رواية جديدة مس من النفس للولي سامي - الفصل 3 - الأحد 16/11/2025
قراءة رواية مس من النفس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مس من النفس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة لولي سامي
الفصل الثالث
تم النشر الأحد
16/11/2025
عملت فنجان قهوة وقررت أواجه اللي هربت منه امبارح...
جبت اللاب توب بتاعي وعملت سيرش تاني عن قرية الحياة وخاصة النتيجة اللي ظهرت ليا امبارح وهربت منها واللي كان عنوانها باسم قرية الحياة وبين قوسين ( قرية الموت )
حبيت اتاكد أن هي نفسها القرية اللي احنا رايحين لها، فدخلت على موقع القرية على الخريطة وفتحت الموقع اللي اشرف بعته ليا وللأسف طلعت هي نفسها ...
هنا اتاكدت فبدأت ادخل اقرا سبب تسميتها بالاسم المرعب ده لاقيت حكايات كتيرة عن القرية بس أهمها أنها بعيدة عن أي مواقع خدمية زي مستشفى او صيدلية أو حتى سوق تجاري صغير نقدر تشتري منه حاجات ضرورية نحتاجها ...
وكان في بعض التعليقات أن القرية يعتبر في منطقة ميتة وبالتالي يعتبر اللي بيروحها في حكم المنفي ...
ولاحظت كمان بعض التعليقات اللي بتقول أن فعلا روادها قليل جدا والخدمات جوة القرية تكاد تكون منعدمة ...
بس في تعليقات غريبة قريتها ومنها اللي بيقول أن برغم انعدام الخدمات إلا أن القرية نظيفة بشكل مقلق يعني لما بنخرج صندوق القمامة بنلاقية تاني يوم فاضي ونظيف وكأن الجان اللي بيخدم على القرية دي ....
وفي نفس التعليق ده حد تاني رد عليه بيأكد أن بالفعل في هناك طاقة غريبة وحاجات اغرب بتحصل وملهاش تفسير غير الجان وخاصة لما عرف أن القرية مبنية مكان عزبة باشا من بتوع زمان وكان فيها بساتين وجناين وفيها خدم وحشم كتير وكان معروف عنها انها جميلة جدا ونظيفة جدا بس في يوم العزبة دي كلها اتحرقت باللي فيها أشجارها وخدامها والباشا وأسرته كلها والأرض فضلت فترة كبيرة فاضية وبعد سنين كتير جه رجل اعمال اشتراها بتمن بخس وعملها قرية سياحية بس اللي كان بيروحها ويشوف اللي بيحصل فيها مكنش بيكمل الفترة بتاعته لحد ما اشتهرت باللي فيها ومن يومها والرجل عليها قليلة اوي غير الناس اللي متعرفش أو مسمعتش عنها ...
قفلت اللاب توب وانا متنحة ومش عارفه اتصرف ازاي ...
خلاص كل حاجة اترتبت ومفيش وقت حتى نرجع الفلوس ولا في وقت اعتذر ولا في وقت اقنع الاولاد ....
الوقت خدني بالقراية من صفحة لصفحة لحد ما فوجئت بالفجر بيأذن وشوفت خيال حد من ولادي في الطرقة رايح ناحية الحمام ...
استعذت بالله من الشيطان الرجيم وسحبت المصحف اللي على الكوميد عندي حطيته في شنطتي وقومت علشان اعملي فنجان قهوة علشان اعرف اسوق ....
رحت للمطبخ بس فوجئت أن باب الحمام مفتوح والحمام مضلم .....
استغربت جدا دانا لسه شايفة الواد مازن تقريبا رايح الحمام ...
شكيت أن أكون مأخدتش بالي وهو راجع ودخلت عملت فنجان القهوة وخرجت اصحيهم ...
لسه داخلة اوضة الاولاد اتخبطت في مازن لدرجة أن القهوة ادلقت ..
حمدت ربنا أنها مدلقتش على حد فينا بس الواد مازن يا عيني اتخض اوي وقالي / الله يسامحك يا ماما حد يدخل الاوضة على حد كدة ...
طبعا الاوضة كانت ضلمة جدا ونور الصالة البسيط يادوب منور طرقة الاوضة فبصيت له وسألته / ولما انت صاحي ما تنور النور بدل ما انت رايح وجاي بالضلمة كدة ..
عدى من جنبي وهو بيقولي رايح وجاي ايه أنا لسه صاحي وعن اذن حضرتك علشان عايز اروح الحمام ....
استغربت اوي من اللي قاله والتفت ابص عليه لاقيته فعلا بيجري ناحية الحمام وكأنه مدخلوش من اول ما نام ...
عقلي فسر ليا أن وارد يكون نسي حاجة ورجع اوضته اخدها ويرجع الحمام تاني ...
المهم مهتمتش ودخلت اصحي باقي الشباب وبدأنا كلنا نلبس وتوكلنا على الله ....
بعد ما عديت وخرجت من بوابة القاهرة بصيت في المراية علشان اكلم مازن اللي كان قاعد ورايا بس حاطط السماعات في ودانه ...
فطلبت من حسن يشيلها علشان عايزاه ...
طبعا بعد وصلة غتاتة بين حسن ومازن حسمت الموقف وقولت لمازن / أنا اللي قولت له يشيل السماعة عايزة أسألك على حاجة ...
زم كدة بشفافيه بس مهتمتش لانه بطبعه كائن اعتراضي المهم سألته / هو انت مش رحت الحمام الصبح يا مازن ....
طبعا تزمر جامد وقعد يعترض على السؤال قبل الإجابة / هو حضرتك طلبتي من حسن يشيل السماعة علشان تسأليني زي الاطفال إذا كنت عملت حمام ولا لا ؟؟
اه يا ماما عملت حمام وغسلت ايدي ووشي بالصابون وسناني بالفرشاة والمعجون كدة كويس
ابتسمت شوية كدة وحاولت أوضح له سؤالي / مش قصدي يا عم الكبير والنضيف قصدي انت دخلت الحمام قبل ما نخبط في بعض على باب اوضتك ؟؟
لاقيته بصلي باستغراب كدة وقالي / لا طبعا مروحتش قبل كدة..
أنا يادوب قومت من على السرير وخبطت فيكي على طول أمال اتخضيت ليه ...
وقفت العربية فجأة وحسيت نفسي اتقفل ومش عارفة اخد نفسي وعرقت جدا وضربات قلبي زادت ...
الاولاد طبعا اتخضوا اولا من الوقفة بس لما لقوا وشي اصفر وعرقان وباخد نفسي بصعوبة كل واحد حاول يتصرف ...
ابراهيم فك عني حزام الامان وحسن اخد مجلة من اللي معاهم يهوي عليا بيها ومازن فتح شنطة من شنط اللبس وطلع فوطة علشان ينشف عرقي ....
يادوب بدأت انظم نفسي فحاولت اعدي الموقف وخاصة وانا شايفة نظرة الرعب اللي في عيون ولادي ....
بس كان كل تركيزي على مازن وانا بسأل نفسي إزاي تخيلته وحاجة زي دي يكون سببها ايه او معناها ايه ....
طبعا مكنش ينفع احكي حاجة والا الاولاد مكنوش يخافوا بس من السفر دول كمان هيخافوا من بيتنا اللي بقالنا فيه أكثر من 18 سنة ...
بعد ما فوقت شوية واستعدت تركيزي لاقيت ابراهيم بيقولي / كفاية كدة عليكي سواقة يا ماما شكلك منمتيش كويس ....
خرج من العربية ولف وجالي الناحية التانية علشان يخرجني ....
فعلا بدلنا الاماكن وبدأ يطلع بالعربية ...
حاولت متكلمش تاني لكن مازن كان له رأي تاني / هو انتي وقفتي ليه فجأة كدة يا ماما ؟؟
الحمد لله اننا كنا على جنب الطريق مش في النص ...
حاولت الف له وانا بفكر في إجابة لسؤاله لحد ما افتكرت المبرر اللي ابراهيم قاله ليا من شويه وقولت له / أصل فعلا منمتش خالص وقبل ما افرمل اتخيلت بحيوان قدامي تقريبا ده من قلة النوم ....
وبالفعل صدق ابراهيم على كلامي حينما قال / اكيد يا ماما هيظهر لك خيالات اي حد بيطبق من غير نوم بيظهر له خيالات ...
وكأنه أجاب على ما يشغل بالي ويعكر صفو أفكاري ....
خرجت تنهيدة قوية من صدري وخرج معاها كل الهواجس اللي جوة ...
ريحت ظهري لورا وعيني غفلت من غير ما اقصد أو حتى انبه ابراهيم ..
محستش بنفسي غير لما فجأة لاقيت ابراهيم بيصحيني ...
فتحت عيني على اساس أننا بالطريق لكن اول حاجة ظهرت قدامي البحر ....
افتكرت اني بحلم ففتحت عيني اوي وبدأت استوعب أننا وصلنا ....
سمعت صوت الاولاد وهما بيسحبوا الشنط من شنطة العربية فالتفت اشوفهم لاقيت ابراهيم بيقولي / حمدالله على السلامة ...
مرضناش نصحيكي واخدنا الموبايل بتاعك وفتحنا على اللوكيشن لحد ما وصلنا ....
كشرت شوية كدة عقبال ما استوعبت كلامه بس بصيت له وسألته / دخلت القرية إزاي والكارت معايا ...
ابتسم وقالي بهدوء / عادي يا ماما فتحت الشنطة واخدت الكارت زي ما فتحتها واخدت المفتاح وحسن ومازن بيدخلوا الشنط للشاليه ....
الرعب دب في قلبي لدرجة أن عيني لفت بالمكان من غير ما رقبتي تلف فيه وكأني مرعوبة التفت اشوف عفريت ...
ابراهيم سألني بتعجب / مالك يا ماما متخشبه ليه جوة العربية ما تنزلي ...
وكأني كنت منتظرة رأيه ...
نزلت فعلا بس ركبي كانت بتخبط في بعضها ولسه برفع عيني على الشاليه اتخضيت وشهقت بقوة لدرجة أن إبراهيم افتكر اني شفت حاجة وحشه فالتفت فجأة بس بالنسبة له مشافش حاجة تستدعي النهضة لكن أنا شفت اللي رعبني ...
ابراهيم زقني علشان يخرجني من حالة الذعر اللي أنا فيها وهو عمال مرة يبص عليا ومرة يبص مكان ما ببص يمكن يشوف اللي أنا شايفاه / مالك يا ماما في ايه؟ مخضوضة من ايه؟
رمشت بعيني وانا بشاور على الشاليه وبقوله / الشاليه ازاز من كل ناحية أنا حلمت بيه كدة ...
لاقيته ضحك اوي وقالي / طب ما خالوا اشرف قالك أن الشاليه كل حوائطه ازاز وانتي قولتلنا كدة فطبيعي تحلمين بيه زي ما وصفلك ...
بصيت ناحية ابراهيم باستغراب شوية وكان نفسي اقوله / انت جاي تفسر ليا كل حاجة ببساطة كدة إزاي ....
المهم دخلت الشاليه وقعدت شوية بس طبعا الاولاد كانوا مستعجلين قوي أنهم يروحوا البحر ...
قولتلهم روحوا انتوا فراحوا الا ابراهيم مرضيش يسببني لوحدي ...
بدأنا نرتب الاكل في الثلاجة ومرض الهدوم في الدولاب وسألته وأحنا شغالين / لما دخلت من بوابة القرية مشوفتش حد غيرنا بيصيفوا زيينا أو سوبر ماركت فاتح او اي حاجة...
رد عليا بلا مبالاة وهو بيشتغل جنبي / يا ماما دي البوابة نفسها مفيش عليها حد الا حارس واحد ...
الغريبة أن الحارس ده موقفنيش أنا اللي وقفت علشان اسال عن رقم الشاليه وأدخله منين ...
التفت له كدة وطلبت منه يكمل / وبعدين ؟
رفع كتفه وهو بيقولي / ولا قابلين لما وقفت وفضلت اضرب في كلاكس يادوب قام من مكانه، سألته بس هو مردش عليا في الاول فضل يبص ناحيتي ويبص جوه العربية ويلف حوالينا وبعدين اخيرا رد عليا ....
طبعا بدأت الشكوك تتأكد وسألته تاني إذا كان شاف حد غيره فرد بكل عفوية / خالص يا ماما وكأن القرية مهجورة بس في نفس الوقت نظيفة جدا ...
يعني القرى المهجورة بتكون متربة لكن دي فلة بجد ....
قلبي كان هيقف وخاصة بدأت اقلق على اللي في البحر رحت سحبت أيده وانا بقوله / طب سيب اللي في ايدك دلوقتي وبينا نشوف اخواتك فين مكنش ينفع نسيبهم لوحدهم ومحدش موجود بالمكان اساسا ...
يالا بينا ...
لسه بفتح الباب اتخضيت لما لاقيت الاولاد في وشي ...
اول ما شفتهم حضنتهم وكأنهم كانوا مسافرين ...
هما كانوا مستغربين اوي بس انا حاولت افهمهم سبب قلقي ...
خدتهم ودخلنا قعدنا وقولت لهم / دلوقتي احنا لوحدينا في مكان مقطوع تقريبا وكأننا تائهين فاهم حاجة عايزين نتفق عليها اننا لازم نكون مع بعض في كل مكان ...
يعني نروح البحر مع بعض ...
نتمشى مع بعض، نروح البيسين مع بعض برغم اني اعتقد انه فاضي دلوقتي...
رد مازن عليا بفرحة / بالعكس البسين مليان ونضيف جدا وجميل جدا جدا ...
بصيت له باستغراب وانا بسأل نفسي معقول راجل واحد بالقرية بيحرس البوابة وينضف المكان ده كله ويملى البسين وينضفه !!
بصيت لمازن تاني وانا بأكد عليه / بغض النظر عن البسين دلوقتي المهم لازم نتفق أن محدش يمشي لوحده ...
لاقيت حسن بيعترض وبيقول / بس يا ماما كدة مش هينفع احنا بنحب نتمشى كتير وحضرتك يعني مش هتقدري ...
حاولت أبين اني قادرة فقولتله بكل تحدي / لا يا حبيبي هقدر ملكش دعوة انتى ...
المهم قولولي رجعتوا بدري ليه من البحر دانا وإبراهيم كنا جايين عندكم
رد مازن في الاول / ابدا مكنش معانا المايوهات فجينا ناخدها .....
مازن دخل يجيب المايوهات بتاعتهم وانا قعدت على الكنبة وسمعت حسن وهو بيكلم ابراهيم/ ما تيجي يا هيما ده البحر حكاية ونظيف جدا والهوا مقولكش يرد الروح بجد ...
رفعت راسي ناحية حسن ولسه هطلب منه بعملي فنجان قهوة بس كان سبقني وسمعته بيحكي لابراهيم حاجة غريبة شافها بالبحر خلاني صممت اروح معاهم أو ميروحوش خالص ....
يتبع
