-->

رواية جديدة الحب وعمايله لنور إسماعيل - الفصل 12 - الإثنين 8/12/2025

 

قراءة رواية الحب وعمايله  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية الحب وعمايله 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 

 

الفصل الثاني عشر 

تم النشر الإثنين 

8/12/202



لم يكن الفجر قد اكتمل بعد، لكن المدينة كانت تستيقظ كمن أُجبر على فتح عينيه قبل أن يكتمل الحلم. تمددت شوارعها كأطراف متعبة خرجت من ليلٍ ثقيل، بينما سكنت فوق الأسطح طبقة رقيقة من الهدوء الذي يسبق الانفجار. كان اليوم مختلفًا منذ لحظته الأولى، وكأن الزمن نفسه قرّر أن يُعلن هدنة مؤقتة قبل أن يلقي بوجهه الحقيقي في منتصف النهار.

لم يشعر أحد من أبطال الحكاية بأن شيئًا خفيًّا ينساب في الهواء، شيئًا يشبه رائحة تغيّر مفاجئ في الطقس، أو إشعارًا غير مرئي بأن القدر يتهيأ لكتابة فصل جديد… فصل جامد، مكثّف، متشابك، يحمل بداخله خمس ثنائيات تسير فوق خيط واحد، كلٌ منهم يقوده إلى مكان يجهله تمامًا.


في تلك اللحظة المبكرة، لم تكن آية تعرف أن قلبها سيُختبر من جديد، ولا كان إيهاب يدرك أن رحلته القديمة التي ظنّها انتهت ستعود بوجهٍ آخر. كانت حياتهما مستقرة على نحوٍ خادع، كلوح خشب يطفو فوق بحرٍ هادئ بينما تحته تتصارع تيارات لا تُرى. استيقظت آية على شعورٍ لم تستطع تحديده؛ خليط من الطمأنينة والقلق، كأن الروح تُعلن ميلاد يوم غير عادي دون أن تفصح عن أسبابه. أما إيهاب فبقي في الجانب الآخر من المدينة، يتأمل سقف غرفته وكأنّه يقرأ عليه سطورًا مكتوبة قبله، سطورًا لا تتغيّر مهما حاول الهرب منها.


لم يكن يعلم أن آية أيضًا تنظر إليه دون أن تراه، وأن كلاً منهما يسير في طريق يبدو منفصلًا لكنه في الحقيقة خيط واحد يشدّهما إلى نقطة التقاء قادمة، نقطة لن يشهدها أحد دون أن يُسجّل في داخله ندبة ما.

في الطرف الآخر، كانت سمر تفتح نافذتها وكأنها تبحث عن شيء يخصها ضاع منها منذ زمن. لم تكن تعلم بالضبط إن كان ضياعًا أم اختيارًا، لكنها، كما كل امرأة تُجيد إخفاء ما يشتعل تحت جلدها، بدت ثابتة من الخارج بينما تتزاحم في قلبها رغبات مُحكمة الإغلاق. ربما كانت تبحث عن صوتٍ أو ابتسامة أو وجه حملته الأيام بعيدًا، لكنها في تلك الدقيقة لم تكن سوى قلبٍ مشتت، يحاول الظهور بمظهرٍ لا يعترف بضعفه.

أما حسين فكان يسير بعادةٍ قديمة، يفتش في جيوبه عن شيء يطمئنه، وكأن العالم يحتاج دائمًا إلى شاهد يثبت أن كل شيء ما زال في مكانه. كان الرجل الذي يُخفي ضجره تحت طبقات من الانشغال، لا يهدأ إلا إذا أشغل نفسه، ولا يطمئن إلا إذا أوهم الجميع بأنه لا يهتز. ومع ذلك، كان داخله كتيار ماء قوي ينساب في صمت، لا يراه أحد لكنه يُغير شكل الصخور بمرور الوقت. بينه وبين سمر مسافة لا تُقاس بالأمتار، بل بالأسئلة المؤجلة والقرارات التي لم يتجرأ أيّ منهما على اتخاذها.

لم تكن آلاء أفضل حالًا. كانت تفتح دفترها القديم، تصفّح أوراقه كما لو أنها تبحث فيه عن نفسها الأولى. تلك التي تركتها يومًا على عتبة حلم ونسيت أن تعود لأخذها. كانت آلاء من النوع الذي يبتسم كثيرًا، لكن ابتساماته تشبه ستائر رقيقة تُخفي وراءها بيتًا مهجورًا.

كان محمد جهاد يسير في الجهة المقابلة، رجلًا لا يؤمن كثيرًا بالكلمات، لكنه يحمل في صدره عالمًا كاملًا لا يعرف التعبير عنه. لم يكن متفقًا مع نفسه معظم الوقت، فكيف له أن يتفق مع آلاء التي تقرأ الناس دون جهد؟ كان يهرب من نظراتها لأنها تُشعره أنه مكشوف، وأنه رغم قسوته الظاهرة ليس إلا قلبًا حيًّا يبحث عن يد تُهدّئ ارتجافه.

وفي زاوية أخرى من المدينة، كان أمير طلعت يكتب. أو يحاول أن يكتب. إنه الكاتب الذي تُطارده دهاليز عقله أكثر مما تُطارده الحياة نفسها. كان مكتبه غارقًا في أوراقٍ مبعثرة، جُمل غير مكتملة، أفكار تنقطع قبل أن تُولد، كأن الكلمات تتآمر عليه في اللحظة التي يقرر أن يقدم شيئًا يستحق أن يُقرأ.

كان يشعر بأن مشروعه الجديد، هذا الفصل تحديدًا، ليس كمثله فصل. وكأن عليه أن ينتزع روحه ليكتبه. يعرف أن شيئًا كبيرًا يتكوّن حوله، وأن الخمس ثنائيات التي تحاصر عالمه ليست مجرد شخصيات، بل فصولًا نصف مكتوبة تنتظر منه أن يكملها.

العجيب أن أمير لم يكن يعلم أن القدر نفسه يكتبه كما يكتب هو الآخرين. وأنه ليس المؤلف الوحيد في هذه الحكاية.

بينما كان ذلك يحدث، كان مارسيلينو يركض على الشاطئ القريب. خطواته خفيفة كمن يحاول اللحاق بحلم سبقَه. رجل يحمل ضحكة تُخفّف حدة الأيام، وقلقًا صغيرًا يُخفيه بحرفيّته المعتادة. يعرف كيف يختار لحظاته بدقة، وكيف يسرق الفرح من قلب يومٍ ثقيل ليحفظه في جيبه.

لم تكن لينزي بعيدة عنه، تقف على الرمال وتراقبه كما لو أنها ترى فيه قطعة ناقصة من الصورة التي تحاول بناءها منذ سنين. كانت امرأة تتظاهر بأنها تسيطر على كل شيء، رغم أنها تعلم تمام العلم أن الحياة ليست صندوقًا مفتوحًا يمكنك ترتيب محتواه كما تشاء. ومع ذلك، كانت تنظر إلى مارسيلينو بمنطقٍ لا يشبه منطقها، كأنها تدرك أن ذلك الرجل يملك شيئًا لا يمكن شرحه، شيئًا يُشبه بابًا مفتوحًا على صدفة قد تغيّر اتجاه العمر كله.

وفي ذلك الصباح الهادئ، لم تكن أي من الثنائيات تعرف أن خطوطها الست ستتجمع، وأن العالم الذي بدا لكل واحد منهم منفصلًا سيصبح لوحة واحدة، تُحرّكها يد خفية كأنها كتبت منذ زمن بعيد.

بدأ الفصل لحظة اختلطت فيها الطرق، لحظة تشبه فُوَّهة نفق ينادي الجميع دون أن ينطق. كانت الأزقة تتسع، والهواء يصبح أثقل، وكأن المدينة نفسها تستعد لحدثٍ لم يسمع عنه أحد بعد.

إيهاب كان يحمل في داخله ثقلًا لم يُفصح عنه، ثقلًا يجعله دائم الحذر، يُفكّر أكثر مما ينبغي، ويتراجع خطوة قبل أن يتقدم اثنتين. آية كانت تنظر للعالم بعينين يلمع فيهما الحنين، وكأن قلبها يتذكر أشياء لا تملك شجاعة قولها.

سمر كانت تتأرجح بين حقيقة تعرفها جيدًا وبين شعور خفي يُشبه الولع المكتوم. حسين كان يراقبها دون أن يعترف لنفسه بأن بينهما فجوة تكبر بصمت.

آلاء كانت تبحث عن ذاتها القديمة، بينما محمد جهاد يحاول الإمساك بلحظة صدق واحدة تعفيه من كل ما لم يقله طوال حياته.

أمير طلعت كان يحاول فكّ تعقيداته، يكتب العالم كما لو أنه يكتب سطرًا على جبينه. مارسيلينو ولينزي كانا أشبه برقصة خفيفة فوق موج غير مستقر، خيطان متقاطعان في رقصة لا يدركان نهايتها.

كانت المدينة تتغيّر.

كان اليوم يستعد لإلقاء ظلاله الطويلة على قلوبهم.

كان الفصل الجديد ينتظرهم خلف الباب الأول من النهار.

لم يكن أحد منهم يعلم أن ما يربطهم ليس مجرد مصادفات بشرية، بل خيط واحد يشده القدر من طرفه، ويترك لهم أن يتوهوا في البداية حتى يكتشفوا الطريق بأنفسهم.

كان كل واحد منهم يسير في خطٍ منفصل، لكن الخطوط المستقيمة لا تبقى مستقيمة إلى الأبد؛ بعضها ينعطف، بعضها ينكسر، وبعضها يلتقي فجأة عند نقطة لا يمكن التراجع عنها.

وفي ذلك اليوم بالذات، بدا وكأن السماء تحبس أنفاسها.

الهواء ثابت، والضوء رمادي، والمدينة تتحرك ببطء كأنها تخشى أن توقظ شيئًا نائمًا.

كان الفصل ينتظر…

والحكاية تبدأ.

كان إيهاب يتقدم نحو يومه كمن يمشي فوق أرض قابلة للاشتعال. يشعر أن شيئًا داخله يستيقظ، شيئًا لم يلمسه منذ سنوات. آية كانت تشعر بارتباكٍ ناعم يجعل خطواتها مرتبكة قليلًا، وكأن قلبها يسبقها إلى مكانٍ لا تعرفه.

سمر كانت تُغلق باب غرفتها خلفها بإحساس ثقيل، كأنها تخشى من شيء لا تملك اسمًا له. حسين يلتقط أنفاسه ببطء، كأن جسده يعرف شيئًا لا يعرفه عقله.

آلاء تُغلق دفترها على وعدٍ قديم. محمد جهاد يعقد يديه خلف ظهره، كمن يستعد لسؤال لم يُطرح بعد.

أمير طلعت يحدق في الصفحة البيضاء التي تتحداه.

مارسيلينو يضحك وهو يلتقط حفنة رمل، ولينزي تراقبه بعينين تعرفان أكثر مما تقولان.

كانت الخيوط تتحرك دون أن يشعروا.

كانت الأرواح تتجاذب كما لو أن بينها عهدًا قديمًا.

كانت المدينة تفتح ذراعيها لاستقبال شيء سيغيّر كل شيء…

شيء لا يشبه الأيام العادية، ولا يمكن تجاوزه دون أن يترك علامة.

ذلك اليوم لم يكن مجرد بداية فصل…

بل بداية اختلاط خمس عوالم في عالم واحد، وبداية حكاية لا تقبل أن تُروى بسطحية، لأنها مكتوبة بنبض قلوب تتقاطع، وتنتظر جميعها اللحظة نفسها…

لحظة الانفجار الأول.

وهكذا…

بدأ الفصل الجامد.

بدأت الحكاية التي ستجمع إيهاب وآية، سمر وحسين، آلاء ومحمد جهاد، أمير طلعت، مارسيلينو ولينزي…

في مسار واحد لا عودة منه، ولا خلاص إلا بعبوره حتى النهاية.

_يابنتى كفاية جنان بقا ،تعبتينى معاكِ

رفعت الاء عينيها الى والدتها ببطء وقالت بصوت هادئ

_وهو انا عملت ايه يا ماما ؟

_سيبتى بيتك من غير م تسمعى جوزك وسكتت ، رفعتى قضية ومخدتيش رأى حد وقولت ماشى بترد كرامتها..جه ديك البرابر طلقك كدا من الباب للطاق عشان كرامته وتسرعه كالعادة

وانك متستنيش العدة تخلص يدوب فاضل فيها 15يوم وتدى وعد لابن عمتك انك هتكتبوا الكتاب بعد م تخلص العدة على طول ..لاااا انا كدا مش عارفه احكمك

هو اكمن عجزت يابت خلاص !

اقتربت الاء من والدتها وربتت على كتفيها تهدأ من روعها وقالت

_ماما يا حبيبتي،انا معملتش حاجه غلط فكل الل حكتيه دا ، اخدت قرار ومقتنعه جدا

فيه ايه بقا ،محمد جهاد بالنسبة لى صفحه واتقفلت

_ف انتى بقا نسيتيه فالكام شهر دول وهتعرفى تتجوزى غيره ،دا انتِ زمان معملتيهاش

اشاحت الاء بوجهها بعيدا وهى تردف لوالدتها

_ايوة ياماما ، هدى فرصة لحد تانى يعرف قيمتى عن محمد ..زمان كنت معمية بيه وفضلت معميه

لحد م فوقت ، فوقت ان مش كنت غالية عنده لدرجه ان يمين الطلاق كان فبوقه كل شوية

انى ولا حاجه بالنسبة له لما خاننى واتسرمح والله اعلم فيه غير المرة الل شوفتها دى ولالاء

ماما انا اتجرحت ...والجرح يترد عليه بجرح زيه بالظبط

حدقت والدتها بعيناها واردفت

_يعنى ابن عمتك مش فدماغك اصلا ، وانتِ بتغيظى محمد؟

همت الاء بالرد واذ بجرس الباب يدق ، ذهبت والدة الاء نحو الباب وفتحت لتجده محمد جهاد قادم يلهث يلتقط انفاسه بصعوبة ويقول

_الاء...الفيديو متفرك ،دا مش انا ،انا عرفت الحقيقة والله م انا

قطعت الاء كلمات محمد بقولها المندفع

_انا اتخطبت ي محمد!

❈-❈-❈

_كنتِ فين ؟

نظرت سمر له بازدراء ، ودلفت الى غرفتها صامته فتبعها حسين زوجها

_انا مش بسألك ، ردى كنتِ فين

_طلعت من الشغل ،اتمشيت شوية مع زميلتى ونفسي جت اشرب حمص الشام شربنا وجيت

خير فيه حاجه

حدق بها حسين ومن بعدها تحدث بنبرة صوت عالية نسبياً

_اسمعِ ،بعد كدا تقوليلى رايحه فين وجاية منين وكنتِ فين ومتعمليش حاجه من غير اذن سامعة؟!

ابتسمت سمر بسخرية له ، وادارت ظهرها تبحث عن ثيابها كى تبدلها

_ياسلااام بس كدا ،عنيا يا سحس بومب هو انا اطول لما الاقى جوزى بيهتم بيا كدا

زفر حسين زفرة بسيطه غير مصدق رد فعلها ،فتركها وانصرف وهو يقول بصوت عالِ يُسمعها

_على فكرة ، مفيش فلوس اشترى طلبات عشان تعملى اكل

ف اتصرفى بقا ، فيه جبنه وعيش وانا اتغديت خلاص

هرولت سمر ناحيته غاضبه وهى تهتف بصوت عالِ

_يعنى انت راجل بس ف رايحه فين جاية منين،لكن الرجولة عندك مش موجودة فالصرف عالبيت والمسؤليات وهاتى ياسمر واصرفى ياسمر

جذبها حسين من معصمها بقوة ليهتف فى وجهها

_بقولك ايه ، انا لازم اعرف تحركاتك ودا من حقى ثم انتِ بتشتغلى زيي زيك بالظبط والبيت دا لازم يقوم بينا احنا الاتنين

_اسمع مفيش حاجه اسمها كدا ،انت الل بخيل ونتن وجلدة وحاجه صعبه ..ملايين الستات بتشتغل ومش مطلوب منها تساعد جوزها

وبعدين تعالا هنا ..ايه الصحوة والنخوة والرجولة الل نزلت عليك دى ،من امتى يعنى ؟

لم تشعر سمر بأى شئ سوى باطراف كف حسين تطرق وجهها بقوة ،لاول مرة يفعل هذا بها

لاول مرة تظهر هذه الناحية فى شخصية حسين

اتسعت حدقه عيناها له ، ومن ثم لكمته عدة لكمات فى صدره فقام هو بضربها أيضاً وجذبها من شعرها يسحلها أرضاً .

كانت معركة بينهما لافصل فيها ولاجدل ، حتى رن هاتفها عدة مرات فنهضت سمر والقت ب حسين بعيداً عنها ونظرت الى هاتفها لتجدة ايهاب !

❈-❈-❈

على الناحية الاخرى كان ينفث ايهاب غضباً ، ويلقى بهاتفه بعيد ف سألته آية زوجته

_ايه يا ايهاب؟

_رنبت كتير وفالاخر بنت اللذينا دى قفلت تليفونها خالص

شردت آية ،فلاحظها ايهاب ..قام بمحاولة تهدئتها

_حبيبتى ، انهاردة بإذن الله هتأكد من الكلبة دى ان كانت وصال الل ورا الفيديو ولالاء وساعتها والله لاجبلك حقك ومش هرحمها

عانقته آية تستمد منه الأمان ، تستمد منه القوة اكثر ..تحاول تهدئة نفسها من الاحساس المروع الذى داخلها

تخشى ان هناك من رآها فى وضعها هذا غير هذه الحقيرة !

ولكنها تتمسك ب أمل ويقين بالله ...ومن كان مع الله لايُضام

❈-❈-❈

_طب تعالا اقولك نكته تانيه ، ف مرة واحد اتصل بواحدة كان بيحبها وسابو بعض

قالها وحشتينى بعد ٥سنين فراق يالا نرجع لبعض ..راحت ادت الموبايل لابنها وقالتله تف على عمو يا حبيبي!

نظر كاراس لأبيه كأنه غير مستوعب مايقال ،ف حك مارسيلينو ب رأسه يفكر حتى دلفت لينزى حاملة بيدها بعض الشطائر واكواب العصير لطفلها وزوجها وهى تردف

_ايه العبط الل بتقوله لابنك دا يالينو

امتعض مارسيلينو وبدا هذا على قسمات وجهه فقال

_ابقى اكتبيلى كتالوج يا ام محسن العب مع ابنى ازاى

التوت شفتى لينزى حنقاً وقالت فى تعجب

_ام محسن ايه يابوسريع ،الحق عليا عاوزة تلعب بشكل متحضر مع ابنك

_شكل متحضر ايه !هو انا هبنيله الهرم ،انتِ كل حاجه انا بعملها مش عاجباكِ كدا

احست لينزى انها دائما توجه اللوم والتوبيخ له ،ف حاولت من تهدئة تصرفاتها معه اكثر فقالت بحنو

_معلش يا لينووو ،م انت الل مستفز ولما بتستفزنى بضطر استفزك

_دا فيلم تيمور وشفيقه دا ؟

رفعت لينزى حاجبا وكشفت عن انيابها وقالت

_ايوة انت عايز ايه دلوقت ؟

امسك مارسيلينو باحد الشطائر ليتناولها ف اخذتها منه

_بلاش دا ، انت عندك السكر ودا سندوتش نوتيلا بالزبدة

تركها مارسيلينو بعدما ناولت لينزى الشطيرة إياها لطفلها كاراس ،وامسك الاخرى ف اخذتها منه أيضاً لينزى مردفه

_ودا كمان بلاش ، دا جبنه رومى والضغط يزيد عندك لو اكلتها

التوت شفتى مارسيلنو فتناول الاخيرة ف امسكتها لينزى فقام هو بالرد

_ايه دا كمان سندوتش برص!! وانا من آكلى لحوم البشر ؟

_ايه القرف دا ...لا طبعا دا كُل منه عادى

_ يعنى الحمدلله أكل عادى

فتح مارسيلينو الشطيرة ل يجدها فارغه فنظر نحو زوجته التى اردفت وهى تأكل وتشرب العصير بهدوء

_اه دا سندوتش فاضى ،افضل واصح حاجه ليك عشان كمية البلاوى الزرقا الل فجسمك

تصنع مارسيلينو البكاء وتوجه برأسه الى السماء قائلا بتوسل

_نجينا ياعدرا ...نجينا ،اهئ اهئ اهئ

ليه يا دنيا تحطّى على جرحى كولونيا

❈-❈-❈

ولك كيفما شئت حرية

فأن عدتى فلن اتخلى

وانت تخليتى فلن ابحث !

كنت انظر لها وهى نائمة هكذا ...تغط فى سبات عميق وكأنها ولدت داخل هذا البيت منذ زمن.

دلفت إلى المطبخ واحضرت بعض القهوة فى فنجانى الخاص وجلست الى مكتبي ففتحت عيناها تنظر لى

بعدما ازاحت شعرها عن وجهها وقالت

_صباح الخير يا امير

_صباح النور ياسمر ،استغربت نومك العميق دا فبيتى حسستينى انك مولودة فيه

_ارتياح يابنى ، ارتياح فيه فرق لما تنام على انفاس امير..او تصحى وف وشك حسين!

ضحكت مما قالت وبطريقتها العفوية هذه ،واردفت إليها

_ طب يالا قومى عشان تشربي قهوة معايا

_مبحبش القهوة عالصبح كدا ، فالشغل بطلب سندوتشات وافطر وبعد الضهر بشرب نسكافيه

القهوة دى بقا كل فين وفين

تبسمت لها وارتشفت من قهوتى ، رأيتها تتحرك فى منزلى بطريقة عفوية وعشوائية أيضاً

دلفت هى الى المرحاض بعدما احضرت ثيابها، اغتسلت وخرجت منه الى المطبخ صنعت وجبة الإفطار ،يحق القول لى انها كانت وجبة شهية ..رائحتها الذكية تسللت الى من على بعد.

أتت نحوى بابتسامتها المشرقة ، ووضعت امامى الطعام وبدأت تتناوله بشهية مفتوحه وانا ناظرا لها متعجباً

_يلا مش هتاكل معايا ؟

_كُلى انتِ بالهنا والشفا ، انا مش متعود افطر

_لا اتعود طالما انا قاعدة هنا لحد م اشوف هعمل ايه

تناولت هى قطعة من الخبز ووضعتها فى فمى بعد ان ملأتها _بالمربي_ اكلتها مبتسم لها وبعدها اردفت إليها

_حسين تلاقيه مخضوض عليكِ

ضحكت سمر باستهزاء على ماقولته واردفت

_حسين استريح اصلا ان فيه حد مش هيقاسمه رغيف العيش الل بياكله ع ٣ايام

_يعنى مش هيدور عليكِ ؟

_لاء، عارف ان فيه وقت هرجع فيه ..اهلى وانا ماصدقت امشى اصلا من عندهم وبلدنا مش هرجعلها بعد م عرفت عيشة القاهرة

فهو عارف انى هرجع

_تفتكرى اتصل بحد من اهلك؟

_حسين مش هيتصل بيهم مش هيعمل شوشرة على موضوع تافه هو غلطان فيه ، شكلك لسه متعرفش حسين

عشان ترسمه فروايتك كويس

غمزت ب احدى عينيها فضحكت لشقاوتها هذه ، حتى رن هاتفها فنظرت للمتصل لتجده ايهاب وما ان ردت عليه

_اسمعِ فظرف ساعة تكونِ قصادى ف....... سامعة لا إلا والله مش هيحصلك كويس!

❈-❈-❈

صفعة قوية على وجهها ، افاقتها حينما كان مغشى عليها ...ادركت حينها سمر ان هناك ملعوبا اصتنعه إيهاب

عليها حينما اخبرها ان عليها مقابلته فالحال ومن بعدها اخذها وجعلها تستنشق مخدرا ونقلها الى مكان فى فيلته منعزل تماما لينفرد بها وتعترف بما قامت به وينتهى هذا الكابوس.

_ودينى وما اعبد، لو منطقتيش الفيديو دا وصلّك ازاى هعملك فضيحه وهلبسك مصيبة تقدرى تسأل ِ الحيوان جوزك انا اقدر اعمل ايه ،صبرى عليكِ نفذ خلاص!

حاولت ان تستعيد قواها بعد هذه الصفعه ،وتمالكت انفاسها قليلاً ومن ثم انفرجت شفتيها وقالت

_وصال ...وصال طليقتك

_هى الل ادتهولك مش كدا؟

_مش بالظبط..انا روحتلها وعملت نفسي صحفيه وبعمل حوار معاها ،عملت كدا عشان اعرف عنك معلومات اكتر واعرف مداخلك

ضحك ايهاب بسخرية جعل سمر تتعجب منه

_انتِ رايحه لاكتر واحدة متعرفش عنى اى حاجه تسأليها..اخلصى وبعدين!

_كنت حبيت ابين لها انِ عاوزة افضح اد ايه انت مش جدير بيها وانها تفتح لى قلبها

بعد م روحت من عندها اتبعت لى الفيديو دا على الواتساب من رقم غريب

فحسيت انها وصال ومش عاوزة تعرفنى انها هة عشان اسمها وعشان ميبانش

انها عاوزة تهدك للاخر

دا غير انها فكلامها لما قولتلها قولى الل عندك ومش هنشره،قالتلى عشان تكشف علاقتك بمراتك آية قبل م تعرف انها مراتك

كانت مخليه ناس تراقبكم وتدخل شقتكم القديمة وانتو مش موجودين ،يبقى اكيد حد حطلكم كاميرات عشان تمسك هى سلاح ف ايدها تهددك بيه ،بس واضح انها ملحقتش وانفصلتوا وأية الل كسبت فالاخر

زى ماهى برضو الكسبانه دلوقت بعد م عملت كل محاولاتى ف انى اكسبك ومعرفتش

هنا تذكر ايهاب قول آية حينما خطر ببالها ان من افتعل لهم ذلك هى وصال فقالت له

_وصال زى م عرفت تلبسنى مصيبة من لاشئ، هتعرف جدا وبكل سهولة تصورنا سوا فالوضع دا

هنا اعتدل ايهاب ...وهم بالانصراف فصرخت سمر

_ايه دا !! انت هتسيبنى وتمشى،مش هتفكنى ؟ ايهاب ...ايهاااااااب

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نور إسماعيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة