الفصل الثاني - Never Let me Go | (Sleeping with the enemy)
-غيوم ميسو-
•¤•¤•¤•
•¤•¤•¤•
لم تنتظر اجابته وانطلقت من امامه كالصاروخ ، اما هو فظل واقفا مكانه لبرهه ينظر بدهشه، كيف لفتاه صغيره مثلها ان تتحدث معه هكذا، ثم انفجر بعدها فالضحك بشده، لأنه ارادها لنفسه خاضعة، عن اي خاضعة يتحدث، فهي كانت تلقنه درسا منذ قليل !!
ابتسم ابتسامه لعينة وهو يتمتم لنفسه "الان فقط عرفت اني كنت اخدع نفسي كل هذه السنين التي مضت بخضوع مزيف ليس له طعم .. لم اجرب بعمري لذه الترويض!!"
التفت حوله فلم يجد لها اثر .. كان يريد ان يعرف مَنّْ هي، كان يريدها له، يريد ترويضها، تلك القطه الشرسة المشاغبة .. فقد اثاره غضبها وجموحها .. اراد ان يحظي بمتعة ترويضها وإخضاعها له .. لكن لم يجدها.
ولمده كان يذهب الي هذا المكان بشكلٍ دائم، علي امل ان يصادفها مره اخري .. ولكن، هل تحدث الصدفة مرتان؟! .. لم يعرف بأنها قد غيرت سكنها وانتقلت لمنطقه تبعد عن ذلك المكان ، فلم يعد بإستطاعتها ان تمر علي المقهى كل صباح مثل كانت تفعل.
ولسببًا ما استحوذت علي جزء كبير من تفكيره ووقته ، فلم يستطيع تجاهلها ، مما زاد من عنفه في ممارساته السادية مع خاضعاته .. كأنه يريد ان ينتقم منها عن طريق إيلامهن .. كان يتمادى في كل جلسه، يريد من خاضعته التمرد ورفض العقاب .. ولكن ذلك لم يحدث مره واحده !! ؛ فكن يستمتعن بالعقاب مهما كان مبالغ ، تلك هي طبيعتهن .. تلك هي رغبتهن .. مما جعل منه شيطان لا يستطيع السيطرة علي نفسه الا بصعوبة .
التفت عائدا الي مكان سيارته ، متجها للمقر الرئيسي لمجموعه شركاته ، وطوال الطريق ملامحه تتغير من الغضب، للابتسام، للغموض .. ظل علي هذا الحال كلما تذكر انه وبعد سنتان وجدها !! .. هي الان بين يده .. يقبض علي ملف يحتوي كل شيئا عنها منذ ميلادها ، والاهم من ذلك يحتوي اسمها .. 'فريدة' .. نعم ، هي فريده .. فقد بحث عن من تشبهها بروحها الثائرة المتمردة طوال السنتان ، ولم يجد !!
بعد سنتان يعرف اسمها .. كاد يجن وهو يحاول إيجاد تفسير لتلك الصدفة اللعينة، التي قلبت عقله وآرقت عليه حياته .. انتهي كل تعبه ، هو الان علي بعد خطوه منها .. قد اصبحت له ، ملكه حرفيا .. وقريبا ستصبح خاضعته !!
رفع هاتفه واجري مكالمه قال فيها بلهجة إنجليزية بنبرة حاده كالسيف : "فريده المهدي .. اريد ان اعرف اين هي الان وماذا تفعل ؟؟"
● ● ●
مركز د. ويلسون
وقت إستراحه الغداء .. قامت فريدة من مكانها متجهه الي مكتب 'بن' ، وعندما لمحها قال بملامح متعبه مقاطعا ﻷي احاديث عمل قد تصدر عنها : فريده ارجوكِ، قولت بعد الاستراحه .. اريد ان اتناول الغداء وبعد ذلك سنتحدث في كافه التفاصيل!!
رفعت فريدة كلتا يديها مهدئه إياه : حسنا حسنا 'بن' ، ماذا تريد ان تأكل ؟
ضيق عينه باستغراب : أأنتي ذاهبه بنفسك؟
فريده : نعم بن ، فأريد ان أترجل قليلا ، قدماي يؤلماني من الجلوس .
بن : اريد شطيره التونة المعتادة مع السلطة الخضراء ، ولا تتأخري !
فريده : حسنا
انطلقت فريده ذاهبه الي المطعم القريب من المركز .. وبعد ان اعطت طلبها ، جلست تنتظر انتهائه .. بعد قليل نداء رقم الطلب فنهضت لتأخذه .. وعندما انتهت عائده ، اصطدمت بشخصا صلب كالحجر، تسبب في اختلال توازنها وسقوط الطعام منها .. وليس ذلك فقط، بل وسقوطها هي ايضا !!
وقبل ان يلامس جسدها الارض ، احست بيدين يطوقان خصرها ويجذبها للاعتدال ، لتقف وتستند علي صدره الصلب مره اخره .. كل ذلك تم في ثواني معدودة .. وعندما استعادت توازنها وادركت ما حدث ، وانه مازال يمسك بخصرها ويجذبها اليه .. ابتعدت عنه بسرعه رافعه عيناها بغضب تام !!
وما ان ارادت التحدث حتي ألجمتها تلك العينان وتذكرته تلك الملامح علي الفور .. وكيف لا تفعل، وقد آرقت مضجعها لليالاٍ .. ولكن ما زاد من صدمتها عندما تحدث بآسفا مصطنعا : اعتذر ، لم اقصد .. انتِ بخير؟
قال ذلك بينما يجذبها من ذراعها مستكملا : تعالي من فضلك ، استريحي الي ان اطلب لكي طلب طعاما اخر .
حينها استعادت فريدة صوتها وقالت بنفي : لا، شكرا .. لا يوجد داعي ، واسفك مقبول .
وللمرة الثانية تريد ان ترحل رغم ارادته، لذلك ودون ان يدرك امسك بمعصمها وهو يضغط عليه قليلا .. قائلا بنبره جاهد لجعلها هادئة : سيدتي ، اذا سمحتِ اعطيني فرصه اعوض بها ما فعلته .. فانا هكذا اكون قد اضعت عليكِ قهوه وغداء !! .. لن يحدث شيئا اذا جلستِ دقائق الي ان ينتهي طلبك .. لا تخافِ فانا لن أؤذيكِ !!
طوال حديثه وفريده تفكر في شيئا واحد فقط .. كيف آتته الجرأه وآمسك معصمها .. ولكن بعد ان سمعت اخر جزء من حديثه ابتسمت بخفوت وقررت التغاضي عن فعلته ، خصوصا وانه قد ازال يده ، بعد ان رآي في عينيها شيئا من الاقتناع واللين.
وهنا حدث ادهم نفسه "لو تمت اول خطوة بنجاح وقدرت اخليها تثق فيا ، الباقي هايبقا امره سهل"
اقتربت فريدة من الطاولة لتجلس بينما توجه هو ﻹجراء طلبا اخر لها ، ثم عاد اليها : آسف اذا اعتقدتِ اني اتطفل عليكِ .
فريدة وقد قررت تلقينه درسا لسبب هي تجهله ، ولكن لنقل انه غرور الأنثى: اولا انا لا اعتقد شيئا كهذا ، ولن تستطيع ازعاجي .. ثانيا من الواضح انك مصري فكيف عرفت انني ايضا مصريه؟؟ .. ثم ما هي قصه القهوه ؟؟ فطلبي لم يكن به قهوه ، واظن انك انتبهت لذلك .
فهم أدهم ما ترمي اليه .. فهي تريد ان تخبره بأنه لم يلفت انتباهها من الاساس .. حسنا ، ذلك قد نال من رجولته ، وبشده !! .. خصوصا لشخص في وضعه ومكانته .. كيف لها ألا تدري من هو ؟! اي جاهلا هي؟! .. واضح انه سيستمتع كثيرا بترويضها وكسر كبريائها ، مغرورة !!
تكلم بلامبالاة مقلدا اياها وبرود يتقنه: اولا شكرا علي حسن ظنك بي .. ثانيا هيئتك .. لست ادري لمَّ شعرت انكِ مصريه ، فانا تكلمت بعفويه ليس اكتر ، ومن الواضح ان حدسي قد اصاب .. ثالثا احقا لم تطلبي القهوه؟!
قالها وهو يدعي البراءه التي لم تصدقها فريدة ، فهي بارعة في قراءه البشر، هذه مهنتها .. عندما انتهي من حديثه كان قد صادف ذلك مجيء النادل بالقهوة ، فوضعها وذهب وسط اندهاش فريدة ، فحمد ادهم الله فسره ﻷنه قد طلب لنفسه تلك القهوة ، ولكن جاءت لتنقذه الان من أعين جهاز كشف الكذب الذي يجلس امامه !!
قال بلطفا مصطنع : طلبتها ساده ، لاني لم اكن اعلم كيف تفضلينها .
ادهم وهو قد قرأ الندم في أعينها وتيقن بأنه نجح في كسر حاجز من حواجزها .. فراح يعرف نفسه من جديد: 'ادهم الشاذلي'.
إبتسمت كتعويض عن سوء ظنها : 'فريدة المهدي' .
ادهم : منذ متى وانتِ هنا؟
فريده : منذ ثلاثة سنوات، وانت؟
ادهم وهو يتنفس براحه فاخيرا تتجاوب معه : امم تقريبا 10 سنوات وربما اكثر
فريده وقد جذب انتباهها : اها علي هذا انت مستقر هنا ؟؟
ادهم : لقد أسست عملي هنا ولا استطيع تركه
فريده وقد انتباها الفضول : وماذا تعمل؟
ادهم : أدير مجموعه شركات ASI .. تستطيعي القول بأني اعمل بشتى المجالات.
فريده : اتذكر هذا الاسم فانا سمعت عنها من قبل .. لحظه ما اسمك مره اخري ؟
ادهم وهو يكاد ينفجر من الغرور لأنها اخيرا قد تعرفت اليه: تنسين سريعا .. ادهم الشاذلي
فريده بدهشه: أأنت الاقتصادي الاشهر في كاليفورنيا؟
ادهم بنبره متعجرفة : أيوه
فريده مغيره لدفه الحديث، فلم تفتها نبره غروره تلك، وخمن ماذا؟؟ .. هي لن تغذيها ابدا : لماذا تأخر الطلب؟
اندهش مما قالته ، وزم شفتيه يحاول كبح غيظه .. فهي بالفعل ليست سهله : سوف اتفقده واعود !
فريده وهي تنظر لساعه يدها : لا عليك فانا يجب ان اذهب ، لقد تاخرت .
قال علي الفور: حسنا، هيا بنا سأوصلك
رمقته بنظرة إرتياب من السلاسه التي يحدثها بها وكأنها حبيبته منذ سنوات ، فقالت بجمود : لا داعي فمقر عملي قريب.
تحدث بطبيعته السادية : أين؟
كادت ان تجيبه، ولكنها تعجبت حقا من سؤاله ، لذلك اجابته بعد برهه : ولماذا تريد ان تعرف؟
بُهت ادهم من سؤالها وعندها تدارك انه قد تسرع معها قليلا .. فاردف بعدم اهتمام ظاهري : كما تريدين
أحست بانه قد تسببت بإحراجه ، فتنهدت وقالت في محاوله لإصلاح الموقف : هناك .. ثم اشارت الي المبني القابع علي الطرف المقابل للمطعم .
ادهم وهو يبتسم في سره علي نجاح خطته .. ثم عقد جبينه باستغراب مصطنع: هذا مركز للعلاج النفسي .. ماذا تفعلين هناك؟
منعت نفسها بصعوبة من إطلاق سخرية لاذعة ثم اجابته بنبرة عملية : معالجة نفسيه
ابتسم بمكر: اها جيد .. كنت اريد استشاره نفسيه ولم اكن اعلم بطبيب جيد .. فهلا تساعديني؟
فريده بشك في نواياه : بالطبع نحن في خدمتك انا والفريق الطبي كله .. والان اعذرني فقد تاخرت 5 دقائق عن الاستراحه .. الي اللقاء
ادهم وهو يبتسم في إعجاب بدهاءها متمتم لنفسه : اراكي قريبا .. قطتي!
● ● ●
#يتبع