-->

رواية جديدة البطة السودا لأسماء عبد الهادي - الفصل 4 - الأحد 7/12/2025

 

قراءة رواية البطة السودا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية  البطة السودا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أسماء عبد الهادي 

الفصل الرابع

تم النشر الأحد

7/12/2025



بتول كانت خارجة من مكتب والدها ماسكة أوراق في ايديها ومتوجهة ناحيه أوضتها. وهي ماشية لاحظت خيال حد ورا العمود وقفت ومالت شويه تشوف مين  فلمحت فــاتن مستخبّية وبتحاول تسمع


بتول راحت عندها وقالت ببرود 

لو عايزة تشربي شاي هتلاقيه ف المطبخ مش هنا جنب المكتب.


فاتن اتفاجئت ببتوب وحاولت تضحك بتصنّع وهي خارجة

آه! لأ لا، أنا كنت... كنت بدوّر شبكة التليفون، قطع عندي الشبكة خالص مش عارفة اتكلم


بتول 

غريبة... الشبكة عمرها ما  قطعت عندنا ابدا 


فمشت بتول وهي سايبة فاتن محرجة ومش عارفة ترد


بتول في نفسها 

طول عمري عارفة انك مش سهلة يا فاتن وانتي اللي هتوقعي العيلة كلها في بعض بس اللي لازم تتأكدي منه اني انا فايقالك كويس اوي ولما الاقي عمر هفوق اكتر واكتر 

وقررت انها تعملهم تحذير بسيط تبين ليهم انها عارفة حركاتهم كلها

❈-❈-❈


 وبالليل لما لقتهم كلهم قاعدين ومتحفزين 

سراج ومنير بيتفرجوا ع الشاشة وفاتن قاعدة بتقلب ف الفيس بوك 



 فدخلت بخطوات هادية وبتبص للكل 


بتول

أنا عارفة إنكم مش بتحبوني قوي... بس دا مش مهم 

انا جاية أقول لكم حاجة حاجة مهمة


سراج بصوت شبه ساخر

وإحنا عملنا إيه يعني؟ ده إحنا حتى سايبينلك كل حاجة في إيدك! رغم اني الكبير وساكت 


بتول بهدوء

أيوه... سايبينلي كل حاجة علشان تستنوا غلطتي....بس اللي مستني يوقعني، لازم يعرف إني مش بس ماسكة مفاتيح الشغل...

أنا كمان شايفة، وسامعة، وفاهمة كويس أوي.


منير رفع حاجبه

إنتي بتلمّحي لإيه بالظبط؟ عايزة ايه انتي بتقولي شكل للبيع 


بتول بصت لفاتن بانزعاج

بلمّح لفاتن... اللي كانت واقفة ورا حيطة المكتب بتتصنّت.

وبلمّح لسراج... اللي حساباته مش بتتزبط من غير سطر مخفي... بيلعب وفاكرني مش هاخد بالي انا اخدة بالي من زمان بس عاملة عبيطة يمكن يتراجع 

وبلمّح ليك يا منير... اللي مش فاهمة هو في صف مين أصلًا


فاتن اتدخلت بعصبية

إنتي جاية تهددينا ولا ايه 


بتول 

أنا جاية أحذّركم...

بابا لسه عايش، ولسانه حاد، وعقله صاحي بس يوم لو غضب ...

اللي هيغلط مش هيورث وبس ده هيتحاسب وبابا زي ما انتم عارفين غضبه وحش 


ومشيت  بهدوء وتسابتهم كلهم في صمت مشحون ونفوس ملاها حقد دفين 

بعد كدا كل واحد دخل ع اوضته من غير ولا كلمة 

في اوضة سراج وفتون


سراج قاعد على السرير بيتقلب، وفاتن قاعدة على الكرسي قدامه، شكلها مش ناوية تنام


فاتن بغضب مكتوم

أنا مش هستحملها أكتر من كده يا سراج!

بتول ماشية في البيت كأنها وزيرة... كأنها الكل في الكل  مع انك إنت الكبير وواقف تتفرج.


سراج بانزعاج 

وأنا هعمل إيه؟ أبويا بيثق فيها أكتر من نفسه.


فاتن بخُبث

يبقى نكسر الثقة دي.

مشكلتك إنك دايمًا بتستنى لما تحصل الكارثة أما  انا بقا بحب اشتغل.. واشغل عقلي علشان اتغدى بيهم قبل ما يتعشوا بينا وياكلوا الليلة كلها في قلبهم ونطلع احنا من المولد بلا حمص


سراج اتعدل ف قاعدته 

قصدك إيه؟


فاتن

نخليها تغلط

....نخليها تِبان في شكل الطماعة، المتسلطة، اللي بتتحكم في كل حاجة من ورا سليم حتى


سراج بحذر

بس دي ذكية، مش هتديكي فرصة... دي طلعت عارفا احنا بنعمل ايه وساكتة 


فاتن بابتسامة مكر

عشان كده الخطة لازم تبان كأنها جت من عندها...إحنا هنخلّيها توقع في فخ برجلها.


سراج

ازاي  مثلًا وضحيلي اكتر؟


فاتن عدتله على صوابعها

واحد، نزوّرلها رسالة كأنها من المحامي فيها كلام عن تعديل الوصية لصالحها.

اتنين، نخلي سليم يشوف الرسالة دي صدفة.

تلاتة، نحرّك شوية حوارات حوالين بيت العيلة والشركة... نخليها تبان كأنها بتتصرف من دماغها.


سراج ابتسم بخبث

ده ممكن يعمل خلل ف الثقة فعلا تفتكري؟؟؟ 


فاتن وقفت وتبص له

بس محتاج منك حاجة واحدة بس.


سراج

إيه؟


فاتن

تبطل تتردد.

إحنا يا نكسب دلوقتي... يا نفضل تحت رجلين بتول لحد ما نموت.


نظرة طويلة بينهم، وهدوء ثقيل وعيون كلها مكر وتدبير ملوش اول من اخر لبتول اللي كل همها انها تلاقي ابنها وبس 


❈-❈-❈

تاني يوم الصبح 


في عربيت فريد  بعد دقايق من خروجه من البيت


الشوارع زحمة ومش عارف يخرج من الطريق فسرح شوية وفضل يكلم نفسه بيفكر ف بطة بنته

إيه اللي كانت مستنياه؟

إنها تحضني وتقوللي "بابا" بعد عشرين سنة؟ وانا احس بالحضن دا ده حتى اسمها ما نطقتوش لسه.


بص في المراية، كأنه بيشوف ماضيه في عينيه.


وقال بمرارة 

اول ما اتخطفت كانت اخدت روحي معاها لكن عشرين سنة كانت كفيلة اني اتعود على غيابها ورغم كل دا كنت بدور عليها بعمل اللي اقدر عليه علشان الاقيها ولما لقيتها 

 المفروض  تبقى ممتنة…

مش تهرب كأننا غلطنا لما رجعناها.


وسكت للحظة ولما بص جنبه فشاف أب وبنته بيعدّوا الشارع سوا، فيغمض عينه بشوية وجع... يا ترى دا ندم؟؟؟ 




...

اما عند ربا وسماح لما صحيوا الصبح 

ربا لاحظت ان سماح فيها حاجة غريبة 


ربا 

سماح مالك كأنك عايزة تقولي حاجة ومترددة 


سماح

مش عارفة لو المفروض أقولك ولا لا…

بس أختك منار كتبت ستوري من شوية… كأنها بتلمّح ليكي.


رُبا

قولي يا سماح أنا مش هتصدم عادي يعني كتبت ايه 


نهى بدأت تقرأ من الموبايل

"لما حد يسيب بيته ويرجع للماضي، يبقى واضح إن الحاضر ما عجبوش. بس اللي يسيب بيته، ما يستناش الباب يفضل مفتوح".


رُبا سكتت بس عينيها  بدأت تلمع بنقطة وجع صغيرة… مش صدمة، لكن زي حد كان عنده أمل صغير وضعيف وفجأة اتطفى.


رُبا بابتسامة فيها مرارة

واضح إن البيت ما استقبلنيش زي ما أنا كنت متخيلة…

وأنا كمان غلطت إني كنت متفائلة.


سماح مدت ايديها علشان تمسك ايد بتول و تحاول تطمنها.


سماح

إنتِ ما غلطتيش… انتي حلمتي ومش كل الأحلام بتتحقق حتى لو كانوا عيلتك بجد  


ربا اخدت نفس عميق حاولت تمسك دموعها 


رُبا 

كان نفسي بس حد يقوللي: "اتأخرتي عليا اوي عشرين سنة غايبة،  وحشتينا وجودك هيفرق معانا"

مش "ما تجيش تفتحي جرح قديم قفالناه ونسيناه خلاص".


سماح اخدت نفس عميق هي كمان وقامت حطت الكاتيل ف الكهربا وسخنت الماية وجهزت الكوبايات وحطت السكر ولما المية غليت صبت المية ف الكوبايات وقلبت 

وبعدها ناولته لربا

خدي… فيه سكر زيادة، زي ما بتحبي.


رُبا 

تسلمي....انتي السكر الوحيد اللي لسه طعمه حلو في حياتي.


سماح مسكت كوبايتها وقعدت جنبها 

بصي يا رُبا…

أنا سكتّ من امبارح، وقلت أسيبك تهدي، بس أنا مش هافضل سايبة صاحبيتي تضيع نفسها في زعل على ناس مش قدها.


رُبا 

ما بزعلش عشانهم… بزعل على نفسي.

أنا اللي كنت متخيلة إني هلاقي حضن… طلعت طالبة المستحيل في بيت مليش مكان فيه 


سماح

مش لازم تلاقي حضن يا رُبا…

لازملك تلاقي نفسك.


لحظة صمت، رُبا بصت لها بعدم فهم


سماح 

كدا ولا كدا هما عيلتك ودا طبعهم وعليكي تتحمليهم متنتظريش حضن ولا طبطبة انتي جواكي حلم عافري علشانه هنا كانت الظروف مانعاكي ومفيش فلوس ... عندك فيه فلوس فركزي في دراستك.

كم سنة وتاخدي الشهادة وتلاقي شغل محترم، وتستقلي، وتعيشي بطريقتك.

وقتها هتحسي إنك مش مضطرة تتحملي برود مشاعرهم ولا يفتحولك بابهم  لأنك بنيتي بابك الخاص.


 

ربا بتردد 

تفتكري دا الحل يا سماح 


سماح 

مفيش حل غير كدا... انتي لازم تحققي حلمك تلاقي نفسك ومتحتاجيش لحد  


رُبا حاولت تمسك دموعها، وحضنت سماح وعيطت


رُبا بهمس وسط الحضن

أنا هخلّيكي فخورة بيا يا يماح 


 سماح 

متأكدة انك هتخلي العالم كله يعرف مين رُبا اللي كان نفسها تبدأ من الصفر… ونجحت.


بعد كدا فطروا مع بعض فطار خفيف اللي موجود عيش وجبنة 


رُبا 

على فكرة انا معايا فلوس ممكن نفطر برا فطار احسن من دا 


سماح 

ماله دا عايشين عليه طول عمرنا ولسه مموتناش يعني متخافيش جسمنا حديد 


رُبا

ضحكت بمرارة 

تصدقي انه بالرغم من بساطة بس طالما بناكله مع ناس بنحبهم من قلبنا بيكون احلى من أحلى أكل 


سماح 

سيبك متفكريش كتير وخلي هدفك دراستك وبس زي ما قولتلك... يلا ارجعي بدل ما يقلقوا عليكي 


بصتلها رُبا ورفعت حاجبها 

فضحكت سماح 

اسفة عارفة انهم مش هيهتموا لخروجك اصلا 


رُبا

سلام يا احلى حاجة حصلتلي اكيد هشوفك تاني 


سماح

منتظراكي في اي وقت يا حبيبتي 


ولما رجعت ربا البيت مشافتش حد اتنهدت ان مفيش حد لان مفيهاش حيل انها تقول حاجة 

فطلعت على اوضتها والدادة اول ما عرفت انها رجعت جت وراها 

ربا حبيبتي حمدا لله على السلامه كنتي فين وليه بتي برا البيت قلقت عليكي وخوفت تكوني مشيتي ومش راجعة تاني 


رُبا

معلش يا دادة كنت مخنوقة كان لازم ارجع للمكان اللي ي

بلاقي نفسي فيه وروحي بلاقي اللي بيحبني بجد كان لازم افصل واديني رجعت تاني اهو هروح فين يعني 


الدادة 

حمدا لله على سلامتك يا بنتي ... دا فريد بيه فضل يزعق انك مش موجودة او ما عرف 


رُبا

خايف عليا ولا زعلان اني بت برا البيت من غير أذنه 


الدادة 

دا مهما كان والدك يا ربا مش عايزين مشاكل ولا خناقات 


رُبا

حاضر انا اصلا قررت اني اهتم بدراستي وبس مليش اي تفكير في حاجة تانية من بكرة الصبح هروح ادفع المصاريف المتأخرة واحضر المحاضرات بانتظام 


الدادة فرحت 

هو دا الكلام اللي بجد يا احلى ربا بس عايزاكي لما تشوفي فريد بيه تعتذري ليه .. اهو علشان ميبقاش فيه جو مشحون وخلاص 

رُبا

حاضر هعمل دا 


الدادة هنزل احضرلك الفطار تلاقيكي ع لحم بطنك من امبارح 

رُبا

متقلقيش فطرت انا صحيح كنت ف مكان فقير لكن صاحبته كانت اكرم من اغنيا كتير مستعدة متاكلش هي وتأكلني 


الدادة ابتسمت

ربنا يخليهالك يارب ويسعدها هي كمان 


رُبا

يارب يا دادة يارب دي طيبة وتستاهل كل خير 

...

اما عند عمر 

استعد الصبح ولبس هدومه وفطر مع اه‍له وقال 

انا هنزل الشغل بقا عايزين حاجة وانا راجع اجيبهالك

الام 

عايزينك ترجعلنا سالم غانم راضي مرضي سعيد ومرتاح يا ابني 


الاب 

خد بالك من نفسك يا عمر وافتكر ان سلم النجاح بيبدأ بخطوة وياما رجال اعمال كبار بدؤا من تحت الصفر حتى متزعلش 


عمر 

باس دماغ امه وابوه 

عارف يا حبيبي ومش زعلان ومتأكد اني هوصل للي انا عايزه ف يوم من الايام مش عمر اللي يستسلم انا هوريهم قيمتي الحقيقية علشان يحطوني ف المكان الصحيح 


الاب 

ربنا يكملك بعقلك يا ابني ويباركلنا فيك 

عمر 

ويباركلي في صحتكم وعافيتكم... مظنش لو  اهلي الحقيقين كانوا هيعاملوني زي ما بتعاملوني كدا ... انتم عوض ربنا الجميل 


الام 

ربنا يردلك ذاكرتك عاجل غير اجل يا عمر يا ابني 


عمر بمرارة 

هتفيد بإيه ان ذاكرتي ترجع انتي بتقولي انكم لاقيني وانا صغير ف الشارع يعني مش عارفين اي حاجة عني ولا حتى انا هكون فاكر مش هتفرق مش بفكر ف الموضوع دا كتير

مأظنش بعد السنين دي كلها هيحبوني زي حبكم ليا وجودكم عندي بالدنيا ومافيها 


عيون الام دمعت وقالت ببكا 

صحيح احنا ربنا مكتبلناش اننا نخلف بس لو كنا خلفنا ابننا مكانش هيبقى بار كدا زيك ربنا يباركلك يا غالي يلا روح في طريقك علشان متتاخرش يلا 

لا إله الا الله 


عمر 

محمد رسول الله


وخرج عمر والأمل في قلبه كبير ان بكرة أحلى واحلى 

ركب ميكروباص ونزل ع اول الطريق وبعدين مشي في شارع طويل لحد ما وصل للمصنع اللي هيشتغل فيه 

وهناك قال للسكيورتي 

انا العامل الجديد كنت جيت امبارح وطلبوا مني اجي استلم شغلي اول يوم النهاردة 


الموظف 

اخدوا بصماتك امبارح على الجهاز ؟؟ 


عمر 

ايوا امبارح خلصت كل حاجة 


الموظف تمام اثبت حضورك على الجهاز  كل يوم في نفس المعاد علشان المرتب اتأخرت بيتخصم نص يوم لو مسجلتش خالص بيتخصم يوم كامل ... الجهاز هينور اخضر بعدها تعلالي تاني 


عمر عمل دا وحط صابعه ع الجهاز وبالفعل عمل ضوء أخضر وقال تم التسجيل 

بعدين عمر راحله تاني 

فقال الموظف 

روح لأستاذ أشرف هتلاقيه ف المكتب اللي ع ايدك اليمين هو هيقولك تعمل ايه 


عمر 

تمام شكرا 

وراح لمكتب اشرف وخبط 

السلام عليكم انا الموظف الجديد 


اشرف

وعليكم السلام اسمك ايه 

عمر

اسمي عمر ناجي 

اشرف 

اه عامل النظافة الجديد!! 


عمر بإيباء 

انا مهندس متخرج من كلية الهندسة قسم الالكترونيات بس انتم اخترتم اكون عامل نظافة 


اشرف 

اظن شروط الشغل كانت واضحة ليك من البداية وانت وافقت بيها ولا ايه 


عمر 

حصل وافقت ومستعد للتحدي يا فندم


اشرف 

حلو اوي بحب انا الروح دي ورينا اللي عندك واثبت نفسك لما نشوف هتستحق تكون مهندس ف اكبر شركة للإلكترونيات هنا ف مصر ولا ايه 


عمر 

تمام يا فندم انا جاهز 


اشرف ماشي يا عمر يلا خد حاجتك من الاوضة التانية ع الشمال وابدا التنضيف ف القسم ج ف المصنع وانا شوية وهاجي اعدي اشوف الوضع عندك اخباره ايه 


اتنهد عمر واخد نفس عميق وهو ماشي بياخد الجردل والمساحة 

اصبر يا عمر انت النهاردة عامل نظافة بكرة تكون صاحب شركة مش بعيدة عن ربنا مفيش مستحيل بعون الله 


❈-❈-❈

وبالليل لما ربا شافت ابوها اخدت نفس عميق وقررت تنزل تكلمه 

بابا 


فريد مردش عليها ... سكت شوية وبعدين قال 

والله عال يعني لسه فاكرة ان ليكي اب تستأذني منه قبل ما تخرجي وتدخلي وتباتي برا البيت كمان 


رُبا 

انا جيت علشان اعتذرلك يا بابا اني روحت من غير اذنك انا بس كنت مخنوقة فمكنتش عارفا انا رايحة فين ورجلي خدتني ع هناك حتى مكنتش عاملة حساب اني ابات هناك بس الوقت سرقنا وخوفت ارجع بالليل متأخر 


منار بسخرية لما سمعت كلامها 

طبعا ما دا اصلك والأصل غلاب 


رُبا

أصلي هنا ف البيت دا معاكم مش فاهمة ليه مش قادرين تقتنعوا مش ذنبي اني توهت عنكم وعشت عمري بعيد 



منار بعصبية 

واحنا مش ذنبنا اننا نتحمل طباع غير طباعنا 

فريد علشان ينهي الحوار اللي مش هيخلص 

عايزة ايه دلوقتي يا بطة مفيش حد فينا فيه قلب للحوارات دي 

رُبا

ولا حاجة يا بابا انا بس كنت جاية اعتذر لحضرتك وبس كدا علشان نش حابة انك تكون زعلان مني 


فريد 

واعتذرتي اطلعي ع اوضتك يلا 


رُبا

ماشي هطلع 

فريد 

وانتي يا منار كنتي فين وليه اتأخرتي برا كدا 


منار 

ايه يا بابي ما انا بتأخر عادي يعني دا انا النهاردة جاية بدري كنت في السينما شوفت انا والشلة فيلم تحفة ياريتك كنت معانا 


فريد بابتسامة 

حقيقي.. طب اسم الفيلم ايه علشان ابقا احضره انا وانغام من زمان مخرجناش سوا 


ربا سمعت كلامهم دا وقالت ف نفسها 

حقيقي انا مليش مكان هنا بينهم .. انا لازم اشغل دماغي بالدراسة وبس


❈-❈-❈

في اليوم اللي بعده 

وف أوضة مكتب الجد سليم 

كان قاعد  بيقلب في أوراقه

فاتن خبطت علشان تدخل 

سليم 

ادخل 


فاتن دخلت وبإيدها ظرف صغير و وشها فيه ابتسامة مصطنعة


فاتن

صباح الفل يا حج سليم 

لقيت الظرف ده على طرابيزة السفرة، مش عارفة هو تبع إيه....

مكتوب عليه سري  للجد سليم فقط


 سليم باستغراب 

 ظرف... مين جابه؟


فاتن هزت كتفها

معرفش والله… بس قولت أجيبه بدل ما حد تاني يشوفه.

سليم فتح الظرف ولقا مكتوب 

 من مكتب الأستاذ/ سامي المحامي

عزيزي الحاج سليم،... بناءً على رغبة الآنسة بتول، تم إعداد مسودة جديدة لتوزيع الإرث، حيث تتركز الصلاحيات والممتلكات الأساسية في حوزتها لضمان حسن الإدارة. نرجو التوقيع في أقرب وقت ممكن للمصادقة....هذه الرسالة سرّية وخاصة.




 سليم وشه اتغير، بدأ يحس بشك


الجد سليم 

بتول؟ تطلب كده من ورا ضهري؟


فاتن بلهجة مصدومة

هي طلبت تعديل؟!

أنا مش مصدقة… كانت دايمًا تقول إنها مش فارق معاها الورث... بتخدعنا وتلعب من ورا ضهرنا ولا ايه


الجد سليم بصوت غليظ

دا مش بخط إيدها… بس لو طلع الكلام دا صح، يبقى أنا  كنت غلطان فيها... 


فاتن بلعت ضحكة خبيثة، خرجت وهي سايبة الباب مفتوح شوية عن قصد


بعد لحظات وحسب خطتهم جه سراج ولما لافي أبوه شارد


سراج  قال بتصنّع القلق

مالك يا بابا؟ شكلك مش مرتاح…


الجد سليم رمي الورقة على المكتب بعصبية 

اقراها… وشوف.


سراج اخد الورقة وقراها، ويهز رأسه عامل انه متضايق


سراج 

أنا آسف إنك شفت ده بنفسك…

أنا كنت عارف من بدري، بس ماكنتش عايز اضايقك بالحقيقة دي بتول خدعتنا كلنا ما هي دي طبيعتها طول عمرها بتحب تخرج عن طوعك ان نسيت زمان عملت ايه


سليم 

انا ليا كلام تاني مع بتول لما ترجع لما نشوف ايه الحكاية دي واللعب اللي كتر من ورايا 


سراج اتسحب بهدوء من اوضة المكتب 

وراح لفاتن اللي كانت مستنياه وسامعة كل حاجة 

واول ما شافته ضحكت بخفوت شرب الطعم مش كدا 


سراج بشك 

مأظنش انه غبي اوي كدا لما تيجي بتول هنعرف كل حاجة 


فاتن 

حتى لو اثبتت ان دا مش حقيقي دا هيزعزع الثقة فى قلب ابوك ووقتها هتشوف خدعت تاني وتالت لحد ما نكرهه فيها 


❈-❈-❈

اما عند ربا فقامت بدري 

دخلت ع موقع الكلية وجابت جدول المحاضرات ولبست ونزلت من غير فطار 

 


كانت مشاية وسط الطلبة، بعضهم بيضحك، بعضهم مع أصحابه. وهي لوحدها. بتبص حواليها  كأنها بتحاول تلاقي مكان تنتمي له 


رُبا لنفسها

مش مهمة أكون لوحدي…

المهم ما أرجعش تاني لنقطة الصفر... لاوم اركز ع هدفي


دخلت مدرج المحاضرة اختار كرسي في آخر الصف خرجت دفتر جديد وقلم.

 وبعد كدا الدكتور دخل، وابتدى المحاضرة. الطلاب بيتكلموا وبيهمسوا لبعض لكن رُبا  كانت مركّزة، بتكتب وبتسمع بتركبز شديد بتحاول تثبت لنفسها إنها قادرة.


في وسط المحاضرة بنت جنبها تهمس لها


البنت

أول مرة تحضري معانا؟


رُبا

أيوه…كنت غايبة شوية، بس رجعت أكمل.


البنت مدّت إيدها بابتسامة

أنا ملك… لو احتجتي حاجة في المواد أو الجدول، أنا معاكي


رُبا مدّت إيدها، وابتسمت بامتنان حقيقي.


أنا رُبا… وشكرًا بجد.



بعد المحاضرة، رُبا طلعت من المدرج، وقفت لحظة  اخدت نفس عميق وبصت لنفسها من ازاز الشباك 

أنا هنا…

حتى لو محدش مصدق فيا، أنا مصدقة... انا هكون مهندسة ومصممة على حلمي 


...

عند عمر 

دخل المكان اللي قاله عليه المشرف اشرف 

دخل بابتسامة صافية وقال بكل حب 

السلام عليكم يا رجالة ازيكم كلكم انا المهندس عمر ها في مكان عندكم محتاج تنضيف انا جاهز 


كلهم فتحوا بوءهم 

مهندس وجاي شغال عامل نظافة 


عمر هز دماغه 

شوفت يلا بتحصل ف احسن العائلات انا انطلب مني انضف المكان هنا خليكم زي ما انتم اشتغلوا مش هتحسوا بوجودي 


واحد عامل بسيط هناك 

ايه اللي رماك ع المر يا ابني وانت مهندس قد الدنيا 


عمر بابتسامة كلها رضا 

اللي امر منه يا عمي لو كنت لقيت شغل مكنتش هتردد كنت همسك فيه بإيدي واسناني 

العم عبده 

ربنا يراضيك يا ابني زي ما انا شايف الرضا ف عينك 


عمر 

ويسعد قلبك انت كمان يا عمي يا راجل يا طيب انت قولي بقا انت شغال ع ايه 


عم عبده 

زي ما انت شايف انا راجل كبير شغال ع المكنة البسيطة دي كويس انهم وافقوا يشغلوا راجل قدي 


عمر 

ربنا يديك الصحة وطولة العمر 

عم عبده 

اللهم امين يارب بص يا ابني انا عمك عبده لو احتاجت اي حاجة قولي علطول انا هنا بقالي فترة وعارف كتير 


عمر 

ماشي يا عم عبده وانت لو المكنة بتاعتك عطلت متترددش انك تطلب مني اصلحهالك 


عم عبده بابتسامة 

حلو مش هنشيل الهم تاني ولا هنيتنى المهندسين لما يجوا على اخر اليوم المهندس عمر بذات نفسه معانا 


ابتسم عمر وبدأ ينضف المكان بقلب بينبض بأمل قلب مصمم انه يعافر علشان يوصل


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة  أسماء عبد الهادي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة