رواية جديدة البطة السودا لأسماء عبد الهادي - الفصل 5 - الإثنين 8/12/2025
قراءة رواية البطة السودا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية البطة السودا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أسماء عبد الهادي
الفصل الخامس
تم النشر الإثنين
8/12/2025
بعد حوالي شهر ع الاحداث
ربا كانت ف الجامعة
وتحديدا مدرّج كلية هندسة إلكترونية
المحاضرة قربت تخلص، والدكتور واقف بيشرح دايرة إلكترونية معقدة على السبورة، بين مكونات الترانزستور والمقاومات والجهد الكهربائي. الطلبة تايهين في المعادلات والداتا.
الدكتور
فيه حد يقدر يقوللي ايه الدروب والمشكلة اللي حصلت هنا
الكل سكت… الطلبة بدات تبص ل بعض ومحدش بيرد.
ربا كانت عارفة الاجابة بس مجروحة ترفع ايديها لكنها كانت رافعة وشها وكأنها متحمسة للإجابة ف حين ان الكل كان بيستخبى وبيوطي راسه علشان الدكتور ميختاروش
الدكتور لاحظ ربا فقال
إنتي يا آنسة… في آخر الصف. تعالي جربي تشرحي... تعالي اتفضلي هنا ع الاستدج
رُبا بصت حواليها بتوتر بدأت تاخد نفس عميق علشان تقدر تتكلم واتحركت من مكانها وراحت عند السبورة مسكت القلم، ووقفت قدام اللوحة الإلكترونية.وبصت شوية… وبعدين رسمت سهم توضيحي عند نقطة معيّنة.
وبعدين قالت بنبرة واثقة كأنها نسيت ان معاها حد ف المدرج
المشكلة اللي حصلت بسبب الترانزيستور مش ثابت وفيه مشكلة ف التوصيلات علشان كدا اثر على كفاءة الاشارة فعمل المشكلة اللي حصلت
الطلبة بدأوا يركزوا معاها، الدكتور معجب بشرحها وبيتابع التفاصيل اللي قالتها...بدقة متناهية
ولما خلصت قال بابتسامة
كلام مضبوط… ودي أول مرة من سنين أشوف طالبة في أول ترم تفهم الدايرة الكهربية بالطريقة دي.
الطلبة يصفقوا، وبعضهم يبص لها بانبهار.
رُبا ابتسمت بخجل ورجعت مكانها
بعد ما قالت
شكرا يا دكتور دي شهادة اعتز بيها
وبعد ما رجعت مكانها
ملك، زميلتها همست ليها وهي مبهورة:
ملك
هو انتي طالعة من شركة آبل ولا إيه؟!
رُبا ضحكت، بس الضحكة فيها وجع وعينيها سرحت بعيد
بعد المحاضرة، وهي ماشية في ساحة الكلية، مسكت موبايلها لقت رسالة من سماح
"أنا حاسة إنك فاجأتيهم النهاردة… فخورة بيكي يا عبقرية "
رُبا وقفت وابتسمت بس الدمعة وسط الابتسامه
رُبا بهمس
نفسي بابا يقولها… حتى لو مش فخور، يقول بس إني كويسة انه مهتم حتى
....
ع اخر اليوم دخلت بتول اوضة المكتب بتاع سليم
بتول
مساء الخير يا بابا انا جيت أطمن عليك، متصلتش بيا خالص طول اليوم يبقى اكيد حضرتك تعبان انت كويس يا بابا!!
سليم من غير ما يبص لها
اقفلي الباب وراكي يا بتول.
بتول وقفت شوية، حاسة إن في حاجة مش مظبوطة، بس قفلت الباب ودخلت قعدت جنبه ع الكرسي
بتول
في حاجة يا بابا؟ حضرتك كويس شكلك بيقول انك زعلان من حاجة
سليم رفع الورقة قدامها
الورقة دي... إمضيتك صح انا مش تايه عنها؟
بتول
دي؟! أيوه… بس دي نسخة ابتدائية، كنت براجع فيها البنود قبل ما...
سليم قاطعها بحدّة
قبل ما إيه؟ وقبل ما تعملي تعديلات في التوكيل العام؟! وتنقلي صلاحيات انا مقولتش عليها… لنفسك؟!
بتول بتوتر
أنا ماعملتش كده بنية وحشة يا بابا، كنت بس خايفة لو حصل لك حاجة، كل حاجة تتعطل...
سليم بانزعاج
وإزاي الورقة دي وصلت لفتون؟!
بتول بصدمة
فتون؟! وصلت لها إزاي؟ أنا ما وريتش الورقة دي لحد! دي كانت في الملف القديم بتاعي في المكتب، و…
سليم وقف بغضب لكنه مزعقش
إنتي أكتر حد وثقت فيه، وإنتي الوحيدة اللي كنت شايفها غير عن الباقيين… بس لما ألاقي ورقة زي دي، فيها إمضتك، وتعديلات من ورا ضهري، وتوصل في الآخر لعدوة ليكي… يبقى في حاجة غلط!
بتول بجدية
بابا، دي لعبة منها! هي اللي دخلت المكتب وأنا مش موجودة… يمكن صورتها، يمكن بدّلت حاجة، بس أنا عمري ما خنتك... ولا افكر اعمل حاجة تخالف حضرتك واظنك عارف دا كويس
سليم قعد بتأثر
عارف يا بنتي ومعنديش شك فيكي بس خايف عليكي من اللي بيحاول يوقع ما بيني وما بينك وكمان ورقة مهمة زي دي طالما وقعت ف ايد فتون يبقى انتي فى خطر ومش منتبهه لمصلحتك وحاجتك كويس
بتول كانت بتفكر ازاي الورقة دي وصلت لفتون
طلعت اللاب بتاعها وفضلت تدور ف الملفات عندها لحد ما لقت الملف
اهو يا بابا بص حضرتك دا الملف الابتدائي اللي انا عملته حتى شوف موجود ف مسودة يعني مش حقيقي ولا رسمي وكمان مفيهاش الكلام الموجود ف الورقة اللي مع حضرتك بامضتي دي ... اه افتكرت وقتها كنت بستخدم الطابعة اللي هنا ف مكتب حضرتك ... وطبعا فتون بتدخل هنا بحجة التنضيف ممكن تكون شافت نسخة منها واخدتها وعدلتها علشان تستخدمها ضدي دي حرباية بتتلون ع اللون اللي تقدر تخدع بيه اللي حواليها
سليم
قولتلك انا مكنتش شاكك فيكي يا بتول
بتول
كان لازم ابين لحضرتك الحقيقة علشان ميكونش فيه اي زعزعزة للثقة ما بينا فتون بمكرها تقدر تعمل شرخ ف جدار الثقة دا واحدة واحدة
سليم
علشان كده انا لازم اوهمها ان خطتها نجحت انها قدرت تكسر جدران الثقة بيني وبينك
بتول بعدم فهم حضرتك ناوي تعمل ايه يا بابا
سليم هنا على صوته وقال بصوت مسموع لانه متأكد ان فتون واقفة برا بتحاول تسترق السمع
ايه اللي مش مفهوم ف كلامي يا بتول ها ايه اللي مش مفهوم
بتول رمشت كم مرة بعدم فهم وبعدها فهمت فابتسمت ببلاهة
سليم
أنا بعد كل اللي عملته معاكي وممسكك كل حاجة عشان في الآخر تلفّي وتلعبي من ورا ضهري؟
تطلبّي تعديلات على الوصية؟!
بتول بتمثل إنها مصدومة وبتحاول تدافع عن نفسها
بابا… أنا والله ما…
سليم قاطعها
اسكتي!
من النهارده، انسي إن ليكي أي علاقة بأملاك العيلة.
روحي اتفضلي ع أوضتك، وفكّري في اللي عملتيه!
سراج وفتون كانوا واقفين برا واتبادلوا نظرات انتصار، وفتون مالك على سراج وهمست
قولتلك… هخرب العلاقة بينهم
سليم خرج من اوضة المكتب وعمل انه داخل وماشي زعلان ووشه كله غضب
بتول خرجت وراه وفضلن واقفة لثواني، قدام فتون… وبصت بها نظرة فيها احتقار وبعدها طلعت ع اوضتها
---
ف اوضة نوم الجد سليم
كان قاعد ع مكتبه قدامه اوراق وف ايده قلم بيكتب حاجة بحذر وتركيز شديد، وجنبه صندوق خشب صغير ع
"بكتب وانا ف كامل صحتي وقواي العقلية....قررت أن أُعيد توزيع إدارة الأملاك بطريقة تضمن حماية العيلة من الطمع والخداع"
خلص اللي كتبه
وحط الورقة في ظرف، ويدحط الظرف جوه الصندوق، وقفله ورجعه مكانه تاني
(بعد كده، رن على رقم معين
الجد سليم:
أيوه يا عم الحاج عادل… عايزك الصبح بدري تيجي تاخد ورق جديد للمحكمة.
بس السرّية التامة، ماحدش يعرف حاجة… لا سراج ولا غيره.
سكت شوية وبعدين قال بسخرية
المسرحية بدأت… ولسه فيها فصول كتير.
....
تاني يوم
في أوضة نوم سراج وفتون
سراج ضحك بخبث
أنا مش مصدق… أبويا بنفسه طرد بتول من الإدارة!
يعني إحنا اللي في الصورة دلوقتي، مفيش حد غيرنا!
فتون بابتسامة انتصار
عارف إيه أجمل حاجة؟
إننا ما استنّيناش موته… إحنا اللي قتلنا سلطته وهو حيّ... وهتنتمع بفلوسه ونلعب بيها قدامه وهو مش طايل منها مليم ونذله زي ما بيذلنا
ويتفرج علينا واحنا بنستولي على كل حاجة!
سراج
برافو يا فتون… الخطة كلها كانت فكرتك.
وتعديل المسودة بتاعة بتول فكرة عبقرية.
فتون بثقة
والأحلى من كده… إن منير ما يعرفش حاجة.
بس جه وقته يدخل في اللعب… كـ شريك مؤقت.
سراج رفع حاجبه
منير؟
إنتي لسه شايفة إنه ممكن ينفع؟
ده واد غبي!
فتون
الغبي نستخدمه وقت ما نحب وبعدها ونرميه.
بس حاليًا نحتاجه يوقّع معانا على تفويض يدينا حقّ التصرّف الكامل…
وأنا هعرف أجرّه بطريقتي المعتادة
ونزلت من اوضتها راحت ع التراس
منير كان قاعد يشرب شاي وبيلعب ف الفون
فتون
صباح الخير يا منّور... عامل ايه
منير باستغراب
منور.... إيه المناسبة؟ فتون بتدلعني فيه حاجة ولا ايه
فتون ضحكت
يا راجل… مانت إنت دمّك خفيف أهو، بس دايمًا حاطط نفسك برا العيلة... وكأنك مش مركز معانا
هو إحنا مش شركاء في البيت ده؟ مش عايزين نوقف مع بعض ايد واحدة؟
منير:
شركاء؟ من إمتى؟ مش أنتو كنتو دايمًا بتحطوني في الآخر وبكون اخر من يعلم ؟
فتون بمسكنة
والله يا منير، من غيرك سراج مش هيعرف يدير حاجة.
أنا وهو كنا بنتكلم إننا محتاجينك تساعدنا…
بس عايزين كل حاجة تكون رسمية، عشان نثبت لأبوك إننا بنشتغل كفريق.
منير:
رسمية إزاي؟
فتون مدّت له ورقة من ملف
تفويض بسيط… نقدر نوقّع باسمك في الاجتماعات، وأي حاجة تخص العيلة.
أنت هتكون معانا خطوة بخطوة.
منير بص للورقة بشك
مممم…
ماشي، بس أنا هوريها لحد قبل ما أوقّع....أنا صحيح غبي… بس مش أعمى... يا فتون
فتون
أكيد يا منور… خُد وقتك... وبعدين تعالى
...
عمر كان رايح ع شغله الصبح بدري زي عادته صبح على البواب
صباح الخير يا راجل يا طيب
البواب صباح الخير يا باشمهندس عمر
عمر
يسمع من بوءك ربنا يا عم حسين نفسي اشتغل بشهادتي بقا
عم حسين
ربنا هيدبرها متقلقش ان شاء الله هتفرج عن قريب
عمر بابتسامة صافية زي عادته
قبلت البشرى يا عم حسين ربنا يبشرك بالخير دايما...
واتحرك عمر ع مكان شغله ف التنضيف كالمعتاد
فضل ينضف وهو بيكلم نفسه
امتا هفضل انضف وامسح مش الموضوع دا طول اوي ولا ايه النظام
فجأه جاله المشرف اشرف
عمر فاضي ولا ف ايدك حاجة مهمة
عمر
لو كان التنضيف دا حاجة مهمة مينفعش تتأجل فأنا مش هكون فاضي
اشرف
عمر العامل اللي اسمه عبده قالي انك صلحت ليه مكنته من كم يوم
عمر هرش ف دماغه
عطلت منه وكان هيتعطل طول اليوم فقولت امشط عليها والحمد لله مشيت من ساعتها شغالة زي الحصان اهي
اشرف
طيب تعالى فيه مكنة تانية عطلانة والناس متعطلة بسببها والمهندس مش جاي النهاردة والباقيين مشغولين .. كدا فيها عطلة كم ساعة ودا مش حلو للانتاج هتعرف تصلحها
عمر
اشوف المكنة الاول يا استاذ اشرف
اشرف اخده ع المكنة كانت مكنة كبيرة وضخمة وباين انها معقدة
عمر بدأ يفحصها وبعدين سكت
اشرف
ايه هتعرف تصلحها ولا نستنى المهندس المسؤل
عمر لوى شفته
اظن معاك ملفي وعارف اني مهندس انا كمان ولا ايه
اشرف
طيب وريني فعلا مش كلام وبس
عمر بمكر علشان يطلع لتاني سلمة
ولو صلحتها ايه المقابل انا هنا مجرد عامل نضافة دي مش من اختصاصياتي اول مكنة صلحتها كدا بالحب
اشرف
عمر انت طلعت مش سهل انت بتستغل الموقف يا عمر
عمر
لا انت قولت لو اثبت جدارتي هترقى بقالي كتير ع الحال مش بتحرك مش يمكن جت الفرصة؟؟
اشرف
طيب صلحها ولو قدرت فعلا مش هتشتغل ف التنضيف تاني
عمر
هشتغل ف ايه
اشرف همسكك اشراف ع المكن ايه رايك
عمر
الاشراف مش من اختصاصاتي كمهندس
اشرف
عمر اطلع واحدة واحدة متطمعش توصل بسهولة
عمر ف نفسه
واثق اني لو طلعت هطلع للسما مرة واحدة وهيجي اليوم دا قريب اوي
بعدها بص لاشرف وقال
ماشي موافق
اشرف ناوله بدلة يلبسها فوق هدومه
يلا وريني شطارتك
.بدا عمر يشتغل ف المكنة لفترة طويلة
وهو بيمسح عرقه جاله اشرف وقال باستهزاء
ايه طلعت اكبر من طموحك ولا ايه
عمر
اخدت وقت اكتر من اللي كنت متوقعه .. الاعطال كانت كتيرة اوي
اشرف بسخرية
طب انزل انزل وانا هكلم المهندس وامري لله لازم اتذلل ليه علشان يجي
عمر نط من ع المكنة وقال
ليه هتكلمه يجي يعمل ايه
قالها وضغط ع زرار تشغيل الالة فاشتغلت
وسط اندهاش اشرف مكانش مصدق ان عمر قدر يصلحها
عمر بثقة
يجي يعمل ايه وباشمهندس عمر موجود .. اهي المكنة اتصلحت يا استاذ اشرف زي ما طلبت اتفضل تابع سير العمل
اشرف بفخر
كويس اوي يا عمر هكتب دا ف ملف الملاحظات بتاعك
عمر هزله دماغه بتفاؤل
...
ربا كانت ف الجامعة مركزة ف كل كلمة الدكاترة بيقولوها وبتتفاعل معاهم بحماس شديد لدرجة انها لفتت نظر كل الدكاترة ليها وعرفوا قد ايه هي عبقرية ودماغها كويسة جدا
فدكتور حب يختبرها وقال
ربا من فضلك تعرفي تصلحي الجهاز دا مش عارف هتقدري تصلحيه ولا لا انتي لسه مجرد طالبة ف سنة اولى يعني مش ملمة بكل حاجة
ربا
ممكن اجرب يا دكتور ولو معرفتش هقول لحضرتك متخافش مش هخرب الجهاز .
بدات ربا تفحص الجهاز بدقة وتتبع كل حاجة باسلوب حد فاهم بيعمل ايه كويس
الدكتور
الظاهر انك ع دراية كاملة باللي قدامك رغم انك لسه مستجدة
ربا
حسب الشغف يا دكتور انا بعمل أبحاث كتير علشان اعرف اكتر مش بس المنهج اللي بندرسه هنا ف الكلية
الدكتور برافو يا ربا برافو ها وصلتي للعطل فين
ربا
اه وصلت اولا الاسلاك متبدلة ودا خلى الاقطاب متضاربة بدل ما تعمل قوى جذب عملت قوى تنافر... دا غير انه كان فيه عطل قديم وصلحوه بالومنيوم استرخصوا النوع دا لازم استالس علشان ميتفاعلش يا دكتور
الدكتور كان معجب بربا وبذكاؤها جدا
فقال
لا برافو عليكي بجد كدا اضمنلك انك عديتي ف مادتي السنة دي خلاص
ربا
شكرا لحضرتك يا دكتور انا مبسوطة اني قدرت اجتاز الاختبار دا
الدكتور
لا وعرفتي انه كان اختبار كمان ممتاز ممتاز... استني بكرة او بعده وهتنتظري مني خبر هيعجبك اوي
ربا ابتسمت بأمل
حاضر يا دكتور انا هنتظر بشوق من دلوقتي
...
بعد ما عمر خلص شغله رجع ع البيت لقا ابوه بيصلح ف الراديو
السلام عليكم ازيك يا حج بتعمل ايه
ابوه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حمدا لله على السلامة يا عمر ادخل تعالى امك مريحة شوية هروح اصحيها تحضرلك الحمد الغدا
عمر
لالا سيبها نايمة براحتها انا مش صغير هدخل اغرف لنفسي عادي بس الاول اشوف الراديو اللي معصلج معاك دا
الاب
مش عارف مش عايز يشتغل ليه كنت بقلب على محطة القرآن مرة واحدة مرضيش يطلع اي صوت
هنا صحيت الام وجت لهم وقالت
قولتلك قولتلك كم مرة ياحج متلعبش فيه طالما مبتعرفش فيه هتبوظه واهو حصل.. عمر كان سايبه ع محطة القرآن شغال بحط الفيشة واشيلها وخلاص
عمر ابتسم
معلش يا امي هصلحه تاني عادي
الام
حمدا لله على السلامه يا حبيبي هقوم احضرلك الغدا
عمر
بردو قومتي خليكي مرتاحة كنت هجيبه انا عادي
الام
ميجليش قلب ابني حبيبي يرجع من الشغل واسيبه ياكل لواحده لازم اجيبله اكله واقعد اطمن عليه
عمر
يا حبيبتي يا امي ربنا يخليكوا ليا.. حيث كدا بقا عندي ليكم خبر حلو
الام
لا استنى اجيب الأكل وتقعد تحكيلنا وانت بتاكل انت ع لحم بطنك من الصبح
وبالفعل راحت جابت الأكل وعمر قعد ياكل
الاب ها يا عمر ايه الخبر الحلو.. لقيت بنت الحلال اخيرا
عمر ضحك
ياااه الموضوع دا لسه بدري عليه ومش ف دماغي خالص دلوقتي يا حج
الام
ليه يا حبيبي احنا عايزين نفرح بيك انا وابوك هنبيع حتة الارض اللي جنب البيت ومعايا غويشتين ورث من امي الله يرحمها تاخدهم وتشوف شقة صغيرة كدا لحد ما ربنا يكرمك ويفرجها من عنده
عمر
يا امي الموضوع دا لسه بدري عليه لما اثبت نفسي ف شغلي واحس اني قدرت استقر على الاقل نفسيا ابقى افكر ف موضوع الجواز دا.. ايه زهقتوا مني وعايزين تخلصوا مني بالسرعة دي
الام
يشهد ربنا يا بني انه يعلم اننا بنحبك قد ايه يا عمر
عمر
عارف يا امي من غير ما تقولي ربنا يكرمني واقدر اعوضكم عن كل اللي عملتوه علشاني
الاب
وهو الاهل منتظرين من عيالهم رد الجميل او تعويض عن تربيتهم ليهم انت ابننا يا عمر حتى لو مكناش اهلك الحقيقين بس انت ابننا وروحنا كمان
لحظة صمت وتأثر سادت ع الكل والكل عينه دمعت
فقطعها عمر وهو بيبتسم
اه صحيح نسيتوني الخبر اللي كنت هفرحكم بيه
الام
قول يا ابني ربنا يبشرك بالخير دايما
عمر
انا اترقيت ف شغلي مش هشتغل عامل نضافة تاني
الام
والله صحيح يا عمر يا ما انت كريم يارب انا لسه داعيالك النهاردة والحيت ف الدعا انك تبطل شغلة عامل النظافة دي يا بني
عمر بابتسامة صافية
وربنا استجاب يا امي واترقيت وبقيت مشرف على المكن
الاب
الف الف مبروك يا ابني عقبال ما تترقى كمان وكمان وتمسك اعلى المناصب أن شاء الله انت ابن حلال وتستاهل كل خير
الام
الحمد لله يا رب الحمد لله ربنا يجبر بخاطرك يا حبيبي يلا قوم ادخل رحيلك شوية
عمر
طب هصلح الراديو لابويا الاول
الام
لالا لما ترتاح انت الاول الراديو هيروح فين اهو قاعد اهو.. حتى ابوك يتسلى ف تصليحه شوية
فقام عمر ودخل اوضته يرتاح لكن فضلت كلمة ابوه تتردد ع مسامعه "انت ابن حلال وتستاهل كل خير"
فسأل نفسه بصوت مسموع
هل انا فعلا ابن حلال!!! هل ليا أهل حقيقين شرعيين ولا انا ايه بالظبط
فجأة قامت ف دماغه يقوم يجيب الصندوق اللي محطوط ف دلابه من سنين ولا عمره فكر يفتحه ولا يجي جنبه ولا حتى الفضول اخده انه يشوف محتواه ايه بس المرة دي كلمة ابوه خلته عايز يعرف ماضيه عايز يعرف على الأقل هو ابن حلال ولا حرام مش اكتر
مسك الصندوق ونفض عنه القماشه اللي لافاه امه فيها علشان تحفظه ولما
جه يفتحه أتراجع ف اللحظة الاخيرة وقال
وانت عايز تعرف الموضوع دا بالذات ليه يا عمر ليه تفتح ع نفسك وجع قلب انت في غنى عنه انت كدا كدا مش هتفتكر حاجة هيفيد بإيه اعرف مش هاخد الا وجع القلب وقلبة المزاج.. لا مش هفتحه خليه ماضي مينفعش يتنبش فيه تاني لحد ما يحين الوقت
ورجع القماشة تاني لفها زي ما كانت وحط الصندوق ف مكانه وراح مدد ع السرير بيبص للسقف من غير نوم
فضل نركز ف السقف شوية وهو بيقول لنفسه
عمر .. عمر... يا ترى دا اسمي الحقيقي ولا اهلي اللي مربيني هما اللي مختارينه ليا.. اااه يا عمر ااه
....
منير كان داخل اوضته لقا ورقة على مكتبه عرف أن فتون سابتها ليه مسك الورقة في إيده، وعلامات الشك باينة عليه فضل يقلب الورقة أكتر من مرة، وبعدين يطفتح الموبايل وفتح الكاميرا، وصورها)
منير
"أنا مش مرتاح لفتوم ولا لأخويا سراج… دول عايزين يلبّسوني في مصيبة وأنا ولا ليّ في الطور ولا في الطحين. انا طول عمري ماشي وراهم ودايما عكاكين بيوقعوني في الغلط "
اخد نفس عميق، واخد فونه معاه وخرج من اوضته وهو بيفكر في حاجة معينة
...
في وقت متأخر من الليل
بتول كانت في اوضتها بتابع شغلها فسمعت خبطة خفيفة على الباب
ولما قامت فتحت لقته منير اخوها
منير؟! إيه اللي جابك دلوقتي؟
منير دخل بسرعة
اسمعيني بس… أنا عارف إن مفيش بينا وفاق اوي بس فتون وسراج بيخططوا لحاجة كبيرة
ودخلوني فيها غصب عني...
بتول بقلق
دخلّوك إزاي يعني وازاي غصب عنك؟
منير طلع موبايله وورّاها صورة التفويض
منير
طلبوا مني أوقّع على الورقة دي...
بس أنا ماوقّعتش.
قلت لنفسي… الوحيدة اللي ممكن تفهم هما بيعملوا إيه، هي إنتي
بتول قرأت الورقة، وبصت لمنير بجدية
دي مش تفويض… دي توكيل باسمك ليهم
لو كنت وقّعت، كانوا هيقدروا يسحبوا باسمك أي حاجة من الشركة! وتتدبس انت فيها لو عملوا حاجات ملتوية هتكون انت الملوم
منير
يعني كانوا هيخلوني أديهم امضتي و واروح فيها وأنا مش داريان.
بتول بحذر
منير… إنت لسه تقدر تنقذ نفسك… ويمكن تساعدنا نوقفهم.
منير بصوت واطي
أنا معاكي… بس قوليلي أبدأ منين....انا من ايدك دي لايدك دي
بتول بصت لاخوها بتفاؤل وقالت
واخيرا هعرف اضم منير اخويا لصفي
يتبع
