سلسلة أماكن مسكونة - بقلم الكاتبة سمر إبراهيم - الحلقة السابعة (ڤيلا شيكوريل)
سلسلة أماكن مسكونة
بقلم الكاتبة سمر إبراهيم
الحلقة السابعة
ڤيلا شيكوريل
سلسلة
أماكن مسكونة
مين فينا مسمعش اسم شيكوريل قبل كدا؟ لو مش في الحقيقة أكيد سمعه في الأفلام القديمة.
الحكاية بدأت في القرن ال ١٩ بالتحديد عام ١٨٨٧م لما جه خواجة يهودي إيطالي اسمه "مورينو شيكوريل" واستقر في مصر هو وأولاده.
مورينو كان عنده ٣ أولاد "سوليمون، ويوسف، وسلفادور"
بدأ نشاط مورينو التجاري بفتح محل ملابس نسائية للطبقة الراقية سماه "شيكوريل" على اسم عيلته.
شوية بشوية بدأت شهرة محل شيكوريل، وبدأ يتوسع، ويوسع نشاطه، مبقاش المحل للملابس بس، كان لكل ما يلزم المرأة، من الشراب، للشنطة، للبرنيطة، للفستان، للشوز، ودي كانت حاجة فريدة من نوعها في مصر في الوقت ده.
وصل نفوذ شيكوريل للأسرة الحاكمة، ونشأت علاقة صداقة بينه وبين الخديوي نفسه.
عام ١٩٠٩م فتح مورينو محل في ميدان الأوبرا، وبدأ يفتح فروع للمحلات بتاعته في كل محافظات مصر، لكن كان الفرع الرئيسي هو فرع شارع فؤاد، اللي فضل يحمل اسم شيكوريل حتى بعد تأميم المحلات بعد ثورة ١٩٥٢م، وفضل لحد عام ٢٠٠٠م يحمل نفس الاسم.
بعد موت مورينو استلم أولاده الثلاثة التركة، وبصراحة حافظوا عليها جدًا، وكبروا المحلات، وشاركوا تاجر يهودي غني جدًا، وبدأوا يعملوا ثروة ضخمة، لدرجة إن ثروتهم وصلت لنص مليون جنية في عشرينات القرن العشرين، ودا مبلغ ضخم جدًا في الوقت ده، وتم اختيار "سوليمون شيكوريل" كزعيم للجالية اليهودية في مصر.
كان معروف عن سوليمون إنه راجل طيب، ومتسامح جدا، خصوصا مع اللي شغالين معاه، بس أسلوبه ده للأسف طمعهم فيه.
كان عنده سواق خصوصي إيطالي الجنسية اسمه "آنستي خريستو" كان عنده ٣٢ سنة، السواق ده مع الأسف كان سيئ السير والسلوك، وطيبة الخواجة طمعته فيه زيادة، لدرجة إنه بدأ يسرق حاجات من الفيلا، وده اللي خلى الخواجة سوليمون يرفده من الشغل بعد شهرين بس من تعيينه ويجيب سواق تاني.
السواق التاني كان إيطالي برضو اسمه "إدواردو موناماركو" كان شاب عنده ٢٥ سنة.
بس اللي سوليمون ميعرفوش إن إدواردو كان صاحب آنستي جدًا، وده اللي خلاهم يتحالفوا مع بعض على سوليمون، ويتفقوا إنهم يسرقوا الفيلا بتاعته اللي كانت موجودة في شارع "سريلانكا" في الزمالك.
آنستي وإدواردو جابوا اتنين من أصحابهم كمان علشان يساعدوهم في المهمة دي، واحد عنده ٢٠ سنة اسمه "جوانا داريو" والرابع اسمه "جريمالدو دي أنطونيو"
إدواردو كان بينام في غرفة في حديقة الفيلا، وهو ده اللي سهلهم دخول الفيلا من غير ما حد يحس بيهم.
في مارس ١٩٢٧م دخل الحرامية الأربعة فيلا شيكوريل، وبدأوا يشوفوا هيسرقوا إيه؟ كانوا مركزين على كل ما غلا ثمنه وخف وزنه.
دخلوا غرفة الخواجة اللي كان نايم فيها هو ومراته، دخلوا الأول على مراته خدروها، وبعدين راحوا على سوليمون، بس تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن، صحى الخواجة قبل ما يخدروه وبدأ يقاومهم، فقام آنستي وقتله ب ١١ طعنة نافذة.
طبعا كل اللي حصل ده كان على مرأى ومسمع من مراته اللي كانوا فاكرينها غايبة عن الوعي، لكن هي كانت صاحية، وشافت كل حاجة، بس مقدرتش تتحرك من تأثير المخدر.
سرقوا اللي سرقوه من فلوس، ومجوهرات، وهربوا، بس مكانوش متخيلين إنه هيتم القبض عليهم بأقصى سرعة.
طبعا بعد موت سوليمون الدنيا قامت مقعدتش.
أولا: القتيل تاجر غني جدا، وله صلة صداقة بالأسرة العلوية.
ثانيا: إنه مش بس كان يهودي، دا كان زعيم الجالية اليهودية في مصر، يعني مش واحد عادي.
دا غير إن قبل الجريمة علطول كانت حصلت جريمة مشابهة واتقتل فيها تاجر يهودي برضو اسمه "بروكوفيتش" وكان معاه ابنه، واتقتلوا في بيتهم برضو، علشان كدا اليهود كانوا فاكرين إن الموضوع مش سرقة عادية وإنما مخطط الهدف منه التخلص من اليهود الموجودين في مصر.
كل الأسباب دي خلت الحكومة تبذل مجهود خرافي في القضية دي.
طبعا مرات الخواجة اتعرفت على الجناة أو بالتحديد اتنين منهم، ولما اتقبض عليهم دلوا على الاتنين التانيين، ومكان المسروقات، وبعد أقل من شهر بالتحديد يوم ١٩ أبريل ١٩٢٧م اتقدموا للمحاكمة، واتحكم عليهم بالإعدام.
❈-❈-❈
بعد موت سوليمون فيه روايتين للي حصل لعيلته.
أول رواية بتقول:
إن مراته خدت ولاده وسابوا مصر، ورجعوا إيطاليا استقروا هناك.
الرواية التانية بتقول:
إن مراته ماتت في الفيلا بعد حوالي ٤٠ يوم من مقتل سوليمون، فيه اللي قال ماتت حزنا عليه، وفيه اللي قال إنها انتحرت إيه الحقيقة؟ الله أعلم.
كمان كان فيه مقولة بتقول إن ابن سوليمون الكبير مات في الفيلا دي هو كمان وهو طفل، بيقولوا إنه كان طالع على شجرة برتقال في جنينة الفيلا، توازنه اختل ووقع، ودماغه اتخبطت في الجدار، ومات في ساعتها.
برضوا إيه هو مدى صحة المقولة دي؟ الله أعلم.
المهم إن بعد موت سوليمون أو موت مراته أيا كانت الرواية الصحيحة الفيلا اتقفلت بالجنازير الحديد وتم تشميعها بالشمع الأحمر.
❈-❈-❈
فضلت الفيلا مقفولة أكتر من ٣٠ سنة، في خلال السنين دي كان الجيران بيشوفوا، ويسمعوا، حاجات غريبة في الفيلا، زي الأنوار اللي بتنور وتطفي لواحدها مع إن محدش جوة، والمفروض ميبقاش فيه كهربا، وصوت عزف البيانو اللي بيتسمع في نص الليل خارج من الفيلا.
مع الوقت الجيران بقى عندهم يقين إن طول مدة قفل الفيلا خلاها مسكونة بالأرواح.
عام ١٩٥٨م شافت واحدة ست الفيلا من برا وعجبتها جدًا، وفضلت تزن على جوزها إنه يشوف أصحابها، ولو فيه إمكانية يأجرها، أو يشتريها منهم؛ علشان يعيشوا فيها.
جوز الست دي كان ضابط جيش اسمه "أحمد شفيق أبو عوف" ومن كتر زن مراته عليه قرر يلبي لها طلبها ويجيب لها الفيلا بالفعل.
راح يشوف الفيلا لقاها مقفولة بالجنازير ومتشمعة زي ما قولنا، راح جاب إذن من الحكومة، وفتحها على مسؤوليته الشخصية.
هل اشترى الفيلا من أصحابها؟ أو أجرها؟ الله أعلم، فيه كلام قال إنه أجرها بستة جنيه ونص، وفي التسعينات حول عقد الإيجار لعقد ملكية ودفع ٢٠ ألف جنيه، وفيه كلام تاني بيقول إنه اشتراها من الأول.
اتنقل أحمد أبو عوف ومراته وأولاده اللي كان لسة عددهم ٣ أولاد، عزت، ومنى، ومها، وآه دا مش تشابه أسماء هو فعلا الفنان عزت أبو عوف اللي كان وقتها طفل عنده ٨ سنين وأخته الفنانة مها أبو عوف اللي كان عمرها وقتها شهرين اتنين والأحداث اللي جاية دي اتقالت على لسان عزت أبو عوف، ومها أبو عوف، أكتر من مرة في أكتر من لقاء تليفزيوني.
لما العيلة اتنقلت للفيلا كانت عاجباهم جدًا وحبوها جدًا جدًا، بس مع الأسف تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن مع الوقت بدأت أحداث غريبة تحصل.
بدأت في الأول مع الأم وكانت حاجات بسيطة، يعنى تحس بنَفَس حد جمبها، همسات في ودنها، صوت خطوات على الباركيه بِرِتْم ثابت، حاجات من هذا القبيل.
لما حكت لجوزها طبعا مصدقهاش وقالها دي اكيد تهيؤات علشان السكن الجديد.
لما سافر الزوج في مأمورية شغل جابت والدتها تقعد معاهم في الفيلا، ووالدتها كانت ست تركية بس كانت طيبة جدا وحاملة لكتاب الله.
برضو الجدة بدأ يحصل معاها نفس الموضوع تحس بأنفاس، وهمسات، وصوت خطوات، لحد في يوم ما لمحت خيال بيعدي ويدخل في قلب الحيطة.
طبعا اتفزعت وحكت لبنتها اللي في الوقت ده اتأكدت إن اللي كانت بتحس بيه مكانش تهيؤات، ولا حاجة، وإن فيه حاجة غريبة فعلا في الفيلا.
بعتت والدة عزت أبو عوف جابت أخوها الصغير؛ علشان يقعد معاهم على ما جوزها يجي، كانت مرعوبة تقعد في البيت وجوزها مش موجود.
جه الأخ اللي كان عمره في الوقت ده حوالى ٢٤ سنة، وكان مقيم في الغرفة اللي اتقتل فيها سوليمون شيكوريل، وفي يوم وهو بيذاكر تعب من كتر المذاكرة فحط دماغه على المكتب اللي قدامه علشان يريح شوية...
شوية وبدأ صوت الخطوات يظهر، وسمعه الأخ بوضوح، الخطوات كانت بتقرب منه جدا، وفجأة بص الأخ وراه لقى واحد في الخمسينات من عمره، شعره أبيض، عيونه جاحظة لبرة، لابس ملابس قسيس، وماسك في إيده فانوس.
طبعا الأخ اتفزع، وقام وقف، وجه يحاول يزقه لقى نفسه بيمر من خلاله كأنه هوا، قعد يصرخ، وطلع من الأوضة جري ووصل لغرفة أخته اللي لما صحاها وشافته اتفزعت؛ لأنها لقت شعره واقف وأبيض كله.
في الوقت ده مقدروش يسكتوا أكتر من كدا، خصوصا إن والدة عزت أبو عوف هي كمان شافته بصورة واضحة زي ما أخوها شافه بالظبط.
راحت والدتها استعانت بشيخ، وقسيس وحاخام، علشان يجوا البيت، ويشوفوا فيه إيه بالظبط.
الشيخ أكد لهم وجود روح، أو أكتر، في البيت بالفعل، وقال إنهم مش مؤذيين أبدًا، لكن أي محاولة لإخراجهم ممكن يبقوا مؤذيين جدًا لأنهم بيعتبروا البيت ده بيتهم، ومش هيسيبوه، ف يا إما تتعايشوا مع الوضع، يا تسيبوا انتوا البيت.
طبعا كل ده وسط إنكار تام من الزوج، وعدم اقتناع بأي حاجة من دي؛ لأنه كان شخصية عملية جدا صعب يخاف من حاجة، خصوصا بعد الحروب اللي شارك فيها والجثث اللي شافها بعينه.
لما مراته قالت له كلام الشيخ، وإنهم لازم يسيبوا البيت، رفض جدًا وقالها إن البيت ده طلبها وهي اللي قعدت تزن علشان يجيبه لها، فمش هيسيبه علشان كلام فارغ مالوش أساس من الصحة، وقالها:
"حتى لو كلامك صح فالشيخ قال إنهم مش مؤذيين فخلاص تعايشي معاهم وخلاص"
بس بحث في تاريخ البيت لحد ما عرف كل حاجة حصلت وإن فيه ٣ ماتوا فى قلب البيت ومع ذلك مخدش أي رد فعل.
مرت السنين والولاد كبروا شوية، وبقوا خمسة، ولد، وأربع بنات، وبدأوا هما كمان يشوفوا الحاجات الغريبة، وبرضو بدأت معاهم بخيالات، يبقوا مثلا في الجنينة عاملين camping (تخييم) ويشوفوا خيال معدي من قدام الخيمة، رايح جاي، وشايل شمعة، أو فانوس..
في مرة كان عزت، ومنى، ومها، قاعدين في الغرفة اللي فيها البيانو، وكان وعزت، ومنى، بيتدربوا على البيانو؛ لأنهم كلهم كانوا في الكونسرفاتوار، وبعدين عزت قال لمنى تجيب كتاب النُوَت الموسيقية من الشنطة، قالت له:
"لأ هاته انت"
وزي كل الأطفال اتخانقوا مين يجيبه؟ وفجأة ومن غير أي مقدمات، الشنطة لقوها ارتفعت في الهوا، واتفتحت لواحدها، وخرج منها الكتاب ده من وسط الكتب.
طبعا كلهم صوتوا وقاموا جريوا.
مرة تانية ومنى بتعزف، حست بنفس وراها، بصت بسرعة، لقته واقف وراها زي ما يكون بيسمع العزف بتاعها، وطبعا اتفزعت من شكله برضو وطلعت تجري.
كمان بيقولوا إن الجدار اللي في الجنية اللي اتخبط فيه ابنه كان ديما عليه بقع دم مكان الخبطة، ودهنوا الجدار أكتر من مرة بأكتر من لون، ومع ذلك كانوا أول ما يخلصوا دهان بقع الدم تظهر من تاني ولا أكنهم عملوا حاجة.
عدت سنين الولاد كبروا وكل ده والأب مشافش حاجة، ومش عايز يصدق حاجة، لدرجة إنه مرة وهما بيقنعوه بوجود الشبح قالهم:
"طب لو راجل يطلع لي وأنا أوريه"
بعد اليوم ده علطول الأسرة كلها سافرت إسكندرية وفضل الأب لواحده في الفيلا وفي الوقت ده كان ساب الجيش، أو طلع معاش مش عارفة بالظبط ،بس هو احترف التلحين الموسيقي، وكان بيعزف لحن جديد على العود، ونسي يسجله، ولما اكتشف إنه مشغلش المسجل شغله وبدأ يعزف، بس لقى نفسه ناسي اللحن، فقام علشان يعمل شاي على أمل يفتكر، بس وهو بيعمل الشاي لقى اللحن بيتعزف لواحده، ومفيش غيره في الفيلا.
فيه بيقولوا إنه سمع اللحن بيتعاد في ودنه، وفيه اللي بيقول إنه كان بيتعزف على العود.
لما رجع الأوضة لقى العود مطرحه وكل حاجة زي ما هي، بس هو افتكر اللحن قام مسجله ودخل علشان ينام.
وهو على السرير شاف خيط نور أبيض داخل من خرم الباب، وفضل الخيط يكبر ويتشكل، لحد ما بقى شيكوريل زي ما اتوصف له بالظبط، رجل في الخمسينات من العمر، شعره أبيض، عيونه جاحظة، لابس ملابس قسيس، وفضل الشبح يقرب منه لحد وشه ما بقى في وشه، وهز رأسه لفوق ولتحت، زي ما يكون بيقول له أنا أهه حقيقي مش خيال.
طبعا أحمد أبو عوف اللي كان عامل فيها شجاع، ومبيخافش من حاجة، خد ديله في سنانه، ونزل بالبيجامة ركب عربيته وراح إسكندرية، وساب أبواب الفيلا مفتوحة واتسرقوا في اليوم ده، ولما وصل إسكندرية قالهم كان عندكم حق ظهر لي فعلا.
بعد كدا بدأت مغامرات أحمد أبو عوف مع الشبح، بقى يخليه بياخد شاور ويحط له فورشة التواليت في ضهره.
يبقى بيعمل القهوة يغير مكان الكبريت وعلى ما يلاقي الكبريت يلف ميلاقيش الكنكة.
يخليه بيتخانق مع مراته يعمل فيه أي حاجة، مرة وقع ضلفة الدولاب عليه وهو واقف بيزعقلها، ومرة حاجة من فوق الكمودينو وقعت على رجله.
خلاص كدا كل أفراد الأسرة بقوا متعايشين مع وجود شبح معاهم في البيت، ومتصالحين مع ده جدا، وبياخدوا كل احتياطاتهم علشان ميخافوش، لدرجة إن الشبح بقى فرد من أفراد الأسرة، وبقى مبيعديش يوم من غير ما يشوفوه.
طب إيه هي الاحتياطات اللي أخدوها علشان ميخافوش؟
كانوا مبيدخلوش الحمام لواحدهم خصوصا البنات، ميناموش في سرير لواحدهم لازم كل اتنين مع بعض.
لو حسوا بحاجة وهما نايمين يغطوا وشهم ويكملوا نوم عادي جدا ... وهكذا.
في مرة كان عزت معاه واحد صاحبه اسمه "فريدي" كان بايت معاه في اليوم ده، وبالليل منى كانت نايمة جمب مها قامت مرة واحدة وقعدت، مها سألتها مالك؟ قالت لها:
"شوفت كورة بيضة طايرة ودخلت الحمام"
خرجوا الاتنين يشوفوا فيه إيه؟ ووصلوا للحمام وخبطوا طلع فريدي بس كان شكله غريب جدًا، عنيه جاحظة، وكأنه مش شايفهم، وشايل فانوس في إيده، وماشي كأنه مغيب.
راحوا وراه لحد ما لقوه رايح اتجاه تاني غير اتجاه غرفة عزت فضلوا ماشيين وراه لحد ما لقوه داخل في قلب الحيطة.
عيلة أبو عوف مش هما الشهود الوحيدين على اللي حصل فيه فنانين كمان حكوا عن حاجات حصلت لهم في البيت ده..
في مرة كان فيه تجمع للفنانين في البيت ومن ضمنهم الفنان الكبير "فريد شوقي" وجت سيرة الشبح قام فريد شوقي وقال:
"طب لو الشبح ده راجل يطفي النور"
وفي لحظتها وبدون أي مقدمات نور الفيلا كله طفا.
وطبعا فريد شوقي طلع يجري، ووقع من على السلم وهو بيجري، وحلف ميدخلش البيت ده تاني.
الفنانة يسرا كانت صديقة مها أبو عوف جداً، وفي مرة كانت عندها، والكلام خدهم، والوقت اتأخر، فعرضت عليها مها تبات عندها.
وهما نايمين سمعت يسرا صوت خطوات برا الغرفة رايحة جاية، ولما فتحت عنيها شافت خيال حد رايح جاي قدام الغرفة.
صحت مها من النوم وقالت لها:
"مين اللي عمال يروح ويجي ده"
ف مها بمنتهى الأريحية قالت لها:
"دا شيكوريل"
وكملت نوم تاني عادي جدا
يسرا صحتها تاني وقالت لها:
"مين يا بنتي شيكوريل ده"
ردت عليها برضو بمنتهى الهدوء وقالت لها:
"دا الشبح اللي عايش معانا هنا"
وفي لحظة كانت يسرا ناطة من بلكونة الغرفة؛ لأنها كانت في الدور الأرضي، وراحت بيتها بلبس النوم، وحافية، وبيتها كان في الشارع اللي بعدهم علطول، مش بعيد.
يسرا نفسها طلعت أكتر من مرة وحكت الكلام ده.
فضلت عيلة أبو عوف عايشة في الفيلا لمدة ٥٠ سنة لحد عام ٢٠٠٩م وبعد كدا باعوا الفيلا.
على لسان مها بتقول:
"محدش بعدنا قدر يقعد فيها مدة كبيرة، أو هو مقبلش حد غيرنا يسكن معاه، وكان بيطفش كل حد يحاول يسكن الفيلا، لحد ما تم هدمها واتبنى مكانها عمارة"
وارجع واقول العهدة على الراوي طبعا.
عايزة أقولكم كمان إنهم فى كل اللقاءات اللي اتكلموا فيها عن الموضوع قالوا إن الشبح كان "سلفادور شيكوريل" مش سوليمون بس في الحقيقة سوليمون هو اللي اتقتل في البيت مش سلفادور خالص.
القصة حقيقية فعلا؟ ولا تأليف؟ ومقالب كانوا بيعملوها في الناس، ومن كتر ما حكوها، صدقوها، العلم عند الله.
بقلم سمر إبراهيم