-->

رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 27 - الأربعاء 1/10/2025

 

قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية ترنيمة حب 

الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل السابع والعشرون

تم النشر يوم الأربعاء 

1/10/2025


أَتُرى الزَمانَ يَسُرُّنا بِتَلاقِ؟!

وَيَضُمُّ مُشتاقاً إِلى مُشتاقِ!


وَيُقِرُّ عَيناً طالَما سَخِنَت فَلَم

تَملِك سَوابِقَ دَمعِها المُهَراقِ!


وقف نزار في الحديقة ، يحاول فهم ما يحدث. ظهر آسر أمامه فجأة، ونظر له نزار بإرهاق شديد. في تلك اللحظة، كان جسار يحاول اللحاق بهما ، لكن سمية أمسكت به بقوة. هتفت بقلق: 

ـ جسار، استنى. إحنا لازم نعرف إيه اللي بيحصل. نزار راح فين؟ وعلياء فين؟ ليه كل ده بيحصل؟"

أغمض جسار عينيه، يحاول السيطرة على مشاعره. تحدث بجدية: 

ـ هتعرفو الحقيقة كلها يا عمتي، بس الأول لازم نطمن على فاطيما ونرجع علياء. عمتي، من فضلك، خلي فيروز معاكي، متبعدش عنك لأي سبب. احنا مش عارفين مين اللي ورا كل ده، ولازم ناخد بالنا من كل حاجة.

نظر سليم إلى جسار بقلق، وقال:

ـ جسار، إنت كويس؟ فيه حاجة بتوجعك؟

هز جسار رأسه، وقال: 

ـ لا، أنا كويس. بس لازم نتحرك بسرعة.

غادر جسار سريعًا دون أن ينتظر رد سمية. نظرت سمية لسليم بقلق، بينما كانت فيروز تشعر بالخوف والارتباك. استطاعت شاهي تهدئتها بعض الشيء. في تلك الأثناء، كان جسار يتجه للحديقة، حيث كان نزار وآسر وزياد ينتظرونه. 

اقترب منهم جسار وتحدث بجدية وحزم: 

ـ خلينا نتحرك دلوقتي. لازم نوصل لوليد علشان يدفع تمن كل اللي عمله.

أردف آسر بهدوء، وهو ينظر لهم: 

ـ أنا طلبت حراس زيادة ييجو هنا، بس قبل أي خطوة، لازم نبلغ الشرطة ونشوف كاميرات المستشفى. أكيد هنوصل لطرف الخيط.

تحدث كِنان، الذي انضم إليهم، بجدية: 

ـ في مشكلة، صعب نشوف الكاميرات من غير إذن ابنيابة. بس ممكن نكلم مالك، يمكن يساعدنا في الموضوع ده ويجيب لنا الإذن بسرعة.

هز جسار رأسه، وقال: 

ـ كلم مالك، بسرعة. كل دقيقة بتفرق.

وقف نزار، وغضبه يتصاعد، ليهتف بحدة: 

ـ أنا مش هستنى! مراتي مختفية، وأنا مش عارف هي فين. لازم نعمل حاجة دلوقتي. هتساعدوني ولا أتحرك لوحدي وأدور عليها بنفسي؟

نظر آسر لنزار، وقال بهدوء: 

ـ نزار، اهدى. احنا هنساعدك، بس لازم نعمل كل حاجة بالطريقة الصح.

هز نزار رأسه، وقال: 

ـ مفيش وقت للهدوء. لازم نتحرك.

قام زياد بالاتصال بمالك وأخبره بما حدث بإيجاز. أخبره مالك أنه سيذهب إليهم ولا يفعلوا أي شيء حتى يصل. بعد أن أغلق زياد الهاتف، هتف: 

ـ أنا كلمت مالك يا نزار، وجاي حالاً. أطمن، هنلاقي علياء في أسرع وقت.

وصل مالك إليهم، وبدأ على الفور في التحرك. استطاع، بفضل سلطته، الوصول إلى كاميرات المراقبة. شاهد هو ونزار كل شيء، من لحظة نزول علياء إلى الأسفل حتى ركوبها في السيارة. حصل مالك على رقم السيارة، واتصل بأحد أصدقائه لمعرفة مالك السيارة وخط سيرها. في غضون ذلك، وصل وكيل النيابة، وبدأ التحقيق معهم. طلب الضابط حضور سمية، لأنها كانت آخر شخص يرى علياء قبل اختفائها.

صعد آسر للأعلى، ورأى سليم وجهه المرهق. سأل سليم بجدية: 

ـ قولي يا آسر، فيه جديد؟ عرفتو مكان علياء فين؟ احنا قلقانين عليها أوي.

ابتسم آسر لزوجته التي كانت تتابع ما يحدث بقلق واهتمام. قال سليم بهدوء: 

ـ اطمن يا عمي، هنعرف هي فين في أقرب وقت. الضابط عاوز عمتي علشان يسمع أقوالها في التحقيق، لأنها كانت مع علياء قبل ما تنزل تحت.

كانت شاهي تريد التحدث مع آسر، لكنها رأت الجدية في عيون الجميع، ففضلت الصمت. هتفت سمية بجدية: 

ـ أنا جاهزة، خلينا نتحرك بسرعة علشان نخلص التحقيق ونشوف إيه اللي هيحصل بعد كده.

نظر آسر لسمية، وقال: 

ـ تمام يا عمتي، يلا بينا.

بعد التحقيق مع أمن المستشفى، التفت الضابط لسمية وسألها عن تفاصيل ما حدث. بعد أن انتهت من الإدلاء بشهادتها، نظر الضابط للجميع وقال: 

ـ كاميرات المراقبة بتقول إن علياء راحت مع الشخص ده بإرادتها، وكانت طبيعية تمامًا. ده بيغير كل حاجة.

نظر نزار للضابط، وقال بسخرية وتهكم: 

ـ إنت بتقول إن علياء راحت معاه بإرادتها؟ إزاي أكون مقتنع بكده؟

وضع مالك يده على كتف نزار، وقال بهدوء: 

ـ أهدى يا نزار، احنا هنعمل كل اللي نقدر عليه علشان نلاقي علياء. الكاميرات بتقول إنها خرجت بإرادتها، لكن دلوقتي، عندنا فرصة إننا نلاقي العربية اللي كانت فيها، وهنبدأ نتحرك فورًا.

تحدث نزار بغضب شديد، وعيناه تلمعان بالغضب: 

ـ أنا مش هستنى حد يساعدني، هرجع مراتي بنفسي. هركب كل الطرق اللي ممكن أوصلها، ومش هقعد مستني.

حاول مالك تهدئته، وقال: 

ـ نزار، استنى، احنا بنحاول نساعدك.

لم يستمع نزار لكلام مالك، وغادر المكان بسرعة. لحق به آسر، ووجده يتجه نحو المخزن بغضب. عندما وصل آسر، وجد رامي جالسًا، ينظر حوله بقلق. اقترب نزار من رامي، وأمسك بقميصه بقوة، وقال بصوت حاد:

ـ أتكلم وقول عنوان وليد فين، وإلا هقـ.ـتلك.

بعد أن ابتعد نزار عن رامي، هتف آسر بهدوء: 

ـ أهدى يا نزار، احنا مش هنوصل لحاجة بالطريقة دي. رامي هيقدر يساعدنا، أنا متأكد. خلينا نسمع منه الأول.

نظر نزار لآسر، وقال بحدة: 

ـ أنا عايز ألاقي علياء بأي طريقة. 

لكن آسر ظل هادئًا، وقال: 

ـ أنا معاك يا نزار، بس لازم نسمع رامي الأول.

قال رامي، وهو ينظر لهم بعدم فهم:

ـ مش فاهم، وليد عمل إيه؟

نظر آسر لرامي بعينين حادتين، وقال بجدية: 

ـ وليد خطـ.ـف علياء، وأنا لازم أعرف عنوانه. قول لي، وأنا أوعدك هسيبك تخرج من هنا بدون أي مشاكل.

نظر رامي لآسر، وقال بخوف: 

ـ أنا... أنا معرفش عنوانه بالظبط. 

انقض نزار على رامي، ولكمه بقوة في وجهه، وقال بغضب شديد:

ـ أتكلم يا رامي، قول عنوان وليد إيه؟ فين علياء؟

تراجع رامي للخلف، وقال بخوف:

ـ أنا... أنا هقول... هقول كل حاجة.

نظر رامي لنزار وآسر، وقال بخوف:

ـ صدقني، أنا مش عارف عنوانه الجديد. وليد كان ساكن في الزمالك، لكن من حوالي ٦ شهور اتنقل لمكان تاني، ورفض يعرفني عنوانه. لما بيحتاجني بيكلمني على الموبايل، ونتقابل في أي مطعم أو كافيه.

نظر نزار لرامي، وقال بحدة: 

ـ طب إزاي هنلاقيه؟

نظر آسر لنزار، وقال: 

ـ ممكن نعرف من خلال تتبع موبايله.

انفجر نزار غضبًا، وضرب الكرسي بقدمه، وقال: 

ـ موبايله مقفول من بدري، وأكيد وليد مش غبي علشان يفتحه دلوقتي. يمكن يكون غير الشريحة أو كسرها، علشان كده مش هنقدر نوصل له.

نظر آسر لنزار، وقال بهدوء: 

ـ خلينا نفكر في حلول تانية، يمكن نلاقي طريقة نوصل له بيها.

في المستشفى، تلقى مالك خبرًا صاعقًا: السيارة المستخدمة في خطـ.ـف علياء كانت مسروقة. زاد غضب جسار، وقال بقلق: 

ـ لو نزار عرف، هيكون كارثة.

لكن مالك قال بهدوء: 

ـ هنلاقي طريقة تانية، متقلقش.

قرر جسار إخبار مالك بكل شيء حدث، واستمع مالك بصدمة كبيرة. بعد ذلك، اتصل مالك ب وكيل النيابة، وطلب منه إصدار أمر بالقبض على شمس كامل ورامي البنا. حصل على الأمر بسرعة، واتجهوا برفقة جسار للمخزن للقبض عليهم.

❈-❈-❈

شعرت علياء بصدمة وهي تنظر لكريم، الذي كان يجلس على الفراش في حالة سيئة. اقترب وليد من صديقه، وقال بحزن: 

ـ كريم، نفذت وعدي ليك.

نظرت علياء لوليد بذهول، وهي تحاول استيعاب ما يحدث. كانت تشعر بالخوف والقلق على كريم، وفي نفس الوقت تحاول فهم ما يحدث بين وليد وأخيه.

لم يظهر كريم أي استجابة لوليد، فهتفت علياء بقلق شديد: 

ـ هو فيه إيه؟ كريم ماله؟ أنا مش فاهمة حاجة.

ابتعد وليد عن كريم، ونظر لعلياء بعينين مخيفتين، وقال بصوت جهوري: 

ـ فيه، إنتي اللي مسؤولة عن حالة صاحبي. ومش هتمشي من هنا غير لما يوافق هو بنفسه.

شعرت علياء بالخوف، وحاولت الابتعاد عن وليد، لكنه كان يقترب منها ببطء، وكأنه يريد أن يظهر لها قوته.

اتجهت علياء للخارج، وهي تحاول الهروب من هذا الكابوس. لكنها وجدت الباب مغلقًا بالمفتاح، والفتاة الأخرى تقف بجانب الباب، تنظر لها بعدم اكتراث. اقتربت علياء منها، وهتفت بدموع وتوسل: 

ـ أرجوكِ، ساعديني أخرج من هنا. أنا خايفة.

نظرت الفتاة لعلياء، لكنها لم تتحرك أو تتكلم. ظلت تنظر لها ببرود، وكأنها لا تهتم بما يحدث.

اقترب وليد من علياء، ومسك يدها بقوة، وقال بصوت حازم: 

ـ مفيش خروج من هنا.

ثم وضعها في الغرفة، وأغلق الباب خلفها. ظلت علياء تصرخ وتطرق على الباب، وهي تتحدث بدموع: 

ـ افتح الباب! نزار هيوصلي! مش هيسيبك!". 

ظلت تردد هذه الكلمات، وهي جالسة خلف الباب، تبكي بحرقة.

شعرت علياء باليأس، وهي تستمع لصوت وليد وهو يبتعد عن الباب. ظلت تبكي، وهي تعلم أن عليها أن تفكر في طريقة للهروب من هذا المأزق.

نظرت الفتاة لوليد بخوف، وقالت:

ـ اللي بتعمله ده غلط، يا وليد. إنت بتخاطر بحياتك وبسمعتك. لو شايف إنك بالطريقة دي هتساعد أخوك، تبقى غلطان. إنت كده بتورط نفسك في جريمة خطـ.ـف، وبتورطني معاك.

ظل وليد صامتًا، وهو ينظر للفتاة بحدة. لم يظهر أي رد فعل على كلامها، لكن الفتاة استمرت في محاولة إقناعه: 

ـ أرجوك، يا وليد، فكر في طريقة تانية. مش هينفع كده.

وقف وليد أمام الفتاة، وقال بحدة:

ـ اسكتي خالص، مش عاوز أسمع صوتك. الدكتور قال إن وجود علياء مع كريم هو الحل الوحيد علشان يرجع لحالته الطبيعية. مش مهم بقى إزاي جت هنا، أو إيه اللي حصل لها. المهم إنها تكون جنبه دلوقتي.

نظرت الفتاة لويلد بخوف، وهي تحاول فهم سبب إصراره على هذه الطريقة. لكن وليد لم يظهر أي استعداد للتفاوض، وظل صامتا، منتظرًا منها أن تصمت.

أردف وليد بهذه الكلمات، واتجه لغرفته، وهو يشعر بالغضب. علياء، التي كانت واقفة خلف الباب، تستمع لحديثهم، شعرت بالخوف، لكنها لم تستطع منع نفسها من التفكير في نزار. وضعت يدها على السلسلة التي أهداها لها، وابتسمت بدموع، وهي تتذكر كلماته الحلوة أثناء تواجدهم في لندن.

ظلت علياء واقفه هناك، وهي تشعر بالحنين إلى نزار، وتتمنى لو أنه بجانبها الآن. وضعت يدها على الباب، وكأنها تحاول أن تشعر بوجوده بالقرب منها.

فلاش باك

كانت تجلس في حديقة المنزل في لندن، تنتظر نزار، لأنه أخبرها أن لديهم لقاء هام. لكنها شعرت بالغيظ بسبب نسيانه أن اليوم هو ذكرى زواجهم. فجأة، رأته قادمًا إليها، وعلى وجهه ابتسامة هادئة.

هتف نزار بجدية وهو يقف أمامها:

ـ يلا بينا يا حبيبتي، اتأخرنا على ميعادنا.

سار نزار وعلياء معًا إلى السيارة، وبعدما ركبا، سألته علياء: 

ـ إنت مش ناسي حاجة مهمة النهارده؟

حاول نزار أن يبدو هادئًا كي لا تشك فيه، فأجابها وهو يتابع القيادة: 

ـ لو حاجة مهمة، فكريني. النهارده كان يوم طويل واجتماعات كتير.

قالت علياء، وهي تنظر للطريق بحدة: 

ـ مفيش حاجة يا نزار، بس عايزة نخلص من الاجتماع ده بسرعة، تعبت.

أجابها نزار وهو يمسك يدها ويقبلها: 

ـ متقلقيش، مش هنتأخر. لكن ممكن تغيري رأيك ونسهر لوحدنا الليلة؟

قالت علياء،وهي تغمض عينيها بضيق:  

ـ الليلة صعب، ممكن يوم تاني، ويكون الأولاد معانا. ما خلاص، هما بقوا رقم واحد في حياتك؟

ابتسم نزار على حديثها، فمنذ قدومهم إلى لندن وهي تغار بقوة من عاليا وفريدة، خاصة بسبب اقترابهم الشديد من نزار. حين يعود من الشركة، يظلون معه طوال الوقت، لتشعر أنهم يتعمدون إثارة غضبها.

انتبهت علياء إلى أنهم يسيرون تجاه النهر، فتحدثت بهدوء: 

ـ إنت مش بتقول عندنا ميعاد مهم؟ جايين هنا ليه؟

قال نزار، وهو يبتسم لها: 

ـ اصبري شوية، كل حاجة هتعرفيها لما نوصل.

ظلت علياء صامتة حتى وصلا. صعدت معه إلى اليخت لتجده مزينًا بطريقة جميلة. بينما اتجه نزار ليتحرك باليخت وسط النهر، وجدت علياء قالبًا من الكعم على الطاولة من النوع الذي تفضله، وبجواره علبة قطيفة صغيرة.

انتظرت حتى عاد نزار إليها، ليهتف بحب وهو يقبل باطن يدها: 

ـ كل سنة وإنتِ في حياتي ومعايا لأخر العمر.

قالت علياء، وهي تنظر له بدهشة وحب: 

ـ إنت كنت متعمد تخوفني وتعمل فيا كده؟ عيد جوازنا وكنت بتجنني علشان المفاجأة دي. بحبك يا نزار، إنت أجمل حاجة في حياتي.

قبل نزار جبين علياء، ثم التهم شفتيها في قبلة طويلة. بعدها، ابتعد قليلًا ليقول لها بنبرة مليئة بالحب:

ـ تفتكري ممكن أنسى يوم زي ده؟ أنا كنت مخطط كل حاجة من الأول، وحبيت نكون لوحدنا، أنا وإنتِ بس، بعيد عن الكل.

نظرت علياء له بحب شديد، وتقسم في نفسها أنها لم تجد الحب الحقيقي إلا معه. مهما كان بينهم أي توتر في علاقاتهم، لكن بنظرة حانية منه أو كلمات بسيطة يجعلها تنسى أي شيء.

اتجها بعد ذلك للطاولة، وبدأ بتقطيع التورتة ليطعمها في فمها قطعة صغيرة. لتبتسم له بحب، وفعلت مثلما فعل معها.

وجدته يفتح العلبة ويخرج منها سلسلة جميلة على هيئة قلب. نظرت له بدهشة، فهي معها سلسلة بالفعل. لماذا يهديها سلسلة جديدة؟!

نظرت علياء إلى السلسلة الجميلة، ثم قالت بهدوء: 

ـ دي سلسلة حلوة، لكن السلسلة اللي معايا ليها ذكرى خاصة عندي. و زي ما وعدتك، هفضل لابساها دايمًا.

ابتسم نزار لتذكره هذا اليوم، ليأخذ السلسلة ويضعها حول رقبتها. ليتحدث بجدية: 

ـ خلاص، خليكي لابساهم الاتنين، علشان أقدر أوصلك بسهولة. بس الجديدة بتساعدني أوصلك لو في مكان بعيد عني. أول ما تمسكيها بإيدك، هتلاقيني بعدها عندك في أسرع وقت.

احتضنت علياء نزار بقوة، واستمتعوا بالموسيقى الهادئة وهم يرقصون. بعدما جلسوا، نظرت إليه علياء وقالت: 

أتمنى نقضي الليلة هنا، أكون معاك وحدي، من غير أي مقاطعة. ثم نظرت له بغيظ: 

ـ خاصة بناتك، اللي شايفة إنهم بياخدوا كل اهتمامك.

ابتسم نزار على حديثها، وهتف وهو يضمها بحب: 

ـ مفيش حد ممكن ياخد اهتمامي أكتر منك. حبي ليهم بسببك إنتِ بس، لولا وجودك مكنوش هيبقوا موجودين في حياتنا.

ثم أضاف بابتسامة: 

ـ بعدين، إنتِ طول الوقت بتغيظيني بابنك، اللي أوقات كتير بفكر أطرده في فيلا بابا سليم.

همت علياء بالكلام، فوضع نزار إصبعه برقة على شفتيها. قال لها بهدوء: 

ـ اتفقنا إن الليلة دي بتاعتنا إحنا بس، يبقى بلاش كلام عن أي حاجة تانية. لو مش هتلتزمي بالاتفاق، هنرجع للولاد دلوقتي.

اختبأت علياء بين ذراعي نزار، ليضمها بقوة ويحملها ويتجهوا معًا للداخل. كانوا يسيران ببطء، وكأن الوقت توقف لهم. كانت اللحظة مليئة بالشعور بالحب والحميمية، وكلاهما كان يرغب في الاستمتاع بهذه الليلة الخاصة دون أي مقاطعة.

دخلوا إلى الداخل، وبدأت الأضواء الخافتة تضيء المكان، مما زاد من أجواء الرومانسية. كانت علياء تشعر بالأمان والراحة بين ذراعي نزار، وكانت تعلم أن هذه الليلة ستكون ذكرى جميلة لا تُنسى.

نهاية الفلاش باك


وضعت علياء يدها على السلسلة، وكانت تشعر بالخوف والقلق. تذكرت السلسلة الأخرى في حقيبتها، وبدأت تشعر باليأس. حاولت فتح النافذة، لكنها كانت مغلقة بإحكام. جلست على الأرض، وأمسكت بالسلسلة بقوة، ودعت الله أن تصل إشارة لنزار. كانت النافذة هي الأمل الوحيد لها، والمكان يبدو مظلمًا ومخيفًا.


بدأ غضب نزار يزداد تجاه رامي، ويقسم أنه لو كان الوضع مختلف لقام بالتخلص منه. كان يدور في المكان بغضب، وحاول آسر تهدئته، لكنه يعلم جيدًا شعوره لأنه تعرض لهذا الأمر سابقًا. استمعوا لصوت سيارات الشرطة، نظر نزار بتعجب، ليجد جسار قادمًا إليهم ومعه مالك وقوة من الشرطة للقبض على رامي وشمس.

قال رامي بتوتر وخوف: 

ـ أنا مش عارف حاجة، قولت كل اللي أعرفه، صدقوني.

قال مالك بصرامة وهو يحدق في رامي:

ـ هنعرف في القسم كل حاجة.

اتجهوا معًا لقسم الشرطة، وبدأ الضابط في التحقيق مع شمس أولًا. أخبرت الضابط بكل ما تعلمه، فقط ليأمر بإخلاء سبيلها. وقبل مغادرتها الغرفة، سألها الضابط: 

ـ عندك نية تقدمي بلاغ في جسار عمران بسبب محاولة الخطـ.ـف؟

تنهدت شمس بهدوء وأومأت برفض، قائلة: 

ـ لا يا أفندم، اللي حصل كان سوء تفاهم، وبعدين أنا وجسار شركاء وبينا شغل كتير.

خرجت شمس من الغرفة، ليقترب جسار منها ويهتف بجمود: 

ـ حسابك معايا لسه مخلصش، نلاقي علياء وأطمن على مراتي، ووقتها هتدفعي تمن كل حاجة.

بدا جسار وكأنه يهددها، ويريد أن ينتـ.ـقم منها. نظرته كانت جادة، ولهجته كانت حازمة.

أغمضت عينيها بخوف، لأنها تعلم أنه لن يتركها. هتف جسار بجدية: 

ـ روحي مع السواق بره، مستنيكي.

طلب جسار من آسر مراقبة شمس عن كثب، ليعلم بكل تحركاتها. وفي الوقت نفسه، أمر الضابط بحبس رامي أربعة أيام على ذمة التحقيقات. التقى مالك بالضابط بعد ذلك، فأخبره بتفاصيل التحقيق مع شمس ورفضها تقديم شكوى ضد جسار، مؤكدًا أن القضية لن تُغلق قبل العثور على علياء.

خرج مالك ليخبرهم بما حدث في التحقيق، وتساءل جسار عن سبب رفض شمس تقديم الشكوى. بعد ذلك، قرروا التوجه إلى المستشفى للبحث عن أي معلومات قد تساعدهم في العثور على علياء.

وصل جسار مع نزار وآسر إلى المستشفى، وذهبوا إلى غرفة العناية المركزة ليطمئنوا على فاطيما. لكنهم تفاجأوا بأن الغرفة كانت فارغة، وبدا واضحًا أن هناك شيئًا غير طبيعيًا يحدث.


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة