سلسلة أماكن مسكونة- بقلم الكاتبة سمر إبراهيم - الحلقة السادسة (شقة ذكرى)
شقة ذكرى
سلسلة
أماكن مسكونة
مين فينا ميعرفش المطربة التونسية صاحبة الصوت الذهبي ذكري ومين فينا كمان ميعرفش الحادثة المأساوية إللى إتقتلت فيها والكلام إللى اتقال بعد كدا عن سكن الأشباح لشقتها.
.تعالوا أحكيلكم عن إللى حصل بالتفصيل.
سنة ٢٠٠٣م لما كانت ذكرى عندها ٣٧ سنة تزوجت من رجل أعمال معروف إسمه "أيمن السويدي" وأيمن السويدي بالمناسبة كان معروف عنه أنه بيحب يرتبط بالفنانات كان كاتب كتابه على حنان ترك سنة ١٩٩٥م واتطلقوا قبل إتمام الزواج ويقال إن جوازهم كان عرفي مش شرعي وإن حنان ترك أنكرته لحد ما أيمن نشر قسيمة طلاقهم في الجرايد.
بعد كدا تزوج الراقصة "هندية" شافها وهي بترقص في فندق شيبرد عجبته واتجوزها وكتبلها مؤخر مليون جنيه واتطلقوا بسبب غيرته الشديدة.
كمان تزوج جيهان قمري لمدة ٢٤ ساعة وغيرهم وغيرهم من الفنانات لحد الدور ما جه على ذكرى كانوا أصحاب في الأول وبعدين الصداقة قلبت بحب واتكللت بالزواج في أغسطس ٢٠٠٣م.
أيمن كان معروف عنه غيرته الشديدة اللي بتوصل لدرجة الشك في الطرف الآخر وهو ده سبب الخلافات بينه وبين ذكرى لدرجة إن وهما في شهر العسل ضر ب واحد من المعجبين كان حابب يسلم عليها وهنا غضبت ذكرى جدا لدرجة أنها طلبت الطلاق لكن هو قدر يصالحها ويقنعها إن اللي حصل ده من حبه الشديد لها.
أيمن كان بيلاحقها في كل مكان وبيبعت اللي يراقبها ويبلغه بكل تحركاتها ودا كان أسلوبه مع كل اللي بيتجوزهم، وكان ديما بيزن عليها علشان تعتزل وتسيب الفن وتقعد في البيت بس هي كانت ديما بترفض.
الكلام ده اللي تم ذكره على لسان المقربين منهم الله أعلم صح ولا غلط.
الرواية الشائعة عن اللي حصل يوم الجريمة كانت كالتالي.
يوم ٢٨ نوفمبر ٢٠٠٣م الساعة خلاص عدت ١٢ بعد نص الليل وكانت ذكرى مع جوزها في إفتتاح مطعم جديد هو بيملكه وفى الإفتتاح اتخانقوا مع بعض علشان خاطر شغلها وإنها بتتأخر فى البروفات كل يوم وبترجع البيت بعد نص الليل وكمان كان رافض سفرها برا مصر علشان تحضر مهرجانات الغناء.
سابت ذكرى الحفلة ومشيت مع خديجة مرات مدير أعمال جوزها عمرو الخولى وراحوا عالبيت إللى موجود فى شارع قصر النيل فى الزمالك.
وهى فى الطريق اتصلت بصاحبتها الفنانة كوثر رمزى علشان تحصلها عالبيت لأنها مخنوقة ومحتاجة تتكلم معاها.
كوثر مكدبتش خبر وراحت جرى تشوف صاحبتها مالها لكن وهما بيتكلموا لقوا أيمن جاى ومعاها عمرو الخولى مدير أعماله وكان شايط حرفيا وأول ما شاف كوثر شاط أكتر.
(أيمن مكانش بيحب كوثر رمزى لأنه يقال إنها كانت مشهورة بين الفنانين بقراءتها للفنجان والطالع ويقال إن ده سبب إستعانة ذكرى بيها وده اللي كان رافضه أيمن وبيعتبره دجل وشعوذة)
أول أيمن ما شاف كوثر إتعصب جدا وقالها لو سمحتى ادخلى أى أوضة على ما أخلص كلام مع مراتى علشان حنتكلم كلام يخصنا ومالكيش دخل فيه.
(الكلام ده إللى قالته كوثر فى تحقيقات النيابة باعتبارها آخر واحدة شافتهم وهما عايشين)
طبعا كوثر اتحرجت جدا من طريقة أيمن وقررت تمشى خالص لكن ذكرى أصرت إنها تفضل وتستناها فى أوضة تانية على ما يتكلموا.
بتقول كوثر إنها فعلا دخلت أوضة وكانت سامعة صوت أيمن وهو بيزعق لذكرى وصوته عالى جدا وبيتهمها فى أخلاقها وإنه شاكك فيها وإنها لازم تعتزل الفن وتقعد فى البيت وهي ردت عليه بزعيق برضو وقالتله إن هو إتجوزها وهو عارف شغلها وظروفه كويس وإنها مش هتسيب الفن ولو مش عاجبه يطلقها.
كمان سمعت صوت عمرو ومراته وهما بيحاولوا يهدوا أيمن ويقولوله ان كل ده أوهام فى دماغه وإن ذكرى أشرف من الشرف ولا يمكن تعمل حاجة غلط أبدا.
بعد كدا كوثر لقت باب الأوضة بيتفتح وأيمن بيقولها تتفضل دلوقتي من غير مطرود وطلعها من الشقة وقفل الباب.
طبعا هي حست بإهانة شديدة من اللي حصل ده وبتقول مكونتش أعرف إن ربنا كتبلى عمر جديد.
❈-❈-❈
فيه رواية تانية بتقول انها ممشيتش وإنه قفل عليها الباب بالمفتاح علشان متخرجش.
إللى حصل بعد كدا بقى إن أيمن دخل أوضة النوم جاب مسدسه ومدفع رشاش كان عنده وخرج فرغ الرصاص بالرشاش فى ذكرى ومدير أعماله ومراته فرغ فيهم حوالى ٦٣ طلقة وبعد كدا قتل نفسه بالمسدس ومات هو كمان.
الكلام ده حصل الساعة ٥ الفجر الناس في المنطقة صحيوا على صوت الرصاص الرهيب اللي كان خارج من الشقة واتصلوا بالبوليس.
لما البوليس جه وعاين مسرح الجريمة لقى الأربع جثث وبتفتيش الشقة يقال إنهم لقوا في خزنة أيمن جواب سايبه لأخوه مكتوب فيه وصيته الأخيرة بيقول فيه:
"أخي محمد:
- أحذرك من التعامل مع مدير أعمالي عمرو الخولي لأنه سبب الخراب الذي حل بي بتشجيعه لي على الاقتراض من البنوك مستغلاً علاقاته ببعض المسؤولين في البنوك حتى جعلني في النهاية متعثراً وفي أزمة طاحنة.
- وأحذرك يا أخي من أن تقع في الخطأ نفسه. ابتعد عن كارثة الإقتراض. وستجد في هذا الخطاب الرقم السري لخزانتي والرقم السري لحقيبتي التي تتضمن دفتر الشيكات والأوراق والمستندات كافة المهمة جداً. وستجد في هذا الخطاب أيضاً عناوين قطع أراض خاصة بي ولا يعلم عنها أحد أنها خاصة بي ومكانها في الإسكندرية.
أوصيك يا أخي بحق الدماء التي تجري في عروقنا بأن تهتم بطليقتي السيدة لبنى والإعتناء بابنها وأمها ولا تحرمها من أية مبالغ تحتاج إليها... أنني الآن أعرف قيمة هذه السيدة والأيام الجميلة التي عشتها معها. إنها من أعظم نساء المغرب... وما زال اسمها الحقيقي نادية أو اسمها الذي اشتهرت به “لبنى” هما أحب الأسماء إلى قلبي.
- أخي الحبيب... أنت أقرب الناس إلى قلبي ولا تنزعج إذا علمت يوماً بأنني فارقت الحياة بسبب سوء حالتي النفسية من ناحية وكثرة ديوني... ومطالبات البنوك. لا تنزعج بموتي وأنصحك ببيع الأراضي التي ألمحت لك بها والاستفادة بثمنها ومواصلة العمل لعل وعسى تكون ظروفك أفضل من ظروفي وتعوض بحياتك مماتي."
طبعا الجواب ده خلى الناس تصدق إن الموضوع كله قتل وإنتحار وإن أيمن كان بيفكر فى الإنتحار فعلا بس الخلافات اللي حصلت بينه وبين ذكرى عجلت بالقرار ده وقرر ياخدها معاه هي كمان.
وبكدا يكون قتل صاحبه ومراته لأن هو السبب في الديون اللي بقت عليه اللي مكانش عارف يسددها إزاى مع إن لو حللنا الوصية دي اللي محدش شافها أصلا هنلاقيها مليانة كلام مش راكب على بعضه يعني منين بيحذر اخوي من عمرو طالما ناوي يقت له كمان ازاي هيقوله يبيع الأراضي وهو عارف ومتأكد إن الجواب اكيد هيقع في إيد البوليس بعد انتحا ره يعني واضح جدا إن الجواب مفبرك مش حقيقي.
❈-❈-❈
طيب دى الرواية الشائعة اللي الناس كلها عارفاها هل يا ترا فيه رواية تانية غير دي؟
أحب أقولكم آه فيه، فيه ناس كتير جدا مقتنعة إن الموضوع مش كدا خالص وإن ولا أيمن قتل مراته ولا انتحر ولا أى حاجة من الكلام ده وإن دى عملية إغتيال مدبرة كان هدفها إغتيال المطربة ذكرى عن طريق فرقة إغتيالات محترفة وهي اللي قامت بالمهمة والموضوع اتطرمخ علشان يبان انتحار مع إن كان فيه أدلة كتير جدا بتبين عكس الكلام ده.
طب الأدلة دي زي إيه مثلا؟
أول دليل: إن الطب الشرعي طلع من جثة أيمن السويدي ٣ رصاصات فمش معقول يكون ضرب نفسه ٣ رصاصات منهم واحدة في دماغه ميعقلش يعني.
تانى حاجة: إن مش منطقي أبدا يقتلهم برشاش وب ٦٣ رصاصة يعنى هو المسدس قصر معاه فى حاجة علشان يلجأ للرشاش وهل من المنطقي إن واحد يحتفظ برشاش فى أوضة نومة أظن مستبعده أوى بصراحة.
كمان الكب الشرعي أثبت إن الرصاص اللي انضر ب عليهم كله جه في الجثث ومكانش بشكل عشوائي يعني أكيد قا تل محترف اللي عمل كدا مش واحد عنده اكتئاب عايز ينت حر ويضر ب بالدقة دي.
كمان يقال ان ذكرى كانت خايفة جدا في آخر أيامها وعينت حراسة عشان تلازمها في كل مكان تروحه.
❈-❈-❈
معظم الناس اللي مقتنعة بإن ذكرى تم اغتيا لها بتتهم المملكة العربية السعودية بإنها اللي ورا العملية دي طب ايه السبب؟ أنا اقولكم.
الحكاية بدأت سنة ١٩٩١م لما فرضت أمريكا حظر جوي على ليبيا بسبب حادثة سقوط الطائرة لوكيربي واتهام القذافي بإن هو اللي دبر للموضوع ده وطبعا القذافي حب يكسر الحصار ده وكأن وقتها موسم الحج فقام مطلع طيارة الحجاج الليبيين عشان يروحوا يقضوا فريضة الحج في المملكة العربية السعودية.
طبعا السعودية رفضت هبوط الطيارة في أراضيها وطلبت إن الحجاج يروحوا عن طريق مصر أو تونس قام القذافي باعت الطيارة عالقدس بعد ما اخد موافقة اسرا ئيل بالهبوط وهنا القذافي قام بتأليف أغنية اسمها من يجرؤ يقول يهاجم فيها الملك السعودي والأسرة المالكة وطبعا مكانش فيه حد يقدر يغني الأغنية دي غير مطربة النظام الليبي في الوقت ده اللي عي الفنانة ذكرى والاغنية انتشرت جدا في الوقت ده لأنها اول أغنية تهاجم دولة وتهين ملكها بالفجاجة دي.
بس فيه ناس تانية نفت الاحتمال ده لعدة اسباب اهمها إن الحكاية دي على عليها أكتر من ١٢ سنة وأكيد لو فيه دولة عايزة تغتا ل مطربة مش هتستنى المدة دي كلها، كمان القذافي كان صلح علاقته بالمملكة وتم تسوية الخلافات وتم الصلح بين الدولتين، ضيف على ما سبق قيام ذكرى نفسها بالغناء في أوبريت مليك القلوب سنة ٢٠٠١م واللي كان بمناسبة مرور ٢٠ سنة على تنصيب الملك فهد فمش منطقي يجيبوها تغني للملك وهما عندهم ضغينة ناحيتها.
ناس تانية قالت ان سبب اغتيا لها هو الكلام اللي قالته سنة ٢٠٠٢ في مؤتمر صحفي في قطر لما قام صحفي كبير بسؤالها عن الصعوبات والعواقب اللي بتواجهها ذكرى كمطربة مغتربة ردت ذكرى عليه وقالت:
"لنا في رسول الله أسوة حسنة"
طبعا بعد كلامها ده الدنيا قامت عليها وإزاي تشبه نفسها بالرسول (صلى الله عليه وسلم) ويقال إن المؤتمر ده كان فخ معمول لذكرى من قبل مطربة خليجية مشهورة وطبعا بعد التصريح ده المحكمة العليا في الرياض اجتمعت فورًا وأصدرت قرارها بإهدار د م ذكرى بتهمة الإساءة للإسلام وادعاء النبوة لكن مفتي الديار المصرية طلع وقال إن ذكرى تقصد بكلامها ده السعي وليست الرسالة وده ينفي حرمانية اللي قالته ووقتها انتهى الموضوع.
لكن بعد موتها معظم الناس قالت ان سبب موتها ينحصر ما بين أغنيتها من يجرؤ يقول وبين التصريح اللي قالته ده وكانت المملكة العربية السعودية هي المتهم الرئيسي في نظرهم بس الناس اللي رافضة للنظرية دي قالت مهو لو عايزين يقت لوها هيعملوا كدا وهي لواحدها في حفلة من حفلاتها مثلا وهي عالمسرح إنما ليه يقت لوا معاها ٣ أشخاص مالهومش ذنب وبالطريقه الوحشية دي؟
بعد ثورة يناير ٢٠١١م طلع شفيق اخو ذكرى وقال إن عنده أدلة إن جمال مبارك هو السبب في قتلها وإنه بيمتلك فيديو للطبيب الشرعي اللي قام بتشر يح الجثث وهو بيقول ان جثة أيمن كان موجود فيه ٣ رصاصات وقال ان معاه كل الأدلة اللي تثبت إن أيمن هو اللي قتلها ولكن عند سؤاله عن الأدلة رفض يخرجها وقال إنه مش هيخرجها دلوقتى وقال كمان ان النظام المصري والتونسي المخلوعين ضغطوا عليهم وقت الحادثة عشان يسكتوا وهما اللي طرمخوا القضية عشان تبان انتحا ر ولما سألوه عن سبب قيام جمال مبارك بغتيا لها قال معرفش وطبعا الادعاءات دي كانت منتشرة كدا بعد الثورة وكان كل يومين واحد يطلع بدون اي أدلة ويتهم عائلة مبارك بتهم لا تعد ولا تحصى وكان معظمها كلام فارغ مالوش أساس من الصحة.
وبرضه هيجي في دماغنا نفس الكلام لز كان جمال مبارك هو اللي عملها ليه مقت لهاش لواحدها؟ وليه يعمل مجز رة بشرية عشان شخص واحد؟
فين الحقيقة من بين كل ده؟ ومين اللي قت لها؟ الله أعلم.
❈-❈-❈
#########
طيب كدا خلاص القصة خلصت على كدا؟ لا طبعا أحب اقولكم إنها ابتدت منتهتش.
بعد معاينة النيابة لمسرح الجريمة ورفع البصمات ونقل الجثث تم تشميع الشقة بالشمع الأحمر وفضلت متشمعة ومقفولة زي ما هي محدش فتحها.
هتقولولي ليه كدا؟ مش ليهم ورثة؟ هقولكم الشقة كانت ملك أيمن السويدي وهو كان واخد قروض من البنك بأكتر من ٢٥٠ مليون جنيه ومقدرش يسدد وطبعا بعد موته البنك حط ايده على كل ممتلكاته بما فيهم الشقة اللي فضلت مقفولة من بعد الحادثة.
بعد كام شهر من اللي حصل بدأت الحاجات الغريبة تظهر في العمارة، بدأت بالأسانسير اللي كان كل يوم الساعة ٥ صباحا (وقت إرتكاب الجريمة ) يتحرك لواحده من غير ما حد يستدعيه ويقف في الدور التاني إللى فيه الشقة وبالمناسبة الدور مكانش فيه شقق تانية أيمن كان واخد الدور كله علشان يسكن فيه وكانت الشقة مساحتها ١٠٠٠ متر.
طب مين اللي بيستدعى الأسانسير وليه كل يوم فى الوقت ده؟ الله أعلم.
بدأ الموضوع يزيد بعد كدا فعلى لسان حراس الأمن اللي فى العمارة قالوا إن الموضوع بدأ بالأسانسير الأول بعد كدا بدأ الموضوع يزيد زي إنهم كل يوم الساعة ٥ برضو يسمعوا خناق في الشقة والخناق يتحول لصريخ عامل زي مواء القطط زي ما يكون فيه قطط بتتخانق مع بعض جوة دا غير الغناء اللي كان بيخرج من الشقة وجرس الباب اللي بيفضل يرن فجأة ويقعد وقت معين ويسكت لواحده والنور اللي بينور ويطفي لواحده.
في مرة الحارس بيحكي إنه سمع صوت أيمن السويدي بنفسه خارج من الدور التاني بينادي عليه علشان يخرج العربية من الجراج.
هتقولولي طب باقى سكان العمارة محسوش بحاجة هقولكم معظم سكان العمارة كانوا من الأجانب ومكانوش بييجوا غير في الأجازات ومع ذلك أكتر من واحد منهم اشتكى لاتحاد سكان العمارة من الدوشة والضوضاء اللي بتحصل كل يوم فى نفس الميعاد ومصدرها الدور التاني بس أصحاب العمارة حاولوا يوهموهم إن مفيش حاجة ودي تهيؤات والأصوات دي من العمارة اللي جمبهم؛د، ومع ذلك فيه أكتر من ساكن ساب الشقة بتاعته بالفعل عشان الأصوات والحاجات الغير مفهومة اللي بتحصل في الدور التاني.
الموضوع زاد جدا ووصل إن شبابيك الشقة خصوصا شباك أوضة ذكرى كانت بتتفتح وتتقفل لواحدها ومش كدا وبس دا كان بيترمي منها طوب صغير كمان.
لحد هنا بقى وحراس الأمن مقدروش يسكتوا أكتر من كدا، اتصلوا بمحمد السويدي أخو أيمن وحكوله اللي حصل وقالوله يجي يفتح الشقة ويشغل فيها قرآن لأن واضح إن قفلتها مدة طويلة خلت الشقة تبقى مسكونة.
طبعا بما إن الشقة كانت متشمعة بالشمع الأحمر فمكانش يقدر محمد السويدي إنه يفتحها من غير إذن نيابة، وبالفعل راح نيابة قصر النيل وطلب منهم يطلعوله إذن علشان يقدر يفتح الشقة علشان يشوف فيها إيه وحكي الكلام اللي سمعه وقال إنه خايف يكون فيه حرامي عايز يسرق الحاجات الغالية اللي في الشقة.
وافقت النيابة فورا وأصدرت أمر بفتح الشقة وبعتت قوة من البوليس للمهمة دي.
كان من ضمن القوة ظابط كان موجود أول مرة لما حصلت الحادثة.
راحت القوات ووصلت العمارة وهناك سمعوا اللي حصل من حراس الأمن اللي في البيت وقعدوا الحراس فعلا يتحايلوا عليهم عشان يشغلوا قرآن في الشقة قبل ما يقفلوها.
اتفتح باب الشقة بعد ما اتشال الشمع ودخل رجال الأمن الشقة اللي على حد قولهم كانت هادية جدا بس كانت ريحة الموت في كل مكان والشقة كانت على حالها من ساعة وقوع الجريمة، محدش نضف آثار القتل، لسة الدم في كل مكان في الصالة عالأرض والحيطان والصالون اللي كانوا قاعدين عليه.
دخلوا شافوا محتويات الشقة ملقوش حاجة ناقصة يعنى مفيش حرامية ولا حاجة.
شافوا الشبابيك اللي بتتفتح لواحدها لقوها استحالة تتفتح من برا ومفيش آثار عنف ولقوا إن الشبابيك كانت بتتفتح من جوة فعلا.
طب مين اللي ممكن يكون بفتحها ويحدف طوب منها؟ أصل حتى لو حرامي أكيد مش هيدخل يفتح الشبابيك ويحدف طوب عالناس علشان يقولهم أنا أهه تعالوا امسكوني.
أسئلة كتير مقدروش يجاوبوا عليها ورجعوا قفلوا الشقة تاني.
ودا الكلام اللي قاله الظابط اللي فتح الشقة:
"دخلت شقة "ذكرى" و "أيمن السويدى" أكثر من مرة عقب وقوع الجريمة.. و تجولت فى كل أرجاء المكان وقتها بلا خوف رغم مشاهدتى للجثث الأربعة ضحايا الحادث فطبيعة عملى و كثرة مشاهداتى لجرائم مماثلة أزالت عنى رهبة النظر لجثث المرضى.. و لكن هذه المرة عندما وصلنا و زملائى بقرار وكيل النائب العام بفتح الشقة مسرح الجريمة بعد البلاغ الذى تقدم به شقيق "أيمن السويدى" إنتابنى إحساس غريب و شعرت بقليل من الخوف لم أكن أعلم سببه.
فى ذلك اليوم صعدنا إلى شقة "ذكرى" و "أيمن
السويدى" من خلال مصعد العقار و الذى توقف بنا فى الطابق الثانى و بدأنا فى فض الشمع الأحمر من على باب الشقة بناء على قرار وكيل النائب العام .. و دخلت إلى الشقة مع القوة المرافقة لنا تلاحقنا رجاءات حراس العقار بضرورة فتح راديو بالشقة على إذاعة القرآن الكريم لأن الشقة يحدث بها أشياء غريبة و مخيفة.
بمجرد دخولى إلى مسرح الجريمة إكتشفت أن المكان لم يتم تنظيفه من آثار الدماء منذ يوم وقوع الحادث.. كانت دماء الضحايا تلطخ جدران الصالة و أرض المكان و الأثاث.. و بدأ شريط ذكريات عمره 14 شهرا يمر فى خيالى عندما دخلت هذه الشقة لأول مرة عقب وقوع الجريمة.. هنا على هذه الأريكة شاهدت المطربة الراحلة "ذكرى" ترقد و هى ترتدى "ترنج" أبيض اللون جثة هامدة و الدماء تغطى كل جسدها و هى تحتضن "مخدة" صغيرة إخترقتها عدة طلقات .. الآن الأريكة ليس عليها جثة "ذكرى" و لكن رائحة الدماء و الموت ما زالت تملأ أرجاء المكان.
قدومنا إلى مكان الحادث كان هدفه الإطمئنان على ما بالشقة من أشياء ثمينة خاصة و أن هناك شباك إنفتح فجأة ذات يوم بلا سبب و هو شباك غرفة نوم "ذكرى".. و بالفعل إنطلق "محمد" شقيق رجل الأعمال "أيمن السويدى" يجوب كل أرجاء الشقة مع أفراد القوة المرافقة لنا للإطمئنان على منقولات الشقة والأشياء الثمينة بها من تحف و أثاث .. و كانت المفاجأة أنه إكتشف عدم وجود ضياع أى شىء من الشقة!
إذن.. شباك غرفة نوم "ذكرى" لم يفتحه لص كما كنا نعتقد أو نتصور .. فمن الذى فتح الشباك فجأة؟ .. هذا السؤال لم نعثر له على إجابة خاصة و أننى قمت بمعاينة الشباك جيدا و لم يكن به أى آثار لفتحه من خارج الشقة.. بمعنى آخر الشباك إنفتح من داخل الشقة!"
دا كدا الكلام إللى نشرته الجرايد على لسان الظابط إللى فتح الشقة.
كثر الكلام والإشاعات التى قيلت حول الشقة جدا فيه اللي قال إن لما القوة راحت فتحت الشقة سمعوا صوت دوشة جوة خرج الظابط سلاحه ودخل يشوف فيه إيه بس مظهرش تاني قعدوا باقى القوات يدوروا عليه مليقوهوش وفجأة لقوا حاجة خفية بتضربهم بكرابيج لحد ما خرجوا من الشقة جري ولما نزلوا لقوا الظابط مرمي فى مدخل العمارة فاقد الوعي ولما ودوه المستشفى وفاق مفهموش منه حاجة قعد يقول حاجات مش مفهومة إن الجريمة اتجسدت تاني قدامه وشاف اللي حصل كأنه كان موجود وقتها ومن ساعتها والظابط ده موجود فى مستشفى الأمراض العقلية.
إيه مدى صحة الكلام ده من عدمه الله أعلم.
إتقال كمان عن الشقة إن البنك حاول يبيعها بكل الطرق علشان ياخد جزء من الفلوس اللي كانت على السويدى بس معرفش ولما غلب قرر يفرش الشقة ويعملها فرع ليه وبالفعل تم تجهيز الشقة وأول يوم شغل راح الموظفين لقوا الشقة عالبلاط المكاتب والتجهيزات كلها اختفت مفيش حاجة منها موجودة وحاول البنك بيعها تاني بكل الطرق لدرجة إنه خفض سعرها من ٨ مليون جنيه ل ١٠ آلاف جنيه وبرضوا محدش رضي يشتريها ولسة مقفولة لحد دلوقتي.
مع إن اللى حصل مش كدا خالص الحقيقة إن البنك فعلا عمل خمس مزادات لبيع الشقة كلها باءت بالفشل لدرجة إنه بدأ يخفض من الحد الأدنى لبدء المزاد من ٨ مليون جنيه ل ٥ مليون و٨٠٠ ألف وبرضو محدش كان بيوافق يشتريها لحد سنة ٢٠٠٩م لما اتعمل آخر مزاد لبيع الشقة بحد أدنى ٥ مليون و ٨٠٠ ألف زى ما بيقولوا وبالفعل إشتراها رجل أعمال مصرى بمبلغ ٦ مليون و٢٠٠ ألف جنيه وقال وقتها إنه مبيؤمنش بالجن والأشباح والكلام الفارغ ده بس في الحقيقة هو محولش الشقة لشقة سكنية ولا حتى شركة هو حولها لمخزن علشان يخزن فيها الحاجات اللي بتتاجر فيها شركته يعنى برضو تعتبر الشقة مقفولة لحد دلوقتي.
إيه الصح وإيه الغلط فى الروايات دي الله أعلم وهل يا ترا لسة الحاجات الغريبة بتحصل ولا وقفت برضو الله أعلم أنا جيبت الآراء كلها وإنتوا عليكم تقتنعوا باللى يعجبكم.
كدا خلصت قصتنا النهاردة والى لقاء آخر إن شاء الله مع بيت مسكون جديد من أماكن مسكونة.
سمر إبراهيم