سلسلة أماكن مسكونة- بقلم الكاتبة سمر إبراهيم- الحلقة الخامسة (أنابيل)
الحلقة الخامسة
أنابيل
سلسلة
أماكن مسكونة
هنتكلم النهاردة عن قصة أثارت الجدل لمدة طويلة جدا وكانت ولازالت حديث الناس على مستوى العالم كله .
هنتكلم عن انابيل Annabelle.
أنابيل تعتبر أشهر دمية مسكونة فى التاريخ واللى استوحى منها المؤلفين والمخرجين أفلام رعب كتير جدا، وكانت سبب فى إثارة رعب أجيال بحالها بصراحة.
تعالوا بقى أحكيلكم حكايتها، وامتى بدأت بالظبط وهل فيه دمية مسكونة بجد إسمها أنابيل ولا الموضوع كله خيال مؤلفين مش أكتر.
مش عايزة أصدمكم وأقولكم إن أنابيل حقيقة فعلا مش تأليف، فيه بالفعل دمية إسمها أنابيل يشاع إنها مسكونة بالأرواح الشريرة وموجودة لحد دلوقتى فى متحف وارينز للأشياء الغامضة واللى اسمه The Warren's Occult (وارينز الغامض) إللى أسسه الزوجين إدوارد أو إيد ولورين وارين ودول كانوا محققين فى الظواهر الخارقة مشهورين جدا فى أمريكا خصوصا فى الستينات والسبعينات من القرن العشرين والمتحف بتاعهم موجود فى ولاية كونيتيكت فى الولايات المتحدة الأمريكية.
❈-❈-❈
القصة بدأت سنة ١٩٧٠م ويقال ١٩٦٨م لما قررت أم تشترى هدية لبنتها إللى بتدرس تمريض علشان عيد ميلادها، بس الأم مكانش معاها فلوس كفاية علشان تشتريلها الهدية، فقررت إنها تروح محل بيبيع حاجات مستعملة علشان تشترى حاجة على قد فلوسها.
لما وصلت المحل لفت نظرها دمية جميلة جدا من نوع
ال "راجدي آن " ودى كانت دمية مشهورة كدا فى الوقت ده وغالية جدا.
الدمية عجبت الأم جدا وقررت تشتريها وتهديها لبنتها، وده إللى حصل بالفعل خصوصا إنها لقت سعر الدمية رخيص جدا بالمقارنة بسعرها الأصلى.
مكانتش تعرف أن دى بداية اللعنة أن أن أن
(زى ما انتوا شايفين شكل أنابيل الحقيقية غير إللى جه فى الأفلام خالص زى ما انتوا شايفين الحقيقية كانت جميلة وكيوت جدا )
لما الأم ادت الهدية لبنتها البنت إنبهرت بيها وحبتها جدا وراحت بيها محل سكنها .
البنت كان اسمها دونا او دانا وكانت ساكنة مع واحدة زميلتها إسمها آنجى والاتنين بيدرسوا تمريض .
لما روحت دونا وورت آنجى الهدية عجبتها جدا وقرروا يحطوها عالكنبة إللى قدام الباب علشان كل إللى داخل من الباب يشوفها وتكون العروسة فى استقباله.
لحد دلوقتى مفيش أى حاجة غريبة والدنيا زبادى خلاط عالآخر بس إللى حصل بعد كدا هو إللى غير مسار الأحداث.
إيه اللى حصل يا ترا؟ تعالوا اقولكم
في الأول لاحظ البنات إن الدمية بتتحرك من مكانها يعنى يسيبوها عالكنبة ويخرجوا يرجعوا يلاقوها في الأوضة والباب مقفول عليها كمان.
فى الأول مكانوش شاكين فى حاجة كانوا بيفكروا أنهم ممكن يكونوا نقلوها وهما مش واخدين بالهم.
بس مع الوقت بقى الموضوع غريب جدا يحطوها فى أوضة ويقفلوا عليها مفيش خمس دقايق ويلاقوها فى أوضة تانية خالص ومش بس كدا دول كانوا لما يحطوها على وضع معين يلاقوها غيرت وضعها من غير ما حد يجى جمبها.
بعد شوية بقوا يلاقوا ورق مكتوب فيه بخط طفل صغير كلمة Help me (ساعدونى) المشكلة بقى ان الورق ده مش من الورق اللي بيستعملوه ومفيش منه فى البيت كله.
وفي يوم لقوا الورقة جمب العروسة وفيه على ايدها نقطتين دم.
كدا بقى معندهومش شك إن الموضوع فيه حاجة غلط وإن العروسة دى فيها حاجة مش طبيعية واللى زود يقينهم ده ان فى مرة وهما بيتغدوا ومقعدين العروسة جمبهم عالسفرة فجاة وبدون اى مقدمات العروسة رفعت ايدها وحطتها على ترابيزة السفرة.
كدا بقى الوضع مرعب جدا للبنتين فقرروا يستعينوا بوسيط روحانى علشان يقولهم ايه الموضوع.
لما جه الوسيط وشاف العروسة قالهم ان فيه روح ساكنة فى العروسة دى، والروح دى لبنت صغيرة اسمها انابيل ماتت في حادثة وهي عندها ٦ أو ٧ سنين وكانت موجودة في المبنى ده قبل ما تسكنوا فيه وقالهم انها روح طيبة مش مؤذية ابدا هي بس عايزة تتواصل معاكم.
طبعا البنات اول ما سمعوا الكلام ده صعبت عليهم العروسة جدا واتعاطفوا معاها هي والروح إللى لابساها وسموها نفس اسم البنت أنابيل وبدأوا يتعاملوا معاها أكنها طفلة عايشة معاهم في البيت وهي بصراحة كانت مسلياهم جدا وبتعمل حركات أطفال يعنى تنط على رجل واحدة تشبك صوابعها في بعض تحط رجل على رجل فبالنسبالهم حركات مضحكة ومتخوفش ابدا.
❈-❈-❈
استمر الوضع على كدا لحد ما بدأ يظهر الوش التاني للعروسة الوش الشيطاني.
طب ليه ظهر الوش التاني المؤذي للعروسة
أنا هقولكم
كانت آنجي ليها صديق اسمه لو ، لو ده كان بيكره العروسة جدا وديما يقولهم إنهم لازم يتخلصوا منها وإنها خطر عليهم.
في يوم لو كان نايم في أوضة آنجي وهو بين النوم والصحيان كدا حس بجسمه مشلول مش قادر يتحرك وحس بالعروسة بتزحف على جسمه وبعدين بدأت تخنقه لحد ما أغمى عليه.
طبعا لما حكى الكلام ده لآنجي ودونا مصدقوهوش وقالوله إنه بيألف أو بيتهيأله علشان بيكره العروسة بتاعتهم.
بس الموقف اللي رعبهم وخلاهم يصمموا إنهم لازم يتخلصوا منها في يوم كان لو وآنجي في أوضة آنجى وفجأة سمعوا صوت في أوضة دونا اللي مكانتش موجودة فى البيت،
في الأول افتكروا إنه ممكن يكون حرامي فراح لو علشان يشوف فيه إيه بس لما دخل مالقاش حد في الأوضة ولقى العروسة مرمية عالأرض على ضهرها ومستكينة جدا.
بس حس بنفس وراه ولما بص وراه مالقاش حد بس حس بوجع رهيب في صدره ولما كشف صدره لقى سبع جروح قطعية في صدره ٣ بالطول و ٤ بالعرض زي ميكون حيوان عنده مخالب هاجمه.
ساعتها بس حسوا بالخطر وحصلتلهم حالة من الرعب وقرروا يتخلصوا من الدمية دي فورا وإلى الأبد..
البنتين قرروا يستعينوا بكاهن اسقفى علشان يخلصهم من الدمية الشريرة دى ولما جه الكاهن حس إن الموضوع مش بسيط ومش روح طفلة إللى متلبسة العروسة ولا حاجة والموضوع أكبر من كدا بكتير.
اتصل القس برئيسه وكان اسمه الأب كوك واللى لما جه حذر البنات منها جدا وقالهم ان اللي متلبس العروسة كيان شيطانى شرير جدا مش روح طفلة ولا حاجة وحاول يصرفه بكل الطرق معرفش فاستعان بالمحققين في الظواهر الخارقة إيد ولورين وارين علشان يشوفوا هيعملوا ايه.
لما إيد ولورين وصلوا أكدوا كلام القس وقالوا إن الكيان الشيطانى ده مكانش عايز العروسة ولا حاجة هو واخدها كمضيف مؤقت على مايلاقي مضيف بشري مناسب علشان يتلبسه بدل العروسة.
وبدأت جلسة طرد الأرواح وبعد ما خلصت قرروا ايد ولورين أنهم ياخدوا العروسة معاهم علشان لو الكيان الشيطاني ده كان لسة موجود ومخرجش منها ولا حاجة.
من ساعة ما خدوها وحطوها في العربية وبدأت حاجات غريبة تحصل معاهم.
لما اتحركوا بالعربية قرروا انهم ياخدوا طريق فرعى غير الطريق السريع تجنبا للحوادث علشان لو فعلا الكيان الشيطاني كان لسة موجود واللي حسبوه لقوه قالت لورين والعهدة على الراوي طبعا إنهم وهما في الطريق الفرامل باظت فجأة والعربية كانت هتعمل حادثة ومكانوش عارفين يتحكموا فيها إلا لما إيد رش على العروسة ماء مقدس وقتها بس الفرامل اشتغلت والعربية مشيت كويس.
أول ما وصلوا بيها البيت بتاعهم لاحظوا انها بدأت تتحرك من مكانها وتتنقل من مكان لمكان ولما حطوها فى مكتب مقفول فى مبنى خارجى بعيد عن البيت لقوها مرة تانية في قلب البيت.
وقتها قرر الزوجين إنهم يحبسوا العروسة فى صندوق مصنوع من الزجاج والخشب ونقشوا على الصندوق صليب وآيات معينة من الإنجيل علشان يضمنوا إن العروسة والروح الشريرة اللي جواها تفضل محبوسة جوة الصندوق
وكتبوا تحت الصندوق:
«تحذير.. لا تفتح الصندوق بأي شكل، غير قابل للجدل»
وحطوا الصندوق في المتحف بتاعهم اللي عملوه علشان يحطوا فيه الحاجات الملع..ونة والغامضة والمسكونة بالأرواح الشريرة.
من وقت حبسها في الصندوق وهى متحركتش من مكانها في المتحف بصراحة لدرجة إن فيه بعض الناس قالت ان الكيان الشيطانى ساب العروسة وراح علشان يدور على حد تاني يلبسه.
طيب الأحداث الغريبة وقفت على كدا بقى والعروسة معادتش مؤذية ولا لأ؟
أحب اقولكم إن الأحداث الغريبة استمرت في الحدوث حتى والدمية محبوسة.
طب ايه اللي حصل تاني
فى مرة كان بيزور المتحف كاهن واستهزأ بالعروسة واتريق عليها ولما إيد حذره من الاستهزاء بيها ضحك عليه وسابه ومشى بس وهو فى طريقه لبيته حصلتله حادثة مميتة خرج منها بمعجزة ولما فاق من الحادثة قال ان آخر حاجة حصلت إنه شاف أنابيل في مراية العربية قاعدة عالكنبة اللي ورا وبعدها محسش بحاجة الا وهو في المستشفى.
بعد الحادثة دي بكام سنة حصلت حادثة مشابهة واحد من الزوار قعد يتريق على الصندوق إللى محطوطة فيه العروسة وإزاي لسة فيه ناس بالجهل ده وفاكرين ان حتة لعبة ممكن تؤذيهم وإزاي في ناس بتؤمن بالخرافات دي بس اللي حصل بعد كدا ان بعد خروج الشاب ده من المتحف مباشرة وبعد ركوبة للدراجة البخارية بتاعته اختل توازنه ودخل في شجرة ومات في ساعتها.
طبعا الكلام والقصص دي كلها اتقالت على لسان الزوجين وارين واحنا منملكش لا تكذيبها ولا تصديقها العهدة على الراوي زي ما قولت قبل كدا وكل واحد حر يصدق أو يكذب الحكاية.
بعد وفاة إيد ولورين راحت ملكية المتحف بالحاجات اللي فيه ومن ضمنهم أنابيل لبنتهم جودي وجوزها توني سبيرا واللي وصاه إيد قبل ما يموت سنة ٢٠٠٦م إنه يحافظ على المتحف والحاجات اللي موجودة فيه وبصراحة سبيرا قايم بالمهمة دي على أكمل وجه وديما بيحذر زوار المتحف من أنهم يستهينوا أو يستهزأوا بأي حاجة موجودة فيه.
طبعا قصة أنابيل كانت مادة خصبة جدا لصناعة الكتير من أفلام الرعب زي تشاكى وغيرها من الأفلام.
بس إسم أنابيل ظهر لأول مرة سنة ٢٠١٣م في فيلم the conjuring واللي بيحكي عن الزوجين وارين والقضايا اللي بيحققوا فيها ومن ضمن الأحداث في الفيلم ظهرت أنابيل في بيتهم.
بعد كدا وفي سنة ٢٠١٤ اتعمل فيلم Annabelle ومن يومها توالت الأفلام اللي بتحمل نفس الاسم وبتتكلم عن أنابيل الدمية المسكونة وطبعا مغيرين شكلها للشكل اللي كلنا عارفينه علشان تبقى مرعبة لأن الدمية الحقيقية زى ما قولت مش مرعبة ابدا.
يوم ١٤ أغسطس ٢٠٢٠م رجعت أنابيل تتصدر المشهد من تانى لما انتشرت إشاعة هروبها من المتحف والإشاعة انتشرت فى العالم كله وبقت تريند وكان هشتاج (هروب أنابيل من المتحف) حديث السوشيال ميديا فى الوقت ده خصوصا بعد ما الهاشتاج بقى رقم واحد على تويتر فى العالم كله وكان الموضوع الأكثر بحثا على محرك البحث جوجل وبقت كل الناس مالهاش سيرة غير أنابيل هربت واتنفخنا بوستات بصراحة عن الموضوع ده فيه إللى واخد الموضوع هزار وكوميكس وفيه اللي واخده بجد وكان خايف بجد وكانت ليلة .
لحد ما تم إثبات أن الموضوع كله كذب وإشاعة مش أكتر قالها واحد مجهول وفيه اللي بيقول ان اللي ورا الإشاعة دى هما الصينين
قالك بقى ان الإشاعة حصلت بالغلط بسبب غلط في الترجمة من مواقع الأخبار الصينية كانوا بيترجموا لقاء تليفيزيونى للممثلة "أنابيل واليس" بطلة فيلم Annabelle واللي كانت بتتكلم فيه عن مشاهد الهروب فى فيلم "المومياء - The Mummy" اللي كانت بتشارك فيه مع توم كروز فإيه وللأسف الصينيين مفهموش كلامها وترجموا كلامها انها كانت بتحكى قصة هروبها من الدمية أنابيل.
فى الوقت ده خرج توني سبيرا وعمل بث مباشر من جوة المتحف وجاب أنابيل وهي في الصندوق بتاعها زى ما هي
وأنها متقدرش تهرب بسبب الحراسة المشددة اللي فى المكان وقال إنها خلفي الآن وأظهرها لكل الناس وقال ساخرًا:
"أنابيل هنا ولم تهرب إلى أي مكان، فهي لم تذهب إلى رحلة، لم تسافر في الدرجة الأولى، ولم تزور حبيبها، أخشى أن تصبح تلك الشائعات حقيقة يومًا ما؛ لأن أنابيل لا يمكن الاستهانة بها"
ولازال الكلام عن أنابيل مستمر وشهرتها بتلف العالم كله رغم مرور أكتر من ٥٠ سنة على وجودها في متحف وارينز تفتكروا الدمية مسكونة فعلا ولا دا شو إعلامي؟
ولو شو إعلامى الحوادث اللي حصلت دى كلها إيه؟ أكيد مش صدفة ولو حقيقية ومسكونة فعلا ليه الكيان اللي متلبسها مهربش من الصندوق اللي محبوس فيه بقاله أكتر من ٥٠ سنة
كل دى أسئلة دارت في ذهني وأنا بكتب القصة بصراحة ايه الحقيقة الله أعلم ولكم حرية الاختبار في تصديق ما تريدون.
بقلم سمر ابراهيم