-->

رواية جديدة الحب وعمايله لنور إسماعيل - الفصل 4 - الجمعة 28/11/2025

 

قراءة رواية الحب وعمايله  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية الحب وعمايله 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 

 

الفصل الرابع

تم النشر الجمعة 

28/11/2025


رغم ما بدا بينهما من استحالةٍ تُغلق الأبواب، بدأت حكاية إيهاب وآية كهمسةٍ خجولة تشقّ طريقها وسط الفرق الشاسع في الطبقات، واتساع المسافات، وتعقيدات الماضي التي أثقلته بزواجٍ سابق وطفلةٍ صغيرة تُدعى ريم. كان القدر يصرّ على جمعهما، كأنهما خيطان متباعدان يلتقيان في نقطة لا يراها سواهما. ومع كل عثرةٍ وعتابٍ ومحاولةٍ للهروب، ازداد يقينهما أن القلوب حين تختار، تُخضع العالم لرغبتها. وهكذا تُوّجت الحكاية التي ظنّها الجميع مستحيلة بزواجٍ نافذ، انتصر فيه الحب على كل الظروف.

_ايتى...يلا سوا عالرقصة دى

_انت لسه فاكر آيتك يا ايهاب؟!

نظر لها غير مستوعب الى اى شئ ترمى كلماتها اذا ،ف اكملت هى

_وبعدين انت عارف انى بتكسف ارقص قدام الناس رقصة سلو يا ايهاب

_يعنى مش عاوزة تشاركينى الرقصة دى ؟

اتت ناحيتهم واحدة من المدعوات ،ترتدى ثوب عارى الاكتاف والصدر بعض الشئ ولها منظر جذاب

واردفت

_ايهاب ممكن تشاركنى الرقصة قبل م تخلص

احتقن وجه آية ناظره له ،وجلست مرة اخرى وهى تردف بهدوء يسبق العاصفه

_روح مع قريبتك يا ايهاب ،وانا هفضل هنا مكانى

امقتع وجه ايهاب ونظر ناحيتها بحنق ..واردف وهو على وشك الغضب منها

_عاوزانى اشارك حد غيرك يا اية ؟

_عاوزاك تنبسط يا ايهاب

_وانتى شايفه انى بنبسط مع حد تانى غيرك ؟!

_انا شايفه ان فكل الحالات منسية وانت وسط اهلك ،يبقى استمتع للآخر وانا هفضل هنا مكانى كالعادة زى م بتسبنى وبتنسانى معاهم

اشتعلت عيناه شرر ،وجذب ذراعها وتحدث لها بجدية مخيفه

_طب يلا بينا ،هنروح

نظرت ناحيته آية،تعلمه جيدا حينما يغضب ...ويالعواصف غضبه المخيفه التى ليس لها سابق إنذار

ولكن هذه المرة وجد سابق الانذار منها الذى لم تكن تعلم عواقبه..

ذهب الى اقاربه ،صافحهم مغادرا وهى معه ويتداعى انه بخير حتى يظهر هذا على قسمات وجهه

الى سيارته ، صعد الى مكانه وهى صعدت الناحية الاخرى

ادار مفتاح السيارة وامسك بالمقود بعنف،تنظر ناحيته بخوف وهى تبتلع ريقها بصعوبة ..يضع يده من الخلف مستنداً الى فمه ناظرا الى طريقه وباليد الاخرى يمسك عجلة القيادة ..

انفاسها تتحدث خوفاً ولكنها تحاول الاخفاء قدر الإمكان.

وصلا وهبطا معا ،وعندما دلفا اردفت آية

_ايهاب ...

ادار بظهره لها وعلى قسمات وجهه الضيق الشديد ،اقتربت منه تهدأ من نبرة صوتها قليلا

_ايهاب ...انت عاوز تقول ان انا اللى غلطانه مش كدا؟

طريقة قلب التربيزة بتاعتك

اقترب بخطواته منها وتحدث مصوب كلماته الى مقلتيها بحذر

_هحذرك تحذير يا اية اياكى تتخطيه مرة تانيه، تتكلمى معايا ب اسلوب ارقى من كدا

وان لو كنا فتجمع او مكان وفيه حوالينا اغراب ..اوعى تحرجينى مرة تانية

قذف كلماته وتحذيره فى وجهها ،وصعد الدرج غير ملتفت لها ،بينما وقفت هى تعض على شفتيها

تُرى ندماً او خوفاً من العاقبه ...

كانت تعرف غضبه جيدًا؛ ذلك البركان المختبئ خلف ملامحه الهادئة، والذي إن انفجر قلبَ الموازين كلها. ورغم حبّها الشديد لإيهاب، حبّ يربك القلب ويُسكِت العقل، فإنها لم تكن يومًا مستعدة للتنازل عن كرامتها. كانت تدرك أنّ لحظات غضبه تُعميه، وأنّ عقابه قاسٍ حين يفقد صبره، لكنها آثرت أن تقف بثبات، لا تحدّق في الأرض ولا تهرب من المواجهة. فالحبّ عندها لا يساوي شيئًا إن أهان روحها، ولا يكتمل إن لم يُصَن كبرياؤها. ولهذا اختارت الصمت الحازم… صمتًا يذكّره أنّ قلبها ملكه، أمّا كرامتها فملكها وحدها.

❈-❈-❈

كان مارسيلينو ذاك الرجل الذي تُشرق الأيام بضحكته، وتلين قسوة العالم أمام خفّة روحه. لم تكن الحياة تُهادِنه دائمًا، لكنها كانت تُصبح أقل عتمة حين يطلّ بنِكاته العفوية وتعليقاته التي تُبدّد الضيق كنسمة بحرٍ دافئة. اعتاد الجميع أن يقولوا إن الدنيا لا تحلو إلا بوجوده، فهو الذي يعرف كيف يحوّل التعب إلى مزحة، والهمّ إلى طرفة، وكأن في صدره ربيعًا لا يذبل. وبرغم المتاعب التي تطارده، كان يهون كل شيء حين يمرّ بابتسامته المطمئنة، ليُعيد للقلوب نبض الفرح.

وتطيب الحياه للمحوراتيه والخبثا واللى بوشين،انما احنا الحياة بتدينا بالجزمة ام فيونكه حمرا

سطر مارسيلينو كلماته على حسابه الشخصى وضغط كلمه نشر الآن ..

وما ان مضت الدقائق حتى هرولت اليه مسرعه زوجته لينزى ،دلفت الى غرفته متسائلة

_لينوو ،اخدت الدوا بتاع السكر

نظر إليها ممتعضا ، واردف ناظرا الى هاتفه

_اه خدته يا لينزى

_ودوا الضغط!

_خدته

_وبرشام الدايت ،لاحسن بقيت تنسي نفسك فالاكل ورجعت تانى شبه خزان المية اللى فوق السطوح

تبسم اليها بسخرية واردف ممسكآ ب احدى خصلات شعرها

_بقى انا شبه خزان الميه ياعود خلة نشفان لافيكى نفع ولاضرر

تمايلت يمينا ويسارا تظهر دلالها وجمالها إليه

_يابابا بحافظ على جسمى ورشاقتى ووشى ...اومال انسي نفسى وابقى شبهك

صحيح خدت حقنه الانسولين !

_م خلاص يا لينزى قربتى تستأصلى المرارة وانا قاعد فيه ايه

نظرت له بحنق والتوت شفتيها ، ادرك ان هذا المقطع لهذين الثنائى يجعلنى اضحك بهيستريا ك كاتب يسطر حكايتهما ... على كل حال هذان لينزى وسينو حياة لاتنتهى من النكات والمواقف الهزلية

نعود لهذه المناقشه اللذيذة ،،بعد نظرتها لكزته فى احد كتفيه قائلة

_الحق عليا انى خايفه عليك ،متاخدش حاجه وخليك كدا

همت بالانصراف ومن ثم تذكرت شيئاً ف عادت إليه ثانية

_قولى ايه البوست اللى انت منزله دا !

_بوست مين انا مبوستش حد

_هيهيهي لذاذه ولطافه وظرافه

_ظرافه وقرد ايه ...انتِ عاوزة ايه يا بنت كوم ربابيط الكوتشيات

_عاوزة اعرف اخدت دوا تنظيم ضربات القلب ولا لسه !

_خدته ...خدته وعارفه خدت ايه تانى

خدتك يا اكبر خازوق لبسته ف وشى زى زيه غزة مطوة علمت عليا بالعرض خلتنى شبه حراميه شباشب الجوامع

احتضنته عنوة رغما عنه وقبلته بقوة فى احد وجنتيه فطبعت حمرة شفتيها وقالت

_بس بذمتك خازوق لذيذ ولالا

_خازوق مغرى

_قول والمسيح الحى انا وكاراس ابنك احنا مش احلى م فحياتى

دنى من احدى اذنيها وتحدث برفق

_عاوزة رأيي..حقيقي ! انتو قرنبيطا زوراتوس حياتى

_بحبك ياليينووووو ...

دفعت نفسها داخل احضانه ومن ثم تذكرت شيئا ورفعت وجهها له

_خدت دوا المعدة !

نظر لها ملياّ ثم سقط ب رأسه يصتنع انه قد اغشى عليه !

_لينوووو...اهو اغمى عليك عشان مخدتش الدوا وسمعت كلامى

شوفت!

❈-❈-❈

كانوا يصفوني" أمير طلعت" بالكاتب الحالم، ويُحمِّلونه لقب “المجنون” كلما انسابت من قلمه سجعِيّاته الرنّانة، وكأنّ خياله خطيئة لا تُغتفر. أمّا هو فكان يقف في منتصف الضوء والظلّ، يبتسم بثقة ويقول عن نفسه: “أنا ابنُ الحرفِ إن ضاق، وصوتُ الحلمِ إن نطق، ولا ظننتُ يومًا أنّ الجنونَ إلا جناحٌ يُحلّق بي فوق ضجيج العالم.” كان يؤمن أنّ الكلمة مركب النجاة، وأن الفوضى التي تتهمه بها العيون ليست إلا شرارة الإبداع التي تُشعل داخله روايات لم تولد بعد.


دخان سيجارتى كان يرتسم امامى كلما نفثته فى الهواء ،كنت انظر له واتخيله امامى عدة خيالات .

أحياناً ثنائى يرقصان سويا ممسكين بيد بعضهما البعض ، واحيان اخرى ارى سيدة تهدهد رضيعها ..اضحك على تلك التفاهات التى تدور فى ذهنى الآن ،حقاً كلما اقترب الشخص نحو العبقرية كلما زاد جنوناً ..

وضعت فمى ب سيجارتى مرة اخرى ونفثت دخانها ، وتذكرت !

تذكرت ذكرى ترتبط معى بتلك الأدخنة التى تتراقص امامى ،حينما ارتديت بذلة غالية الثمن اشتريتها خصيصاً لهذا اليوم وذهبت ومعى علبة تحوى بداخلها خاتم الخطبة المميز الذى اشتريته لها ..اروى ،اروى يا ذاتى

يا اثمن ما فى حياتى ..

اخذت اروى لى موعد من والدها كى التقيه اخيرا ،هذا الرجل الذى يملك مفتاح كنزى المدفون ..كنزى الثمين

ذهبت وانا بكامل ثقتى بنفسي ..جلست فى بهو قصرهم العالِ ، انتظر

دقائق الانتظار تمر كالدهر، وانا اعد الف حديث وحديث فى مخيلتى ..سمعت صوت سعلة بسيطه

أذا انه قادم..

اعتدلت اكثر فى جلستى وحينما أتى وقفت صافحته بعدما قام هو بتحيتى اولا ،جلس امامى وشعل سيجاره باهظ الثمن ..وضع ساق على الاخرى ونظر ناحيتى وبدء حديثنا على رقعة شطرنج

_اهلا وسهلا استاذ امير ،نورت

_اشكرك

_استاذ امير ياريت ندخل فالموضوع على طول عشان وقتى

لاحظت انه يتحدث من شرفه قصره ناظرا إلى فى الاسفل بتعالى فبادلته ،بنفس طريقته حينما وضع امامى البيدق خاصته

_و انا كمان حضرتك وقتى مش فيه متسع لذلك هتكلم على طول فالموضوع اللى جيت عشانه،انا حابب اخطب اروى

وضعت خاتم الخطبة امامى على المنضدة ونظرت له ب ثقه ، نفث دخان سيجارة الغالِ مرة اخرى وهو ينظر الى العلبة المغلقه ومن ثم نظر الى قائلا

_انت روائى مش كدا ؟!

اومأت ب رأسى إيجاباً وانا مبتسم ف استطرد هو حديثه

_مممم ،بيعجبنىةحماس الشباب دا ..يبقى بيشتغل اى شوغلانه

يُعجب ببنت ويحبها بجنون ،فيقرر يروح يخطبها

مجرد حماس ومحدش عارف عواقبه !

تبسمت بثقة كما انا وبادلته وضع اداة الخاصة على رقعة الشطرنج

_وايه عواقبه ؟ انا روائى وليا اسمى وعندى مقدرة ماليه ممتازة لو حضرتك بتتكلم عن النقطة دى

وبحب بنتك ..

اثناء حديثى دلفت هى بثوبها الرائع الذى زادها جمالاً،وبعبس قليل على وجهها ،اظنه خوفاً من ردة الفعل

ولكننى أكملت كما انها لم تدخل من الاصل

_واظن هى كمان بتحبنى !

نظر إليها صاحب السلطان حينما جلست على يد المقعد الذى يجلس عليه ،متكئة بجذعها وممسكة احدى يديه كأنها ترتجيه ان يقبل طلبي المقدم.

هبطت بنظرها الى علبة الخاتم والذى جعل اساريرها تتهلل وتنشرح فيبدو عليها المفاجأة والفرحة، اما عن والدها

انزل احدى ساقيه الموضوعه على الاخرى وتحدث الى بصوت يشبه التحذير

_متأسف يا استاذ امير ،طلبك مرفوض

نظرت لها وقد ارتسمت بعينيها العبرات ، وبسمتى على وجههى لم تفارقنى ،وقفت اعدل هندامى

وتركت العلبه فتناولها هو ومد يده لى بها

_اتفضل

اردت ان انهى انا اللعبة ف اردفت

_دا خاص ب ذاتى ... أروى ، وهيفضل الرابط مابينا

انصرفت وانا استمع بداخلى وكأننى قومت ب رد الصفعة بقولى "كش ملك!"

❈-❈-❈

كانت سلاسل شعرها الذهبي متناثرة حولها وهى نائمة على وجهها كعهدها ،نومتها المفضلة والتى نهاها عنها محمد جهاد زوجها كثيرا ،ولكن كأنك تنقش بالبحر.

تغفو ك الملائكة وهو بجانبها ، استيقظ قبلها فى هذا اليوم على غير العادة ..واخذ يتأملها بعين عاشق لم يرَ عشيقه منذ دهر .

ب اصابعها بدأ يبعد خصلات شعرها من على وجهها الى الخلف بحنان ،وكلما تنفست هى استنشق هو عبير انفاسها ، كان يحملق بها كأنها كانت غائبة وبالاخير عادت ..

بدأت اهدابها تتراقص علامه على استيقاظها ،نظرت ناحيته ف ابتسمت واردفت

_جهجوهتى،صباح الخير

_قلب جهجوهتك ، عين جهجوهتك ،والنفس اللى بيتنفسه جهجوهتك

ضحكت الاء بخفوت وهى تدور لتكون مقابلة له

_ايه الرضا دا كله ، وحشنى دلعك فيا يا واد ياجهاد

_ياااااه على صوتك وانتى صاحيه من النوم ،وعيونك الخضر اللى بيهبلونى كدا عالصبح

هو حقيقي حقيقي ،كل دا معايا وليا لوحدى

قامت بتكوير قبضه يدها لتلكمه فى صدرة بخفه وهى مبتسمه

_يعنى لسه مكتشف ،احنا قدر بعض بقالنا سنين ...وبعدين تعالا هنا هو انا لو مش حلوة

كنت برضو هتحبنى اوى كدا ؟

_الاء ،انا محبتكيش عشان حلوة ...حبيتك بكل مافيكى من غير م اخد بالى من تفاصيل

حبيتك ومعرفش السبب ...وبيتهيألى دا اقوى دليل عالحب

تثائبت بدلال وبعدها اردفت

_ياسلام ، يعنى مدرب ورياضى وشاعر كمان

_واقرطفلك الملوخية واعملك الرز واقلب الشيف شربينى ف اقل من ربع ساعه

ضحكت وقامت ب ابعاد الغطاء عن جسدها محاولة النهوض ف امسك بيدها

_تعالا هنا انتى وحشانى

_هعملك فطار انتى ومودى الصغنن ،يلا بلاش كسل عشان تنزل على شغلك

جذبها من ذراعها لتقع جانبه مرة اخرى

_انتِ شغلى

_يوووه يا جهاد ، محاولاتك فاشلة انا مشغولة اليومين دول

رفع حاجبيه بتساؤل واردف

_يعنى ايه مشغولة،مشغولة عنى؟

_يعنى السكة مشغولة يا جهجهوتى فهمت

اعتدلت لتنهض وهى تضحك بعدما غمزت له ب احدى عينيها ، اما هو كان يصفع الغطاء بحدة وهو غاضب

_فهمت ياختى ،فهمت واتنيلت

نظر لها وهى تتناول عكازيها ف اوقفها قائلاً

_سيبك منهم

_وامشى على إيه

نهض مسرعا من الجهة الاخرى ووقف امامها ، نزل يضع كفى قدميها كل واحدة على قدم من اقدامه وجذب يديها فنهضت وامسكها

_حاولى تدورى بالراحه ، انا انهاردة عكازك

_جهاد ،ايه الجنان اللى عالصبح دا

_من اول يوم شوفتك يابنت الناس وانتِ مجننانى ايه الجديد

سار بها الى المطبخ وهو ممسكا بجذعها بكلتا يديه وهى تتصرف كأنهما جسدا واحداً ..يداعبها ب انفه فى شعرها وماعليها الى الضحك بدلال

وعلى فجأة امسك بها يديرها ويرفعها من خصرها على رف المطبخ السفلى المرتكز على الارض ويدنو منها وهو يداعب شعرها فنظرت هى له

_ايه؟

_ايه انتِ

_وبعدين فيييك بقا

دنى منها واخذ يقبلها فى عنقها قبلة تلو الاخرى ومن ثم اذنيها وشفاتها وذقنها ووجنتيها ، جعلها تذوب فى احساسه الجياش ف احتضنته بيديها وعلى وشك الاستسلام له خاصه بعدما همس ب أذنها

_وحشتينى يا لؤلؤ عينى

تركت نفسها له بعدما رفعها والصقها به وهم بالدخول بها لغرفتهما مرة اخرى ،فتتوقف للحظة ذاك المشهد الرومانسى حينما يقطعه صوت الصغير

_انتو بتعملوا ايه ؟!

نظرا الاثنين ناحية محمد ابنهما وهو يحملق بهم ب استفهام، ف هم محمد جهاد بتوصيل الاء الى عكازيها بعدما افقدهم صغيرهم حبل الوصل الجميل بينهم .

_شوفيه روحيله

_طب مش هتفطر؟

_لا هتخمد

قالها بعصبيته التى اعتادت هى عليها ، ضحكت الاء واخذت الصغير تدلله وتقوم ب اطعامه وكأن شيئاً لم يكن.

❈-❈-❈

اما عن ثنائى المعذبين فى الارض..سمر وحسين زوجها

فقد اطلقت عليهما هذا المسمى المناسب جدا لحالتهما معاً،فكلما مضى يوماً على سمر وهى برفقة ذاك الغبي_معذرة_كلما اصبحت إحدى المعذبات فى الارض.

_حسين ..فين ريموت التليفزيون ؟

لم تتلق سمر اى إجابة منه ،ف اعادت السؤال

_ياحسين فين الريموت

_معرفش

_متعرفش ازاى ،انت آخر واحد كنت بتتفرج لما قفلت كل انوار الشقة عشان تشغل على الماتش بتاعك

_يبقى ضاع

_ضاع فين ؟حسين فين الريموت قبل م حلقة البرنامج تخلص

_يوووه ، هتكسبي ايه يعنى لما تشوفى حلقة البرنامج ها ؟ م تقعدى كدا ونوفر كهربا ومصاريف وفواتير وقرف

اتنفضت سمر من مكانها وهى منزعجه مردفه إليه

_ياشيخ زهقتنى فعيشتك السودة دى ،حتى التليفزيون ياشيخ ارحمنى

بُص على صاحبك ايهاب وعيشته وبيته ومعاملته لمراته وولاده وعرف النيلة الزرقا اللى معيشنى فيها

_بالصلاة عالنبي ياقطة ايهاب دا كابتن طيار ، وابوه معاه فلوس متلتله فطبيعى يعيش فخير ويغمه تعمله تخمة تكبس على مراوحه،لكن انا موظف عادى بعدما فنشت من دبي

باخد كام مليم يدوب مقضيين العيشة ،مفيش مقارنه اساسا وعيشى عيشة اهلك انا مش متجوز بنت القنصل ولامؤاخذة

اتسعت حدقة عينيها وهى تنظر ناحيته غير مصدقه كل هذا الحقد بداخله ف اردفت

_ياساتر يارب ،كل دا ردح عشان قولتلك شوف ايهاب

بالمناسبه بقا ، لازم نتصل بيه نشكره على العزومه واليوم الجميل اللى قضيناه هناك

زمت حسين شفتيه واردف بعدم اعتناء

_ياعم عدى اسبوع على العزومة واصلا ايهاب دا وانا هناك كان بيعاملنى بالجزمة ،دا انا اللى غلست وعزمت روحى عنده بالعافيه ..فكك بقا

_بقولك لازم نتصل ،ياساتر يارب مفيش كدا

قذف حسين هاتفه على الاريكه وهو يقول

_معنديش رصيد

التوت شفتى سمر وهى تهز رأسها غير مصدقه ماهيه هذا الكائن الذى يعيش معها ،اخذت هاتفه وهى تردف

_هنكلمه من عندى

بحثت عن الرقم ودونته فى هاتفها واتصلت به

_الو...استاذ ايهاب انا سمر مرات حسين

سمعت ترحيبه الشديد واعلمته ان هذا رقم هاتفها لان حسين هاتفه فى التصليح ،بينما يعلم ايهاب ان حسين امتنع من المكالمة خوفا على الرصيد ...اكملت معه المكالمه وتحدث اليه حسين قليلا وبعدها اغلقت المهاتفه.

_خلاص هبطتى .. عاوزة حاجه تانى

_قولى يا حسين ، انت مولود كدا ولا دا عوامل تغيير زمنية

ابتسم لها بسخرية ، جلست هى الى الاريكة وتذكرت انها تبحث عن الريموت كنترول

_الريموت فين ياحسين؟

قُطعت الكهرباء عن الشقة فضحك حسين بشدة

_هييييه الحمدلله جت من عند ربنا

اضاءت سمر_كشاف_هاتفها ودخلت الى غرفتها بعدما صفعت الباب فى وجه حسين صفعه مدوية.

❈-❈-❈

_دكتور يامن !

كان صوتا قوية نبراته يأتى من شاب قوى البنية ،ذو بشرة سمراء وله لحية خفيفه وشارب..

نظر يامن ناحيته متعجباً هولايعرفه ولكن على كل حال قابله ب ابتسامة واردف إليه

_ايوة يافندم منزل دكتور يامن

_حضرتك

_ايوة

_ضىّ شرف الدين ، انا قريب الدكتورة حور من ناحية مدام نهلة الله يرحمها

دعاه يامن للدخول واجلسه بغرفة استقبال الضيف ، وذهب لمناداة حور زوجته من الداخل

_حور ، فيه حد قريبك برة

تعجبت حور ..فقامت من مجلسها ناحية يامن

_قريبي

_البسي اسدالك ونقابك وتعالى سلمى عليه

بعد دقائق دلفت حور مرتديه _نقابها_ وعلى استحياء خطت خطواتها الى الغرفه

ورفعت عيناها ناحية ذاك الغريب ، الذى قام على الفور ل يصافحها ف وجدها تنحنحت رغم انها مرتديه _قفاز اليد_خاصتها لكنها لم تقم بمد يدها لمصافحته ..فقام ب ارجاع يده مرة اخرى معتذراً

_ازيك يا حور ...قصدى يا دكتورة

دق قلبها حينما هتف ب اسمها ،ربما ينفعها الآن نقابها الذى تختبئ وراءه يخفى قسمات وجهها التى تحاول قدر المستطاع ....

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نور إسماعيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة