-->

رواية جديدة مرايا الروح لفاطمة الألفي - الفصل 29 - الثلاثاء 19/8/2025

 

  قراءة رواية مرايا الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية مرايا الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الألفي


الفصل التاسع والعشرون 


تم النشر يوم الثلاثاء 

19/8/2025


أوصل نادر هديل إلى بيتها، وما إن توقفت السيارة حتى فتح الباب ونزل معها. بدا على وجهها علامات الدهشة، تتلفت إليه متسائلة، لكنه تقدم خطوة وقال مبتسمًا:

-أية مش هتعزميني أطلع اشرب القهوة حتى! 


اكتفت هديل بابتسامة صامتة، لم ترد، لكن نظراتها كانت متوترة. تابع نادر بنبرة مرحة:

-إن كان في غدا، فأنا موافق جدا.

ظنت بأنه يمزح معها، أسرعت هديل في خطواتها نحو باب المنزل، أما هو فظل يضحك من تصرفها العفوي، ثم لحق بها بعد دقائق قليلة. كانت قد دخلت المنزل لتوها حين رن جرس الباب.


فتحت هديل الباب، فتوسعت عيناها فجأة حين رأته واقفًا أمامها، يضحك من تعبير وجهها المرتبك.

-ممكن أدخل ولا الف وارجع تاني ؟

 قالها بنبرة دافئة ومرحة

قبل أن تجيب، ظهرت مريم من خلفها، بابتسامة واسعة وعينين تلمعان بالحفاوة تدعوه للدخول:

-تفضل يا دكتور، البيت بيتك.

ثم التفتت إلى هديل، وسحبتها من يدها قائلة:

-غيري هدومكوتعالي،انا عزمت دكتور نادر يتغدا معانا . 

لم تجد هديل كلمات ترد بها، واكتفت بالتوجه نحو غرفتها، تتخبط بين الدهشة والتساؤلات، غير مستوعبة ما يجري.


 في الصالون، جلس نادر بهدوء، يتأمل المكان من حوله، وفي أعماقه شعور بالاطمئنان، كأن هذه الخطوة كانت منتظرة منذ زمن.

 لحظات قليلة مرت، حتى سُمِع صوت باب الشقه يُفتح من جديد، ودخلت راما مرهقة، علامات التعب واضحة على وجهها، لكنها تحمل ابتسامة نصر صغير بعد اجتياز الامتحانات.

تقدمت نحو غرفة هديل، فتحت الباب برفق، ثم دخلت لتجد

 هديل جالسة على طرف سريرها، ما زالت تحاول استيعاب ما يحدث، قلبها يخفق بسرعة، لم تكن تتوقع أن نادر سيأتي حقاً... وتلك الابتسامة الغامضة من والدتها تثير فضولها أكثر.

دنت منها راما مبتسمة رغم التعب تصيح:

 -ديلو خلّصت الامتحانات! أخيراً! ثم تساءلت مندهشة:

-شو في، ليش متوترة؟

ردت وهي تشير بيدها للخارج:

-دكتور نادر قاعد في الصالون… وماما بنفسها عزمتة علشان نتغدى كلنا سوا.

ثم نهضت ببطء متوجهة إلى خزانتها قائلة:

- أنا مش فاهمة حاجة؟

لمعت عين راما بفرحة كأنها علمت لما نادر هُنا، لكنها لم تخبر هديل عن ذلك، وغادرت الغرفة بحماس متجهة إلى مريم لكي تتفهم الأمر وتتقص الحقائق بنفسها ..

وقفت على أعتاب المطبخ، وما إن لمحت مريم ترتب بعض الأشياء على الطاولة حتى اقتربت منها بفضول واضح في صوتها:

-مريوم، ليش دكتور نادر عندنا؟

أجابت مريم وهي تضع صينية الأكواب على طرف الطاولة، بنبرة هادئة وعينين تلمعان بتقدير:

-مافيش حاجة، الراجل وقف جنبا كتير في أوقات صعبة، وانهاردة وصل هديل من الجامعة، وكان ذوق جدا أتصل بيا الاول استأذن بكل أدب، وأنا قولت لازم يتغدا معانا، بس دي كل الحكاية.

هزت راما رأسها بدهشة لطيفة ثم ابتسمت وقالت:

-تحبين أساعدك بشيء؟

ابتسمت مريم امتنانًا وقالت وهي تمد يدها نحو الرف:

-يا ريت يا حبيبتي ترصي الاطباق على السفرة، وأنا خلصت وهحصلك.

 بدأت راما ترتيب الأطباق بعناية، كانت نظراتها تتنقل بين المطبخ وباب الصالون... تشعر بأن ثمة شيء يتغير في الأجواء، هدوءٌ غريب، وترقبٌ جميل، وكأن اللقاء هذا يحمل خلفه مشاعر لم تحكى بعد..


❈-❈-❈

صدح رنين هاتفها، أخرجته برفق من جيب بنطالها الازرق ودلفت إلى الشرفة وهي تبتسم بسعادة عندما رأت الشاشة تنير بأسم "ماجد"

أجابته برقة صوتها:

-أهلين، كيفك دكتور؟

ضحك ماجد ورد بمرح:

-ماجد بس يا راما بلاش رسميات احنا مش اغراب عن بعض يا حبيبة قلبي.

قرع قلبها كالطبول وهو يخبرها حقا بأنها حبيبة قلبه، تنهدت ببطء وصمتت ثواني تشعر بالخجل.

ضحك ماجد عندما علم بخجلها وبدء يتحدث معها عن يومها وما مر به وكيف خاضت أخر يوم من الإمتحانات ، كما أنه تمنى لها إجازة سعيدة، وعدها بأنه يفعل مفاجأة قريبة من أجلها، ثم اغلق معها الهاتف وهو يعدها بمكالمة أخرى ليلاً قبل أن يذهبًا في النوم..

أنهت المكالمة وعلى وجهها ابتسامة مشرقة، فهي مغرمة الأن.

استمعت لصوت مريم تنادي باسمها ، على الفور أغلقت الشرفة ودلفت لداخل حيث مائدة الطعام، رحبت ب" نادر" وجلست بجانب هديل التي يبدو عليها الخجل، ابتسمت راما بلطف وبدأوا في تناول الطعام بصمت ، إلى أن قطع نادر الصمت وهو يشكر مريم على تلك العزيمة، وطهيها الشهي.


❈-❈-❈

عاد ماجد يكمل جلسته مع صديقه والإبتسامة تنير ملامحه، ضحك دياب وقال بمرح:

-أيوة بقى يا عم الحبيب.

بادله ماجد الضحك وأخبره بأن نادر يتناول الغداء في منزل مريم، كما أخبرته راما.

رفع حاحبيه بدهشة ورد:

-يعني نتغدا أحنا بقى

-لا أنا هروح اتغدى مع ضي اختي حبيبتي 

قالها ليغيظ دياب

نفخ بضيق وقال بثقة:

-يا سلام وأنا اقعد لوحدي بقى، لعلمك راما كمان تبقى اختي وبكلمة مني افركش لك الحب والجواز

ضحكة مجلجلة خرجت من فاه وهو ينهض قائلا:

-لا وعلى ايه ؟ يلا تعالى اتغدى معانا وامري إلى الله، وهكلم ضي وانا في الطريق، أدي جزات إلى يتنيل على عينه ويحب أخت صاحبه.

هندم دياب ياقة قميصة وهو يقول :

-أيوة يعني جت عليا.

سار بجانب صديقه متجهين نحو سيارة ماجد، ثم أردف دياب قائلا:

-خليها مفاجأة لضي، بلاش تعرفها.

رد ماجد وهو يستقل سيارته:

-ماشي يا سيدي ، عد الجمايل بقى.

جلس دياب جواره، يبتسم بسعادة لانه سيرى محبوبته بعد لحظات، وأثناء انشغال ماجد بالقيادة ، طلب منه بأن يوقف السيارة عند متجر الزهور يريد أن ينتقي باقة من الزهرة التي تعشقها محبوبته"ضي.

توقفت سيارة ماجد أمام محل ورد صغير تزين واجهته ألوان الزهور، وأشار دياب إليه بعفوية:

-استنى هنا لحظة، عايز أجيب حاجة.

رفع حاجبيه ماجد وهو يقول مازحًا:

- هو الحب ده بيذل؟

ترجل دياب بخطوات حماسية ودخل المحل، وعيونه تبحث بين الزهور عن ما يليق بضي.

اختار باقة رقيقة من اللافندر، ملفوفة بورق بنفسجي شفاف، يعرف تمامًا كم تعشق رائحتها.

ما إن عاد إلى السيارة حتى لم يتمالك ماجد نفسه من التعليق:

- يا عيني على القلب اللي بيذل صاحبه.

ضحكا سويًا، وصوت ضحكتهما اختلط بصوت الراديو الهادئ ودندنة فيروز التي تصدح داخل السيارة..

وصلوا أخيرًا، وصفا ماجد سيارته امام العقار، ترجلا معا ودلفوا لداخل البناية، تقدم دياب نحو الباب وهو يخفي وجهه خلف باقة اللافندر بحركة مرحة، ثم رن الجرس.

في الداخل، كانت ضي في المطبخ تقطع الخضار بهدوء. سمعت صوت الجرس، نظفت يديها سريعًا، وضعت حجابها تواري خصلاتها وامسكت بسكين صغير لكي تشاكس شقيقها ،أذا كان هو الطارق، ثم توجهت نحو الباب.


فتحت الباب بحذر، فرأت شخصًا مغطى وجهه بالورد، ظنت بأنه شقيقها، لوحت بالسكين بخفة وهي تقول ضاحكة:

-حضرتك مش معاك مفاتيحك ؟ بترن الجرس ليه؟ اتهور وأقتلك دلوقتي ؟

-سلمي نفسك يا مجرمة... ده مش أنا!

قالها ماجد وهو يطل من خلف دياب الذي يضحك على هيئة شقيقته بينما هي متسمرة مكانها تنظر للآخر الذي خفض الباقة فظهر وجهه بابتسامة دافئة ونظرة خجولة فيها ألف معنى، ثم قدم لها الزهور وهي لا زالت متجمدة أثر صدمتها، علمت حينها بأنه صرح بمشاعره لشقيقها، التقطتها منه، شعرت بارتباك جميل، عيناها تلمعان بدهشة، وقلبها ينبض بشدة،أخذت الباقة وقالت بصوت خفيض:

-شكراً....

عاد الثلاثة إلى الداخل، وضعت ضي الورود في فازة زجاجية وسط الطاولة، ثم عادت للمطبخ تكمّل تحضيرات الغداء. كانت يدها ترتجف قليلًا وهي تجهز صنية البشاميل، وفي قلبها فوضى غير مفهومة.

دخل ماجد بابتسامة مشاكسة وقال وهو يشم رائحة الأكل:

- "الله الله... أهو ده الكلام الصح، يا سلام على ريحة البشاميل اللي تفتح النفس.

أخذ منها الصينية بلطف وكأنها كنز ثمين، وساعدها في إخراج الأطباق.

اجتمعوا حول السفرة، ماجد جلس بجانب ضي، ودياب يقابلهم، الضحك يملأ المكان.

غرز دياب الشوكة يتذوق طعامها لأول مرة وقال مبتسمًا:

- إيه ده؟! تسلم ايدكِ، أجمل طعم أكلته في حياتي.

ضحك ماجد وقال:

-يارب راما تعرف تعمل بشاميل كده... ولا هفضل أعاني؟

دياب رد بثقة:

-راما دي شيف محترف!

 رفعت ضي حاجبها، نظرة غريبة مليئة بالغيرة، فالتقط دياب الإشارة فورًا، ابتسم ثم قال وهو يرفع يده:

- "بريء يا بيه، والله راما دي زي أختي بالظبط 

ابتسمت برقة، وكأن شيئًا كان معلقًا داخلها تحرر، ثم سادت لحظة من الصمت الجميل، الجميع يلتقط أنفاسه بين لقمة وضحكة ونظرة.

كان الحب حاضراً...، وأصوات القلوب هي التي تتكلم لغة ابلغ من الكلام.


❈-❈-❈

أما عن نادر فقد كان يشعر بالالفة بمنزل مريم، الدفء يطوق ذاك المنزل، كما أن نظرات مريم حنونة، تغمره بالمحبة الصادقة، فهو يتذكر خوفها وترددها عندما هاتفها صباحا يستاذنها بأن يصل هديل بنفسه، ليتفاجئ بردها الحاسم ورفضها التقرب من ابنتها فهي علمت بما فعله سادن وحزينة من أجلها، لكنه حدثها بصدق وأخبرها بأنه لا يتلاعب بقلب صغيرتها وانما يريد الارتباط بها، ويتمناها زوجته وأما لاولاده، وأنه على علم بكل ما حدث معها بالطفولة .

لذلك وافقت على التقرب من ابنتها ودعته لتناول الغداء معهما، فهي تريد معرفته أكثر والتحدث معه، وهو يعلم بأنها تخشى على قلب ابنتها من أن يذق جرحا لم تتحمله، وعدها بأنه سيكون الامان والسند وان تجد به ما ضاع منها في طفولتها ، سيكون لها الأب الحاني، والاخ الداعم، والزوج الحنون المحب العاشق.

صدقت مريم مشاعره والآن يجلس معها داخل الشرفة يحتسيان القهوة ،بينما الفتيات يجلون الاطباق ويرتبون المطبخ وهم يتهامسون عن ماذا يحدث داخل الشرفة ؟



في تلك اللحظة هتف نادر بوعد صادق أمام والدتها:

- مش هقول لهديل أي حاجة غير لما تحس بالأمان... مش هكون عبء، أنا عايز أكون الستر، الدفء اللي يطمنها، مش مجرد عاطفة مؤقتة.

رفعت رأسها ونظرت له بتمعن، فتابع وهو يكاد لا يرمش:

- ولما تحس هي... وتحس بيا، ساعتها هقف قدامها، وحقولها كل حاجة... حقولها إني عاوز أكمل عمري كله معاها، من أول لحظة لآخر نفس.

فهو يريد اختراق قلب هديل، ومستعدًا للانتظار حتى يُفتح له قلبها من تلقاء نفسه، ويؤمن أن الحب ليس إعلانًا بل احتواء، وليس استعجالًا بل صبر.

كما يرى في مريم الام التي تحرس قلب صغيرتها، وهو يحترم هذا الحُكم بل ويستأذنه قبل أن يُفكر حتى بالمبادرة.


لمعت عيناها بدموع صغيرة لا تسقط... فيها ارتياح ممزوج بخوف، كأن هذا الرجل لا يشبه الآخرين، فيه صدق صامت لا يحتاج إثبات، كأن الحياة نفسها أعادت ترتيب خطوط القدر، وقررت أن تمنح هديل أمانًا لم تعشه من قبل..


❈-❈-❈


ليلا داخل الملهى الليلي، وسط ضوء خافت وضجيج خفيف، يجلس "سادن" على أحد الطاولات، عيناه نصف مغلقة، وزجاجة مشروب شبه فارغة أمامه. وجهه منهك، وصوته مكسور وهو يتحدث مع صديقه "معتز" الجالس بجوارها بابتسامة باردة.

رمقه سادن بحزن وقال بصوت متهدج:

-أنا وحش قوي.. أنا زبالة بجد... هديل كانت أنضف حاجة دخلت حياتي، ومش لاقي زيها مهما دورت. ضيعتها بإيدي، ومش عارف أنضف من الوحل إللى أنا فيه

ضحك معتز بخبث:

-يا صاحبي... دي كانت بتلعب دور الملاك البريء عشان توقعك، كل ده تمثيل، البنات كلها زي بعض .

هز رأسه رافضًا:

-لأ، هديل مش كده. هي كانت نضيفة فعلاً... وأنا اللي ماستهلّهاش بجد، أنا اللي وجودي جنبها يلوثها 

تأفف الأخر بضجر، وعندما لمح فتاة جذابة واقفة على بعد خطوات منهما عند البار، عينيها معلقة، مترقبة، تحدق في سادن، ابتسم معتز وأشار إليها بيده لكي يأتي وهو يرسل لها غمزة من عينه اليسرى.

اقتربت منهما الفتاة تتمايل في خطواتها، هتف معتز وهو ينظر لهيئة جسدها:

-البية مدايق، محتاجك تدلعيه وتنسيه حتى اسمه ايه.

 وضعت كفها على كتف سادن ودنت تهمس بأذنه ،همس مغوي وتضحك ضحكتها الرنانة:

-تعال معايا... هخليك تنسى كل وجعك

جذبته من يده، نهض معها دون مقاومة، وقف على حلبة الرقص يترنح أثر السُكر، عينيه مشوشة ، لف ذراعيه حول خصرها بتملك، أقتربت هي بوجهها ولصقت وجنتها بوجنته.

أخرج معتز هاتفه وأشعل كاميرته، ثم التقط لهما عدة صور من زوايا مختلفة، تنهد بهدوء، وأمسك بهاتف الساده الذي تركه على الطاولة، فتحه بابتسامة أنتصار تنير ملامح وجهه الحاقد، بحث عن أسمها بين قائمة الهاتف، وعندما وجد مراده، دون هاتف هديل على هاتفه وبدأ في أرسال الصور الخاصة ب"سادن" لكي يقطع عليه أي فرصة بالعودة إليها ثانيا...

❈-❈-❈


بينما كانت هديل جالسة على سريرها، عيناها متسعتان من أثر الأرق. فجأة، يهتز هاتفها بجانب الوسادة. التقطته ونظرت إلى الشاشة لتجد إشعارًا من تطبيق واتساب. فتحته بتردد، فتنهال عليها صور خاصة ب"سادن"... يحتسي الخمر، يترنّح، يحتضن فتاة، اللقطات صادمة، غير متوقعة. كانت تظنه غير ذلك. كل الكلام المعسول والوعود... يتبخر في لحظة.

 تهز رأسها ببطء، وصدرها يعلو ويهبط من التوتر والخذلان، قلبها لا ينكسر، بل يتصلّب. تشعر بشعور غريب من الراحة وسط الصدمة، كأنها نجت من كارثة قبل أن تقع. نظرتها تتجه إلى جانبها... حيث ترقد "راما" غارقة في نوم عميق، نهضت ببطء، تشعر أنها بحاجة للحديث، للهرب من هذا الثقل، قررت أن تذهب إلى والدتها ،وعندما اقتربت من باب الغرفة، وقفت تفكر أن تطرق الباب، أم تعود ثانيا إلى فراشها، لكنها عندما همت بالطرق، أستمعت لهمسات متقطعة، صوت "مريم" تتحدث بحدّة منخفضة وكأنها تحاول ألا يسمعها أحد. نبرة حديثها متوترة، غامضة، تجمدت هديل مكانها عندما علمت مع من تتحدث والدتها ، ظلت تحدق في الباب، عيناها لا ترمش، أنفاسها تضيق، قلبها يدق بسرعة.


هل تقتحم اللحظة؟ هل تتراجع وتنتظر؟ أم أن الليلة تحمل أكثر من صدمة؟

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة