-->

رواية جديدة الحب وعمايله لنور إسماعيل - الفصل 1 - الثلاثاء 2٥/11/2025

 

قراءة رواية الحب وعمايله  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية الحب وعمايله 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 

 

الفصل الأول

تم النشر الثلاثاء 

25/11/2025



تتوجّه هذه النوفيلا إلى كلِّ مَن يعشق حكايات الثنائيات بعد الزواج، حيث تتقاطع الخلافات مع لحظات الوجد، وتتصادم الشكوى مع فيض الدلال.
في صفحاتها يلتقي الحبُّ بالفراق، والخصامُ بالحنين، والهجرُ بأبواب الرجوع المفتوحة رغم كل الألم.
هي رحلة تُظهر ما تخبئه القلوب خلف الأبواب المغلقة؛ من صبرٍ ومعاندة، ومن اشتياقٍ لا يهدأ.
كتابةٌ تنبض بالمشاعر، تجوب تفاصيل الزواج بحلوه ومرّه دون قيود.
وكلها من وحي الخيال الخالص، لا تمتّ إلى الواقع بصلة، وغايتها أن تمنح القارئ متعةً صادقة ودفئًا يشبهه.
❈-❈-❈
الاهداء..
وما أحبّك من أحبّك لطيبِ قلّبك، ولكن الله "ألّف"
❈-❈-❈
في هذا الفصل نفتح بوابةً إلى عالمٍ تمتزج فيه الحقيقة بالخيال، فنروي حكاياتٍ قد تكوني مررتِ بها يومًا، أو سمعتها عابرةً من صديقة في السوق، أو التقطتِ همسها في صالون التجميل، أو وصلتك من أمٍّ تروي تجربةً على باب مدرسة ابنك. هنا تتجاور القصص التي حدثت حقًّا مع أخرى ناسجها الخيال، لتصنع معًا نسيجًا إنسانيًّا حيًّا يعكس ما نعيشه، وما نخشاه، وما نتمنّاه. هذه الصفحات ليست سوى مرآة لما قد صادف البعض، وظل في ذاكرة البعض الآخر… فمرحبًا بك في حكاياتٍ تشبهنا.
مأساة الإنسان الحقيقة، هي المبالغة، بالحب، بالوعود، بالأمل. المأساة كلها تنبع من الأفراط والاندفاع نحو الرغبات، الامر لا ينتهي باليأس فقط، بل عليك ابتلاع كل ما سبق والعيش معه، وهذا موت بحد ذاته.
كانت هذه كلماتى اثناء مناقشتى لآخر عمل صُدر لى فى معرض الكتاب الدولى..كان امامى متابعين كتاباتى القدامى والجدد ، كانت تنظر لى من بينهم بشغف كانت تلاحقنى عيناها كلما تفوهت او نظرت لاسفل او ابتسمت مجاملة لاحدهم..
انتظرت حتى انتهت الندوة ،وهممت بالانصراف بعد توديعهم ف هرولت نحوى
بعفوية طفولية بحته ل تحاول برفع صوتها كى يلتفت إليها انتباهى ...
_استاذ أمير طلعت !
توقفت ونظرت نحوها،وقفت تهذب من خصلات شعرها التى تطايرت حولها بفوضويه وابتلعت ريقها بصعوبة تلتقف انفاسها
_استاذ امير، انا من اشد متابعين حضرتك من اول حاجه نزلتها رواية شمس ديسمبر ولحد الآن كل اعمالك عندى وتوقعيك عليها
_اشكرك جدا ويارب يكونوا عجبوكى
_اكيد وتستاهل تتعمل افلام ومسلسلات حضرتك ...حضرتك قدماغك قمة فالابداع
_ميرسى ليكى خالص
سكتت ل قليل من الوقت وانا اترقب ماذا عساها تنتظر وهل اهم بالرحيل ام سيصبح تصرف غير لائق،ولكنها عفوت عنى عندما انفرجت شفتيها وتحدثت اخيرا
_ انا كنت عاوزة احكيلك قصة تستحق الكتابة والنشر
صدقنى ....انا اكيد مش هعطل حضرتك عشان قصة هايفه والله بجد تستاهل
ينفع ابعتها لحضرتك عالبيدج بتاعتك؟!
تبسمت مجاملة وفكرت ل ثوان ، لا ضير ان تقلبت الامر وجعلتها ترسلها وقراءتى لها واتخاذ قرارة بنشرها ليس الامر العضال فهى من اقدم متابعينى وهذا سيفقدنى مصداقيه وتقدير منهم
فقررت سريعا
_اوك ابعتيهالى ،اسم حضرتك ايه
_سمر حسان
_تمام ي استاذة سمر،هقراها ولو عجبتنى هرد ع حضرتك انها تستحق الكتابه ووقتها هحتاج معلومات منك اكتر
_ميرسى جدا لحضرتك ،طلب اخير ممكن !
تبسمت لكونها ثرثارة حقا ومتطفلة بعض الشئ ولكنها من المتابعين خفيفي الظل بحيويتها هذه
_ممكن!
قالتها برجاء ففعلتها واومات برأسى ايجابا
_رقم حضرتك عشان اعرف اتواصل معاك !
نظرت اليها ماليا و حسمت الامر كى لا اطيل عليها او على مجال الحوار ..
_طيب خلينا نتفق اتفاق ، انى هقرا القصة ولو عجبتنى وقتها هيبقى فيه اتفاق جديد
ديل؟!
مددت يدى لها مصافحاً اعلان لبدء الحرب التى نوت هى بفعلها قارئتى شنّها علىّ ..وما ان مددت يدى حتى اردفت الىّ ب ثقه
_Done
❈-❈-❈
_يا اسطا فيه واحد خطف منى الفون وجرى على موتوسيكل وبكلمك من عند زيكو
اعتدل محمد جهاد ف وقفته وانتبه اثر تهذيبه ل ذقنه اثناء حلاقته لها ،كان يضع مكالمة صديقه الهاتفيه على المجهر الصوتى ..ف انتبه وتحدث بصوته الرخيم
_ شكل ام موتسيكله ايه الواد دا عشان اسكندرية كلها هتعلم عليه انهاردة
_هبعتلك اوصافه ع الواتس يا اسطا
_ماشى يا صاحبي ،بليل الفون هيكون معاك والواد دا هخليك تروقه احلى ترويقه وتصبح عليه كمان
_يابوجهاد عيب عليك انا عارف انا كلمت مين
كانت الاء تتوكأ بعكازيها بالقرب من المرحاض ،تقوم بتحضير حفل عيد ميلاد الصغير "محمد" بمساعدة عمته هند وجداته الاثنتين ..
سمعت مكالمة محمد جهاد الهاتفيه فقالت بتوجس
_انت نازل تتخانق يوم عيد ميلاد ابنك يا محمد!
_مش خناقه يا بابا ..هرجع حق لاصحابه فالسخان وجاى ،عيب يعنى الراجل قدرنى وكلمنى انا
نفثت بضيق واكملت م كانت تفعله ، وهى ممسكه بهاتفها تحادث آية على الجهة الاخرى
_ايه يابنتى انا شاغلاكِ عن التحضيراات هسيبك بقا
_لا والله انا خلصت كل حاجه ، بس ع اننا نبدء ...بس جهاد كالعادة نرفزنى
كانت على الجهة الاخرى آية تحمل صغيرها رحيم وهى تستند بكتفيها الهاتف على اذنها
_ماله بس عملك ايه
_يعنى انهاردة عيد ميلاد مودى الصغنن وبنحضر وبنجهز والناس جايه ،ودا نازل يتخانق قال ايه صاحبه قصده وعالسريع هيروح يموتلى واحد وجاى
قهقهت اية عاليا ومن ثم التقطت انفاسها واردفت
_عارفه ايهاب لما يجيب سيرة جهاد جوزك يقولى دايما ،جدع وغلبان وطيب بس عبارة عن جسم ماشى من غير عقل ممكن يدهسك ف اى لحظة
ابتسمت الاء وقالت
_نفسي بس يبطل الهمجية دى ،وهيبقى كله ع بعضه زى القمر والله
_والله ي الاء محدش خالى من العيوب ،وقصاد انك هتاخدى مميزات فيه وحجات حلوة هيبقى فيه عيب كبير ولازم تستحمليه
دق جرس انذار ان هناك ثمه مكالمة اخرى اتيه الى أية ، فنظرت وعلمت انها مكالمة مهمه للغاية ف همت بالاعتذار ل الاء كى تغلق المكالمه معها
_ لولو معلش ، هقفل ايهاب بيتصل
_لا مدام الكابتن يبقى لازم نقفل ، انا هروح اشوف اللى ورايا بقا
_متنسيش تبعتيلى الصور والفيديوهات
_عيونى ... روحى يلا لقلبك يا موزتى
ضحكت آية وهمت بالرد سريعا
_حياتى
_قلبى من جوة
_وحشتنى اوى يا ايهاب
_قولتى ايه
_وحشتنى مووووت
_لا مش سامع يا لولتى
_وحشتننننى مووووت وبطل دلع بقا
ابتسم ايهاب بخفوت واردف بصوت حنون يدللها به
_وان مكانش انت تدلعنى مين هيدلعنى بس
وضعت اية صغيرها برفق بعد ان اتمت رضاعته وغط فِ سبات عميق ،وجلست تمدد ساقيها امامها
وقلبها يخفق بشدة كلما سمعت صوته
_انا يا روحى ادلعك واحبك واموت فيك كمان
لمعت عيناه مع بروز غمازتيه مع ابتسامته العريضه وقال هامسا كأنه يقصد ان يحدث حواسها ليس هى
_وحشنى حضنك يا آيتى ...امتى اشوفك واجيلك واخدك فحضنى
لا مش هخدك فحضنى ، هدخلك جواه واقفل عليكِ، اعتزل العالم والدنيا بيه ومايكفينى اقعد 100سنة فيه
اسبلت آية جفنيها بشوق تستمع لحرارة صوته وانفاسه ، تشعر بدقات قلبه تخرق صدرها هى ..اخذت تمسح على خصلات شعرها للخلف ...تريد ان تغدقها كلماته اكثر واكثر..تذوب فى عالمه ولا تريد غير ذلك
ليفيق الصغير ويجعلها تصحو من احلامها الوردية الجميلة ب أبيه ..
_رحيم صحى ولا ايه
_اه ،ظابط نفسه ع ماما وبابا
_رحيم ظابط نفسه فالفون وانا عندكم ...انا حاسس انه بيعاندنى لما اجى هظبطه ابن اللذينا دا
ضحكت أية ،وسندت الهاتف وهى تردف إليه
_احكيلى اخبارك ايه ،حتى لو بتبعت لى كل شوية واتس لازم اتطمن عليك بصوتك
تنهد تنهيدة طويلة بعض الشئ ،ومن ثم قال
_كل حاجه مش حلوة وناقصه عشان انتِ مش هنا ..بس!
وضعت يدها ع قلبها كأنها تتحسسه بداخله وقالت بصوت يمزجه الشوق العميق
_بحبك
_بحبك يا ايه؟
_ياروح قلبي وحياتى وعمرى
_بقولك ايه ،متخلنيش احلف واقطع الرحلة واجيلك،انا اصلى من الصعيد ومخى ناشف واعملها
_عاوزاك تتجنن بس دا شغلك،هصبر أنا وامرى لله بقا
طرقت ريم باب غرفه ايةبخفة تستأذن للدخول ، ف اعطتها اية الاذن لتدلف إليها
_بابي دا يا مامى ؟
_اه يا ريما بابي تعالى
_هو لسه باعتلى مسج وانا رديت عليه دا وحشنى اوى
تناولت الهاتف وبدات تتحدث ريم الى والدها
_باااابي مقربتش تيجى
_عدى كام يوم بس واجيلك ي حبيبة بابي ...جبتلك معايا حجات كتير بتحبيها يابابى
_اى ميس يووو اوووى بقا يلا تعالا ،رحيم هنا مغلب مامى والنانى بتاعته
_رحيم دا شقى زى باباه ، لكن انت السوكر الكيوت بتاع بابي
اكملت ريم المحادثه مع والدها وبعدها اكمل الى اية حتى انتهيا من غرامهم المتأجج الذى لا ينتهى
ابدا ..
❈-❈-❈

امام حاسوبه على منضدة مكتبه كان يجلس مارسيلينو ، يرتدى نظارته الطبية ومنهمك بعمله بينما كان يستمع الى مطربه المفضل "عمرو دياب" ويقوم بفعل _الدندنة_معه
انا حبيييت ،ايوة انا حبيت
حبيت الدنيا اللى بتضحك لى معاك ع طول
طرطمطم طم طم ..وبشوف الفرحة اللى تخلينى بقووول تيرم تيرم تراطم طم

وفى ظل انهماكه ، يفتح الباب لتدلف منه حذاء حريمى ذو كعب طويل طرقاته على الارضيه لها صوت مدوى
وان رفعنا النظر نجد ...فستان قصير يصل إلى حد الركبتين بالكاد ،وضيق جدا يكاد يفصل جسد من ترتديه بشدة وبدقة
_مارس..لينوووو صباح الفل
رفع مارسلينو عيناه إليها ليجدها "فيفيان" تلك الفتاة التى تم التعاقد معها من قبل الشركة منذ وقت قريب لتوظيفها فيها
فكانت مكدة ومجتهدة حتى عثرت على بغيتها ...ومن حينها تضعه لها هدفا يجب عليها الظفر به !
_مش بترد ليه يا مارس
اصتنع مارسلينو التجاهل وهو يكتب بلعثمه على جهاز الحاسوب، فاقتربت منه حتى نفذت رائحه عطرها الى انفه بشدة
جعلته يتوقف عن الكتابه ف ادركت هى ب انتشار مخدرها ووصوله عند هدفها اخيرا ف ابتسمت ابتسامه نصر
_ماااارس
قالتها وهى تداعب اذنيه ب اصابعها ف تنحنح هو ليصتنع الجدية
_عاوزة ايه عالصبح ،بلا مارس بلا ابريل ..
_اخص عليك كل دا عشان بقولك صباح الخير يا مارس
_ياستى صباح النور عالبنور لما يزقزق العصفور ..سيوسيوسيو
داعبت وجنته كأنه طفل صغير وهى تضحك بصوت رقيع
_ياتى سوكراية
_اعدلى نفسك كداواقفى عدل ولمى ضحكتك وخلاعتك دى ،احنا فشركة محترمه مش كازينو نيني وتعالى صحينى
تمادت فى ضحكاتها الرقيعه وهى تردف
_بعشق خفة دمك يا مضروب ،يا خراشى عالحلاوة
_انتى عاوزة ايه عالصبح ف اصطباحتك اللى مالهاش لازمه دى
_اخص عليك ي مااارس ، وانا اللى كنت قولت للاوفيس ع فطار ليا وليك هنا عشان احكيلك ع حاجه مهمه
_فطار وهنا انا وانتى وحدنا!! احيه احيه احيه
_بتلطم ليه يا مارس مالك
_بصى بقا انا بقالى فترة معدول ومتجوز واحدة بتتفاهم بمقصات فالودان ع طول،ومخلف عيل غنالة عمرو دياب سماجه الدنيا فيك ومعاك بحس بمرار ...ف والعدرا مش ناقصاكى بجد
دنت منه ب انوثه طاغيه وقد خففت من نبرة صوتها ،وهى تردف
_وانا اللى كنت عاوزاك تواسينى ..
تبرجلت اعصاب مارسيلينو وسرح ب شفتيها الكريزتين اللتين يبدو عليهما انهما يريدان القطف حالا دون توقف ،وما ان ادركت فيفيان ذلك حتى تمادت اكثر
_بص كدا ،امبارح كنت بسخن اكل فالميكرويف وبعدين نسيته وبفتحه روحت اتلسعت
بص كدا
_ابوس الواوا
_ايه يا مارس
_فيه ايه بيحصل هنا يا اساتذة!!
كان صوت ال_HR الحاد الذى اقتطع ما يحدث الآن ، ف همت فيفيان ب ان تعدل من وقفتها وهندامها
ويحاول مارسلينو ان يستفيق مما غرق فيه
_طيب عن اذنكم ،سورى انا كنت بساله عن ملف معين على الايميل
انصرفت فيفيان ف دلف المدير لمارسلينو ليقول بنبرة يحذره بها
_انت فشركه مش نايت كلوب! اخر مرة اشوف المنظر دا فالكاميرات
انت فاهم
نظر له مارسيلينو متسعه حدقتيه ،وما ان هم المدير بالانصراف حتى تمتم مارسلينو بسره
_يعنى شوفتنى أنا فالكاميرات ،وهى كانت لهو خفى راشه ع نفسها بودرة حلبه !!
انا هرجع ازاى للشغل بعد الواوا ازااااااى
❈-❈-❈
اعشق انا _تلك اللحظة_ وقارئتى تحكى عنى مع رفيقاتها ،كونها تهتم ب اننى كاتبها المفضل واننى ب امكانى ان اسطر روايتها الخاصه بكتاب ورقى اضع عليه اسمى ويحمل فى طياته شكر لها ..
_امير طلعت
اتسعت حدقه عين صديقة سمر وهما يسيران بجانب بعضهما يتسكعان بالشارع
_امير طلعت!! بتتكلمى جد ؟
_اومال بهزر
_وبعتيهاله؟
_ايوة طبعا ،انتى متعرفيش لما قابلته واتكلمنا الخمس دقايق دول ،ذوقه واسقباله ليا وسعة صدره
ك كاتب يانهار ابيض ...انتى عارفه انى معجبه بيه من ايام روايته الاولى شمس ديسمبر
وكنت هموت وانى اكلمه فيوم
_اه يا حلوة ، وبعد كل الهيام الاليكترونى دا ف اعجابك المتيم بالمؤلف العظيم امير طلعت ، تتجوزى حسيييين
حسين ياسمر!
تلعثمت سمر ومن ثم اردفت ب خزى تحاول مداراته عن صديقتها
_عادى يابنتى ، امير طلعت انا معجبه بيه ك مؤلف عبقرى وكمان قصه حبه لفريدة فرواية شمس ديسمبر
خلتنى احب طريقته ووفاءه ،لكن جوزى حسين كويس وطيب
صحيح حوار الحرص اللى عنده دا
قاطعتها صديقتها مندفعه وهى تقول
_حرص ايه دا بُخل ، شُح شححح ...حسين دا الجنيه بيخاف يطلع من جيبه
انا هموت واعرف انتى عايشه معاه ازاى يابنتى !
_يوووه بطلى تريقه بقا
ودعت سمر صديقتها واستقلت _مترو الانفاق_ عائدة الى منزلها ،وضعت مفتاح الباب بموضعه وفتحت
احست بحركه فى الداخل
_حسين انت هنا؟
_ايوة ياسمر ..
بحثت عنه لتجده فى المطبخ من الواضح انه يعد الطعام
_انت بتعمل الاكل ليه ؟ انا متاخرتش كنت هعمله انا
_عادى ياستى مش حكاية
نظرت سمر لما يفعله زوجها حسين ..وجدته يكسر بيضتين فى صحن ويضع عليهم الكثير من الماء!
شهقت بهلع ليكمل هو ما بدأه وكأنها غير موجودة من الاساس ..واخفق البيضتان ومن ثم وضع عليهم مفروم ثمرتين من الطماطم واخفق وقام بمعايرة غطاء صغير من الزيت ووضعه بالمقلاة ووضع هذا الخليط العجيب
وبعدها تناول العسل الاسود ووضع القليل منه بصحن وفعل نفس الفعله السابقه
اضاف الكثير من الماء اليهم
_ايه دا ي حسين!!
_ايه فيه ايه ،غدايا انا وانتِ ...البيض يستوى وهقسمه بالنص بينى وبينك
وكذلك العيش ..غيرى انتى بس وهتلاقى كل حاجه جاهزة
نفثت بقوة فى وجهه وانصرفت تتخبط ب انزعاج
واكمل هو وكأن مايفعل هو الطبيعى وانها هى التى تعانى من شئ غير طبيعى !
❈-❈-❈
توقفت عن الكتابة ل لحظات وتركت قلمى ووضعت الوريقات جانبا ..
ترجلت بعيدا عن مكتبي ولا اعرف لماذا وقع نظرى على كتاب شمس المعارف!
وتذكرت روايتى الاولى وماحدث بها وما حدث بي أيضا ...ذهبت لاصنع كوبا من الشاى الساخن
وجهزت معهم قطعتين من الكيك ...قد سمعت نداءات معدتى المدوية نتبهنى ان ينقصها ذخيره وانا منهمك بهوايتى المفضله...فهى ليست هواية لى وحسب ،بل حياة!
اعددت الشاى والكيك ..ووضعتهم الى المكتب واخذت اشرع فى اكمال ما اكتب
بعدما نظرت الى صورة "اروى"الموضوعه على مكتبي وابتسمت..
بدأت الفقرة بما جال بخاطرى ... وكانت شخصية دكتور يامن وزوجته دكتورة حور
فسطرت ان الالتزام لايعنى تحّولك الى فضيلة الشيخ ..بل بقاؤك كما انت بشخصك ،ب افكارك بجنونك
لكنك تجاهد ب ان تكون اقل ذنباً وارقى خُلقاً واعلى قدرا ً عند الله
فى جلسة صغيرة بعد اداء يامن لصلاة العشاء برفقه اصدقاءه من المسجد وبصحبه ابنه زياد ،كانوا يتحدثون حول حق الزوجة الاولى ان وجدت الزوجة الثانية والعكس بالعكس ..
_ياجماعه بدون تعدى على رأى حد ،وجود زوجة تانية مالوش اى اساس من البداية طالما الاولى صالحة وكويسة يا جماعه
_وافرض يا دكتور يامن انت مش مستريح مع الاولى
_نحاول بالمعروف يا بشمهندس رفعت ، بالمعروف ... الجواز عليها عمره م هيكون حل
تدخل الثالث يتحدث بسخرية واضحه فى طيات كلماته
_انت بتتكلم كدا يا دكتور عشان الدكتورة حور ست ونعم الستات ، لكن اللى معانا...
ابتسم يامن واردف بهدوءه المعهود بعدما مسح ع لحيته
_والله كل الستات مفتاحهم واحد ، المعاشرة بما يرضى الله وهتلاقيها كويسه وطيّعه معاك ...يلا الله المستعان
نستودعكم الله
_رايح المركز يا دكتور؟
_اه بمشيئة الرحمن
_طيب كويس ،انا هجيب الوالد وجاى كان بيشتكى من ضرس عامله حشو من فترة
اومأ يامن ب راسه وقال
_انا ف انتظارك انهاردة ان شاء الله
عاد يامن إلى منزله ليترك زياد مع والدته ، وبدل ثيابه استعداد للذهاب الى عيادته الخاصه مع زوجته حور تاركين طفليهما
وصلا وكل منهما بدء فى عمله كمعتادهم ، مريض بعده مريض
ويمضى الوقت والفحص
طرق باب غرفة دكتور يامن تخبره المساعدة بدخول اخر مريض
دلفت على استحياء وما ان رفع عيناه ،لتصطدم بعيناها
اهتز !!
لا والله مايكون اهتزازا ولا اشبه بزلزلة داخليه ،كل مافى الامر فعل المفاجأة ليس إلا
كانت روفيدة ...خطيبته السابقه ،وحبه الاول المزعوم !
_اتفضلى حضرتك ...بتشتكى من ايه
_ضرس العقل تاعبنى جدا
_طب استريحى ع كرسي الكشف من فضلك
تناول معداته وارتدى كمامته واقترب منها وسلط الضوء على أسنانها وبدء فحصه وهى تصوب عيناها عليه
كاد فرط شوقها يُنطق من بين نظراتها
فحص يامن فحص كامل واردف
_اسنانك كويسة كلها ومفيش حتى تسوس او التهاب
_متأكد؟
قالتها بلهيب حنين يحترق ، احس يامن واستعاذ بالله من الشيطان وابتعد عنها جالسا الى كرسي مكتبه
_فعلا حضرتك اسنانك زى الفل ،ممكن اكتبلك حاجه لتسكين الالم وقت اللزوم
قامت روفيدة من مكانها ، وجلست امامه و استغلت ترك احدى كفيه على المكتب وهو يكتب بالاخرى
فوضعت يدها على يده هامسه بخفوت
_وحشتنى
رفع نظره لها يامن وهو يتصبب عرقا وفى نفس اللحظة فُتح الباب ..

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نور إسماعيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة