رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 19 - الأحد 24/8/2025
قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ترنيمة حب
الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الزهراء
الفصل التاسع عشر
تم النشر يوم الأحد
24/8/2025
"هناك وداعات لا يعود
الإنسان منها كما ذهب
يعود -شبحًا-
كأن ألوانه قد رحلت أيضًا"
لا تعلم فاطيما سبب قلقها بسبب حديث أخاها لتهتف بتوتر:
ـ موضوع إيه ده قول !!
تنهد بهدوء وحاول تهدئتها فهو أيضاً أصبح لا يفضل الاستقرار هنا يكفى الأزمات التى تعرض لها الجميع بسبب عناده :
ـ أول ما أطمن على جدي هرجع لندن مع علياء و الأولاد لأنها مش قادره تعيش هنا بسبب اللي مرينا بيه
نظرت له بصدمة هو أيضاً يريد أن يتركها :
ـ إيه هتمشوا و تسيبونا لوحدنا كده يا نزار هتسيبني لوحدي تاني
ضمها بهدوء و هتف وهو يغمض عينيه:
ـ هكون معاكي دايماً يا حبيبتي و هنتكلم كل يوم و هاجي أشوفك هنا متقلقيش و هكلم جسار علشان تيجوا لينا كل فترة
تعلم أنه لن يتراجع عن قراره لتتحدث بجدية:
ـ ماشي يا نزار المهم خلي بالك من نفسك ومن علياء و الأولاد وابقي طمني دايماً عليكم
أردف بهدوء وهو ينظر لزوجته:
ـ أكيد يا حبيبتي بعدين هنتكلم سوا على طول
في المساء حضر عمر إليهم و أجبرهم على الرحيل كي يجهزوا غرفة عزت بعد أن أخبرهم زياد أنه سيسمح له بالعودة للمنزل و سيكون معه ممرضة مسؤولة عنه .. عادوا و أخبروا سمية و سليم لتبدأ في تجهيز الغرفة برفقة سلمى و انتبه جسار لحزن زوجته ليتجه معها للحديقة كي يتحدثا معاً
ـ إيه الحكاية من وقت ما اتكلمتي مع نزار و إنتِ ساكته
نظرت له و تحدثت بدموع:
ـ نزار هيرجع يعيش في لندن تاني عارفه إنه عنده حياته الخاصة بس
تنهد جسار و أردف بهدوء شديد:
ـ حبيبتي اهدى شوية بعدين هو مش هيسافر دلوقتي إحنا اتكلمنا سوا و لما يسافر أكيد هيكلمك كل يوم و هنسافر ليهم كل فترة هما كمان هيجيوا هنا
نظرت للأرض و تحدثت يضيق:
ـ إنت بتضحك عليا يا جسار هو لما يسافر مش هشوفه غير على فترات بعيدة .. كمان إنت مشغول في الشركة و مش بترجع غير متأخر و أنا طول اليوم مع فيروز
ـ حبيبتي دي طبيعة الحياة بعدين أوعدك هحاول أنظم الوقت بين الشركة و بين حياتي الخاصة ممكن تهدي بقى
أردف بهذا الحديث وهو يضم وجهها بين يديه لتومئ له بالموافقة ليصعدان معاً لغرفتهما فهما بحاجة للراحة .. عند نزار اتجه لغرفته و ظلت علياء مع عاليا و يزن حتى ذهبا في النوم و اطمأنت على فريدة لتذهب للغرفة وجدته نائمًا و يبدو عليه القلق تعلم جيداً أنه يخشى فقدان جده لتذهب إليه وتضع رأسها على ذراعه ليضمها بقوة كل منهما بحاجة للأخر ليذهبا في النوم دون أن يتحدثان معاً
في الصباح وصل عزت بسيارة الإسعاف و كان معه عمر و زياد الذى قام بفحصه وطلب من الممرضة أن تهتم به جيداً
ـ عاوز متابعة كل ساعتين و أي حاجة تشكي فيها كلميني بسرعة من غير تردد أنا و كِنان هنتابع معاكي
أومأت الممرضة بهدوء وهي تنظر ل زياد:
ـ حاضر يا دكتور أطمن
هتفت سمية التى كانت متواجدة معهم في الغرفة:
ـ طمني يا زياد هو أفضل النهاردة صح
تنهد زياد بهدوء و أجابها بجدية:
ـ اطمني أهم حاجة يلتزم بالأدوية و حالته النفسية تكون كويسة
خرج زياد ليجد الجميع بانتظاره تحدث بهدوء شديد:
ـ اطمنوا هو دلوقتي كويس لكن هيحتاج متابعة الفترة الجاية
تركتهم فاطيما و دلفت للغرفة لتجلس جواره ابتسم لها بتعب:
ـ أنا كويس يا حبيبتي أطمني مش عاوز أشوف دموعك لأي سبب سامحيني على اللي عشتيه بسببي
أردفت فاطيما وهي تمسح دموعها:
ـ إنت اللي سامحني يا جدي لو كنت غلطت يوم من غير قصد أرجوك خليك معايا أنا محتجالك أوى
وضع يده على يدها وهتف بجدية:
ـ أقولك حاجة و إحنا لوحدنا قبل ما المجانين يدخلوا
ابتسمت بحزن على حديثه ليكمل وهو يبتسم لها:
ـ لما كانوا بيقولوا إنِ بحبك أكتر منهم كان كلامهم صح عارفه ليه علشان شوفت فيكي أقرب الأشخاص لقلبي اخدتي ملامح جدتك و والدتك كمان خدتي من ابوكي حنيته و هدوئه كمان فيروز خدت ملامحك بس بلاش تاخد جنان أبوها و عصبيته
ابتسمت فاطيما على حديث جدها لتهتف بهدوء:
ـ بصراحة يا جدي جسار عصبي فعلاً و مجنون بس بيحبك أوى كلنا بنحبك و منقدرش نعيش من غيرك دايماً بنشوفك أب لينا عمرك ما اتخليت عننا حتى لما بنغلط بتكون معانا و تحاول ترجعنا عن غلطنا أو اندفاعنا
ظلت معه فترة ثم تركته بعد أن أغمض عينيه كي يرتاح قليلاً خرجت لتجد فيروز تلعب مع يزن و عاليا و تيم لتتجه للحديقة و تجلس مع سمية لتتحدثان قليلاً
مرت عدة أيام و كان الجميع يهتم ب عزت و يجلسون معه طوال الوقت .. علم كريم بعودة علياء وقام بالاتصال بها لرؤيتها كي يراها و يخبرها عن حصولها على رسالة الدكتوراة لينزعج نزار من الأمر
أردف بضيق وهو ينظر لها:
ـ ليه وافقتي إنك تقابليه ممكن أفهم
أجابته بهدوء وهي تجلس جواره:
ـ نزار بلاش ننسى إنه ساعدني أخر فترة في الرسالة بعدين دى هتكون أخر مقابلة علشان بعد كده هنسافر أرجوك أهدى بعدين أنا هقابله هنا مش بره و إنت هتكون موجود
قبل أن يجيبها أخبرتها الخادمة بوصول كريم ابتسمت ل نزار و قبلته على وجهه لتهتف بجدية:
ـ مش هتأخر يا حبيبي أطمن
غادرت و تركته سريعاً كي لا يقول شيئًا أخر اتجه لرؤية جده كي لا يفكر في الأمر كثيراً
ذهبت علياء للحديقة وجدته ينتظرها هتفت بهدوء وهي ترحب به:
ـ أهلا دكتور كريم أتفضل
أجابها بابتسامة وهو يجلس مرة أخرى:
ـ أهلاً يا علياء أخبارك إيه
أردفت بتنهيدة وهي تقدم له القهوة:
ـ بخير الحمدلله وإنت
تحدث بهدوء وهو يحاول جاهداً أن لا يجعلها تنتبه لنظراته لها:
ـ أنا كويس حاولت أطمن عليكي الفترة اللي فاتت بس عرفت إنك مسافرة
تحدثت بجدية شديدة وهي تتجاهل نظراته لها:
ـ آه كنت تعبانه بعد اللي حصل وسافرت أتعالج وأبعد عن هنا شويه تسلم على سؤالك
هتف بابتسامة وهو يتناول القهوة:
ـ كنت عاوز أعرفك إنك اخدتي رسالة الدكتوراة مع مرتبة الشرف بتقدير امتياز
أرادت أن تنهي الأمر بطريقة هادئة معه:
ـ عرفت نزار بلغني متشكرة جداً على تعبك معايا حقيقي أنا اخدتها بعد تعب و معاناه بس ليك الفضل في كده تعبت أوي معايا وخصوصاً أخر فترة
تحدث بجدية وهو يفكر في عرضه السابق الذى قدمه لها و تمنى أن توافق عليه:
ـ و بالنسبة للعرض اللي كنت قولتلك عليه الخاص بالتدريس لسه موجود
نظرت له وهتفت بجدية كي تغلق أي أمل أمامه فهي تأكدت الآن من حديث نزار رغم شكوكها التى راودتها أثناء زيارته السابقة لها:
ـ كان نفسي بس أنا مش هقعد هنا بعد اللي حصل خلاص مش حابه المكان هنا هرجع لندن تاني و هستقر هناك مع نزار والأولاد جايز اتحسن و أنسى ولو رجعت أكيد هكلمك و أشوف لسه العرض مستمر ولا إيه
علم من حديثها أنها ستظل مع زوجها ولن تتركه مطلقاً:
ـ العرض هيفضل مستمر أكيد هتقعدي كتير في لندن ولا إيه !!
أردفت بجدية شديدة:
ـ مش عارفة على حسب بقى هل هقدر أنسى و اتعافى بسرعه ولا لأ ؟!
تحدث بيأس شديد وهو ينظر لها:
ـ حاولي ترجعي بسرعة و هقولك حاجة أكتر شيء هيساعدك تنسي إنك تشغلي وقتك في الشغل
انتبهت لأولادها وهم يجلسون على الأرجوحة لتجيبه بجدية:
ـ ما أنا هرجع شغل الشركة هناك مع نزار علشان أشغل وقتي وكمان الأولاد هيشغلوا وقتي
تحدث بهدوء وهو يستعد للمغادرة:
ـ لو احتاجتي أي حاجة كلميني
أومأت بموافقة و أردفت بابتسامة زائفة:
ـ أكيد طبعاً تسلم يا دكتور و متشكرة على سؤالك
وقف كي يغادر ليهتف بهدوء:
ـ العفو بعدين إحنا أصدقاء
غادر كريم و اتجهت علياء للداخل لينظر لها نزار بغيظ لتتجاهل الأمر جلست مع عزت يتحدثان معاً قليلاً ثم صعدت لغرفتها كي ترتاح بعض الوقت
❈-❈-❈
مرت عدة أيام والجميع يمارس حياته الخاصة بهدوء ليقرر نزار السفر نهاية الأسبوع اتجه لرؤية جسار في المكتب كي يتحدث معه فهو من يستطيع مساعدته في تهدئة فاطيما لأنه يعلم أنها ستحزن بعد علمها بالأمر
رحب به وجلس مقابله بعد أن أحضرت لهم السكرتيرة القهوة:
ـ مجتش هنا من فترة طويلة إيه الحكاية
تنهد نزار و تحدث بجدية وهو يتناول القهوة:
ـ بصراحة يا جسار بفكر أرجع لندن بما إن حالة جدي استقرت شوية و هكون على تواصل معاكم طول الوقت
صمت جسار فترة وجيزة و أردف بتفكير:
ـ طيب والجامعة هتعمل إيه فيها !!
أجابه نزار بتنهيدة عميقة فهو لم يخبر أحد حتى الآن بخططه القادمة:
ـ أنا اخدت إجازة من الجامعة و هرجع للشركة في لندن زي الأول مش هتحمل خسارة جديدة تاني
تحدث جسار وهو ينظر له:
ـ طيب كويس فعلاً قرارك ده و تتابع شغل الشركة هناك أحسن من اهمالنا ليها الفترة دي بس هتقول إيه لجدي الفترة دي محتاج الكل يكون معاه
أردف نزار بجدية وهو يتابعه:
ـ علشان كده جيت أتكلم معاك محتاج مساعدتك أقنع جدي بالسفر و كمان فاطيما عاوز تكون موجود و أنا بتكلم معاهم
ابتسم له جسار وأشار بيده على نفسه:
ـ أنا يا نزار قول إنك بتهزر طيب لو أقنعت جدي هقنع أختك إزاي فكر في حل تاني ثم بجد رغم إني ضد سفرك لكن مضطر أوافق علشان علياء مش أكتر بعدين كمان فيروز هتزعل بجد لما تسافروا علشان مش هتلاقي الأولاد معاها
ـ صدقني يا جسار أنا مش عاوز أسافر بس للأسف علياء مش مرتاحة هنا هي بتحاول تبين إنها عادية لكن أنا واثق إنها موجوعة
قبل أن يجيبه جسار استمع لرنين هاتفه ليرد على المتصل أولاً
استمع لصوت بكاء زوجته المرتفع و صوتها أيضاً ليهتف بقلق:
ـ إيه الحكاية يا سلمى ليه بتعيطي اتكلمي
نظر له نزار بتوتر لتجيبه سلمى بدموع وصوت متقطع بسبب البكاء:
ـ ج جدو يا يا جسار خلاص سابنا
أجابها بصدمة شديدة وهو يتجه للخارج متجاهلاً نداء نزار عليه:
ـ إنتِ بتقولي إيه أنا جاي حالاً
ركض للخارج ليتعجب الجميع من حالته ليلتقي نزار ب عمر وهو يحاول اللحاق ب جسار ليهتف نزار وهو ينظر ل عمر:
ـ أتكلم إنت يا عمر إيه الحكاية
نظر عمر له و أجابه بحزن:
ـ جدي مات يا نزار
وقف يستمع لحديثه بعدم فهم لا بالطبع هذه خدعة جذبه عمر ليذهبوا للفيلا ليهتف بجدية:
ـ مش وقت ضعف يا نزار الوضع مش سهل
ركبوا معاً السيارة و كان صامت طوال الطريق بالطبع هذه خدعة
في وقت سابق كانت فاطيما تجلس مع علياء و سلمى في الحديقة يتابعون الأولاد وهم يلعبون معاً لتخبرهم أنها ستذهب لرؤية عزت لأنها لم تره اليوم
ـ علياء أنا هروح أشوف جدو شوية و راجعه مش هتأخر
هتفت سلمى بمزاح وهي تبتسم لها:
ـ كده مش هنشوفك غير بالليل يا حبيبة جدو
نظرت لها فاطيما بغيظ و قذفتها بكرة فيروز الصغيرة دلفت للداخل و طرقت الباب كانت تنتظر أن يجيبها ككل يوم لكن ظنت أنه غاضب لأنها لم تذهب إليه منذ الصباح فتحت الباب لتجده نائم ويبتسم بهدوء
تحدثت بهدوء وهي تقترب منه:
ـ آسفه يا جدو اتأخرت عليك النهارده بس فيروز كانت تعبانه
انتظرت أن يجيبها لكن ما زاد قلقها أنه لم يفتح عينيه اقتربت ببطء شديد منه لتضع يدها على وجهه
ـ جدو حبيبي أنا جيت معقول لسه نايم
وضعت يدها على وجهه لتجده باردًا أمسكت يديه لترى أي رد فعل منه لكنه لم يستجب لها لتنادي عليه بدموع
ـ جدو رد عليا إنت ساكت ليه
دلفت الممرضة للغرفة لتجد فاطيما تبكي اقتربت منه وقامت بقياس النبض لتنظر لها بصدمة .. قامت بالاتصال ب زياد و أخبرته بم حدث كانت فاطيما في الغرفة تبكي بقوة لتأتي إليها سلمى التى وقفت على الباب بعد رؤيتها للممرضة وهي تحاول إنعاش قلب عزت عن طريق جهاز الصدمات الكهربائية شعرت و كأن قدمها توقفت عن الحركة حتى الصوت أبى أن يخرج منها لتبكي بصمت وهي تتذكر طفولتها و كيف اهتم عزت بها بعد موت والديها ؟!
بدأت فاطيما تحرك عزت عله يتحرك أخذت الممرضة الغطاء لتضعه على رأسه ليأتي كل من في الفيلا بعد سماعهم لصراخ فاطيما و توسلها لها أن تتركه لم يستطع أحد تهدئتها فجميعهم في حالة صدمة الآن
وصل زياد لتنظر له سمية بدموع فهي رفضت التوجه للداخل لا تستطيع رؤية والدها في هذه الحالة
هتفت فاطيما بعد رؤيتها ل زياد:
ـ أرجوك أعمل حاجة حاول مرة تانية
نظر للممرضة ليتنهد بهدوء و أردف بحزن:
ـ اهدى يا فاطيما للأسف
وضعت يديها على أذنها لتصرخ في الجميع و طلبت منهم الخروج من الغرفة جلست جواره و لم تتحدث بأي كلمة دموعها تتحدث نيابة عنها
في الوقت الحالي وصل جسار و نظر للجميع بضياع وجد شقيقته تبكي و سليم يقوم بتهدئة زوجته
اتجه للغرفة وقام بفتحها وجد فاطيما تجلس في الداخل جواره كان يسير بخطوات ضعيفة لم يتفوه بأي كلمة حتى أنه لم يحاول تهدئة زوجته التى كانت في حالة انهيار تام جلس في الناحية الأخرى ليقبل رأس جده أغمض عينيه بحزن شديد لأول مرة يشعر أنه يريد البكاء لكن عليه التماسك أمسك الغطاء كي يضعه على رأس عزت لتنظر فاطيما له وتحرك رأسها كي لا يفعل هذا الأمر .. وصل نزار و عمر للغرفة ليقترب من زوجته بينما كانت علياء تراقب زوجها أرادت الاقتراب منه لكنه اتجه للغرفة هو الأخر دلف للغرفة ليتذكر يوم موت والده ووالدته أيضاً تكرر الأمر مجدداً
انتبه لصراخ شقيقته على زوجها ليقترب منها كانت تهتف بدموع شديدة:
ـ لأ يا جسار صدقني مش هسامحك المرة دي لأ أرجوك
بدأت تضربه بقوة على صدره وهي تتوسله أن لا يفعل الأمر لتتحدث وهي تنظر ل نزار الذي اقترب منها ليضمها حتى يستطيع جسار وضع الغطاء على وجه جده:
ـ لأ يا نزار بلاش العقاب ده قوله لأ علشان خاطري قوله لأ
بدأ جسدها يتراخى بين يد نزار لتتعرض للإغماء حملها نزار وصعد بها لغرفتها ليقوم زياد بإعطائها إبره مهدئة حضرت ميرا بعد علمها بما حدث و طلب منها أن تظل مع فاطيما في غرفتها .. هبط نزار للأسفل لرؤية جده للمرة الأخيرة دلف للغرفة و اقترب منه ليقبل رأسه ويده ليغادر الغرفة لم يستطع أن يظل في الغرفة
ليهتف جسار بعد مغادرة الجميع وهو ينظر لجده بحزن:
ـ شيلتني مسؤولية كبيرة يا جدي أنا مش قدها أول مرة أحس بالعجز ده أنا فعلاً عاجز من غيرك كنت دايماً جنبي رغم كل اللي عملته عمرك ما اتخليت عني كنت أب ليا مش عارف هكمل إزاي من غير دعمك و تشجيعك ليا
اتجه الجميع لغرفهم في المساء لأن يوم غد سيكون الأصعب على الجميع ليظل جسار في الغرفة .. ذهب نزار لغرفته وجلس على الكرسي ليغمض عينيه اقتربت علياء منه لتضع يدها على كتفه و أمسك يده ليتجهان للفراش تعلم أنه لا يريد التحدث مع أحد لتضمه كطفل صغير لتجده يبكي بدون صوت لأول مرة لا تجد أي حديث تخفف به عنه لتكون ليلة طويلة على الجميع
صباح اليوم التالي أتى الجميع لرؤية عزت لأخر مرة و رفضت فاطيما الحضور ليذهبوا معاً للمقابر و كان معه جسار و نزار في سيارة الإسعاف ليبدأوا في دفنه لتصرخ فاطيما على نزار و جسار و تطلب منهم أن لا يفعلوا هذا الأمر كان معها شهد و رؤى يحاولون تهدئتها لكنهم فشلوا ليحملها جسار بعد تعرضها للإغماء مرة أخرى و يتجه بها للفيلا لتخبرهم الطبيبة بتعرضها لانهيار عصبي ظلت عدة أيام صامتة و ترفض التحدث مع الجميع
❈-❈-❈
بدأ الجميع باستعادة حياتهم مرة أخرى لكن هناك جروح عميقة بداخلهم يدركون جيداً أنها ستلتئم مع الأيام بدأت سمية بالتعافي بسبب وجود سليم معها و سلمى أيضاً لكن من تضرر بسبب موت عزت كل من نزار الذى أصبح يرفض المكوث في هذه البلد لذلك قرر المغادرة في أقرب وقت لكن عليه أن يتحدث مع شقيقته أولاً و جسار الذي أصبح شخصًا مختلفًا يقضي طوال اليوم في الشركة و يعود في وقت متأخر أصبح لا يلتقي بأحد سوى في حدود العمل فقط و فاطيما التي تأزمت حالتها كثيراً كانت الأكثر ضرراً لا تغادر غرفتها مطلقاً تجلس معها فيروز بعض الوقت ثم تهبط للأسفل للعب مع يزن و عاليا
كانت تجلس في غرفتها ليطرق نزار الغرفة و دلف بعد أن سمحت له بالدخول جلس أمامها على الفراش وهتف بهدوء:
ـ كده هتتعبي انزلى اقعدى معانا عاوز اطمن عليكي قبل ما أسافر
نظرت له بحزن هو أيضاً سيتركها فهي لا تستطيع إقناعه كي يتراجع عن قراره لتهبط دموعها على وجهها ضمها بقوة و تحدث بجدية:
ـ فاطيما عارف إن موت جدو أثر عليكي بس كده بتضري نفسك فكري في فيروز و جسار
ابتسمت له بسخرية بعد ذكره لاسم زوجها الذى صنع بينهما فجوة كبيرة في علاقتهما فهي لم تره منذ فترة طويلة ليكمل حديثه وهو ينظر لها:
ـ أنا هسافر كمان يومين بس أوعدك هنتكلم كل يوم و هقول ل جسار علشان تيجوا عندنا كل فترة
تحدثت بدموع وهي تنظر له:
ـ متخافش عليا يا نزار أنا هبقى كويسه علشان بنتي محتاجاني بس بلاش تنساني مبقاش ليا غيرك دلوقتي
مسد على ظهرها و أردف بجدية:
ـ أنا معاكي دايماً أطمنى و هاجي زيارات علشان أشوفك كل فترة متقلقيش
أومأت بموافقة وهي تنظر له ليتحدث بهدوء:
ـ تعالي اقعدي معانا في الجنينة كفاية بقى كده
هبطت معه للأسفل لتركض فيروز إليها بعد رؤيتها لها ضمتها بقوة لتتركها و تذهب لإكمال اللعب و جلست فاطيما مع نزار و علياء لتشاهد ابنتها وهي تركض أمامها بمرح
مر يومان ليغادر نزار برفقة علياء و أولادهم لتمرض فيروز و كانت فاطيما تشعر بالإرهاق الشديد بسبب عناد طفلتها التى تأثرت كثيراً بعد سفر يزن و عاليا و فريدة ليأتي أحد الأيام التي قررت سمية التحدث مع جسار بسبب إهماله لزوجته و طفلته
ذهبت لمكتبه و جلست مقابله تنتظره أن ينهى بعض التواقيع الهامة لتهتف بعد مغادرة السكرتيرة:
ـ وبعدين يا جسار هتفضل كده لامتى فهمني
أجاب سمية بعدم فهم وهو ينظر لها:
ـ إيه الحكاية يا عمتي أنا عملت إيه دلوقتي !!
أردفت بجدية وهي تتابع نظراته لها:
ـ عملت كتير للأسف نسيت وصية جدك ليك و أهملت عيلتك مش هتكلم عن أختك ولا عني بس هتكلم عن بنتك و مراتك اللي تقريباً مش بيشوفوك لأنك بتمشي بدري و ترجع متأخر .. أنا مش فاهمة إيه اللي وصلك لكده هاه طيب أختك معاها عمر و أنا معايا سليم و بيحاولوا يخففوا وجعنا لكن هي مين معاها إنت كده بتظلم نفسك و بتظلمها هي و فيروز معاك بعدين شغل الشركة متقسم علينا إيه عذرك بقى علشان ترجع أخر واحد الفيلا وتكون أول واحد في الشركة.. عاوزه أقولك مفيش حد فيكم هيتأثر بموت جدك قدي لأني بنته و عيشت معاه أكتر منكم كلكم جسار أرجع لحياتك القديمة علشان فاطيما و فيروز
أغمض عيناه وتحدث بوجع شديد :
ـ موت جدي كـ.ـسرني يا عمتي كنت دايماً مطمن وهو موجود رغم كل اللي عملته زمان عمره ما أتخلى عني بالعكس كان بيحاول يرجعني للطريق الصح أنا مش قادر اتاقلم على الحياة دي فيه حاجة كبيرة اختفت من حياتي علشان كده بغرق في الشغل اديني شوية وقت جايز افوق
أردفت سمية بغضب وانفعال:
ـ جسار إنت تعرف إيه عن بنتك و مراتك أخر فترة هاه بلاش تظلمهم معاك أكتر من كده لأن وقتها الفجوه هتزيد بينكم ومفيش أي حد هيقدر يساعدك بعدين
غادرت وتركته يفكر في حديثها ليعاود العمل مجدداً كي يهدأ قليلاً لكن لا يعلم سبب توتره من حديث عمته معه ليجلس وهو يفكر هل أخطأ حقاً مع زوجته و ابنته ؟!
أم أن الجميع انتبه لإهماله لهما حتى يوم العطلة يقضيه خارج المنزل كي لا يستعيد ذكريات خاصة بينه و بين جده ليقرر العودة للمنزل للتحدث مع زوجته و إنهاء هذا الأمر .. أخبر السكرتيرة أنه سيغادر ولن يعود اليوم و طلب منها أن تلغي أي لقاء اليوم أو تأجله ليوم أخر عاد للمنزل ليعلم من الخادمة أن زوجته في غرفتهما ليصعد إليها فتح الباب اقترب منها بهدوء وهو ينظر لها لقد أصبحت امرأة أخرى ليجلس أمامها على الفراش و يضمها بقوة ليبكيا معاً بصوت مرتفع
يتبع...