رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 25 - الأربعاء 24/9/2025
قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ترنيمة حب
الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الزهراء
الفصل الخامس والعشرون
تم النشر يوم الأربعاء
24/9/2025
آه.. تجعلني أكتب في اليوم آلاف الأشعار، تجعلني آخذ أيّامي وألملم حزن الأشجار، تجعلني أبكي ودموعي قد تملأ كلّ الأنهار.
نظر له آسر بهدوء ، وقام بالاتصال بمساعده في الشركة، وطلب إرسال عددًا من الحراس لحراسة المخزن. كما أرسل لهم صورة رامي وطلب منهم أن يجلبوه للمخزن بهدوء، كي لا يثيروا الشكوك حولهم".
"بعد ذلك، غادر جسار متجهاً للمستشفى. وظل آسر ينتظر الحراس حتى يصلوا، وبعد فترة وجيزة، وجدهم أمامه. أمرهم بمراقبة المكان جيداً، وإن انتبهوا لشيء يخبروه على الفور. ليقرر بعد ذلك الذهاب للمستشفى هو الآخر".
"في المستشفى، اتجه نزار للغرفة برفقة علياء، ونظر لعمته ليهتف بهدوء شديد وهو ينظر لها:
ـ عمتي، روحي ارتاحي إنتِ وبابا. تعالوا بكره كده، هتتعبوا زيادة. وكمان علشان فيروز هتخاف لما تصحى تلاقي مفيش حد معاها. وأصلاً الزيارة ممنوعة، يعني وجودنا كلنا مالوش فايدة. لما تفوق هنكون معاها".
"كانت سمية تخشى حدوث مشادات كلامية بين نزار وجسار مرة أخرى، لتتحدث بجدية:
ـ إحنا هنا معاك يا نزار، بعدين مش مطمنة لوجودك إنت وجسار مع بعض. هو غلطان وكلنا عارفين، بس مش ده وقت المواجهة والعتاب. خلينا نطمن على أختك الأول".
أردفت علياء بهدوء وهي تمسك يد سمية:
ـ عمتو، نزار كلامه صحيح. روحوا ارتاحوا شوية وارجعوا تاني. أصلاً الساعة ٥ الصبح. واطمني، أنا هنا موجودة وهحاول أفصل بينهم".
"ابتسم الجميع على حديث علياء، وبعد عدة محاولات، غادر سليم برفقة سمية متجهين للفيلا. اتجهت سمية للاطمئنان على فيروز أولاً، لتجدها نائمة، قبلت جبينها وغادرت عائدة لغرفتها. وجدت سليم ينتظرها، تحدثوا معاً بعض الوقت وناموا بعد ذلك.
عاد جسار للمستشفى واتجه للعناية، فهو لا يريد التحدث مع أحد. ظل يراقب زوجته من النافذة الزجاجية، ليجد آسر قادم إليه:
ـ اطمن، كل شيء تحت السيطرة. ورامي هيكون معانا بكره، وهنوصل لحل اللغز ده".
"تنهد جسار وأردف بجدية:
ـ مش هرتاح يا آسر غير لما أعرف الحقيقة، ومين ليه هدف يدمر حياتي. تفتكر سهل عليا أشوف مراتي في الحالة دي؟ لو فاطيما اتأذت، مش هسامح نفسي أبدًا".
"أرسل آسر رسالة لزوجته يخبرها أنه في الخارج. أخبرتهم شاهي ليغادروا جميعاً متجهين للعناية. وقف نزار بعيداً عنهم. لتذهب شاهي وعلياء إلى جسار وآسر. هتفت علياء بجدية وهي تنظر لهما :
ـ ممكن أفهم إيه الحكاية ومخبيين إيه عننا تاني؟"
"حاول جسار الابتعاد عنهم، لتمسك يده وتمنعه من الرحيل. فهي لن تتركه حتى تعلم ما يخفيه عنهم جميعاً.
ـ بلاش هروب يا جسار، قولي مستني إيه تاني؟ فكر في مراتك وابنك، صدقني المرة دي فاطمة مستحيل تسامحك".
ثم نظرت لآسر وتحدثت بجدية:
ـ اتكلم إنت يا آسر، واضح إنه مصمم يخسر الكل المرة دي".
"كان الأمر يحدث أمام نزار، ليبتسم بسخرية لأنه يعلم أن جسار بارع في إخفاء ما يحدث معه عن الجميع، غير مدرك للعواقب التي ستواجهه لاحقاً. نظر جسار له واقترب منه ليهتف بجدية شديدة:
ـ أنا محبتش غير أختك طول حياتي، أظن مش بعد ما بقى عندنا أولاد هفكر في واحدة غيرها".
"تحدث نزار بهدوء شديد وسخرية:
ـ علشان كده رافض تنهي شغلك مع شمس؟ هو ده الحب في نظرك؟ حقيقي إنت صعبان عليا أوي".
"قرر جسار إخبارهم بكل شيء، فهو حاول التماسك طوال الفترة الماضية، لكنه فشل في كشف الحقيقة. لكن عليه الآن أن يخبرهم بكل شيء. طالما كان يدعي القوة والصمود أمامهم، لكن رؤيته لزوجته بهذه الحالة تجعله ضعيفاً.
ـ عاوز تعرف الحقيقة يا نزار؟ هقولك، بس خليك واثق إن سكوتي كان علشان أبعد أختك عن أي أذى. لكن للأسف، كل مرة بتكون هدف ليهم بيكسـ.ـروني في نقطة ضعفي".
ـ بعد سفركم بشهر، ظهرت شمس وادعت إنها بنت رجل أعمال، وتأكدت من كلامها. اللي عرفته إن والدها اتصاب وبقى عاجز عن الحركة، وكان فيه بيني وبينه شغل كتير، منهم مشروع الغردقة ومشاريع تانية. لكن اللي حصل بعد كده خلاني أشك فيها - قربها ليا ولقائتها الكتير بيا في الشركة لأسباب أو من غير سبب. حاولت اعرف معلومات عنها فشلت، ولجأت لآسر، وحقيقي بشكره على وقوفه معايا لغاية دلوقتي. يوم ما جات الفيلا، كنت ناوي أنهى كل شيء معاها، بس اتراجعت. قررت اكشفها الأول وأعرف عاوزة مني إيه وليه مصممة تنهي علاقتي بفاطيما، لأن اتأكدت إن مفيش بينهم أي معرفة قبل كده".
هتف بهذه الكلمات وهو ينظر لزوجته من النافذة الزجاجية.
"تحدثت علياء بقلق شديد: "كمل يا جسار، وصلت لايه إنت وآسر؟".
أكمل جسار بتنهيدة عميقة:
ـ روحت أواجهها بعد ما شوفت الصور الأخيرة، وقبل دخولي لقيت آسر هناك بعد علياء ما كلمته وطلبت منه يكون موجود علشان ما أغلطش مع شمس. وحقيقي لولا وجوده كنت... قتـ.ـلتها وودتها المخزن. لكن آسر قال إنها على علاقة بشخص اسمه رامي، هتواجه معاه هو وشمس النهارده وأعرف عاوزين مني إيه".
"تحدث نزار أخيراً بهدوء:
ـ مين رامي ده كمان؟ وليه عداوتهم متكونش معاك إنت من الأول؟ وقرروا يدخلوا أختي في لعبة الانتقام منك؟ زمان كان شفيق، ودلوقتي رامي وشمس. اللي واثق منه إن فاطيما مالهاش أي علاقة بكل ده، يبقى ليه تكون هي أول المتضررين؟".
"هتف جسار بهدوء وهو ينظر لنزار:
ـ هعرف كل ده وهاخد حق فاطيما وحقي منهم، أوعدك".
أردف نزار بجدية شديدة: "عاوز أحضر معاك المواجهة دي أنا كمان، أظن حقي أعرف الحقيقة".
"أومأ جسار بموافقة، وكانوا ينتظروا اتصال رجال آسر ليخبروه أن رامي أصبح في المخزن، ليذهبوا إليهم للقائهم".
❈-❈-❈
"عند رامي، استيقظ في الصباح وحاول الاتصال بها عدة مرات ليجد هاتفها مغلقًا ، وقام بالاتصال بالشركة أيضاً ليخبروه أنها لم تذهب اليوم، ليزداد شعوره بالقلق. ليقرر الذهاب لرؤيتها في المنزل. وأثناء مغادرته المنزل، وجد رجلان يقفان أمامه، ليهتف أحدهم بهدوء:
ـ إحنا جايين ليك من طرف شمس، طلبت مننا إننا نوصلك لمكانها".
تعجب رامي من حديثهم، ليتحدث بقلق:
ـ مكان إيه؟ فين شمس؟ وأنتم تبقوا مين أصلاً؟".
"أجابه الرجل بهدوء شديد كي لا يثير الشكوك لدى رامي: "إحنا حراس ليها، طلبت من شركة حراسة حراس، وإحنا شغالين عندها، وهي مصممة إنها تشوفك في أسرع وقت".
لا يعلم رامي سبب شعوره بالقلق من الرجال، ليحاول التملص منهم: "أنا مش فاضي دلوقتي، عندي شغل مهم، بلغوها تفتح موبايلها وتكلمني علشان أعرف مكانها فين".
نظر الحارس لصديقه وتحدث بغموض شديد:
ـ أمشي معانا بهدوء، وأي غلطة هتخسر حياتك".
أخرج الحارس هاتفه ليجعل رامي يشاهد صورة لابنته، ليهتف بخوف شديد عليها:
ـ أنا جاي معاكم، بس ابعدوا عن بنتي، وهعمل اللي أنتم تطلبوه".
"ذهب رامي معهم تجاه سيارتهم، ليجد رجلان آخران في انتظارهم. أراد رامي الهرب، لكنه تراجع ظناً منه أن ابنته معهم، ليركب الجميع السيارة واتجهوا للمخزن. بدأ رامي يشعر بالقلق، فالمخزن يقع على الطريق الصحراوي. ليدخل مع أحد الحراس للداخل، وكانت صدمته حين وجد شمس ملقاة على الأرض ومغمى عليها. ليتحدث بغضب شديد:
ـ أنتم مين؟ وعاوزين مني إيه؟ مين عمل في شمس كده؟ هبلغ عنكم كلكم".
"تركوه وغادروا، كان يصرخ عليهم، وحين يأس اقترب من شمس وحاول إفاقتها. بدأ يضربها بيده على وجهها بهدوء، وبدأت تفتح عينيها بتعب شديد، لتجد رامي جوارها. أشارت له ليفك رباط يديها وقدميها، لتهتف بخوف شديد:
ـ رامي، إنت جيت هنا إزاي؟ وإيه المكان ده؟ مين جابني هنا؟ أخر حاجة فكراها إن جسار ضر.بني".
"أغمض رامي عينيه، فهو تأكد من اكتشاف جسار له، ليعلم أن القادم لن يمر بهدوء. لتتحدث شمس بتوتر:
ـ ساكت ليه؟ اتكلم، خلينا نخرج من هنا بسرعة، اتصل على حد يساعدنا، أنا خايفة".
"أجابها بهدوء وهو يحاول إيجاد حل لهذه الأزمة التي وضع نفسه فيها: "
ـ الموبايل؟ الحراس أخدوه مني".
"شمس، اسمعيني كويس، إياك تعرفيهم حاجة عن خطتنا، وقتها هنموت هنا أنا وإنتِ".
تحدثت بخوف شديد ودموع:
ـ إنت متعرفش جسار كويس، مش هيسمح لينا نخرج من هنا قبل ما يعرف الحقيقة، أرجوك شوف حل بسرعة".
"جلس رامي يفكر في حل، لكنه فشل، ليشعر بالقلق الشديد من مواجهته بجسار في الخارج. قام أحد الحراس بالاتصال بآسر، وأخبره أنهم أحضروا رامي أيضاً، ليجيبهم أنهم قادمون إليهم، وعليهم أخذ الحيطة والحذر".
"في المستشفى، أخبر آسر جسار أن رامي الآن في المخزن اتجه أولاً لرؤية زوجته ليجد الطبيبة تقف أمام الغرفة وتتحدث مع نزار وعلياء، لتخبرهم أنها مازالت كما هي. تنهد جسار بضيق ليخبر نزار:
ـ أنا هروح للمخزن أشوف رامي وشمس، أي جديد بلغوني، هكون عندكم في أسرع وقت".
"هتف نزار بجدية، وهو يقف أمام جسار:
ـ أنا جاي معاك علشان أعرف الحقيقة".
"أردفت علياء بقلق شديد، بسبب خوفها من حدوث شيء سيء معهم :
ـ أنا كمان جاية معاكم، لأنّي مش مرتاحه ليكم، خاصة جسار وقت ما يتعصب بيتحول شخص تاني".
"هتف جسار برفض شديد:
ـ خليكي هنا مع فاطيما، وأكيد مش هضيع نفسي علشان اتنين مايستاهلوش، بس هدفعهم تمن اللي عشناه، آخر فترة الكل هيتحاسب".
"أردف آسر بهدوء مطمئنًا:
ـ متقلقيش يا علياء، أنا موجود معاهم". أومأت بموافقة، ليغادر كل من نزار وجسار وآسر متجهين إلى المخزن".
دخل جسار إلى المخزن، يتبعه آسر ونزار. كانت عينا جسار تنظران إلى شمس ورامي بحدة، بينما كان آسر ينظر إليهما بنظرة تشير إلى أنه يعرف ما حدث هنا قبل قليل.
كانت شمس تجلس في زاوية بعيدة، عيناها ترتجفان خوفًا وهي ترى جسار يقترب منها. كانت تحاول أن تخفي خوفها، لكن جسار كان يستطيع أن يرى الرعب في عينيها.
أما رامي، فكان يقف بجانبها، يظهر عليه التوتر والقلق. كان يتحرك بتوتر، عيناه تنظران إلى جسار ثم إلى شمس، يحاول أن يبدو قويًا.
عندما اقترب جسار وآسر ونزار منهم، توقفوا فجأة. نظر جسار إلى شمس ورامي بنظرة حادة"
تحدث جسار بحدة وهو ينظر لهم بغموض:
ـ سؤال واحد، لو كنتم عاوزين تخرجوا من هنا، أنتم عاوزين مني إيه؟ وإيه علاقتكم بيا؟"
ظل رامي صامتًا لتتحدث شمس بدموع وهي تحاول الاقتراب من جسار:
ـ صدقني يا جسار، أنا بحبك أكتر من فاطيما". لم يستطع سماع المزيد من الكلمات، ليصفعها على وجهها بقوة، كادت أن تسقط على الأرض، ليمسك يدها رامي. رغم اعتراض نزار لهذه الطريقة التي يتعامل بها جسار مع شمس، لكنه يلغي عاطفته تمامًا حين يتعلق الأمر بشقيقته. كان آسر يتابع ما يحدث بهدوء، ليتحدث جسار بصوت حاد :
ـ أنتم اخترتم الشخص الغلط اللي تلعبوا معاه، علشان كده مفيش قدامكم حل غير الاعتراف. أنتم عاوزين مني إيه؟"
أردف رامي بتوتر وهو يتابع نظرات جسار الغاضبة:
ـ أنا ماليش علاقة بكلامك ده، إنت شغلك مع شمس، خليني أخرج من هنا وإلا هتندم".
ـ مش هتخرجوا من هنا قبل ما أعرف كل حاجة"
هتف جسار بهذه الكلمات وهو ينظر لرامي، ثم أكمل حديثه بسخرية وهو يتابع نظرات شمس له:
ـ شوفتي باعك في لحظة، الأفضل تقولي اللي عندك لو خايفة على نفسك".
نظر رامي لشمس بتحذير كي لا تخبره بشيء، لكنها تعلم أن جسار لن يستسلم، لتقرر أن تخبره بالاتفاق الذي تم بينها وبين رامي حتى تنقذ نفسها من الورطة التي تعرضت لها.
التصحيح:
تحدثت شمس بدموع وهي تقف بعيدًا عن رامي:
ـ أنا هقولك كل حاجة، بس أرجوك متأذنيش، وهعمل كل اللي عاوزه".
ـ رامي كان صديق لي، ومراته تبقى بنت عمي. بعد تعب بابا، نزلت مصر علشان الشركة كانت في وضع صعب وكانت متعرضة للإفلاس، لكن عرفت إن فيه صفقة كانت معاك. جمعت معلومات كتير عنك وحبيتك من قبل ما نتقابل. اللي عرفته إنك اتجوزت بنت عمك بسبب ضغط جدك عليك، علشان كده قررت أقرب منك، وبدأنا نشتغل سوا. وعرفت إن مراتك مش معاك في الشركة، وكانت فرصة ليا علشان أقرب منك أكتر.
كان جسار يستمع لحديثها والشرر يتطاير من عينيه، لتكمل:
ـ بعد فترة فجأة، رامي طلب مني إن يكون فيه علاقة بيني وبينك. ولما سافرنا الغردقة
تحدث رامي بانفعال شديد:
ـ اسكتي يا شمس، صدقيني هتندمي".
هتف جسار بتحذير وهو ينظر لرامي:
ـ لو سمعت صوتك تاني، رد فعلي هيصدمك".
التفت لشمس ليتحدث بغضب شديد:
ـ كملي اللعبة اللي عملتيها عليا".
أغمضت عينيها لتكمل بخوف شديد من نظرات جسار لها:
ـ لما سافرنا، كنت بحاول أكون معاك أطول فترة ممكنة، وكانوا بيصورونا سوا ويبعتوا الصور لفاطيما، كنت متوقعة لما تشوفهم هتطلب الطلاق. ويوم ما شافتنا سوا في المطعم، أنا شوفتها في الأوتيل، لكن حبيت تشوفني قريبة منك علشان تبعد عنك".
اقترب جسار منها ليصفعها مرة أخرى، ليمنعه نزار هذه المرة، فهو يريد معرفة الحقيقة كاملة. هتف نزار بهدوء:
ـ كملي كل اللي عندك مرة واحدة".
التصحيح:
ابتلعت ريقها بتوتر، فهي أصبحت محاصرة من جسار ومن رامي أيضاً، لكنها تعلم أن جسار سيساعدها. لتكمل حديثها قائلة:
ـ لما سافرت معاها، حسيت إني خسرت قدام فاطيما ، خاصة لما عرفت إن اللي هيكمل مع رامي المشروع هو آسر. علشان كده جيتلك البيت، والباقي إنت عارفه، كله ده كل اللي عندي".
أغمض جسار عينيه ليهتف بغضب شديد:
ـ وورقة الجواز العرفي، مضيت عليها إزاي؟ هاه، ممكن أسامحك على أي حاجة إلا دي".
نظر نزار له وهتف بتعجب شديد:
ـ ورقة جواز إيه؟ أنتم عصابة بقى واختي ضحية ليكم؟"
حاول آسر تهدئته ليتحدث بجدية:
ـ نزار، أهدى، وهنفهم الحقيقة".
أشار رامي لها كي تصمت، لكنها أردفت بخوف:
ـ يوم ما اتقابلنا في المكتب قبل السفر، طلبت منك توقع على أوراق علشان المشروع، وقتها كنت عاوز تمشي بسرعة، وقعت من غير ما تركز في الورق".
لقد تذكر هذا اليوم جيداً، لقد أخبرته حينها المربية أن فاطيما مريضة، وكان غير منتبه للأوراق ليوقع عليها سريعاً ويغادر. هذه المرة لم يشعر بنفسه بعد أن قام بصفعها عدة مرات، لينقذها آسر منه. أخذها آسر لأحد الغرف وأغلق عليها، ليعود لهم مجدداً وهو يشاهد نظرات جسار الغاضبة لرامي، ليتأكد حينها أنه لن يتركه بهدوء.
❈-❈-❈
استيقظت فيروز في الصباح وبحثت عن والدتها لتجد الغرفة فارغة. اتجهت لغرفة نزار أيضاً، لكنها لم تجده، فركضت لغرفتها. حاولت المربية تهدئتها، لكنها فشلت. أرادت أن تخبر سمية، لكنها علمت أنهم عادوا للمنزل في الصباح الباكر. قامت بالاتصال بميرا لتطلب مساعدتها، أخبرتها أنها ستذهب إليهم لتصل بعد فترة وجيزة. صعدت لرؤيتها لتجدها تجلس في غرفتها تبكي، ورغم محاولات المربية معها، لكنها فشلت. لتقترب منها ميرا وضمتها بحب.
ذهبت ميرا إلى الحديقة برفقة فيروز في انتظار استيقاظ والدها وسمية، فقد كانت تريد الذهاب إلى المستشفى بعد علمها بما حدث لفاطيما. لكنها اتجهت إلى الفيلا بعد اتصال المربية بها لتقرر انتظار والديها، لأنها لن تستطيع ترك فيروز وحدها، ولا تستطيع أخذها معها إلى المستشفى أيضًا.
بعد فترة وجيزة، اقتربت منهم سمية بعد أن أخبرتها الخادمة بوجود ميرا وفيروز في الحديقة، لتهتف فيروز بدموع:
ـ فين ماما وبابا يا تيتة؟".
ضمتها سمية بحنان وأجابتها بهدوء:
ـ بلاش دموع يا حبيبتي، ماما في المستشفى دلوقتي، وهتكون بخير. وكنتِ بتقولي عاوزه أخوكي يجي بسرعة علشان تلعبي معاه، صح؟".
ابتسمت فيروز بفرح بعد أن أومأت برأسها موافقة:
ـ طيب، أنا عاوزه أروح علشان أشوف أخويا وأشوف ماما".
مسدت سمية على رأس فيروز بحب، وقالت بهدوء:
ـ يلا، البسي الفستان علشان نروح نمشي سوا".
بعد أن ركضت فيروز للداخل، قالت ميرا بقلق:
ـ ماما، فيروز هتخاف لما تشوف فاطيما بالشكل ده".
تنهدت سمية بهدوء، لتجيبها بجدية:
ـ حاسه إن فيروز هي اللي هتخلي فاطيما تفوق. طبعًا صعب على طفلة زيها تشوف أمها تعبانة كده، لكن هنعمل اللي علينا".
أدركت ميرا صحة حديث سمية، بينما توجهت سمية للداخل وهي تقول:
ـ هشوف سليم جهز ولا لسه، علشان نمشي، أنا قلقانة من وجود نزار وجسار مع بعض".
التصحيح:
دلفت سمية للداخل لتجد سليم يجلس مع فيروز ويتحدث معها. اقتربت وهتفت بابتسامة:
ـ أنتم قاعدين هنا واحنا مستنين بره؟ يلا علشان منتأخرش".
ـ فيروز، اسبقينا بره يا حبيبتي، جايين وراكي حالا".
تحدث سليم بقلق وهو ينظر لزوجته سمية: "
ـ غلط إننا ناخد فيروز معانا المستشفى، ناسية وضع نزار وجسار؟ كمان لو شافت توترهم هتخاف أكتر".
أردفت سمية بجدية وهي تسير مع سليم:
ـ متقلقش يا حبيبي، بالعكس، حاسة وجودها معانا هيكون في صالحنا. ولو سبناها هنا لوحدها مش هيكون صح".
اتجهوا للخارج ليذهبوا للمستشفى. وصلوا ليجدوا علياء وشاهي يقفون أمام غرفة العناية، وانضمت لهم شهد. هتفت سمية بقلق شديد وهي تنظر لعلياء:
ـ جسار ونزار فين؟ ليه مش معاكم؟".
قالت علياء بهدوء وهي بتحاول تهدئة سمية وتمسد على شعر فيروز:
ـ اهدي يا عمتي، آسر معاهم، هما كويسين". وبعدين سألت بتعجب:
ـ بس ليه جبتوا فيروز معاكم؟".
قبل أن تتحدث سمية، خرج كِنان من غرفة العناية واتجه لهم، فسأله سليم بلهفة:
ـ إيه الأخبار يا دكتور؟ عاملة إيه فاطيما؟".
قال كِنان بهدوء:
ـ متقلقش يا عمو، الدكتورة النفسية جاية تشوفها وهي اللي هتفيدنا أكتر عن حالتها".
قالت سمية بلهفة وهي تنظر من النافذة:
ـ إيه أخبار الولد؟ كنان، من فضلك، اعمل كل اللي في وسعك علشان تنقذه".
أردف كِنان بجدية وهو ينظر لهم:
ـ زياد مع الطفل، وأنا رايح ليهم علشان أطمن عليه. متقلقيش، فاطيما وابنها هيكونوا كويسين".
أومأت له برأسها موافقة، فذهب لرؤية الطفل. بعد مغادرة كِنان نظرت علياء حولها باحثة عن فيروز لتكتشف أنها اختفت.
يتبع...