رواية جديدة عبير الليل لعلا السعدني - الفصل 10 - الثلاثاء 2/9/2025
قراءة رواية عبير الليل كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عبير الليل
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل العاشر
تم النشر الثلاثاء
2/9/2025
(١٩٢٠)
عندما توقف المصعد عند الطابق المنشود، كان صوت الجرس كافيًا لإعادتها إلى الواقع خرجت (لارا) بسرعة دون أن تقول شيئًا، بينما وقف (خالد) داخل المصعد، ينظر إليها بعينين مليئتين بالترقب ..
لم تلتفت (لارا) إليه، لكنها شعرت بقلبها ينبض بعنف وهي تسير مبتعدة، تتساءل ماذا يجب عليها ان تفعل او تقول، شعرت باضطراب فى مشاعرها لم تكن تصدق أن الكلمات التي سمعتها خرجت من فم (خالد) كيف يمكنه الاعتراف بهذه السرعة؟! شعرت بمزيج من الدهشة والارتباك، لكن وسط كل ذلك، كان هناك شعور خفي بالفرح يتسلل إلى قلبها أهذا هو تأثير كلماته؟ أم مجرد غرور أنثوي لإعجاب شخص ما بها؟
بخطوات بطيئة، فتحت (لارا) باب المنزل، وما زالت ملامح وجهها تحمل أثر الصدمة، بينما كان (خالد) لا يعرف ما حدث لتلك الفتاة ولما لم تجيبه على عرضه حتى لو كان بالنفى شعر بضيق شديد من تصرفها ذاك او ربما بالأهانة لا يعلم، فى حين دخلت (لارا) المنزل وهى هائمة على وجهها، فنظرت لها والداتها بإندهاش ثم بادرتها والدتها بابتسامة دافئة وهى تقول
- أتريدين الغداء يا حبيبتي؟ يبدو أنكِ متعبة
هزت (لارا) رأسها بابتسامة صغيرة وكأنها تحاول إخفاء مشاعرها
- لا يا أمى ليس لديّ رغبة في الطعام الآن
ثم اتجهت إلى غرفتها بهدوء، مما أثار دهشة والدتها التي حدقت بها بقلق قائلة
- ما بها تلك الفتاة؟
بعد أن أغلقت باب غرفتها خلفها، أسرعت بالاتصال بصديقتها (نهى) كى تحدثها بكل شئ حدث معها وتطلب منها النصيحة وضعت الهاتف على اذنها وما ان اجابتها (نهى) حتى دون ان تتحدث قالت (لارا) مسرعة
- (نهى)، أحتاج إلى التحدث معكِ، لقد حدث أمرًا ما
ردت (نهى) بنبرة قلق
- ماذا هناك؟ يبدو من صوتكِ أنكِ مرتبكة
أخذت (لارا) نفسًا عميقًا قبل أن تبدأ في سرد ما حدث بينها وبين (خالد) في المصعد، وما ان قصت عليها كل شئ قالت
- لا أصدق أنه اعترف لي بهذا الشكل! لم أكن أتوقع أن يحدث هذا أبدًا بتلك السرعة لا أعلم كيف أصف شعوري، لكنني .. سعيدة؟ نعم، سعيدة بأنه معجب بي
ضحكت (نهى) بخفة ثم أجابتها
- يا فتاة، هل جننتِ! إذا كنتِ لا تشعرين بشيء تجاهه، فلماذا تسعدين بهذا لذلك الحد ؟
شعرت (لارا) بالتردد للحظة قبل أن تجيبها بهدوء
- لا أعرف يا (نهى) ربما لأنني لم أتخيل أن شخصًا ما يمكن أن يحبني بهذه السرعة
ردت (نهى) بنبرة حازمة
- حسنًا، إن كنتِ لا تشعرين بشيء نحوه، فلا تورطي نفسكِ في علاقة جديدة استمعي إلى قلبكِ أولاً
- معكى حق يا فتاة
اغلقت (لارا) معها الهاتف وهى تفكر فى حديث (نهى) فبالفعل هى محقة لم تعد تعلم لما تشعر بالسعادة وهى لا تكن له مشاعر خاصة، تذكرت انها لم تجيبه وتركته هكذا فى المصعد فوضعت يدها على فمها بعدم تصديق، ثم امسكت هاتفها مرة آخرى وترددت (لارا) قبل أن تتصل ب (خالد) لكن كان عليها الأتصال لإيضاح الأمور له، عندما أجاب، قالت بنبرة مترددة
- (خالد) كنت أفكر فيما قلته لى .. أعتقد أنني بحاجة إلى بعض الوقت للتفكير، مثل تلك المواضيع لا تُحسم بهذه السرعة
رد (خالد) بصوت هادئ مطمئن
- لا تقلقي، (لارا) خذي كل الوقت الذي تحتاجينه، سأظل أتعامل معكِ بشكل طبيعي طوال الوقت، حتى وإن رفضتى حبى
ابتسمت قليلًا ثم أجابته
- حقًّا انت شخصًا رائع ومتفهم للغاية
أغلقت الهاتف وهي تشعر بارتياح طفيف، ثم قررت أن تبتعد عن هذه الأفكار قليلاً وتفتح كتابًا لتقرأه ..
بينما كانت تنغمس في صفحات الكتاب، بدأت تشعر بثقل جفونها يغلبها أغمضت عينيها ببطء، ووجدت نفسها في عالم آخر، عالمٍ تمنت أن تكون فيه ولو ليوم واحد، فهل أتت لها الفرصة على طبق من ذهب؟! ..
❈-❈-❈
فى سنة 1920 تحديدا فى اليونان داخل اثينا ..
وقفت (لارا) أمام مرآة ذات إطار ذهبي عتيق في غرفتها، تتأمل انعكاسها بعينين يملؤها الفخر من جمالها شعرها البني الغامق مُصفف إلى الخلف في تسريحة كلاسيكية أنيقة، مع خصلات متموجة تنسدل على جانبي وجهها كانت ترتدي فستانًا من الحرير الأزرق الداكن يصل إلى الكاحل، بأكمام طويلة من الدانتيل، زُيِّن خصرها بحزام رفيع من الساتان بنفس لون الفستان، أكملت مظهرها بقبعة صغيرة مزينة بالريش وشريط حريري، تعكس موضة تلك الحقبة ..
نظرت إلى نفسها بابتسامة خفيفة وشعرت بالرضا عن مظهرها، متسائلة عما إذا كان (خالد) سيلاحظ هذا التغيير فقد مرت سنة منذ آخر مرة رأته، وعادت ذكريات طفولتهما المشتركة تتدفق إلى ذهنها، تقدمت (لارا) نحو ميناء (بيرايوس)، الذي كان يعج بالحركة السفن الشراعية الكبيرة تترنح في المياه الزرقاء، بينما يقف البحارة على أرصفة الميناء ينقلون الصناديق الخشبية المليئة بالبضائع كانت الروائح مزيجًا من الملح والبحر والتوابل القادمة من الأسواق القريبة ..
على الرصيف، وقف مجموعة من الرجال يرتدون بزات أنيقة مع قبعاتهم العالية، يتحدثون بصوت عالٍ عن التجارة والسياسة بجانبهم، كانت هناك عربات تجرها الخيول تنقل الركاب والحقائب ارتفعت صيحات البائعين الذين يعرضون بضائعهم، من فاكهة طازجة إلى زهور ملونة ..
وقفت (لارا) على طرف الرصيف، عيناها تراقبان السفينة القادمة من (مصر) والتي بدأت تظهر ببطء في الأفق شعرت بالحماس والتوتر يسري في عروقها ما إن رست السفينة، وبدأ الركاب ينزلون على الرصيف، حتى وقع بصرها على (خالد)، الذى كان يرتدي معطفًا بنيًا داكنًا وقبعة مستديرة تتناسب مع أزياء الرجال في العشرينيات ما إن رآها حتى أشرق وجهه بابتسامة عريضة، ولوّح لها بيده، ثم اقترب منها بخطوات واثقة وهو يقول
- يبدو أنني عدت لأجد صديقتي الصغيرة قد أصبحت شابة أنيقة!
قالها مازحًا وهو ينظر إليها بإعجاب، ابتسمت (لارا) بحرارة وهي تشعر بسعادة غامرة تغمر قلبها، ثم قالت
- اشتقت إليك كثيرًا، (خالد) لم أكن أظن أن الغياب يمكن أن يكون بهذا الطول!
قادته (لارا) في سيارتها ذات الطراز الكلاسيكي، وهي سيارة صغيرة أنيقة بلونها الأخضر الزيتوني حيث كانت السيارة تحفة فنية على عجلات، بلون أسود لامع يبرز فخامتها تحت أشعة الشمس، بينما تزينت حوافها بخطوط ذهبية أنيقة، المصابيح الأمامية الدائرية الكبيرة كانت أشبه بعيون براقة ..
بمحرك يصدر صوتًا خافتًا أثناء سيرها كان الطريق إلى منزلهما يعبر شوارع (أثينا) المرصوفة بالحجارة، حيث تصطف المنازل البيضاء ذات النوافذ الزرقاء المزخرفة على الجانبين، مع أشجار الزيتون التي تلقي بظلالها على المارة ..
كان (خالد) يتحدث عن رحلته إلى (مصر) وعائلته، بينما تستمع (لارا) بابتسامة دافئة، تشعر بأن وجوده قد أعاد إليها جزءًا من روحها فقالت
- لا تعلم كم اشعر من السعادة بعودتك تلك
- اعلم ذلك يا صديقتى .. انا أيضًا كنت اشتاق لرؤيتك
قالها هائمًا فازدردت ريقها بصعوبة، وهى لا تعلم لما يتحدث بتلك الغرابة، ولكنها حاولت ان تغير مجرى الحديث قائلة
- تعلم أريد أيضًا الذهاب إلى (مصر) اشتاق إليها، فرغم اننى مصرية إلا اننى ولدت هنا ولم ارى (مصر) ولو لمرة واحدة .. كنت اتمنى ان اسافر مع جدى رحمة الله عليه، ولكن عندما توفى لم يعد لدى رغبة بالأنتقال من هنا فهنا ذكرياتى مع جدى
شعرت ببعض الألم وكأنها تسترجع تلك الذكريات ثم قالت
- تعلم اننى لم يكن لدى شخص فى حياتى سوى جدى هو من راعانى وقام بتربيتى، ومنذ وفاته وأنا اعيش على ذكراه فى ذلك القصر
هز (خالد) رأسه إيجابًا، فهو يعلم ذلك جيدًا فأردفت (لارا) قائلة
- لم يكن لدى سوى جدى وصداقتك، فوالداك كان صديق والدى رحمة الله عليه الذى لا اتذكر اى ذكرى له لانه توفى هو وأمى وانا فى الثالثة من عمرى .. لا تعلم كيف مرت على تلك السنة بدون وجودك فلم يتبقى لى احد فى الدنيا سوى صداقتك
اخذ (خالد) نَفَسًا عميقًا، ثم ربت على يدها التى كانت تقود بها السيارة ثم قال
- اعلم جيدًا عزيزتى لم تكن تلك السنة سهلة على انا الأخر .. ولكن عائلتى انتقلت منذ سنتين إلى (مصر) وكان يجب على انا اسافر لوالدى، بعد ان ترجانى طوال سنة كاملة ان اعود معه إلى (مصر) واترك (اليونان)
ثم نظر إليها وقال وهو مبتسم
- ولكنى وصلت إلى حل يرضى الجميع لن اتركك او اتركهم
نظرت إليه بدهشة وقالت وهى لا تصدق
- حقًّا يا (خالد)؟! هل قررت الأستقرار فى (أثينا)؟!
ابتسم بهدوء ورزانة ثم قال
- حسنًا عزيزتى لا تتعجلى سأخبرك بكل شئ فى الوقت المناسب .. الآن صلينى فقط إلى المنزل فانا اود ان ارتاح من عناء السفر
هزت رأسها إيجابًا ثم قادت السيارة وتوجها معًا إلى المنزل الخاص به وقامت بتوديعه وقام بدعوتها غدًا على العشاء لأنه يريدها فى موضوع هام، بعد ان اختفى عن انظارها قادت السيارة مرة آخرى ولم تعد تشعر بالغربة التى كانت تشعر بها طوال سنة ماضية فهاهو صديق طفولتها قد عاد ..
❈-❈-❈
فى مساء اليوم التالى ..
اجتمعت الأضواء الدافئة في مطعم أنيق يعكس عراقة العشرينيات في قلب (أثينا) كان المطعم يقع في أحد المباني الكلاسيكية المهيبة، ذو سقف مرتفع مزين بالثريات الكريستالية التي تتلألأ كنجوم الليل الجدران مكسوة بورق حائط مخملي باللون العنابي، مزينة بلوحات فنية تصور مشاهد من الأساطير اليونانية الطاولات المستديرة كانت مغطاة بمفارش من الدانتيل الأبيض، تتوسطها شمعدانات فضية تُضفي لمسة من الرقي ..
كان العزف الحي ينبعث من منصة صغيرة في الزاوية، حيث كانت فرقة موسيقية تعزف ألحانًا ناعمة على البيانو والكمان ..
دخل (خالد) و (لارا) إلى المطعم، حيث كان (خالد) مرتديًا بذلة سوداء أنيقة، مع ربطة عنق زرقاء متناغمة مع فستان (لارا) الحريري الأخضر الذي أضفى عليها هالة من السحر جذب (خالد) المقعد لها بلطف لتجلس ثم جلس معها وطلبا العشاء سويًا، وظلا يثرثران لبعض الوقت لكنه نهض فجاءة ثم انحني بخفة ليهمس لها قائلا
- سأكون سعيدًا لو منحتيني رقصة قبل العشاء
نظرت إليه (لارا) بدهشة وابتسامة خجولة ترتسم على وجهها، وقالت
- الآن؟ قبل تناول العشاء!
ابتسم (خالد) بثقة وأجاب
- وما العيب؟ هيا (لارا) لا تكونى خجولة
أخذ يدها برفق، وقادها إلى وسط القاعة حيث كانت الموسيقى الهادئة تعم المكان وضع يده على خصرها بلطف، وبدأ يقودها بخطوات بطيئة متناغمة مع الألحان، لم تستطع (لارا) سوى أن تستسلم لتلك اللحظة الساحرة، وهي تراقب عينيه اللتين تعكسان مزيجًا من المرح والجديّة ..
قالت وهي ترفع حاجبها بفضول
- إذًا (خالد)، ما الموضوع الهام الذي أردت مناقشته؟
ضحك بخفة وهو يهمس
- دعينا نستمتع بهذه اللحظة، سأخبرك كل شيء حين يحين الوقت
ابتسمت (لارا) وشعرت بسعادة غامرة تغمرها كانت تلك اللحظات كأنها مأخوذة من حلم جميل مع انتهاء الرقصة، قادها (خالد) بلطف إلى طاولتهما، حيث بدأوا في تناول أطباق تقليدية من الأسماك المشوية والسلطات الطازجة ..
بعد لحظة من الحديث العابر، وضع (خالد) شوكته ونظر إليها مباشرة، عينيه تعكسان جدية لم تعهدها من قبل ثم قال بهدوء
- (لارا) الموضوع الهام هو .. أريد أن أبدأ حياة جديدة معك .. أريد الزواج منك
شعرت (لارا) بصدمة مفاجئة، وسألته متلعثمة
- م .. ماذا تقصد؟
تابع (خالد) بابتسامة مطمئنة
- أريد أن نتزوج، وأن ننتقل معًا إلى (مصر) سأكون بجانب عائلتي، وستكونين بجانبي اعدك أنك تستطيعين زيارة (أثينا) والقصر في أي وقت، أعلم كم يعني لكِ ذلك القصر فهو جميع ذكرياتك مع جدك لكنني أيضًا بحاجة إليك بجانبي
شعرت (لارا) بتوتر واضح، ووضعت يدها على قلبها وهي تقول
- (خالد) هذا مفاجئ جدًا! الزواج ليس أمرًا سهلًا، لطالما اعتبرتك صديق طفولتي .. لم أكن أعلم أن مشاعرك تغيرت نحوى للزواج
تفهم (خالد) ارتباكها، وأمسك يدها برفق وقال مبتسمًا وهو يغمز بعينه اليسرى
- أفهمك تمامًا حلوتي، لكنني أعلم أنكِ ستوافقين .. لا يمكنكِ مقاومة سحري الخاص!
انفجرت (لارا) ضاحكة وقالت
- جنونك هذا لا ينتهي أبدًا، (خالد)
تركها تضحك، وهو يدرك أن الأمر يحتاج إلى وقت لكنه كان واثقًا أن قلبها سيتجاوب مع مشاعره في النهاية ..
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي ..
لم تتمكن (لارا) من النوم طوال الليل كانت أفكارها مشوشة حول ما قاله (خالد) في الليلة الماضية كان عقلها مشغولًا بمشاعر متناقضة، فهى لم تكن تشعر بحب عميق تجاهه، لكنها أيضًا لم تستطع تجاهل حقيقة أنه صديق طفولتها، الذي يعرف عنها كل شيء، فهو الشخص الأكثر ملائمة لها كانت تتساءل كيف يمكن أن تجد شخصًا آخر مثل (خالد) الذي يشاركها ذكرياتها وأسرارها، فكرت أنها ربما ستوافق على طلبه، فهو يبدو الشخص الأكثر انسجامًا معها، رغم كل شيء صحيح انها لا تكن له مشاعر مثل التى تسمع عنها فى قصص الحب الأبدية ولكن هو (خالد) صديقها المفضل بل الأوحد ..
بينما كانت جالسة في غرفتها، قررت أن تذهب إلى المكتبة الخاصة بالقصر كانت تلك المكتبة دائمًا ملاذًا لها، مكانًا مليئًا بالذكريات والكتب القديمة التي تشبع فضولها ..
عندما دخلت المكتبة، شعرت برائحة الكتب القديمة التي تعطي إحساسًا بالهدوء والسكينة كانت المكتبة ضخمة، الجدران مغطاة بأرفف خشبية قديمة مليئة بالكتب ذات الأغلفة الجلدية، بعضها كان مليئًا بالغبار والبعض الآخر يبدو حديثًا كان هناك مقعد جلدى عتيق بجانب نافذة كبيرة، حيث يتسلل الضوء الطبيعي في ساعات الصباح ليعكس ظلاله على الأرضية الخشبية اللامعة في زاوية المكتبة، كان هناك مكتب خشبي قديم مزخرف، وعليه بعض الأوراق المتناثرة والكتب المفتوحة ..
بينما كانت تفتش بين الكتب داخل المكتبة ، لفت انتباهها أحد الأرفف بشكل غريب، مما جعلها تقترب منه وبينما كانت تلمس الكتب، لاحظت شيئًا غريبًا؛ كان هناك زر صغير مخفي وراء إحدى الكتب قررت أن تزيح الكتب الأخرى بعناية لتكشف عن الزر الكبير الذي كان مخفيًا تمامًا وبمجرد أن ضغطت عليه، حدث شيء غير متوقع؛ حيث بدأ الحائط أمامها يتحرك ببطء ليكشف عن ممر ضيق مظلم ..
شعرت (لارا) بقلق ودهشة، لكنها لا تستطيع مقاومة فضولها كان ضوء الغرفة يتسلل إلى هذا الممر المظلم، مما جعلها تشعر بشيء من الغرابة كان الممر ضيقًا جدًا، لكن (لارا) قررت أن تخوض التجربة وتدخل إلى داخل ذلك الممر ..
بينما كانت تسير في الممر، كانت خطواتها مترددة خائفة من ذلك الممر ولكن فضولها كان اكثر من خوفها ومع تقدمها أكثر، اكتشفت أنه لا يوجد شيء في هذا المكان سوى صندوق صغير موضوع في الزاوية اقتربت منه بحذر وفتحت غطاءه، فوجئت بما وجدته بداخله؛ خريطة قديمة مرسومة يدويًا نظرت إليها بحيرة، وكانت هناك إشارات توضح مكان كنز قديم همست لنفسها بدهشة
- كنز .. جدي ترك لي كنزًا؟
ولم تستطع استيعاب ما رأته أمامها، يوجد معها خريطة لكنز؟!
يتبع...