رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 24 - الأحد 21/9/2025
قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ترنيمة حب
الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الزهراء
الفصل الرابع والعشرون
تم النشر يوم الأحد
21/9/2025
لطالمَا شعرتُ بالغرابة في حياتي، وأني لا أنتمي إلى أيّ شيء، لا مِن هُنا ولا مِن هناك، لقد كُنت دائماً مثل صَدع، وفي أحتياجٍ دائمٍ للصّمت .
صعدت فاطيما إلى غرفتها برفقة نزار ، الذي قرر معرفة الحقيقة منها.
في الأسفل كان الوضع سيئًا بسبب عناد جسار وإصراره على موقفه الخاص بشأن شمس.
أردف نزار بجدية، وهو ينظر لشقيقته التي أصرت على الذهاب إلى غرفتها القديمة:
ـ من يوم رجوعي بحاول أعرف منك الحقيقة، وأنتِ رافضة، لكن بعد اللي سمعته تحت، مش هسيبك غير لما أعرف الحكاية كاملة.
رغم ترددها في البداية في إخباره، حتى لا يحدث صدام بينه وبين زوجها، تحدثت عن علاقة جسار بشمس وشكوكها، لكنها رفضت إخباره عن الصور، فهي لا تريد أن تتسبب في أزمة جديدة بين نزار وجسار
كان يستمع لحديثها بهدوء، ورغم غضبه من جسار، فهو يعلم جيدًا أنه يحب شقيقته، لكنه لن يسمح لأي شخص بإيذاء شقيقته.
تحدث بجدية:
ـ غلطانة يا فاطيما، المفروض تتكلمي معاه بهدوء وتقنعيه من غير عناد، تعرفي أن علياء وأنا اتعرضنا لنفس الموقف، وكانت زي جسار رافضة تصدق لغاية ما اتأكدت من كلامي.
نظرت له بتعجب، فهو لم يخبرها عن الأمر مطلقًا. ليكمل حديثه:
ـ اسمعيني كويس، أنا هتكلم مع جسار، وانتِ اتكلمي معاه بهدوء، وأوعدك هعرف حكاية شمس دي في أقرب وقت ولو شكوكك صحيحة، هكون أول واحد جنبك ضد جسار
ابتسمت له بحزن، ليقبل جبينها وظل معها حتى ذهبت في النوم ثم هبط إلى الأسفل ليتحدث مع جسار لإنهاء هذا الأمر.
قبل نزول نزار للأسفل، اندلعت مواجهة حادة بين جسار وسمية وسليم، وحاولت علياء تهدئة الجميع، وهي تعلم أن جسار عنيد ولن يغير رأيه بسهولة.
قالت سمية بجدية، وهي تنظر لجسار:
ـ ده مستحيل، مش هقبل تدخل حد معانا في المجموعة، وده قرار نهائي
قال جسار بعناد:
ـ يبقى آسر يخرج برا المجموعة هو كمان، مش هقبل أي استثناء
هتف سليم بغضب:
ـ إنت اتجننت؟ نسيت إن آسر ساعدنا إزاي؟ كان سبب في إنقاذ المجموعة من الإفلاس، وفتحلنا مجالات جديدة
أردفت علياء بهدوء شديد وحذر:
ـ جسار، أرجوك كفاية عناد، أنا كنت في وضع زيك بالظبط مع نزار وعاندت بغباء، لكن لما هديت وفكرت لقيت كلامه صحيح. قولي إيه سبب وجود شمس هنا النهاردة؟ بلاش تبرر وتقول جاية لفاطيما لأنها متعرفهاش أصلاً إحنا ممكن نكمل معاها المشروع ده علشان اسم الشركة، لكن تورطنا معاها في مشاريع جديدة هتبقى أكبر غلطة في حياتك، صدقني ممكن أي حد مكانك يتابع المشروع معاها، وكده هيبقى أفضل للكل
قال جسار بصرامة:
ـ قراري نهائي، المشروع هيكمل مع شمس، ووقعنا عقد جديد فيه حفلة توقيع بعد أسبوع، وأهلاً وسهلاً لكل اللي حابب يحضر
في هذا الوقت، كان نزار يهبط للأسفل، ليستمع لحديث جسار الأخير، ويتحدث بتحدٍ:
ـ المشاريع اللي بتتكلم عنها دي، المجموعة هتنسحب منها يا بشمهندس وهطلب اجتماع لأعضاء مجلس الإدارة علشان ننهي الكلام في الموضوع ده لو حابب تكمل معاها، عندك شركتك الخاصة، كمل لوحدك بعيد عننا واسمعني كويس يا جسار، قولتلك زمان وهقولها تاني أختي مش هسمحلك تاذيها مرة تانية المرة دي هقتلك، صدقني
أردف جسار بهذه الكلمات، وهو يصعد للأعلى كي يرتاح بعض الوقت:
ـ اللي عندك اعمله يا نزار، وبالنسبة لفاطيما، مش من حق حد فيكم يتدخل في علاقتي بيها.
ثم صعد إلى الأعلى، وكان عقله مشغولًا بأحداث اليوم الكثيرة، لكنه كان مصممًا على عدم الاستسلام في تحقيق أحلامه.
كان نزار يشعر بالغيظ الشديد، حاولت كل من سمية وعلياء تهدئته، بينما اتجه سليم للخارج كي يتحدث مع آسر ليعلم منه إذا كان قد حصل على معلومات عن شمس أم لا.
أما عند جسار، اتجه لغرفته ليجدها فارغة، تنهد بضيق وذهب لغرفة فيروز ظنًا منه أنها معها، ليجد الغرفة فارغة. ثم ذهب لغرفة زوجته القديمة، وجدها نائمة وتضم ابنتها، ويبدو على وجهها الحزن الشديد، ليتنهد بضيق ويترك الغرفة متجهًا لغرفته.
فشلت محاولات آسر لجمع معلومات عن شمس، يبدو أنها اتخذت احتياطاتها جيدًا. ومع ذلك، وعد سليم بأنه سيستمر في مراقبتها حتى يكشف ما تخفيه.
في أحد الملاهي الليلية، كان يجلس هناك وينتظر صديق له. اقترب منه رامي وابتسم له بحزن، ليهتف بتعجب:
ـ عاوز أفهم، ليه بتطلب نتقابل في الأماكن دي؟ الشركة موجودة.
قال بجدية:
ـ مش عاوز حد يشوفني معاك ويعرف حاجة. العيلة دي خسرتني صاحبي، وهخليهم يدفعوا التمن.
ليتحدث رامي بهدوء شديد:
ـ أنا بساعدك رغم إنك رافض تقولي سبب عداوتك لعيلة عمران، بس متنساش وعدك ليا. وإلا الشغل اللي بينا هينتهي.
غادر بعد أن قال:
ـ في الوقت المناسب، هتعرف كل حاجة. هنتقابل بعدين.
ازداد فضول رامي، لكنه قرر الانتظار حتى يحين الوقت المناسب ليعرف الحقيقة.
❈-❈-❈
مر أسبوع والتوتر يزداد بين جسار والجميع، خاصة بعدم تحدثه مع فاطيما. رغم محاولات علياء للتقريب بينهم، لكن جسار لم يتراجع. في الصباح، أعلن عن حفلة الليلة، لكن لم أحدًا يعبأ بحديثه.
ذهب نزار لغرفة شقيقته في المساء ليجدها غارقة في البكاء. اقترب منها، حائرًا في كيفية مساعدتها بعد وعده لها بعدم التحدث مع جسار. كانت تنتظر موعد ولادتها، وبعدها ستكون هناك مواجهة مع زوجها. فجأة، طرقت علياء الباب ونظرت إليهم بهدوء، ثم قالت:
ـ يلا، لازم كلنا نروح الحفلة.
نظروا لبعضهم بعدم فهم، فقالت علياء:
ـ إحنا لازم نروح الحفلة كلنا، علشان المجموعة قبل أي حاجة. وسمعت إن فيه صحفيين هيكونوا موجودين، ولو محضرناش هيبتدوا يتكلموا عننا، وشمس ممكن تستغل الموضوع ده لصالحها. ومش بعيد تكون متفقه معاهم على اللي هيكتبوه. هي شايفة إننا مش هنروح، فخلينا نفاجأها بوجودنا ونوريها إن محاولاتها مش هتنفع إيه رأيكم.
رغم غضب نزار مما يحدث، لكنه تحدث بجدية وهو ينظر لشقيقته:
ـ علياء، كلامها صحيح. إنتِ اللي المفروض تكوني مع جسار في الحفلة، مش شمس. يلا جهزي نفسك علشان نمشي كلنا سوا.
رغم شعور فاطيما ببعض الألم، لكنها رضخت لطلب شقيقها وزوجته. لم يتبق لها سوى أيام قليلة قبل وضع مولودها، وعليها أن تتحمل من أجل أطفالها فقط. وبعد ذلك، ستغادر ولن تعود مجددًا مهما حدث.
"بعد أن ارتدت فستانها الطويل ووضعت الحجاب على رأسها، نظرت إلى نفسها في المرآة بثقة. وضعت يدها على بطنها المنتفخ، ثم اتجهت للأسفل لتحية الجميع. ركبوا السيارة وطلبت من المربية البقاء مع فيروز حتى يعودوا. عند وصولهم إلى الحفلة، وجدوا المكان مزدحمًا برجال الأعمال والصحفيين. تصرف جسار بلباقة ورحب بالجميع رغم تفاجئه بوجودهم. عندما اقترب من زوجته، قبل رأسها، مما زاد غيظ شمس بشدة، خاصة مع تجاهل الصحفيين لها بعد حضور فاطيما. لكنها لم تستسلم بسهولة وقررت التصرف.
اقتربت شمس من جسار بابتسامة مصطنعة، لتحيي الجميع، ثم تحدثت بمكر:
ـ معلش يا جسار، ممكن تيجي معايا شوية؟ فيه ناس هنا عاوزين يتكلموا معاك.
ذهب جسار مع شمس بعد أن اعتذر من الحضور، ليقف مع رجال الأعمال. كانت شمس تقترب منه بشكل مثير عمدًا، لكن جسار كان يحاول تجاهل الأمر. كانت فاطيما تراقب المشهد بغضب شديد، وفجأة وقفت وهتفت بتعب:
ـ عاوزة أروح للدكتورة حالاً يا نزار.
شعر نزار بالقلق الشديد وهو ينظر لفاطيما، وسرعان ما انتبهت علياء لهم واقتربت تسأل بجدية:
ـ فيه إيه يا فاطيما؟
"بكت فاطيما وهي تضغط على بطنها من شدة الألم، وقالت بصوت متقطع:
ـ يا علياء، أرجوكِي، اتصلي بالدكتورة، أنا هموت من الألم.
همت علياء لتخبر جسار، لكن فاطيما رفضت الفكرة. قالت علياء:
ـ طيب هروح أقول لجسار الأول. ردت فاطيما بحدة:
ـ جسار مش فاضي دلوقتي يا علياء، أنا عاوزة أمشي، الألم بقى لا يُحتمل.
ذهبت علياء مع فاطيما ونزار للخارج، بينما لم ينتبه جسار لهم، مما جعل شمس تبتسم بخبث معتقدة أن سبب ذهاب فاطيما هو تجاهل جسار لها. في السيارة، اتصلت علياء بالطبيبة وأخبرتها أنها بانتظارهم في المستشفى. وصل نزار في وقت قياسي، واتجهوا للداخل. بعد الفحص، أخبرتهم الطبيبة أن فاطيما ستلد الآن بسبب الوضع غير المستقر لها وللجنين، مما أثار قلقهم الشديد خاصة أنها في منتصف الشهر الثامن. حاولت الطبيبة طمأنتتهم، مؤكدة أنها ستفعل كل ما في وسعها لإنقاذ الأم والجنين معًا.
طلبت الطبيبة من الممرضة مساعدة فاطيما في تبديل ملابسها استعدادًا لغرفة العمليات. حاولت علياء الاتصال بجسار، لكن هاتفه كان مغلقًا، مما زاد من غضبها تجاهه. كان هاتف فاطيما في يد نزار، وسمع صوت رسالة واردة. حاول نزار تجاهل الأمر، لكن استمرار الرنين دفعه لإغلاق الهاتف، واكتشف أن الرسائل قادمة من رقم مجهول. عندما فتح الهاتف، نظر إلى الصور بصدمة. لاحظت علياء حالته، وشعرت أن شيئًا ما حدث، فوضعت يدها على ذراعه محاولةً لفت انتباهه. لكن عندما رأت الهاتف، وقفت صامتةً. كانت الصور قديمة وخاصة بحفلة اليوم. أرادت التحدث، لكن نزار أشار لها بالتزام الصمت، مؤكدًا أن الوقت ليس مناسبًا للحديث، فالأولوية الآن هي الاطمئنان على فاطمة، وبعد ذلك سيكون هناك حديث آخر.
مر الوقت ببطء، وتلقت علياء اتصالات متعددة من سمية، فأطلعتها على ما حدث. حضرت سمية مع سليم، ووقف الجميع في الخارج، وهم ينتظرون بقلق. بعد لحظات، خرجت الطبيبة، وبدا التوتر على وجهها.
سألت علياء بلهفة:
ـ إيه الأخبار يا دكتورة؟ فاطيما عاملة إيه دلوقتي؟ وليه التأخير ده كله؟"
تنهدت الطبيبة بعمق، ثم تحدثت بجدية:
ـ الجنين في الحضانة دلوقتي، وحالته مش مستقرة خالص، بس هنعمل كل اللي نقدر عليه عشان ننقذه. وفاطيما للأسف دخلت في غيبوبة واتنقلت للعناية المركزة.
سأل نزار الطبيبة بقلق:
ـ ممكن أعرف سبب الغيبوبة اللي دخلت فيها فاطيما يا دكتورة؟ هل حصلت حاجة وقت الولادة؟
أجابته الطبيبة بهدوء، وهي تنظر إليه:
ـ واضح إنها في الفترة الأخيرة كانت متعرضة لضغط نفسي شديد، وأنا حذرتها كتير، وكمان نبهت جسار، لكن واضح إنها اتعرضت لمواقف كتير ورا بعض، اتسببت في إنهيار عصبي. وعلشان أكون صريحة معاك، هي حاولت تتماسك كتير الفترة الأخيرة، لكن واضح إنها مقدرتش.
شعرت سمية بالخوف، فأمسكت يد سليم، وسألت الطبيبة بقلق:
ـ فاطيما هتبقى كويسة يا دكتورة، مش كده؟
ردت الطبيبة بجدية وطمأنة:
ـ متقلقيش، هتبقى كويسة، أنا هفضل معاها لحد ما تبقى كويسة.
سأل نزار الطبيبة بهدوء وقلق:
ـ لو سمحتي يا دكتورة، ممكن أشوف فاطيما؟
قالت الطبيبة قبل مغادرتها:
ـ دلوقتي صعب، بس ممكن اخليك تشوفها الصبح، مضطرة أروح أشوفها، وأي جديد هبلغكم فورًا قالت هذه الكلمات قبل مغادرتها، لتتركهم وتتجه للداخل مرة أخرى. تركت الطبيبة الغرفة، وفي نفس الوقت، حاولت علياء الاتصال بجسار. ابتسم نزار بسخرية وقال:
ـ هروح أشوف الولد واطمن عليه.
بعدما غادر نزار، أغلقت علياء الهاتف وبدأت تقلق من عدم وجوده، فقالت لعمتها:
ـ عمتو، فين نزار؟ أنا حاولت أكلم جسار لكنه مش بيرد، كلمت المربية وطلبت منها تقول لجسار إننا هنا لما يجي.
أجابتها سمية بتنهيدة، وهي تجلس على الكرسي:
ـ نزار راح يشوف الولد شوية وراجع
هتفت علياء بهدوء:
ـ طيب، هروح أشوفه أنا كمان وأطمن عليه
كان نزار واقفًا أمام غرفة الحضانة، يراقب ابن أخته من النافذة الزجاجية، ثم اتصل بكِنان ليخبره بما حدث. رد كنان بأنه سيذهم إليهم في الصباح.
اقتربت علياء من نزار وابتسمت برقة للطفل الصغير. على الرغم من عدم اكتمال نموه، حاولت أن تطمئن نفسها بأنه سيكون بخير. خشيت علياء من تكرار مأساة الماضي، فخسارة فاطيما لطفلها لن يغتفر لجسار مطلقًا، خاصة أن فقدانها لجنينها كان بمثابة جرح عميق، لكن هذه المرة الوضع مختلف بعد ولادة الطفل.
مسكت علياء يد نزار وتحدثت بهدوء:
ـ فاطيما والطفل هيبقوا كويسين يا نزار، متأكدة من ده
قام بفتح هاتفه ونقل الصور الأخيرة التي أرسلت لشقيقته، فهو لا يريد أن تتعرض لصدمة جديدة. نظرت علياء إليه وهتفت بتوتر:
ـ نزار، إنت بتعمل إيه؟ بلاش تفكر في الموضوع ده دلوقتي، خلينا نطمن على فاطمة الأول وبعدين
أشار لها أن تصمت، وقال بحدة وانفعال:
ـ أنا اتحملت كتير علشان ميحصلش مشاكل بيني وبين جسار، لكن هو مصمم يقف قصاد الكل. بس يا ترى إيه هدفه المرة دي؟ عاوز يستولى على إيه تاني؟ زمان كنت بعيد وسكت على اللي اختي اتعرضت ليه علشان جدي، لكن المرة دي مفيش حد هيوقفني".
فضلت الصمت، فقد كانت تعلم أنه لن يستمع لأحد بعدما اشتعل غضبه. حاولت إقناع جسار كثيرًا كي لا تصل الأمور إلى هذا الحد، لكنها فشلت.
ذهب جسار إلى المستشفى بعدما اتصلت به عمته لتخبره بمكان الغرفة. عندما وصل، وجد سمية وسليم يجلسان، وقد بدا عليهما التعب والخوف الشديد
جسار بلهفة وقلق، وهو يجلس جوار عمته:
ـ عمتي، فين فاطيما؟ وإيه اللي بيحصل؟
أجابته سمية بسخرية وتهكم، وهي تنظر له بحدة:
ـ كلنا حذرناك يا جسار، بس المرة دي لو فاطيما أو ابنها اتأذوا، خليك واثق إن مفيش حد فينا هيقدر يسامحك
فجأة، دخل نزار الغرفة. جسار اقترب منه ولكمه في وجهه. صرخت علياء وهرعت سمية لوقف المشاجرة، ووقفت علياء خلف نزار. نزار قال بغضب:
ـ يا جسار، المرة دي هتدفع تمن أفعالك، إنت وشمس. غضبي ملهوش حدود
قال سليم بجدية:
ـ نزار، اهدى، مش وقت المواجهة دلوقتي. الأول نشوف أختك مالها، وبعدين ننفذ اللي تتفقوا عليه
حاول جسار القيام وهو يمسح وجهه، وقال:
ـ إنتوا بتتكلموا عن إيه؟ فاطيما مراتي وأنا مش هسمح لأي حد يفرقنا عن بعض
أردفت علياء بسخرية، وهي تحدق في جسار:
ـ رافض تدخلنا، وبتوافق على تدخل شمس؟ بجد مش فاهمة تصرفاتك
تحدث جسار بغضب:
ـ خليكي في حالك يا علياء، دي مشكلتي مع مراتي وأنا اللي هحلها
ذهب جسار لرؤية الطبيبة لتخبره عن وضع زوجته. طلب منها الذهاب لرؤيتها في العناية، وبسبب إصراره سمحت له. وجدها نائمة ومغطاة بالأجهزة الطبية، فنظر لها بحزن شديد وتوعد بالانتـ.ـقام من الشخص الذي يريد تد.مير أسرته. ظل معها فترة وجيزة ثم اتجه للخارج ليجد علياء تقف في انتظاره
أعطته علياء هاتفها، فنظر للصور والرسائل المكتوبة بصدمة. قالت علياء بلهفة:
ـ الصور دي وصلت وفاطيما في أوضة العمليات؟ ياترى لسه مصمم إن شمس بريئة؟ مين ليه مصلحة يخليك تنفصل إنت وفاطيما؟ من وقت ما شمس ظهرت في حياتك وإنت اتغيرت. فاطيما متستاهلش منك كده. بلاش تكرر الماضي، المرة دي عندكم بنت وولد
أخذ جسار هاتف علياء وغادر سريعًا إلى الخارج. حاولت اللحاق به لكنها فشلت، فقامت بالاتصال بآسر وأخبرته أن يذهب لمنزل شمس لأن جسار ذاهب إليها، وهي تخشى حدوث مواجهة بينهما.
❈-❈-❈
كان جسار يقود سيارته بسرعة شديدة، وقام بالاتصال بشمس ليخبرها أنه ذاهب لرؤيتها لأنه يريد التحدث معها في أمر ما
وصل جسار ليجد آسر يقف بانتظاره خارج المنزل. خرج من سيارته وهتف بهدوء:
ـ إنت هنا بتعمل إيه يا آسر؟ أظن الأفضل تكون مع مراتك دلوقتي أجابه آسر بجدية:
ـ جسار، شمس فيه حد مشغلها لحسابه. أنا وصلتني صور ليها مع واحد، حاولت أجمع معلومات عنه علشان أعرف إيه العلاقة بينه وبين شمس، لكن موصلتش لنتيجة. بس مع مراقبتي ليهم، رامي راح لشركة شمس أكتر من مرة".
كان جسار يستمع له باهتمام شديد، ليهتف بتعجب:
ـ مين رامي؟ أنا معرفش حد بالاسم ده. بس هعرف منها كل حاجة دلوقتي وهدفعها تمن كل حاجة
أردف آسر بجدية وهو يقف جواره:
ـ أهدى علشان نعرف الحقيقة، العصبية مش هتوصلك لحاجة.
ـ أنا مراتي بين الحياة والموت بسببهم، وممكن أخسر ابني كمان، وتقولي أهدى؟!
أردف جسار بهذه الكلمات وهو يضرب يده في الحائط. ليرد آسر بجدية:
ـ للأسف، مضطر تهدى لغاية ما تعرف الحقيقة، بلاش تهور. فاطيما هتبقى كويسة، شاهي راحت المستشفى
وقف جسار عدة دقائق حتى يستطيع السيطرة على غضبه كي لا يفعل شيء يندم عليه في الداخل. دلف للداخل وظل آسر ينتظره في الخارج. طرق الباب ليجدها تفتح له، كانت ترتدي فستانًا أحمر كت يصل إلى ركبتها. رحبت به ودلف للداخل معها وجلس، لتحضر له المشروب. ليهتف بجدية:
ـ أنتِ عارفة إني مش بشرب، بس أول مرة أكون محتاج للشرب فعلاً
قالت بهدوء وهي تنظر في عينيه وتضع يدها على يده:
ـ في إيه؟ إنت كويس؟
تغيرت نظراته إلى الغضب الشديد، ومد يده إلى شعرها، فصرخت بحدة وطلبت منه التوقف. كان جساره مندفعًا بسبب القلق على زوجته، ولم يكن يسيطر على تصرفاته.
صرخت شمس واستغاثت، وكانت قد طلبت من الخادمة المغادرة مسبقًا لتكون وحدها مع جسار. استمع آسر لصراخها وقرر التدخل، فدخل من باب المطبخ وتمكن من إبعاد جسار عنها"..
حاولت شمس الهرب لكنها فشلت، ليقوم جسار بصفعها على وجهها بقوة، فتسقط على الأرض وتفقد وعيها. حملها في سيارته، ورغم محاولات آسر لمنعه، لكنه فشل في ذلك. ذهب خلفه آسر ليجده اتجه لأحد المخازن القديمة الخاصة بشركته. وضعها على الأرض، وهتف بجدية شديدة وهو يقوم بربط يدها وقدمها كي لا تحاول الهرب:
ـ عاوز حراس من عندك ييجوا هنا، وأي حركة يلاحظوها يبلغوني. ورامي يكون هنا بكره، سمعتني يا آسر؟
يتبع...