-->

رواية جديدة الحب وعمايله لنور إسماعيل - الفصل 9 - الخميس 4/12/2025

 

قراءة رواية الحب وعمايله  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية الحب وعمايله 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 

 

الفصل التاسع 

تم النشر الخميس 

4/12/2025



"متشكرة يا كابتن انك قبلت دعوتى "

عيون ايهاب تدور بالمكان كله باحثاً عن حسين بينما قطعت سمر

_انا عارفه انك مستنى حسين ،بس انا هدخل فالموضوع على طول

_المفروض يا مدام سمر ان الميعاد معاه

_بس انا الل جيت وقابلتك

_علشان!

ابتسمت سمر بسخرية وقالت

_شكل حضرتك مستعجل

_انا فعلا مش فاهم لحد دلوقتي انتِ عاوزة ايه ولا حسين

_حسين بيساومنى ...وانا عاوزه اخلص من الل انا فيه

ايهاب هز رأسه بتعجب واردف

_وانا داخلى ايه

_انت السبب

_ازاى

امسكت بهاتفها واشغلت مقطع مصور اذهل ايهاب حينما رآه !!

اتسعت حدقه عيناه وهب واقفا من هول المفاجأة ،بينما كانت تتابع سمر ردة فعله بحذر

امسك معصمها بشدة قائلاً

_انتى جبتى الزفت دا منين ؟

_كابتن ايهاب ،ممكن تسيب ايدى الناس بتبص علينا

_مش هسيبك ثانية كمان عايشه لو مقولتيش جيباه منين ؟

كانت تتنفس سمر مرتعبه ،حقا له وجه آخر مرعب يكاد ان يخيف اى شخص يراه

حاولت تهدئته مردفه

_كابتن ايهاب الاسلوب مش كدا ، انا هقولك كل حاجه بس ممكن تسيب ايدى؟

حاول ايهاب تملك اعصابه قدر الإمكان، وجلس ثانية ومازال هاتفها بيده وقال بصوت هادئ ولكنه هدوء ماقبل العاصفه

_هتنطقى ودلوقت تقوليلى الفيديو دا جبتيه منين،ولا اصورك قتيل كمان دقيقة ومش هاخد فيكى يوم

_انا الفيديو دا لاقيته مرفوع على النت وصدقنى انا بقولك الحقيقة

وانا نزلته ولما عرفت ان انت الل فيه حاولت ابحث ايه الامكانية الل تخلينى اشيل الفيديو دا من عالنت

وعرفت وشيلتها صدقنى

_ومخلياه معاكِ ليه ، وبتوريهولى دلوقت ليه ؟ ابتزاز ولا عاوزة فلوس

نظرت له باعين تعرف كيف تتقن النظرات فى وقتها المناسب وللشخص المناسب

_فلوس يا ايهاب!

رفع ايهاب حاجبيه تعقيبا عما تفوهت به الآن ،ومامرت الثانية حتى اكملت طمس الطين بلل

_ياااه هو انت فاكر انى كلمتك وعملت لنفسى مشكلة مع حسين جوزى عشان ابتزك واقولك عاوزة فلوس

بسخرية ردف لها ايهاب

_طبيعى من واحدة متجوزة واحد ببلادة حسين،هتوقع ايه يعنى منك وانتِ متصلة وعاوزين نقابلك

وتيجى وحدك ومعاكِ الفيديو ..انطقى عاوزة ايه ؟!

تنحنحت سمر وحاولت ان ترتب كلماتها بداخلها قبل النطق بها وقبل ان تتحدث سبقها ايهاب

_واسمعى،الكذبة الخايبة بتاعت لاقيته مرفوع نت دى تضحكى بيها ع اى عيل صغير

لكن انا ياماما قديم اوى وحوارات هبلة متتعملش عليا

بس هعمل نفسى اكلت الطعم لحد م اعرف ايه وراكِ ...عاوزة ايه؟

_عاوزاك انت !!

❈-❈-❈

_انتِ قولتيله عاوزاه هو؟!

ابتسمت سمر وتناولت من امامى كوب العصير الخاص بى وارتشفت منه ومن ثم قالت

_ايوة ،قولتله عاوزاه هو ...هو انا استقتلت ف انى اقابله وضحكت ع حسين وقولتله رفض دعوتنا له

والل عملته لحد م وصلت للفيديو عشان اقوله عاوزة فلوس زى ماهو كان فاكر

نظرت اليها نظرة تعرفها النساء،ليست نظرة لرجل يحملق فى جمال سيقانها او خصرها مثلا! او يتمحص تناسق نهديها

بلى! كانت نظرة اننى اعلم بالاعيبها ك امرأة تود غرض معين من رجل.

بل اعتقدت قارئتى العزيزة اننى انظر لها نظرة متفحصه ككاتب .. فقالت ضاحكة

_طبعا انت يا استاذ امير بتبصلى بقا انك كاتب وعاوزنى اعصر الل جوايا ليك ...مع ان كدا كدا هقولك مش قصة وبتتكتب

_انت مش شايفه انها مجازفه انك تحكيلى القصة وهى لسه بتحصل ، وانى كمان تعجبنى واكتب كل الل بتيجى تحكيه اول ب اول

مش كنت استنيتِ اما تخلص وتحكيهالى

دنت سمر من ناظرى وقالت بثبات رهيب

_مش يمكن عاوزاك تقفلها ع نهاية حاسة انها مش هتحصل فالحقيقة؟!

اومأت برأسى غير مستفهم ف تابعت هى

_اصل حاسه انها مش هتنتهى زى م حبيت

_ليكِ ولا سواء كل الثنائيات الل معاكِ ؟

_الله! اومال فين لعبتك ككاتب ...هو انا كمان هقول النهاية؟!

تعجبنى لعبتها بالكلمات ،قاريتى ذكية الى ابعد حد

_ياستى قولى النهاية وانا هشكل النهاية الل ع مزاجى

نظرت بعيدا بشرود وخوف وقالت

_بس هى لسه مخلصتش ..

تناولت _سيجارة_من علبة سجائرى واشعلتها وانا احدثها

_منكرش انى مشدود للقصة من اول م بعتيهالى ، بس طبعا بهاراتى انا ...

لم اكمل كلمتى الباقيه فالجملة، واذ بها قفزت من مكانها تلقف منى سيجارتى وتضعها بفمها وهى تقول بغمزة ماكرة

_بهاراتك هى الل هتحلى القصة ،حتى لو مش شبه الحقيقة!

❈-❈-❈

و هذا هو الطريق الى ذلك الجزء من العالم ، حيث تسكن عقارب الساعة لاختار انا متي و اين ، لأرى انعكاسات ما بداخلي على مرآياه ف ادرك من انا ويدرك هو ماهيته ...وتدرك انت فى اى الطرقات تقف!

بقاعة المحكمة كان يجلس محمد جهاد بجانب محامى الدفاع عنه ،وعلى الجانب الآخر تجلس الاء ووالدتها ومحامية الدفاع عنها .

دلف القاضى والمستشارين ، وبدأت الجلسة ..

قدمت محامية الاء بالانابة عنها مقطع_الفيديو_المصور ،وايضا قامت بتقديم بعض الاوراق بأنه قد تعدى عليها بالضرب اكثر من مرة واحدهم احدثت بها عاهه مستديمه فى اصبع يدها !

فوجئ جهاد بما يسمع وبنظرة الاء الصارمة كأنها متاهبه لسماع النطق بالحكم وانهاء الجولة لصالحها.

بعد جذب وسحب،قام القاضى بالنطق مرادفا

_الحكم ممتد لاخر شهر ...لمشاورة الزوجين والاخذ فى الاعتبار انهاء الدعوى المقامه صلحا،رفعت الجلسة!

قرعت مطرقته على الطاولة،نهضت الاء بصعوبة لاتنظر ناحيته من الاساس ،بينما جهاد فر ناحيتها مهرولا

ليجذبها من ذراعها

_مش ناوية تكسرى عنادك دا ؟

_عاوز ايه يا محمد ،الموضوع منتهى

_وجايبه ادلة انى بضربك وكسرت صباعك وانك عاوزة تطلقى لوقوع الضرر ...انا ضرر يا الاء!

نظرت الاء ناحيته ب أسى وقد امسكت بذراع والدتها ومن ثم تنهدت واردفت بحزن

_انت الل عملت فينا كدا يا محمد ،لحد دلوقت انت مش معترف انك اذتنى

تدخل محامى الدفاع عنه قائلا الى الاء

_فيه جلسه للمشاورة والتصالح يا مدام ،ربنا ان شاء الله فيها يصلح الاحوال

اردفت الاء بجحوظ عينين وكأن رصيد صبرها قد نفذ

_مفيش تصالح يا متر ، الا لو الاستاذ الكوتش جهاد قاللى ايه الل فالفيديو دا! ولا اصلا اتعلم ان مش كل شوية يرمى يمين طلاق ، المرة دى بقا هتبقى الاخيرة وهتبقى بالمرة ونهائية

احس جهاد ان هناك بارقه امل ،ومن الممكن انقاذ مايمكن انقاذه ..فتحدث بصوت هادئ نسبيا على غير عادته

_الاء ،وحياتك عندى

_متحلفش بحياتى

_لا هحلف عشان هى اغلى حاجه عندى

_بطل يا محمد مبقتش اصدقك

امسكها من رسخ يدها بقوة فنظرت له ، حتى رخى قبضته قليلاً وأكمل

_والله مااعرف الفيديو دا امتى وفين ومين الل باعته

اردفت الاء بسخرية

_كنت مغيب حضرتك!

_متستفزنيييش

نظرت الاء الى تحول وجه جهاد ورقبته الى ثمرة من الطماطم الحمراء فتركت الساحة من امامه ورحلت مع والدتها كأنه سرابا امامها.

❈-❈-❈

في قلبي تنمو كُلَّ ليلة كالقمر في مراحله الثلاثه ففي مرحلة هلالِك حتي وإن انطفأ جزء منگ فانطفائك يسكنه أماني طالما يسكنك حبي فنوره كفيل لگ بتوهج مافيگ من انطفاء

وإن نقص كمالك ف أنت كمالي في كُلِّ نقصِ

وفي مرحلة البدر ضوئگ ينير عتمتي ويؤنس لياليَّ الحالِكه

وفي مرحلة المحاق تتسرب روحُگ داخلي كُلَّ مره فتسكنني وتُسَكِن كُلَّ وجعٍ عليَّ جُمِع فتكمن داخلي ولا تضيءُ سواي..

بيده كان يتحسس يدها ، ينظر لها وهى ممددة هكذا تتلقى علاجها ومن شدة الالم تأخذ جرعات من المسكنات تجعلها تغفو قليلا بلا الم ...قليلا فقط!

اصابع يامن كانت تتحرك على شعر حور زوجته برقة الى الخلف ،التى اصابها الحريق فى جذعها منتصف جسدها وصنع تشوه بالغ اثرة فى نفسها وجسدها.

وعلى العكس اصيب يامن فى احد ساقيه بحرق من الدرجة الاولى ولكن سرعان ماحاول يامن بأن يجتازه حتى يستطيع ان يقف بجانب زوجته وشريكة قلبه حور.

_حور ،يابابا ...انتِ قوية وهتعديها والله خليكِ واثقه فربنا

عيناها تتحدث حزناً وهى تجيب زوجها

_مش زعلانه يا يامن ، يمكن ذنبك عشان فعلا اتجسست عليك ..مش دا الل ديننا قال عليه والمفروض انى واثقه فيك وواثقه انى انا وبس الل فقلبك

ابتسم يامن وهو مازال يلامس خصلات شعرها الحريرية المنسدلة على وسادتها

_وانا كمان اتعاقبت انى هجرتك على حاجه قديمه مالكيش ذنب فيها ،وعلى غيرتك عليا ك ست طبيعية

خلاص يا ستى واحدة بواحدة

ترك قبلة على جبينها برفق ،ونظر الى مقلتيها بابتسامه فقالت هى

_مش هبقى فعينك حلوة زى م كنت ، نصى كويس ونص...

ضم رأسها إليه قبل ان تكمل ، وتحدث وكأن دقات قلبه هى المتحدثة

_وروحك راحت فين قبل شكلك ،روح حور الل حبيتها وفضلتها على كل البنات

اخلاق حور الل بالظبط فحوريات الجنة ، وعيون حور الل بشوف بيها دنيتى

متقوليش كدا يابابا عشان مزعلش منك ،انا الل بلوم نفسى انك جبتى اليوم دا رغم انه يوم راحتك وحصل الل حصل

رفعت حور عيناها له وهى داخل احضانه واردفت بخفوت

_ايه ياشيخ يامن ، دا قدر وكان لازم يحصل ولا ايه!

تبسم ثغره وعانقها بدفء شديد،ربما كانا يحتاجا الى هذه الصدفة اللعينه كى تعيد اليهم ثقتهم بأنفسهم وببعضهم البعض.

رب داخل المحن توجد المنح ،ورب داخل الشر يكمن الخير...ومن منهم كان يعلم ان لولا هذا الحريق الذى نشب

لوما انطفأت نيران كانت بينهم مشتعله ليال طويلة.

❈-❈-❈

_مقالتش الفيديو منين ، ولا حسين بيبتزها ف ايه !!

مقالتش اى حاجه .. سابت نار بس تحرق فيا وخلاص ،سابت التفكير يجننى

هل بجد الفيديو من النت ؟!

ولا حد باعتهولها ؟! طب ايشمعنا هى ومين فالاساس صورنى كدا وازاى دا حصل

دماغى هتتشل تفكير ..خلاص مش عارف اوصل لاى حاجه

_ايهاب!

هنا انتبه ايهاب من شروده ،اثر وضع فنجانا من القهوة امامه وبمناداة اسمه من فم محبوبته آية

_ايه يا حبيبي مالك سرحان ف ايه

تبسم ايهاب وتناول كفها وقبله من الداخل واردف

_بفكر ف حبيبي

_لالالا فيه حاجه تانية شاغلاك بقالك يومين

نظر ايهاب ب امعان الى أية ،هى حقا تفهمه حتى وان راوغها تعلم مابداخله ومافى سريرته

تستحق قلبا لن ينبض الا لها ، تستحق مكانا لن يكون ابدا لاحد سواها.

_وعرفتى منين يا روح ايهاب ان فيه حاجه شاغلانى ،اذا كنت انا كويس اهو وزى الفل وقاعد معاكِ فالفراندا

وبنشرب قهوتنا وهنحكى حكاياتنا وهنحب فبعضشينا

تضاحكت آية على طريقة القاء كلماته الاخيرة ونهضت من مكانها لتنتقل وتجلس على ساقيه كفتاه تدلل على ابيها واحاطت بيدها عنقه وهى تمسح من خلف رأسه برفق وقالت

_حبيبي ، صارحنى مش انا آيتك حبيبتك اول مرة تخبي عنى حاجه

_بس انا مش مخبي يا آيتى

_متضحكش عليا انا عارفه انك مش كذاب

زفر ايهاب زفرة حارة ف رن هاتفه ،نظرا الاثنين ناحيته وناولته آية اليه من على الطاولة

_سمر!! سمر مين

تلعثم ايهاب قليلا ولكن حاول التظاهر ب ان الموضوع عاديا

_سمر مرات حسين ياستى

ضيقت آية عيناها وقالت بنبرة متوجسه

_ودى عاوزة ايه منك

مط ايهاب شفتيه دليلا على عدم معرفته فتابعت آية تساؤلها

_انا ملاحظة انها بتكلمك كتير ، هما عايزين ايه يا ايهاب م تفهمنى

_اية احنا هناخد الليلة فسمر وجوزها ، سيبك منهم اكيد عاوزين يعزموا نفسهم عندنا تانى

اصل حسين دا تنح وانا عارفه من ايام دبي

دنى من شفتيها واكمل وهو ينظر إليهم

_خلينا احنا فموضوعنا

التهم شفتيها بشدة ،ابتعدت هى بالكاد من امامه ونهضت هاربة فنهض خلفها واتبعها

الى الطابق الاعلى يلهث خلفها وتتعالى ضحكاتها ،تُرفع القبعة إليك يا كابتن ايهاب

عرفت كيف تعالج الموضوع بحكمة وتواريه ،ولكن هل فى كل مرة سلمت الجرة!

❈-❈-❈

_إوعى اسمع منك كلمة فقير دى تانى ،دا إنتَ عندك كليتين يعملو 900 ألف جنيه!

_لا انا فقير ،فقير وغلبان مش زيكم عملتوهم على قلبكم اد كدا وسيبتونى وحدى ضال لحد م اتفنشت

اعتدل مارسيلينو فى جلسته ، ووضع الهاتف على أذنه الأخرى وهو يحاول نفض الاولى من صوت حسين المزعج ومما يقول

_انا عاوز بس اعرف انهى ريح بنت كلب حدفتك عليا وخلتك تكلمنى دلوقت ؟!

ترك حسين السيجارة من يده بعدما وصلت المنتصف ،اطفأها واعادها الى العلبة مرة اخرى وأكمل حديثه باهتمام مبالغ فيه ومبتذل

_مانا هقولك ياسينو انت مال خُلقك بقا كِنز كدا خليك سيريلاكس ،انا فتحت الفيس لاقيت اخبار انما ايييه فقولت اتطمن عليك بالمرة

التوت شفتى مارسيلينو حنقا واردف الى حسين باستياء

_لاقيت ايه يابوز الغراب ! يخربيت الل شار عليك برقمى

_لاقيت يامن كان فحريقه واتحرق هو ومراته ،واحد معلق له عالفيس ان كلنا ندعيله

_بسم الصليب!! ياساتر ياساتر يا حسييين

_والواد محمد جهاد كاتب بوست حزين وواحد قايله مش هترسى ع طلاق وهترجعوا ان شاء الله

_وجهاد هيطلق مراته تالت ولا سابع؟يالاهوى يالاهوى يالاهوى ...كمل كمل ياضفدعة النحس

_واسمع ، ايهاب شكله بقا فيه مصيبة كبيرة هتحصله عشان حلمت له حلم بيغرق فبركة طين

_دا اليوم هو الل كان مطين بطين يوم م عرفناك ياجالوس الطين

_ياعم هو فيه ايه،دا جزائى انى بتطمن عليكم !

قالها حسين بنبرة عالية ،فاردف الية مارسلينو بعدما قام برشم الصليب على نفسه عدة مرات تحصينا

_كدا بتطمن ولا بتموتنا بالبطئ باخبارك الشوم يابومة الخرابات!

_سيبك انت ، انت الل زى الفل مع المدام

اصتنع صفيرا دوى صوته فى إذن مارسيلينو على الجهة الاخرى

_ايه يا زفت طرشتنى

_ايوة ياعم اترقيت فالشركة ،ومعاك موزة اللهم لا حسد تحل من على مشنقة عشماوى

مالك انت بالمصايب الل احنا فيها

_لا عقبالك ويارب متقاطعش ،انا جالى السكر والضغط والتهاب المعدة والاذن الوسطى ولينزى من اسبوع

ادتنى شلوت خلت الطحال ينفجر وشيلته ورافعين على بعض قواضى وليلة كبيرة اوى سعادتك

حك حسين فى ذقنه اثر بحثه فى رف ملابس سمر بخزانتها عن اى نقود واردف الى سينو

_مممم ،اكيد جالك دا كله من الاكل ..دا انت بتحش حش يابنى

وبتاكل اكل ،الواحد بياكله ع شهر

سعل مارسيلينو فالحال بعدما انتهى حسين من كلمته الاخيرة التى القاها فى وجهه كالغبي ، ومن ثم ذهب ليتجرع جرعة ماء تذهب هذة السعله المفاجئة التى كادت ان تودى بروحه

ومن ثم تنفس الصعداءواردف بغضب

_غور ياض اقفل السكة ياض ،اقفل قفلوا عليك فرن امبابه الآلى

_انت اتحسدت،ياعم انسى انا بضحك معاك انت عارف انى بحبك يا سينو

_وانا لا

_مش مهم

تنهد مارسيلينو وتمتم بصوت مسموع نسبياً

_ هااااه ،ومانيل الصديق بالتمنى ولكنك تقع مرغما فى اشر الكلابا وماكان حسين رفيق قوم الا وكانت وقعتهم هبابا

ضحك حسين عالياً ومن ثم قال

_بقولك ايه ،ماتعزمنى يوم عندك دا احنا حتى جيران فالقاهرة

_لا مانا مشيت من القاهرة روحت العريش

_عمى فالعريش اجيلك

_انا خدت شقة بس هناك لكن عايش فحلايب

_بسيطه مواصله واكون عندك

_ماهم قطعوا المواصلات

_هشوف براشوت

_اقولك يا حسين تعالا جرى ،لاء

تعالى زحف...ولا اقولك الاحلى

_اييه؟

اغلق مارسيلينو الهاتف فى وجهه ووضع رقمه بالقائمة السوداء وتمتم بطريقته الساخرة

_يحرق صوتك على مكالماتك الهى تموت محروق ملدوع من تعبان فوشيا ،جاتك الهم!

لم تكن صداقةُ حسين ومارسيلينو صداقةً عادية يمكن وضعها في إطارٍ تقليدي؛ بل كانت علاقةً تُشبه تمامًا مطاردات القطّ والفأر، حيث الشغب لا يهدأ، والمشاكسات لا تتوقّف، والضحك ينفجر حتى من قلب الضيق. بدأت حكايتُهما منذ أيام سكنهما المشترك في دبي، حين جمعتهما الغربة في شقة واحدة، وكأن القدر اختار أن يضع شخصيتين متناقضتين تمامًا تحت سقفٍ واحد ليخلق من احتكاكهما شرارةً لا تنطفئ.


كان حسين، منذ اليوم الأول، معروفًا بأنه الإنسان الأكثر استفزازًا على وجه الأرض. بخيلٌ في عطائه، في مشاعره، وحتى في كلماته، وكأن كل كلمة يخرجها من فمه تحتاج إلى قرار جمهوري. أما حركاته السخيفة، فكانت حديثَ كل من عرفه؛ يختفي الطعام من الثلاجة فجأة، ثم يظهر حسين ليُقسِم أنه لم يلمس شيئًا، أو يطفئ الأنوار على مارسيلينو بحجّة أن «الكهربا مش ببلاش». ومع ذلك، كان في استفزازه ما يجعل الجميع يضحك رغماً عنه، كأن وجوده حالة عبثية لا يمكن إلا أن تُحَب رغم كل ما فيها من ضيق.

وعلى الجانب الآخر، كان مارسيلينو هو النقيض الكامل له؛ خفيف الدم، مُحبًّا للضحك، يدخل المكان فيضيئه، ويردّ على استفزازات حسين بكلمةٍ واحدة تُفجّر الضحك في القلوب. لم يكن يأخذ الأمور بجدية، بل كان يُحوّل بخَل حسين إلى مادة للسخرية، فيضحك عليه لا منه، ويجرّه إلى عالمه المرِح وكأنه طفلٌ يُمسك بيد طفلٍ آخر أكثر عنادًا منه.

في ذلك السكن القديم بدبي، كانت معاركهُما اليومية جزءًا من روتين الحياة. يبدأ اليوم بخلافٍ حول فاتورة المياه، يليه شجارٌ حول من استخدم آخر قطعة جبن، ثم ينتهي الليل بضحكة عالية تأتي من قلب مشهدٍ يبدو للغرباء كأنه كارثة، لكنه بالنسبة لهما كان عاديًا كتنفّس الهواء. كان حسين يتفنّن في إزعاج مارسيلينو: يخبّئ شاحن هاتفه، يختفي قبل موعد مشاركة التنظيف، أو يشتري شيئًا ويكتب عليه «ممنوع اللمس» بحروف كبيرة كأنما يدير متحفًا لا ثلاجة صغيرة.

ومع مرور الزمن، ورغم أنّ الحياة أخذت كلًّا منهما في طريق مختلف، فإن الروح التي وُلدت بينهما في تلك الشقة الصغيرة بقيت كما هي. كانا يلتقيان بين حينٍ وآخر، فيعود حسين إلى سخافته المرسومة على الملامح نفسها، وتعود استفزازاته كما لو أنّ السنين لم تمرّ، بينما يتلقّف مارسيلينو الأمر بضحكة عالية، يسخر منه، ويعيد تذكيره بأيام دبي التي كانت تبدو، رغم صعوبتها، أجمل بسبب تلك الفوضى التي جمعتهما.

اليوم، حين يجتمعان، يُعيد الزمن نفسه أمامهما: حسين يستفزّ الجميع بحركاته البخيلة والغريبة، ومارسيلينو يردّ عليه بخفّة، يضحك حتى الدموع، وكأنهما ما يزالان شابين في السكن نفسه. وفي عمق هذه المشاحنات المضحكة، يظلّ شيءٌ صادق لا يتغيّر: صداقةٌ وُلدت من الضجيج لا من الهدوء، ومن الاختلاف لا من التشابه، ومن المعارك الصغيرة التي صنعت بينهما رابطًا لا يشبه أي علاقة أخرى.

إنها صداقة تثبت أن بعض العلاقات تُبنى على الشغب، وأن بعض القلوب — مهما بدت قاسية أو بخيلة — تختبئ خلفها مودة لا تُقال بالكلمات، بل تُفهَم بالضحك وبحكايات لا تنتهي بين حسين ومارسيلينو، منذ دبي… وحتى الآن.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نور إسماعيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة