-->

رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 37 - الأربعاء 3/12/2025

 

قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية ترنيمة حب 

الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل السابع والثلاثون 

تم النشر يوم الأربعاء 

3/12/2025


يظلُّ وجهُ الحبيب جديداً على كل نظرة من مُحِبه ،وإن طالَ تردادُ النظرِ وتكرارُه، كأنّ الوقت َلا يمضى معه كما يمضي مع الأشياء..


استمع نزار إلى الطبيبة بقلق، بينما كانت علياء تنظر إليه بسعادة وخوف في آن واحد، خوفها من تكرار فقدان الجنين كان واضحًا. أخبر نزار الطبيبة بتاريخ علياء مع الإجهاض، والتحذيرات التي تلقاها بشأن حملها في الفترة الأخيرة. ردت الطبيبة بالطمأنينة، مؤكدة أن الوضع مستقر الآن، وشددت على ضرورة المتابعة الطبية المنتظمة وتجنب الإجهاد خلال فترة الحمل. على الرغم من قلق نزار، إلا أن علياء كانت تشعر بسعادة غامرة لحدوث الحمل مجددًا، خاصة بعد أن فقدت الأمل في الإنجاب مرة أخرى. بعد مغادرتهم المستشفى، وجدوا أطفالهم ينتظرونهم في المنزل. أرادت علياء مشاركة خبر حملها معهم، ولكنها رأت من الأفضل مناقشة الأمر مع نزار أولاً. هذه المرة، كانت مصممة على بذل كل جهد ممكن لحماية جنينها الذي لم يولد بعد.

تناولت العائلة العشاء معًا، وبدا واضحًا على نزار وعلياء حالة من القلق، لاحظها الأولاد لكنهم فضلوا الانتظار حتى يأتي الوقت المناسب لمعرفة ما يحدث. رفض نزار أن تساعد علياء في إعداد الطعام، وذكّرها بضرورة الراحة وتجنب الإجهاد خلال هذه الفترة. بعد انتهاء العشاء، صعد الزوجان إلى غرفتهما، وذهبت علياء لتغير ملابسها بينما جلس نزار على الكرسي، يفكر بعمق في المستقبل وما قد يحمله من تحديات. شعر نزار بخوف كبير على زوجته، وقرر الاتصال بالطبيبة المصرية في الغد ليتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام. أغمض عينيه، والإرهاق والقلق يسيطران عليه.

جلست علياء بقرب نزار، ووضعت يدها على كتفه، وهتفت بصوت هادئ: 

ـ نزار، اهدى واطمن، أنا هعمل كل اللي في وسعي علشان أحافظ على الجنين.

نظر نزار إليها، ووجد في عينيها طمأنينة حقيقية، فشعر ببعض الراحة، لكن خوفه على زوجته وجنينها لم يزل كاملاً..

قال نزار بجدية، وهو يمسك بيد علياء: 

ـ هكلم الدكتورة نادية بكرة علشان أشوف إيه اللى هنعمله.

نظرت إليه علياء بثقة، وبدا عليها الارتياح لحرصه على استشارة الطبيبة قبل اتخاذ أي قرار. هزت رأسها موافقة، وهي تعلم أنه يفعل ذلك من باب الحرص على صحتها وسلامة جنينها.

أومأت علياء برأسها موافقةً على كلام نزار، ثم هتف بجدية وهو يقودها نحو الفراش: 

ـ مفيش نزول للشركة في الفترة دي لأي سبب، وترتاحي خالص. مفيش أي مجهود، والاعتراض مش مقبول.

نظرت إليه علياء بجدية ممزوجة بالتفهم، وهي تعلم أن كل هذا يأتي من حرصه على صحتها وسلامة حملها.

ضمها نزار بقوة، فغفت علياء بسرعة بسبب شعورها بالإرهاق. أما هو، فظل مستيقظًا، يفكر في المستقبل بقلق وتوتر، بعد أن سيطرت عليه مخاوفه منذ علمه بحملها. نام في وقت متأخر من الليل.

في صباح اليوم التالي، استيقظ نزار أولاً، فوجد علياء ما زالت نائمة. انحنى ليقبل جبينها بحنان، ثم ذهب ليبدل ملابسه ويتوجه إلى الشركة. ابتداءً من اليوم، سيكون عليه إدارة وقته بعناية ليتمكن من التواجد مع أسرته لفترة أطول.

استيقظت علياء لاحقًا، ووجدت مكان نزار فارغًا. جلست على الفراش ونظرت حولها لتجده قادمًا إليها بعد أن ارتدى بدلته الرسمية. جلس أمامها وتحدث بهدوء وهو يمسك بوجهها بين يديه: 

ـ هروح الشركة عندي اجتماع مهم، مش هتأخر عليكي. خلي بالك من نفسك، وبلاش إجهاد.

ابتسمت علياء ابتسامة هادئة وأكدت له بثقة: 

ـ اطمن يا حبيبي، إحنا كويسين.

وضعت يدها على بطنها، ومددت يدها الأخرى لتضع يد نزار على بطنها، في حركة رقيقة تعبر عن الحب والاطمئنان. قبل نزار شفتيها بحنان، ثم غادر المنزل بسرعة، حريصًا على عدم نسيان تحذيرات الطبيبة بشأن أهمية راحة علياء خلال فترة الحمل.

بعد مغادرة نزار، توجهت علياء إلى الطابق السفلي لتجد أن الخادمة قد أعدت لها الإفطار. ابتسمت بهدوء، متأكدة أن نزار هو من طلب ذلك، خاصة بعد أن رأت كوب الحليب بدلاً من فنجان القهوة. خضعت لتنفيذ رغبة زوجها، ثم جلست في الحديقة بعد ذلك. شعرت بالملل بعض الشيء بسبب عدم وجود الأولاد، لكنها قررت الانتظار عدة أيام قبل محاولة إقناع نزار بعودتها إلى العمل.

اتصلت علياء بجوليا، صديقتها الطبيبة التي كانت تشرف على علاج سمية. تحدثتا معًا لبعض الوقت، ثم أنهت علياء المكالمة. كانت تود الاتصال بفاطيما وإخبارها بحملها، لكنها قررت الانتظار حتى يشاركها نزار الخبر معًا.

في الوقت نفسه، أنهى نزار أعماله بسرعة، ثم اتصل بالطبيبة في مصر وأخبرها بحمل علياء وقلقه عليها. ردت الطبيبة بكل طمأنينة، مؤكدة له أنها تجاوزت الفترة الحرجة، وعليهم الآن الالتزام بتعليمات الطبيبة المسؤولة عن حالة علياء في لندن. أكدت له أن كل شيء سيكون على ما يرام، وأن عليهم فقط اتباع الإرشادات الطبية بدقة.

عادت فريدة برفقة أخواتها من المدرسة، ووجدوا والدتهم تنتظرهم في المنزل. ازداد تعجبهم، فقد اعتادوا أن والدتهم نادرًا ما تجلس في المنزل خلال النهار. هتفت فريدة بقلق: 

ـ إيه الحكاية يا ماما؟ هو حضرتك مروحتيش الشركة النهاردة!!

نظرت إليها علياء بابتسامة، محاولة تهدئة قلق ابنتها.

طمأنت علياء ابنتها بابتسامة حنونة: 

ـ اطمني يا حبيبتي، أنا كويسة. فيه موضوع مهم هنتكلم فيه أنا ونزار لما نتجمع بالليل. دلوقتي يلا ادخلوا ارتاحوا وخلصوا واجباتكم علشان تكونوا جاهزين بالليل.

نظرت فريدة إلى والدتها بتساؤل، لكنها لم تضغط أكثر، وذهبت مع أخواتها لبدء أداء واجباتهم.

صعدت فريدة للأعلى برفقة يزن وعاليا لينهوا مذاكرتهم، وهم يتساءلون ما الذي يحدث مع والديهم. عاد نزار إلى المنزل في وقت مبكر، وبحث عن علياء في الطابق السفلي. أخبرته الخادمة أنها صعدت إلى غرفتها لتستريح بعض الوقت. صعد نزار إلى الغرفة ليجدها جالسة على الفراش. اقترب منها وتحدث بقلق: 

ـ علياء، إيه الحكاية؟ حاسة بإيه؟

نظرت إليه علياء بابتسامة خفيفة، محاولة تهدئة مخاوفه.

وضعت علياء يدها في يد نزار، وبدأت تتحدث بهدوء: 

ـ اطمن يا حبيبي، إحنا كويسين. بلاش قلق يا دكتور، لأن القلق هيأثر علينا.

نظر نزار إليها نظرة طويلة، محاولاً بث الطمأنينة في قلبها، وتأكيدًا لحبه لها. تذكر كلام الطبيبة عن أهمية الحالة النفسية خلال هذه الفترة، فشعر بمسؤوليته تجاهها وتجاه جنينهما.

قال نزار بجدية وهو يتوجه إلى خزانة الملابس ليبدل ملابسه: 

ـ كلمت الدكتورة نادية وطمنتني، أهم شيء دلوقتي الراحة والهدوء. بعد العشا هنقول للبنات ونتصل بفاطيما وعمتي علشان يبقوا عارفين. 

وافقت علياء على الفور، وهي تتطلع إلى مشاركة الأخبار السعيدة مع العائلة والأصدقاء.

بدل نزار ملابسه وهبط للأسفل مع علياء ليجد أولاده ينتظرونه برفقة تيم. قرر تأجيل الحديث معهم حتى ينتهوا من تناول العشاء. كانت فريدة تراقب ما يحدث بقلق. أنهوا الطعام واتجهوا للصالة، فأحضرت الخادمة حليبًا لعلياء. نظرت علياء لنزار بتوسل، فأشار لها بتناوله بهدوء. هتفت عاليا بصوت منخفض وهي تنظر لفريدة: 

ـ ماما بتشرب لبن، غريبة! إيه الحكاية يا محامية المستقبل؟

نظرت فريدة إلى والدتها بفضول، وهي تتساءل عن السبب وراء شرب الحليب بدلاً من العصير أو الشاي.

تحدث نزار بجدية وهو يراقب نظرات أولاده: 

ـ عندنا لكم خبر هيفرحكم.

ـ أردف يزن بهدوء وهو ينظر لوالده: 

ـ إيه الحكاية يا بابا؟ هنسافر مصر ولا إيه؟

نظر نزار إلى علياء بابتسامة خفيفة قبل أن يرد: 

ـ لا يا يزن، الخبر مش عن السفر. الخبر إن...

وتوقف نزار عن الحديث، منتظرًا اللحظة المناسبة ليكمل حديثه.

تابعت علياء ردود أفعال أولادها باهتمام، ثم قررت أن تخبرهم بنفسها. قالت بابتسامة مشرقة: 

ـ أنا حامل يا حبايبي.

فوجئ الأولاد بالخبر، لكن الفرحة سرعان ما غمرت وجوههم. صاحت عاليا بفرح: 

ـ مبروك يا ماما!

وهرع يزن وفريدة ليعانقوا والدتهم بحرارة.

هتفت فريدة بسعادة بعد أن ابتعدت عن والدتها: 

ـ مبروك يا ماما، بجد أحلى خبر نسمعه من فترة طويلة.

نظرت علياء إلى ابنتها بامتنان وحب، وهي تستمتع بفرحة أولادها. 

تحدثت عاليا بمكر وهي تنظر ليزن: 

ـ المرة دي يبقى ولد بقى، علشان يزن ميبقاش لوحده.

أجاب يزن بغيظ وهو ينظر لوالدته التي تتابع حديث أولادها بسعادة: 

ـ لا، هتبقى بنت، مش عاوز أولاد أنا. نظرت علياء إلى ابنها بابتسامة حنونة، وقالت: 

ـ ليه يا يزن، مش عايز أخ صغير؟

أجاب يزن وهو ينظر لوالدته: 

ـ هو حضرتك عاوزة بنت ولا ولد؟

نظرت علياء إلى ابنها بابتسامة، وقالت: 

ًـ مش مهم بنت ولا ولد، المهم إننا نفرح بيه وبيبقى إضافة حلوة للعيلة.

ابتسم يزن وقال: 

ـ أكيد يا ماما، احنا كلنا هنحب المولود الجديد.

وعلت الابتسامات على وجوه الجميع، وهم يتحدثون عن المولود القادم بفرحة ولهفة.

عمت السعادة أجواء المنزل وقام نزار بالاتصال بشقيقته وأخبرها بحمل زوجته لتهنئه وكانت سعيدة من أجلهم. لتخبر فاطيما العائلة بعد ذلك ليقوموا بالاتصال بنزار ليهنئوه بالمولود القادم. وأخبره جسار أنه سيذهب إليهم مع اقتراب موعد ولادة علياء برفقة فاطيما كي يساعدوهم ويكونوا بجوارهم لتبدأ مرحلة مميزة في حياتهم. وكان نزار يهتم بعلياء كثيراً. ليمر أربعة أشهر من الحمل، لتذهب علياء برفقة نزار لمعرفة نوع الجنين وبداخلها ترقب شديد لتحديد إن كان ولدًا أو فتاة.

كانت علياء تنظر للجهاز بحماس، ونزار يقف جوارها، ينتظران بفارغ الصبر معرفة نوع الجنين. هتفت الطبيبة بجدية: 

ـ المرة دي مش ولد ولا بنت.

نظرت علياء لنزار بتعجب، وبدت على وجهها علامات الاستغراب. أكملت الطبيبة حديثها بابتسامة: 

ـ مبروك، هيبقى عندكم ولد وبنت. نظر نزار وعلياء لبعضهما بدهشة وفرحة، وعلت على وجوههم ابتسامات سعيدة.

بعد انتهاء الفحص، عادت علياء برفقة نزار إلى المنزل، وهناك أخبروا أولادهم بخبر توقعهم لمولودين توأم، فشعروا بسعادة غامرة وانتظار مشوق للضيفين الجدد.

مرت أشهر الحمل بهدوء على علياء، وكان نزار يهتم بها جيدًا، ويحرص على راحتها وسعادتها. ومع اقتراب موعد الولادة، سافر إليهم سمية وسليم برفقة جسار وأسرته، وكان الجميع متحمسًا لاستقبال أفراد جدد في العائلة.

جاء يوم الولادة، وكانت علياء تشعر بألم شديد، وأصر نزار على أن يكون معها في غرفة العمليات. وعندما وضعت علياء مولوديها، استمع نزار لصوت بكائهما، وسلمتهما الطبيبة له ليحملهما ويضمهما برفق بين يديه. بعد ذلك، أخذتهم الممرضة ليقوم طبيب الأطفال بفحصهما، وتم نقل علياء إلى غرفة عادية.

هنأ الجميع علياء ونزار بقدوم المولودين، وعبروا عن سعادتهم الغامرة بهذا الخبر السعيد. وفي اليوم التالي، غادرت علياء المستشفى عائدة إلى المنزل وسط سعادة الجميع وفرحتهم بقدوم الضيفين الجدد.

بعد ولادة التوأم، تم تسمية المولودين زين وليلي. اختارت علياء اسم زين ليكون قريبًا من اسم والده وشقيقه، واختار نزار اسم ليلي، فابتسمت علياء له بعد اختياره، لأن الاسم كان يحمل ذكرى والدتها. أضاف وصول زين وليلي سعادة كبيرة للعائلة، ليس فقط للأب والأم، بل ولأخويهما أيضًا.

بقي جسار وفاطيما مع العائلة لمدة شهرين لمساعدتهم في الاعتناء بالمولودين، ثم عادا إلى مصر بعد أن اطمئنا على استقرار الأوضاع. أما سمية وسليم، فقد بقيا مع علياء لأنها كانت بحاجة إلى مساعدة ودعم خلال هذه الفترة. وكانت فريدة، عندما تعود من المدرسة، تساعد جدتها وجدها في بعض الأحيان، وتساهم في رعاية أخويها الجدد.

❈-❈-❈

مر عامان على ولادة التوأم، وتبدلت حياة الجميع. دخلت فريدة الجامعة، وأصبح يزن وعاليا في مرحلة جديدة من حياتهم، بينما كان للصغار زين وليلي طابع مميز. شعر يزن وعاليا بالغيرة بسبب اهتمام والدتهم بأشقائهما الصغار، لكن نزار تحدث معهم وأخبرهم أنهم بحاجة للاهتمام، فتفهموا الأمر بهدوء. وحاول نزار التواجد معهم وقت أطول.

مرت أعوام أخرى، وأصبح عمر زين وليلي خمس سنوات. تخرجت فريدة من الجامعة وبدأت العمل مع نزار في الشركة كمحامية. لكن كانت هناك علاقة مختلفة بين ليلي ووالدتها، حيث شعرت ليلي بغيرة شديدة بسبب اهتمام نزار بها وقربها منه.

في أحد الليالي، كانت علياء ونزار جالسين يتحدثان عن خطتهما لقضاء العطلة في مصر. استمعا لصوت طرق على الباب، فذهبت علياء لتفتح. دخلت ليلي وجلست على الفراش، وضمت يدها على صدرها. ابتسم نزار لها، بينما هتفت علياء بغيظ: 

ًـ نعم يا آنسة ليلي، خير؟ ليه جيتي هنا؟

أجابتها ليلي بهدوء شديد: 

ـ هنام هنا مع بابا.

نظرت علياء إلى نزار بتعجب، بينما ابتسم نزار لليلي وقال: 

ـ طبعًا يا حبيبتي، تعالى نامي مع بابا.

ومد يده لليلي لتتسلل إلى الفراش بجانبه، بينما شعرت علياء ببعض الضيق من الموقف.

نادت علياء بصوت مرتفع على عاليا وفريدة لتأتيان إليها سريعًا. وقفوا أمامها، وبدت على وجوههم علامات الاستغراب. 

هتفت علياء بسخرية وهي تنظر لليلي: 

ـ يلا روحي نامي مع اخواتك.

أومأت ليلي برفض، وبدأت تتحدث وهي تنظر لوالدها: 

ـ لا، هنام مع بابي، علشان هما بيضربوني.

نظر نزار إلى ليلي بقلق، بينما شعرت علياء بالانزعاج من تصرف ليلي. تدخل نزار ليهدئ الموقف وقال: 

ـ خلاص يا ليلي، هما مش هيضربوكي، تعالى نقعد نتكلم.

لكن ليلي أصرت على موقفها واقتربت أكثر من والدها.

أردفت عاليا بغيظ من اتهام ليلي لها: 

ـ إحنا بنضربك برضه؟!

نظرت ليلي إلى عاليا بحدة، بينما حاولت فريدة التدخل لتهدئة الموقف قبل أن يتفاقم.

تحدثت فريدة بهدوء وهي تجلس جوار ليلي وتُمسد على شعرها: 

ـ تعالي معايا وهنلعب سوا، أنا وإنتي. يلا يا حبيبتي، ماما تعبانة وعاوزة تنام.

نظرت ليلي إلى فريدة بابتسامة صغيرة، وبدأت تستجيب لطلبها، فقامت لتذهب معها إلى غرفتها وتلعب معها، بينما تنهدت علياء بارتياح.

نظرت علياء لنزار بغيظ بعد مغادرة أولادها الغرفة، وهتفت وهي تلقي الوسادة عليه: 

ـ تعالي يا حبيبتي أنت بتحب تغيظني أكتر منها طيب، كانت تنام هنا كده وقتها كنت روحت نمت مع يزن وزين وخليك مع بنتك بقى، خلصت من عاليا جات ليلي.

نظر نزار إلى علياء بابتسامة، ورفع الوسادة من عليه ليهتف بجدية وهو يمسك يدها وجعلها تجلس أمامه: 

ـ إنتي عارفة كويس إني حبي ليهم أساسه حبي ليكي، بعدين حبي لليلي علشان شبهك في كل حاجة، عندي اتنين علياء في البيت.

نظرت علياء إليه بابتسامة، وبدأت تشعر بالارتياح من كلامه، بينما أكمل نزار: 

ـ واحدة كبيرة وواحدة صغيرة، وكل واحدة فيهم جميلة بطريقتها.

ضمها بحب، لتقترب منه وتنام جواره. قالت علياء: 

ـ أكتر حاجة مجنناني إنها عنيدة، اللي يشوف علاقة يزن وعاليا ويشوف ليلي وزين يقول إنها مش توأم، دي بتضربه وتقولي ماما عاوزه ألعب مصارعة زي عمو اللي بشوفه على التلفزيون.

ضحك نزار وقال: 

ـ يمكن عشان ليلي شبهك في العناد، وزي ما بتقولي دايمًا، البنت شبة أمها.

"أجابته بضحك وهي تنظر له:

ـ اه عنيدة، بس مش لدرجة العب مصارعة يا حبيبي، أنا بخاف على زين منها.

ضحك نزار أكثر وهتف بمرح: 

ـ بصراحة بنتك قوية زيك، بس علشان لسه صغيرة، لما تكبر هتهدى، اطمني.

ابتسمت علياء وقالت: 

ـ ياريت تهدى شوية، أنا تعبت منها ومن يزن وزين وعاليا.

ضمها نزار إليه وقال: 

ـ كلهم هيهدوا لما يكبروا، بس دلوقتي استمتعي بطفولتهم.

أومأت بموافقة ليناموا سريعًا. وفي الصباح، استيقظ نزار وعلياء على صوت مرتفع في الخارج. خرجوا سريعًا لرؤية ما حدث، ووجدوا ليلي تبكي بقوة وفريدة تحاول تهدئتها، و يزن يقف وينظر لها بغضب، وزين يمسك يد عاليا وينظر بخوف لهم. تحدثت علياء بقلق وهي تقترب من ليلي: 

ـ إيه الحكاية، ليه بتعيطي؟ 

أردفت عاليا بتوتر وهي تنظر لوالديها: 

ـ يزن ضربها علشان كسرت الايباد بتاعه اللي خاله جابه ليه يوم عيد ميلاده.

نظر نزار إلى يزن بجدية، بينما حاولت علياء تهدئة ليلي التي مازالت تبكي. سأل نزار يزن: 

ـ إيه اللي حصل يا يزن؟ ليه ضربت ليلي؟

تحدث يزن بتوتر وهو يخشى عقاب والده له، لأنه حذره في السابق من ضرب أخوته وأخبره إن حدث شيء منهم يخبره وهو سيعاقبهم: 

ـ كانت بتجري ورا زين وشدت الايباد من على الكرسي. 

نظر نزار إلى ليلي، وقال: 

ـ وإنتي كسرتيه فعلًا؟

أجابته ليلي بدموع وهي تنظر له: 

ـ لا يا بابا، بلعب أنا وزين وبجري على الكرسي وقع، يزن مصمم إني كسرته.

تحدث نزار بغضب مصطنع: 

ـ اعتذر لأختك، ولو ضربتها تاني رد فعلي هيزعلك مني، سمعت؟

نظر يزن إلى الأرض وقال: 

ـ سمعت يا بابا.

ثم نظر إلى ليلي وقال: 

ـ أنا آسف يا ليلي.

أردف نزار بجدية وهو يقترب من ليلي كي يهدئها، لأنه يعلم أنها لن تهدأ حتى يحملها: 

ـ هنسافر مصر بكره كلنا، جهزوا نفسكم.

ابتسمت ليلي فجأة، وفتحت ذراعيها لنزار، الذي حملها وبدأت تضحك. نظرت علياء إلى نزار بامتنان، بينما بدأ الأطفال يصرخون بفرح.


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة