-->

رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 23 - الأربعاء 17/9/2025

 

قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية ترنيمة حب 

الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل الثالث والعشرون

تم النشر يوم الأربعاء 

17/9/2025



‏اتسعت المسافة بيننا، أنت لا تفهم ، وأنا لم أعد أطيق الحديث . 


في غرفة فاطيما، جلست صامتة منذ مغادرة جسار، وتفكر في أحداث اليوم وزيارة شمس لها. بينما اتجه نزار إلى غرفة عمته للتحدث معها، فهي من تستطيع معرفة الحقيقة من جسار. 

أردف نزار بجدية، وهو ينظر إلى صورة تجمع عمته بوالده ووالدته:

ـ عمتي أنا واثق إن سفر فاطيما كان وراه سبب تاني؛ لأن لو كلامها صحيح كانت بلغتك مش هتسافر من غير ما تعرف حد 

أجابته سمية بهدوء، وهي تسترجع حديث فاطمة وتفكر في نظرات شمس المثيرة للاهتمام تجاه جسار أثناء وجودها معهم في الأسفل:

ـ أكيد هتكلم مع جسار علشان أفهم منه متقلقش هيرجعو زي الأول 

ثم جلسا يتحدثان معًا عن بعض الذكريات، وأيضًا عن إمكانية عودة نزار لمصر قريبًا، لكنه أخبرها أنه بدأ بالفعل بالاستقرار في لندن وسيفكّر لاحقًا في العودة، فمهما طال الزمن به، سيعود لبلده مرة أخرى. بعد ذلك، اتجه لغرفة شقيقته ليطّئمن عليها، لكنها ادعت النوم حتى لا تتحدث مع أحد، ليقرر الذهاب لرؤية ميرا والاطمئنان عليها.

أنهى جسار عمله وصعد إلى الأعلى لرؤية زوجته والتحدث معها، بعد علمه بمغادرة الجميع للمنزل باستثناء عمته التي كانت تجلس مع فيروز في الحديقة.

صعد لغرفتهم، وجدها جالسة ولم تنظر إليه. اقترب منها وجلس أمامها، حاول أن يمسك يدها لكنها ابتعدت بهدوء.

تحدث بجدية شديدة، وهو ينظر في عينيها:

ـ لازم نتكلم سوا؛ إنتِ إزاى فكرتي إني ممكن أفكر في واحده تانية غيرك، فاطيما فيه شخص بيخطط يد.مر علاقتنا سوا وأوعدك هعرف هو مين في أقرب وقت وهيدفع التمن .

ـ أنا ممكن أنسى وأسامح في حالة واحده يا جسار 

أردفت بهذه الكلمات، وهي تحاول الوقوف، لكنها فشلت لأن جسار منعها من الابتعاد عنه. وضع يده على وجهها وتحدث بتنهيدة عميقة:

ـ إيه الحالة اللي ممكن تسامحي بسببها!!

تحدثت بثقة إن كان هو لا يريد تفكيك أسرته، فهي أيضًا لا تريد أن تعيش ما مرت به في السابق معه. عليه الاختيار هذه المرة، لأنها لن تتراجع مهما حدث:

ـ تنهي أي شغل بينك وبينها، بعدين إحنا مش محتاجينها معانا ليه بتفرضها علينا 

في هذا الوقت، كانت سمية في طريقها للتحدث مع فاطيما قبل أن تتحدث مع جسار، لكنها وقفت أمام الغرفة بعد استماعها لحديث فاطيما. بينما في الداخل، ابتعد جسار عن زوجته ليمسح وجهه بضيق، وهو يتذكر وعده لوالد شمس بأنه سيساعدها حتى تصبح سيدة أعمال كبيرة. 

هتف بحذر وهو ينظر لها من جديد:

ـ حبيبتي اللي بيني وبين شمس شراكة مش أكتر بعدين هي بعيد عن الشركة، الشغل اللي بينا خاص بشركتي للأسف مش هقدر أتخلى عن مساعدتها.

تحدثت بحدة وانفعال شديد، وهي تقف أمامه:

ـ يبقى إنت اختارت يا بشمهندس للأسف نهيت علاقتنا علشان واحده زيها

أشار لها بيده ليمنعها من إكمال حديثها، حتى لا يصل الأمر بينهم إلى حافة الهاوية:

ـ أنا مقدر حالتك دلوقتي هنتكلم بعدين لما تهدي

جلست على الفراش واندفعت في البكاء قائلة:

ـ الكلام انتهى يا جسار هعطيك فرصة لغاية بعد ما أولد بعد كده قرارك هيحدد نكمل سوا أو ننفصل.

استمع لحديثها بصدمة، وقبل أن يجيبها دلفت سمية إليهم ونظرت إليهما بصدمة. هتفت وهي تقترب من فاطيما: 

ـ إيه اللي سمعته دلوقتي ده؟!

هتف جسار بتعب، وهو ينظر لعمته بتوتر لأنه يعلم أنها لن تدافع عنه: 

ـ اتكلمي معاها يا عمتي، إنتِ... أنا لغاية دلوقتي بتعامل معاها بهدوء.

تحدثت فاطيما بغضب شديد، وهي تنظر إليه: 

وأنا قولت قراري يا جسار، كفاية بقى لعب بيا. أنا لسه منسيتش اللي عشته زمان وجرحك ليا. ولا دي بقت لعبتك المفضلة، تدخل كل فترة في حياتنا واحدة تانية.

حاولت سمية تهدئتها بعد انتباهها لها: 

ـ أهدي يا فاطيما، كل شيء هيتحل. أنا هتكلم مع جسار وأفهم إيه الحكاية.

كان يستمع لحديثها بصدمة، فهو ظن أنها تخطت الماضي، لكنه اكتشف أنها لن تنسى حتى الآن. يعلم جيدًا أنه أخطأ في حقها سابقًا، وكان هذا الأمر بإرادته. لكن اليوم، هي تعلنها للجميع، وكأنها لا تثق فيه. لكنه نسي أنها امرأة، وأي امرأة أخرى ستفعل هذا الأمر وأكثر، خاصة أنها ترى أن حياتها مع زوجها أصبحت على المحك.

لم يستطع جسار الانتظار أكثر من ذلك، فغادر الفيلا، بينما جلست فاطيما تبكي بقوة. حاولت سمية تهدئتها كي لا تزداد حالتها سوءًا. ظلت معها حتى هدأت، ثم قررت التحدث معها بهدوء لتعلم كل شيء، حتى تساعدها.

هتفت سمية بجدية، وهي تنظر لفاطيما: 

ـ ممكن أفهم كل حاجة؟ إنتِ كده بتدمري أسرتك، حبيبتي جسار بيحبك، بس مش معنى كده إنه يتخلى عن مشروع مهم. الحكاية أكيد سوء تفاهم، فيه حد عاوز يبعدكم عن بعض وإنتِ بتساعديه بالطريقة دي. ثم أضافت بلهجة حانية:

ـ فاطيما، اتكلمي معاه بهدوء لما يرجع، وأوصلوا لحل كويس علشانكم، قبل أي حد تاني.

أحضرت فاطمة هاتفها وفتحته، ثم أعطته لسمية لتشاهد الصور التي أرسلت لها. 

لتتحدثت بحزن: 

ـ أنا تعبت يا عمتي، عاوزين أكون هادية إزاي وفيه واحدة عاوزة تاخده مني؟ مش هقدر أعيش نفس الحالة يا عمتي، زمان كنت لوحدي، لكن دلوقتي معايا ولادي. هو حتى مفكرش فيهم.

نظرت سمية للهاتف بصدمة، ولا تستطيع أن تنكر أنها شعرت بالقلق منذ رؤيتها لشمس. لكن هذه الصور جعلتها تتأكد أن شمس تريد الاقتراب من جسار. هتفت بتنهيدة: 

ـ طيب، ممكن تهدي دلوقتي؟ وهتكلم معاه، أظن استقرار أسرته أهم من أي مشروع، المكسب من وراه هيكون خسارة للكل.

ظلت معها حتى ذهبت في النوم، ثم نزلت إلى الأسفل. حاولت الاتصال بجسار لتجد هاتفه مغلقًا، فقررت انتظاره حتى يعود وتتحدث معه بعد ذلك.

و في الوقت نفسه، كان جسار يقود سيارته بسرعة شديدة ليبتعد عن الجميع، خاصة بعد شعوره بالحزن العميق بعد حديث زوجته معه. كان يحاول الهروب من الألم الذي يكمن بداخله، لكنه يعلم أن الهروب لن يحل شيئًا.

❈-❈-❈

عند آسر وعلياء، رغم تفاجئه بعد ذكر علياء لاسم شمس، ابتسم بهدوء، مما زاد من تعجبها. هتفت بجدية:

ـ إيه الحكاية؟ بتضحك ليه؟! أجابها بجدية شديدة وهو يتناول القهوة: 

ـ واضح إن الكل مهتم بشمس، لأنك مش أول شخص يطلب مني أجمع معلومات عنها.

تفاجأت من حديثه في البداية، وظنت من حديث آسر أن نزار هو من طلب منه هذا الأمر، لكنه كان هادئًا أثناء تواجد شمس في الفيلا. لتتحدث بجدية: 

ـ مين طلب منك تجمع معلومات عنها؟

أردف بهدوء وهو ينظر لها:

ـ عمي سليم، بصراحة، من أول يوم اتقابلنا معاها هو شك فيها، خاصة بسبب طريقة تعاملها مع جسار. كمان لو جت الشركة وهو مش موجود، بتمشى وتأجل الميعاد.

أغمضت عينيها وأردفت بجدية: 

ـ آسر، من فضلك، أي معلومة توصل ليها عن شمس بلغني الأول. لو بابا عرف وقتها، الوضع هيكون سيء. وأنا هتكلم مع جسار، هحاول أقنعه يلغي الشراكة معاها.

تحدث آسر بهدوء، لأنه يعلم جيدًا أن جسار لن يوافق على إنهاء عمله مع شمس بدون اقتناع: 

ـ أظن جسار مش هيوافق يا علياء، إنتِ أكتر واحدة عارفة تفكيره. بالعكس، حاسس لو صممنا هيعاند أكتر مع الكل من غير ما يفكر في النتيجة اللي هيوصل ليها.

ـ للأسف عارفة يا آسر، لكن أتمنى يفكر في عيلته اللي ممكن تتفكك في أي لحظة. أردفت بهذا الحديث وهي تنظر له، لتقف كي تغادر وتعود للمنزل حتى تطمئن على أولادها، فهي لم تتحدث معهم منذ الأمس.

هتف آسر بجدية هو الآخر:

ـ اطمني، أي معلومة توصلني عنها هبلغك الأول.

ابتسمت له وغادرت المكتب. 

ليذهب آسر لزوجته في مكتبها ليأخذها ويعودان لمنزلهما .

عند نزار، عاد للمنزل ليجد شقيقته نائمة. ليجلس مع فيروز في الحديقة يتحدثون معًا، وقام بالاتصال بأولاده ليطمئن عليهم، وتحدثت معهم فيروز أيضًا. لكنه كان يفكر في حالة عدم الاستقرار التي تمر بها فاطيما هذه الفترة، ليفكر في أمر ما، لكنه قرر التحدث معها أولًا لمعرفة رأيها قبل التحدث مع جسار.

بعد فترة، عادت علياء لتقترب من زوجها وفيروز لتهتف بمرح:

ـ اسيب فريدة وعاليا في لندن وأجي هنا ألاقي فيروز اتعامل معاكم إزاي؟ أخطـ.ـفكم!

ابتسم نزار على حديث زوجته وتحدث بهدوء: 

ـ طيب فيروز قاعدين معاها كام يوم، لكن عاليا وفريدة للأسف عايشين معانا كام سنة، لسه اعترفي إنك خسرتي قدامهم؟

تحدثت بغيرة شديدة، وهي تمسك يده بقوة بعد ذهاب فيروز للداخل: 

ـ أنا مش بخسر يا دكتور، لغاية دلوقتي بتعامل معاهم بهدوء، لكن لما هنرجع هتشوف مين فينا هيفوز، أنا ولا بناتك؟

ضمها نزار بقوة، وأردف بجدية:

ـ واثق إنك هتتفوقي، وهساعدك كمان، اطمني.

وقف ليتجه للداخل برفقة زوجته، ولم ينتبهوا لسمية التي كانت تشاهدهم من نافذة غرفتها. نعم، لقد اطمئنت عليهم، لكن ما يقلقها وضع جسار وفاطيما، لا تريد أن يتكرر الماضي معهم مرة أخرى. لتبتسم بعد رؤيتها لزوجها وهو قادم من الشركة، وذهبت له لترتمي بين يديه كأنها طفلة تتمسك بوالدها.

هتفت باعتذار وهي تنظر لزوجها: 

ـ أسفة يا حبيبي، مقدرتش أجي معاك الشركة بسبب حالة فاطيما، أنا خايفة عليها أوي

وضع سليم وجه سمية بين يديه وأردف بجدية: 

ـ سمية، مفيش داعي للاعتذار، بعدين فاطيما محتاجة وجودك معاها الفترة دي، واطمني آسر موجود معايا هناك، المهم دلوقتي نحاول نلاقي طريقة علشان نمنع جسار إنه يوجعها مرة تانية.

نظرت سمية له بتوتر وأخبرته عن تواجد شمس في الفيلا اليوم، لأنّه أخبرها في السابق عن شكوكه في شمس، وأيضًا أخبرته بما حدث ومواجهة فاطيما وجسار: 

ـ شمس كانت هنا النهارده، وبصراحة مش مطمنة ليها يا سليم، حاسة إنها بتخطط لحاجة فعلًا، وللأسف جسار رافض يسمع لأي شخص مننا.

في المساء، اجتمع سليم وسمية وعلياء في غرفة المعيشة، بينما كانت فيروز ونزار في غرفة فاطيما يرافقانها.

 تحدثت علياء بجدية:

ـ أنا كنت مع آسر النهاردة، وطلبت منه يجمع لنا معلومات عن شمس. حاسة إن في حاجة مش مظبوطة فيها.

نظرت سمية لها باهتمام وسألت: 

ـ وهو وافق؟

أجابت علياء: 

ـ أيوة، وعدني إنه هيجمع كل المعلومات اللي نقدر نستفيد منها.

تحدث سليم بجدية: 

ـ كويس، يمكن نعرف إيه اللي ورا تصرفات شمس دي.

بعد المناقشة، قرر سليم وعلياء وسمية أن ينتظروا حتى يجمع آسر المعلومات عن شمس. كانوا جميعًا مصممين على مساعدة جسار وفاطيما، وإنقاذهم من أي مشاكل قد يتعرضون لها.

في غرفة فاطيما، كانت مستلقية على سريرها، بينما كان نزار بجانبها يحاول تهدئتها. كانت فاطيما تشعر بقلق وتوتر بسبب الأحداث التي تحدث حولها.

في هذه الأثناء، كان جسار قد عاد للتو إلى المنزل في وقت متأخر، بعد ليلة طويلة خارج المنزل. دخل إلى غرفته بهدوء، يحاول ألا يزعج أحدًا. لكنه لم يستطع النوم بسبب التفكير في كل ما حدث.

في الصباح، استيقظت فاطيما وبدأت تبحث عن جسار في كل الغرف، لكنها لم تجده. شعرت بحزن شديد، وتساءلت أين يمكن أن يكون. نزلت إلى الطابق السفلي، وهناك وجدت نزار جالسًا في غرفة المعيشة.

اقتربت منه فاطيما، وحاولت إخفاء حزنها، لكنها لم تستطع. لاحظ نزار التعبير الحزين على وجهها وسألها:

ـ مالك يا فاطيما؟ فيه إيه؟

نظرت إليه فاطيما، وبدا عليها الحزن الشديد. أجابت بصوت منخفض: 

ـ جسار مش موجود، مش عارفة راح فين.

نظر نزار إليها بقلق، وحاول تهدئتها. قال:

ـ يمكن يكون خرج يتمشى أو شغل مهم، متقلقيش

لكنها بدت غير مقتنعة.

دخلت علياء إلى غرفة المعيشة، ووجدت فاطمة ونزار جالسين. سألت عن سبب القلق على وجوههم، فأخبرتها فاطمة أنها تبحث عن جسار ولم تجده. ابتسمت علياء وقالت:

ـ جسار في الشركة، عنده اجتماع مهم النهارده مش هيتأخر

شعرت فاطيما بالارتياح قليلًا، واقترحت علياء أن يتناولوا الإفطار معًا في الحديقة. وافق الجميع، وذهبت علياء لتحضير الإفطار بينما انتظروا في الحديقة.

بعد قليل، خرجت علياء بالطعام، واجتمعوا جميعًا حول الطاولة. كان الجو هادئًا وممتعًا، خاصة مع وجود فيروز التي كانت تلعب بألعابها في الحديقة.

جلست فيروز بالقرب منهم، تلعب بلعبة البازل، بينما كان الجميع يتحدثون ويضحكون. كانت لحظات جميلة ومريحة، وبدأت فاطيما تشعر بالتحسن قليلًا.

في الشركة، كان جسار يجلس في مكتبه يتابع أعماله بعدم اهتمام، وهو يتذكر أحداث الأمس، وأيضًا زوجته التي تركها لأول مرة لتقضي هذه الليلة وحدها. أخبرته السكرتيرة بوجود سمية وسليم في الخارج، يريدان لقاءه.

سمح جسار للسكرتيرة بأن تدخل سمية وسليم، وطلب منها ألا تزعجهم، لتعيد ترتيب أوراقها وتعود إلى مكتبها.

قالت سمية بجدية وهي تجلس أمامه: 

ـ بعدين يا جسار، أنا حقيقي مش فاهمة إيه حكايتك، ليه مصمم تعاند وجود شمس في حياتك؟ مش دلوقتي عندك عيلة وفاطيما حامل!!

تنهد جسار بضيق وهو يستمع لحديث عمته، وأجابها بجدية:

ـ عمتي، اللي بيني وبين شمس شغل مش أكتر، لكن واضح إن كلّكم مصممين تشوفوا الموضوع بطريقة مش صحيحة. اللي بينا شراكة مش أكتر. أنا هعرف مين اللي بعت ليها الصور وهحاسبه، لكن مش هتخلى عن وعد وعدته لوالدها.

تحدث سليم بحدة وهو ينظر لجسار: 

ـ أنا مش فاهم حقيقي ليه بتعاند مع الكل، ولا نسيت وصية جدك لك يا جسار؟ أنا مش هسمحلك توجع فاطيما مرة تانية.

أجابه جسار بضيق شديد: 

ـ أنا مش هسمح لأي شخص يتدخل في شغلي، وشمس هتكون ليها أسهم في الشركة قريب وهتكون من أعضاء مجلس الإدارة.

"تحدثت سمية بغضب شديد وانفعال: 

ـ إنت اتجننت أكيد! اللي بتقوله ده مستحيل يتم يا جسار، سمعت؟ مش هسمحلك توقع الشركة بعد ما وقفناها مرة تانية. عاوز شمس تكون شريكة ليك براحتك، بس بعيد عن المجموعة.

هتف جسار بتحدي وجدية: متنسيش إنِ رئيس مجلس الإدارة يا عمتي، ومن حقي أخذ أي قرار أشوفه هيفيّد الشركة. بعدين، ليه رافضين وجود شمس وآسر دخل شريك؟!

أجابه سليم بجدية شديدة: 

ـ آسر لما دخل شريك معانا، وضع الشركة كان مُتردّي بسبب الخلافات اللي كانت بينا وقتها. وبعدين متنكرش إن وجوده ساعدنا كتير، وفتح لنا مجالات جديدة من ساعة ما انضم لينا. لكن شمس هتفيدنا في إيه؟ وضعنا المالي والمادي تمام دلوقتي، ليه عاوز تقسمنّا تاني؟

أردف جسار بانفعال بسيط: 

ـ أنا قراري مش هغيره، شمس هتكون شريك معانا، واتفقت معاها على مشروع جديد هنمضي العقود في أقرب وقت، وأتمنى تقبلوا وجودها معانا

ـ في حالة زي دي، هيكون فيه اجتماع لأعضاء مجلس الإدارة ونشوف قرارهم يا جسار.

تحدثت سمية بهذه الكلمات وهي تغادر المكتب، لينظر سليم لجسار بسخرية ويرحل هو أيضًا.

❈-❈-❈

عند شمس، كانت تجلس وتنظر لشريكها بابتسامة عريضة:

ـ قولتلك مهمتي سهلة، لكن واضح مش عندك ثقة فيا

أجابها رامي بجدية شديدة وهو ينظر لها: 

ـ إنتِ نجحتي فعلاً، ونسبتك في المشروع الجديد هتكون أكبر، ووجود جسار معانا هيبقى مفيد جدًا

ـ ياترى إيه اللي جاي الفترة الجاية؟ 

أردفت بهذا السؤال وهي ممسكة بالورقة في يدها. ليرد عليها بهدوء: 

ـ هتعملي حفلة وتعلني عن الشراكة، والمفاجأة التانية.

قالت بتوتر وهي تنظر إليه: 

ـ أنا قلقانة من رد فعل العيلة، أكيد هيبقى في توتر بين جسار وبينهم، ولما يعرف عن الورقة دي مش هيبقى كويس.

متقلقيش، إحنا معاكي، المهم تجهزي للحفلة في أسرع وقت. هتف بهذه الكلمات لتتحدث شمس بمكر: 

ـ عاوزه أعرف ليه بتساعدني وأنت قريب من جسار

أغمض عينيه بهدوء وأردف بحدة: 

ـ أظن مهمتك تنفذي المطلوب بس، ومتنسيش إن في لحظة ممكن أبيعك وأبلغ جسار كل حاجة عملتيها لغاية دلوقتي

ظلت صامتة وهو يغادر، ثم قالت شمس بتعجب: 

ـ ياترى إيه سبب الخلاف بينك وبين جسار يا رامي؟ قريب أوي هعرف كل حاجة وهسيطر على اللعبة، وأنتِ هتبقى مُجرد مُشاهِد

في المساء، عاد جسار للفيلا ليجد الجميع يجلسون في الأسفل. ليقرر أن يخبرهم عن شراكته الجديدة مع شمس، وأيضًا يتحدث معهم عن انضمامها لأعضاء مجلس الإدارة. ليهتف بهدوء وهو ينظر لزوجته التي أصبحت امرأة أخرى، لكنه لن يتراجع: 

ـ كويس إن كلكم موجودين هنا، علشان أبلغكم بقراري الجديد

تحدثت سمية بغضب وهي تنظر له: 

ـ قولتلك قرارك مش هيتنفذ يا جسار، بلاش تحدي وإلا هتخسر

نظرت فاطيما لزوجها وأردفت بانفعال بسيط: 

ـ قرار إيه يا بشمهندس؟ أتمنى تكون لاغيت الشراكة مع شمس، أظن ده القرار اللي المفروض تاخده

حاول نزار تهدئتها بعد رؤيته لحالتها، ليحدثها بقلق: 

فاطيما، اهدي شوية، نسيتي كلام الدكتورة

تجاهل جسار حديث نزار وتحدث وهو ينظر لها: 

ـ شمس هتكون شريكة معانا في المجموعة، ووقعت معاها عقد تنفيذ مشروع جديد

هتفت فاطيما وهي تنظر له بانكسار وحزن: 

ـ أنا عاوزه أطلع أوضتي، إنت قولت كلمتك وأظن عارف قراري، ياريت تنفذ في أقرب وقت، بعد إذنكم.


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة