-->

رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 26 - الأحد 28/9/2025

 

قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية ترنيمة حب 

الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل السادس والعشرون

تم النشر يوم الأحد 

28/9/2025



"ولأن الحياة لن تعتذر لك أبداً ، تعلّم أن تتجاوز.. ولست ملزمًا بأن تسعد الجميع ، ولكن حاول أن لا تؤذي أحداً ."


انتبهت شهد لتوتر علياء التي تبحث بعينيها بهدوء عن فيروز ، لتهتف بتعجب : 

ـ إيه الحكاية يا علياء ؟ بتدوري على إيه ؟".

أجابتها علياء بقلق شديد: 

ـ فيروز مش موجودة، كانت هنا وفجأة اختفت".

بينما استدارت شهد للبحث مع علياء، قالت سمية بدهشة: 

ـ في إيه يا بنات؟ مالكم؟".

ردت شهد بقلق: 

ـ فيروز يا طنط ، كانت هنا معانا واختفت فجأة".

بدأ القلق ينتشر بينهم بعد مغادرة سليم وشاهي للاجتماع، وتركوهم مع وعد بالعودة لاحقًا. كانت علياء تسير في الطرقة وتبحث عن فيروز، بينما بقيت سمية أمام غرفة العناية، وذهبت شهد للبحث في الدور السفلي. عند وصول زياد وميرا، لاحظا قلق سمية. سألت ميرا بهدوء: 

ـ في إيه يا ماما؟ وليه واقفة لوحدك؟ فين فيروز والبنات؟".

قالت سمية بقلق وهي تستند على الكرسي:

"فيروز اختفت، شهد وعلياء بيدورو عليها".

التصحيح:

تحدث زياد بجدية: "أهدى، أكيد موجودة هنا، أنا هكلم أمن المستشفى أسألهم واطلب منهم يدوروا عليها".

قال زياد بهدوء: 

ـ متقلقيش، هنلاقيها، أنا هكلم الأمن وهنشوف إذا كانت موجودة في المستشفى ولا لا"

اتصل زياد بأمن المستشفى وطلب منهم البحث عن فيروز. في نفس الوقت، وصل كنان بسرعة بعد علمه ما حدث.

مع تصاعد القلق، بدأ الجميع يبحثون عن فيروز بإلحاح. عادت علياء وهي على وشك البكاء من شدة القلق بعد فشلها في العثور عليها. لكن ميرا تدخلت بهدوء تطمئن الجميع رغم قلقها: 

ـ متقلقوش، هنلاقيها هنا".

أحضر زياد لهم الماء ليرووا عطشهم، لتقترب شهد منهم وهتفت بخوف:

ـ أنا دورت في كل مكان وسألت الأمن، قالوا مفيش أطفال خرجوا لوحدهم، حاسة إنها موجودة هنا".

اتجهت علياء ناحية الغرفة ونظرت من النافذة الزجاجية، لتصرخ وهي تتجه للغرفة: 

ـ فيروز هنا يا طنط".

رفض زياد دخولهم للعناية. دلف ليجدها تجلس جوار والدتها وتتحدث معها. اقترب زياد منها ومسد على رأسها، لتنظر له بدموع وتحدثت بحزن:

ـ ماما مش بترد عليا يا عمو، أنا عملت حاجة غلط؟".

جلس على الكرسي أمامها وأجابها بهدوء وهو يمسح دموعها بيده: 

ـ ماما تعبانة شوية يا فيروز، متقلقيش، الدوا اللي واخداه بيخليها تنام عشان الألم يخف. مش كنتي عايزة تشوفي أخوكي؟".

أومأت برأسها بموافقة، ليتحدث زياد بجدية وهو يقف ويحملها: "تعالي يلا علشان نشوفه، وقوليلي دخلتي هنا إزاي يا شقية، وإحنا كنا بندور عليكي".

اتجه زياد بفيروز إلى الخارج، حيث تجمع الجميع حولها. بمجرد أن وضعها زياد على الكرسي، هرعت إليها علياء تحتضنها بحرارة وقالت بلهفة: "

ـ يا فيروز، كنا هنموت من الخوف عليكي. إيه اللي حصل؟ إزاي دخلتي جوه؟". 

فيروز نظرت إليها بعيون دامعة وقالت بصوت خافت: 

ـ كنت عايزة أشوف ماما، خفت يكون حصلها حاجة". 

ـ اقتربت ميرا منها ووضعت يدها على كتفها وقالت بابتسامة مطمئنة: 

ـ ماما كويسة، بس تعبانة شوية، الدكاترة بيحاولو يساعدوها". 

وقف كِنان بجانبهم بعد أن أخبرته شهد بعثورهم على فيروز وقال بجدية: 

ـ يلا بينا نروح نشوف أخوكي دلوقتي، ونطمن عليه".

أومأت فيروز برأسها موافقة، وذهبت مع كِنان وشهد لرؤية أخيها. وقفت تنظر إليه بخوف، فهو لم يكتمل نموه بعد. كانت تتمنى أن تحمله بين ذراعيها لتضمه إليها، لكن كِنان أشار إليها بحنان ليأخذه من الحضانة ويضعه بين يديها بحذر. نظرت إليه بفرحة، وبينما هي على وشك احتضانه، نصحها كنان بلطف بإعادته إلى الحضانة حتى لا يتعرض لأي خطر. وبالفعل، أعاده كِنان إلى مكانه، ثم اتجهوا جميعًا بعد ذلك لزيارة سمية وعلياء.

❈-❈-❈

في المخزن ، وقف جسار أمام رامي ، يلاحظ القلق الواضح على وجهه ، حاول رامي إخفاءه لكنه فشل. تابع آسر ونزار الموقف بهدوء، ورغم غضب نزار الشديد من جسار بسبب توقيعه على وثيقة الزواج العرفي ، لكن هذا لم يكن الوقت المناسب للمواجهة، عليه أولًا معرفة من الشخص الذي يريد تد.مير شقيقته.

انـ.ـفجر جسار غاضبًا وهو ينظر ل رامي: 

ـ إنت ملكش غير حل من اتنين، يا إما تتكلم وتقول كل حاجة، يا إما مش هتخرج من هنا. أنا مش بس راجل أعمال، أنا شخص تاني خالص لما بفقد أعصابي. ها، هتتكلم ولا لأ؟.

رد رامي بلهجة غامضة: 

ـ لو فاكر إن محدش هيعرف مكانى تبقى غلطان. مراتي هتروح تعمل محضر غياب بسبب تأخيري، وقتها هيعرفو إنك المسؤول عن اختفائي.

أردف جسار بضحكة ساخرة :

ـ طب ما تبلغ البوليس يلا، يمكن يقبضو عليك بعد اعتراف شمس، ووقتها هتعترف مين اللي كنت شغال معاه. تبقى كده وفرت عليا كتير". 

قبض على قميص رامي بقوة وصرخ في وجهه: 

ـ مش البوليس اللي هينقذك مني، أنا اللي هاخد حقى بنفسي. أتكلم وقول الحقيقة، وإلا هتدفن هنا

ظل رامي صامتًا، ففقد جسار السيطرة وانهال عليه بالضرب حتى سقط أرضًا. ابتعد نزار عن المشهد، فهو لا يتحمل رؤية العـ.ـنف. جسار استمر في ركل رامي بقدمه، حتى تدخل آسر ليمسكه ويهدئه قبل أن يفقد السيطرة تمامًا.

بعدما ابتعد جسار عن رامي، قال آسر: 

ـ كفاية كده يا جسار، أنا هحاول معاه مرة تانية. مش هيتكلم بالسهولة دي، فيه طرق تانية أقدر أستخدمها تخليه يتكلم. زي الخوف، واضح إن الضرب مش هيجيب نتيجة، هرجع للعب تاني.

نظر جسار لآسر بذهول: 

ـ إنت بتفكر في إيه؟ إيه اللي ممكن يجبره يتكلم؟ مش فاهم".

أخرج آسر هاتفه من جيبه ليظهر شاشة الهاتف، وتابع جسار باهتمام، فوجد صورة لطفله صغير. اتسعت عينا جسار في ذهول: 

ـ إنت عملت إيه يا آسر؟ أنا كل اللي عاوز أعرفه مين اللي ليه مصلحة يأذيني، مش أورط نفسي في مصيبة جديدة".

رد آسر بهدوء: 

ـ متقلقش، دي صورة بنت رامي، للضغط عليه. جسار، شمس قالت اللي تعرفه، ورامي عارف نص الحكاية، النص التاني عند الشخص اللي هو شغال لحسابه. شمس وسيلة مش أكتر علشان يوصلو بيها لهدفهم".

على الرغم من اعتراض جسار على هذه الطريقة، لكنه يعلم أن حديث آسر صحيح. اقترب آسر من رامي وأظهر له صورة ابنته على الهاتف، وهتف بجدية: 

ـ لو مش خايف على نفسك، فكر في بنتك. إيه رأيك نعمل اتفاق؟".

تملك الخوف رامي من أجل ابنته، وهتف وهو ما زال يتألم من ضرب جسار له: 

ـ اتفاق إيه اللي ممكن أعمله معاك؟".

نظر آسر ل رامي بحدة وقال: 

ـ قول كل حاجة، مين اللي بتشتغل معاه، وليه بتحاول تأذي جسار؟".

صرخ رامي رافضًا، وتراجع بضعف: 

ـ مش هقول حاجة، اعملو اللي أنتم عايزينه".

هتف آسر بتهديد: 

ـ هتتكلم، وإلا جسار هيتعامل معاك بطريقته. أنتم فاكرين إنكم بتتعاملو مع حد سهل، لكن اللي بيغلط معاه بيدفع الثمن غالي".

دخل نزار وابتعد آسر عن رامي. نظر لجسار بتردد. ليخرج جسار مسدسًا من جيبه، فحدق الجميع به بصدمة. واقترب جسار من رامي وقال بغضب: 

ـ صدقني، هقـ.ـتلك لو منطقتش دلوقتي. ولا تحب نبدأ ببنتك؟".

صرخ نزار معترضًا، وهو يحدق في جسار: "

ـ إنت اتجننت؟ سيب المسدس، ولا ناوي تكمل باقي حياتك في السجن؟ بلاش جنان".

"تجاهل جسار نزار، وكان غاضبًا جدًا، فوضع المسدس على رأس رامي. وخرجت الطلقة في الهواء بعد أن اقترب آسر منه دون أن ينتبه له. نظر جسار لآسر بغضب شديد، فأخذ منه آسر المسدس بقوة. تحدث آسر بتعب: 

ـ جسار، إحنا عاوزين نعرف الحقيقة، بالطريقة دي مش هتوصل لحاجة. رامي هيتكلم، وإلا بنته هتكون هنا معاه الليلة".

هز رامي رأسه رافضًا، بعدما رأى الجدية في عيني آسر، ثم هتف بتردد: "

ـ موافق، هتكلم. بس أبعدو عن بنتي، وأنا هقول كل حاجة".

قال آسر بجدية، وهو متعب:

ـ دلوقتي دورك، قول كل حاجة، وهنسيبك تمشي".

ـ من سنة تقريبًا، طلب مني ابن خالي المساعدة للانتقام من جسار ونزار. في البداية، طلب مني أبدأ مع جسار، لأنه عارف إن لو علاقة جسار بفاطيما انتهت، هيحصل قلق بين نزار وعلياء، وهيكون فيه توتر بينهم. وقتها هيتعامل مع علياء بنفسه، هدفه الأول يبعدكم عن بعض، لأن وجودكم سوا مش هيساعده ينفذ خطته. اللي ساعدنا في كده سفر نزار للندن هو وعلياء، بس كان مجهز كل حاجة وعارف وقت نزار ما يعرف عن خيانة جسار لفاطيما، وقتها هيرجع مصر وهيقف ليه. هتكون فرصته يقرب من علياء وينفذ خطته.

تابع نزار حديث رامي بتعجب، يحاول أن يفهم دور الشخص الذي يفتعل الأزمات في حياتهم، وما علاقته به هو وعلياء بالأخص.

أكمل رامي حديثه بتوتر شديد، قائلًا: 

ـ طلب مني أساعده، وعرف إن شمس هتشتغل معاك، طلب مني أتكلم معاها وأطمعها إنها لو ساعدتني هتساعدني أرجع لها شركتها تاني". وبصراحة، حاولت أغريها وأفهمها إنها لو نجحت في التقرب منك، شركتها هترجع تقف على رجليها تاني. ولما سافرتم سوا للغردقة، كنت معاكم وبصوركم وأنتم سوا، وبعت الصور لمراتك.

اقترب جسار منه وهتف بغضب:

ـ مين ده اللي بتتكلم عنه؟ وإذا كانت العداوة بينك وبين نزار وعلياء، فأنا وفاطيما مالنا؟ نزار مالهوش عداوة مع حد ليه يبقى عايز ينتقم منه؟".

أجابه رامي، وهو يحاول الوقوف:

ـ اوعدني الأول إنك مش هتضر بنتي".

تنهد جسار بضيق وهو ينظر إليه، ليهتف أسر بجدية: 

ًـ أوعدك، لو ساعدتنا إنت وعيلتك هتكونو في أمان".

"وليد الحداد"، حاول نزار تذكر شخص يحمل هذا الاسم لكنه فشل، ليهتف جسار بهدوء: 

ـ كلمه وقوله إنك عاوز تقابله".

أعطاه آسر الهاتف، وحاول رامي الاتصال بكريم أكثر من مرة، ليجد هاتفه مغلق، ليهتف جسار بهدوء:

ـ إحنا رايحين المستشفى وراجعين تاني".

حاول رامي التحدث، لكن آسر أشار إليه ليصمت، حتى لا يحدث صدام جديد بينه وبين جسار، وغادروا جميعًا معًا للمستشفى للاطمئنان على فاطمة والطفل. في تلك الأثناء، كان نزار في عالم آخر، يتساءل عن الشخص الذي يريد الانتقام منه ولماذا جعل شقيقته هدفًا له. أقسم في نفسه أنه لن يتراجع عن معاقبة هذا الشخص.

كان جسار يفكر هو الآخر، متسائلاً لماذا يحدث كل هذا معهم. لقد ظن أن حياتهم ستكون هادئة بعد التخلص من شفيق، لكن عدوًا جديدًا ظهر من العدم، دون أن يعلم عنه شيئًا . هذه المرة، لن يتركه، طالما كان يتعامل مع منافسيه وأعدائه بطرق مباشرة، لا يستخدم الطرق الملتوية التي اعتادها الجميع في مواجهته. تساءل جسار إن كانت الطريقة التي نشأ عليها خاطئة منذ البداية، وهل أخطأ جده في تربيته على القيم والمنافسة الشريفة. أغمض عينيه، محاولاً تفريغ عقله من كل هذه الأحداث المتلاحقة.

❈-❈-❈

كانت سمية تجلس برفقة علياء وفيروز، التي رفضت الذهاب مع ميرا لتظل مع والدتها، ينتظرن أن تطمئنهم الطبيبة على وضع فاطمة الآن. كانت تشعر بالقلق بسبب عدم عودة زوجها وجسار حتى الآن، لتهتف بهدوء: 

ـ عمتو، هجيب ليا قهوة ولفيروز عصير، أجيبلك قهوة معايا؟".

ابتسمت لها سمية وردت برأسها موافقة، وقالت لها بجدية: 

ـ هاتي كمان بسكويت لفيروز، مأكلتش حاجة من ساعة ما جيت هنا".

وقفت فيروز وقالت بهدوء: 

ـ هروح معاكي يا عمتو".

مررت علياء يدها بحنان على شعر فيروز، وهتفت وهي تبتسم لها:

ـ استنى هنا مع تيتة سمية، مش هتأخر عليكم".

هبطت علياء للأسفل، وبمجرد وصولها، وجدت شخصًا ينتظرها ويقترب منها، فقال بهدوء: "مدام علياء، الدكتور نزار طلب مني أوصلك له دلوقتي حالا".


شعرت علياء بقلق دون أن تعلم سببه، فبحثت عن هاتفها لتتذكر أنها تركتَه في الطابق العلوي. قالت بفضول: "من أنت؟ وأين نزار؟".

شعرت علياء بقلق غامض، فبدأت تبحث عن هاتفها لتدرك أنها نسيته في الطابق العلوي. سألت الرجل بفضول: 

ـ إنت مين؟ وفين نزار؟"

أجابها الرجل بهدوء شديد وحذر، كي لا يثير الشكوك حوله: "

ـ أنا حارس في شركة آسر عمران للحراسات، وطلبو مني أجي أخدك لأن في موضوع مهم عايزينك فيه".

هتفت علياء بجدية، وهي تنظر إليه:

ـ أوكى، هروح أطمن عمتي عشان متقلقش عليا، وهجيب موبايلي معايا. مش هتأخر، استنى هنا".

أدرك الرجل أنها إن صعدت إلى الطابق العلوي ستكتشف كذبته، فهتف بتردد: 

ـ حضرتك، تعالى معايا، وهنكلمه في الطريق، قال منتأخرش عليهم، الموضوع مهم".

تنهدت علياء بهدوء، ثم اتجهت مع الرجل نحو السيارة التي تنتظرهم في الخارج. بمجرد أن ركبت، وجدت رجلين آخرين ينتظرانها، والسيارة انطلقت بسرعة، كأنهم يحاولون الهروب من عيون الفضوليين. وبدأت علياء تشعر بعدم الارتياح وهي ترى السيارة تسير في طريق غير الذي تتوقعه.

قالت علياء بقلق، وهي تنظر إلى الرجل الجالس بجانبها بتوجس:

ـ إحنا رايحين فين؟ أنا مش فاهمة حاجة. عاوزة أكلم نزار دلوقتي.

النص يبدو جيدًا. يمكن تعديله قليلاً ليكون أكثر وضوحًا:


أجابها الرجل، متعمدًا عدم النظر إليها: "أهدى لما نوصل، هكلمه".

أجابها الرجل بنبرة جافة، متجنبًا النظر إليها: 

ـ أهدى لما نوصل، هنكلم الدكتور نزار، متقلقيش".

صرخت علياء بحدة، وهي تضغط على مقبض باب السيارة بعنف: 

ـ مين اللي هيكلم نزار؟ أنتم مين؟ وعاوزين مني إيه؟ ردوا عليا!"

قال السائق بلهجة جافة، وهو يواصل القيادة دون أن ينظر إليها:

ـ كلها دقايق وهنوصل، وقتها هتعرفي كل حاجة، فاضل شوية".

رغم شعورها بالخوف، قررت علياء الصمت حتى تصل معهم إلى المكان المجهول وتكتشف ما يحدث معها. بعد فترة وجيزة، وصلت السيارة إلى منزل قديم بعض الشيء، أمامه حديقة واسعة. نظرت حولها، فوجدت المكان يبدو مخيفًا ومظلمًا. استدارت لتجد الرجال يقفون خلفها، فهتفت بخوف: 

ـ أنتم مين؟ وإيه المكان الغريب ده؟ فين نزار؟ اتكلموا!"

في هذه اللحظة، خرج وليد من المنزل، وبرغم الظلام، كانت ملامحه مخيفة بعض الشيء. هتف بصوت جهوري: 

ـ علياء المهدي، متجوزة نزار عمران، عندك ٣ أولاد، وقاعدين في لندن. رجعتوا هنا بسبب تعب فاطيما؟"

هتفت علياء بصوت مرتعش، وهي تنظر إليه برعب: 

ـ إنت مين؟ وعاوز مني إيه؟ أنا معرفكش، وليه بتعمل معايا كده؟!

قال وليد بهدوء مخيف، وهو يراقب رعبها: 

ـ أنا وليد الحداد، ابن عم كريم الحداد اللي وثق فيكي وساعدك تحققي طموحاتك، لكن في الآخر حياته اتدمرت كلها بسببك".

نظرت علياء حولها في المكان المظلم، ثم عادت تنظر لوليد بتساؤل: 

ـ ابن عم كريم؟ أنا مش فاهمة حاجة. إنت بتقول إني دمرت حياته، وأنا معرفش عنك حاجة. أنا سافرت مع جوزي وأولادي وبس، بعد ما عشت تجربة صعبة هنا في مصر. إيه اللي بيحصل؟"

دلف وليد للداخل، وتحدث بهدوء: "دخل وليد المنزل، وأشار لها بالدخول بهدوء مخيف: "تعالي جوه، وهتشوفي بنفسك إزاي دمرتي حياته".

دلف وليد للداخل، وتحدث بنبرة هادئة لكنها مخيفة: 

ـ تعالي جوه، وهتعرفي كل حاجة عن اللي حصل لكريم بسببك".

دخلت علياء خلف وليد، ولاحظت أن المنزل من الداخل يختلف تمامًا عن شكله الخارجي. كان كل شيء مرتبًا ومنظمًا، مما يجعل من الصعب تصديق أن هذا المنزل يبدو مهجورًا من الخارج. رأت امرأة تقف في الصالة، تنظر إليهم بهدوء تام. ثم فتح وليد بابًا وأشار لها بالدخول. عندما وقفت على عتبة الباب، شعرت بصدمة كبيرة. كان كريم جالسًا على سرير، شعره طويل ولحيته كثيفة، يبدو كشخص آخر تمامًا.

❈-❈-❈

شعرت سمية بالقلق الشديد بسبب تأخر علياء، فأسرعت إلى الأسفل مع فيروز للبحث عنها، لكنها لم تجدها في أي مكان. صعدت للأعلى مجددًا، وهي تشعر بالخوف والقلق، لكنها لم تجد علياء. لم تعرف ماذا تفعل، فاتصلت بزوجها لتطلب مساعدته في العثور على علياء، خاصة وأنها تشعر بالإرهاق الشديد بسبب كل ما يحدث لهم في الفترة الأخيرة. وعندما وصل زوجها، وجدته برفقة شاهي، وكانت تتوقع أن يساعدها في العثور على علياء.

اقتربت سمية من سليم، وكانت عيناها مليئة بالقلق: 

ـ سليم، علياء قالتلي أنها رايحة تجيب قهوة من أكتر من ساعة، ولحد دلوقتي مارجعتش. أنا نزلت أدور عليها في كل مكان، لكن ملاقيتهاش. أنا خايفة عليها أوي".

حاول سليم تهدئة سمية، وهو يمسك يديها ويحاول أن يظهر لها الاطمئنان: 

ـ أهدي يا سمية، أنا هروح أدور عليها وهجبهالك حالا. متقلقيش، هتكون كويسة". 

نظر لشاهي، وقال بجدية: 

ـ شاهي، خليكي هنا مع سمية وفيروز، وأنا هروح أدور على علياء. مش هتأخر عليكم".

ذهب سليم للبحث عن علياء، لكنه لم يجدها، فصعد للأعلى وهو قلق جدًا. هتف بجدية وهو ينظر لسمية وشاهي: 

ـ علياء مش موجودة تحت، وأنا مش عارف ألاقيها. حاولت أكلم نزار، لكن تليفونه مقفول. فين هو وجسار؟ ليه كل ده بيحصل دلوقتي؟"

نظرت فيروز حولها، فرأت والدها ونزار وأسر قادمين إليهم. ركضت فيروز إلى والدها ونزار وأسر، فحملها جسار وضغط عليها بقوة. لكن عندما نظر إلى وجوه الجميع، لاحظ القلق والخوف. هتف بهدوء: "إيه اللي بيحصل؟ في حاجة حصلت؟ علياء كويسة؟ وفاطيما؟ ليه كل ده القلق ده؟!

نظرت شاهي إلى جسار بقلق، وقالت: 

ـ علياء اختفت من المستشفى. احنا دورنا عليها في كل مكان، لكن ملقنهاش. إحنا قلقانين عليها أوي".

نظر جسار إليها بجدية، وقال:

ـ هنعمل كل اللي نقدر عليه عشان نلاقيها. متقلقيش".

لم يتحمل نزار الانتظار أكثر، فانطلق سريعًا خارجًا من المكان. وتبعه آسر بسرعة، يحاول اللحاق به وفهم ما يحدث .

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة