-->

رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 22 - الإثنين 8/9/2025

 

قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية ترنيمة حب 

الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل الثاني والعشرون

تم النشر يوم الإثنين 

8/9/2025


‏"ألا يمكن للحياة أن تتواصل من دون رياح؟ أم يجب على كلّ شيء أن يرتعش؟ دائمًا ، دائمًا"


في اليوم التالي علمت سمية بعودة نزار و علياء و كانت سعيدة بوجودهم معهم هذه الفترة فهي تشعر أن هناك توتر في العلاقة بين جسار و فاطيما لكنهما يرفضان التحدث مع أحد في الأمر لتذهب للشركة لحضور اجتماع هام لأن جسار لن يستطيع الذهاب بسبب تعب زوجته .. بعد مغادرة سمية اتجه جسار لغرفة المكتب لينهي بعض الأعمال الخاصة بالشركة ليخبر نزار زوجته أنه سيذهب لرؤية شقيقته كي يتحدث معها بعض الوقت عله يعلم سبب حزنها الذي انتبه له في الأمس 

دلف للغرفة بعد أن طرق الباب وسمحت له بالدخول ليجلس جوارها على الفراش وهتف وهو يمسد على شعرها: 

ـ طمنيني عليكي يا حبيبتي لسه حاسه بتعب

أجابته بابتسامة هادئة وهي تنظر له: 

ـ يعنى شويه أطمن أنا كويسه علشان إنت رجعت

وضع وجهها بين يديه وتحدث بجدية: 

ـ عاوز أعرف ليه حزينة كده مخبيه إيه عني

نظرت بعيداً فهي لا تستطيع إخفاء الأمر عنه لكنها تأبى أن يحدث توتر جديد في علاقة زوجها و شقيقها : 

ـ هاه مفيش حاجه يا حبيبي أطمن يمكن بس تعب الحمل مش أكتر

أردف بهدوء وهو يمسك يديها:

ـ متأكده مفيش سبب تاني عاوز أسافر و أنا مطمن عليكي

نظرت له وهتفت بتوسل فهي بحاجة شديدة لوجوده معها: 

ـ هو إنت هتسافر تانى يا نزار ما تقعد شويه حتى لغاية لما أولد

تنهد بهدوء وهو يضمها وحاول أن يطمئنها: 

ـ أكيد هرجع تاني قبل ميعاد ولادتك أطمني مش هتأخر و كمان علشان الأولاد

أردفت بجدية وحاولت أن تغير مجرى الحديث: 

ـ طيب يا نزار المهم متغبش عني كتير أنا ماليش غيرك طمني على الأولاد عاملين ايه وإنت عامل إيه مع علياء أخباركم إيه كلكم

تحدث نزار وهو يعطيها كوب العصير كي تتناوله: 

ـ إحنا كويسين يا حبيبتي اطمني هكلمك كل يوم و هكون هنا باستمرار بعدين إيه كلامك ده فين جسار و فيروز طيب و كمان البيبي اللي هيجي قريب

أغمضت عينيها وهتفت بوجع وهى تنظر له: 

ـ طيب ما ترجعوا بقي يا نزار هاتهم وتعالى أرجع عيش وسطنا تانى أنا محتاجلك أوى خليك معايا لغاية لما أولد

نظر لها نزار وتحدث بشك بعد حديثها معه ليتأكد من شكوكه:

ـ إيه الحكاية يا فاطيما واضح الموضوع كبير اتكلمي و أنا معاكي مش هسيبك

هبطت دموعها على وجهها و أردفت بحزن: 

ـ أطمن مفيش حاجة بس محتاجة أخويا وأولاده جنبي حاسه إني لوحدي إنت عارف إننا طول عمرنا سوا و ما افترقناش لكن إنت سافرت تانى بس فيمكن علشان كده حاسه إني لوحدي

ضمها بقوة و تحدث بجدية شديدة: 

ُـ خلاص أهدى هستنى معاكي لغاية ما تبقى كويسه و أسافر للأولاد ولما ياخدوا الإجازة هنيجي نقضيها هنا اتفقنا

تمسكت به كأنها تستمد قوتها منه:

ـ ياريت يا نزار ياريت

مسد على شعرها وتحدث بجدية وهو يضمها بحب: 

ـ أطمني يا حبيبتي مستحيل أبعد عنك

أكملا حديثهما معاً ورغم محاولاته معرفة سبب حزنها لكنها أخبرته أنها تخشى فقدان الجنين ليحاول أن يهدئها قليلاً .. اتجهت علياء للحديقة لتجد جسار يجلس على الأريكة 

اتجهت إليه وتحدثت بابتسامة هادئة: 

ُـ إيه يا جسار يعني قاعد لوحدك

أشار لحاسوبه الشخصي و أردف بجدية: 

ـ بخلص شغل بم إني مش عارف أروح المكتب طمنيني أخبارك إيه

جلست مقابله وهتفت بتنهيدة:

ـ أنا كويسه أطمن المهم طمني عليك إنت عامل إيه في الشغل ومع فاطيما

أجابها وهو ينظر لها بهدوء:

ـ أنا كويس أطمنى مش ناويين ترجعو تاني خلاص

أردفت بجدية وهي تبتسم له: 

ـ هنيجي في الإجازات و أنتم هتيجو لينا لأننا استقرينا هناك والأولاد كمان مش عايزين نشتتهم معانا بس يمكن يجي اليوم اللي نرجع فيه و نبقى كلنا سوا وبعدين إحنا هنفضل على تواصل دايماً 

تحدث بتمني وهو يتابع ابنته التي تجلس على الأرجوحة مع المربية :

ـ ياريت ترجعو معانا تاني و أكيد هنيجي زيارات علشان فيروز من وقت سفركم وهي مقاطعاني تقريباً

تحدثت بهدوء وهي تنظر ل فيروز هي الأخرى: 

ـ هنحاول حاضر وبعدين قولتلك هاتها عندنا شويه إنت اللي رافض

أردف بعد تفكير وهو يبتسم لها: 

ـ صعب كمان فاطيما مستحيل توافق تكبر بس شوية ممكن تيجي تدرس عندكم في الجامعة ما أقدرش استغني عنها بجد حتى لما برجع متأخر لازم أطمن عليها بعدين كفاية الفريق اللي عندكم دلوقتي

ابتسمت له و أجابته بجدية : 

ـ فريق فعلاً دول هيجننوني بس بمناسبة فاطيما في إيه بينك وبينها

أخبرها بكل شيء منذ رؤيتها لها في المطعم حتى الآن لتتحدث بتعجب: 

ـ مين ليه مصلحه يعمل مشاكل بينكم

نظر لها و أجابها بضيق بسبب ما يحدث معه: 

ـ مش عارف الأرقام اللي كانت بتبعت ليها الصور مختلفه ومش مسجلة علشان أعرف مين الشخص ده وفشلت

أردفت بجدية وهي تحاول مساعدته في إيجاد حل: 

ـ ومين شمس دي تعرفها يعني سألت عنها قبل ما تتعامل معاها

تحدث بهدوء وهو يفكر في هذا الشخص:

ـ والدها كان راجل أعمال وكان فيه شغل كتير بينا المشروع ده كان هو اللي اقترحه لكن تعب من فترة و مسكت هي الشغل مكانه

تحدثت بعد تفكير دام عدة دقائق:

ـ طيب بس خد بالك منها علشان كلامك عن اللي حصل ماريحنيش وبلاش تجتمع بيها لوحدكم ياريت يكون آسر معاكم

أردف بهدوء وهو ينظر لها:

ـ أنا من وقت رجوعي ما اتواصلتش معاها قولت ل آسر يكمل هو معاها المشروع

لا تعلم علياء سبب الشكوك التي انتابتها تجاه شمس لتهتف بجدية:

ـ تمام يكون أفضل وياريت ماتتعاملش معاها كتير وخليك جنب فاطيما راضيها وعوضها عن غيابك شويه ولو علي الشركه غيرك يسد يا جسار حاول تفرغ نفسك ليها و لبنتك

تحدث بتنهيدة عميقة وهو يغلق حاسوبه:

ـ أنا مش بروح الفترة دى و سايب الشغل كله على آسر

أردفت بجدية وهي تنظر له: 

ـ كويس خليك جنبها لغاية لما ترجع أحسن من الأول وبعد كده أبقى روح وتابع بنفسك

هتف بحزن فهو يحاول منذ يومان التحدث معها لكنها ترفض الاستماع له: 

ـ معاها بس رافضه تتكلم معايا مش عاوزه تسمعني

أردفت بجدية شديدة لأنها مرت بهذه التجربة في السابق: 

ـ أتصرف ماتسبهاش لدماغها خليها تسمعك حتى لو غصب جسار كل مدى الفجوه بينكم هتوسع بلاش تسمح بكده قرب حافظ على عيلتك

أومأ بموافقة وهو يتجه للداخل: 

ـ هحاول أتكلم معاها تاني النهارده بتمنى تسمعني

أجابته وهي تتجه معه للداخل أيضاً: 

ـ حاول ماتيأسش

تنهد بهدوء و أردف بجدية: 

ـ هحاول تاني أكيد

اتجه لغرفة المكتب و ذهبت علياء لغرفتها لتجد نزار ينتظرها لكنها انتبهت لضيقه اقتربت منه و جلست على قدمه 

ـ إيه يا حبيبي شيفاك متضايق فاطيما اتكلمت معاك 

نظر لزوجته بشك وشعر أنها علمت من جسارة سبب توتر العلاقة بينه وبين شقيقته ليجيبها بتنهيدة عميقة:

ـ اتكلمنا سوا شوية وطلبت أقعد معاها لغاية ما تولد و بعدين أسافر ؛ متأكد فيه قلق بينها و بين جسار لكن رافضه تتكلم معايا 

ابتعدت عنه و تحدثت بتوتر:

ـ ممكن يكون توتر بسبب الحمل يا نزار بعدين إنت شوفت جسار معاها طول الوقت و ممكن نقعد معاها الشهرين الجايين بعدين نسافر سوا

تحدث بإرهاق وهو يقترب من الفراش ليرتاح، فهو يعلم أن هناك شيئًا يخفيه الجميع عنه، ليقرر التحدث مع عمته في اليوم التالي: 

ـ فكري كويس علشان الأولاد هيكونوا محتاجينك معاهم

قررت أن تظل معه، فهي لا تستطيع العودة وحدها، وأيضًا ستظل لمعرفة من يريد تحطيم استقرار أسرة صديقها، فهو دائمًا كان معها، واليوم هو بحاجة إليها لمساعدته ومعرفة الحقيقة:

ـ أنا معاك يا نزار مش هكدب عليك آه حاسه بقلق و ذكريات كتير رجعتلي بس وجودك معايا بيطمني أنا جنبك في أي مكان، عارفه حياتنا مش مستقرة الفترة دي بس هنحل سوا كل حاجة متقلقش

اتجهت للفراش لتنام جواره، وهي تفكر في أحداث هذا اليوم، تمسكت به كطفلة صغيرة لا تجد الأمان إلا بوجود والدها معها، فهو بحاجة لها أيضًا ليناما معًا بسبب إرهاقهما طوال اليوم.

❈-❈-❈

في اليوم التالي، عند جسار، استيقظ وقرر أن يتحدث معها، فهو لا يريد أن تظل العلاقة متوترة بينهما أكثر من ذلك، ليخبر المربية أن تهتم بفيروز ليحضر الإفطار، ويدلف إليها ليجدها تجلس على الفراش وشاردة في عالم آخر.

اقترب منها ووضع الصينية على الفراش، وجلس أمامها ليضع وجهها بين يديه، ليجد دموعها تهبط على وجهها، ليشعر بالغضب الشديد من هذا الشخص الذي يريد تد.مير حياته الخاصة مع زوجته وأسرته.

كاد أن يتحدث، ليسمع صوت طرق على باب الغرفة، في البداية ظن أنه نزار، لكن بعد أن سمح للطارق بالدخول، وجدها الخادمة دلفت ووقفت أمامهم لتهتف بهدوء:

ـ آسفه بس سمية هانم طلبت إنك تنزل علشان تقابل الضيفة اللي وصلت تحت و بتسأل عنك 

نظر للخادمة بتعجب من هذا الزائر الذي حضر لرؤيته، تنهد بهدوء ليقف ويتحدث بجدية:

ـ ضيفة!! مين الضيفة دي!!

في هذا التوقيت، دلف نزار للغرفة وعلياء معه، ليقترب من شقيقته ويجلس جوارها، لتجيب الخادمة جسار بهدوء:

ـ اسمها شمس كامل

نظرت فاطيما لزوجها ثم أشاحت بوجهها بعيدًا، لتنظر علياء بتوتر لجسار، هي الأخرى يبدو أن القادم لن يمر بسلام، خاصة بعد أن ازداد شكها تجاه شمس.

ابتلع جسار ريقه بتوتر، فهو في حالة لا تسمح له بالتفكير في شيء الآن سوى زوجته التي لم تتحدث بأي كلمة، يبدو أن علاقة زوجها بهذه المرأة في مرحلة مختلفة.

كان نزار يتابع نظرات جسار لشقيقته، لتتحدث علياء وهي تنظر بعيدًا كي لا يشك نزار فيها أكثر من ذلك:

ـ إحنا نازلين يا فاتن 

ثم نظرت لجسار لتردف بتوتر، وهي تقف أمام جسار، كي يهبطان للأسفل معًا لمعرفة سبب تواجد شمس في هذا التوقيت:

ـ أنا هنزل مع جسار و راجعين مش هنتأخر عليكم 

هبط جسار لأسفل برفقة علياء ليجدا شمس تجلس في الحديقة مع سمية، ليقتربا منهما بهدوء، وكانت علياء تنظر لها بتمعن كي تعلم ما الذي تريده شمس من صديقها.

في وقت سابق، قررت شمس الذهاب لرؤية جسار، خاصة بعد معرفتها أنه لم يذهب للشركة بسبب تعب زوجته، لتذهب إلى هناك بذريعة رؤيتها لفاطمة والاطمئنان عليها.

فهي لن تسمح لأحد بتد.مير خطتها، ستفعل المستحيل كي تكون مع جسار، ولا يهمها النتائج، هو لها وحدها، وإن اضطرت، ستلجأ لأخر كارت بيدها، وتعلم جيدًا أنه سيكون سببًا مباشرًا لانفصال فاطيما عنه.

رحب جسار بها، وجلس لتجلس أمامه، بينما جلست علياء تتابع ما يحدث بهدوء، خاصة بعد أن ازدادت شكوكها في شمس، لتقرر معرفة كل شيء عنها.


تحدثت شمس بمكر وهي تبتسم له بابتسامة خبيثة:

ـ أنا خلصت الإجراءات مع المهندسين و بدأوا في التنفيذ و عرفت بتعب فاطيما من آسر قررت اجي أطمن عليها و أبلغك إننا بدأنا في التنفيذ.

تحدث جسار بهدوء وهو يتناول القهوة التي كانت الخادمة قد أحضرتها له:

ـ أنا كلمت سمير و بلغني حقيقي كنت حابب استنى الإجراءات كلها تخلص بس للأسف مكنتش هقدر اسيب فاطيما لوحدها

تحدثت شمس بمكر وهي ترمقه بنظرة حادة:

ـ مفيش داعي للإعتذار أهم حاجة إنها دلوقتي كويسة السفر كان غلط ليها، ياترى عرفت إيه سبب سفرها!!

وضع يده على وجهه بضيق، لتنظر له سمية بحدة لأنه لم يخبرها بالحقيقة، لتتأكد من شكوكها أن هناك توترًا في علاقة جسار وفاطيما

لتهتف علياء بانفعال وهي ترمق شمس بنظرة حادة:

ـ أظن مش من حق أي شخص يتدخل في علاقة جسار وفاطيما اطمني كل الحكاية إنها اشتاقت ليه و قررت تيجي و تكون معاه لو إنتِ في حياتك شخص أو مرتبطه هتكوني معاه في أي مكان ولا كلامي غلط

نظرت شمس بضيق إلى علياء، خاصة أنها لم تلتقِ بها في السابق، كانت تسمع عنها من والدها فقط، لتجيبها بهدوء شديد عكس ما تشعر به، كي لا تجعلها تنتصر عليها:

ـ أكيد كلامك صح لكن المفروض إنها حامل يعني تخاف على الجنين على الأقل 

أردفت سمية بجدية و هي تقف لتتجه إلى الداخل لرؤية فاطيما و معرفة ما تخفيه عنها

ـ أنا هشوف فاطيما أكيد صحيت بعد إذنكم

اتجهت سمية للداخل و صعدت للأعلى لرؤية فاطيما و التحدث معها لمعرفة الحقيقة.. قبل صعود سمية للأعلى، كانت فاطيما تجلس على الأريكة ونزار يجلس جوارها، تنظر إليه بتوتر لأنها تعلم أنه لن يتركها إلا بعد علمه بما تخفيه عن الجميع.

أردف نزار بهدوء وهو ينظر إليها:

ـ أنا محبتش اضغط عليكي امبارح عاوز أعرف الحقيقة السكوت مش حل 

صمتت فاطيما قليلاً، وقبل أن تتحدث، استمعت لصوت طرق على الباب. وبعد أن سمحت بدخول عمتها، اقتربت منها لتجلس على الأريكة المجاورة. كانت تظن أنها أنقذتها من أسئلة نزار، ولم تكن تعلم أنها قادمة لمعرفة الحقيقة هي الأخرى.

تحدثت سمية بجدية و هي تنظر إلى فاطيما:

ـ أنا عرفت من شمس إنك سافرتي الغردقة الكلام ده صحيح 

حاولت فاطيما الوقوف، لكنها لم تستطع بسبب الألم الذي شعرت به أسفل بطنها. لقد انكشفت نصف الحقيقة، لكنها لا تريد إخبارهم بالصور التي أرسلت إليها، هذا الأمر بينها وبين زوجها فقط. أمسك نزار يدها ليهتف بجدية:

ـ إنتِ سافرتي بجد في حالتك دي فاطيما اتكلمي أو هسافر و مش راجع غير لما الأولاد يخلصوا دراسة السنة دي

هبطت دموعها على وجهها، ونظرت لشقيقها بتوسل لأنها تعلم جيدًا أنه سينفذ ما قاله لها. حاولت سمية تهدئته:

ـ اهدى يا نزار أختك محتاجة لوجودك معاها 

وقف وابتعد عنها لكي لا يتأثر بدموعها، ونظر من النافذة ليجد زوجته وجسار ومعهم امرأة أخرى يجلسون في الحديقة.

هتفت بكذب وهي تهرب بعيونها بعيدًا حتى لا تفضح نفسها أمامهم، فهي لا تستطيع الكذب عليهم مطلقًا:

ـ أنا كنت متضايقة علشان هنا لوحدي في الفيلا عمتو في الشركة مع عمو سليم، و إنت سافرت لندن بقيت لوحدي و جسار طول الوقت بره بيرجع متأخر ، قررت أسافر و اقضي معاه يومين دي الحقيقة 

يعلم نزار جيدًا من حديثها أنها لا تقول الصدق، لكنه تعهد بمعرفة السر الذي تخفيه عنهم مهما كلفه الأمر.

في الأسفل، كانت علياء تراقب نظرات شمس لجسار باهتمام شديد، لتقرر التفتيش في ماضيها ومعرفة كل المعلومات الخاصة بها.

لتهتف علياء بمكر شديد وابتسامة خبيثة:

ـ كفاية كلام عن الشركة بقى و المشروع أظن آسر موجود معاكم لو فيه أي جديد هيبلغه بقول نطلع نشوف فاطيما و نطمن عليها علشان تعرفو على بعض

أومأت شمس بموافقة لتصعد مع جسار وعلياء للأعلى لرؤية فاطيما والاطمئنان عليها. وأثناء سيرهم، وجدوا فيروز تركض تجاه جسار ليحملها ويقبلها على وجهها، لتبتسم له.

دلفوا معًا للداخل، لتقترب علياء من نزار وتبتسم له بهدوء. وقام جسار بتقديم كل من زوجته وشمس لبعضهما البعض.

حاولت أن تبدو طبيعية، لكنها فشلت. كانت الغيرة واضحة عليها، خاصة وهي ترى اهتمام جسار بزوجته، لتقرر أن تقوم بالخطة الأخيرة التي ستنهي علاقة جسار و فاطيما.

جلست معهم فترة وجيزة لتغادر بعد ذلك، ليتجه جسار لإكمال بعض الأعمال الهامة في غرفة المكتب. وأخبرت علياء نزار أنها ستذهب للقاء شاهي ورؤيتها لأنها أصبحت المسؤولة عن المكتب بعد سفرهم للخارج.

غادرت علياء برفقة السائق، فقد رفض نزار الذهاب معها وفضل الجلوس مع شقيقته . وصلت للمكتب لتجد آسر ينتظرها هناك.

تذكرت الرسالة التي أرسلتها له بالأمس عبر الهاتف، وطلبت رؤيته دون أن يخبر أحد. ليتجهوا معًا لمكتبها الخاص برفقة شاهي.

تحدثت شاهي بمرح بعد جلوس آسر وعلياء في المكتب:

ـ هروح أخلص شغلي علشان المديرة متطردنيش

ابتسم كل من علياء وآسر على حديثها، لتتركهم وتذهب إلى مكتبها لإكمال عملها وتتركهم يتحدثون معًا.

أردف آسر بجدية وهو يرتشف القهوة:

ـ إيه الحكاية طلبتي نتقابل من غير ما حد يعرف

تنهدت علياء بهدوء، ثم هتفت بجدية:

ـ عاوزه أجمع معلومات عن شخص ومفيش غيرك ممكن يساعدني؛ كمان مش عاوزه حد يعرف حاجة عن الحكاية دي 

كان يستمع لحديثها بهدوء شديد، ليهتف بجدية:

ـ عاوزه تعرفي معلومات عن مين 

أجابته وهي تنظر إليه لترى ردة فعله بعد معرفة اسم الشخص الذي تريد معرفة معلومات عنه:

ـ شمس كامل


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة