رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 36 - الأحد 30/11/2025
قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ترنيمة حب
الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الزهراء
الفصل السادس والثلاثون
تم النشر يوم الأحد
30/11/2025
يظلُّ وجهُ الحبيب جديداً على كل نظرة من مُحِبه ،وإن طالَ تردادُ النظرِ وتكرارُه، كأنّ الوقت َلا يمضى معه كما يمضي مع الأشياء..
نظر الجميع لسمية بتعجب بعد استماعهم لقرارها، ليقترب سليم منها ويهتف بجدية وهو ينظر لها:
ـ إنتِ بتقولي إيه، ومتوقعة إنا هنوافق على قرارك ده؟ سمية، السفر بكرة ومفيش تأجيل لأي سبب.
وقفت وخطت بضع خطوات، وهي تنظر إلى المنزل بعينيها، تخشى أن تكون هذه الليلة هي الأخيرة لها فيه. ثم هتفت بتعب:
ـ مش هسافر، وأنتم في الحالة دي يا سليم.
اقترب نزار منها وقال بهدوء، وهو يحدق فيها:
ـ حالة إيه يا عمتو؟ أنا مش فاهم حاجة، إيه الحكاية؟
تراجعت للخلف ووقفت جوار فاطيما، وأشارت لها لتتحدث بجدية:
ـ قولتلكم فاطيما نفذت رغبتي، أنا اللي طلبت منها متقولش لكم، يعني مش ذنبها. لكن إيه النتيجة؟ عقابتوها وبتحملوها المسؤولية. لو متوقعين إني مش ملاحظة التعامل معاها إزاي خلال اليومين اللي فاتوا، تبقوا غلطانين. مش هقبل حد يوجه ليها أي عتاب.
تحدث سليم بضيق وعتاب، وهو يحدق في فاطيما وسمية:
ـ هو الموضوع بسيط عندكم للدرجة دي؟ هاه، متوقعين هنتعامل عادي معاها؟ سألتها وجسار سألها وكدبت علينا، يا ترى كنتم هتقولوا الحقيقة إمتى، ولا هتكملوا خداعكم لينا!!
ـ إنت شايف كان سهل أقولكم الحقيقة؟ كنت متوقعة تعب بسيط لما عرفت، اتصدمت يا سليم. أنا كنت مستنية أعرف نوع الورم إيه الأول. عارفة قراري غلط، بس مكنتش عاوزة تعيشوا في قلق بسببي. كنت دايمًا بتقول عندك بنتين، تعرف بابا كان بيقولي إنه مطمن على فاطيما بسبب وجودك معاها، لأنه عارف قد إيه بتحبها. مش علشان غلطة مش مقصودة منها تقسى عليها. أنا ممكن أقبل غضبك مني أو من أي شخص إلا هي.
أردفت بهذا الحديث وهي تنظر إلى فاطيما الصامتة، التي تحدثت دموعها بدلًا عنها. ثم جلست سمية بجانبها بعد أن شعرت ببعض الألم.
حاولت علياء تهدئة الوضع بين سليم وفاطيما، فقالت بهدوء وهي تقترب منه:
ـ بابا، من أول يوم اتقابلنا فيه، كنت بحسد ميرا وفاطيما على علاقتهم بيك. لما طلبت مني أناديك بابا، كنت محتاجة أقول لحد الكلمة دي، لأني كنت لوحدي في لندن معرفش حد. لكن وجودك معانا طمني، تعرف على طول بقول لنفسي إنك الشخص الوحيد اللي بيكون جنبنا إحنا التلاتة من غير ما نطلب. شوفت فيك حنية أبويا وطيبة قلبه عليا، رغم تهوري وعنادي، بس كنت دايمًا بتعاملني زيه الأب، مش بيقسى على أولاده كتير مهما كان غلطهم. فاطيما محتاجة وجودك بجد في حياتها أكتر من أي حد فينا، وبعدين مين هيدافع عنها لو إنت هتفضل واخد موقف منها؟
حدّق سليم في نزار الذي أومأ برأسه موافقًا، واقتربت فاطيما منه، وهتفت باكية:
ـ أسفة ليك يا بابا، وأسفة ليكم كلكم.
سارت عدة خطوات لتصعد إلى الأعلى، ليهتف سليم بجدية:
ـ استنى هنا.
استدارت نحوه، ونظرت إليه بدموع، فأشار لها، وبدأت في البكاء المرير. ضمها سليم إليه ومسح على شعرها برقة. وهنا قال جسار بمرح:
ـ أكيد لو كنت أنا أو نزار اللي مزعلين حد منهم، كنا هنطرد من الفيلا.
تحدثت علياء بابتسامة وهي تنظر لزوجها وجسار:
ـ عندكم اعتراض؟ بعدين حقنا يا بشمهندس، ارفض بقى.
ابتعدت فاطيما عن سليم، ليتحدث بهدوء وهو ينظر لها:
ـ خلاص بقى، ولا تحبي أطردهم الاتنين برا الفيلا الليلة عقاب ليهم؟
أشارت برفضها، فاقترب نزار من شقيقته، وقال جسار بابتسامة:
ـ معتقدش فاطيما توافق على العقاب ده، بس لو واحدة تانية هتوافق من غير تفكير.
نظرت له علياء بغيظ، لتبتسم سمية بهدوء بعد أن نجحت في إزالة الخلاف القائم بين سليم وفاطيما، لتتحدث بهدوء:
ـ ننام بقى ولا لغيتوا السفر!!
اتفق الجميع على الذهاب، وتوجهوا إلى غرفهم وكل منهم في انتظار نتائج الفحوصات بحذر.
مع بداية يوم جديد، استيقظ الجميع على رغبة في التوجه إلى المستشفى، لكن زياد أخبرهم بأنه سيأتي إليهم مع كِنان والطبيبة، مما زاد من قلقهم.
في منتصف النهار، وصلت الطبيبة برفقة كِنان وزياد، واستقبلهم جسار، واتجهوا جميعًا إلى الصالة حيث كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر لسماع ما تقوله الطبيبة.
قال جسار بلهفة وقلق، وهو يحدق في الطبيبة:
ـ طمنينا يا دكتورة، الورم حميد صح؟
أردفت الطبيبة بجدية وهي تنظر لهم:
ـ أنا كنت شاكة من البداية، لكن كان لازم أتأكد قبل ما أتكلم. للأسف، الحالة اتشخصت ورم خبيث، ولازم نبدأ العلاج في أسرع وقت.
تدفقت الدموع من عيني سمية، فامسك سليم بيدها بقوة، وكأنه يطمئنها أنه سيبقى بجانبها. ثم قال نزار بجدية:
ـ إحنا هنسافر الليلة لندن يا دكتورة، هنشوف دكاترة كويسين هناك.
هتفت الطبيبة بتنهيدة عميقة:
ـ أنا طبعًا مقدرة قلقكم وخوفكم، ولو هتسافروا، فيه دكتورة صديقة ليا في مستشفى رويال مارسدن، هي أكبر مستشفى في العالم، مش لندن بس، وهناك أطباء متخصصين هيكونوا معاكم طول الوقت. هتواصل معاها وهبلغها عن الحالة، لو حابين تتواصلوا معاها.
تحدثت علياء بجدية وهي تنظر للطبيبة:
ـ ياريت يا دكتورة تساعدينا، أنا وفاطيما جمعنا معلومات فعلاً عن المستشفى، وبلغونا بالميعاد بعد يومين.
أكدت الطبيبة موافقتها، فأخذت علياء اسمها الطبيبة وأخبرتها أنها ستكون على اتصال دائم معها وسترسل لها نتائج فحوصات سمية عبر البريد الإلكتروني. بعد ذلك، غادرت الطبيبة، وعمّ الصمت والحزن الجميع.
مع اقتراب موعد السفر، أصرت فاطيما على مرافقة عمتها إلى المطار. انطلق نزار وعلياء في سيارة آسر، بينما كانت سمية وفاطيما برفقة سليم في سيارة جسار. عند وصولهم للمطار، كان الوداع مليئًا بالدموع والحزن بسبب الخوف من المستقبل.
أخبر جسار عائلته أنه سيتبعهم بعد عودة عمر ليبقى أحد مع آسر. رفضت فاطيما مغادرة المطار حتى إقلاع الطائرة، وعادت مع جسار إلى الفيلا، ثم صعدت إلى غرفتها مباشرة، رغم رغبتها في مرافقة سمية، لكن جسار وعدها بالسفر إليهم قريبًا.
❈-❈-❈
خلال الرحلة، كانت سمية تجلس بجانب سليم، بينما جلس نزار وعلياء أمامهما، وكل فرد منهم غارق في أفكاره ومخاوفه. عند وصولهم في ساعة متأخرة، كان عمر بانتظارهم، وتوجهوا مباشرة إلى الفيلا. استقبلتهم سلمى بحرارة مع الأولاد، ثم توجه الجميع إلى غرفهم للنوم بسبب التعب الشديد.
في اليوم التالي، وفي الصباح، اتصلت علياء بالطبيبة لتخبرها بأنها على علم بحالة سمية بفضل صديقتها، وأكدت أنها ستتابع الحالة بنفسها. بعد انتهاء المكالمة، أخبرتهم علياء بالموعد المحدد. كان الجميع يحاول جاهدًا التخفيف عن سمية ومحاولة دعمها في تلك الفترة الصعبة.
في المساء، ذهب سليم برفقة سمية وعلياء ونزار إلى الطبيبة. استقبلتهم الطبيبة بابتسامة مطمئنة وأجرت فحصًا لسمية، ثم عادت إلى مكتبها لمراجعة النتائج بدقة. بعد ذلك، ساعدت علياء سمية في الجلوس أمامها، وبدأت الطبيبة تتحدث بهدوء محاولةً طمأنة الجميع:
ـ الدكتورة نادية كلمتني عن الحالة، وعرفت منها أنكم أصدقاء لها. وهكون صريحة معاكم، هنبدأ علاج كيماوي، والجلسات هتكون يومية لمدة شهر علشان نقدر نحجم الورم قبل ما ينتشر في الجسم.
قالت سمية بقلق، وهي ترفع عينيها إلى الطبيبة:
ـ يعني هقعد في المستشفى طول فترة العلاج؟
قالت الطبيبة بجدية، وهي تحاول تهدئة مخاوف سمية:
ـ في الأول بس، ولو قدرنا نسيطر على مكان الورم قبل انتشاره هيكون أفضل. أهم حاجة الحالة النفسية ليكي.
قالت علياء بجدية، وهي تنظر إلى الطبيبة بثقة:
ـ اطمني يا دكتورة، كلنا هنا لدعم عمتو، وأنا هفضل معاها في المستشفى طول فترة العلاج.
أردفت الطبيبة بجدية شديدة:
ـ مش عاوزة تقلقوا من حاجة، أنا هتابع الحالة بنفسي. هستناكم بكره علشان نبدأ أول جلسة.
بعد مغادرتهم المستشفى، اتجهوا إلى المنزل، وأخبر نزار جسار عبر الهاتف بتفاصيل لقائهم مع الطبيبة. في هذه الأثناء، لاحظ الجميع الحزن الذي يخيم على سمية، فحاولوا التخفيف عنها. ذهبت سمية إلى غرفتها لتحضر حقيبة ملابس صغيرة، وكان سليم بجانبها يحاول تقديم الدعم لها في هذه الفترة العصيبة.
في غرفة نزار، لاحظت علياء قلق نزار، فاقتربت منه وهمست بهدوء:
ـ نزار، الدكتورة قالت إن الحالة النفسية لعمتو مهمة جدًا بلاش ضعف يا حبيبي عمتو هتبقى كويسة.
أغمض نزار عينيه، وطاردته الذكريات من جديد، فقال بهدوء وقلق:
ـ يا علياء، أنا مرت عليا تجارب صعبة زي دي كتير، بس المرة دي مش عارف أتحمل، الوضع صعب جدًا.
وضعت علياء يدها في يد نزار، وساروا معًا نحو الفراش، ثم قالت بتنهيدة حارة:
ـ خلاص بقى، كفاية تفكير. بكره يوم طويل وهنتعامل مع كل حاجة بإذن الله، دلوقتي احنا محتاجين ننام وننسي التفكير السلبي.
أغمض نزار عينيه هروبًا من التفكير في المرحلة المقبلة.
في صباح يوم جديد، ذهبت سمية إلى المستشفى برفقة علياء وسليم ونزار، وبدأت الطبيبة بإجراء الفحوصات الطبية لها. وقبل أن تدخل غرفة الفحص، اتصلت سمية بفاطيما، التي ردت على الاتصال فور رؤيتها لاسم المتصل.
جلست صامتة، غارقة في أفكارها، تحاول السيطرة على مشاعرها. حاول جسار تهدئتها، لكنه لم يكن أقل قلقًا منها، فقد كان التوتر يسيطر عليه أيضًا. قطع رنين هاتفها الصمت، فأجابت بلهفة ودموع:
ـ عمتو
ردت سمية بهدوء:
ـ حبيت أكلمك قبل ما أبدأ أول جلسة، علشان أطمن عليكي. كفاية عياط.
نظر جسار إليها، فقامت بمسح دموعها بيدها، وقالت بصوت متقطع:
ـ كنت عاوزه أكون موجودة معاكي، سامحيني إني مش جنبك الفترة دي، غصب عني.
قالت سمية بهدوء محاولة طمأنة فاطيما:
ـ أهدي، أنا كويسة وهستناكي هنا. فاطيما المفروض أسلم المسؤولية ليكي دلوقتي، عاوزاكي تكوني قوية علشان تدعميني وتدعمي الكل. حاولت أحافظ على العيلة بعد موت جدك، ودلوقتي جه دورك. متسمحيش لأي شيء يفرق بينكم. إنتي الميزان اللي هيشيل المسؤولية. خليكي مع الكل، اخوكي وجوزك، متسمحيش لحاجة تفرقهم أو تبعدهم عن بعض مرة تانية لأي سبب. عاوزه أكون مطمنة عليكم.
تابع جسار زوجته بهدوء بينما أجابت عمتها بجدية:
ـ مسؤولية كبيرة يا عمتو، أوعدك هحاول أكون قدها. اطمني، متقلقيش علينا. جسار وعدني هنكون عندك في أقرب وقت.
أومأ جسار لزوجته لتسلم الهاتف إليه، فقالت فاطيما:
ـ عمتو، جسار عاوز يكلمك.
سلمت فاطيما الهاتف إليه، فقال بهدوء وهو يلقي نظرة على زوجته
ـ عمتو، طمنيني عليكي؟ نزار كلمني امبارح.
ردت عليه بابتسامة هادئة:
ـ أنا كويسة، جسار، خلي بالك من فاطيما، هي محتجالك أوي. بلاش تسمح لأي شخص يفرق بينكم، حافظ على علاقتك بيها. هقفل دلوقتي علشان هبدأ جلسة العلاج، هنتكلم بعدين.
أغلقت سمية الهاتف، وأخذه منها نزار. وأصر سليم على التواجد معها في اليوم الأول. جلس نزار وعلياء ينتظرونهم في الحديقة. في الداخل، كانت تئن من الألم، وكان سليم يحاول التخفيف عنها بقراءة القرآن، وأحيانًا يخبرها عن ذكريات خاصة به. استمرت الجلسة عدة ساعات، ليتم نقل سمية لغرفة أخرى. حضر نزار وعلياء إليهم في الأعلى. وفي نهاية اليوم، غادر سليم برفقة نزار بعد أن حضرت الطبيبة وطمأنتهم على وضع سمية.
ظلت علياء مع سمية في المستشفى، وفي اليوم التالي ذهبت سلمى لزيارتها برفقة سليم، لأن نزار اضطر للذهاب إلى الشركة مع عمر لحضور اجتماع هام. كانت سلمى تشعر بالحزن بسبب عودتها إلى مصر برفقة زوجها، لكن عمر أخبرها أنهم سيزورون لندن من وقت لآخر من أجل أبنائهم، على أن يعودوا إلى مصر في نهاية الأسبوع.
❈-❈-❈
بعد عودتهم، طلب جسار من عمر وسلمى مساعدة آسر في بعض المهام الخاصة بالشركة، وكانت ميرا تتعاون معهم بشكل وثيق. ثم سافر جسار إلى لندن برفقة زوجته وأطفاله. وكان يزن قد أصر على الذهاب مع والده إلى المطار للقائهم بعد علمه بحضور فيروز. لكن حدث مشهد غير متوقع جعل الجميع يتوقف للحظات، وقام بعض الأشخاص بتصوير ما حدث بكاميرات هواتفهم.
بينما كان يزن ممسكًا بيد والده، يراقب القادمين من بوابة الوصول، فجأة رأى فيروز وركض نحوها، تاركًا يد والده. جذب هذا المشهد انتباه المارة، وتابعه رجال الأمن بذهول. كانت فيروز تمسك بيد والدها وتسير بجانبه، بينما كان يجُر الحقائب وتسير فاطيما خلفهما وهي تحمل جاسر. عندما رأت فيروز يزن، ابتسمت وركضت نحوه، ورفعها يزن بين ذراعيه وبدأ يدور بها وسط دهشة الحاضرين. ثم قبلها على وجهها، مما جعل جسار وفاطيما يتوقفان عن الحركة ويراقبان المشهد بدهشة. تقدم جسار بسرعة وأمسك بعنق يزن، قائلًا بلهجة حازمة:
ـ إيه اللي عملته ده يا أستاذ!!
قالت فيروز بصوت معترض، وهي تنظر إلى والدها:
ـ سيب يزن يا بابا.
اقتربت فاطمة منهم وابتسمت ابتسامة واسعة، وقالت:
ـ جسار، الكل بيتفرج علينا، سيب يزن.
"التفت جسار ونظر لزوجته بغيظ:
ـ يعني إنتِ كمان معاه، مش كفاية فيروز اللي بتدافع عنه.
أخذ نزار جاسر من فاطيما، وقال بابتسامة ساخرة: '
ـ خلاص بقى، لقيت العريس المناسب لبنتك.
غادر جسار وتركهم وهو يشعر بغيظ شديد، واتجه للسيارة وفتح باب المقعد الخلفي لتجلس فاطيما وفيروز، وحملت جاسر مرة أخرى. اقترب يزن ليجلس في الخلف، فهتف جسار:
ـ نعم، أقعد جنب نزار، ممنوع تقعد مع فيروز، سمعت!!
تجاهل يزن حديث جسار وجلس في الخلف بجانب فيروز. جلس جسار في المقعد الأمامي بجانب نزار، وبعد فترة وجيزة وصلوا إلى المنزل. كانت فريدة وعاليا في انتظارهم، ورحبت فريدة بهم بحرارة. اتجهت فاطيما إلى غرفتها برفقة زوجها وجاسر، بينما بقيت فيروز مع عاليا وفريدة. حاول جسار أن يعترض على بقاء يزن معهم، لكنه تركه بسبب إرهاقه من السفر، وطلب من فريدة أن تظل معهم لمراقبتهم.
مرت الليلة بهدوء، وفي اليوم التالي توجهت فاطيما مع زوجها ونزار إلى المستشفى لزيارة سمية، بينما بقيت فيروز وجاسر مع المربية. رفض يزن الذهاب إلى المدرسة ليبقى مع فيروز، مما زاد من غيظ جسار. كانت سمية فرحة برؤيتهم وتمكنوا من التخفيف عنها وإسعادها طوال اليوم. عندما روى نزار ما حدث في المطار عندما رأى يزن فيروز، ضحك الجميع. وهنا قالت علياء بمرح:
ـ على فكرة يا بشمهندس، مش هسمح ليزن يتجوز ويبعد عني لما يكبر، اطمن.
بحث جسار عن شيء يقذفها به، بينما وقفت علياء خلف زوجها، وتحدث نزار بمزاح:
ـ أهدى، بلاش جنان بقى، إنت وهي، بعدين اطمن، يزن بيحبها.
بعد نظرة غيظ من جسار، قضوا يومًا جميلًا. أرادت فاطيما البقاء مع عمتها، لكن سمية أصرت على أن تأتيهم في اليوم التالي وتقضي اليوم معهم. في المساء، عادوا إلى الفيلا. مرت الأيام بهدوء، حيث كانت فاطيما تقضي النهار مع سمية وتعود في المساء لتكون بجانبها. كان جسار أحيانًا يرافق نزار إلى الشركة لمساعدته. ومع مرور الوقت، أظهرت سمية تحسنًا ملحوظًا، وأخبرتهم الطبيبة أنها ستقلل من عدد جلسات العلاج حتى تتمكن من العودة إلى منزلها. ملأ الفرح قلوب الجميع، وكانت سلمى تزورهم بانتظام. قررت فاطيما البقاء مع عائلتها، فكان جسار يسافر أحيانًا لمتابعة شؤون الشركة مع عمر وآسر.
خلال هذه الأشهر، تعززت العلاقة بين فريدة وعز، وكان يساعدها في دراستها أحيانًا. كانت العلاقة بين عاليا وتيم قوية، فقد نشأا معًا منذ الطفولة. أما يزن وفيروز، فقد كانت علاقتهما فريدة، وكان الجميع يتوقع لهما مستقبلًا باهرًا معًا. تابعت سمية جلسات العلاج الكيميائي مع الطبيبة، وكان دعم الأهل والأصدقاء سببًا رئيسيًا في تجاوزها لهذه الفترة الصعبة. بعد عدة أشهر، انتهت جلسات العلاج، وانتظر الجميع بفارغ الصبر نتائج الفحوصات النهائية. ذهبت الطبيبة إلى غرفة سمية، حيث كانت برفقة سليم وفاطيما، وابتسمت ابتسامة هادئة وقالت:
ـ نتايج الفحوصات النهائية طلعت النهاردة، وأنا شوفتها بنفسي.
ترددت نظرات الطبيبة معهم، وسألت فاطمة بلهفة:
ـ طمنينا يا دكتورة، إيه الأخبار!!
ـ النتايج بتقول إن الورم اختفى بنسبة 98%. هنفضل متابعين مع بعض فترة، ولو قررتي ترجعي مصر، الدكتورة نادية هتكون معاكي وهتبلغني بكل التطورات.
أردفت بهذه الكلمات وهي تبتسم لهم، ليعم في الغرفة حالة من السعادة والفرح.
بعد عودة سمية إلى الفيلا، علم الجميع بالأمر، وملأتهم السعادة. قرر سليم البقاء في لندن لفترة أطول لمتابعة حالة سمية الصحية عن قرب. في حين اضطرت فاطيما للعودة إلى مصر لكي تلتحق فيروز بالمدرسة. على الرغم من حزن يزن على سفر فيروز، إلا أنه وعدها بالتواصل اليومي واللقاء في الإجازات.
بعد مرور عامين، أصبحت الطبيبة التي تتابع حالة سمية صديقة حميمة لعلياء، ونشأت بينهما صداقة قوية، خاصة وأن يزن وعاليا كانا من زملاء ابنتها في المدرسة. في يوم من الأيام، كان نزار في مقر الشركة عندما جاءته سكرتيرة علياء لتخبره بأنها فقدت وعيها. وبعد محاولات عدة لإفاقتها، أخذها نزار إلى المستشفى رغم معارضتها، ولم تستطع إقناعه بالعودة إلى البيت. وبعد الفحص، جاءت النتيجة صادمة، حيث أخبرتهم الطبيبة أن علياء حامل.
يتبع...
