-->

رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل الأخير - الإثنين 15/12/2025

 

قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية ترنيمة حب 

الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل الأخير

تم النشر يوم الإثنين 

15/12/2025



‏" شيئان لا أملك فيهما القرار: عُمري وقلبي ‏وأنا أعطيتك القلب والعُمر معًا، ولا تسألني ‏بعد ذلك أن أقدم لك الضمان "


أخذت علياء الملف من فريدة وبدأت تقرأ محتوياته بهدوء، وهي تراقب زوجها بنظراتها، تعلم مدى حبه لفريدة، لكن ما قام به اليوم أكد لها أنه شخص استثنائي، فمن النادر أن يكرس كل هذا الاهتمام لابنة زوجته، خاصة أن الأباء غالبًا ما يميلون لتفضيل أبنائهم البيولوجيين.

تحدثت علياء بهدوء وهي تتابع نظرات ابنتها لها: 

ـ نزار ده كتير أوي بجد.

أردف نزار بجدية، وهو يتنهد بعمق: 

ـ علياء، ده حق فريدة، مش معنى إني مش أبوها الحقيقي يبقى مالهاش حقوق عندي، بالعكس، لأني بشوفها بنتي الأولى اللي ارتبطت بيها من غير أي تأثير ولا مقابل.

اقتربت فريدة من نزار وهتفت بتأثر شديد: 

ـ أنا فعلاً مش فاكرة كتير عن طفولتي، بس اللي اتأكدت منه إن الأب مش اللي اسمه بيكون بس في شهادة الميلاد، بالعكس، ماما لما بتحكيلي عن ذكريات طفولتي وعلاقتي بحضرتك، كل ده بيزيد حبي واحترامي ليك، أنا شوفتك بابا من أول يوم، وإنت حقيقي الشخص الوحيد اللي تستحق تكون أب ليا، تعرف يا بابا، لو كان بابا الحقيقي لسه عايش، أظن مكنتش هحبه زي حضرتك، إنت عوضتني كتير يا بابا، وبوعدك أكون بنت ليك لآخر لحظة في حياتي.

هبطت دموع علياء وهي تتابع الحوار الدائر بين ابنتها ونزار، الذي هتف بمرح: 

ـ إيه يا علياء، بتعيطي ليه؟ متقوليش غيرانه من فريدة كمان؟

تحدثت علياء بابتسامة وهي تمسح دموعها بيدها: 

ـ أه غيرانه منها وباحسدها بجد على وجودك في حياتها، تعرف لما كنت بشوف علاقتك بيها في لندن وهي صغيرة، كنت بتعصب، مش عارفه ليه، كنت حاسه إنك هتكون ليها أقرب مني، بس لو الزمن رجع بيا تاني، كنت هتعمد أقربكم من بعض، إنت وهي عيلتي الحقيقية بجد، الاتنين اللي عندي القوة أحارب الكل علشانكم، وعلشان أشوفكم مبسوطين.

أجابها نزار بهدوء شديد: 

ـ وانتم عيلتي الأولى يا علياء، بسببكم رجعت لنزار القديم، من غير وجودكم في حياتي كنت هعيش تايه الباقي من حياتي.

استأذنت فريدة منهم لتتجه لغرفتها، وطلبت من والدتها أن يظل الملف معها. وبعد مغادرتها، هتفت علياء بجدية: 

ـ نزار، أنا مش عارفه أقولك إيه، بس ده كتير بجد، بعدين إنك تكتب ليها أسهم في شركتك مع آسر، وكمان بيت الريف اللي في لندن.

تنهد بهدوء وتحدث وهو يتجه للسرير: 

ـ حبيبتي، كفاية كلام، يلا ننام، بكره عندنا يوم طويل في المزرعة.

تعلم أنه لن يتراجع عن تنفيذ قراره، لتستلقي جواره على السرير، ليضمها بحب، وكانت نظراتهم تتحدث بدلاً عنهم، ليناموا معاً بعد ذلك.

❈-❈-❈

يوم جديد استيقظ الجميع وكانوا يشعرون بحماس شديد. تناولوا الإفطار معاً، ثم اتجهوا بسيارتهم بعد ذلك للمزرعة، ليصلوا خلف بعضهم. بدأت حالة من الفوضى بين الأطفال بسبب رغبة كل منهم في فعل شيء عكس الآخر. وبعد مشاورات، بدأوا أولاً بركوب الخيول. كانت ليلي مع نزار، وزين مع علياء، وجاسر مع والده. أما عاليا و يزن و فريدة و فيروز اتفقوا أن يكون هناك سباق مختلف بينهم بالخيول يكون متوسط السرعة. قرروا أن يشاهدوا سباق والديهم أولاً. ورفضت فاطيما الاشتراك معهم، وكانت تخشى أن يتعرض جاسر لإصابة أخرى، لكن طمئنها جسار أنه سينتبه عليه. لتبدأ السباق، وكان الجميع يتابع بحماس شديد أثناء السباق. كانت ليلي تتعمد أن يفوز جاسر، وحين كان يسبق نزار أو علياء تصرخ عليهم ليتراجعوا، لتشعر علياء بالغيظ منها. وانتهى السباق بفوز جسار وجاسر، ليعودوا ليجلسوا برفقة الجميع وسط أجواء مرحة.

تحدثت علياء بغيظ وهي تنظر لليلي: 

ـ إنتي مش هتشاركي معانا تاني، انسى.

أجابتها بعدم اهتمام وهي تجلس على قدم والدها: 

ـ أنا بشارك مع بابا مش معاكي.

قذفتها علياء بالوسادة الموضوعة بجانبها، ليهتف جسار بضحك: 

ـ أنا اتأكدت دلوقتي إنك طفلة أكتر من ليلي، فكرتني بزمان واحنا صغيرين، كانت تزعل لما تخسر، أهي ليلي بقت زيها.

بحثت علياء عن وسادة أخرى لتقذف جسار بها، لتهتف فاطيما وهي قادمة إليهم ببعض الساندويتشات والعصائر المختلفة حسب رغبة كل منهم: 

ـ أهدوا كفاية جنان، يلا كلوا الساندويتشات واشربوا العصير.

اتجهت فيروز برفقة عاليا و يزن و فريدة و تيم الذي انضم إليهم في وقت سابق ليبدأوا السباق الخاص بهم. وكان الجميع يقومون بتشجيعهم، ليفوز تيم بالمركز الأول و يزن الثاني، أما فريدة وفيروز وصلوا معاً في وقت واحد، و عاليا خلفهم. انتبه جسار لخرطوم مياه في الحديقة وتذكر ما فعلته علياء معه منذ عدة أيام في الفيلا حين سقط في حمام السباحة، ليضع جسار الخرطوم في الصنبور وقام بفتحه. انتبهت فاطيما له، ليشير إليها أن لا تخبر أحد. ابتعدت قليلاً و أخذت جاسر معها كي لا تصل المياه للجبيرة. لتصرخ علياء بعد أن اقترب جسار منها، وقفت لتختبئ خلف نزار، لكنها فشلت. لقد حدثت الفوضى الحقيقية الآن، لتركض أمامه، وكانت ليلي تضحك بقوة على والدتها. وبعد تدخل سليم، أغلق تيم الصنبور. ليصعد الجميع للأعلى ويبدلوا ثيابهم المبللة بالماء قبل عودتهم للفيلا مساءً.

❈-❈-❈

في اليوم التالي، اتجهت فريدة برفقة نزار وعلياء، وأصروا على تواجد جسار وفاطيما معهم أثناء شراء خاتم الخطبة. لتبدأ حالة استنفار من الجميع لمساعدتهم، فالموعد أصبح قريب. قامت علياء بدعوة جوليا صديقتها لتتواجد معهم يوم الخطوبة وتظل حتى موعد الزفاف، لترى العادات المصرية الجميلة. وبالفعل، أخبرتها أنها ستحضر برفقة ابنتها وابنها قبل موعد الخطبة بيومين.


قامت فاطيما بتصميم فستان الخطبة، ليثني الجميع عليه. قبل الخطبة بيومين، ذهب آسر برفقة جسار لاستقبال جوليا في المطار. وبعد أن أنهت الإجراءات، خرجت إليهم برفقة ابنائها. رحب بهم جسار واتجهوا للفيلا. وكانت سمية سعيدة لأنها التقت بها مجدداً. لكن هناك شيء لفت انتباه فيروز، ولم ينتبه أحد له، تعامل يزن مع ميغان، التي علمت اسمها أثناء تقديم علياء لهم. وصعدوا ليرتاحوا من السفر لغرفهم التي دلتهم علياء عليهم.

كان الجميع يتعامل بود مع الضيوف، ليأتي يوم الخطبة لتتم في الفيلا. ليحضر جميع الأصدقاء وبعض رجال الأعمال وبعض الشخصيات الذين يعملون في الشرطة بسبب عمل عز. بدأوا معاً برقصة هادئة، ثم لبس عز فريدة الخاتم. ليقوم الشباب بتشغيل بعض الأغاني الصاخبة، وكان الجميع سعيد. وكان يزن يرقص مع ميغان، لتراقبهم فيروز بحزن. لا تنكر أنها كانت تريد الصعود لغرفتها، لكنها تراجعت. ليقترب منها وليام شقيق ميغان، وأردف بهدوء وهو ينظر لها: 

ـ ممكن نرقص سوا؟

أومات برفض وتحدثت بجدية: 

ـ آسفه، مش بحب أرقص.

كانت ترغب في المغادرة والذهاب لوالدتها، ليقف أمامها كي يمنعها. كانت تبحث بعينيها عن أحد ليأتي إليها، ومن كانت ترغب في وجوده معها الآن ليس منتبه لها بسبب انشغاله مع أخرى. كانت ماسة ابنة كِنان تبحث عنها، لتجدها تقف مع شاب ويبدو عليها الضيق. 

اقتربت منهم وتحدثت بشك: 

ـ روزا، إنتي هنا وأنا بدور عليكي، تعالي معايا، طنط بتسال عليكي.

غادرت فيروز برفقة ماسة وصعدت لغرفتها لتبكي بقوة. حاولت ماسة تهدئتها لتخبرها إن لم تهدأ ستذهب وتخبر والدتها. لتمنعها فيروز، وظلت معها حتى انتهى الحفل. لتخبرها أنها ستأتي إليها في الغد. لتقرر فيروز النوم، فهي لا تريد رؤية أحد. بينما اتجه عز برفقة فريدة لأحد المطاعم ليقضوا معاً بعض الوقت احتفالاً بإتمام عقد قرانهم.

❈-❈-❈

في اليوم التالي، استيقظ الجميع وهبطوا للأسفل لتناول وجبة الإفطار، وانتبهت فاطيما لعدم تواجد فيروز. صعدت لرؤيتها، دلفت لغرفتها لتجدها ما زالت نائمة. اقتربت منها لتضع يدها على وجهها، وجدت حرارتها مرتفعة، لتشعر بالقلق. حاولت إيقاظها، لكنها استمعت لها تهذي ببعض الكلمات. اتجهت فاطيما للخارج سريعًا وقامت بالنداء على جسار ليأتي إليها. وبعد رؤيته لوضع فيروز، لم ينتظر ليأخذها للمستشفى، وذهبت فاطيما معهم. قام الطبيب بفحصها وأخبرهم أنها تعاني من حمى شديدة ويجب أن تظل عدة أيام تحت الملاحظة. دلفت فاطيما للغرفة وظلت جوارها، وبدأت الممرضة في وضع المحاليل الطبية لها. ليتجه جسار لرؤية الطبيب والتحدث معه لأنه يشعر أن هناك شيء آخر يخفيه عنهم.

دلف لرؤية الطبيب وجلس أمامه ليهتف بتوتر: 

ـ طمني يا دكتور، حالة فيروز إيه، وايه سبب الحمى؟

أجابه الطبيب بجدية: 

ـ أنا طلبت عمل فحوصات لها، بعد كده هقدر أحدد السبب إيه وأبلغكم.

أردف جسار بهدوء وحذر: 

ـ لو سمحت يا دكتور، لو النتائج فيها مرض خطير، بلغني الأول قبل أي شخص.

أومأ الطبيب برأسه موافقًا، وغادر جسار الغرفة ليتصل بكِنان، خائفًا من أن تكون فيروز تعاني من مشكلة في القلب مثل والدتها. وبعد أن أخبره كِنان بأنه سيذهب إليهم سريعًا، وجد جسار عدة مكالمات من نزار، الذي كان غاضبًا لعدم إخباره بما حدث لفيروز. أخبره جسار بحالة فيروز، لكن نزار أصر على المجيء، وعلم جسار أنه لن يستطيع منعه.

دخل الغرفة واقترب من زوجته، وحاول أن يظهر الاطمئنان رغم القلق الذي يعتلي وجهه، وقال بهدوء: 

ـ اهدي يا حبيبتي، فيروز هتتحسن، الدكتور قال إنها هتبقى كويسة.

قالت بلهفة ودموع وهي ترى فيروز فاقدة للوعي: 

ـ يا جسار، أنا خايفة عليها أوي، خلينا ناخدها ونسافر لندن، أنا مش هقدر أخسرها.

ربت على كتفها وقال بجدية: 

ـ هستنى النتائج، وكِنان قريب هيكون هنا ويعطينا رأيه النهائي.

نظرت له بتوسل أن يفعل شيء من أجل ابنتهم، لتجلس جوارها مرة أخرى، وبدأت حالة صمت بينهم. بعد مرور ساعة، وصل كِنان وقام بفحص فيروز، وأخبرهم أنه سيذهب لرؤية الطبيب ويعود إليهم، لأنه لن يستطيع فعل شيء قبل ظهور نتيجة الفحوصات. توجه كنان للخارج، وفي هذا الوقت وصل نزار برفقة علياء، وكانت تحاول تهدئة فاطيما. مر الوقت ببطء شديد، لتتفاجأ فاطيما بغياب كِنان وعدم عودة الطبيب، فهتفت بقلق: 

ـ جسار، شوف إيه الحكاية، كِنان اختفى، والدكتور مجاش تاني يشوف فيروز، هتستنى لامتى؟

قالت علياء بلهجة مطمئنة: 

ـ اهدي يا فاطيما، غالبًا بيستنوا نتيجة الفحوصات عشان يعرفوا إيه الإجراء اللي بعد كده.

استمعوا لصوت طرق على باب الغرفة، فتح جسار ليجد كِنان والطبيب قادمين إليهم معًا. قام الطبيب بفحص فيروز مرة أخرى، ووجد أن حرارتها لم تنخفض بعد. أمر الممرضة بملأ البانيو بالماء البارد لوضع فيروز فيه لبعض الوقت لمساعدتها في خفض حرارتها. كانت فاطيما تتابع ما يحدث بخوف شديد، وبينما كانت علياء تساعد الممرضة في إدخال فيروز إلى الحمام، عادت للخارج لمعرفة حقيقة ما يجري مع فيروز.

نظرت فاطمة إلى الطبيب بقلق بالغ وقالت: 

ـ أرجوك يا دكتور، طمني عن بنتي، إيه اللي بيحصل معاها؟

قال كِنان بهدوء: 

ـ أهدي يا فاطيما، فيروز هتتحسن، هي بس محتاجة شوية وقت، واضح إن الحمى شدت معاها بسرعة، لكن مع المتابعة والعلاج هتبقى كويسة، أنا هفضل مع الدكتور وهتابعها بنفسي، ومش هتخرج من هنا غير لما تبقى كويسة.

بعد وقت خرجت فيروز من الحمام بمساعدة الممرضة وعلياء، واستلقت على السرير مرة أخرى. أعطتها الممرضة المحلول، وتحدث الطبيب مع العائلة ليطمئنهم قبل أن يغادر. في المساء، غادر نزار وعلياء، ووعدوا بالعودة في اليوم التالي. بعد يومين، بدأت فيروز تفيق تدريجيًا، وبدأ الجميع يشعر بالراحة. لكن فيروز شعرت بحزن عميق لأن يزن لم يأتِ لزيارتها، فأدركت أن هذا قد يكون بداية النهاية لعلاقتهم.

بعد مرور 15 يومًا من العلاج في المستشفى، غادرت فيروز المستشفى وعادت إلى الفيلا. لكنها آثرت العزلة في غرفتها، ورفضت رؤية أي زوار. بفضل وجود عاليا وليلي وماسة، اللاتي بقين معها بعد موافقة والدي ماسة، حاولن جاهدات تخفيف العبء النفسي عنها وتقديم الدعم المعنوي.

مع اقتراب موعد زفافها، بدأت فريدة تشعر بسعادة كبيرة، وكانت تقوم بجولة مع عز ووالدتها لشراء بعض المستلزمات. وفي أحد الأيام، كانت علياء جالسة في الحديقة تنتظر فريدة للذهاب معها للتسوق. وفجأة، ظهر زين وليلي، واقتربا منها، مما جعلها تنظر إليهما بدهشة، حيث إن اجتماعهما معًا أمر نادر الحدوث.

هتفت ليلي بمرح وهي تجلس جوار والدتها: 

ـ يا ماما، وحشتيني أوي.

نظرت علياء إلى ليلي بفضول وأجابتها بهدوء: 

ـ وحشتيني يا حبيبتي، إيه اللي جابك هنا، وليه جايه مع زين؟

تحدثت ليلي بلهفة طفولية: 

ـ ماما، أنا وزين عاوزين منك طلبين، ياريت توافقينا عليهم.

نظرت علياء إلى ليلي وزين بفضول قائلة: 

ـ طيب، إيه هما الطلبين دول قولولي.

أشارت ليلي لزين ليتحدث، فقال بابتسامة هادئة: 

ـ أنا عاوز أجيب عصافير، وليلي عاوزه قطة، ياريت يا ماما توافقينا.

قالت علياء باستهزاء: 

ـ مستحيل أقبل طلب زي ده، خاصة القطة، لا لا لا، خلاص انسوا الموضوع ده خالص، يلا روحوا ادخلوا.

مع اقتراب فريدة، ضربت ليلي قدميها في الأرض بضيق، وقررت علياء الاستفادة من الفرصة لتعلن عن رحيلها الفوري دون قبول طلب ليلي وزين.

❈-❈-❈

مع اقتراب موعد زفاف فريدة، كانت الفرحة تملأ الجميع. كانت فريدة ترتدي فستان زفافها المصمم خصيصًا لها، وتشبه الأميرات. صعد نزار لأخذها من غرفتها، وقبل رأسها بحنان، ثم أمسك بيدها ونزلا معًا إلى القاعة. عند وصولهم، كانت علياء وعاليا وليلي وسلمى يقفن خلفها، بينما كان عز ينتظرها عند المدخل. بدأ الباب في الفتح ببطء، وكلما اقتربت منه، زاد توترها. سلمها نزار لعز، وساروا معًا على أنغام الموسيقى الهادئة حتى وصلوا إلى منتصف القاعة.

أردف عز بابتسامة وهو يمسك يد فريدة: 

ـ أنتِ حلوة أوي النهاردة.

نظرت فريدة له بخجل وأجابته: 

ـ شكرًا، يا عز، إنت كمان شكلك حلو.

أردف بحب وهو يضم وجهها بيديه: 

ـ مش مصدق إني هقضي حياتي كلها معاكِ.

كانت فريدة تشعر بالخجل من نظرات الجميع لها، لتتحدث وهي تنظر للأرض: 

ـ وأنا كمان مش مصدقة، أنا فرحانة أوي بوجودك في حياتي. 

نظر لها وهتف بحب وهو يرفع وجهها وينظر في عينيها: 

ـ بحبك، يا فريدة.

أردفت بابتسامة هادئة: 

ـ بحبك كمان، يا عز.

أشار لشفتيها بيده لتشعر بالحرج، ولم يعطها وقتًا للاعتراض، ليقترب منها ويقبلها بحب، والجميع في القاعة يبتسمون ويمطرونهم بالورود.

مع بداية الأغنية الرومانسية، طلب نزار من علياء أن ترقص معه، وانضم إليهم جسار وفاطيما. أثناء رقصهم، اقتربت ليلي منهم، ونظرت علياء إليها بفضول. ابتعدت علياء عن نزار قليلًا، وقالت بجدية: 

ـ ليلي، إيه اللي جابك هنا؟ قولت لك مفيش قطط، خلاص انسى الموضوع.

اقتربت ليلي من نزار، ونظرت إليه بابتسامة، وقالت ببراءة: 

ـ بابا، أنا عاوزه أرقص معاك.

نظرت علياء لها بضيق ووقفت لترى رد نزار عليها. كان جسار يتابع المشهد ليذكر يوم زفافه حين رفض نزار أن يرقص جسار مع فاطيما وظل هو يرقص معها حتى انتهاء الحفل.

حمل نزار ليلي وبدأ بالرقص معها، بينما ابتعدت علياء بسرعة، وهي تشعر بالغضب والاستياء من تصرفات ليلي المتمردة.

ذهبت فريدة مع عز إلى المطار لقضاء شهر العسل، بينما عاد الآخرون إلى منازلهم. في غرفتها، جلست علياء بعد أن تأكدت من سلامة أولادها. عندما حاول نزار الاقتراب منها، ابتعدت عنه وقالت باستهزاء:

ـ سيبتها وجيت ليه دلوقتي؟

أمسك يديها ليقبلها، ونظرت له بهدوء. ليهتف بجدية: 

ـ أنا هنا مع حبيبتي، بس لو مش عاوزاني هروح أوضة تانية.


وقفت أمامه لتمنعه من الرحيل وتحدثت بغيظ شديد: 

ـ طيب أخرج يا دكتور من الأوضة بس، النتيجة هتصدمك.

‏نظر لها بابتسامة لينهال عليها بكلمات العشق التي تجعلها تذوب بين يديه. ليهتف بحب وهو ينظر في عينيها: 

ـ يشقيني أنك حلوة بهذه الطريقة، حلوة جدًا إلى درجة أنه يمكنني خسارة مسرات كثيرة لمجرد أني أقوم بتفويت لحظة رائعة تخصك، كأن أفوت لحظة وجهك وهو ينهب مهجة العالم ويضحك.

في لحظة امتزاج الشفاه، حملها بين ذراعيه، وغرقا في عالم خاص بهما، حيث الحب يتدفق بقوة أكبر مع كل مرة، وكأن كل لحظة تُكتب فيها قصة حب جديدة.


بفضل الله انتهت هذه القصة، ولكن هناك المزيد من الأحداث والقصص التي سنكشف عنها في المستقبل القريب.

تمت

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة