الفصل الرابع والثمانون - شهاب قاتم
- الفصل الرابع والثمانون -
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
~ انتهى عهد التعاسة والحرمان، وانقشعت ظلمة النفس، ولاحت طلعة حبيبتى بعد اختفاء طويل معذب، وصرنا أصدقاء نتبادل الابتسام!
يا لها من حقيقة لا تصدق ! حتى هذا الصباح كنت أخاف أن يكون لكلام الأمس معنى غير الذي فهمته..
أما بعد هذا الانتظار المثير وهذه الإبتسامة المشرقة فأستطيع أن استسلم لنداء السعادة في صفاء لا يشوبه شك..
(نجيب محفوظ - السراب)
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
انتقل من تلك الغرفة وهو مستندًا على عصاه ليلاحظ ابنته تقف جنبا إلي جنب مع احدى الفتيات وأمامهما إمرأة تبدو انها والدة الفتاة التي لا يعرفها وأخذت تتناول معهم اطراف الحديث وفجأة رفعت نظرها في اتجاههما وتحدثت إلي "فيروز" بإبتسامة:
- مرحبًا روز كيف حالك؟
بادلتها الإبتسامة بلطافة واجابتها:
- بخير ليز.. حظًا سعيدًا اليوم.. اعلم أنه هام للغاية بالنسبة لك.. اتمنى لكِ التوفيق..
شعر بعيني تلك المرأة تخترقه بتساؤلاتٍ عِدة ولكنها تابعت حديثها لتقول:
- شكرا عزيزتي.. سأصل بتمام السابعة والنصف لأقل لورين..
لاحظت نظراتها الغريبة إليه لتقدمهما إلي بعضهما البعض:
- راي هذه إليزابيث جيلمور والدة لورين صديقة كامي.. ليز هذا راي آرون.. زوجي السابق.. هيا ايها الفتيات للداخل..
دخلت الفتيات فورًا بينما تبادلا التحيات بإقتضاب وابتسامات رسمية لتقترب "إليزابيث" منها ثم همست لها:
- واخيرًا رأيته.. هل أنتِ واثقة أنكِ لا تريدين اعادة التفكير بالعودة إلي بعضكما البعض؟ يبدو جذابًا للغاية..
حمحمت وهي تزجرها بعينيها وادعت ابتسامة لم تظهر اسنانها ثم حدثتها بصوت مسموع:
- لا تقلقي.. يستحيل أن اقدم لهم الحلويات.. حظًا سعيدًا عزيزتي بعملك..
أومأت لها بتفهم وهي تبتسم بمكرٍ وتبادلا النظرات لثوانٍ ثم حدثته برسمية:
- سررت برؤيتك سيد آرون.. ربما لاحقًا سنتحدث اكثر.. عذرًا علي اللحاق بموعد عمل هام.. إلي اللقاء..
لانت شفتاه بإبتسامة رسمية ليبادلاها:
- بالطبع.. حظا سعيدا.. إلي اللقاء..
ودعتها كذلك "فيروز" واغلقت الباب ثم قادت الطريق نحو المطبخ ليتبعها ثم امسكت بأحدى الأطباق التي تحتوي على بعض الكعك وقدمتها له ثم قالت:
ـ اتفضل.. اقعد.. اعملك قهوة او شاي او تحب تشرب عصير؟
تفقدها بعد أن جلس على احدى الكراسي المقابلة لطاولة المطبخ ثم اجابها:
ـ مش عايز اتعبك بس بقالي سنين مشربتش شاي..
هزت رأسها في انكار ثم ابتسمت بإقتضاب وذهبت لتصنع الشاي الذي لم يأخذ اكثر من دقائق معدودة وكذلك سكبت بعض القهوة المحضرة بالفعل لنفسها ثم قدمت له الكوب وجلست في مقابلته ليتمتم بإمتنان وعينيه لا تترك خاصتها العسليتان:
- شكرًا..
أومأت له بإقتضاب ثم تناولت نفسًا عميقا ليبتسم هو لها فتعجبت وسألته:
- ايه المضحك؟
هدأت ابتسامته ثم اردف مجيبًا وهو يتفقدها بنظرات نادمة:
- نفس المصايب..
انكسرتا شفتاها لتزمهما بآسى ثم تنهدت لتقول:
- كل الناس تعرف اننا اتقابلنا في ولاية تانية.. انت كنت بتشتغل في ايطاليا مهندس وجيت هنا في شغل.. كنت بتقدم تصاميم لشركة واتقابلنا صدفة في مطعم.. انا كنت لسه جاية من مصر بسبب ان اهلي ماتوا في حريق..
تريثت لبرهة وهي تبتلع ثم حاولت التغلب على هذه الذكرى وتابعت:
- يعني كنت محتاجة بداية جديدة.. وقابلتك وانا لسه بدور على شغل واتجوزنا بسرعة.. حصلك حادثة واتطلقنا علشان متفقناش وانت كنت في مصحة السنين دي بسبب الصدمة بتاعت رجليك وانا كنت حامل وخلفت كامي وبعدها جيت هنا.. ده اللي كل الناس يعرفوه..
همهم في تفهم ثم عقب قائلًا:
- حلوة القصة.. فيها شوية حاجات حقيقية وكذبة بيضا.. بس تتصدق! دايما كلامك بيتصدق..
نظر لها بلوم لتفهم ما يُرمي إليه لتبتسم في سخرية وهي تدرك أنه يقصد انها كذبت عليه بالسابق بشأن المشفى وزوجها الميت وجنينها المفقود.. فالمشفى والارض كذبة والبقية كانت حقيقية!
رفعت احدى حاجباها في تحفز لتسأله:
- ايه رأيك كنت اقول الحقيقة؟ تفتكر مين اللي كان هيتأذي، انت ولا انا؟
تفقدها بإبتسامة حزينة وهو يعرف انها قد فعلت الكثير من اجله ولم يكن هناك داعيًا لقوله تلك الكلمات اللاذعة منذ ثوانٍ ليجيبها بكلمات مقتضبة:
- لا انتي صح.. كل اللي تشوفيه بيبقى صح!
رفعت خصلاتها المتدلية على جبهتها بتلقائية ليتهكم بداخله على مظهرها بذلك الشعر القصير الذي تداوم على تقصيره وكأنها تخبره انها تنتزع منه شيئًا من اكثر الأشياء التي كان يعشقها بها وبملامحها ليكره نفسه على صنع يداه وما ارتكبه بها يومًا وادرك أنه ربما لو عاش عمرا فوق عمره لن يستطيع أن يرجع تلك المرأة التي عشقها.. فكلاهما قد ضلا السبيل وكلًا منهما باتت حياته كلغز مستحيل حله!
ارتشف من كوبه بينما تابعت هي الكلام:
- كامي ذكية.. اظنك حسيت بده.. جامدة اوي مع الناس.. صعب حد يقرب منها.. يمكن لورين اقرب واحدة لأنها بتحب الرسم زيها.. وفيه بنتين كمان اصحابها نتالي وبيث بس دول علاقتهم بيها مش قوية اوي.. هم الاربعة جروب مع بعض.. اهاليهم كويسن الحمد لله وكلنا ساكنين يعتبر قريب من بعض..
غير كده هي مش بتستجيب لأي صحوبيات.. بتتعامل بطريقة ناشفة شوية مع الناس.. تعتبر هي زعيمة العصابة الصغيرة..
ابتسم كلاهما بإقتضاب لتستطرد قائلة:
ـ لازم طول الوقت تحاول تقرب منها.. تحضنها.. تقولها انك بتحبها.. هي عمرها ما سألت احنا اتقابلنا ازاي ممكن اسيبك انت تحكيلها.. تعرف اني معنديش اخوات لا انا ولا انت.. وان مامتك اتوفت من سنتين.. بس هي مهتمتش اوي..
حمحمت وتريثت لوهلة بينما بدأ هو في تناول ما بصحنه بصحبة الشاي وملامحه مترقبة في جدية فتابعت:
- كامي بتحب افلام الكارتون والهزار والضحك.. وبتصلي معايا.. عارفة ديننا كويس ولازم على الاقل مرة في الاسبوع احكيلها قصة دينية فيها حكمة او تعاليم او مبادئ.. ممكن تقرب منها بالطريقة دي وبتحب اوي حد يحكيلها قصص.. وطبعا انت شوفت بترسم ازاي.. دي فرصة كبيرة انك تقرب منها..
أومأ بالموافقة ثم تابعت وهي باتت تشعر بالتوجس من صمته:
- بيبقى فيه حفلات وانشطة ومسابقات لازم تكون موجود فيهم جنبها..
من جديد لاحظت اصغاءه المبالغ به لتتسائل في تعجب:
- انت هتفضل ساكت؟
ارتفعا كتفاه ثم هبطا بقلة حيلة وابتسم بآسى ليهمس:
- عرفتي تهربي من مصر بيا انا وانتي وبنتنا.. عندك بيت وشغل وبنت شاطرة وبتحبك وعندك اصحاب.. ناجحة تقريبًا في كل حاجة.. حتى البيت اللي عملتيه احلى من اي بيت كان عندي.. صممتي تعالجيني ونجحتي.. كل ده ولواحدك.. تفتكري اي كلمة هتقوليها هعاندك فيها او هرفضها؟
تفقدته مليًا لترطب شفتاها ثم همست له بتنهيدة:
- أنا عندي استعداد اموت بس بنتي تطلع كويسة.. ممكن اقبل بالفشل في اي حاجة.. ومستعدة اخسر كل حاجة بس البنت ملهاش ذنب وواجب عليا وعليك نوفرلها حياة كريمة وسوية بعيد عن مشاكلنا..
تطلع ملامحها العازمة على كل ما نطقت به ليتسائل في تردد:
- بس اظن حياتها تبقى سوية اكتر لو رجعـ..
أومأت بالإنكار لتنهاه مسرعة عن اكمال كلماته:
- مفيش رجوع.. احنا مش في مصر.. احنا في دولة ومجتمع تاني والانفصال فيه عادي.. لو رجعنا هنؤذي بعض.. حياتنا هتبقى جحيم وصدقني كاميليا هي اللي هتتبهدل ما بيني وبينك..
طأطأت برأسها وهي تحاول ان تسيطر على نفسها الا تدفعه للغضب بأي كلمات لا تليق ليأتي صوته الهامس:
- انا بعد اللي حصلي مبقتش اقدر أؤذي أي حد؛ وبالذات انتي..
رفعت عينيها نحوه بمقلتين باحثتين عن ذرة واحدة تجعلها تتسامح معه فلم تجد وشعرت بأنانيته الشديدة في مطلبه فقلبت شفتاها المضمومتان في اعجاب بحديثه ثم تسائلت:
- وانا؟ تفتكر مش هفضل أؤذيك؟ افكرك بالقديم؟ الومك واعاتبك واجرحك؟! اقرب منك يوم وعشرين بنتخانق.. تفتكر مش هبوظ كل العلاج اللي قاعد بتحاول فيه بقالك خمس سنين؟ مسألتش نفسك إن مرة لو جينا اتخانقنا كاميليا ممكن تسمعنا هتقولها إيه؟! هنكدب اكتر من كده؟!
تنهدت وهي تبتسم بوهن مستنكرة ذلك الحديث لتتابع كلماتها وهي تحاول أن توقف نفسها عن البكاء الذي اوشك على التفلت من بين جفنيها:
- أنا مش سهلة.. مش هابطل اعاتب وافتح في القديم واعاير وادي في كلام زي السم لغاية ما حياتنا هتبقى جحيم.. وبحاول اتعالج من يوم ما جيت هنا.. بس الجروح اللي ما بيني وما بينك سابت اثر مؤذي اوي ليك وليا..
حاولت التماسك وهي تهرب بأعجوبة من شبح الذكريات الشنيعة تلك الليلة لتُكمل في اصرار:
- علشان البنت ننجح في تربيتها تعالى نقفل على القديم.. ماضي وراح.. ولا عتاب ولا رجوع ولا مين كذب ومين أذى مين.. أنا مجرد أم بنتك اللي بتحترمك وأنت أبو بنتي اللي بعزه وعارفة إنه أهم واحد في الدنيا علشان يساعدني نربي البنت..
لكن اكتر من كده بلاش.. بلاش علشان كتر القسوة اللي شوفتها معاك خلتني ابقى انسانة تانية.. لو شوفت اللي بيدور جوايا هتكرهني.. مش بعيد تبقى عايز تموتني بإيديك.. الاحسن بلاش!!
انهمرت احدى دموعها بغتة منها وفشلت في السيطرة عليها بينما حجبت العبرات بُنيتاه المتألمتان بما يراه أمامه ومنع نفسه بأعجوبة عن ايقاف تلك المشاعر بداخله التي تصرخ به أن يذهب ويضمها إليه كمحاولة أن يوقفها ومحاولة أن يُسكن آلام ندمه على ما فعله بها ولكن هيهات!
يا له من طامع.. يظن أنه سيعانقها! هذا استغلال لمشاعرها ليس الا ولقد فعلها مرات ومرات ولم يشفع له كل مرة بكى كلاهما وانتهى نحيبهما بعناق ووعهود ووعود.. كل ما كان بينهما لم يجعله يقتنع يومها أنها ليست بخائنة!
نهض مستندًا على عصاه واقترب من احدى النوافذ القريبة ليسمح لعينيه أن يذرفا بعض العبرات في صمت وجفف وجهه اكثر من مرة وهو يحاول أن يوقف نفسه.. فهو لم يعد بإستطاعته البكاء امامها بعد الآن.. الأمر مُخزي.. ومخيف..
كان كل مرة يبكي بها يكسب شفقتها وتعاطفها تجاهه.. أما اليوم وبعد خمس سنوات كاملة هو لا يريد سوى أن ترى أنه تغير.. وأن عشقه لها كان حقيقي.. من اليوم وصاعدًا لا بكاء، لا اجبار.. ولا أي من افعاله القديمة.. يكفي أنها تسمح له برؤيتها وهذا كل ما يريد..
همس بصوت متحشرج اليها ونبرة مكتومة بأثر البكاء:
- كملي كلامك..
لم تستطع النظر نحوه فتابعت بهمس وجدية وهي الأخرى لا تختلف عنه حالا لتحاول منع نفسها عن البكاء:
- هحجزلك في اوتيل كام يوم لغاية ما اشوفلك بيت قريب مننا.. معايا خمسين الف دولار تحت حساب مشروع اللي انت بقى هتعمله بس لازم افهم التفاصيل كويس لأن دي اخر فلوس معايا ومش هضيعها على الارض.. او فيه اختيار تاني.. شهاداتك موجودة وفيه cv ممكن تبص عليه كويس لو هتقدم في شركة او حاجة..
شوف هتختار ايه وعرفني..
لم ينتظر كثيرًا ليُجيبها مسرعًا:
- انا محتاج شهرين ايجار للبيت.. لابتوب والشهادات اللي معاكي.. وكفاية اخد عشرة بس وخدي الباقي انتي وكاميليا.. وعلى فكرة كل فلوسك هترجعلك..
تعجبت لتلتفت وهي تتفقد ظهره المولى لها لتسأله بإندفاع هاكم وتفلت لسانها بنطق طلمات لم تفكر بها:
- الخطة ايه المرادي.. هتبدأ عيلة مافيا لواحدك ولا هتكلم كلوديا ولا هتفشل وتقولي اوعدك مفشلش تاني؟
التفت بملامح هاكمة على سؤالها ليجيبها بسخرية:
- تفتكري لو عايز السكة دي تاني.. شهاب بدماغه مكنش اتصرف في موبيل زي ما كلمتها علشان تموت اروى؟
تفقدها مليًا ليهتف بين اسنانه المطبقة التي يحاول ان يسيطر على بكاءه خلال تهشيمه اياها:
- كل مرة وعدتك بحاجة كنت بطلع كداب.. بس مش المرادي.. خلاص بقى.. اظن كبرت على الكدب والقتل والحرق.. بقيت عاجز حتى..
شعر بالآلم داخله يهشمه ولكنه غلبه لينتصر عليه وهمس في النهاية:
- انا من غير شهادات ومن غير بيت ولا فلوس عرفت ازاي ابقى ناجح.. متقلقيش الفلوس موضوعها سهل.. انما الصعب اني ابقى اب كويس لبنت كل حاجة فيها بتفكرني بيكي.. الفشل اللي خايف منه اني مكنش عند حسن ظنك من ناحية كاميليا ومعرفش احبها بجد زي ما انتي ما عايزة..
احترامك ليا ولو زي ما بتقولي معزتي عندك كأبو بنتك حتى ولو قدام الناس أنا مش عايز اخسرها..
شعر بعينيه قاربت على الاستسلام لعبراته المسجونة فالتفت حتى لا تراه فأكمل بصوت متحشرج هامسًا:
- لو فشلت يبقى لسه معاكي فلوسك.. وسيبيني انا هاتصرف.. ولو نجحت يبقى كويس للبنت وليا ويمكن يكون بداية طريق الثقة بيني وبينك.. من ناحية تحمل المسئولية.. مش اكتر..
كالعادة يتركها مقتنعة بكل كلماته ويربح النقاش لتشعر بالرعب من تصديقه لتجد لسانها اندفع بتحذير شديد اللهجة وتشنجت ملامحها:
- لو منجحتش هتبعد عن حياتنا انا والبنت.. اي غلطة مبقاش فيها سامحيني واخر مرة.. يا اما السفارة موجودة وكل الادلة معايا..
التفت اليها بملامح حزينة ثم حدثها بهمس وانكسار:
- لو عايزة تسلميني حالا انا معنديش مشكلة..
ابتسمت بسخرية لتقول بإقتضاب:
- كنت سلمتك من سنين لو عايزة.. بس دي اخر محاولة ليك انك تكوة انسان.. وعلشان متعيدش نفس وجعك اللي انت عيشته في حياة بنتنا اللي ملهاش ذنب..
تنهدت في ارهاق وهي تراجع حديثهما وذكرت نفسها بما يدور حولها.. هو للتو سيبدأ بالتعامل مع الحياة بعد خمس سنوات من عزل لم يتخخله سوى سفره بصحبتها هي وابنتهما..
نظرت إليه على مُكثٍ وهي تحاول انتقاء كلماتها بعناية كي لا تؤلمه فيكفي كل ما قيل ةلم يعد هناك جاعيًا للمزيد من الكلمات المهينة فحدثته بتسامح:
- فرصتك وفرصتي هي إن كل واحد فينا يعيش مع البنت وهو مبسوط.. لا اللي انت مريت بيه كان سهل ولا اللي أنا شوفته كان اسهل.. حطيت نفسي مكانك كتير.. ياما سمعنا عن رجالة بيقتلوا مراتتهم بسبب الخيانة.. يمكن اتظلمت باللي شوفته بس انا كمان اتظلمت باللي اتعمل فيا..
تريثت لثوانٍ وهي تحاول نفض تفاصيل ذلك اليوم الطي انبعث في عثلها من جديد بمجرد النطق بآخر كلماتها لتبتلع وحاولت عدم الاستسلام لذلك الآلم وتشبثت بملامح ابنتها التي عوضها بها الله عن كل ما حدث لتُكمل حديثها:
- ربنا هون علينا بالبنت.. ادهالنا علشان تنسينا كل الوحش اللي حصل.. يمكن مصيرنا بقى واحد بسببها بس لا أنت ناقص وجع ولا أنا وهي ملهاش ذنب في كل ده.. حاول علشان خاطرها.. مش علشان خاطري ولا علشان خاطر حد تاني.. وعلشان نفسك!
أومأ لها بالموافقة ثم عقب هامسًا:
- اللي انتي عايزاه هاعمله!
كادت أن تقاطعه فبادر هو مُكملًا:
- مش بقول كده علشان في يوم اقولك انا عملت واتغيرت، بس علشان دايمًا كلامك بيبقى صح في الآخر ويمكن لو كنت عملت اللي بتقولي عليه من الأول مكنش حصل حاجات كتير!
حاضر يا فيروز.. حاضر علشان نفسي وعلشان خاطرها!
ملامحه تُخبر بأنه صادق بينما ماضيهما سويًا جعلها ترتاب، لا تستطيع أن تخبره بأنه كاذب، ولا تريد فعلها بعد كل ما مر به من علاج هي لا تريد أن تدمر هذا التقدم.. لم يكن لديها سوى أن تُجرب وتحاول معه، ليس من أجل المسامحة والغفران بل من أجل طفلة قد تتغير حياتها لو كان معها..
تنهدت وحاولت ألا تُظهر ارتباكها وعلمت انها عليها المراقبة طوال الفترة القادمة فأخبرته:
- ارجوك متاخدش قرار معاها ولا تحكيلها حاجة غير لما تعرفني.. وممكن تاخد الطبق ده والعصير وتروح تقعد معاهم شوية وتحاول تعرفهم!
التفتت لتناوله احدى الأطباق لتجده ينظر إليها بنفس الطريقة التي لن يتوقف أبدًا عن النظر لها بها، هي لا تدري كيف ستتحمل نظراته المتوسلة النادمة.. هي لا تريد أن تتعاطف معه من جديد! يكفي مرات سابقة كل مرة اشفقت عليه واقتربت منه اصبحت نتيجتها كارثية ولقد اكتفت من تحمل الكوارث!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
بعد مرور شهر ونصف..
أوقف تلك السيارة التي ابتاعها للتو أمام منزلها ليتنهد لوهلة ثم تناول تلك الأوراق الموضوعة على كرسي السيارة الجانبي وهو يُفكر مرارًا بحديثه وكلماته ثم ترجل للخارج مستنًدا على عصاه ليلعن بالإيطالية!! لم يتعود بعد على الحياة مع ذلك العكاز الغبي!
اتجه بالقرب من الباب ثم رن الجرس وانتظر لثوانٍ حتى قامت "كاميليا" بفتح الباب وهرعت نحوه لتعانقه.. ربما تبدو علاقتهم افضل الآن في ذلك الوقت الذي لم يفعل به شيء سوى العمل ومحاولة جعل علاقته بإبنته افضل..
بادلها العناق ثم حدثها بحماس:
- وحشتيني..
ربت على رأسها لتسأله هي بتذمر:
- وانت ايضا.. كنت اريد لغد أن يأتي بسرعة.. هل سنذهب اليوم إلي الملاهي؟! هل تغيرت الخطط؟
سارا سويًا للداخل بينما اغلقا الباب وخلع سترته ليُعلقها واجابها:
- اليوم سأمكث معكِ لفترة، وغدًا سنذهب اينما تريدين..
قلبت شفتاها في حزن لتتنهد ثم قالت:
- حسنا..
توسعت عينيها بحماس ثم هتفت به:
- لقد انهيت رسمة جديدة للتو.. تعالى لرؤيتها..
جذبته من يديه وهو يزم شفتاه بضيق حاول الا يظهره وسرعان ما ابتسم اليها ليذهب معها وهو يُفكر أنها مُتحكمة للغاية بدرجة لم يرها فقط في أي إنسان تعامل معه.. والأسوأ أن عليه الإنصياع لها ولطاقتها الغريبة التي لا يدري من أين لها بها.. لا تمل أبدًا ودائمًا ما تتحرك هنا وهناك! والأغرب أن الأمر بدأ يروقه!
اندهش وهو ينظر إلي ذلك البيت الذي قامت برسمه لتسأله:
- حلو؟
ابتسم إليها وأطرى على ما يراه:
- جميل.. احلى من كل اللي فاتوا.. بس لما تاخدي الأجازة هعلمك ازاي تُظبطي الخطوط دي علشان ميبقاش مايل كده من هنا..
اشار إليها بينما آتت "فيروز" التي استمعت لطرقات على الباب منذ قليل لتتفقده في تعجب فهو لم يخبرها أنه سيأتي ونظرت له بتساؤل بينما حديثها حمل التلقائية:
- ازيك عامل ايه؟
هز رأسه بإقتضاب مثلما كانت اجابته:
- تمام الحمد لله..
حمحم ثم تفقدها لوهلة وبعدها نظر نحو ابنته ليحدثها بتساؤل:
- انا مش قدامي وقت كبير، ومحتاج اتكلم مع ماما شوية.. ممكن تستني هنا عشر دقايق؟!
أومأت له بالموافقة بينما ملامح الاعتراض علت وجهها ونزرت لكلاهما في غيظ وتوجهت لتجلس في تذمر فلاحظت "فيروز" تصرفها ولكنها لم تقم بمعاتبتها أمامه وتوجهت للخارج كي يتبعها وهي تقةل:
- اتفضل..
جلست على احدى الكراسي وهي تعقد ذراعيها في انتظار معرفة ما الذي آتى به اليوم بينما ظل هو واقفًا ليبدأ بالحديث:
- بكرة لو حابة نروح البنك او تديلي رقم حسابك ارجعلك عليه الفلوس..
تفقدته مليًا بأعين مُتعجبة ولم تقرأ بملامحه شيئًا سوى الإرهاق فسألته بهدوء:
- ازاي شهر ونص قدرت تجمع كل الفلوس دي؟
نظر لها بمزيج من الحسرة وهو بعد كل ما فعله جعلها ترتاب أكثر، ولكنه سيعمل على نماء تلك الثقة الممزقة بينهما بكل ما لديه من قوة، حتى ولو والدًا لإبنتهما!
اقترب قليلًا نحوها لتتصلب هي بكرسيها وظلت ناظرة له بحرص وتأهب بينما ترك امامها احدى المظروفات الورقية الذي يحتوي على اجابتها.. تصميمًا در عليه مبلغ لا بأس له؛ بل اكثر من لا بأس به.. وهذه هي البداية فقط..
أخذت عيناها تتنقل بين تلك السطور ليتحدث بهدوء:
- عملت تصميم كده.. مش حلو اوي.. واخد مني وقت كبير جدًا بس خلاص دي اخر مرة اعمل فيها تصميمات هندسية.. الموضوع بقى متعب ومبقتش فيه زي الأول! لكن وفر مبلغ كويس اقدر ابدأ بيه..
رفعت عينيها نحوه وهي تتفقده في تعجب فتسائلت بحيرة وهي تزم شفتاها:
- تبدأ بيه ايه بالظبط؟
تنفس بعمق ثم اجابها بقليل من الحماس:
- مطعم ايطالي.. كفاية بقى هندسة وبيوت ومباني لغاية كده!
أومأت له في تفهم وهي تتذكر مدى براعة واتقان ذلك الطعام الذي اعده لها مرات كثيرة ووجدت انها قد تكون فكرة جيدة بينا تابع هو حديثه:
- من بكرة هبدأ بس بعد ما نخلص موضوع البنك.. أو ممكن تديني رقم حسابك!
حمحمت ثم فكرت قليلًا هل تأخذ منه هذه الأموال أم لا.. جزءٌ منها يُعد امواله.. لن تنكر أنه لطالما كان جيدًا بجمع الأموال والمحافظة على استمرارية العمل ولك بطريقة همجية لا تحتوي على المسئولية!
شعرت بالحيرة، "كاميليا" قد تستفيد بما سيعيده إليها ولا تدري هل سينجح فعلًا في أمر هذا العمل.. وكيف سيفعلها وهو يتحرك بذلك العصا! الكثير من الأفكار تلوح برأسها ولا تستطيع أن تقرر الآن..
هتف مناديًا لطول صمتها:
- فـ..
سكت من تلقاء نفسه عندما اخبرته أكثر من مرة ألا يُناديها بهذا الإسم ليزفر في ضيق وهمس بصوت مصحوب بالإرهاق:
- روز ارجوكي انا تعبان ومنمتش بقالي كتير.. ممكن تقوليلي هتعملي ايه؟
ابتسمت بإقتضاب ثم همست متعجبة:
- انت لسه فيك العادة دي؟
لانت شفتاه بإبتسامة صغيرة وهو يتفقدها بحسرة ليهمس بنبرة تشبعت بإشتياقٍ جارف إلي ما كانا عليه يومًا ما ولكن الآسف الذي بات يغمره تجاهها كان أكبر من أي أمنية بداخله، فما حدث بينهما حقيقته هزمت كل أمل لديه بأن تتقبله:
- فيه حاجات مبتتغيرش أبدًا..
لاحظت اختلاف ملامحه المُتعبة بتلك النظرات التي اخبرتها بما قد تؤدي إليه تلك المُحادثة لو استمرت أو جاوبته فتحلت ببعض السيطرة ثم قالت:
- ربنا يوفقك إن شاء الله في مشروعك الجديد، ولو على الفلوس أنا معايا الحمد لله ومش مستعجلة.. خلص بس كل حاجة وبعدين نبقى نشوف..
عقد حاجباه ببصيص غضب ثم تشدق منزعجًا:
- انتي عارفة يمكن من اول يوم شوفتيني فيه وانا مبحبش اخد حاجة من حد!
زفرت بإنفعال ثم عقبت على كلماته بإقتضاب:
- دي فلوسك في الأول وفي الآخر.. ارجوك بلاش نتكلم في الموضوع اكتر من كده.. هبقى اخليك ترجعلي المبلغ ده بس لما تستقر في اللي هتعمله!
تفقدها بداكنتيه وحاول السيطرة على تلك الأصوات الصاخبة بداخله التي تدوي بعقله مُكررة العديد من المواقف التي عانى خلالها من فقره الشديد ولكن بنفس الوقت هي لم تقل شيئًا خاطئًا فتنحنح بصوت مبحوح ثم تحدث بهدوء:
- أنا مبقتش عايز أي حاجة من زمان لا الفلوس ولا حتى الناس..
حاول أن يخبرها بمعنى مستتر أنه قد ودع كل ما كان بالسابق وتمنى لو فهمت ما يُعنيه ليودعها بنظراته وهو يقول:
- أنا هبقى اعدي عليكو بكرة في معادنا.. هاسلم على كامي وامشي.. سلام..
لم يتقبل ولم يقتنع، ولن يفعلها أبدًا.. لا تزال هنا بداخله عثرات من الماضي لن ينساها ولن يتغلب عليها، الأمر ليس بيده ولا بيد غيره.. هناك جراح لا تبرأ ولو بعد واحد وأربعون عام من حياته البائسة..
توجه إلي الخارج بعد أن ودع ابنته وساوره ذلك الشعور من جديد كلما لمس حذاءه تلك الأرض الصلبة وهو مولي ظهره إلي المنزل اللتان تقطنا به.. السقيع والوحدة الشديدتان!
كلما غادرهما يختلف كل شيء، حتى الهواء نفسه يتبدل وكأنه يعصف به وليس مجرد عملية تنفس حيوية، لا يعرف أهذا بسببها هي أم ابنته التي شعر أن كل ما بها يُماثله بينما ملامحها بأكملها تشابهها هي..
لعن مجددًا بالإيطالية وهو يدخل السيارة، سيكون الأمر شاقًا كما يبدو.. من الواضح أنه خسر الكثير.. ليس هي فحسب، بل ساقه اللعينة أيضًا..
ولكن على كل حال سيراها، رآها اليوم، وسيراها غدًا.. وربما لطيلة حياته.. كان هذا أكثر من كافيًا بالنسبة له.. فما الذي يريده العاشق أكثر من رؤية من يعشقه بأفضل حال؟ عليه فقط أن يوقفها عن البُكاء كلما تحدثا معًا..
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
دخلت تبحث عن ابنتها ثم حدثتها بإبتسامة بمجرد ايجادها بتساؤل:
- حبيبتي ممكن اتكلم معاكي شوية؟
أومأت لها بالموافقة فسألتها من جديد:
- انتي ليه اتضايقتي لما بابا جه وقال عايز يكلمني؟
هتفت بحنق مجيبة:
- انا كنت فاكراه جي علشاني..
تنهدت ثم اقتربت منها لتحيط جسدها الصغير بذراعها ثم حاولت أن تجعلها تدرك الأمر عن طريق عدة أسئلة:
- مش بابا بيجيلك على طول وتفضلوا قاعدين سوا؟ وكمان هنخرج معاه بكرة؟؟
هزت رأسها بالموافقة فاستطردت:
- كان جايلي علشان بيتفق معايا بكرة هنتبسط انا وانتي وهو ازاي وهنعمل ايه وكمان بيقولي انه هيبدأ شغل جديد.. وبعدين أنا مش عايزاكي تزعلي مننا.. بس احنا كنا بنتكلم في شوية تفاصيل علشان نبسطك.. زعلانة؟
أومأت بالإنكار لتقول بهمس حزين:
- لست حزينة.. انا فقط اردته أن يبقى معي مثل الأيام السابقة..
تفقدتها بعد أن اعتدلت بجلستها حتى تنظر إلي ملامحها ثم تسائلت:
ـ انتي بتحبي بابا يا كامي؟
هزت رأسها بالموافقة ثم اجابتها:
- زمان مكنتش بحبه.. لكن دلوقتي بقيت بحبه..
همهمت وهي تضيق عينيها بإبتسامة وهي تحاول أن تتبين صدقها:
- اشمعنى؟
هزت كتفيها واجابتها:
- لا أدري.. ربما لأننا اصبحنا صديقان..
غمزت لها وهي تسألها من جديد:
- صديقان مثلنا أم كيف؟
اجابت بعفوية وحماس طفولي:
- هو يحب الرسم مثلي فأصبح صديقي وأيضا يحضر لي الكثير من الشوكولا..
رفعت "فيروز" حاجبيها بإندهاش بينما شعرت ابنتها انها أخطأت بما قالته فوالدتها لطالما تمنعها من كثرة الحلويات التي لا تتوقف عن المطالبة بها وتذكرت أن هذا كان سر من اسرارهما الذي لم يكن عليها الإفصاح عنه لتدارك الأولى الموقف:
- أنا سعيدة انكما اصبحتما صديقان.. ولكن هل هذا يلغي صداقتنا؟
أومأت بالإنكار ثم قالت قبل أن تقبلها على وجنتها:
- بالطبع لا.. انتِ ايضا صديقتي.. ولازلت اخبرك كل شيء مثل السابق..
تنهدت وهي تتفقدها وتحاول الحفاظ على ملامحها التلقائية بينما بداخل عقلها قد قتلته بالفعل مائة مرة على ما فعله وهي لا تدري:
- طيب يالا علشان احكيلك حدوتة وننام؟
هزت رأسها ونهضت فتبعتها والدتها وهي تقسم بداخلها أنها ستوضح له أن هناك حدودًا لا يمكنه أن يعبرها والا بدلا من أن يساعدها سيفسد لها كل شيء..
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
ابتسم إليها وهي تمرح اثناء ركوبها احدى الألعاب لتنتشله "فيروز" من مشاهدته اياها وهي تسأله بنبرة متحفزة:
- انت بتجيبلها شوكولاته من ورايا؟!
ارتبك قليلًا من سؤالها ولكن لم يظهر على ملامحه ليلمحها بطرف عينيه ثم اعاد نظره نحو ابنته واجابها:
- مش من وراكي ولا حاجة.. الموضوع كان صُدفة..
زفرت بين ابتسامتها التي لا تدل سوى على غيظها الشديد وتصنعت أنها تنظر نحو "كاميليا" هي أيضًا لتغمغم بسخرية:
- بقولك ايه.. هتبوظلي كل اللي بحاول اعمله معاها صدقني رد فعلي هيبقى مش كويس.. متجيبلهاش حاجة تاني من ورايا لو سمحت..
التفت نحوها بتعجب ليتسائل:
- وهي مش بنتي زي ما هي بنتك.. ممنوع اجيبلها حاجة خالص ولا ايه؟
زفرت بضيق وعلمت أنه يغير مجرى الحديث تمامًا لتقول بحزم:
- انا مقولتش كده، البنت بتتعب من كتر الحلويات غلط عليها.. والشوكولاتة بالذات مينفعش تاكلها غير بكميات قليلة.. لو هي مش بنتك زي ما هي بنتي مكنتش دخلتك حياتها اصلًا.. أرجوك بلاش حاجة تحصل ما بينكم من غير ما اكون عارفة..
ابتسم لها بإقتضاب وشرد بوجهها قليلًا وملامحها التي تدعي عليها الصرامة ليهز رأسه في النهاية بعد صمت طال كان يحاول البحث به عن كلمات مُقنعة عكس كلماتها فلم يجد ليزم شفتاه ثم همس بإستسلام:
- حاضر.. هبقى اقولك على كل حاجة..
آتت "كاميليا" لتجذب يد والدها ثم هتفت بحماس:
- أريد أن اجرب العاب أخرى.. هيا لقد سئمت هذه اللعبة..
اخفض رأسه إليها ثم أمسك بيدها ليتجها سويًا لفعل شيء آخر لتتوقف وقالت بدلال:
- أريد أن احصل على واحدة من تلك الهدايا..
اشارت إلي احدى العاب التصويب فذهب كلاهما بتلقائية نحوها بينما توقفت "فيروز" لوهلة وفكرت في أن تمنعهما فهي ليست بالعمر المناسب بعد لمثل تلك الألعاب بينما وجت من يناديها:
- سيدة جايكوب.. كيف حالك؟
التفتت لتتفقد هذا الصوت الذي بدا مألوفًا للغاية ليلتفت كذلك "شهاب" وتعجب من مصافحتها لذلك الرجل الذي لم يعرفه ولم تخبره هي عنه ليعاود أدراجه وذهب ليقف بجانبها وصافحه وهو يتفقده في تحفز ثم قدم نفسه له:
- راي آرون..
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
#يُتبع . . .
الفصل القادم في اقرب وقت وستنتهي الرواية قبل رمضان إن شاء الله..