رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 16 - الأحد 10/8/2025
قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ترنيمة حب
الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الزهراء
الفصل السادس عشر
تم النشر يوم الأحد
10/8/2025
"إنّه لم يكن ندبًا ولا حتى جرحًا، لقد كان شيئًا ما، يهوي بي للأسفل."
بدأت حالة من الاستنفار في المخابرات بسبب انتـ.ـحار أكرم و تم التحقيق مع الجميع بسبب إهمالهم ليتم إغلاق الملف خاصة أن الشاهد الوحيد الذي كان يستطيع مساعدتهم أنهى حياته بسبب خوفه من الموساد .. علم نزار بما حدث من مالك ليزداد قلقه على زوجته ليقرر أن يسافر برفقة علياء فترة حتى تستقر حالتها و يعودان مرة أخرى
كانت علياء صامته طوال الوقت ليشعر نزار بالحزن حاولت فاطيما التخفيف عنه قليلاً كانت تقضى معه اليوم و في المساء تعود برفقة جسار للمنزل حتى لا تترك الأولاد بمفردهم نعم الجميع معهم لكن احتياجهم ل والديهم لن يستطيع أحد تعويضه
كانت الطبيبة تقوم بفحص علياء يومياً لتطمئن عليها و كانت فاطيما تكون معها و في هذا اليوم تأخرت ليظل نزار معها بعد أن قام بالاتصال بشقيقته و أخبرته أنها في الطريق قادمه إليهم
دلفت للغرفة لتجد نزار متواجد معها لتهتف بهدوء:
ـ صباح الخير يا دكتور نزار صباح الخير يا علياء النهارده حالتك أفضل من الفترة اللي فاتت كده ممكن أكتب ليكي خروج
أردف نزار وهو يتابع الطبيبة التي تقوم بفحص زوجته:
ـ صباح الخير يا دكتورة طمنيني
كانت علياء تشير للطبيبة لتحضر لها ورقة و قلم كي تكتب ما تريد قولها لهم:
ـ اتفضلي ورقه و قلم اكتبي اللي عاوزاه
أخذت علياء الورقة و كتبت وهي تنظر للطبيبة:
ـ عايزه أعرف حصل إيه و ليه في ألم شديد في بطني الجنين حصل ليه إيه !!
نظرت الطبيبة ل نزار و أجابته بجدية:
ـ أطمن هي النهاردة كويسة جداً ممكن أكتب ليها خروج بكره بالكتير بس هتحتاج متابعة فترة
انتبهت الطبيبة ل علياء و هي تشير لها على الورقة لتأخذ الورقة و تهتف وهي تنظر لها:
ـ للأسف الجنين نزل لحظة ما اتسممتي فداكي السم كان قوي ومعجزه أنك لسه عايشه وهو اخد الضرر كله ونزل
حاولت علياء نزع الابره من يدها لتحاول الطبيبة تهدئتها:
ـ أهدي يا علياء قولي الحمدلله ربنا يعوضك عنه خير مالكيش نصيب فيه أهدي علشان متتعبيش تاني
اقترب نزار منها وحاول أن يضمها لتبتعد عنه:
ـ أهدى يا علياء أرجوكي بلاش تتعبي تاني
هتفت الطبيبة بجدية وهي تنظر لها:
ـ أهدي يا علياء و قولي الحمدلله البيبي صحيح راح بس فداكي هو مالوش نصيب يجي لكن انتي موجوده وأولادك وجوزك محتاجينك الحمدلله قدر و لطف
كتبت على الورقة و دموعها تهبط على وجهها:
ـ أنا عايزه أخرج من هنا كلمي جسار يجي ياخدني
اقترب نزار منها و هتف وهو يحاول أن يضمها:
ـ علياء أهدى أنا معاكي الأول الدكتورة تطمني عليكي
لم تستمع لحديثه لتضـ.ـربه على صدره بقوة نظر للطبيبة بتوتر:
ـ أهدى لو سمحتي و اللي عاوزاه هعمله
أردفت الطبيبة بجدية وهي تتجه للخارج لتحضر لها حقنه مهدئة كي لا تتعرض لانتكاسه مرة أخرى:
ـ أهدي حاول تهديها هجيب الابره المهدئة واجي
أغمض نزار عينيه و تحدث بتوسل وهو ينظر للطبيبة:
ـ اكتبي اللي عايزاه طيب علياء كفاية كده اعملي حاجة يا دكتورة
عادت الطبيبة إليهم بعد فترة وجيزة و أحضرت إبره مهدئة و أعطتها لها ليبدأ جسدها يتراخى بين يد نزار ليضعها على الفراش
هتفت الطبيبة قبل مغادرتها:
ـ متقلقش محتاجة شوية وقت و هترجع زي الأول أنا في مكتبي لو فيه حاجة بلغني هكون هنا رقمي مع حضرتك
أومأ نزار بموافقة لتغادر الطبيبة و تتركه معه انتبه لصوت طرق على الباب ليجد فاطيما تدلف إليهم في الغرفة
هتفت باعتذار وهي تقترب منهم:
ـ آسفه يا نزار اتأخرت عليك فيروز كانت تعبانه كشفت عليها وجيت على طول طمني إيه الأخبار
نظر لشقيقه بحزن و أردف بتنهيدة عميقة:
ـ أنا اللي آسف ليكي و للكل بسببي حياتكم متلخبطه معايا بعدين ليه سيبتي فيروز لوحدها
جلست فاطيما جوار نزار على الأريكة وهتفت بعتاب:
ـ نزار قولتلك قبل كده ده قدر و منقدرش نعترض عليه و أطمن فيروز كويسه عمتو و المربية معاها كمان ميرا عندهم المهم طمني أخبار علياء إيه النهارده
تحدث نزار بإرهاق و تعب:
ـ زي ما هي مش قادر أشوفها بالحالة دي بفكر اخدها و نسافر لندن فترة لغاية ما تتحسن
أردفت فاطيما بجدية وهي تفكر في حديثه:
ـ هي فكره كويسه بس الأفضل الأولاد يستنوا هنا لغاية حالتها ما تستقر
ـ أكيد هيفضلوا هنا لأنِ مش هقدر أهتم بيهم و هي في حالتها دى
هتف بهذا الحديث و هو ينظر لزوجته النائمة ليقف و يردف بجدية:
ـ فاطيما أنا رايح أشوف الدكتورة و جاي مش هتأخر
أومأت بموافقة ليغادر نزار الغرفة متجهاً لرؤية الطبيبة كي يتحدث معها
طرق باب الغرفة لتسمح له بالدخول هتف وهو يقف أمامها:
ـ مساء الخير يا دكتورة آسف على الازعاج
أجابته بابتسامة هادئة وهي تشير له كي يجلس:
ـ مساء الخير تعالي يا نزار مفيش إزعاج ولا حاجه هي علياء فاقت ولا إيه
أردف نزار بهدوء وهو ينظر لها:
ـ لأ لسه بس كنت عاوز أعرف من حضرتك حالتها إيه و ياترى هتفضل كده كتير
تحدثت الطبيبة بجدية شديدة وهي تقرأ ملف علياء:
ـ ده للأسف هيترتب علي مدي تحملها للصدمة دي اللي حصل ليها مش هين دي كانت هتموت وخسرت ابنها وصوتها بسبب السم ف لازم تعرضها علي طبيب نفسي علشان تقدر تتخطي المرحله دي واتحمل منها إيه ردة فعل هي لسه تحت تأثير الصدمه لما تفوق هنشوف وضعها إزاى و تقبلت اللي سمعته ولا لأ أول ما تفوق هدخلها ومعايا الدكتور النفسي علشان يحدد حالتها إيه بالظبط ومحتاجة إيه !!
صمت نزار عدة دقائق ليهتف بجدية:
ـ طيب هو لو سافرنا و تابعت مع دكتور نفسي بره مش أفضل بصراحة عاوزها تبعد عن هنا فترة
أجابته بجدية شديدة و قررت أن تخبره بالحقيقة فهي لا تستطيع أن تخفي الأمر عنه لمدة طويلة:
ـ مفيش مشكله المهم إنك تكون معاها و تطمنها لأنها حتي لو رافضه وجودك بس هي محتاجه ليك أكتر من أي حد وأنا هتابع معاكم لو احتاجت أي حاجه تبلغني و هقولك تعمل إيه بس في مشكله أنا ماحبتش أقولها جوه بعد ما شوفت حالتها لما عرفت أنها أجهضت بس لازم أبلغك بيها
نظر نزار الطبيبة بقلق و أردف بتوتر:
ـ مشكلة إيه يا دكتورة قلقتيني
تحدثت بجدية شديدة وهي تحاول أن تخبره بهدوء:
ـ طبعاً أنا سبق و قولتلك إن نوع السم قوي وللأسف معدتها أتأثرت جدا يعني ياريت تتابع مع دكتور باطنه والرحم حصل فيه مشاكل وده للأسف هيمنع الحمل فتره وهتتابع معايا لغاية لما تخلص علاجها وترجع أحسن من الأول يعني بلاش حمل دلوقتي خالص
أغمض نزار عينيه و أردف بصدمة:
ًـ إنتِ بتقولي إيه يا دكتورة !! يعني كل اللي اتعرضت ليه كان بسبب السم
حاولت الطبيبة تهدئته و أردفت بجدية:
ـ للأسف قولتلك السم كان قوي ومعجزه إنها لسه عايشه ف الحمدلله إنها جات علي قد كده هي بس تتابع وتستمر ف علاجها و هترجع أحسن من الأول متقلقش أنا بس حبيت أبلغك علشان تحاول توصلها المعلومة إنها تبدأ علاجها وتأجلوا الحمل فتره لغاية لما تتعالج والرحم يتحسن علشان لما يحصل حمل يكمل ماتتعبش و تجهض تاني
هتف نزار بوجع وهو يقف كي يعود لزوجته:
ـ للأسف مش هقدر أقولها خبر زي ده و هكون على تواصل دايماً معاكي و هنتابع مع دكتور نفسي في لندن و هنفضل هناك لغاية ما تبدأ تتحسن
تحدثت الطبيبة بجدية وهي تحاول التخفيف عنه فالأمر ليس هين عليه:
ـ حاول تعرفها بس مش دلوقتي استنى لما تهدي علشان ماتتعبش أكتر
ابتسم نزار للطبيبة بحزن وهتف قبل رحيله:
ـ تمام يا دكتورة أول حالتها ما تستقر هتكلم معاها
رحل نزار واتجه للحديقة فهو يشعر أنه بحاجة شديدة لتنفس هواء طبيعي قام بالاتصال ب جسار وطلب منه أن يقوم بحجز طيارة طبية كي يسافران سريعاً ليخبره جسار أنه سيقوم بالإغجراءات وقرر التحدث معه عقب ذهابه للمستشفى لرؤية علياء .. بعد ذلك اتجه نزار لغرفة علياء ليجدها نائمة أغمض عينيه بتعب لتنظر له فاطيما بشفقة لتتذكر المعاناة التي مرت بها في السابق وضع رأسه على قدمها لتضع يدها على شعره و بدأت تمسد على شعره و تقرأ القرآن بصوت هادئ عله يخفف الألم الذي يشعر به
وصل جسار في المساء ليجد نزار يجلس مع فاطيما و طلب من نزار أن يتجهان للخارج كي يتحدث معه قليلاً
في الخارج هتف جسار وهو ينظر ل نزار:
ـ نزار حصل ايه و ليه طلبت تسافر إنت وهي بس طمني عليها علياء مالها يا نزار
تحدث نزار بتنهيدة عميقة:
ـ علياء تعبانه يا جسار و الأفضل تسافر بره تبعد عن هنا شوية و كمان تتابع مع دكاترة متخصصين
أردف جسار باستفهام وقلق:
ـ ليه كده تعبانه مالها أتكلم يا نزار علياء حصلها إيه !!
أغمض نزار عينيه وتحدث بتوتر:
ـ السم أثر عليها يا جسار و محتاجة تتابع مع دكتور نفسي حالتها النفسية مش كويسة
أردف جسار بجدية شديدة:
ـ طيب و ليه السفر خليكم هنا علشان حتي نكون معاها
هتف نزار بهدوء فهو أراد أن يبتعدان لفترة حتى تستطيع علياء تجاوز الألم:
ـ عاوز أبعدها عن هنا فترة عارف إن النسيان مستحيل بس ممكن لما تبعد عن هنا تهدى شوية و مش هنقعد كتير أول ما تتحسن هنرجع
وضع جسار يده على كتف نزار و أردف بهدوء:
ـ ماشي يا نزار بس تطمني عليها و خلي بالك منها كويس ولو احتاجت أي حاجه عرفني
نظر نزار للأرض و تحدث بجدية:
ـ أكيد طبعاً هنكون على تواصل سوا بعدين الأولاد هيفضلوا معاكم فترة على ما تبدأ تتحسن عارف أنِ تاعبكم معايا
ابتسم جسار له و أردف وهو يحاول التخفيف عنه:
ـ متقولش كده دول ولادي أطمن المهم بس تتحملها وتخلي بالك منها
أجابه نزار بهدوء وهو يتناول القهوة:
ـ متقلقش بعدين أكيد هتيجوا تزورونا ثم يزن هيزعل علشان فيروز
أردف جسار بمرح وهو ينظر له:
ـ أكيد طبعاً وإلا فيروز هتقلبلنا البيت لو الأستاذ يزن غاب عنها
ابتسم له نزار بحزن وهتف بمكر:
ـ خلاص هاتها معاهم هي و فاطيما
نظر له جسار بغيظ و هتف وهم يعودوا لغرفة علياء:
ـ وأنا أفضل قاعد لوحدي يلا يا حبيبي ميعاد طيارتكم قرب
أردف نزار قبل دخولهم للغرفة:
ـ ماشي هكون على تواصل معاك دايماً
قامت الطبيبة بتخدير علياء كي لا تشعر بالتعب أثناء السفر اتجهت للمطار بعد ذلك بسيارة الإسعاف و كان معهما جسار و فاطيما ودعوهما و عادا للفيلا بعد إقلاع الطائرة و أخبرا الجميع بسفر علياء و نزار لتبدأ فاطيما برفقة سمية بالاعتناء ب عاليا و يزن و فريدة و كانوا معهم طوال الوقت
❈-❈-❈
وصلت الطائرة في وقت متأخر ليتجه نزار للفيلا الخاصة به في لندن بعد أن ساعده عمر في إنهاء الإجراءات ليقرر النوم ساعة واحده كي يرتاح من إرهاق السفر .. استيقظ و أعد فطورِا خفيفًا لزوجته التي كانت نائمة وصعد للأعلى بعد ذلك .. بدأت تستيقظ و فتحت عينيها بضعف وهي تنظر حولها بتعجب فهي تظن أنها مازالت في المستشفى لكن روادتها ذكريات خاصة بهذه الغرفة
دلف نزار و ابتسم لها بهدوء:
ـ صباح الخير يا حبيبتي يلا علشان تفطري و تاخدي علاجك
نظرت حولها كي تنهي الشكوك التي تشعر بها ليحضر لها ورقة وقلم:
ـ خدي اكتبي اللي عايزاه أهدى هتتعبي تاني
أغمضت عينيها بعد علمها أنها الآن في لندن وتذكرها لهذه الغرفة التي جمعتهما معاً في السابق لتكتب على الورقة:
ـ إيه اللي جابني هنا و ازاى و امتي أنا عايزه أمشي من هنا
تحدث بجدية وهو ينظر لها:
ًـ هنمشى بس الدكتورة تشوفك الأول ممكن
أخذت الورقه منه بغضب وكتبت وهي تقف كي ترحل:
ـ دكتورة إيه أنا عايزه أمشي قولت مش عايزه أكون معاك ابعد عني
وقف نزار أمامها كي يمنعها و يهدئها قليلاً:
ـ علياء أرجوكي مش هقولك علشاني بس علشان الأولاد ياترى هيقدروا يشوفوكي في الحالة دي
لم تجبه لتبكي بقوة لا يعلم أي طريقة يتعامل معها بها ليهتف بهدوء:
ـ علياء لو سمحتي أهدى و اكتبي اللي عاوزه تقوليه
بدأت تضر.به بقوة لتكتب على الورقة مجدداً:
ـ اكتب عايزني اكتب إيه وأنت السبب في كل ده أنا حتي مش قادره أتكلم واخرج اللي جوايا أنا بموت الله يسامحك خسرت كل حاجه بسببك
حاول أن يضمها وهتف بندم:
ـ سامحيني أوعدك هنصلح كل حاجة سوا وحياتك عندي حقك هيرجع مهما كان التمن
تركته وغادرت الغرفة متجهه لغرفة أخرى و أغلقت الباب من الداخل ليتحدث بحزن وهو في الخارج:
ـ أهدى أرجوكي علياء لازم تأكلي علشان العلاج
اتجهت للفراش و سمحت لنفسها بالبكاء كانت تريد الصراخ لكنها فشلت لتظل طوال اليوم في الغرفة في المساء بدأت تشعر بالجوع لتهبط للأسفل وجدته يجلس ويضع وجهه بين يديه اتجهت للمطبخ مباشرة وجدته أعد لها بعض الشطائر و العصير تناولتهم في هدوء وصعدت للغرفة مرة أخرى
في اليوم التالي أخبرها أنهم على موعد في المساء مع الطبيبة النفسية و ستأتي لمتابعتها في المنزل لم تكترث للأمر في البداية لكنها قررت أن تبدأ علاجها من أجل أولادها فقط
في البداية كانت ترفض رؤية الطبيبة و التحدث معها ليمر أسبوعان على تواجدها في لندن و كانت تذهب للطبيبة ثلاث مرات في الأسبوع و لم تحاول مطلقاً مساعدتها و كانت صامته طوال الوقت لكن ما زاد غيظ علياء و غضبها أكثر هو محاولة هذه الطبيبة التقرب من زوجها و في أحد المرات طلبت منه الطبيبة أن يذهبا إليها في المستشفى بسبب انشغالها هذا اليوم و أخبر علياء أنهم سيتجهوا للخارج معاً رغم اعتراضها في البداية لكن حين علمت أنه سيذهب لرؤية الطبيبة ذهبت معه .. استقبلتهم الطبيبة و رحبت بهم تركهم نزار و اتجه للحديقة كي يتحدثوا جلست علياء و كانت تشعر بالضيق من هذه الطبيبة
هتفت لميا بهدوء بعد مغادرة نزار:
ـ مساء الخير يا علياء أخبارك إيه النهارده
لم تجبها علياء لأنها كانت تنظر لزوجها الجالس في الحديقة من الحائط الزجاجي لتتحدث لميا بجدية:
ـ واضح إنك أحسن شايفه تغيير في حالتك
مرت نصف ساعة رغم محاولات الطبيبة التي فشلت لتهتف بتنهيدة عميقة:
ـ طيب إيه رأيك نخرج سوا في الجنينه
اتجهوا للخارج معاً ليهتف نزار وهو يتجه إليهم:
ـ مساء الخير يا دكتورة إيه الأخبار
أردفت لميا بجدية وهي تنظر له:
ـ للأسف رافضه تتكلم معايا و كده مش هتساعدني في علاجها
اقترب نزار منها و ضمها ليهتف بهدوء:
ـ علياء قولي اللي حساه للدكتورة ولا عاوزه تفضلي كده
تحدثت لميا بجدية وهي تبتسم ل نزار:
ـ ممكن أتكلم معاك شوية لو سمحت
لم ينتبه نزار لغضب زوجته و أردف بهدوء شديد :
ـ أكيد طبعاً يا دكتورة اتفضلي في أوضة المكتب
جلست لميا مقابل نزار و تحدثت بجدية فهذه فرصة لها كي تقترب من نزار أكثر:
ـ للأسف يا دكتور علياء رافضه تتجاوب معايا كنت بقترح تيجي المصحة فترة
دلفت علياء إليهم ليهتف نزار بهدوء وهو ينظر لها:
ـ بعد اذنك لحظة لحظة يا دكتور
ابتسمت لميا بغيظ و أجابته بجدية:
ـ اتفضل براحتك
وقف نزار و أمسك يد علياء ليتجهوا للحديقة:
ـ علياء تعالي معايا بره شوية
وقف نزار أمامها ووضع وجهها بين يديه ليهتف بهدوء:
ـ أهدى و فهميني إيه الحكاية
أخذت هاتفه وكتبت عليه بغضب:
ـ إنت إزاى تتكلم معاها لوحدكم و تسيبني بره لوحدي أنا مش عايزه اجي هنا تاني ولا تشوف الدكتورة دي تاني فاهم
حاول تهدئتها و أردف بجدية شديدة:
ـ حبيبتي دي الدكتورة المسؤولة عن حالتك قوليلي عاوزه ترجعي زي الأول علشان تشوفي الأولاد بعدين أنا بحبك إنتِ وبس هاه خليكي واثقه من كده
ابتعدت عنه و كتبت من جديد:
ـ أنا قولت اللي عندي ومش فارق بتحبني ولا لأ لأنك أصلاً أصلاً متهمنيش لكن تحترم وجودي ونظراتها ليك مش مريحه وبعدين لو زعلان عليها روح ليها أهي عندك وخليها تعالجك كويس يا دكتور أوعي من وشي
دفعته بعيداً ليمسك يديها قبل رحيلها:
ـ كفاية جنان بقى و فوقي ولا عاوزه تفضلي كده بعدين الدكتورة دي علشانك لو مش عاوزاها تمام و خليكي كده
هتف بتعب شديد وهو يضمها بقوة:
ـ حبيبتي أهدي و خليكي واثقه أنِ معاكي علياء الوجع مشترك بينا عارف وجعك كبير بس وجعي أكبر و أنا شايفك بالحالة دي عاقبيني بأي طريقة بس ارجعي زي الأول من تاني أنا مش قادر أشوفك كده مش هقولك علشاني بس فكري في يزن و عاليا و فريدة اللي محتاجين وجودك جنبهم دلوقتي
كتبت على الهاتف وهي تبتعد عنه:
ـ عايزه أروح
مسد على رأسها و تحدث بجدية:
ـ طيب أهدى هنروح هعرف الدكتورة و نمشى اتفقنا
أمسك يديها ليتجه للداخل ويخبر الطبيبة أنهم سيذهبوا الآن:
ـ مش هتأخر تعالي معايا طيب
وقفت ورفضت السير معه ليمسح على وجهه بتعب:
ـ أهدى طيب تعالي هنروح مكان هيعجبك
غادرت وتركته لتذهب للسيارة ليرسل رسالة اعتذار للطبيبة ليغادران للمنزل:
ـ طيب خلينا نرجع البيت
عادت للمنزل وظلت حبيسة غرفتها لا تتركها إلا وقت تناول الطعام فقط و تعود إليها سريعاً كأنها تهرب منه
❈-❈-❈
في مصر كان الوضع مختلف بعض الشيء خاصة بعد مرور شهر ليزداد إرهاق جسار بسبب عمله في الشركة وحده خاصة أن سمية لم تذهب في الفترة الأخيرة بسبب مساعدتها ل فاطيما في الاعتناء بالأولاد و تعب والدها
عاد من الشركة ليجد فاطيما تجلس في الحديقة برفقة يزن و فيروز اقترب منهم و حمل ابنته ليقبلها على وجهها لتبتسم له بطفولة:
ـ مساء الخير يا حبيبتي إيه ده روزا حبيبتي ويزن امال فين فريدة و عاليا
ابتسمت له و أجابته بهدوء وهي تنظر ل يزن الذي أراد أن يأخذ فيروز من والدها:
ـ مساء الخير يا حبيبي عاليا مع تيم و فريدة بتجيب ساندويتشات للشباب علشان يشربوا اللبن سوا
جلس جوار فاطيما و تحدث بهدوء:
ـ أخبارك إيه يا حبيبتي وأخبار الأولاد إيه دلوقتي
تنهدت بهدوء و هتفت بجدية وهي تمسد على ظهر يزن الذي جلس جوارها:
ـ أنا كويسة أطمن و فيروز بقت أحسن مع العلاج يزن و عاليا تعبوني شوية بس بدأوا يهدوا عن الأسبوع اللي فات عمر بياخدهم كل يوم مكان جديد و فريدة تمام متقلقش
أردف بجدية وهو يضع فيروز على الأرض لتذهب مع يزن و يلعبوا معاً:
ـ طيب كويس ولو حصل حاجه بلغيني وهكون عندك المهم نزار كلمك
أغمضت عينيها بتعب و إرهاق:
ُـ آه كلمني النهارده علشان يطمن على الأولاد بصراحة كنت بفكر نسافر ليهم بيقول إنهم كويسين بس صوته كان واضح إنه تعبان
نظر جسار لابنته و يزن و تحدث بجدية:
ـ أنا معرفتش أكلمه النهارده كنت مشغول وأنا كمان بفكر نسافر ليهم علشان عايز أطمن علي علياء بصراحه حاسس أن الوضع بينهم زي ما هو أكيد محتاجينا معاهم و جايز علياء لما تشوف أولادها تتحسن
أمسكت فاطيما يده و هتفت بتمنى:
ـ ياريت بجد نسافر و نكون معاهم في الوقت ده و نخفف عنهم شوية
قبلها على جبينها و أردف بهدوء:
ـ ماشي يا حبيبتي هرتب كل حاجه و نسافر ليهم حتي علشان الأولاد
ابتسمت له ووقفت كي يتجهوا للداخل:
ـ ماشي و هرتب كل حاجة علشان السفر
ابتسم لها بحب و تحدث بجدية:
ـ ماشي يا حبيبتي هطلع بس أخد شاور واغير هدومي و أنزل ليكم مش هتأخر
هتفت وهي تقترب من يزن و فيروز لتأخذهم معها للداخل:
ـ ماشي يا حبيبي هقولهم يجهزوا العشا
دلفوا معاً و أردف وهو يصعد للأعلى:
ـ تمام يا حبيبتي
اتجهت فاطيما للداخل لتخبر الخادمة أن تعد العشاء الآن ثم ذهبت لرؤية الأطفال كانوا يشاهدوا التلفاز معاً جلست معهم في انتظار زوجها .. اتجهت سمية لرؤية والدها و الاطمئنان عليه لتجده نائم في غرفته اقتربت منه وجلست جواره
هتفت بابتسامة هادئة وهي تنظر لها:
ـ مساء الخير يا بابا عامل إيه دلوقتي
أردف بتعب وهو يبتسم لها:
ـ أنا كويس يا حبيبتي طمنيني عرفتي حاجة عن نزار و علياء
نظرت بعيداً كي لا يكتشف كذبها عليه:
ـ أيوه يا حبيبي أطمن هما كويسين وقريب هيرجعوا بكره هخليك تكلمهم
يشعر أنهم يخفون عنه شيئاً فمنذ مرضه الأخير وهم لا يخبرونه أي شيء سيء:
ـ أنتم مش مخبيين عني حاجة صح
وضعت صينية الطعام أمامه و تحدثت بهدوء:
ـ لأ يا حبيبي أطمن هما كويسين وبكره لما تكلمهم هتعرف بنفسك أطمن ياحبيبي و اتعشي يلا علشان تاخد علاجك
نظر لها و تحدث بتنهيدة عميقة:
ـ عاوز أشوف جسار شوية و سليم لو موجود
تعجبت سمية من طلب والدها وهتفت بهدوء:
ـ أيوه موجودين بس ليه في حاجه ولا إيه !!
أردف بجدية وهو يبتسم لها بضعف:
ـ لا اطمني بس عاوز أتكلم معاهم
أومأت بموافقة وتحدثت وهي ترسل لهم رسالة على هواتفهم:
ـ حاضر هبلغهم يجيوا ليك
أغمض عينيه و أردف بتعب:
ـ ماشي يا حبيبتي سمية مش هوصيكي على أولاد أخواتك
نظرت لوالدها و هتفت بهدوء وقلق عليه:
ـ دول ولادي يا بابا بس علشان خاطري بلاش كلامك ماتقلقنيش عليك
ابتسم لها و تحدث بإرهاق:
ـ ده واقع يا حبيبتي بعدين أنا اطمنت عليكم و عليكي إنتِ كمان مبقتش عاوز حاجة أكتر من كده أخواتك وحشوني و والدتك كمان
ارتمت بين يديه وهتفت بتوسل و
دموع:
ـ لأ لأ متقولش كده أنا مش هتحمل فراقك علشان خاطري بلاش كلامك ده أنا مش هقدر علي الوجع ده يابابا
مسد على رأسها ومسح دموعها بيده:
ـ اهدي يا حبيبتي مش عاوز أشوف دموعك لأي سبب
هبط جسار للأسفل و أخبر فاطيما أنه سيذهب لرؤية جده أولاً ويعود إليها طرق الباب و اتجه للداخل:
ـ مساء الخير يا جدي عامل ايه النهارده
أجابه عزت بابتسامة هادئة:
ـ مساء الخير يا جسار أنا كويس
دلف سليم خلف جسار و تحدث و هو يجلس على كرسي جوار الفراش:
ـ مساء الخير يا عمي طمني عليك
نظر عزت لابنته و أردف بجدية:
ـ سمية ممكن تسبيني معاهم شوية
وقفت كي تتركهم معاً لتقبل يديه قبل مغادرتها الغرفة:
ـ حاضر يا بابا عن اذنكم
بعد مغادرة سمية جلس جسار مكانها وهتف بهدوء:
ـ خير يا جدي إيه الموضوع قلقتني
تحدث سليم بقلق وهو منتبه لتعب عزت:
ـ إيه الحكاية يا عمي
نظر عزت لهم و أردف بجدية وهو يقوم بالحديث معهم:
ـ عاوز أوصيكم على بعض سليم مش هوصيك على سمية بس عاوز أوصيك على جسار و نزار الاتنين دول عامود العيلة مينفعش حد منهم يقع خليك معاهم طول الوقت بلاش تسمح ليهم يتفرقوا لأي سبب
هتف سليم بتوتر و أراد أن يهدأ عزت وسط نظرات جسار القلقه:
ـ ليه الكلام ده بس يا عمي بعدين حضرتك موجود معانا ثم بصراحة جسار عنيد أوى و نزار أعند منه الاتنين مجانين هقدر عليهم لوحدى إزاى
تحدث جسار بقلق شديد فهو لم يرى عزت جده مطلقاً بل كان يراه والد له لأنه اهتم به منذ موت والديه:
ـ جدي أرجوك بلاش الكلام ده أنت معانا وحياتي عندك بلاش أنا خسرت أبويا مره مش هقدر اخسره تاني دلوقتي أنت مش بس جدي لأ أبويا وجدي وعيلتي كلها بلاش توجعني بفراقك أنا مش قده
أمسك عزت يد جسار ليهتف بتعب وهو ينظر ل سليم:
ـ العمر عدا و الفترة اللي فاتت كنت بحاول أجمعكم سوا جسار إنت حفيدي الكبير و أول فرحة لينا في العيلة وبعدين جيه نزار و سلمى و فاطيما أنتم الأربعة سندي قوتي باخدها منكم أنتم عاوز تكون إنت و ابن عمك أخوات متسمحش لحد يفرقكم أبداً .. سليم مش هقولك غير حاجة واحده إنت المسؤول عن العيلة بعدي دي وصيتي ليك جسار اسمع كلام عمك وبلاش عناد قبل ما تفهم او تعرف الحقيقة خليكم سوا للأبد
أردف جسار برفض واعتراض لحديث جده:
ـ لأ يا جدي لأ بلاش الكلام ده مش هقدر أتحمل الوجع ده
هتف سليم بقلق هو الأخر لأنه هو الشخص الوحيد الذي يعلم حالة عزت جيداً:
ـ إيه الحكاية بس يا عمي إحنا كلنا منقدرش نستغني عنك بعدين إنت كبيرنا و مفيش حد فينا يقدر يتخيل لحظه حضرتك مش معانا
ابتسم لهم بحزن ليغمض عينيه و كأنه يرى أولاده وهم ينتظروه:
ـ إيه حكايتكم عاوز أروح و أنا مطمن عليكم بعدين كان نفسي أشوف نزار معاكم بس لما يرجع بقى
أراد سليم أن يخفف الوضع قليلاً:
ـ طيب يا عمي ارتاح دلوقتي و نتكلم بعدين الوقت أتأخر و حضرتك محتاج ترتاح
ابتسم لهم بحزن ظل جسار معه لأول مرة يشعر بالخوف لهذه الدرجة و هو يعلم جيداً أن عزت هو سبب تماسك هذه الأسرة حتى الآن و عليه إكمال هذه المهمة بنجاح لن يسمح لأحد بانتزاع سلام هذه العائلة.. اتجه لغرفته في وقت متأخر ليجد زوجته نائمة و يعلم أنها غاضبة بسبب تأخره عليها لكنه لا يستطيع إخبارها بحقيقة حالة جده ليقرر أن يتحدث معها في الصباح
❈-❈-❈
مرت عدة أيام و نزار يحاول بكافة الطرق مع علياء و كان على تواصل دائم بالطبيبة و رفض إخبارها كي لا تنفعل مجدداً ليقرر أن يلجأ لهذه الوسيلة و إن فشل سيضطر أن يجعلها تكمل علاجها في المصحة
تناولت الغذاء معه في هدوء و كادت أن تصعد لغرفتها ليقف أمامها و يهتف بهدوء:
ـ علياء إيه رأيك نخرج سوا دلوقتي
أومأت برفض ليحملها بالإكراه ويتجه بها للخارج وضعها في سيارته و أغلق الباب جيداً كي لا تخرج من السيارة و ركب في الناحية الأخرى لتضر.به بعيد على ذراعه ليقود السيارة و يذهبان ليخت على البحر:
ـ كده طيب تعالي بقى بما إنك عنيدة
يتبع...