؤيتها فوضى صاخبة، بدت الآن مرتبة، مريحة للنظر، وكأن دياب أعاد ترتيبها لترتب فوضى روحه.
ابتسم ماجد وقال بنبرة دافئة ممزوجة ببعض المزاح:
-اهو كده... ده دياب اللي اعرفه، مش المقلب اللي كنت عايش فيه!
ضحك دياب بسخرية خفيفة وهو يسير نحو المطبخ:
-أعملك قهوة؟ ولا تنزل معايا تشربها في الكافية؟ نادر مستنيني هناك.
جلس ماجد على الأريكة وقال وهو ينظر نحو صديقه:
-نادر... هو ده اللي شاغلك عني؟ من يوم ما رجعت من الساحل، وأنا سايبك براحتك... قولت هتتصل، تحس إنك لسه ليك صاحب. بس ما حصلش. قولت أجيلك، مفيش كلام يتقال في التليفون. مالك يا دياب؟ بتبعد ليه؟ أنا زعلتك في حاجة؟
تنهد دياب ووقف للحظة كأنما يبحث عن الكلمات في زوايا روحه:
-لا يا ماجد... والله ما زعلتني. أنا بس الفترة اللي فاتت دي بحاول ألملم نفسي، أفهم أنا عاوز إيه. سامحني، الموضوع مش يخصك والله.
اقترب ماجد منه، وضع يده على كتفه وربت عليه بحنو:
-ولا يهمك... أنا عمرى ما بزعل منك. بس فرحت لما شفتك كده، دياب بتاع زمان بيرجع.
ابتسم دياب، تلك الابتسامة الخافتة التي تختلط فيها الراحة و الحنين، وقال:
-طب قوم بينا، ننزل نشم شوية هوا، ونقعد في الكافيه. أحسن من جو البيت.
جلسا معًا في ركن هادئ في الكافيه، طلبا القهوة، وسادت بينهما لحظة صمت حنونة، قبل أن يكسرها ماجد:
-فاكر كريم؟ صاحبنا من أيام الثانوي؟ اللي دخل هندسة؟
-آه فاكره، بس أيه فكرك بيه دلوقتي؟
رد بهدوء وهو يحتسي رشفة من فنجانه:
- اصل قابلته صدفة من فترة في النادي، ومن كام يوم اتصل بيا وقال عايز يقابلني. لما شفته، قالي إنه طلق، ومفيش أطفال. وبالمناسبة... عارف إن ضي بقت أرملة، وطلب مني أقرب ما بينهم ... بيطلبها للجواز.
انطفأ بريق عيني دياب فجأة، كأن شرارة قد انطفأت داخله. ارتبك، وكتم غليانه بابتسامة صفراء، ثم سأل بنبرة محايدة ظاهرًا، مشتعلة باطنًا:
-وانت قولتله إيه؟
-ماقولتش حاجة... قولتله القرار لضي، رغم إن شايف حالتها النفسية لسة مش مستعدة. وأنا مأجل الموضوع شوية، بس الراجل كل يوم يتصل بيا.
ضغط دياب على كفه بقوة، حتى انتفخت عروقه وتغير لون وجهه، ثم قال بتوتر:
-وهو طلق مراته ليه؟ أكيد في سبب. وبعدين ضي... ليه تتجوز واحد مطلق؟ الله أعلم كان إيه حاله في جوازه! وبعدين كريم ده؟ من أيام الثانوي وأنا مش طايقه، دمّه تقيل، وكان كل يوم مع بنت. مش محترم أصلاً.
ضحك ماجد واجابه مندهشًا:
-بس يا بني، ده كان زمان... هو اتغير دلوقتي. بس ما أنكرش، لسه غتت شوية برضه.
حضر نادر في تلك اللحظة وتقدم منهما يصافحهما بود، ثم جلس مقابلا ل"دياب" الذي بدء على ملامحه الضيق، كأنه يكتم غيظه.
هتف نادر بتسأل وهو يرفع إحدى حاجبيه:
-إيه يا عم، وشك متكهرب كده ليه؟! في حاجة؟
ضحك ماجد بخفة ، لكن نظرة نادر كانت متسمّرة على ملامح دياب، الذي كان يحاول التظاهر بالهدوء بينما في قلبه عاصفة لم تنتهي.
رد دياب بنبرة هادئة مصطنعة:
-لا عادي يا نادر... بس يمكن مصدّع شوية.
فجاة، رن هاتف ماجد، في زحمة المقهى وضجيج الأحاديث المتداخلة، نظر إلى الشاشة، وبمجرد ما قرأ الاسم، تغيرت ملامحه قليلًا، ونظر لدياب قائلا"كريم بيتصل" نهض من على الطاولة
-ثواني يا شباب، هبعد شوية وأرد على المكالمة.
ابتعد عن الطاولة وهو يرد على الاتصال، في حين نظر دياب إليه بعينين تائهتين، قلبه مشغول، مشدود، وكأن المكالمة تلك انذار بالخطر.
نظر نادر نظرة سريعة ما بين دياب وماجد كانت كفيلة تفضح الأمر، فعاد يهمس بالقرب منه :
-أنت مش مصدع، عينك فضحاك، أنا عارفك.لما تسكت بتبقى الدنيا مولعة جواك، قولي حصل ايه ؟
سحب دياب نفس عميق وقال بصوت منخفض وهو يحاول يخفي ارتباكه:
-مافيش... بس ماجد كان بيحكيلي عن زميل لينا من زمان، وبيفكر يتقدّم لضي.
حدق نادر بوجهه بتمعّن، ثم قال بهدوء شديد:
-آه... فهمت.
صمت لحظة ثم مال بجسده للأمام، سنده بكوعه على الطاولة وسحب كرسيه وقرب وجهه من دياب وقال بنبرة مشحونة:
-هتفضل ساكت لحد إمتى؟ ضي بتضيع منك يا دياب!
التفت إليه متفاجئًابقوة كلمات، لكن نادر أكمل حديثه بنظرات حادة وقلب مُشتعلا من أجل صديقه:
-يا راجل، انت خلاص اعترفت لها، وهي عرفت مشاعرك... يبقى تستسلم؟! لأ، تمسّك بيها، قرب منها، خليها تشوفك وقت ضعفها وسندها، خليك محاوط بيها وحواليها، مش تبعد وتيأس.
صمت دياب، كأنه غارق في أنفاسه الغاضبة وبراكين قلبه المشتعلة، استطرد نادر قائلا:
-افرض نفسك على قلبها يا أخي... دي قضيتك الوحيدة ، وانت لازم تكسبها، فين المحارب اللي جواك ، دي حربك، بلاش تخسر المعركة، أزاي تستسلم كده؟!
بعد لحظة صمت قصيرة، نظر له دياب بابتسامة ساخرة وقال بنبرة متحدية:
-وأنت؟ ما بتحاولش تقرب من هديل ليه؟
تنهد نادر وبدء التعب على ملامحه ثم قال:
-هديل... دي حكاية لوحدها. مرات بحسها طفلة قوي، بريئة زيادة، وأنا... سبق ليا الجواز، مش عارف هينفع أحبني أصلاً. خايف أكون كبير عليها، خايف أظلمها.
صمت لحظات، ثم رمق دياب بنظرة فيها مزيج من الحنو والحزم:
-بس خليني على جنب، خلينا فيك إنت دلوقتي. ساعات وإنت جوا المشكلة بتعجز تشوف الطريق... أنا بقى دوري أفتحلك الطريق. وهاخد القرار بدالك، انطلق يا صاحبي، انطلق قبل ما يفوت الأوان.
ومدّ كفه، كأنه يعلن بداية جديدة، وصفق كفه بكف دياب وهو بيضحك ضحكة خافتة:
-يلا، قوم، ارجع دياب اللي بيكسب دايمًا... أن شاء الله حتى تخطفها، الحب مُباح فيه الجنون.
ضحك على جنون صديقه وقال بخفه:
-وربنا ما في حد مجنون غيرك.
ابتسم نادر وقال بثقة وهو يهندم ياقته:
-مأنا فعلا على وشك الجنون، لا عارف انا عاوز قرب هديل ولا بعدها، زي اللي واقف فوق قمه جبل، سعيد أن وصلت القمة بس في نفس الوقت خايف.
أخرج تنهيده حارقه وحدق ب "دياب" قائلا وهو مبتسم:
-ده الحب طلع مش سهل خالص يا صاحبي.
بعدما أنهى ماجد اتصاله عاد يجلس ثانيا ، ودارت الأحاديث المتفرقة بينهما ، لكن عقل دياب كان منشغلا بمكان اخر...
❈-❈-❈
طوال الليل، كان الصمت يخيّم على المكان، غير أن داخله امتلأ بضجيج لا يهدأ، أفكارٍ متشابكة، وحيرةٍ لا تنطفئ، وخوفٍ مرير من الفقد، كان يرمق الساعة بين الحين والآخر، وكلما تقدّمت عقاربها، خفق قلبه على نحوٍ أسرع.
جفاه النوم، لا لأنه قلق وحسب، بل لأنه للمرة الأولى، قرّر ألّا يهرب. للمرة الأولى، واجه مشاعره بكل ما فيها من ضعف وصدق، واختار أن يكون حاضرًا، أن يُثبت لنفسه ولها أنه ليس مجرّد لحظة عابرة باح فيها وابتعد. لا... بل هو عائد ليتشبّث، ليقاوم، ليحبّ بصوتٍ مسموع.
وحين بزغ الفجر، لم يكن الشروق كأيّ شروقٍ مضى، بل بدا وكأنّ النور يتسلّل إلى قلبه، يهمس له برفق:"هيا... لقد آن أوانك لتكسر حاجز الصمت مرة أخرى"
استقل سيارته، يقوده قلبه قبل عجلات سيارته، وعيناه على الطريق، ليس فقط نحو العيادة... بل نحوها، نحو ضي.
ظل بسيارته أمام البناية ، عيناه لا تبتعدان عن باب المبنى. مرت الساعات كأنها دهور، وكل دقيقة منها تنقش على قلبه قلقًا جديدًا. أخيرًا، لمحت عيناه ظلّها... وهي تمشي بخطى هادئة نحو العيادة، يرأها بثوب ازرق رقيق، تبدو مختلفة عن أخر مرة التقى بها، لاحت ابتسامة جانبيه أعلى ثغره ولمعت عيناه بوميض من السعادة.
شد أنفاسه، تمالك نفسه، وترك الوقت يتقدم إلى لحظة الحسم، قد حجز موعدًا ، فقط ليكون الأخير في اليوم، ليجد لحظة بينهما ربما لا تُنسى وتظل ذكرى لكلاهما..
❈-❈-❈
كانت الجامعة تعجّ بالصخب، المحاضرة على وشك الانتهاء، وصوت سادن بجوارها يعلو فوق ضوضاء أفكارها:
-أنا مش تمام، حاسس بدوخة وتعب... ممكن نروح نشرب حاجة؟ بس شوية هوا.
نظرت إليه بضيق خفيف، لكنها وجدت في عينيه ما يشبه التوسل. ترددت، ثم هزّت رأسها موافقة.
-خلاص، نروح.
خرجا معًا، خطواتها لا تعرف إن كانت هروبًا من الصمت الذي ينهشها أم بحثًا عن فرصة جديدة لحياة لم تبدأ، لكنها قررت أعطاء نفسه فرصة.
في تلك اللحظة، كان نادر واقفًا عند أحد الممرات، لم يكن يتوقع أن يراها، لكنها ظهرت أمامه، تمشي بجانب سادن.
شعر بأطرافه ترتجف، وكأن شيئًا يمزّق صدره. أراد أن يصرخ ،يبعدها عن ذاك الشخص، لكنه ظل واقفًا، صامتًا، كأنه مقيدا بأغلال من حديد.
دلفوا الكافية سويا، جلست هديل تقلب نظرها في المكان بلا تركيز، بينما سادن يحاول التحدث، لكن ملامحها شاردة.
رنّ هاتفها. رقم غريب. تجاهلته.ثم عاد يرن. مرة، اثنتان، ثلاث...تنهّدت بضيق، ثم سحبت الهاتف وفتحت الخط:
-ألو؟
جاءها صوت الطبيب، حاسمًا، مرهقًا، لكنه يضرب في أعماقها:
-أنسة هديل؟ أنا الدكتور المعالج لوالدك... حالته حرجة جدًا، عنده فشل كلوي وسرطان متقدم في الكبد... إحنا تقريبًا في اللحظات الأخيرة.
تجمدت في مكانها. الطبيب تابع بنبرة فيها لوم لا تخفى:
-أزاي والدك يموت لوحده؟ أنتِ بنته... وهو مستنيكي من أيام، ليه ما تساليش عليه هو ملوش حد غيرك.
شعرت بجدار يسقط فوق قلبها، لا تحسم مشاعرها اتجاه إلى تلك اللحظة، لم تعرف كيف تتصرف الآن ؟ عاجزة عن اتخاذ القرار.
وضعت الهاتف على الطاولة، يدها ترتجف، ونظراتها معلقة في الفراغ.
هتفسادن بقلق:
-في إيه؟ خير؟
لم تجب. لكنها نهضت، دفعت الكرسي خلفها بعنف، وعيناها امتلأتا بالدموع، ومضت خارجة... بخطوات لا تعلم إن كانت هاربة، نادمة، أم تحاول اللحاق بما تبقى.
أصطدمت ب"نادر" أثناء سيرها وعينيها متلألأ بالدموع، شعر بوخزة داخل قلبه وهو يراها هكذا، جف حلقه مما يحزنها، وخرج صوته هامسًا برقة:
-حد دايقك؟
وجدت نفسها تتعلق بنظراته التي رأت داخلهما الأمان وقالت بنبرة منكسرة كأنها طفلة ضائعة من والديها:
-بابا بيموت...
نطقت الكلمة التي عاشت تحلم بوجودها، تمنت لو كان أبا حاني يشاركها لحظات طفولتها وسعادتها، يداوي حزنها ويمسح دموعها، يكون الرجل الأول والعاشق الاول في حياتها، لكن خاب كل أمالها الصغير وسلب كل حقوقها في العيش بسلام، الأن يصارع الموت ولم تعرف ماذا عليها أن تفعل؟!....
❈-❈-❈
دخل العيادة بخطى خافتة، جلس أمامها، وعيناه تنظران لها كأنه لم يرها منذ زمن، رغم أنه يحلم بها كل ليلة، بينما هي رفعت عينيها عن الأوراق، فوجئت بوجوده، لكن لم تتكلم.
قال وهو يجاهد لصوته ألا يرتجف:
-أنا آسف... آسف على كل حاجة. آسف إني اعترفت ومشيت. كنت فاكر إني بخرج عن صمتي وبستمد قوتي... طلعت بأهرب وبستسلم لتاني مرة.
نظرت إليه بدهشة، لكن لم تقاطعه.
اردف قائلا وهو يطالعها بحنان:
-ضي... أنا مش هعرف أعيش تاني وأنا سايبك تروحي مني. أنا مش جبان... إلا لو أنتِ شايفاني كده. شايفاني إنسان عاجز، ناقص، ماينفعكيش. قوليلي، لو ده اللي في قلبك... قوليلي وانهيها.
صمتت، ثم قالت بصوت واثق، لكنه ناعم:
-أنا عمرى ما شوفتك عاجز... أنا شفتك مجروح، وبتهرب من وجعك، مش مني. بس عمرك ما كنت ضعيف.
اتسعت عينا دياب، وكأن كلمة منها كسرت كل الجدران الذي بناها داخله، فاقترب خطوة وقال بصوت يشبه الرجاء:
-سيبيني أكون سندك، مش عبء عليك. خليني أكون في حياتك بجد، مش حلم بيتأجل. أنا محتاجك... مش عاوزك تكوني لحد تاني غيري.
نظرت إليه وابتسامتها باهتة لكنها صادقة، ثم قالت :
-دياب أنا مش ضدك ، لكن داخليًا مش قادرة أكون في علاقة ، أرجوك تفهمني، مش معنى أكون كده رفضاك أو مش شيفاك أصلا، بس اللي في قلبي محتاج ينطوي الاول عشان أبدا وأفكر من جديد.
هتف بلهفة:
-وانا معاكِ ، وهنتظرك وهفضل مستنيكي، انا ما حبتش غيري في حياتي.
ابتسمت بخجل، فهي حقا ترى حب صادقا يتوهج بريقه داخل مقلتيه، تتمنى أن الأيام تداوي جراحهما معًا، وكل منهما يكون طبيبًا للأخر...
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية
