سلسلة أماكن مسكونة - بقلم الكاتبة سمر إبراهيم - الحلقة الثامنة (فندق سيسيل)
سلسلة أماكن مسكونة
بقلم الكاتبة سمر إبراهيم
الحلقة الثامنة
فندق سيسيل
سلسلة
أماكن مسكونة
المكان اللي هنتكلم عنه ده مش في مصر المرادي، اربطوا الأحزمة، ويلا بينا نطير على الولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد لوس أنجلوس.
هنتكلم عن أكتر فندق مثير للجدل على مستوى العالم.
قيل عنه كلام كتير جدا، يقال إنه مسكون بالأشباح، ويقال إنه ملعون، وأطلقوا عليه اسم فندق الشيطان، تعالوا معايا أحكيلكم عنه.
فندق سيسل في لوس أنجلوس، أو فندق الرعب زي ما بيقولوا عليه.
الفندق ده بدأ بناؤه عام ١٩٢٤م، بناه تلاتة شركا هما، "ويليام بانكس هانر" و "تشارلز إل ديكس" و "روبرت إتش شوبس"
تم بناء الفندق علشان يبقى وجهة للمسافرين، من رجال الأعمال، والسياح، وصرفوا عليه فلوس كتير جدا، البناء لواحده كدا تكلف حوالى ١.٥ مليون دولار، باقي التجهيزات تكلفت مليون كمان، يعني الفندق اتصرف عليه حوالي ٢.٥ مليون دولار، متخيلين مبلغ زى ده في العشرينات كان عامل إزاي.
تم افتتاح الفندق ٢٤ ديسمبر ١٩٢٤م، والحقيقة إنه كان تحفة معمارية بمعنى الكلمة، كان عبارة عن ١٩ دور فيهم أكتر من ٧٠٠ غرفة، وكان يتكون من بهو من الرخام الفخم، وشبابيك زجاج ملون، ونخيل موجود في أوعية مزخرفة، وتماثيل من المرمر.
بعد افتتاح الفندق كان عليه إقبال كبير جدًا، سواء من رجال الأعمال، والسياح، ورجال الدولة، وكانت الدنيا ماشية حلاوة، بس الحال ده مستمرش كتير.
بعد أقل من خمس سنين من افتتاحه ضرب الولايات المتحدة الكساد الكبير، والدنيا وقفت، والفندق مبقاش عليه إقبال قد كدا.
بعد الأزمة الاقتصادية ما خلصت والدنيا اتظبطت، رجع الفندق ازدهر من جديد وبلغ ذروة مجده في الأربعينات، بس بعد كدا رجع الحال يتراجع تاني خصوصا لما بقى المكان اللي موجود فيه الفندق زحمة جدًا، وكان فيه على بعد ٦ كيلومتر من الفندق بالتحديد في منطقة "سكيد رو" مجموعة كبيرة جدا من المشردين اللي يصل عددهم ل ١٠٠٠٠ واحد.
فضل الحال يتدهور بالفندق خصوصا بعد السمعة الوحشة اللي لزقت فيه واللي هقولكم سببها دلوقتى، لحد عام ٢٠٠٧م لما اشترى اتنين مستثمرين جداد الفندق وبدأوا في تجديده.
❈-❈-❈
عام ٢٠١١م قرروا يغيروا اسمه، يمكن الناس تنسى السمعة الوحشة اللي ملاحقاه دي وأطلقوا عليه اسم "ستاي أون ماين"
جددوا الفندق، وعملوا مناطق استقبال منفصلة، بس المرافق كانت مشتركة.
كل التجديدات دي وبرضوا الفندق كان حاله من سيئ لأسوأ؛ خصوصا بعد اللي حصل عام ٢٠١٣م ودا هنتكلم عنه برضو دلوقتي.
عام ٢٠١٤م الفندق اتباع لرجل أعمال كبير جدا عنده فندق في نيويورك اسمه "ريتشارد بورن" ودفع في الفندق ٣٠ مليون دولار.
عام ٢٠١٦م تم تأجير الفندق لمدة ٩٩ سنة لشركة مقرها في نيويورك اسمها "Simon Baron Development"
بعد كدا طلع "مات بارون" رئيس مجلس إدارة "سيمون بارون" وصرح إنه ملتزم بالحفاظ على المكونات المعمارية، أو التاريخية المهمة للمبنى، زى بهو الفندق الكبير مثلا، لكن في نفس الوقت شركته بتخطط لإعادة تطوير كامل للمبنى.
عام ٢٠١٧م تم إغلاق الفندق للتجديد، بس للأسف المبنى لسة مقفول لحد دلوقتي ووقفوا التجديدات اللي كانت بتحصل فيه علشان فيروس كورونا ولحد النهاردة مش عارفين هيستأنفوا التجديدات دي امتى.
في فبراير عام 2017، صَوت مجلس مدينة لوس أنجلوس على اعتبار الفندق نصب تاريخي، وثقافي، لأنه يمثل فندق أمريكي من أوائل القرن العشرين.
طيب كدا إحنا اتكلمنا عن تاريخ الفندق، بس اللي متعرفوهوش إن طول السنين دي كان بيحصل حوادث مأساوية في الفندق، من أول ما تم بناؤه لحد ما اتقفل.
تعالوا بقى أكلمكم عن الحوادث دي.
الحكاية بدأت في يوم ٢٢ يناير ١٩٢٧م لما نزل في الفندق واحد اسمه "بيرسي أورموند كوك" ودا كان واحد عنده ٥٢ سنة، وكان عنده مشاكل بينه وبين مراته، هوب طقت في دماغه إنه ينتحر، طب يا سيدى انتحر في بيتكم قالك لأ أبدا لازم انتحر في فندق سيسل يا إما بلاش.
راح بيرسي الفندق حجز غرفة، وبالليل ضرب نفسه طلقة في دماغه، هوب الناس اتجمعت على صوت الرصاص، والإسعاف جت، بس على ما نقلوه المستشفى كان مات.
عادى جدا وممكن يحصل في أي مكان إيه الغريب في كدا واحد انتحر فين المشكلة.
الغريب في اللي جاي:
- يوم ١٩ نوفمبر ١٩٣١م واحد اسمه "دبليو ك نورتون" عنده ٤٦ سنة جه من شيكاغو وأجر غرفة بإسم "جيمس ويلز" وبالليل لقوه ميت في غرفته، وبالتشريح تقرير الطب الشرعي قال إنه كان واخد حبوب سامة من إسبوع.
- سبتمبر ١٩٣٢م الهاوس كيبنج بتاعة الغرف كانت داخلة تنضف غرفة كان نازل فيها واحد اسمه "بنجامين دوديش" ودا كان شاب عنده ٢٥ سنة، لقته ميت برصاصة في دماغه، والمسدس في إيده، ومفيش في الغرفة أي رسايل انتحار.
- أواخر يوليو ١٩٣٤م لقوا رقيب سابق في سلاح الطب في الجيش اسمه "لويس د بوردن" ٥٣ سنة، ميت في غرفته بعد ما قطع حنجرته بشفرة حلاقة، وكان سايب شوية ملاحظات من ضمنها إن سوء حالته الصحية هي السبب في انتحاره.
- مارس ١٩٣٧م وقعت "غريس ماجرو " من شباك غرفتها في الدور التاسع وكان سلك التليفون لافف على جسمها، ولحد دلوقتي البوليس مقدرش يجزم هل موتها كان حادثة، ولا جريمة، ولا انتحار.
- يناير ١٩٣٨م رجل مطافي في مشاة البحرية الأمريكية كان اسمه "روي طومسون" ٣٥ سنة، رمى نفسه من على سطح الفندق، ولقوا جثته على سطح المبنى اللي جمب الفندق، وروي كان مقيم في الفندق بقاله كام إسبوع.
- مايو ١٩٣٩م لقوا ضابط في البحرية الأمريكية اسمه "إروين س. نيبليت" ٣٩ سنة ميت في غرفته بعد ما شرب سم.
- يناير ١٩٤٠م، شربت سم مدرسة اسمها "دوروثي سيغر" ٤٥ سنة، ودى بقى فضلت في المستشفى حوالى ١٢ يوم وماتت.
- سبتمبر ١٩٤٤م، كان فيه ثنائي واخدين غرفة في الفندق مقيمين فيها، وهما "دوروثي جان بورسيل" ١٩ سنة، وصديقها "بن ليفين" ٣٨ سنة.
دوروثي كانت حامل وجالها وجع الولادة وهي نايمة، وخافت تصحي بن الله أعلم ليه؟ ودخلت الحمام ولدت فيه من غير مساعدة طبية، ولما ولدت ولقت المولود مبيتحركش افتكرته مات، ورمته من شباك الغرفة قبل صاحبها ما يصحى.
المولود وقع على سطح المبنى المجاور للفندق، ولما لقوا الجثة، وبعد الكشف عليها، وتشريحها لقوا إن الطفل اتحدف وهو عايش الحدفة هى اللي تسببت في الوفاة.
طبعا الأم اتقدمت للمحاكمة، واتعرضت على الكشف الطبي، لفحص قواها العقلية، وثبت فعلا إنها مكانتش متزنة نفسيا لما عملت كدا، وفي يناير ١٩٤٥م، أصدرت المحكمة حكم ببراءتها لأنها كانت تعاني من جنون مؤقت وقتها من أثر الولادة.
- في نوفمبر ١٩٤٧م واحد اسمه "روبرت سميث" ٣٥ سنة، رمى نفسه من الدور السابع في الفندق.
- ٢٢ أكتوبر ١٩٥٤م، موظفة في شركة "القرطاسية" في سان فرانسيسكو اسمها "هيلين جورني" ٥٥ سنة رمت نفسها من شباك غرفتها في الدور السابع، وكانت مقيمة في الفندق بقالها إسبوع وحاجزة الغرفة بإسم "مارغريت براون"
- في ١١ فبراير ١٩٦٢م، "جوليا فرانسيس مور" ٥٠ سنة، رمت نفسها من غرفتها في الدور الثامن ومسابتش وراها أي رسايل انتحار.
- ١٢ أكتوبر ١٩٦٢م، واحدة اسمها "بولين أوتون" ٢٧ سنة، رمت نفسها من الدور التاسع بعد خلافات مع جوزها، ولما وقعت جت وقعتها على واحد من اللي ماشيين في الشارع، وماتوا هما الاتنين.
في الأول البوليس كان فاكر إنهم انتحروا سوا، بس بعد كدا وهما بيشرحوا جثة الراجل اللي كان اسمه "جيانيني" لقوه ميت وهو حاطط إيده في جيبه، وكمان لابس حذاءه، فمش من المنطقي أبدًا إنه يكون انتحر من فوق بالشكل ده؛ لأنه لو واقع من فوق بديهي ميكونش حاطط إيده في جيبه، كمان المفروض حذاءه كان اتقلع منه وهو بيقع، أو على الأقل فردة منها، فين وفين بقى على ما فهموا اللي حصل وإنها وقعت عليه فطسته.
- ٤ يونيو ١٩٦٤م لقوا واحدة من النزلاء اسمها "بيجون جولدي" ميتة في غرفتها بعد ما تعرضت للاغتصاب، والطعن، والضرب، وتم سرقة غرفتها.
بعد كام ساعة من قتل بيجون تم القبض علي "جاك بي إيلينجر" ٢٩ سنة، كان ماشي في الشارع اللي جمب الفندق وملابسه كلها دم، بس بعد مدة تم الإفراج عنه بعد كشف إن الدم اللي على ملابسه مش دم بيجون، ولحد دلوقتى محدش عرف يحل لغز الجريمة دي.
بس يا ترا الدم اللي على ملابسه ده كان دم مين؟
- ٢٠ ديسمبر ١٩٧٥م بنت عندها تقريبا ٢٣ سنة رمت نفسها من شباك غرفتها فى الدور ال ١٢ وكان بقالها أربع أيام في الفندق وكانت حاجزة الغرفة بإسم "أليسون لويل" بس مطلعش اسمها ومحدش عرف اسمها الحقيقي كان إيه.
- ١ سبتمبر ١٩٩٢م لقوا جثة واحد أمريكي من أصل أفريقي ملقاة في الزقاق اللي ورا الفندق، وبالتشريح أثبتوا إن الراجل ده يا إما وقع، يا إما حد رماه، يا إما انتحر، من الدور ال ١٥ في الفندق ومحدش تعرف على جثته، وكان عمره ما بين ال ٢٠ ل ٣٠ سنة.
- في فبراير ٢٠١٣م، كانت الحادثة الأشهر فى تاريخ الفندق، واللي لحد دلوقتي لغز كبير محدش عارف يحله.
الحكاية بدأت لما زوجان من السياح البريطانيين أساميهم "مايكل، وسابينا باو" بلغوا إدارة الفندق إن حنفيات المياه فيها حاجة غلط، قالوا إن تدفق المياه مش مظبوط، وتقطع كتير، ولما بتنزل ليها طعم، ولون، وريحة تقرف.
لما إدارة الفندق بعثوا العمال يشوفوا الخزان فيه إيه؟ وبعد فحص الخزان لقوا جثة بنت اسمها "إليسا لام" ٢١ سنة غرقانة في الخزان وشبه عريانة.
فيه اللي قال إن ملابسها كانت غرقانة جمبها في الخزان، وفيه اللي قال إن الملابس كانت محطوطة على الأرض جمب الخزان.
الغريب بقى إن من اسبوعين بالظبط تم الإبلاغ عن فقد إليسا لام، وآخر مرة حد شافها فيها كانت بتعمل حاجات غريبة جدا.
كاميرا الفندق لقطتها وهي في الأسانسير بتتصرف تصرفات غريبة جدا، كانت عمالة تدوس على زراير الأسانسير بشكل عشوائي، وعمالة تبص وراها وتستخبى، زي ما تكون بتهرب من حد.
الغريب إن باب الأسانسير لما جه يقفل مقفلش للآخر، زي ما يكون حد حط رجله علشان الباب ميقفلش، وهي بصت ملقتش حد، وبقت عمالة تطلع، وتدخل، على أمل إن الباب يقفل بس مقفلش، بعد كدا الكاميرا جابتها وهي بتشوح بإديها وبتتكلم زي ما يكون حد غير مرئي قدامها، وبتكلمه، وفي الآخر خرجت إليسا من الأسانسير واختفت من ساعتها، ومحدش لقاها إلا وهي جثة في الخزان.
الغريب في الموضوع إن بعد ما خرجت إليسا من الأسانسير الباب اتقفل، والأسانسير اشتغل عادى جدا.
الأغرب بقى إن الخزان اللي الجثة كانت فيه كان كبير جدا، ارتفاعه اتنين ونص متر، ومفيش سلم علشان تطلع عليه، وأصلا الغطا مقفول بمسامير ضخمة جدا محدش يعرف يفتحها، لدرجة إنهم علشان يخرجوا جثتها من الخزان عملوا قطع كبير في الغطا.
طب خد الكبيرة بقى أصلا سطح الفندق مقفول بباب، والمفتاح مع عامل الصيانة، ومش مسموح لحد من النزلاء التواجد هناك، والعامل أكد إن الباب كان مقفول ومحدش خد منه المفتاح.
تقرير الطب الشرعي أثبت إنها ماتت غرقانة ومفيش على جسمها أي آثار عنف، أو اعتداء، ومفيش في معدتها أي عقاقير مخدرة.
فيه ناس قالت إنها كانت تعاني من مرض "اضطراب ثنائي القطب" وماكنتش بتاخد العلاج، وده اللي خلى عندها الهلاوس ونوبة الجنون اللي حصلت لها في الأسانسير، وكمان المرض هو السبب في انتحارها.
السؤال هنا هل ثنائي القطب خلى عندها قوة خارقة قدرت بيها تطير وتطلع فوق الخزان؟ وكمان تنزل من غير ما تفتح الغطا؟
اللي يحير كمان إن إليسا كانت في الجامعة في "فرانكفورت "وفجأة وبدون سابق إنذار سابت الجامعة، وفرانكفورت كلها، وراحت على لوس أنجلوس وحجزت غرفة في الفندق.
هتلاقوا على موقع نت فلكس مجموعة من الحلقات عن الفندق وعن اختفاء إليسا لام تحت عنوان “مسرح الجريمة والاختفاء في فندق سيسيل”.
❈-❈-❈
آخر حادثة حصلت فى الفندق كانت فى ١٣ يونيو ٢٠١٥م، لما لقوا جثة شاب عنده ٢٨ سنة ملقاة جمب الفندق ورجحوا إنه ممكن يكون انتحر من الفندق، بس الطب الشرعي عجز عن إنه يحدد سبب الوفاة.
الفندق كمان ارتبط اسمه بمجموعة من الجرائم الغامضة، وفيه بعض الناس، والصحف بتربط بينه وبين الجريمة الأشهر في لوس أنجلوس، وهى جريمة قتل "إليزابيث شورت" والمعروفة بإسم "الداليا السوداء" واللي محدش لحد دلوقتى عارف مين اللي قتلها، بس البوليس لقوا جثتها متقطعة في مكان قريب من الفندق، وفيه بعض الشهود قالوا إنهم شافوها وهي خارجة من غرفة من غرف الفندق، وفيه اللي قال إنها قبل قتلها بأسبوع كانت سهرانة في البار بتاع الفندق، واتكرر ترددها على البار أكتر من مرة في خلال الأسبوع ده.
طبعا فيه ناس شككت في الكلام ده، وقالوا إن الغرض منه إلصاق الجريمة بالفندق وخلاص، وإن ده محصلش والفندق مالوش أي علاقة بقتلها.
(اللي هو لسان حالهم بيقول هو إحنا ملاحقين على الجرائم اللي جوا لما هتستوردوا لنا جرائم من برا كمان)
الغريب كمان إن الفندق كان مكان لسكن كتير من القتلة المتسلسلين، وغريبي الأطوار.
طب زي مين مثلا؟ أنا أقولكم.
زي السفاح الرهيب "ريتشارد راميرز" ودا سفاح مشهور جدا في لوس أنجلوس كان مشيبهم من الآخر، وارتكب جرائم فظيعة جدا، وكان عامل رعب فى المدينة كلها.
كان يقتحم البيوت بشكل عشوائي، ويقوم باغتصاب الستات أيا كانت أعمارهم، وبعد كدا يقوم بتقطيع أطرافهم بسكين طويل ويمثل يجثثهم.
حتى العجائز لم يسلموا منه، في مرة دخل على بيت عايش فيه اتنين ستات اخوات كبار في السن عندهم أكتر من ٨٠ سنة، ومن ضمنهم واحدة عمياء، ومع ذلك اغتصبهم، وقتلهم، ومثل بجثثهم.
راميرز كان نزيل في الفندق كان مأجر غرفة على سطح الفندق ب ١٤ دولار في اليوم.
راميرز كان من عبدة الشيطان، وكان بيخلي ضحاياه تقسم بالشيطان قبل ما يقتلهم، ويقال إن الجرائم بتاعته دي كانت جزء من الطقوس اللي بيمارسها لعبادة الشيطان، ويقال كمان إنه كان بمارس الطقوس دي في الفندق.
عايزة أقولكم إن حتى بعد القبض عليه كان مثير للرعب، وفي المحكمة هدد إنه هيقتل كل اللي في المحكمة، وفعلًا خلال الجلسات الأولى من المحاكمة ماتت واحدة من أعضاء هيئة المحلفين مقتولة بالرصاص، على إيد صديقها اللي انتحر بعد ما قتلها، وده طبعا خلى باقي أعضاء هيئة المحلفين يترعبوا، ويفتكروا إن راميرز هو السبب في قتل زميلتهم.
الغريب والمضحك في الموضوع إن راميرز كان عنده معجبات كتير جدا خلال، وبعد المحاكمة، لدرجة إنه اتجوز واحدة منهم فعلا عام ١٩٩٦م.
وبالرغم من الحكم عليه بالإعدام بس الحكم لم يتم تنفيذه أبدًا لحد وفاته في السجن في ٧ يونيو عام ٢٠١٣ بمرض السرطان، يعنى بعد شهور قليلة من حادثة إليسا لام.
القاتل المتسلسل الثاني هو النمساوي "جاك انترويغر"
انترويغر اتولد في النمسا، وكانت أمه عاهرة، ومجهول الأب.
أول جريمة ارتكبها كانت عام ١٩٧٤م خنق بنت ألمانية لحد ما ماتت مستخدم حمالة صدرها، وبعد كدا توالت الجرائم بتاعته بنفس النمط، ونفس الطريقة، لدرجة إنه في عام واحد قتل ٦ ستات بنفس الطريقة.
اتقبض عليه عام ١٩٧٦م واتحكم عليه بالسجن المؤبد.
في السجن بقى ظهرت عنده موهبة الكتابة، بدأ يكتب ببراعة، وبموهبة كبيرة جدا، وكانت القصص، والقصائد بتوعه ينشرون في أكبر الصحف، وواحدة من القصص بتاعته تحولت بالفعل لفيلم سينمائي.
بقى عنده معجبين كتير جدا وقامت مظاهرات كثيرة جدًا تطالب بالإفراج عنه، وكان يقود المظاهرات دي أشهر مثقفي النمسا.
تم إطلاق سراحه عام ١٩٩٠م وتعاقدت معاه صحيفة نمساوية مشهورة جدا؛ علشان يعملها تقرير عن الدعارة والجريمة في مدينة لوس أنجلوس.
سافر أنترويغر لأمريكا، ونزل بالفعل في فندق سيسل، وبدأ يعمل تقريره، وقابل كثير من رجال الشرطة، وكان يتردد على الأماكن التي تتواجد بها العاهرات.
كل ده عادي جدًا بس اللي مش عادى إن في الفترة في الشرطة لقت ٣ جثث لعاهرات تم قتلهم بنفس طريقة القتل بتاعته، كانوا بيتعرضوا للضرب المبرح ويتم خنقهم بحمالة صدرهم.
طبعا الشكوك كانت تحوم حوالين جاك، لكن قبل ما يتم القبض عليه قدر يهرب، ومقدروش يمسكوه إلا بعدها بسنتين، وبعد القبض عليه انتحر مشنوق برباط حذاءه قبل ما يتقدم للمحاكمة.
طبعا كل الأحداث المروعة دي كانت كفيلة إنها تخلى الناس تجزم إن الفندق ده مسكون بالفعل، كمان فيه بعض الصور المحيرة جدا، التقطها واحد عن طريق الصدفة.
الصور بيظهر فيها حاجة شبه الشبح على شباك من شبابيك الفندق، شبح راجل أو ست بيبص من شباك الفندق.
وفي النهاية توجد أسئلة كثيرة تلوح في الأفق:
هل الفندق مسكون بالفعل؟ أم كل تلك الحوادث قد حدثت بالصدفة والفندق مجرد مكان يجذب إليه المنتحرون من مختلف البقاع.
السؤال الآخر:
هل إليسا لام انتحرت بالفعل؟ أم قتلت؟ وإن كان ذلك، أو ذاك، فكيف تم الإلقاء بها في خزان المياه بتلك الصورة؟ وهو مقفل كما وضحنا.
حقا إنه لشيء مثير للاهتمام، ومرهق للأذهان.
سمر إبراهيم