-->

رواية جديدة الحب وعمايله لنور إسماعيل - الفصل 5 - السبت 29/11/2025

 

قراءة رواية الحب وعمايله  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية الحب وعمايله 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 

 

الفصل الخامس 

تم النشر السبت 

29/11/2025


لم تكن الليلةُ سوى ستارٍ كثيفٍ تهفو خلفه الأسرار؛ تُغري مَن يقترب وتُرهب مَن يفرّ، كأنّها صفحةٌ سوداءُ كُتبت عليها الحكايات بحبرٍ من لهفةٍ وانتظار. في تلك الساعة المتأخرة، حين تخمد الأصوات وتعلو همسات الريح، كانت المدينة تتنفّس ببطءٍ غريب، وكأنّها تتحسّس خطى قدرٍ آتٍ لا محالة؛ قدرٍ يُبدّل الملامح، ويُشعل الأرواح، ويقلب الموازين قلبًا بعد قلب.


هناك، عند أطراف الطريق، كان كل شيءٍ يبدو ساكنًا… إلا القلب. يضربُ كطبول حربٍ خفيّة، كأنّه يُنذر ببداية فصلٍ لا يُشبه ما سبقه؛ فصلٍ يمدّ جناحيه فوق أبطالٍ لم يعرفوا بعد أنّ حياتهم على وشك أن تُعاد صياغتها، أن يُعاد وزنها، أن يُعاد نبضها. فكلُّ روحٍ تحمل سرًا، وكلّ سرٍّ ينتظر لحظة الانكشاف، وكلّ انكشافٍ يشعل شرارةً لا تُطفئها الأمطار.

ولمّا أطلّ الفجرُ بوميضٍ خافت، كُشف الغطاء عن أول خيطٍ في الحكاية؛ خيطٍ يتدلّى من يد القدر، يشدّهم نحوه شدًّا، ويفتح بابًا لا يُغلق، ويُمهّد لطريقٍ لا يرحم. وهناك… عند عتبة البداية، بدأت القصة التي لا تُنسى؛ قصةٌ تُكتب بنبضٍ مرتجف، وتُقرأ بعينٍ تترقّب، وتستمرّ كأنّها وعدٌ لا يخون.

_ضىّ شرف الدين ، انا قريب الدكتورة حور من ناحية مدام نهلة الله يرحمها

دعاه يامن للدخول واجلسه بغرفة استقبال الضيف ، وذهب لمناداة حور زوجته من الداخل

_حور ، فيه حد قريبك برة

تعجبت حور ..فقامت من مجلسها ناحية يامن

_قريبي

_البسي اسدالك ونقابك وتعالى سلمى عليه

بعد دقائق دلفت حور مرتديه _نقابها_ وعلى استحياء خطت خطواتها الى الغرفه

ورفعت عيناها ناحية ذاك الغريب ، الذى قام على الفور ل يصافحها ف وجدها تنحنحت رغم انها مرتديه _قفاز اليد_خاصتها لكنها لم تقم بمد يدها لمصافحته ..فقام ب ارجاع يده مرة اخرى معتذراً

_ازيك يا حور ...قصدى يا دكتورة

دق قلبها حينما هتف ب اسمها ،ربما ينفعها الآن نقابها الذى تختبئ وراءه يخفى قسمات وجهها التى تحاول قدر المستطاع .

_ازيك ياضىّ.. مفاجأة مش متوقعه انى اشوفك فالمنصورة بعد كل السنين دى

امعن ضىّ بها النظر ،تلك النظرة التى حفظتها هى ..نظرة قديمه العهد ولكنها مازالت موجودة بداخل حور

_مفاجأة حلوة ولا وحشة

لاحظ يامن اسلوب ذاك الضيف الغريب مع زوجته ، تحركت مشاعر الغيرة داخله وتدخل فى الحديث

_واضح يا استاذ ضىّ ان من سنين مقابلتش الدكتورة

انتبه ضىّ ف اعتدل فى جلسته وصوته واردف

_سنين كتير يا دكتور ،لحد م عرفت بجوازها وانها انتقلت فالمعيشة للمنصورة وسألت وجيت

تنحنح قليلا واكمل

_ حتى فى وفاة ابلة نهلة ، مقدرتش انزل كنت مسافر برة

قامت حور من مجلسها ذاهبه الى المطبخ لاحضار شيئاً تستضيف به هذا الضيف..

بينما توجه اليه يامن بالترحيب مرة اخرى بالرغم من هذا الشعور الغريب الذى يجول بداخله.

امسكت حور ب كأس العصير الفارغ ، وعلبة العصير تسكب منها وهى شاردة ..ما الذى اتى ابه الى هنا

وفى هذا الوقت بالتحديد ؟

نفضت حور الافكار عن رأسها وخرجت مرة اخرى إليهم ..الجلسة سرعان ما مرت وانصرف ضىّ ..ودخلت حور الى غرفتها مسرعه فتعقبها يامن وهو يقول

_حور ...مش ملاحظة حاجه غريبة

كانت تخلع نقابها ويداها ترتعش ..لاندرى خوفاً او رهبة او زيادة تفكير ؟!

_ايه يا حبيبي ملاحظة ايه

_الاستاذ ضىّ دا لاعمرى حد منكم قال اسمه او جاب سيرته ، وجاى من الاقصر للمنصورة عشان بس يشوفك ويباركلك وكلام مش داخل عقلى ياحور ...ولا انتى شايفه ايه ؟

ادارت ظهرها ببطء ونظرت اليه ومقلتيها تهتز واردفت

_انا هقولك يا يامن ..

ها هو يامن يقف على أعتاب الحقيقة، كأن أنفاسه معلّقة بين شكٍّ ويقين، يعيش حالة انتظار مُرهِقة تشبه الوقوف تحت سماء مثقوبة توشك أن تُسقِط سرّها في أية لحظة. يتأرجح قلبه بين الرجاء والخوف، ويميل عقله إلى تحليل كل تفصيلة كأنها المفتاح الأخير لفكّ اللغز. يشعر بأن اللحظة الفاصلة تقترب، وأن ما خفي سيظهر، لكن الطريق إلى اليقين طويل، مثقل بالأسئلة والظنون. كلما حاول التماسك، شدّه القلق من أطرافه، ومع ذلك يظل ثابتًا، منتظرًا الحقيقة كاملة، ولو جاءت مُرّة، فمرارة اليقين أهون عنده من سُمّ الشك.

❈-❈-❈

كانت سمر، تقف على حافة قلبٍ يشتعل بما لا يجوز، وتتمايل فيه كلهيبٍ خافت يخشى الفضيحة ويعشق الاحتراق. كانت تُخفي هيامها خلف ستارٍ من عقلٍ متماسك، لكن روحها كانت تفضحها كلما وقع بصرها على كابتن إيهاب؛ ذلك الجمال الصارخ الهادئ، الممشوق كأنه آية من آيات الفتنة، وصديق زوجها حسين الذي لا يعلم عن الزلزلة الساكنة في صدرها شيئًا.

كانت نظراتها إليه كسهمين من ضوء، تتسلل في خفاء، تتغذّى على حضوره، وتكمُل بنقصانه. وكلما ابتسم إيهاب، ارتجف في داخلها وترٌ خفي، وكأن ابتسامته تطرق بابًا في قلبها لم تجرؤ يومًا على فتحه. كانت هيامه سرًا مكتومًا، وجرحًا لذيذًا تتلذذ بوجعه، وخطيئة معلّقة بين الواقع والرغبة.

تشعر أن جماله ليس وجهًا فحسب، بل حضور، كارزما، جاذبية تُربك السكينة وتشعل العروق. وكلما وقف بقامته الرياضية وملامحه الرزينة، أحست كأن الدنيا تتقلّص في هيئة رجلٍ واحد، وأنها تدور في فلكه رغمًا عنها.

سمر ليست خائنة، لكنها بشر… وقلبها، رغم المقاومة، كان ينحني أمام جمال إيهاب في صمت، في ضعف، وفي سرية لا يعلم بها إلا الليل وصدرها المضطرب.

عدة صور ومنشورات ب حساب ايهاب الشخصى على (الفيسبوك)كانت تمر بينهم سمر اثناء تصفحها لموقع التواصل الشخصى ،بعدما كتبت رقم هاتفه فى مربع البحث وظهرت صفحته الشخصية

كانت تتجول سمر بينهم بالساعات غير مدركه بمرور الوقت تماماً ، حتى مر امامها زوجها حسين مقاطعا خلوتها بمناداته لها

_سمر ، معاكِ فلوس

زفرت سمر بضيق وتابعت تصفحها فكرر هو عليها السؤال

_انا بكلمك على فكرة

تركت الهاتف من يدها واردفت تزمت شفتيها

_ نعم يا حسين ،لا ممعيش ...انت منفضنى اول ب اول

ناحل وبرى ، المرتب بقبضه بيدخل جيبك بتأشيرة دخول ويدوب فتافيت اللى بتسيبهم لى مواصلات ولا حتى سندوتش اكله وانا شغاله طول النهار

_خلاااااص لوك لوك نازلة زى الوابور مش بتوقفى ايه بالعة نشرة

اعتدلت سمر وتحدثت اليه بجدية

_فكك بس ، بقولك ايه ...هو ايهاب لما كنتو مسافرين دبي وعايشين كلكم سوا

كنت بتتعامل ازاى معاه وهو نفسه طريقته ايه فالتعامل

التوت شفتى حسين وهز رأسه ب استياء واردف

_هيكون ماله يعنى ،راجل عادى يعيش ويتعايش زى اى حد

شردت سمر وهى ترجع بظهرها للخلف

_برضو يطاوعك قلبك واحساسك تقول على الراجل دا زيه زى اى حد ،دا برنس السنين

امسك حسين بحقيبة يد سمر التى كانت موضوعه جانباً ،وكان يبحث داخلها بعشوائية وهو يتحدث

_بصّى ، هو كان عامل زى الديك المنفوش ريشه ...طاووس كدا ومش شايف ناس قدامه

كان بيلبس لبس وبيحط برفانات اوعااا ...تحسي انه منحوت من اعلانات التليفزيون

وكان مصاحب الواد مارسلينو اوى ،ونقره من نقر طه ...بصى مواويل وقصص كدا مبحبش افتكرها

تعجبت سمر منه فقالت

_ ليه ، فيه حد يبقى ف دبي ومع الناس الحلوة دى وميحبش يتكلم عنها

إثر حديث سمر ،كان حسين قد عثر على نقود فضية ب آخر الحقيبة

_بت ياسمر ماهو فيه فلوس

جذبتهم سمر من يديه وهى تنفث بغضب

_ دى فكه للمواصلات وارحمنى قربت تشفط دمى

صمتا ل ثوانِ ، فتابعت سمر

_ هو احنا مش ممكن نروح عندهم تانى؟

_عند مين

_عند ايهاب...ايهاب واية يعنى

_ياستى انا برشطت عليهم اول مرة ،هو فالاساس مش بيطقنى

تنهدت سمر بضيق وهى تقول

_انت عارف ان ال جمعه ب آية قصة حب حلوة اوى ضحى عشانها بحجات كتير

وهى مستوى وهو مستوى تانى خااالص

نظر لها حسين بلا مبالاة واردف ب استياء

_انتى مالك معلق معاكِ ليه حوار ايهاب دا م تفكك بقا وهاتى الفلوس انا متأكد انك مدكنه ماهو انتى متقعديش كدا ابدا

التمعت فكرة فى ذهن سمر والقتها على مسامع حسين

_طب بص ،انا فعلا شايله حاجه كدا ع جنب لآخر الشهر مش خسارة فيك

هديهالك بس بشرط

_خير

_تعمل اى حاجه تخلينا نشوف ايهاب ...ومرااته يعنى تانى

_ليه يعنى

التوت شفتيها وقالت بنفاذ صبر

_ياسيدى اعتبرها زى م بتقول بناكل أكل بنشوفه فالتليفزيون وبنقعد مع ناس ريحتها حلوة

فسحه بنطرى بيها ع قلوبنا ..

_طب ايدك عالفلوس

_وتودينا؟

_هفكر فحاجه كدا ويارب تلفق

ابتسمت سمر بنصر ،واخيرا احست ان دقات قلبها بدأت تتهادى قليلاً..

ها هي سمر، تمشي بخطواتٍ خفيفة كهمس النسيم، وقلبها يقرع كطبولٍ خفية لا يسمعها سواها. فرحتها اليوم ليست عادية؛ إنها فرحةُ لقاءٍ كانت تنتظره سرًا، وتُخفيه خلف ستائر من الصبر والتظاهر والإنكار. فاليوم سترى إيهاب… الرجل الذي تسلل إلى مساحاتٍ لم تكن تعتقد أنها قابلة للاقتحام، صديق زوجها، وزوج امرأةٍ أخرى، لكنها رغم ذلك تشعر نحوه بشيء يشبه الوله… وتخجل من نفسه قبل الناس.

كانت تقول لنفسها: “أنا مالي؟ وليه قلبي بيرتعش كده؟” لكن الجواب كان يلمع في عينيها كلما تخيلت حضوره؛ فهو كالسراج في عتمتها، كالنقطة المضيئة في لوح رمادي. فرحتها تتصاعد كسحبٍ محملة بالمطر، وأفكارها تتسلق جدران الممنوع، تتسلق كما تتسلق الأغنية الحزينة ذاكرة عاشقٍ كسير، وكما تصعد الريح فوق قممٍ لا يطالها أحد.

اليوم تشعر أنها تتنفس بعمق، وكأن الهواء عرف سرَّها وأراد أن يجاري خفة قلبها. خطواتها مترنحة بنشوةٍ صامتة، وسعادتها تلمع كحد السيف بين الخوف والرغبة. فهي تعرف أن إحساسها خاطئ، لكنها لا تملك إلا أن تبتسم لنفسها، مبتلّة ببهجةٍ لا يراها أحد، فرحةٌ تُضيء روحها… فقط لأنها أخيرًا سترى إيهاب.

❈-❈-❈

أما عن آية..

فمنذ هذه الليلة ، وهى على نفس الخلاف مع زوجها إيهاب ..لايتحدثا سويا ولا يجلسا على طاولة طعام واحدة

حتى فى نومهما كان ينام بغرفه وحده بعيدا عنها..

اصبحت آية لا تستطيع الابتعاد اكثر من هذا ، قلبها يتقد شوقاً إليه ،تحن لكل شئ به ومعه

تعلم تمام العلم انها مخطئه ..مخطئه بحقه وحق نفسها

كيف لها ان تهتز ثقتها به وبزوجها حبيبها هكذا من دون وجه حق ، اعلمتها الايام التى هجرها فيها ايهاب حجم صعوبة هذا الموقف وعلاوة عليه قررت الاتى

_ايهاب...مش كفاية بعد اكتر من كدا ؟

رفع ايهاب عينيه ببطء إثر قراءته لكتاب بين يديه ونظر لها وهو صامت ف اكملت هى

_مش وحشتك يا إيهاب؟ آيتك وحضنها وكلامها مش وحشك

_واية عارفه هى عملت ايه

ترقق قلبها حينما سمعت صوته يناديها بعد كل هذه الغيبة ، ابتسمت وهرولت ناحيته وجلست تحت قدميه

_عارفه وحقك عليا يا حبيبي

مد يده يدعوها تنهض من مجلسها مردفا

_قومى متقعديش كدا

_وماله مش سيدى وتاج راسي وحبيبي وعيونى وقلبي ،وغلطانه وبحق له نفسي

ابتسم ايهاب ونهض من مقعده وجلس على الارض بجانبها

_وانتِ عارفه انى بحبك ومش بطيق بعدك ،بس انتِ كان لازم تتعاقبى ي آية

وضعت اصابعها على شفتيه واردفت

_خلاص بقا ، عشان خاطرى كفاية مش قادرة على بعدك

مرر اصبعه برفق على شفتها السفلى وهو يقول بحنان

_ومين قالك انى مش مشتاقلك ،ومشتاق لكل الى فيكِ ولا النوم ولا النفس للشغل والاكل كانوا بيقربوا منى وانتِ بعيد

تصنعت الدوار مما قال واستدارت لترتمى بين احضانه وهما جالسان الى الارض واردفت بلهفه

_يالاهوى! بقا انا هان عليا ازعل القمر دا

ابتسم ايهاب واحتضنها بقوة وهو يردف

_ شوفتى بقا

_اعذرنى ي ايهاب ،لما بغير عليك مش بشوف قدامى ..وكمان لما بنكون سوا وتتلهى عنى ب اى حاجه بقلق اوى

قبلها بين خصلات شعرها برفق واردف

_ياحبييتى ...اتلهى عنك ازاى ب اهلى اللى فين وفين بشوفهم

ماهو انتى ممكن تكسرى الحاجز الل عاملاه وتنصهرى جواهم ومعاهم وتكتسبي صداقات منهم وتعرفيهم زى م انا عرفتهم ان اختارت صح

أمسكت يده بيسر وقبلتها من الداخل بحب وانفاسها تشتعل بحواسه

_بحبك

اغلق حصون احضانه على جسدها بقوة وهو يستمتع باستسلامها له وحنانها الوارف عليه..

في دفءِ بيتهم، كان حبّ إيهاب وآية يشبه نسمة ليلٍ هادئة تُلهِم القلب طمأنينة لا تُشترى. كانا يمشيان في درب الحياة كجناحين لطائر واحد؛ إن تعب أحدهما، أسنده الآخر، وإن ضاقت الدنيا، فتحا لها نافذة من حنان. كان إيهاب يراها وطنًا صغيرًا، يلوذ به حين يثقل النهار، وكانت آية ترى فيه أمانًا نادرًا، ورجلًا إذا ابتسم انزاحت عن روحها كل الغيوم.

حديثهما كان غرامًا مُخَمَّرًا بالودّ، ونظراتهما قصائد لا تُكتَب بل تُحَسّ. يتشاركان التفاصيل الصغيرة كأنها كنوز، ويُصلِح كلٌّ منهما شقوق الآخر بحنان صادق. إذا اختلفا، جمعتهما لحظة حب واحدة تُذيب ما بينهما، وإذا تباعدا، شدّهما الشوق برباط خفي لا ينقطع.

كانا زوجين… لكن قبل ذلك، كانا قلبين توأمين، يراقصهما القدر على لحن عشق لا يخفت أبدًا.

❈-❈-❈

_وراحت اتكلمت معايا وشغالة تشاور بكل ضوافرها قال يعنى عاوزة تورينى الاكلادور اللى حطاه روحت استنيتها تخلص وقعدت اشاور انا اكتر ووهى شافت انه نفس اللون وان ضوافرى انا اطول واجمل والباديكير بتاعهم فظيع عنها راحت اتخضت وبان عليها وحسيت ساعتها انى كسبت معركه الانجليز ضد المصريين وطردتهم !

نظر مارسيلينو الى فيفيان زميلته بالعمل وفمه ممتلئ بالطعام اثناء تناوله اياه فى وقت الراحة معها ،وقام بالرد الساخر عليها كالعادة

_انا والمسيح لو صاحبي ماشى معايا من غير دماغه مش هاخد بالى أصلا

_ايه الل انت بتقوله دا يا ماارس

_ياستى ايه التفاهه دى ، انا خلاص وداع يا دنيا وداع على الباع ومكملشى

اقتربت منه وهى تتحسس ذقنه وتنظر لحدقتيه وتهمس

_مالك يا مارس ،فضفضلى

_ابعدى واتعدلى فقاعدتك واتلمى لانى مش ناقص كل مرة لفت نظر ومرة مذكرة تتكتب فيا وانتِ عليكِ بودرة العفريت ومحدش بيشوفك

أقتربت اكثر بمقعدها وعلى نفس درجه همس صوتها

_مااارس ،انا حاسه انك مظلوم وعاوزة اكونلك الصدر الحنين الل تدفى فيه وترتاح

_ندفى ايه واحنا فعز اغسطس ارحمينى

همست فى اذنه وهى تقول

_يعنى مش عاوزنى اقرب منك ،بقا كدا !

اخرج مارسيلينو منديلا من جيب بنطاله ومسح عرقه الذى تصبب على جبينه وهو يتفحص جسد فيفيان وهى بجانبه مردفا

_ انا لو عليا عاوز ،بس كدا هيحصل ماس كهربائى وانا مش مسؤل

_متقلقش من حد خليك بس معايا

ربت على يدها وهو يقول مصتنع الخوف

_انا مش خايف من الل هنا ..خايف من الشاويش لينززى

_مراتك ! طب وهى هتعرف منين

_انا يااوختى ، انا مفضوح وبيبان عليا ...لينزى دى طلعت عينى لحد ما اتجوزتها

والجواز طلعت عفاريت الدنيا على جتتى

ومخلفالى عيل تنح لو هى نسيت تناولنى بوكس او شلوت هو يقوم بدالها ويروح قايم بالواجب

داعبت فيفيان وجنته باصابعها بحركه دلال ،وهى تقول

_ياحراااام ،خلاص انا قررت انى اكونلك الصدر الحنين

نظر مارسلينو اليها وهو يحاول التنفس بصعوبة من كم اغراءتها

_متكونيش لاصدر حنين ولا ورك ،انا اساسا مبحبش الكوكى ناجتس

_ماااارس

_ماتشوفها يا ماااارس

استفاق مارسلينو على صوتها الذى يعرفه من بين مليون امرأة ،انها لينزى تقف خلفهم

وما ان رفع رأسه لها حتى هبطت عليه ب _زهرية زجاجيه_على رأسه افقدته الوعى !

❈-❈-❈

بعض قطع اللحم الشهية والخضار موضوعه فى اطباق بالمطبخ،وكانت الاء تعد الطعام لزوجها بعد رجوعه من عمله ككل يوم ،دخل صغيرها يريدها ان تعطيه هاتفها يلعب به ولكنها الهته عندما اتت اليه بمحطه الاطفال المفضلة لديه يرى الرسوم المتحركه حتى تنتهى هى من صنع الغداء ..

دقايق وهاتفها جهاد فوضعت سماعه الرأس واكملت ماتفعل وهى تتحدث

_جهجوهتى

_لؤلؤ عينى ، عاوزة حاجه من تحت انا قربت اجى

_عاوزة سلامتك ...هات بس المخللات

_بلاش عشان رجلك ي لؤلؤتى

_يوووه ياجوجو مبعرفش اكل غير بيهم

_حاااضر هو انا اقدر اقول لا

اغلق الهاتف ،واكملت الاء واقتربت على الانتهاء فقامت بتحضير _السلطة الخضراء_وسرعان حتى تقوم بتبديل ملابسها وتكون فى احسن حلتها عن ما كانت..

انتهت ودخلت تبدل ثيابها وتمشط شعرها ،فسمعت صوت رسالة اتت على _الواتساب_ فتحتها مبتسمه

فوجدت مالايتوقع قط!

❈-❈-❈

هل تعرف ما معنى أن يأتيك شخصا على مقاس قلبك تماماً !

كانت هذه كلماتى التى اغلقت عليها دفتر الرسائل التى لم ترها بعد ولن ترها اروى قط ..

هاجمنى الحنين والشوق اليها هذه الليلة ، انه حقا ينتوى ان ينزع منى نومى الهادئ وان اصطحب الارق معى بسببه ككل ليلة.

امسكت صورتها محدثا اساها وكأنها امامى ..

_اروى وحشتينى على فكرة ،مش معنى انه خلاكى تسافرى برة من غير ما اشوفك او اودعك او حتى اعرف انتِ فين انك موافقه على البعاد؟

انا مش قادر على نسيانك ..ولا عارف اصلا ازاى انسى

كنت فاكر ان العلقه السُخنه اللى خدتها فحب فريدة والنهاية اللى وجعتنى كفاية ان محبش تانى ولا احس

بس انتِ علمتنى ان فيه اشخاص بتيجى على مقاس قلوبنا بالمللِ وكأنهم مخلوقين علشانه.

اروى ...مش بخطر على بالك ؟ مش بتفتكرى اى حاجه من الل عدت بينا

طيب قادرة تملى مكانى بحد تانى ؟

انا مش ح ارهقك باسئلتى اكتر من كدا كل الل هقدر اقوله لك انى هفضل احبك

وتصبحى على الف خير

تنهدت بحرارة وكأننى اتنفس من اعماق مابداخلى اشتياقا لها ، تذكرت الجزء الذى وقفت عنده فى القصة التى اكتبها "وايت فراى داى" وانه جزء تقف عنده دقات القلب آمله فى استكماله كى تهدأ رويدا رويدا

شرعت بعمل كوب من الشاى الساخن مصطحبا بعض شرائح البسكويت التى اشتريتها صباحاً متجها الى غرفتى وستبدأ معركتى المحببه الى وسط اوراقى وقلمى وصورتها امامى.

وما ان خط قلمى حرفاً حتى سمعت دقات على الباب ،انتبهت ونهضت من مجلسى وسرت ناحية الخارج مردفا

_مين؟

لم اسمع اجابة ولكن مازال هناك دق على الباب فهممت بفتحه وكانت صاعقتى حينما رأيتها بل والادهش

حينما سمعتها

_امير..وحشتنى !

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نور إسماعيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة