-->

رواية جديدة عبير الليل لعلا السعدني - الفصل 11 - الجمعة 5/9/2025

 

قراءة رواية عبير الليل كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية عبير الليل

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني 


الفصل الحادي عشر 


تم النشر الجمعة 

5/9/2025

(مكيدة)


شعرت (لارا) وقتها بتوتر كبير، ثم قررت ان تخرج من ذلك المكان الذى لم تكن تعلم عنه شئ، ثم ضغطت مرة اخرى على الزر لتعود المكتبة إلى هيئتها السابقة، وتنغلق المكتبة على ذلك السرداب اخذت نفس عميق ونظرت للصندوق الذى بيدها وهى لا تعلم ماذا عليها أن تفعل ولكنها قررت ان تشارك (خالد) ذلك السر الكبير الذى اكتشفته للتو، لن تخفى عليه شئ ..


قررت أن تدلف إلى الجناح الذى به الهاتف، كانت خطواتها لها صدى صوت على الأرضية الخشبية المصقولة، التي تغطيها سجادة شرقية بظلال داكنة من الأحمر والذهبي فتحت الباب المزدوج برفق، كانت الجدران كانت مكسوة بورق حائط فاخر بلون البيج المزخرف بنقوش نباتية ذهبية، بينما النوافذ الطويلة، التي تتدلى منها ستائر مخملية ثقيلة باللون الأخضر الزيتي، تطل على الحدائق الخارجية في منتصف الغرفة تقريبًا، استقرت طاولة خشبية صغيرة مصقولة بعناية، تحمل الهاتف الذي بدا وكأنه تحفة فنية أكثر من كونه وسيلة اتصال ..


كان الهاتف أسود اللون، قاعدته المعدنية ثقيلة ومزينة بنقوش دقيقة الميكروفون كان مثبتًا بشكل عمودي في منتصف القاعدة، جلست (لارا) على المقعد المبطن بالمخمل الأحمر، أصابعها ترتجف قليلًا وهي ترفع السماعة الثقيلة، وضعت السماعة بجوار أذنها، ثم وجهت شفتيها نحو الميكروفون الثابت ثم قالت بصوت منخفض يحمل بعضا من التوتر 

- مرحبًا؟ أحتاج للاتصال الآن .. هل يمكنك تحويل المكالمة؟


استمرت يدها الأخرى في شد طرف فستانها الحريري الطويل أغمضت عينيها للحظة، تحاول أن تهدئ نبضات قلبها التي تصاعدت مع كل ثانية تمر صوت طقطقة خافت صدر من الهاتف، تبعه صوت دافئ من الطرف الآخر

- مع من تودين التحدث يا سيدتي؟


اجابته بهدوء

- مع رقم (....) .. يجب أن أتحدث إليه فورًا


بينما انتظرت الرد، أخذت تحدق في ضوء المصباح المائل على الهاتف، وهى تشعر بتوتر بالغ لأنها لا تعلم ماذا يجب عليها أن تقول، على الجانب الآخر تحدث الموظف قائلاً إلى (خالد)

- سيد (خالد)، لديك مكالمة من الرقم (....) هل ترغب في الرد؟


على الطرف الآخر، كان (خالد) جالسًا في مكتبه، يرفع السماعة، قائلاً بصوت عميق

- نعم، أنا على الخط


عاد الخط ليصبح مباشرًا بين (لارا) و(خالد)، لتبدأ المحادثة التي تنتظرها بفارغ الصبر، اجابت (لارا) على الفور بصوت منخفض

- (خالد) .. إنها أنا، يجب أن نتحدث الآن .. أريد مقابلتك


ابتسم (خالد) ثم قال ممازحًا إياها 

- قلت لكى انكى لن تستطيعى مقاومة سحرى


هزت (لارا) رأسها بآسى ثم قالت

- لن تتغير أبدًا (خالد) ... اريد مقابلتك لشئ آخر شئ هام للغاية


شعر (خالد) بإنها تتحدث بجدية لذا

- حسنًا سآتى إليك على الفور


اغلقت (لارا) الهاتف وهى تتطلع لتلك المقابلة، وضعت يدها على قلبها وهى لا تعلم ماذا يجب ان تفعل حول ما اكتشفته، ولما جدها ترك لها ذلك الأمر مخفيًا ولم يخبرها به ..

❈-❈-❈

اتجه نحو الجناح الذي أخبره الخادم بأن (لارا) تنتظره فيه، كانت عيناه تحملان خليطًا من الفضول والقلق، فالمكالمة التي تلقاها منها لم تكن عادية، وصوتها كان يحمل شيئًا مختلفًا هذه المرة، عندما دخل الغرفة، وجدها جالسة على أحد المقاعد الوثيرة، يديها تحتضنان صندوق صغير، رفعت رأسها عندما رأته، وقالت بابتسامة باهتة

- شكرًا لأنك أتيت بتلك السرعة


اقترب منها (خالد) بخطوات ثابتة، ثم قال ممازحًا وهو يجلس أمامها

- ما هذا الأمر المهم؟ هل اكتشفتِ حبك لي أخيرًا؟


نظر إليها نظرة مليئة بالمشاكسة، وكأنه يريد أن يخفف من توتر الأجواء، رفعت (لارا) حاجبيها ونظرت إليه بجدية، محاولة أن تخفي ابتسامتها، ثم قالت وهي تشيح بوجهها

- لا، (خالد) .. أنا جادة هذه المرة


مدت يدها وقدمت له الصندوق، أمسك به، وهو ينظر إليه بتعجب، ثم سأل

- ما هذا؟


قالت وهي تشير إليه بعينيها 

- افتحه وسترى


فتح (خالد) الصندوق بحذر، ليجد بداخله ورقة مطوية بعناية أخرجها، ثم فتحها ببطء، وإذا بخريطة مرسومة بخط يدوي تظهر أمامه تجمد لوهلة، شعر بتوتر يتسلل إلى ملامحه، ثم ازدرد ريقه بصعوبة، وقال بصوت خافت

- ما هذا؟


ردت (لارا) بهدوء

- هذا ما تركه لي جدي .. كنز لا أعلم شيئًا عنه، لكنه بالتأكيد يخفي الكثير


نظر إليها بدهشة ممزوجة بحيرة، ثم سأل

- وماذا تنوين أن تفعلي؟


قالت بثقة، وعيناها تلمعان بالحماس

- لا أعلم تمامًا، لكنني أرى أن الأمر يستحق المغامرة، وسأحتاجك معي .. أليس كذلك؟


صمت (خالد) للحظات، وتغيرت ملامحه قليلًا، شعرت (لارا) بشيء غريب، وكأن هناك ما يخفيه خلف هدوئه ذلك اقتربت منه وقالت

- ما بك ؟


انتبه (خالد) إلى صوتها واستفاق من شروده ، ثم ابتسم ابتسامة مطمئنة وقال

- بالطبع، حبيبتي، أنا في كل خطوة معكِ لا تقلقي، لن أترككِ أبدًا


شعرت (لارا) بسعادة كبيرة وابتسمت له بامتنان، ثم قالت بحماس

- سنسافر إلى جزيرة (إيجينا) غدًا


رفع حاجبيه بدهشة وقال

- بهذه السرعة؟! أعطني مهلة ثلاثة أيام فقط لأرتب أموري


أومأت برأسها وقالت بابتسامة دافئة

- حسنا .. شكرًا لأنك دائمًا بجانبي عندما أحتاجك


اقترب منها قليلاً، وحدق في عينيها بنظرة عميقة قبل أن يقول

- لكنني أريد أكثر من الشكر .. عرض الزواج الذي قدمته لكِ ما زال قائمًا، وأنا رهن إشارتك في أي وقت


شعرت (لارا) بالارتباك والخجل، وظهر احمرار طفيف على وجنتيها نظرت إليه بصمت للحظات، ثم قالت بصوت منخفض

- موافقة ..


ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة، فها هو قد حقق غرضه ولكن ..

❈-❈-❈

كان يقود سيارته ببطء في شوارع المدينة، لكنه لم يكن يشعر بشيء سوى القلق كانت تلك الرسالة التي اكتشفتها (لارا)، تلك الخريطة التي تركها لها جدها بمثابة جرس إنذار في ذهنه، كيف وصلت إلى هذا المكان؟ 

كيف اكتشفت سر الكنز؟ 

كانت تلك الفكرة تطارده باستمرار وكلما فكر فيها، ازداد شعوره بالضغط، كان يعلم أن هذا الاكتشاف سيعطل خططه تمامًا، (لارا) على وشك اكتشاف كل شيء، وهذا لم يكن في حساباته ..


وصل (خالد) إلى المكتب التلغرافي وخرج مسرعًا من السيارة عندما دخل إلى المكتب، توجه مباشرة إلى موظف التلغراف، الذي كان يقف خلف مكتب خشبي قديم أخذ نفسًا عميقًا وابتسم ابتسامة دبلوماسية ثم قال (خالد) وهو يسحب محفظته من جيبه

-أريد أن أرسل تلغراف .. إلى شخص في جزيرة (إيجينا)


أخذ الموظف ورقة وبدأ بكتابة ما طلبه (خالد) منه وعندما انتهى، قال له (خالد) بصوت منخفض

- تواصلوا به فورًا يجب أن يتلقى الرسالة في أسرع وقت

❈-❈-❈

في جزيرة (إيجينا) ..

 كان (آدم) يستلقي على الأريكة في شقته الصغيرة كان المكان هادئًا، يراقب الساعة بصمت وبملل فكم يتمنى ان تنفذ خطتته كما فكر بها .. ولكن فجأة، سمع صوت طرقات على الباب فتحه ليجد موظف التلغراف الذي سلم له رسالة مختومة، تأمل (آدم) الرسالة لحظة قبل أن يقرأ محتواها بسرعة الكلمات كانت واضحة، وفهمها بسهولة

(لقد علمت (لارا) عن الأمر برمته وعلمت مكان ما تبحث عنه، وهي في طريقها إلى جزيرة (إيجينا) )


شعر (آدم) بغضب مفاجئ، سقطت الورقة من يده وهو يهمس في نفسه بصوت خافت

- كيف علمت بذلك؟ كيف وصلت إلى الخريطة؟


فجأة، امتلأ قلبه بالغضب والشك فهذا الكنز ملكه وحده، وهو لن يسمح لأي شخص أن يسرقه منه فكر للحظة في الخطة التي كان قد أعدها، ثم قرر في نفسه أن عليه تغييرها بالكامل

- لن أدعها تأخذ شيئًا مني هذه المرة، سأكون أكثر حذرًا


كان الغضب يتصاعد داخل (آدم) وابتسم بخبث وهو يخطط لما سيفعله لاحقًا، لم يكن أمامه سوى خيار واحد تغيير كل شيء ثم اردف لنفسه قائلاً بثقته المعهودة

- هذا الكنز لي، ولن أسمح لأي شخص أن يأخذه منى حتى لو كانت (لارا) حفيدة (زاهر) باشا


ثم ابتسم بسخرية وهو يمزق تلك الرسالة التى بيده وقرر ان يواجه (خالد) ويتحدث معه ليفهم ما حدث ..

❈-❈-❈

في ظهيرة اليوم التالى ..

كانت الشمس قد بدأت في الارتفاع ببطء فوق ميناء (بيريوس) حيث رست السفينة القديمة القادمة من جزيرة (إيجينا) كان الميناء يعج بالحركة، مع عربات خيل وشاحنات صغيرة تحمل البضائع إلى الشاطئ الحواجز الحديدية القديمة على الميناء كانت تصد الرياح الخفيفة، خرج (آدم) من على متن السفينة بخطوات ثابتة وواثقة كان يرتدي بدلة رسمية أنيقة بلون داكن، يتناسب مع طابع تلك الفترة البنطال كان مفصلًا بعناية، بينما كانت سترة البدلة مزودة بأزرار معدنية لامعة على الأكتاف شعره الداكن كان قصيرًا ومصففًا بدقة، أما على يده، كان يرتدي ساعة جيب فضية تلمع في ضوء النهار، وعيناه تحملان توترًا واضحًا، وكأنهما تبحثان عن شيء ما بين الحشود ..

كانت خطواته هادئة، لا تسبقها ولا تواكبها أي حركة غير ضرورية، مر أمامه أحد العمال حاملاً حمولته على عربة يدوية قديمة، لكن (آدم) لم يعطه التفاتًا كان يحدق بعيدًا نحو الشارع الرئيسي الذي سيقوده إلى بيت (خالد) ..


في عقله، كان يتساءل كيف علمت (لارا) ؟

 وكيف يمكن أن تكون قد وصلت إلى هذه المعلومات قبل أن يكمل خطته؟ 

ولكن لم يكن لديه وقت ليفكر كثيرًا كانت أولويته الآن هي معرفة ما حدث بالضبط، ولهذا سارع في خطواته نحو الخارج، حيث كانت عربة مغطاة في انتظاره لتنقله إلى الجهة الأخرى من المدينة ..


بعد نصف ساعة من الوقت وصل إلى منزل (خالد) وطلب من الخدم رؤيته ليجلس فى باهة المنزل الخاص ب (خالد) وهو يشعر بملل من الأنتظار، فى تلك الأثناء اخبره الخدم ان هناك شخصا ما يريد مقابلته فتأهب (خالد) للذهاب إليه وحينها تفاجئ بوجود (آدم) أمامه الذى ظل جالسًا لا يأبه لدخول (خالد) له واضعاً قدم فوق الآخرى بتعال فازدرد (خالد) ريقه بصعوبة ثم قال

- ما الذى آتى بك إلى هنا؟ تلك ليست الخطة


ابتسم (آدم) بسخرية وقال 

- عن اى خطة تتحدث ؟! كيف سنمضى بالخطة و (لارا) علمت كل شئ عن وجود الكنز


جلس (خالد) فى المقعد المقابل له ثم سأله بفضول

- إذًا ماذا ستفعل الآن؟!


انزل (آدم) قدمه اليمنى من اعلى اليسرى ثم قال

- اريد ان اعلم كيف علمت (لارا) بشأن الكنز .. قص لى ما حدث 


هز (خالد) كتفاه بلا مبالاة وهو يقول

- لا اعلم لقد قالت لى انها وجدت ذلك الصندوق ووجدت به خريطة تنبئها عن وجود كنز .. لم تخبرنى كيف وجدت ذلك الصندوق


امسك (آدم) رأسه بعدم تصديق ثم قال

- كان عليك سؤالها يا غبى؟! لما لم تسألها .. وكأنك تخبرها انك تعلم عن ذلك الكنز .. لما لا تتفاجئ بوجوده


ازدرد (خالد) ريقه بصعوبة ثم قال

- حسنًا .. لم اكن اتخيل انها ستعلم شئ عنه لذا تفاجئت بمعرفتها، ولم اجد فرصة ان اسألها اين وجدت تلك الخريطة؟

شعر (آدم) بغضب جم وسأله

- وهى لم تشك بك او انك كنت تعلم عن الكنز ذلك سابقًا

هز (خالد) رأسه نافياً وهو يقول

- لا لم تسألنى 


هز (آدم) رأسه بغيظ وهو يقول

- يا لكم من ثنائى ابله للغاية .. حسنًا غبائها ذاك سيفيدنى


نظر له (خالد) باهتمام، وكأنه كان قد اعتاد من (آدم) ان يوبخه او ربما لأنه ينتظر منه المال الذى اتفقا عليه ليأخذه منه وسأله

- وماذا تنوى ان تفعل الآن؟! ماهى الخطة الجديدة؟


صمت (آدم) للحظات وهو يفكر ماذا يجب ان يفعل الآن ثم نظر له وقال 

- حسنًا.. ستذهب معها إلى (إيجينا) وستسلمها لى على ارض الجزيرة، ولا اريد ان ارى وجهك مرة ثانية ساتصرف انا معها


رمش (خالد) بعينه وهو لا يفهم شئ، إذًا ما دوره فى تلك اللعبة واين ثمن اتعابه الذى قام بها ففهم (آدم) ما يجول بخاطره لذا قال

- المبلغ الذى اتفقنا عليه سيكون لديك بعد انتهاء تلك المهمة لا تقلق


ظهرت على وجه (خالد) شبح ابتسامة خافتة حينها نهض (آدم) عن مقعده وهو يقول

- القاك فى (إيجينا) بعد غد اريد (لارا) فى قبضة يدى


هز (خالد) رأسه إيجابًا، وما ان انصرف (آدم) حتى ظل يتذكر وهو فى (مصر) كيف أن عائلته خسرت بعضًا من اموالها وما تبقى معه لا يكفى لأن يعيش الحياة التى اعتاد عليها كان يشعر بغضب شديد لانه فقد امواله وليس له اى دخل آخر حتى جاء له عرض (آدم) على طبق من ذهب تذكر تلك الليلة التى كانت بعد مغادرته المنزل وهو يشعر بغضب جم قرر أن يذهب إلى الخمارة القديمة في الزقاق المظلم كانت الأضواء الباهتة تتساقط على الأرض، والهواء مشبع برائحة الخمر والتبغ دخل كل خطوة يخطوها تبتعد به عن العائلة والعادات التي نشأ عليها جلس على الطاولة المظلمة في الزاوية، يطلب كأسًا من النبيذ الأحمر ليغرق داخل هموم، كان همه الأول الآن هو المال، بعد أن ضاقت به السبل وأصبح في مأزق لا يعرف كيف يخرج منه وبعد خسارة عائلته لجزء كبير من ثروتهم ..

بينما كان ينشغل بتفكيره، دخل (آدم) إلى الخمارة بهدوء، اقترب من الطاولة التي يجلس عليها (خالد) وأخذ مقعدًا مقابل له، نظر إليه (خالد) بملل، ثم سأل بصوت خافت

- من أنت؟ ولما تجلس هنا معى


- انا (آدم فاسيليو)


ابتسم (خالد) بسخرية وسأله

- ماذا تريد منى؟! انا لم اراك من قبل


ابتسم (آدم) ابتسامة صفراء وقال بهدوء:ط

- لا تقلق، يا (خالد) .. لدي عرض لك قد يحل مشاكلك المالية


رفع (خالد) حاجبيه بتساؤل، ثم طلب كأسًا آخر من الخمر وهو يقول

- عرض؟ وحل مشاكلى المالية؟! ماذا تقصد؟!


أشار (آدم) إلى النادل ليحضر لهما شرابًا، ثم قال

- ليس الأمر كما تعتقد أريدك أن تتزوج من (لارا)


توقف (خالد) عن شربه للحظة، وحدّق في (آدم) وكأن الكلمات كانت غير واضحة في ذهنه، ولم يفهم مغزى حديثه

- من؟! (لارا)!!! تقصد صديقتى التى باليونان


أجاب (آدم) بسرعة

- آجل


هز (خالد) كتفيه بعدم فهم وسأله مجدداً 


- لما ؟!


اجاب (آدم) بهدوء

- (لارا) لديها خريطة لمكان الكنز الذي ابحث عنه مكان هذا الكنز لا يمكنني الوصول إليه إلا عندما أكون داخل منزلها ولكي أدخل المنزل، أحتاجك أن تكون زوجها


القى (خالد) بنظرة مشككة على (آدم) ثم قال ساخرا 

- ماذا تقصد؟ هل تعني أن هناك كنزًا حقيقيًا، انت تهزى بالتأكيد


ابتسم (آدم) ولكن هذه المرة ابتسامة خبيثة، وقال

- نعم، هناك كنز، لكنك لن تكون خالي اليدين عندما أجد الكنز، سيكون لك نصيب، لكن عليك أن تنفذ الخطة بحذافيرها، تزوج من (لارا) ومن ثم غادروا إلى (مصر) حينها سأستطيع دخول منزلها بإريحية


شعر (خالد) بشيء من الحيرة، ولكنه في ذات الوقت لن يستطع تجاهل الفرصة، هو في وضع صعب ولا يستطيع خسارة فرصة كهذه وبعد لحظات من التردد، قال

- هل تعني أنني سأحصل على نصيبي من الكنز؟ وأنه بالفعل هناك كنز، وليست مجرد خدعة؟ 


ابتسم (آدم) ابتسامة خفيفة، ثم قال

- نعم (خالد) كل شيء سيكون كما وعدت سيظل الكنز ولكن عليك أن تتزوج (لارا)؛ وتنفذ الخطة التي اتفقنا عليها 


أخذ (خالد) نفسًا عميقًا، وشعر بارتياح داخلي كانت الفرصة الوحيدة التي قد تنقذه من عواقب الحياة التي فرضت عليه، لكن كان لا بد له من أن يكون حذرًا ومع ذلك، لا شيء يهمه الآن سوى المال 

- حسنا، أوافق، وسأقوم بما تطلبه ولكن أريد دفعة اولية


- حسنا سأعطى لك مبلغ من المال عند الزواج بها


ثم أردف (آدم) بثقة

- لن تخسر شيئًا (خالد) عليك فقط أن تتزوج منها، وتتابع اللعبة سنصل إلى ما نريد، ولكن لا تخرج عن الخطة


ثم نهض (آدم) من مكانه، قائلاً

- سألقاك قريباً 


شعر (خالد) بشيء من الطمأنينة، وهو يراقب (آدم) يغادر الخمارة يبدو أن تلك الليلة ستكون بداية لعهد جديد، مليء بالتحديات ولكن أيضاً بالفرص التي لن يضيعها ..


عاد إلى الواقع وهو يقول لنفسه

- معذرة (لارا) ولكن النقود اهم ..

❈-❈-❈

بعد مرور يومان ..

فى الصباح على متن السفينة التي كانت تهزّها الأمواج بهدوء، كانت (لارا) تقف على حافة السطح، عيونها تلمع وهى تراقب الأفق البعيد كانت السفينة كبيرة، مع جدران خشبية عتيقة، صوت البحر كان يملأ الأجواء، كانت تمشي بسرعة على سطح السفينة، عيونها تراقب البحر بأمل كبير، متحمسة للمغامرة التي تنتظرها كانت متشوقة لزيارة جزيرة (إيجينا) وفكرة الزواج التي هى مقبلة عليه بعد هذه الرحلة ..


بينما كان (خالد) يراقبها من بعيد، شعر بابتسامة تتسلل إلى وجهه اقترب منها وهو يتنفس هواء البحر المنعش، ووقف إلى جانبها فقالت (لارا) بتفاؤل عميق، وهي تشير بيدها إلى الأفق

- أتعلم يا (خالد) أنا متحمسة جدًا! هذه الرحلة ستكون مليئة بالمفاجآت، أستطيع أن أشعر بذلك


ابتسم (خالد) ابتسامة واسعة، ثم قال بنبرة خفيفة وساخرة

- الست متحمسة لزواجنا ؟


توقف قلب (لارا) للحظة، ثم توردت وجنتيها بلون وردي خفيف، وأدارت رأسها بعيدًا وهي تقول بحرج

- كف عن أن تُحرجني يا (خالد) أنت تعرف جيدًا أنني لا افكر الآن بالزواج


ابتسم (خالد) بخفة، وهو يلاحظ خجلها الذي كان يفضح مشاعرها ثم أخذ نفسًا عميقًا وهو يراقب البحر من حولهم، ثم قال لها بنبرة واثقة

- أنا واثق أن جزيرة (إيجينا) ستكون فصلًا جديدًا في حياتك (لارا) فصل مليء بالمغامرة والفرص .. وربما سنكتشف شيئًا أكبر من ما كنا نتوقع


نظرته كانت مليئة بالغموض، مما جعل (لارا) تشعر بشيء من الحيرة في قلبها، ابتسمت (لارا) أخيرًا وقالت، وهي تضع يديها أعلى حاجبيها لحماية عينيها من الشمس

- ربما على الأقل سنكون معًا في هذه المغامرة يا (خالد) ..

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة