رواية جديدة الحب وعمايله لنور إسماعيل - الفصل 10 - الجمعة 5/12/2025
قراءة رواية الحب وعمايله كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية الحب وعمايله
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نور إسماعيل
الفصل العاشر
تم النشر الجمعة
5/12/202
كانت "سمر"، زوجة "حسين"، تُشكِّلُ مصدر إزعاج دائم لـ "إيهاب". لم يكن ضيقه منها وليد اللحظة أو نتاج خلاف عابر، بل كان نفورًا أصيلاً متأصلاً في جوهر شخصيته الهادئة والمنضبطة. كان يرى في سمر تجسيدًا لكل ما يكره: الصوت العالي غير المبرر، الضحكة الرنانة المُصطنعة، والحركة المفرطة التي تُفسد سكينة الأجواء. وبالنسبة لـ إيهاب، الذي كان متزوجاً من "آية" الهادئة والرزينة، كانت سمر كالنوتة النشاز التي تفسد سيمفونية حياته الهادئة.
كانت سهراتهم الاجتماعية في منزل حسين بمثابة عذاب أسبوعي يتجرّعه إيهاب على مضض. كان يحضر احتراماً لصداقته العميقة والمُخلصة بحسين، ولكن عيناه كانتا تراقبان سمر بتحفّظ يصل إلى حدّ الاشمئزاز. كان يُلاحظ سمر وهي تستغل أي فرصة جسدية أو حركية للتقرُّب منه بطريقة مُلفِتة ومُتعدّية للحدود. كانت تحرص على الجلوس بجواره في كل مجلس، وتمدّ يدها لتُشير إلى شيء قريب منه، أو تتحدث إليه بصوت خافت وكأنها تُفرد له اهتماماً خاصاً لا يستحقه أحد سواه. كان إيهاب يرى هذه المحاولات على حقيقتها: تَلَزُّقاً مُتعمّداً لا ينبع من براءة أو عفوية.
كانت تصرّفات سمر المُبالغ فيها تُصعّب على إيهاب مهمة التظاهر بالاستمتاع بالوقت. ففي كل مرة كان يطرح فيها إيهاب فكرة أو يُعبِّر عن رأي، كانت سمر تندفع لتأييده بلهجة مُنمّقة، مُطيلة النظر في عينيه، مُحاولة استقطاب انتباهه بشكل حصري. كان هذا السلوك يثير في نفس إيهاب شعوراً بالغثيان، ليس لكونها زوجة صديقه فحسب، بل لأنها كانت تستخدم هذا القرب المُتعمَّد كوسيلة إزعاج واضحة، وكأنها تتلذذ برؤية انكماشه وانسحابه.
كانت آية، زوجته، تُدرك بحدسها الأنثوي ضيق إيهاب، ولكنها كانت تُرجع الأمر في البداية إلى اختلاف الطباع. أما إيهاب، فكان يشعر بالإهانة المُزدوجة؛ الإهانة من تطفّل سمر، والإهانة من اضطراره للتصرّف بطريقة مُتكلّفة للحفاظ على المظهر أمام حسين، صديقه الذي لم يكن ليخطر بباله أن زوجته قد تتصرّف بهذا القدر من الوقاحة. كانت مودة حسين وعشقه لسمر تمنعه من رؤية حقيقتها أو تفسير تصرفاتها بتلك الطريقة المنفرة. كان حسين يرى في إيهاب صديقاً مثالياً، وفي سمر زوجة مُنفتحة ومُحبة للحياة، ولم يكن يربط بين الاثنين سوى رابط الصداقة والزواج.
بدأ إيهاب يُمارس فنّ الانسحاب التكتيكي. كان يختلق أسباباً مُقنعة ليغادر الغرفة متى اقتربت سمر، أو يُطيل المكالمات الهاتفية المُفترضة متى جلسَت قُربه. كان يُفضِّلُ الانعزال في حديقة حسين الباردة، على أن يظل تحت وطأة نظرات سمر الثقيلة ومحاولاتها المُتكرّرة للمس. كان هذا النفور ليس مجرد رفض شخصي، بل كان رفضاً أخلاقياً للتجاوزات التي كانت تلوح في أفق تصرُّفاتها.
لقد وصل الأمر بإيهاب إلى مرحلة بات يكره فيها فكرة زيارة منزل حسين، على الرغم من حُبّه لصديقه. كان يُقنع نفسه أن الابتعاد هو الحل الوحيد للحفاظ على سلامة زواجه من آية، ونقاء صداقته مع حسين. فكلما ازداد تَلَزُّق سمر، كلما ازداد نفوره ورغبته في إبعادها عنه بالقوة. لقد كان شعوره بالتقزز منها ثابتاً لا يتزعزع، جداراً عازلاً منيعاً في وجه أي محاولة للتقرُّب. لم يكن في قلبه مكان لشرارة مُختلفة تجاهها؛ بل كانت سمر، في وجدانه، مُجرّد ضيف ثقيل مُتعمِّد لإثارة الضيق، لا أكثر ولا أقل. كان إيهاب يُصمِّمُ على إبقاء هذا الشعور مُستداماً كأداة دفاع ضده وضد أي خطر قد يهدد استقرار حياته الهادئة.
_انتِ غبية يابنتى ! مريضة؟!،بلاش عناد قصادى انا فزعلى وحش وخط احمر
قطعت سمر ايهاب اثر تحدثه عبر الهاتف بحسم كأنها حقا تعرفه عن ظهر قلب
_عارفه ،وعارفه جدا وعشان كدا بقولك والله مش عايزة اى حاجه غيرك
_وحسين ! انتِ مش شيفاه ؟ شبح هو ،بلاش حسين ومراتى الل بعتبرها النور الل بشوف بيه
غرست سمر القلم بحدة فالورق الذى امامها من شدة غضبها واردفت
_حسين مين الل احطه فدماغى ، حسين المعفن الل بيفرح بال ٢جنية الفكه!
حسين الل معيشنى ف قحط وفقر وحتى لما بحكى عنك قدامه ولا بيتهز ولا كأنى اهمه
حسين ايه الل بتتكلم عنه ؟
ابتسم ايهاب بسخرية واردف لها
_ياستى انتى جوزك بالنسبة لك راجل هوزوء ، انا مراتى فوق دماغها وبحب احافظ عليها ،فياريت نختصر
انتِ عاوزة ايه وانطقى قولى الفيديو منين قبل م صبرى ينفذ وحسين عاوز منك ايه ؟
رمشت سمر بعينها عدة مرات ، ارادت ان تفكر ب اى شئ ينقذها قبل نفاذ صبره بالفعل ،فارادت الالتواء فى مجريات الحديث كى تلهيه
_طب وانت مش خايف فعلا من الفيديو الل معايا ؟ فيديو بيجمعك بمراتك فسريركم
بكل الشقلبظات والحركات والتكات ،مش قلقان انه معايا وكان مرفوع نت !
احتقن وجه ايهاب ولكنه تمالك نفسه وكظم غيظه وتحدث بهدوء
_لا مش قلقان لانك عارفه انك لو استخدمتى الفيديو دا هتلاقينى قاطع راسك قبل م تفكرى
انجزى بقا فيومك
ارتعبت سمر ،تنحنحت وظهر ذلك لإيهاب واضح فعلم ان كارت الارهاب شئ مُجدى جدا مع شخصية كهذه
_طب وليه التهديد ،عمرك شوفت حد بيحب حد يأذيه؟
_مين الل بيحب مين ؟ يخربيت كدا
_انا ياسيدى ،انا يا ايهاب بحبك ...ومن اول مرة شوفتك حبيتك ،ايوة وانا متجوزة صاحبك وكلت وشربت مع مراتك بس حبيتك غصب عنى جت كدا
ولذلك عمرى م هأذيك
زفر ايهاب بضيق من حديثها السخيف ، واردف
_مممم بعيدا عن الهرى دا ، حسين بيساومك ع ايه ؟
_حاضر يا ايهاب هقولك ،بس توعدنى بعدها تفكر فكلامى
وبجد مش هتندم
❈-❈-❈
مضيتُ جُل عمرى بقلب طفلةٍ لم تَخطُ قدميها على الارض مُطلقاً .. أُقدم دون تحسباً لزمن أُصبحُ فيه خاويةً وأشحذُ ثُلث ما أعطيته ببزخ ولا أجدُ سوى سهام شفقة وسُخرية تنهشُ عافيتى .. بُحت أحشائى وأنا أصرخُ بأننى أنا من كانت هُنا حينما رحل الجميع .. أين أنتم حينما سُلبت مدخراتى وأصبحتُ مُتسكعةً ف أزقة الحُب أبتغى حناناً دون مَنٍ ولا أذى ؟!
ف هى الاء ..التى حينما احتمت من غدر زمانها احتمت بصدر اكثر الاشخاص جعلها تتحطم من الداخل.
عزة نفس محمد جهاد،كانت اكبر من انتظاره حكم المحكمه ونطق القاضى بالحكم عليهما وعلى قلبه بالتحديد ..لم يسعه الانتظار كعادته الهمجية او حتى محاولات المحكمة بالتصالح والقى هو عليها اليمين الاخير !
كانت جالسة الاء بغرفتها ممسكة بورقة قسيمه طلاقها الرسمية ،تنظر الى توقيعه عليها وابلاغها غيباً
تنظر الى التاريخ المدون عليها ...مر شريط عليها طويل وحافل ملئ بالاحداث بينهما ...مهما حدث واى ان كان الحادث ، فهو محمد جهاد حبيب عمرها وحبيبها الاوحد الذى دخل قلبها وحيااتها دون استئذان .
"استنى ..انا مش بعاكس ،انا وعهد الله عاوز اتجوزك"
كانت اول كلماته لها ، اول من لامس قلبها منه ..عاهدها امام الله وطلبها من والدها فى النور ..اصبح حبهما يرى شمس النهار وامام الجميع ،اغدقها حبا وحنانا حتى انساها نفسها.
وضعت الاء القسيمة ،وتوكأت بعكازها حتى وصلت الى خزانتها لتفتح بابها وتخرج _شنطة بلاستيكية_بها صور كثيرة فوتوغرافيه تجمعهما فى كل لحظة بينهما ، حتى فى هذه اللحظات بعد رجوعهما بعد الانفصال ..فقد حرص جهاد على ان يلتقطا سويا الكثير من الصور وطباعتها وكأنه كان يشعر ب ان وقت الفراق سيأتى حتما.
"ايه يا الاء، راضيكى عذابي ...راضيكى تعبي الل بشوفه فبعدك دا؟"
تذكرت الاء كلماته هذه حينما كان يرتجيها ان يعودا بعد فراق دام لسنوات ، تنهدت الاء ب اسى وتمتمت بسريرتها
_اظن دلوقت خلاص لافي عذاب ولافى وجع يا محمد ، جيم اوفر ! بس خد بالك من الل جاى بقا
لان حقى مش هسيبه.
❈-❈-❈
كانت روفيدة تقف أمام النافذة، لا ترى انعكاس وجهها الشاحب على زجاجها البارد، بل ترى انعكاس قراراتها الأخيرة على صفحات حياتها. الليل كان عميقاً، سواده يبتلع الأضواء الخافتة للمدينة، ويشبه تماماً ذلك الفراغ المظلم الذي استقر في صدرها. لم يكن فراغ ندم، بل فراغ إنجاز مشوّه، انتصار مرير بُني على أنقاض سعادة آخرين. لقد انتهى الأمر. اللعبة التي بدأتها بخيط من الكذب ونسجتها بشباك من التدبير البارد، وصلت إلى نهايتها المرجوة. زواج يامن وحور لم يعد سوى ذكرى مؤلمة، قصة كُتبت بالماء ثم مُسحت بعاصفة مصطنعة هي صانعتها.
تنهدت بعمق، وحركة الهواء في رئتيها كأنها تجديد للعهد مع ذاتها القديمة، ذات المراهقة التي لم تتجاوز حبها الأول. حب يامن لم يكن يوماً مجرد عاطفة، بل كان هوية، جزءاً أصيلاً من خريطة روحها. لم تستطع رؤيته ملكاً لامرأة أخرى، خاصة تلك التي دخلت حياته ببساطة وثقة، تلك التي لم تخض حروباً لتصل إليه. بالنسبة لروفيدة، كان زواج يامن وحور اعتداءً صريحاً على زمنها وحقها التاريخي في قلبه. لذا، كان تدميره ليس شراً، بل استعادة لملكية مسلوبة، أو هكذا أقنعت نفسها.
مدّت يدها لتلمس المذكرة القديمة الموضوعة على حافة النافذة. غلافها الجلدي البالي يحمل رائحة الماضي، وأوراقه صفراء، مليئة بخط يدها الطفولي الذي يمجد يامن. كان هذا دافعها ومبررها ومحكمتها العليا. كانت كل خطوة اتخذتها مؤخراً، من رسائل البريد المجهولة المليئة بالشكوك، إلى زرع بذور الريبة بين الزوجين، وصولاً إلى فبركة لقاءات مُصادفة مُحرجة أمام يامن، جميعها نابعة من تلك الصفحات المكتوبة بحبر العشق القديم. كانت تتصرف كشخص يحاول إحياء ميت، لا يهمه الطرق ما دام الهدف هو عودة الروح.
في الداخل، شعرت ببرودة غريبة. لم يكن هناك احتفال بالنصر، ولا طعم للشماتة. كان هناك فقط إحساس بالخسارة المضاعفة. خسارة حريتها الداخلية، وخسارة النقاء الذي طالما اعتزت به. لقد تحولت إلى شخصية ثانوية في قصة حبها، تلك الشخصية المظلمة التي تحرك الخيوط من الظل. كانت ترى في ذهنها مشهد يامن وحور وهما يتبادلان الكلمات الأخيرة، والدموع التي سالت على وجه حور. تلك الدموع لم تحرك فيها الندم، بل أكدت لها أن ضربتها أصابت الهدف. كان الثمن باجظاً، ولكن هل يامن الآن أقرب إليها؟
ابتعدت عن النافذة وخطت نحو غرفة المعيشة، حيث كانت الأضواء خافتة. انبعث من جهاز التسجيل صوت موسيقى كلاسيكية هادئة، قطعة من زمن بعيد كانت تسمعها هي ويامن معاً في ليالي الدراسة الجامعية. أغمضت عينيها محاولة أن تستحضر يامن القديم، يامن الذي كان يشاركها الأسرار والأحلام. لكن الصورة كانت مشوشة، يامن القديم تداخل مع يامن الزوج، ويامن الضحية. أدركت أن ما فعلته لم يعده إليها، بل خلق نسخة جديدة من يامن، نسخة ستكون مليئة بالجراح والشكوك، وربما، الكراهية.
جلست على الأريكة المخملية، وسادتها لم تمنحها الراحة. جسدها منهك، وعقلها يدور في حلقة مفرغة. كانت الخطة قد انتهت بنجاح، ولكن الفصل التالي لم يكن مكتوباً بعد. كيف ستقترب منه الآن؟ كيف ستظهر كمنقذة بعدما كانت هي الجلاد؟ هل ستستطيع إزالة آثار الدمار الذي خلفته لتبني عشها المنشود؟ كانت تعرف أن المهمة لم تنتهِ، بل بدأت للتو، وبدايتها تتطلب قناعاً جديداً من التعاطف والتفهم المصطنع. هذا التفكير البارد، وهذا التخطيط اللئيم، هو ما أخافها للحظة. لقد فقدت نفسها في سبيل استعادة شخص آخر.
رفعت رأسها ونظرت إلى سقف الغرفة وكأنها تتلقى أمراً من الأعلى. كان عليها أن تُمضي الليلة، وأن تستيقظ في الصباح بشخصية مختلفة، شخصية الصديقة الوفية التي تقف بجانب يامن في محنته. عليها أن تمسح عن وجهها آثار الليالي الطوال والتفكير المضني، وأن ترتدي ثوب البراءة. كانت الحرب قد انتهت، وبدأت المناورة. المناورة الأكثر دهاءً وخطورة. لأن يامن كان حراً الآن، ولكنه لم يعد ملكها بعد. كانت تشعر بثقل العالم على كتفيها، ثقل الاختيار السيئ الذي لا مفر منه. النهاية السعيدة لم تكتب بعد، وربما لن تُكتب أبداً.
هو من كان يحاول كثيرا ان يعيش ف عالمه الخاص عالمه الهادئ البعيد عن عالم اخر ملئ بالشر والحقدولكنهم كرهو له هذا العالم وحطموه..ف يامن لم يتوقع ابدأ ماحدث له ولزوجته كان فعل مدبر من خطيبته الاولى روفيدة!
_انتِ الل عملتى فيّا انا ومراتى كدا ؟ انا هطلبلك البوليس حالا
امسكت روفيدة يده قبل ان يتصل بالشرطه ليخبرهم عنها وقالت بتوسل مزعوم
_يامن ارجوك متأذنيش
_وانتِ باللى عملتيه مش أذتينى انا ومراتى ، واذيتينى ف شغلى وشغلها ، انتِ كنتِ عايزة ايه !
انا مستحيل اغضب ربنا وارضى ب أنى اتكلم معاكِ وانا راجل متجوز وبحب مراتى وانتِ ست متجوزة
انتِ ازاى كدا ، شيطان فى صورة بنى آدم ! كنتِ فاكرة انه يوم راحتى انا وشغلها هى ،خططتى ودبرتى ودفعتى فلوس عشان العيادة تولع وهى تموت ؟
مفكرتيش ف ولادى ؟ مفكرتيش فالناس الموجودة فالعيادة لو حصلهم حاجه ولا راحوا فيها ؟
نظرت روفيدة إليه باستعطاف بالغ ،واضح جدا بأنه ليس من داخلها وانها تجيد التمثيل بحرفة ولكن الفطنه التى منحها الله له جعلته يقرء الاعيبها هذه وان لايفتح فمه ليلتقط طُعمها
_يامن ، انت عارف انى بحبك وان الل حصل زمان كان غصب عنى عشان كدا انا ...
قطع حديثها غاضبا وهو يدون رقم على هاتفه ويقول مردفا
_الو...بوليس النجدة ،عاوز ابلغ عن واحدة حرقت عيادتى عمداً
اتسعت حدقه عين روفيدة ذهولا وما كان باستطاعها التحدث غير ان تردف إليه بشهقه عاليه رافعه حاجبيها كادت ان يغشى عليها وتنطرح ارضاً.
❈-❈-❈
_ماااارس
كان مارسيلينو سائرا ب طرقة الشركة التى يعمل بها ،يدلف الى مكتبه ف اذا به يسمع صوت فيفيان من بعيد يناديه ،ليتصنع الهروب فتلحق به عنوة
_ماااارس ،استنى ...لابسه هيلز هتوقعنى
تأفف مارسيلينو وتوقف وهو يقول
_ايه يافيفيان ، عاوزة ايه ...
_ايه يا مارس انت منفضلى خالص ليه كدا
_عشان انهاردة يوم التنضيف فالبيت وانا بحب انفض الشبابيك ..عن اذنك
تبسم لها ب وجه مفتعل وهو يظهر صفى اسنانه بسهافه لها،ف أمسكت هى ب طرف الجاكيت الذى يرتديه وقالت بانوثه طاغية
_للدرجة دى هى مخوفاك؟!
_مين الل مخوفانى ، انتِ شكلك متعرفيش انى متجوز بلد المخوفاتيه كلها ..شلبي سوليفان بينام فحضنى كل ليلة
_لكن مش بتحبها صح
حدقت فيفيان فى وجهه وهى تقترب بينما تلتمع حمرة شفتيها فى وجهه وحرارة انفاسها تشتعل به اكثر واكثر
احست هى بأنه قد يستجيب لاغوائها فقالت
_بُص كدا ، فيه حاجه دخلت ف عينى
_حاضر هنفخلك فيها
_لالا نسيت دى دخلت ف بوئى
كانت تتلاعب ب اطراف خصلات شعرها ،بينما سمعوا صوت انذار حريق يندلع بالشركة ففر مارسيلينو من امامها سريعا وهو يردف
_يابووومه الشركه بتولع الله يحرقك ،هنموت محروقين يامااا
❈-❈-❈
_امير ،هاتلى البورنوس من عندك
اقبل حسين نحو المرحاض متعجباً وهو يهتف
_امير مين ،انتِ بتنادى على حد غيرى؟
تلعثمت سمر وقامت بمداراة الموضوع بجدارة فقالت
_يابنى قبل م ادخل اخد دوش كنت بسمع اغنية امير البحار ف علّقت ف دماغى مالك !
التوت شفتى حسين وناولها معطف الاستحمام وذهب غيرمبالى ، كان اسمى معلق ب رأسها حتما لاننا نتحدث كثيرا هذه الايام حول الرواية
ربما تعجبنى طريقتها فى توصيل المعلومات إلى ، فقد اصبحت سمر ليست قارئة لدى وحسب
استطاعت حفر مكانا لها دون قصد منى ، ولكن يبدو انه قصد منها ان تدلف هكذا داخل حياتى ليست ك روائى فقط.
لا اعلم ما الخيط الذى بينى وبين قارئاتى ،هناك سر عجيب وخفى حتما ...جلست الى اوراقى اعيد صيغه ترتيب المشهد بين سمر وايهاب بعدما نظرت جانبي على هذة القطعة الحريرية التى تركتها سمر آخر مرة يبدو وانها قد سقطت من بالها ، سقطت ف وقعت فى جعبتى انا لتذكرنى بهذة الليلة الساخنه !
❈-❈-❈
أي جنون هذا الذي يجعلني أهتم لأمرك... وأنا لا أعني لك شيئا..!
وقفت امامه تلهث وكأنها قادمة من طريق طويل سيرا على قدميها ،صدرها يعلو ويهبط من شدة تعصبها واحساسها المضطرب والمتخبط ..بينما هو كان ينظر لها بثقته المعتادة يريدها ان تهدأ عن صراعها هذا وما نتج عنه ..
_يعنى انت بترفض اى وجود ليا فحياتك ،مش كدا؟!
اومأ ايهاب برأسه غير مستفهم ،ماذا عساه ان يفعل اكثر من ذلك ليوضح لها ماهيتها وكونها فى حياته
_يابنتى متضطرنيش اعمل اسلوب انا مش حابه معاكِ، انا لحد الآن عامل حساب لكل الحجات اللى شرحتهالك مليون مرة قبل كدا ،وعامل حساب ان فيه ظروف نفسيه دفعتك لانك ت....
صرخت سمر فى وجهه مقاطعه إياه بعفويه وصوت يشبه الصراخ
_انا بحبك !!مش ظروف نفسيه ..مستحيل اعرف واسمع كل اللى عرفته وسمعته عنك دا ومحبكش!!
لا يا ايهاب انا مش حبيت انا اتكفيت على وشى كدا كأنك مطب مكنتش عامله حسابه
كأنك ذنب مش عارفه انساه وبستحلى عذابه
انا مش مجنونة ولا واحدة مضغوطه وحبتك ،،،انا واحدة فهمت وعرفت ادق تفاصيلك من بعيد لبعيد وحبتك من غير م تعوز ولا تطلب حاجه منك غير بس انك تفضل فحياتها
صوته اخذ فالعلو وقد بادت عليه علامات الغضب خاصه انها ترى الان احمرار وجهه ونفور عروقه ب رقبته
_انا بحب مراتى افهمى !! بحبها واوى ومعرفش احب غيرها وقلبي اتقفل عليها
انتى عارفه تستوعبي دا ...هى بس لو حست ب الهبل بتاعك دا انتى عارفه عواقب دا ايه
نظرت له سمر بشرار فى عيناها
_متخيل انى ممكن اسيب حقى فيك ليها ،هى خدت منك اكتر بكتير من اللى تحلم بيه ،وانا ليا حق وهاخده ي ايهاب
_مالكيش اى حق فيا يا سمر ولاخر مرة بقولك ابعدى عنى ،،فيه رد فعل تانى منى مش هتحبيه
اقتربت منه انفاسها تشعل احاسيسه ك رجل على اية حال ، كنت اود انا ك أمير راوى هذة القصة ان اكتب عنها هذا الجزء ك ضمير مستتر اسمه هى !
ولكن مطلوب منى المصداقيه كى تكتمل الصورة حتى وان كنت اود تزييف الحقيقه بقدر استطاعى .
نظرت له بعينيها كأنها تريده ان يقع فى بئر نظراتها العميقه التى لانهاية لها ، تحدثت بخفوت وانوثه طاغيه لايبدو ابدا على فتاه مثلها وفى ضعفها الذى يبدو عليها طيلة الوقت
_انا سمعت عن آذاك وعن قلبتك ومش خايفه منك ،عشان دا
ضغطت بباطن يدها على قلبه تحدثه بكل مافيها مخاطبه قلبه وعقله وعيناه فى نفس الوقت ،واردفت ب ثقه
_دا يستحيل ميكونش حاسس بيا ،ولو حس..مش ممكن يأذينى
ولو اذى؟ على قلبي احلى من العسل عشان اذى الحبيب زى اكل الزبيب !!
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نور إسماعيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية
