رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 15 - الأحد 3/8/2025
قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ترنيمة حب
الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الزهراء
الفصل الخامس عشر
تم النشر يوم الأحد
3/8/2025
-حالة رُكُود-
أريد ولو قليلًا
الإرتماء
والوقوف عن كُل شيء
حتى عن الاستمرارية"
حاول نزار الاتصال بالرقم مرة أخرى لكنه فشل ليركض سريعاً متجهاً للقسم كاد أن يفعل أكثر من حادثة أثناء ذهابه وصل ليترك سيارته مفتوحه تعجب الجميع من حالته أراد العسكري أن يمنعه من دخول الغرفة دفعه نزار بعيداً ليسقط على الأرض ... دلف للغرفة ليجد علياء على الأرض و تنزف من فمها سائلًا أبيضًا و وجدها تنزف من الأسفل و الدماء على قدميها اقترب منها ببطء شديد رغم أن بينه و بينها خطوات قليلة لكنه يشعر أن الزمن قد توقف بهما جلس على الأرض ليرفع رأسها بين يديه و نظر لها بدموع دلف خلفه الضابط لينظر لهما بصدمة اتجه للخارج ليحضر سيارة إسعاف سريعاً
هتف نزار وهو يضع يده على وجهها ويهتف بدون وعي:
ـ علياء قومي متعمليش فيا كده متوجعيش قلب حبيبك عليكي .. علياء ردي عليا يلا فتحي هنمشى سوا أنا جيت علشان اخدك و نرجع الفيلا علشان الأولاد بيسألوا عليكي
انتظر أن تجيبه وكأنه يظن أن ما حدث حلمًا ضرب على وجهها مرة أخرى وهتف بدموع:
ـ عاقبيني بأي طريقة بس بلاش كده يلا يا حبيبتي قومي علشان هنسافر سوا هنروح لندن أنا و إنتِ لوحدنا
كان العسكري يقف أمام الغرفة و ينظر له بتعجب يبدو كأنه فقد عقله انتبه نزار لورقه جوارها أخذها ووضعها في جيبه وجلس يمسد على شعرها و يهدهدها كطفل صغير .. اقترب أحد العساكر و حمل الطعام بحذر ليقوموا بفحصه في الطب الشرعي خاصة بعد اشتباهاهم في الأمر
وصلت سيارة الإسعاف بعد فترة وجيزة وركب معها رفض أن يتركها وحدها كان يمسح وجهها بيده وهو ينظر لها بوجع شديد .. كانت فتاة التمريض تنظر له بتعجب نادراً ما تشاهد مشهدًا كهذا ليصلوا للمستشفى دلفت علياء لغرفة العمليات سريعاً ليجلس نزار في الخارج تذكر الورقة ليخرجها من جيبه كي يقرأ ما هو مدون بها
فتحها بيد مرتعشة ليقرأها بصدمة
ـ مساء الخير علياء عند وصولك لهذه الورقه ف هذا يعني أمراً واحداً وهو موتك ولكن موتك ووجودك الآن في القسم لا يتعلق بعملك كما تظنين لكن بعمل زوجك .. وبما أنكِ أكلتي و وصلتي لها إذن ف أنتِ الآن في عداد الموتي الآن وكلها ثوان و تغادرين تلك الحياة وذلك بسبب عناد زوجك ورفضه العمل لدينا والآن إلى اللقاء فلم يتبقى لكِ إلا ثوان معدودة
ضرب نزار يده في الحائط بغضب شديد ليشعر أنه سيفقد صوابه إن تعرضت لأي أذى بسببه وصل مالك إليه بعد علمه من رئيس القسم اقترب منه ولا يعلم كيف يبدأ الحديث معه ؟!
قام بالاتصال ب جسار كي يأتي إليهم ورفض إخباره بالحقيقة
ـ جسار لو سمحت تعالى المستشفى علياء تعبت و اتنقلت هناك و ياريت تكون فاطيما معاك
أجابه جسار بقلق شديد وهو يتجه للحديقة كي لا يستمع إليه أحد:
ـ إنت بتقول إيه إحنا جايين حالاً
أغلق معه الهاتف ليخبر جسار فاطيما وغادرا معاً للمستشفى
انتبه مالك لورقة بيد نزار
ـ إيه الورقة دي يا نزار
وقبل أن يتحدث خرجت الطبيبة من غرفة العمليات
تحدث مالك بجدية وهو ينظر للطبيبة:
ـ طمنينا يا دكتورة إيه الأخبار
أجابته الطبيبة بجدية:
ـ حالة تسمم وللأسف الجنين نزل وحالتها غير مستقرة يعني هتكون معجزه لو عاشت
ابتعد نزار عنهم ليجلس على الأرض ويضع رأسه بين قدميه عادت الطبيبة لغرفة العمليات مرة أخرى اقترب مالك من نزار
ـ نزار حاول تهدى ده قضاء وقدر أنا هعرف مين المسؤول عن كل ده إحنا وصلنا للي سرقوا الوصل و هنعرف مين وراهم
أعطى نزار الورقة لمالك و هتف بسخرية:
ـ مفيش داعي تتعب نفسك هما السبب علياء ادمرت بسببي
قرأ مالك الورقة وهو يشعر بصدمة شديدة لم يظن أن يلجؤوا لهذا الأسلوب ليبتسم بتهكم على تفكيره لقد نسي أن عدوه لا يلتزم بأي ميثاق قام بالاتصال ب سامي وطلب منه استدعاء خالد أيضاً للتحقيق معه .. وصل جسار برفقة فاطيما لتقترب من نزار و وقف جسار مع مالك
هتفت فاطيما بحزن وهي تنظر لشقيقها:
ـ علياء هتبقى كويسة أطمن كلنا معاكم
أجابها بوجع وهو يتجنب النظر لها فهي أيضاً تأذت بسبب عناده:
ـ هي كمان اتاذت بسببي قولتلك زمان مش من حقي أقرب من حد
حاولت تهدئته لتهتف بدموع:
ـ بلاش تحمل نفسك المسؤولية بعدين
قاطعها جسار الذي اقترب منهم و أمسك نزار من قميصه و أردف بغضب شديد:
ـ قولتلك كفاية لكن مصمم تدمر كل اللي حواليك قولي الدور على مين تاني هاه
حاول مالك الفصل بينهما ليتحدث بجدية:
ـ جسار كفاية بقى كلنا قصرنا في حمايتهم للأسف لعبوا لعبه مش متكافئة المرة دي ياترى هنتحد سوا ولا نتفرق أهدى و أوعدك إنت و نزار اللي عمل كده هيتحاسب مش هيهرب المرة دي
تنهد جسار بضيق ليبتعد عنهم لتقف فاطيما عاجزة لا تعلم مع من تقف لقد تأزم الأمر كثيراً خرجت الطبيبة لتخبرهم أنه تم نقل علياء لغرفة العناية بسبب دخولها في غيبوبة طلب نزار الدخول إليها لكنها أخبرته أنه غير مسموح الآن و من الممكن أن تسمح له بالدخول في الغد
اقترب مالك من جسار و هتف بهدوء:
ـ جسار حقيقي الوضع صعب خليك مع نزار مرة واحدة الوضع اللي هو فيه مش سهل
ـ إزاى يا مالك قولي هاه !! إزاى أنا لسه لغاية دلوقتي بفتكر اللي عملوه زمان علياء مش هتتحمل
أردف جسار بهذا الحديث وهو ينظر لزوجته التي تقف في المنتصف ليجيبه مالك بتنهيدة:
ـ علشان فاطيما يا جسار بلاش تخليها تختار .. بلاش تعيشوا اللي مريتوا بيه زمان دلوقتي هنكون سوا و نساعد بعض اتفقنا
أومأ جسار بموافقة ليتحدث بضيق:
ـ اللي عمل كده لازم نعرفه يا مالك و يتحاسب
هتف مالك بجدية شديدة:
ـ أطمن الشرطة بيدوروا على اللي سرقوا الوصل بعد ما اتعرفوا عليهم عن طريق الكاميرا .. و كمان خالد اللي راح ل علياء المكتب بيدوروا عليه لأنه مشتبه فيه المهم بلاش
ضعف دلوقتي
كان يقف أمام غرفة العناية و يشاهدها من النافذة اقترب جسار منه و أردف بهدوء:
ـ أطمن هتبقى كويسة بس خليك معاها و اتحمل غضبها اللي اتعرضت ليه مش سهل
ـ كنت متوقع إنهم يتحركوا لكن مفكرتش إنهم يعملوا كده
نظر لباب الغرفة ليجد عسكري يقف أمام الغرفة ليشعر بضيق شديد ..
في المساء حاولوا مع نزار أن يعود معهم للمنزل لكنه رفض فهو لا يستطيع أن يتركها مرة أخرى
عادت فاطيما برفقة جسار و أخبرها أنه سيذهب ل نزار كي يظل معه وجدت سمية تنتظرها لتخبرها بكل ما حدث معهم اليوم أرادت الذهاب للمستشفى
هتفت فاطيما بتعب وإرهاق شديد:
ـ عمتو الزيارة ممنوعة عن علياء و جسار رجع هناك علشان يكون مع نزار الصبح نروح ليهم
أردفت سمية بعتاب وهي تنظر ل فاطيما:
ـ ليه مقولتيش من الأول كنا جينا ليكم علشان نزار أكيد دلوقتي بيعاتب ويحمل نفسه المسؤولية
أجابتها بهدوء وهي تتناول القهوة:
ـ خوفت جدي يعرف حاجة يا عمتي و يتعب بعدين كل حاجة حصلت بسرعة أهم شيء دلوقتي علياء تفوق
نظرت سمية لها و تحدثت بجدية:
ـ طيب يلا ارتاحي إنتِ كمان علشان بكره نكون مع أخوكي و هكلم ميرا تيجي علشان تقعد مع الأولاد
أومأت فاطيما بموافقة لتصعد لغرفتها بعد أن اطمأنت على فيروز و يزن و عاليا وجدتهم يناموا معاً في الغرفة و معهم فريدة ابتسمت لهم لتتركهم بعد ذلك .. عند نزار كان يجلس أمام العناية جلس جواره وظلوا صامتين كل منهم يعاتب نفسه بسبب ما حدث
❈-❈-❈
في النيابة استطاعوا القبض عن الأشخاص الذين قاموا بسرقة الوصل و بعد إجبارهم و تهديدهم اعترفوا أن خالد هو من طلب منهم سرقة الوصل و قاموا بالقبض عليه وهو يحاول الهرب خارج البلاد ليطلب مالك أن يتم التحقيق معه في المخابرات العامة لأن هذه القضية خاصة بهم
تم نقل خالد للمخابرات ليبدأ مالك التحقيق معه كان يشعر بالتوتر لم يتوقع أن يستطيعوا الوصول إليه بسهولة فهو كان في طريقه للسفر خارج البلاد لكن نجحوا في القبض عليه داخل المطار
نظر مالك له و تحدث بهدوء وهو يقرأ الملف الخاص به:
ـ خالد قدري ولا أكرم فريد تحب انادى عليك بأي إسم فيهم يعني الحقيقي ولا المزيف
أجابه أكرم بتوتر شديد:
ـ هاه إنت بتقول إيه بعدين مش هتكلم غير في وجود محامي
ضرب مالك مكتبه و هتف بتحذير شديد اللهجة:
ـ لأ سيبك من الجو ده إنت هنا علشان تجاوب و تعترف وبس
نظر له أكرم و أردف بخوف فهو يعلم أن وقوعه بين يدي المخابرات تعني نهايته:
ـ اعترف بايه أنا عاوز محامي من السفارة
وقف مالك و اقترب منه ليتحدث بتهكم:
ـ ما قولتلك سيبك من الجو ده وتخليك شاطر كده وتتكلم قولي بقي مين اللي بعتك ل علياء المهدي
هتف أكرم بكذب وهو ينظر بعيداً:
ـ مفيش حد بعتني بعدين مين علياء المهدي دي أنا راجل أعمال معروف
سار مالك عدة خطوات و أردف بجدية لأنه يعلم أن أكرم لن يعترف بسهولة:
ـ مين علياء المهدي يعني متعرفش حد بالاسم ده !!
هتف أكرم وهو يبتلع ريقه بتوتر :
ـ أكيد لأ واضح حضرتك اختارت الشخص الغلط
نظر له مالك و تحدث بهدوء:
ـ يعني دي مش المحامية اللي روحت لها من كام يوم و سلمتها وصل و اخدت نسخه عليها امضتها و بعت حد يسرق الوصل علشان تلبسها قضيه و تسجنها
حاول أن يبدو هادئاً حتى يجد طريقة للخروج من هذا المأزق:
ـ قضية إيه قولتلك معرفش حد بالاسم ده و مقابلتش محاميين بعدين أنا عندي محاميين في الشركة ليه هروح لحد بره
عاد مالك لمكتبه وهتف بجدية:
ـ آه يعنى مصمم تنكر
أومأ أكرم برفض و تحدث بانكار:
ـ هنكر إيه و أنا بقولك معرفش حد بالاسم ده
فتح مالك الحاسوب المحمول وجعل أكرم يشاهد الفيديو الخاص به أثناء تواجده مع علياء في المكتب:
ـ طيب إيه رأيك في ده
وقف أكرم وهتف وهو يريد الهرب:
ـ إيه ده الفيديو ده مفبرك أكيد أنا مش هسكت
تحدث مالك بجدية وهو ينظر له:
ـ أهدي بس متتعصبش فيديو إيه اللي متفبرك اتكلم بقي وقولي مين اللي وراك لأنك كده كده هتتكلم أو هتشيل القضيه لوحدك يعني دي قضية سرقة غير قضية الشروع في قتل وعن قصد فالأحسن تتكلم
شعر أكرم بصدمة كبيرة بسبب حديث مالك معه:
ـ إنت بتقول إيه شروع في قتل مين أنا معرفش حاجة عاوز محامي
وقف مالك و اقترب منه وهو يهتف بهدوء:
ـ قتل علياء المهدي و تسميمها و اللي اتسببت في اجهاضها و اللي حالياً بين الحيا والموت يعني لسه مش عارفين هيحصلها إيه فالأحسن تتكلم
رفض أكرم الاعتراف كي لا يثبت الجريمة على نفسه:
ـ معنديش حاجة أقولها غير في وجود محامي
ضرب مالك جرس مكتبه ليدخل له أحد الأشخاص ليهتف بجدية:
ـ تمام يبقي هتشرفنا هنا كام يوم لغاية لما تتكلم
تم وضع أكرم في أحد الغرف الخاصة وجلس يفكر في القادم هل ستكون نهايته الموت؟!
إن اعترف لن يتركه الموساد و إن رفض الاعتراف سيكون مصيره السجن
اتجه مالك لمكتب والده ليخبره بالمستجدات التي حدثت في التحقيق ليهتف مالك بجدية:
ـ القضية مش سهلة يا أفندم و أكرم هيرفض يعترف بسهولة
تحدث كاظم بتنهيدة عميقة:
ـ مالك الفترة الجاية مش سهلة نزار يكون تحت مراقبة شديدة كمان المستشفى ممنوع حد يدخل أوضة علياء غير الدكتورة و الممرضة تخضع للتفتيش قبل دخولها العناية لغاية ما نشوف هنوصل لفين و بلغ جسار إن الأولاد ميطلعوش من الفيلا لأي سبب كمان فاطيما تكون معاها حراسة
وقف مالك و ألقى التحية العسكرية لوالده قبل مغادرته ليبدأ في تنفيذ التعليمات التي أخبره بها والده ..
في النيابة تم إنهاء القضية خاصة بعد اعتراف اللصوص بسرقتهم للأوراق ليتم تبرئة علياء من الاتهام الذي وجه إليها قامت شاهي بالاتصال ب جسار و أخبرته بما حدث و اتجهت للشركة بعد ذلك..
❈-❈-❈
أمام غرفة العناية كان يقف نزار لينتبه لمغادرة العسكري أراد الدخول إليها ليقرر أن ينتظر الطبيبة أولاً اقترب جسار منه
ـ أنا مضطر أروح الشركة دلوقتي هخلص اجتماع مهم و راجع تاني علياء هتفوق يا نزار أنا واثق
ابتسم له نزار بحزن ليغادر جسار متجهاً للشركة بعد أن أخبره بتبرئة زوجته لكنه لا يفكر في شيء الآن سوى إنقاذ زوجته وقف ينتظر الطبيبة التي وصلت و دلفت للغرفة لتطمئن عليها ظلت في الداخل فترة وجيزة لتخرج بعد ذلك
اقترب منها و نظر لها بحزن لتتحدث الطبيبة:
ـ هي دلوقتي في غيبوبة مستنين تفوق منها تقدر تدخل ليها بس خمس دقايق مش أكتر
كان يريد أن يسأل عن حالتها لكنه تراجع دلف لغرفة العناية و كان يسير ببطء شديد من يراها يظنها نائمة وليست مريضة لكن كان وجهها شاحب جلس على الكرسي و أمسك يديها
أغمض عينيه وهتف بندم حقيقي:
ـ أنا مش هقدر أكمل لوحدي يلا علشان الأولاد محتاجينك و أنا كمان
كانت في عالم أخر لا تشعر بأي شيء مسح وجهها وتحدث بوجع شديد:
ـ مش هقدر أرجع الفيلا لوحدي يلا يا حبيبتي خلاص الحقيقة ظهرت فتحي عينك و هنسافر سوا زي ما وعدتك
سقطت دموعه على يدها أراد أن يشعر أن هذا كابوسًا و سيستيقظ منه لكنه واقع مؤلم .. خرج نزار من الغرفة ليجلس في الخارج
عند فاطيما استيقظت في الصباح و ذهبت لرؤية فيروز و يزن و عاليا ابتسمت لهم ليقتربوا منها ضمتهم يحب طلبت من المربية أن تأخذهم للأسفل و جلست جواره فريدة التي كانت تتابع ما يحدث بهدوء
ـ إيه الحكاية يا فريدة ليه زعلانه
هتفت فريدة بحزن وهي تنظر لها:
ـ فين ماما يا عمتو !! تيته سمية بتقول إنها سافرت مع بابا بس أول مرة تسافر من غير ما تقول لينا كمان محاولتش تكلمنا تطمن علينا
ضمتها فاطيما بحب و مسدت على شعرها:
ـ المرة دي السفر كان مفاجأة حتى إحنا معرفناش غير متأخر و أكيد هيرجعوا بسرعة متقلقيش يلا بقى ننزل علشان أخواتك تحت هيجننوا الكل
ابتسمت فريدة لها و هبطوا للأسفل معاً تناولوا الإفطار لتصل ميرا إليهم برفقة ابنتها الصغيرة و كانت تريد الذهاب معهم للمستشفى لكن أخبرتها سمية أن تذهب مع زياد في وقت أخر لتظل برفقة الأطفال ليغادر كل من سليم و سمية و فاطيما
هتف سليم بعتاب وهم في السيارة:
ـ ليه معرفتنيش يا فاطيما من وقت الحكاية ما بدأت
تحدثت فاطيما بهدوء وخجل:
ـ آسفه يا بابا بس لما عرفت الوقت كان متأخر و خوفت جدو يحس بحاجة
أردفت سمية بجدية و تنهيدة عميقة:
ـ كفاية عتاب بقى المفروض نكون كلنا سوا علشان نساعد نزار و علياء يتخطوا المرحلة دي
وصلوا بعد ذلك للمستشفى و ذهبوا لرؤية نزار وجدوه يقف أمام العناية و يبدو عليه الحزن الشديد
وقفت سمية جواره وهي تضع يدها على ذراعه:
ـ خليك قوي يا نزار الفترة دي هتعديها إنت و علياء كلنا معاكم
أردف بابتسامة حزينة وهو ينظر لها:
ـ موجوع أوى يا عمتي منظرها وهي على الأرض مش قادر أنساه .. أنا عرضتها للخطـ.ـر بايدي كانت خايفة ياريت طلبت إنِ أوقف وقتها مكناش وصلنا للمرحلة دي
هتف سليم بجدية شديدة:
ـ نزار ده مش وقت ضعف خليك واقف على رجلك العدو مش هيفكر قبل ما ياذي .. واضح إنها غلطتنا لما وافقنا إنك تكمل في المجال ده إنت دلوقتي وقف تفكير في أي حاجة فكر بس في مراتك و أولادك .. وخليك متأكد إننا كلنا معاك في أي قرار عارف لما الواحد مننا بياخد خطوة بيكون صعب التراجع مرة تانية المرحلة دي هتعدي آه هتكون صعبة بس هنعديها كلنا سوا اتفقنا
أومأ نزار بموافقة ليضمه سليم بهدوء ليشعر به ينتفض بين يديه ابتعد بعد فترة وجيزة وظلوا معه بعض الوقت لتغادر سمية برفقة سليم للمنزل وظلت فاطيما معه أحضرت له كوب قهوة وبعض الساندويتشات كي يتناولها فهو لما يتناول شيء منذ الأمس
❈-❈-❈
في المساء اتجه جسار للمستشفى بعد أن أنهى عدة لقاءات في الشركة وعاد للمنزل ليعلم أن فاطيما ظلت مع نزار بدل ملابسه و ذهب لهم وجدهم يجلسوا أمام العناية
هتف وهو يقترب منهم:
ـ مساء الخير نزار إيه مفيش جديد لسه ما مفيش جديد
أجابه نزار وهو يضع وجهه بين يديه:
ـ مساء الخير يا جسار لسه و للأسف مش عارفين هتفوق امتي جسمها متحملش السم والنزيف اللي حصل
اتجه لزوجته وجلس جوارها:
ـ إيه يا حبيبتي عامله إيه !!
ليهتف بجدية وهو ينظر ل نزار:
ـ متقلقش بإذن الله خير و هتفوق أكيد هتفوق علشانك وعلشان أولادكم علياء قويه و هتتحمل اللي فيها وتقاومه وتفوق منها أطمن
أردفت بتنهيدة عميقة:
ـ أنا كويسه أطمن
تحدث نزار بوجع شديد:
ـ أتمنى تفوق بجد أنا حاسس بالعجز ومش عارف أعمل حاجة علشانها حقيقي تعبت
أردف جسار وهو ينظر له:
ـ بلاش يأس مش وقت ضعف يا نزار لازم تكون قوي و إحنا معاك علشان لما تفوق تلاقيك قوي وكمان علشان أولادكم
وقف نزار و هتف بوجع حقيقي:
ـ أنا مش عارف هقدر اواجهها إزاى و أعرفها الحقيقة دي كانت فرحانة بالحمل ده أكتر من أي حاجة بس للأسف ضيعوا فرحتنا
أردف جسار بجدية وهو يحاول تهدئته:
ـ قضاء وقدر يا نزار هنعمل إيه مفيش نصيب ليه الحمدلله بس هي تفوق بس وتكون وسطنا دي بالدنيا والحمدلله إن الجنين فداها وإلا كانت هتبقي الخساره كبيره أوي
ضرب نزار يده في الحائط و أردف بقهر:
ـ مش هتسامحني يا جسار أنا متأكد ياريت كانوا قتـ.ـلـوني أنا دمـ.ـرتها يا جسار سلمتها للموت بايدي
اقتربت فاطيما منه و تحدثت بحزن بسبب حالة شقيقها:
ـ نزار كفاية تلوم نفسك أرجوك علياء هتبقى كويسة ومحتاجة وجودك معاها أنتم الاتنين محتاجين بعض جرحكم مفيش حد يقدر يداويه غيرك
هتف نزار وهو يغمض عينه و يتذكر حالتها يوم أن أخبرها بالحقيقة:
ـ المرة دي غير هي كانت رافضه بسبب خوفها على الأولاد بس لما قرروا ياذوني اختاروا الشخص اللي أذيته هتقضي عليا
نظر جسار ل علياء من النافذة الزجاجية وهتف بجدية:
ـ اللي حصل صعب عليك وعليها بس أوعي تيأس و تستسلم خليك قوي واتحمل أي ردة فعل لها وتأكد أنها مستحيل تبعد عنك لأنها بتحبك
أغمض نزار عينيه وتحدث بألم:
ـ الحلم انتهى بسرعة آه
يعلمون جيداً أن أي حديث لن يخفف عنه الألم الذي يشعر به ليقوم بتوصيل فاطيما للمنزل و يعود له مرة أخرى
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع كانت علياء على نفس حالتها لم تستيقظ من الغيبوبة.. كان جسار و فاطيما يقومان بالتواجد مع نزار في المستشفى دائماً.. كان يدخل لرؤيتها كل يوم و يتحدث معها ليخبرها عن مدى اشتياقه لها و احتياجه الشديد إليها .. في أحد الأيام كان يتحدث معها و يضع يده على وجهها شعر بها تفتح عينيها ببطئ شديد اتجه سريعاً للخارج ليخبر الطبيبة التي أتت معه و بدأت بفحصها لتبتسم له بهدوء
فتحت عينيها و نظرت حولها لتحاول معرفة أين هي الآن ؟!
لتضع يدها على بطنها و تتذكر الورقة التي قرأتها قبل أن تتعرض للإغماء هبطت دموعها على وجهها أراد الاقتراب منها لكنها تراجع .. حاولت الطبيبة أن تجعلها تتحدث لكنها فشلت و قامت باستدعاء طبيبة نفسية لتخبرهم بتعرضها لصدمة عصبية ويجب الاعتناء بها جيداً هذه الفترة حتى تتخطى هذا الأمر
قامت الطبيبة بنقل علياء لغرفة أخرى في المساء ليأتي جسار إليهم بعد أن أخبرته فاطيما عبر الهاتف كانت علياء تتجنب النظر لزوجها مما جعل ألمه يزداد
تحدث جسار بهدوء وهو ينظر لها:
ـ إيه الحكاية يا علياء اتكلمي يلا معانا و لو زعلانه من نزار متقلقيش هدافع عنك
كأنه بحديثه هذا سمح لها بالبكاء حاول الاقتراب منها لتبتعد عنه ليغادر الغرفة نظرت فاطيما لزوجها بحزن ليذهب للخارج لرؤية نزار وظلت مع علياء ضمتها لتبكي كثيراً نعم هي غاضبة لكنها بحاجة إلى وجوده معها رغم التجربة القاسية التى مرت بها بسبب عناده
في المخابرات دلف العسكري لإحضار أكرم كي يعاود مالك التحقيق معه لينصدم بعد رؤيته له
يتبع...