رواية جديدة الحب وعمايله لنور إسماعيل - الفصل 8 - الخميس 4/12/2025
قراءة رواية الحب وعمايله كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية الحب وعمايله
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نور إسماعيل
الفصل الثامن
تم النشر الخميس
4/12/2025
لم يكن إيهاب يظنّ يومًا أنّ للحياة قلبًا يحتفظ بالمنح الثمينة لأجل توقيتٍ بعينه، وأنّ القدر قد يجيد دور المعلّم الصبور، يتركك تتعثّر، وتكبو، وتتهشّم من الداخل، قبل أن يضع أمامك يدًا ناعمة تمسح ما تبقّى من وجعٍ في أعماقك. كان يعتقد، في مرحلةٍ ما، أنّ الحب الحقيقي مجرّد أسطورة تُقرأ في الروايات ولا تُعاش، وأنّ الزوايا المظلمة في قلبه خُلقت لتظلّ مظلمة. لكنّ كل ذلك تغيّر حين دخلت آية حياته… حين وقف بين يدي امرأةٍ تُضيء دون أن تقصد، وتُحب دون أن تتكلّف، وتتنفّس الخير كما لو أنّه جزءٌ من تركيب روحها.
إيهاب لم يكن رجلًا قليل العاطفة، لكنه كان رجلًا مجروحًا، متردّدًا، يهاب فكرة العطاء المطلق بعد التجربة الأولى التي تركت فيه خيبةً ممتدّة. زواجه السابق كان أشبه بصفحةٍ مُثقَلة بالندوب؛ علاقة قامت على التوقّعات لا المشاعر، وعلى الصبر الجافّ لا الحنان. خرج منها رجلًا يبدو قويًا من الخارج، لكنه يحمل هشاشة دقيقة تهتزّ أمام أبسط نسمة. ولأنّه كان يعرف قسوته القديمة على نفسه، كان يخشى أن يظلم قلب آية بنفس الطريقة… لكن الفتاة بحدسها الأنثوي الهادئ استطاعت أن تُعيد ترتيب داخله، وتجعله يثق أنّ الحب لا يولد كاملًا، بل يُبنى خطوة خطوة، ونجاة نجاة.
منذ دخوله عالمها، اكتشف إيهاب أنّ القلوب لا تتشابه، وأنّ آية ليست مجرد امرأة إضافية في حياته؛ بل هي أصدق فصل كُتب له أن يعيشه. أحبّها بطريقة تكاد تُوصف بالمبالغة، ليس لأنها طالبت بذلك، بل لأنها استحقّت ذلك. كانت آية من النوع الذي يجعل الحب سهلًا، يجعل الطمأنينة عادةً، ويجعل العودة للمنزل حدثًا يستحق الاحتفال كل يوم. كانت هي من تُشعل الضوء في ظهره حين يتثاقل من أعباء العمل، وهي من تُهديه صمتًا دافئًا حين يضيق الكلام في صدره، وهي من تعيد إليه رجولته حين يشعر أنّ العالم يصرّ على انتقاصها.
وهكذا أحبّها إيهاب… أحبّها بفيضٍ لا يخجل منه، وبعطاءٍ لا ينتظر مقابله، وبطريقةٍ لم يعرفها مع أحدٍ من قبل. كان يراها في كلّ تفاصيل يومه؛ في هاتفه الذي يتحسّسه في منتصف العمل ليتأكّد أنّها بخير، في ابتسامته حين يتذكّر جملةً ألقتها بلا قصد، في دفء صوته الذي يتغيّر حين ينطق اسمها. وكانت آية، رغم خجلها، تشعر بكل ذلك، تشعر أنّ هناك رجلًا يُعيد لها تعريف فكرة أن تكوني محبوبة.
كان إيهاب من ذلك النوع الذي يظهر حبّه في موجات، كل موجة تختلف عمّا قبلها، لكنه يظلّ هو… محبًا، زائد العاطفة، يفيض حين يتجاوز الشوق قدره. أحيانًا يُهديها رسالة طويلة يكتب فيها ما لا يقوله بلسانه؛ يحدّثها عن يومه، عن خوفه أن تخسره الحياة كما خسرها الآخرون، عن امتنانه لأنها جعلت لسنواته المقبلة معنى. وأحيانًا يفاجئها بهدية صغيرة ليست في قيمتها المادية، بل في رمزيتها—وردة جورية اشتراها لها لمجرّد أنّه عرف أنها تحبها، أو عقد بسيط يشبه رقّة ملامحها، أو حتى كوب قهوة يضعه أمامها في هدوء ويقول: "شُربته وفكرت فيكي… فقلت لازم تشربي معايا ولو بكوباية جديدة."
وكان يحبّ أن يُشعرها بين كل فترة وأخرى بأنها هي الاختيار الذي لم يندم عليه، وأنها ليست مجرد تعويض عن فشلٍ قديم، بل بداية جديدة نبتت من أرضٍ كانت قاحلة. كان يقول لها أحيانًا، في لحظات الصفاء الصادق:
"أنا لقيت معاكي الحب اللي كنت فاكر نفسي مش هاعرف أعيشه… الحب اللي بيطمن مش اللي بيخوف، واللي بيكمّل مش اللي بينقّص."
وتُصغي آية، بعينيها الواسعتين اللتين يقرأ فيهما إيهاب حياةً جديدة. لم تكن من النوع الذي يجيد الردود المزخرفة، لكنها كانت تُحب بعمق، وتُقدّر مشاعره دون مبالغة. كانت تفهم أنّ خلف كل كلمة يقولها إيهاب تاريخًا من الخذلان، وأنّ محاولاته في التعبير ليست مجرد غزل، بل شفاء… وأنّها، بطريقة ما، صارت الدواء الذي يُرمّم قلبه.
ومع مرور الوقت، بدأ إيهاب يعوّضها عن كل لحظة صمت عاشها سابقًا. نعم… كان أحيانًا يحبّها بشكل مبالغ فيه، حدّ الامتلاك الرقيق، وحدّ الرغبة في التأكّد أنها ما زالت له، وأنّ الحياة لن تسلبه إيّاها كما سلبت منه سابقًا أمانه. لكنّ آية كانت تعرف أنّ كل تلك المبالغة ليست سجنًا، بل حماية… ليست غيرة مرضية، بل حسًّا متأخّرًا بأنّ ما يملكه غالٍ، وأنّ خسارته ستكون موجعة إلى حدّ لا يتحمّله.
كانت طريقة إظهار حبّه لها تُشبه المواسم… مواسم دفءٍ تأتي كلما شعر أنّ صبره لا يكفي ليحتمل شوقه. أحيانًا يراها منشغلة ويترك لها مسافة، لكنه يُرسل لها من بعيد رسالة قصيرة:
"وحشتيني… حتى ولو انتي قدّامي."
وأحيانًا يعود من العمل مُتعبًا، لكنه يقف أمامها ببساطة رجل يحبّ زوجته وكأنها أوّل امرأة أحبته في حياته، ويقول:
"عيني بتروق لما أشوفك."
كلمات بسيطة… لكنها تُفقد آية القدرة على الردّ.
كان إيهاب يعتني بها كأنّها وعدٌ إلهي، يحرص على صحتها، يشاركها تفاصيل يومها، يلاحظ أدق تغيّرات مزاجها. حين تكون حزينة، يشعر بذلك فورًا، حتى لو حاولت إخفاءه، فيقترب منها في هدوء، يلمس يدها، ويسألها بنبرة لا تحتمل الكذب:
"مالك يا آية؟… أنا جنبك."
وحين تكون سعيدة، يشعر أنّ العالم بأكمله اتّسع فجأة.
وما زاد حبّه لها عمقًا أنّه كان يرى فيها النسخة التي تمنّى أن يلتقي بها منذ سنوات. يرى فيها البساطة التي افتقدها، والحنان الذي لم يعرفه، والصدق الذي لا يُقيّد ولا يُوجع. ومعها أدرك أنّ التجربة السابقة لم تكن إلا درسًا يليق به، درسًا يعلّمه كيف يُحب، وكيف يُفرّق بين الحب الحقيقي والتعلّق المزيّف.
آية كانت بالنسبة له حياة ثانية، والحياة الثانية تأتي دائمًا أكثر وعيًا، أكثر امتنانًا، أكثر شغفًا. ولذلك كان إيهاب يظهر حبّه لها حتى في أقل التفاصيل: يُصلح لها شيئًا صغيرًا دون أن تطلب، يغيّر خططه من أجل راحتها، يساندها حتى في أحلامها البعيدة. وكان يؤمن أنّ المرأة التي تُنصت إليه بقلبها تستحق أن يبادلها بعالمٍ كامل، وليس مجرد علاقة.
ومع كل يوم يمضي، كان يشعر أنّ حبّه لها يكبر، ليس لأنه جديد، بل لأنه صادق. وكلما تذكّر زواجه الفاشل الأول، أدرك أكثر أنّ آية جاءت لتكون النعمة التي انتظرها دون أن يجرؤ على الاعتراف بذلك. لم تكن تعويضًا، بل ارتقاء… لم تكن بديلًا، بل أصلًا… والفرق بين الاثنين شاسع.
وبين كل فترة والأخرى، حين يشعر إيهاب أنّ الكلمات لم تعد تكفي، كان يقترب منها، يمسح على شعرها أو يقبّل رأسها في هدوء، ويقول بصوته الخافت الذي لا تستخدمه إلا معها:
"أنا محظوظ… محظوظ بيكي يا آية."
وحين تردّ عليه بابتسامة صغيرة، كان يشعر أنّ العالم استقام فجأة.
كان حبّه لها مبالغًا، نعم… لكنه مبالغة جميلة، مبالغة تُشبه المطر حين يتأخر ثم ينهمر دفعة واحدة ليُنبت الأرض دفعة واحدة. كانت آية بالنسبة لإيهاب مطر قلبه، ومن أجلها كان يُتقن كيف يصبح رجلًا أفضل، زوجًا أفضل، إنسانًا أقرب إلى نفسه.
لقد وجد إيهاب أخيرًا الحب الحقيقي… ليس حبًّا يثير الصخب، بل حبًّا ينقّيه، يعيد بناءه، يحمله من يد الخذلان إلى حضن الحياة. وجد امرأة تستحق أن يُحبّها أكثر مما يظنّ، امرأة أعادت له ثقته بنفسه وبالعالم، امرأة جعلته يقول لنفسه كل صباح:
"كان لازم أعدّي بكل اللي فات… عشان أوصل ليها."
وهكذا ظلّ إيهاب يحبّ آية… حبًّا يزيد ولا ينقص، حبًّا يُعلن ولا يختبئ، حبًّا يكتبه القدر كما لو أنّه كان ينتظر اللحظة التي يخبره فيها:
"هذه هي… هذه آيتك التي ستُصلح كل شيء."
دلفت بخطوات تائهه عشوائية لاتعرف اين وجهتها ،حتى رأت من بعيد زينه معلقه هكذا وبالونات واسمها يهبط من السماء واغانى مدارة بالخلفيه ...وقالب كيك كبير عليه صورة لها .
وضعت يدها تخبئ فمها من هول المفاجأة ،ومن ثم اخذت تبحث عنه فى كل الموجودين ولم تجده
_ايهاب فين؟
كان هذا تساؤلها حينما همت احدى المضيفات بالرد عليها قائلة
_كابتن ايهاب فرحلته حاليا يا مدام آية ،بس هو بلغنا نكون معاكِ دلوقت
تدخل احد زملاءه يقول بسخرية
_وخلاّنا نقلب المطار قاعة مناسبات عشان سموك
_مدام اية بصى عالشاشة كدا
نظرت ناحية شاشه كبيرة والكل ملتف حولها ،فظهر ايهاب مبتسم وهو يشير لها بيده رمز القلب
ويقول بخفوت "آيتى"
ضحكت وهربت ناحية الشاشة تقبل كل جزء فيها ومن ثم بدأ هو بالكلام عبر الشاشة
_اية يا أية يا اية ، اغلى زوجه واحلى حبيبة واجمل ام والذ معشوقه ...طبعا كل اساطير العشق مش هتوفى كلمة من الل جوايا ليكِ ..وانتِ عارفه انتِ عند ايهاب
كادت تنهمر عبراتها فرحا وهى تستمع إلى كلماته التى يعبر بها عن حبه لها امام الحاضرين ،اما عنه فهو مازال يستكمل عبارات الشوق والهيام بها
_انا طبعا متضايق اوى عشان دا اول عيد ميلاد ليكِ وانا مش جنبك ، بس حاولت على اد م قدرت انك ابدا متحسيش انك لوحدك يا آيتى
_انا مش لوحدى طول م انت فقلبي وانت عارف
نطقت بها مرة واحدة دون شعور ، عشقها المتحدث وليس لسانها
ابتسم الجمع وابتسم ايهاب واكمل
_ الاحتفال بيكِ انهاردة تصبيرة لحد م اجيلك يا غزال
غمز لها باحدى عينيه فضحكت هى بخجل بينما تابع هو
_ كل سنة وكل دقيقة وكل ثانية وكل لحظة ،وانتِ روح وعقل وقلب ايهاب ومحتلااااه احتلال مفيش منه جلاء ...بحبك
احتضنت اية بيدها الشاشة مستبشرة بوجهها ، بدأت الاغانى فالتشغيل مرة ثانية وكان الجمع يرددون معها
وكذلك ايهاب..اقبلوا بقالب الكعك الكبير
وهتفوا جميعا happy birthday to you
قفزت نبضات قلبها فرحا وهى تشاهده امامها يبذل كل مافى وسعه ليكون معها ،يشاركها ،يشعر بها
يبذل جهد قلباً لم ولن ينادى احدا سواها..
❈-❈-❈
صوت جرس الاسعاف الشهير يملأ الارجاء ، والتفاف اهل البلدة حول مركز الطبيبين يامن وحور بعدما انفجرت اسطوانة الغاز المملوءة بمطبخ المركز على حين غرة !
اتت الإسعاف فورا ،بينما اتوا اهل يامن يبكون خائفين من هول مفاجأتهم اثر سماعهم خبر ما
_ياناس ،حد يطمنا على ابنى ومراته
_لسه مفيش اخبار هما بينقلوا الناس لبرة وبس ومتعرفناش ع حد
_جيب العواقب سليمه يارب
كانت صوت الاقدام مهرولين لينقذوا مايمكن انقاذه مع المسعفين ،الخوف ورائحة الموت تملأ الارجاء
ومنظر يقطع القلوب لرؤية المصابين منقولين على المددات لاحول لهم ولاقوة
ولا خبر حتى الآن عن يامن او حور !
❈-❈-❈
_يابنتى افهمى ،انا بحبك للدرجة انى ممكن اخونك عشان معملش حاجه غلط معاكِ!
نظرت لينزى ناحيته باستياء وهى تناوله ملعقه الحساء فى فمه ،ارجعتها للخلف وقالت
_عاوزة افهم بتخوننى ليه؟ محسسنى ليه انك رامى جمال!! ليه ياحبيبى طول الوقت عايش فدور الشاب الجنتل القمر الكيوت وانت كبيرك يتعملك ميوت ليييه
لفظ مارسلينو قطعة_الخس_من فمه بطريقة مضحكه واردف
_يابنتى الل مش عاجبك دا البنات هتقطع عليه نفسها برة ،انا مش عاوز اقولك لتجيلك ذبحه
_طب اتلهى ،انا الل مش عاوزة اقولك لما بروح النادى والبس السبورتس وير والتاتو يبان ولا اجرى ولا امشى ولا العب كروكيت بيعملوا ايه الشباب عليا
احتقن الدماء فى وجهه وقال وهو يكز على اسنانه
_بيقولوا ايه ان شاء الله يانوال محمدين الزغبي
ضحكت بسخرية وقالت بعنجهيه
_بتعاكس ومحدش ابدا بيصدق انى متجوزة ومخلفه ،ولما بوريهم صورتك بيقولوا بسم الصليب يالطيييف مين سوبر جيت ميت غمر الل انتى متجوزاه دا !
لكمها فى احد كتفيها بعنف مما اضحكها وقال بصوت عالى نسبيا تكاد تكون عصبيته مضحكه
_طب هتطفحى ولا البس خلقتك فطبق الشوربة دا ،اخليكى تمشى لسان عصفور فنفسك جدا
_مالك يا ليييينو بتغير يابيبي
قالتها وهى تداعب ذقنه من الاسفل ،فامسك كف يدها ليطيحه بعيدا عنها بعنف وقال
_اغير ليه ،حلوة مثلا ...موزة لاسمح الله ؟دا انتِ اسمك عنزى جاية من العنزز الل هو المعيز وكدا والحيوانات الل ليها ديل خفيف
_انا هعتبر كل دى غيره،حقك ...زوجة زى القمر وواخدة بالها منك ومن طلباتك وبتموت فيك وبتهتم بيك جدا
وبتغير عليك ،ومخلفالك ولد زى القمر
_بس متقوليش زى القمر
_ومريحاك ،اكيد هتكون خايف فيوم لاتطير منك ..مش كدا يا لييينو
امسكها من خصلات شعرها لاعلى وهو يقول بعصبية مضحكة
_يخربيت لينو على اليوم الل لبستك فيه فخلقتى ، بقولك ايه يابعوضة حياتى الخضراء ...لبس عريان وتبينى التاتو فالنادى مش هسمحلك ..سبوتر وير وزفت وير على دماغك هتلاقينى خدتك بكازلك جمب عينك خليتك اسامه الاعور ! فرحانه اوى بروحك وبيحسبونى مش متجوزة وبيحسبونى متطلقه وبيحسبونى ارملة الربيع
هعمل عاهه فوشك اخليهم يحسبوكى على نفقة الدولة بعد كدا
ف اتظبطى عشان متخلنيش اظبطك ظبطه السنين
نظرت له لينزى باعين مغرمه وهى تميل عليه وضع يجعل دقات القلب فى تتابع كقرع الطبول واردفت
_كل دا حب وغيرة يا لينو !
_طبعا ياجزمة ،واغير عليكِ من الهوا الطاير ومحبش حد يبصلك ابدا ومن يوم م الواحد اتعدل معاكِ والعدرا ان ماليش دعوة بصنف ست او حاجه اخرها تاء مربوطة
حتى فيفيان دى هى الل بتلقح روحها عليا
_يعنى بجد مخلص لى !
_انتى جاموسة يابت! اومال الكلام الل بقوله دا معناه ايه ؟
تبسمت لينزى فاحمرت وجنتيها وعانقته بحب شديد ،فوضع مارسيلينو قبله على جبهتها
فكانت هذه من اللحظات النادرة اللتى تجمعهما بود وحنان وامان رائع مذاقه..
❈-❈-❈
_حضرتك الاستاذ محمد جهاد عبدالله!
نظر محمد جهاد الى هذا الشخص والذى يدعى مُحضر ،ممسكاً باعلان فى يده ويستفهم عن هويته هل هى صحيحه ام لا
_ايوة انا ،فيه ايه
_دا اعلان حضرتك برفع دعوة طلاق من السيدة الاء ،اتفضل امضى هنا
امسك جهاد بتلابيب قميص الرجل بعنف فظهر الخوف على قسمات وجهه
_انا مالى يا استاذ ! انا عبد المأمور
انزل محمد جهاد يديه حينما ادرك ان هذا الرجل ليس له حيله الا اداء عمله فقط
_غور من وشى!
_طب استلم الاعلان وامضى متأذنيش ف اكل عيشي
وقع محمد جهاد له وهو يزفر غضبا، بينما حصل الموظف على التوقيع وفر هاربا من امام هذا المختل ...صفع محمد جهاد الباب يتنفس بصعوبة وبغضب شديد
حتى وقعت انظاره على _مزهرية_ من الفخار موضوعه على احد اركان الشقة فتناولها بعنف ليكسرها أرضا بعدما ارتطمت واحدثت صوتا مدويا ،صعدت والدته وعمته على اثره الى الاعلى وطرقا الباب
_يامحمد ...محمااااد افتح يابنى فيه ايه
_ولا يامحمد ايه صوت التكسير دا
فتح محمد وعيناه يتطاير منها شرر جهنم ، دب الخوف فى صدر والدته بينما تساءلت عمته بوقاحتها المعهودة
_الزفته مش هنا ،يعنى مش هى الل منرفزاك يبقا مالك فيه ايه ؟!
بكل غضب العالم تفوه جهاد الى عمته وكان اخر ابراج عقله قد طارت فى الهواء
_الزفته رافعه قضية يا عمتى ، الزفته عاوزة تطلق عشان كلكم ترتاحوا
تعجبت والدة محمد بشدة وقالت و وباعينها الاسى
_واحنا هنرتاح ليه يابنى لو بيتك اتخرب،كدا برضو يامحمد!
_امى مبقصدكيش ،بس عمتى من اول يوم خطبتها فيه وهى حطاها فدماغها ومركزة معاها ونفسها نسيب بعض ولما رجعنا وطلقت رضوى كانت عفاريت الدنيا بتتنطط قصادها
ولو تفتكرى انى وقع يمين الطلاق التانى بسببها ،لما عملت مشكلة اد كدا بينا وخلتنى اتنرفزت ورميت اليمين
اطرق براسه الى اسفل وقال بحزن شديد
_ودلوقتِ هى رافعه قضية طلاق بسبب حاجه انا مش عارف امتى حصلت ولا اذا كانت حصلت اصلا ولالا
انهمرت احدى العبرات من عينيه ف ربتت والدته على كتفه وقالت بحنو
_باذن الله هتتحل ...الاء بتحبك اوى ومش ممكن تبعد عنك ..زوبعه فنجان ياحبيبي وبكرة الدنيا تصفى بإذن الله
_ياريت
قالها جهاد ب اخر صبر لديه بينما كانت تحتضنه ، بينما وقفت العمة عزة تنظر بعينين مملوءتان حقد ويكاد صرير أسنانها ان يكون مسموعا.
❈-❈-❈
اعتدلت فى نومتى وتناولت قميصى المطروح ارضا ، بينما تأوهت هى بفعل اعتدالى هذا وسحبت جزء من الغطاء لتوارى به الجزء العارى من جسدها ..
أمسكت بسيجارتى والقداحة واشعلتها ونفثت دخانا فى الهواء وانا انظر امامى صامت ،فقالت تلك الفتاة ...لا اعرف اسمها ..فهى كانت تتسكع فى نفس توقيت تسكعى انا فالطرقات اتذكر نوبات خذلانى من اروى
كنت سائرا هائما على وجههى اتسكع كالمشردين واذ بها امامى ترتدى ثوبا يكشف اكثرمما يغطى ،داعبتنى رائحة عطرها النفاذة
وحركاتها المثيرة ك أنثى لعوب تعرف جيدا ما الذى تصنعه بحرفه ، تحسست جسدى وقالت بصوت مثير
_ايه رأيك ، 300جنيه فالليلة
_ بس انا مش من النوع الل بتدورى عليه
غمزت باحدى عينيها وقالت بطريقتها التى لاتعرف غيرها
_مين غشك وقالك انك مش النوع الل بدور عليه ،دا انت هو ونص
رفعت حاجبي تعجباً ، هذا النوع من النساء يجيد فن جذب الانتباه وجذب أيضا اشياء اخرى كثيرة غير الانتباه
_ها ...عندى ولا عندك فاضى !
اكاد اجزم انها ليست رغبة جنسية ،لان من الاساس لم تكن بانتظارى ولكن فضول لمعرفه ما وراء ستار هذا العالم .
حتى فتحت عيناى على هذا المشهد،انا عارى تماما وهى بجانبي وانفث دخان سجائرى فى الهواء ،حتى سمعت صوتها تتحدث بجانبي
_م تجيب نفس ! الكيف مناولة مش مقاولة
نظرت تجاهها بظرة تعجب ف اكملت هى بحركاتها الأنثوية الطاغيه
_انت على طول ساكت كدا! دا حتى واحنا سوا كنت ساكت
شكلك تقيل اوى وانا اموت فالنوع دا ... الا انت اسمك ايه؟
تبسمت بسخرية واردفت لها
_هتعملى ايه ب اسمى ،هتطلعى باسبور!
_الله! ادينا بندردش
_طب انتِ اسمك ايه
_اسمى فلة
_لا بجد
_وردة
تضاحكت كثيرا برغم ان ليس هناك ما يضحك للغاية ولكن كنت بحاجه للضحك ،ضحكت من اعماق قلبي ومن بعدها بكيت وانا اضم على وجهى بكلتا يدى
ضمتنى تلك_الساقطه_ فابعدتها ،احسست انى خونت عهدا مع ذاتى
احسست وانى نجست عهدا كان بالحب قد مضى.
❈-❈-❈
"متشكرة يا كابتن انك قبلت دعوتى "
عيون ايهاب تدور بالمكان كله باحثاً عن حسين بينما قطعت سمر
_انا عارفه انك مستنى حسين ،بس انا هدخل فالموضوع على طول
_المفروض يا مدام سمر ان الميعاد معاه
_بس انا الل جيت وقابلتك
_علشان!
ابتسمت سمر بسخرية وقالت
_شكل حضرتك مستعجل
_انا فعلا مش فاهم لحد دلوقتي انتِ عاوزة ايه ولا حسين
_حسين بيساومنى ...وانا عاوزه اخلص من الل انا فيه
ايهاب هز رأسه بتعجب واردف
_وانا داخلى ايه
_انت السبب
_ازاى
امسكت بهاتفها واشغلت ...
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نور إسماعيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية
