-->

متسلمش راسك لحد




متسلمش راسك لحد


كتير مننا كان بيصحى الصبح علشان يسمع برنامج في الراديو.. أو يمكن ده كان زمان شوية أيام أهالينا..

إنما دلوقتي بنصحى نفتح التطبيق المشهور youtube وبنشوف الـ  vlogger المفضل اللي بنحبه وبنقتنع بكلامه بيقول ايه او عمل video محتواه ايه..

وبليل بقا في السهرة كتير مننا بنستنى برنامج اسبوعي او يومي او المذيع اللي بنحبه أو بنتقتنع بكلامه علشان نسمعه أو نشوفه هيقول ايه النهاردة في واحد من برامج التوك شو..

سواء المواضيع دي سياسية، دينية، إجتماعية، أو حتى كوميدية فكل واحد مننا عارف إنه بيستنى شخص معين علشان يشوف أحوال الدنيا برؤيته هو وصوته ووجهة نظره..

بس اللي مش بناخد بالنا منه هو أننا بنبدأ نكون حول الشخص ده هالة من المتابعين بتديله شهرة ونجاح ومع الوقت الشخص ده بيثق في إن ليه جمهور هيقتنعوا بأي حاجة هو يقولها حتى لو قال مثلاً إن كيلو اللحمة بقا بجنيه.. الناس هتصدقوا من غير كلام..

عارفين كل ده ليه؟! لأننا ببساطة شديدة بنسلم دماغنا لشخص أو تيار لمجرد اننا اقتنعنا بيهم كذا مرة من زمان وبقينا خلاص مديين لعقلنا الأمان من ناحيته وبالتالي مع الوقت بنقع فريسة لأي حاجة الشخص ده بيقولها..

ونقييس بقا على كده مواقع التواصل الإجتماعي والمسلسلات والأفلام واللقاءات وغيرها كتير من الوسائل اللي بتعرضلنا فرصة كبيرة ووجبة دسمة من آراء وتيارات ناس كتير وبصور ذكية أوي من غير حتى ما نحس إن عقولنا بتتأثر.. يعني من الآخر ناس بتستلم دماغنا على الجاهز بعد شوية تعب تعبوه في الأول وبييجوا يحصدوا تعبهم ده على مدار سنين طويلة بأي محتوى بيقدموه بيكونوا عارفين إن اللي قدامهم كده كده مسلمهم دماغه..

كلامي مش معناه إن كل الناس اللي بنستمد منها معلوماتنا غلط، أو بيقولوا كلام مش حقيقي أو مُلفق أو خادع ولكن كلامي معناه إني بتمنى وبوجه دعوة للناس تدي لنفسها ولعقلها فرصة ومتسلمش راسها على الجاهز لحد عشان يتحكم فيها ويعملها عالم كامل يسجنها فيه بوسيلة من الوسائل اللي بيقدم أفكاره لينا من خلالها..

كلامي معناه إنك متسلمش راسك لحد بالسهولة دي، مش معنى إن فلان إتكلم واقتنعت بيه يبقا كل اللي هيقوله بعد كده هيكون كتاب مقدس مثلاً نازل من السما..

حاول تفكر في كل كلمة، كَون رأيك أنت بعيد عن أي حد مهماً كانت مصدقيته.. اقعد كده لثواني بعد كل حاجة تسمعها وفكر فيها شوية قبل ما ترسخ جوا راسك فكرة عن اللي شوفته أو سمعته وتبدأ بقا تدخل جوا دوامة المعارضة أو التأييد.. كل البشر بيغلطوا ومش معنى إن فلان قال كام حاجة صح زمان خلاص كده يبقا كل كلامه نصدقه على طول لغاية ما يموت..

دُنيتنا بقت مليانة قنوات على فيديوهات على تعليقات على جروبات الماميز ومواقع تواصل إجتماعي بالهبل ملهاش أول ولا آخر وبين مؤيد وبين معارض بنلاقي نفسنا بمنتهى السهولة كل الوسائل دي بتبدأ تتحكم في آرائنا وأفكارنا وبترسخ جوانا مبادئ يمكن احنا نفسنا لو قعدنا وفكرنا بهدوء فيها هنلاقي أننا مش مقتنعين بيها أصلاً..

في النهاية متسلمش راسك لحد، لأن مهما كانت سُلطة الإعلامي ولا الوسيلة اللي بنسمعلها ولا شهرة تطبيق أو شهرة شخص على الـ social media متديهومش الحق إنها تتحكم في راسك ودماغك وتفكيرك..

فكر كويس قبل ما تبدأ تُحكم، ومتسلمش راسك أبداً لحد.. لأن في الآخر محدش ليه الحق في راسك وتفكيرك ومبادئك وكل اللي أنت مقتنع بيه غير أنت وبس!!

بقلم - بتول