-->

الفصل العاشر - لاعبة السيرك الفاتنة

 


الفصل العاشر


دخل الاستاذ بمرح كالعادة يبدو شبابى أكثر بملابسه المعاصرة عكس المعهود 


~ لقد أنتقل لمدرستنا طالب جديد أتمنى أن تعتنوا به ~ قال الأستاذ بتوتر عند تذكره كلمات المدير التى أخبره أن يعامله معاملة خاصة للغاية 


بعد كلماته دخل فتى بشعر أسود طويل يغطى جبهته و معظم معالم وجهه نطق بصوت خافت لكن وصل لمسامع الصف الصامت بأنتباة فهم يحددون طبقته أن كأن مال متنقل أو مجرد شخص فقير 


~ مرحباً أنا يوسف آدم آل كيلانى ~ بأنجليزية سليمة تفوه رغم لكنته العربية الواضحة 


صدمة حلت على الطلاب هو من تلك العائلة الثرية للغاية و عريقة مشهورة فى أنحاء العالم ليس الدول العربية فقط لكنها مريبة لا أحد أكرر لا أحد يعلم عنهم أي شئ غير أنهم يمتلكون حقول النفط و ماركات عالميه تأسست بفضلهم رغم هذا بعيدون عن الأضواء أشكالهم غير معروفة لا لقاءات تليفزيونة أو غيره لطالما كانوا لغزا حتى أطفالهم يتلقون تعليم منزلى حتى سن المراهقه ثم يضعوهم فى ثانويات شهيرة 


~ أتريد أن تقول شئ لزملائك ~ بلطف غير معهود قال الأستاذ 


~ لا ~ بهدوء قال يوسف يزيد ارتباك المعلم الذي أشار له على المقعد الفارغ الذى بجانبه مقعد فارغ أيضا بجانب النافذة 


أتجه يوسف ليجلس بجانب النافذة متجاهلا المقعد الذى أشار الية المعلم 


أخرج كتبه لينتبه للشرح بكامل حواسه تحت تحديق الطالبات يحاولن رؤية ملامحه القابعة أسفل خصلاته السوداء الناعمة أن كان سيكون الغنيمة المثالية أم لا وسيم ثري أم فقط ثرى لا غير


مع سخرية الفتيان الذى يقولون إنه يبدو انطوائى أو دودة كتب 


الجميع وضع توقعات عليه عدا المقصود الذى تجاهل تعليقاتهم يدون الشرح بالتفصيل 


فتح الباب بقوة يليه دخول زوبعة صهباء ترتدى تنورة قصيرة سوداء مع جوارب شبكية و حذاء رياضى أسود ذو كعب مبطن و قميص نصف كم ابيض يظهر كتفيها النحيفة كتب عليه بخط أسود عريض 

Food is my ex-boyfriend, phone is my current lover, and bed is my only love 


~ آل لوارنس لمتى التأخير لقد خصمت جميع درجات أعمال السنة هل اخترع درجات جديدة حتى اخصم منك ~ بقله حيله نطق الاستاذ ينقر بقلم الطابشير على السبورة 


~ أفعل ما يريحك أستاذ فأنا اهتم لحالتك النفسية ~ بنبرة بريئة نطقت الصهباء تخرج كيس من الدببة الهلام تقضم رأسها بأسنانها 


ضحك الجميع من طريقته الساخرة حتى يوسف وجد نفسه يضع يده فمه يكتم ضحكته المصدومة أليس من الخطأ أن نجيب على المعلمين بوقاحة تسأل يوسف داخلياً 


~ الجميع اخرسوا و أنت ايلين آل لوارنس جدى مقعد لعين لك حالا ~ بصراخ غاضب تفوه الأستاذ حتى برزت عروق فى جبهته 


حركت ايلين كتفيها بالامبالاة تجول ببصرها المكان هى تستطيع الحصول على أي مقعد حتى بدأ الطلاب ينهضون يطلبون منها الجلوس بمقعدهم لكنها تجاهلتهم عبدة الاهتمام أو بمعنى اوضح  « attention whore » 


رأت طالب لم تلحظه من قبل خصلاته السوداء تغطى وجهه يحنى رأسه يبدو أنه يقرأ ما يدونه فى دفتره 


اقتربت منه تطرق بأصابعها طاولته الخشبية ليرفع رأسه يبادلها النظر كانت عينيه سوداء كحلاء جميلة ملامحه عربية بشرته بيضاء لحد الشحوب 


~ هذا مقعدى  ~ هسهست ايلين بخفوت تقرب وجهها منه 


~ أسف ~ همس بخنوع ينهض يحمل حقيبته يتجه للمقعد الفارغ الذى بجانبها 


جلست تشعر بقليل من تأنيب الضمير لقد ظنت أنه سيعاركها و ينتهى الأمر بالمعلم بطردها من هذة الحصة الممللة 


ما فائدة أن تدرس إذا كانت ستأخذ علامة A  فى جميع المواد كجميع حال الأغنياء هنا


تشعر كم كانت مظلومة سواء من التفرقة المجتمعية أو من ناحية العواطف فالجميع يحبك ما أن يسمعوا صوت تحرك العملات 


دون وعى منها وجدت نظرها يعلق عليه يبدو مجتهد هو لم يبعد بصره و لو ثوانى عن الشرح


~ تبدو مجتهد بشكل مبالغ أو بمعنى أدق « Nerd » ~ نطقت ايلين بخفوت تم تخاطبه كونه بجانبها سيسمعها 


~ و أنت تبدين كطفلة ترتدى ملابس كاشفة حتى تزيل براءة ملامحها لتصبح فتاة سيئة أو بمعنى أدق « bitch » ~ بذات طريقتها أجابها يوسف دون أن يحيد عن السبورة بصره 


كيف استطاع قرأتها مع أنه لمحها لثوانى طريقته كانت مهينة لم تتوقعها 


~ كيف تجرؤ ~ نطقها يوسف قبل أن تنطقها ايلين المصعوقة 


~ أستطيع قراءة الآخرين أنا فقط لا أحب جذب الانتباه لست نيرد ~ بهدوء فسر كيف قرأ ما كادت تتفوه به 


حسنا لقد نال اهتمامها لقد ظنته للوهلة الأولى مجرد فتى نيرد انطوائى 


~ ما رأيك أن أكون حليفتك هنا صدقنى لا يفرق عن الغابة شئ فقط صديقة فأنا أشعر بالملل و انت تبدو شئ مختلف ما أسمك ~ تسألت ايلين بهدوء لم تظهر بصوتها أي حماس فقط نبرة اعتيادية 


~ حسنا ايلى اللطيفة أدعى يوسف آدم آل كيلانى~ بنبرة لطيفة تفوه الفتى يمد يده لها لتصافحه على مضض 


بعد إنتهاء الحصص المتراكمة انطلق جرس النجدة و خروج الحيوانات الحقيقة كما تسميه ايلين الجحيم المدعو إستراحة الغداء 


احتشد الطلاب حول ايلين و يوسف الذى ذعر يختبئ خلفها يخبرها أن تصرفهم بأي طريقة كانت 


~ أي طريقة كانت متأكد ~ تسألت ايلين ترفع حاجبيها الرفيعة تنتظر منه تأكيد الذى أومئ لها بذعر 


~ فتيات توقفن رجاء هو شاذ لن تستفيدوا شئ من الالتصاق برجل رجل الكرسى تغريه عنكم ~ بصوت متعاطف مصتنع تفوهت ايلين تقرص فخد يوسف الذى كرر كلمة أنا شاذ بتعجب و كان على وشك النفى ببلاهة 


رحل الفتيات يتأفافن و آخرون شهقوا بصدمة حتى الفتيان الذين أتوا لازعاجه بسبب ظنهم أنه دودة كتب هربوا حفاظ على شرفهم تقريباً 


~ لا شكر على لا واجب يوسفوا ~ نطقت ايلين بمرح لكنها صعقت برؤيته ينجنى لينزع حذائه وقفت بجانبه تحدق به ببلاهة 


~ انظروا لتلك الحمقاء القصيرة تذكرينى بأخى كان سمين بالصغر عندما تنزع والدتى الحذاء لضربنا كنت اختفى لآخر بقاع الأرض أم اخى المسكين كان يتحرج على الأرض و يسقط يتعثر بالسجاد لذلك والدتى كانت تتركه للنهاية على أمل أن يهرب كما أفعل أنا و تمنحه وقت كانت تجعل الحذاء يقبل وجهى ثم تعود لآخى لتضربه و لا يقاومها أمى كانت ذات قلب حنون ~ نطق يوسف بحنين ثم ضربها بالحذاء على مؤخرتها لتدرك أنه لم يتركها حتى تصبح حمراء مثل مؤخرة القرد 


لتركض و هو خلفها تضع يدها مؤخرتها و تصرخ بأسفه 


كان المشهد غريب للجميع الفتاة السيئة من  آل لوارنس تصرخ فى الإرجاء تضع يدها على مؤخرتها تنتحب كالاطفال و يقف بجانبها الفتى النبريد يربت على رأسها بحنان يعتذر أنه لم يتوقع أن تأتى الضربة بتلك القوى 


بعد خمس دقائق داخل مطعم المدرسة تنظر بحاجبين معقودان إلى يوسف الذى أخرج زجاجة معدنية حرارية يصب داخل الاكواب مشروب عربى كما يقول هو المفضل لديه بعد تناول الطعام 


~ رائحته مثل الشاي لكن مختلفة قليلا أعتقد أنه خليط من الاعشاب يعيد الشخص إلى دافئ من الداخل كما من الخارج رغم صعوبة الأمر  ~ نطقت ايلين بطريقة عملية تريد أن تتفلسف بكلمات عميقة حتى تغير فكرته عن أنها طفلة 


~ هو بالفعل مجرد شاى يفتاة لكن على الطريقة العربية و ارتشفيه و توقفى عن الفلسفة ~ نطق يوسف يرتشف من كوبه بأستمتاع 


ارتشفت ايلين البعض بأحراج فرده افحمها اعجبها مذاقه مختلف عن الشاي الانجليزي 


فتح صندوق الغداء لتتطاير رائحة البهارات تعم المكان 


~ واو لم أظن أمى تحبنى لهذا الحد ~ نطق يوسف بسعادة يغرس الشوكة بالورق الاخضر الملفوف يدخله فمه بتعابير حالمة تكاد تجزم أن هناك قلوب ستخرج من عينيه 


~ تذوقيه يدعى لا أعرف ما تسمونه أنتم الاوربيين لكن العرب نسميه ورق العنب ~ نطق يوسف بمرح و عند ذكر اسم الصنف نطقه بالعربية 


~ و ورك العنتب ~ نطقت تحاول تقليده بأسم الاكله لتراه يضحك بهسترية من نطقها الخاطئ لتركل قدمه تلعنه 


~ كررى معى و ر ق ال ع ن ب ~ توقف عن السخرية بمعجزة ليحاول تعلميه النطق مجدداً 


~ وركة العنبة ~ حاولت لكنها تمكنت من تقريبا النطق قليلا لتراه ينفجر ضحك مجدداً لتقفز عليه تسحبه من شعره تسبه بينما هو يقهقه تحت صدمة الطلاب من صداقتهم التى بدأت بوقت قصير 


~ سنغير إسم الاكله لأجلك فقط تذوقى وركة العنبة ~ قال يوسف يعض شفتيه يكتم ضحكة قادمة بالطريق عند رؤيته عينيها المظلمة اتجاهه 


قرب الشوكة من فمها فتحته بتردد تناولته اعجبت بلاذعة الليمون به لكن هو حار للغاية لذلك صرخت تخرج لسانها تهويه بيدها بعد أن سحبت قنينة الماء تشربها دفعة واحدة 


هى لا تحتمل الحار إطلاقاً رغم أن مذاقه اغراها لذلك تتناوله معه و تبكى من الحرارة و يضحك يوسف بسخرية 


شعرت بأهتزاز هاتفها فى جيبها ممنوع أخذ الهواتف المدرسة لكنها لا تهتم 


كان رقم ديريك لتجيب بسعادة هى تحب الحديث معه 


هبطت ابتسامتها عندما سمعت ما قاله 


~ ايلين اسرعى لمشفى ** السيدة شارلوت فى غرفة العناية المركزة يقولون انها تحتضر لقد احترق السيرك بالكامل و كانت عالقة داخله ~ قال ديريك يبكى بهسترية يريد أن يكون هناك أحد بجانبه فى المصائب كتف يستند عليه 


شعرت ايلين بالأرض تدور أسفل قدميها أن كان كابوس أرجوك كن قصيرا و أن كان حقيقة دعونى عالقة فى سواد احلامى


❈-❈-❈


 فى مكان آخر 



كانت تذرع الأرض بقدميها ذهاباً و إياب خارج غرفة العمليات لقد اخبروها أنها جاهزة لفعل العملية الطبيب كيفن سيكون مسئول عنها 


فهناك سيدة تعرضت لحادث حريق و لزالت حية لكن أطرافها تشوهت بالحروف 


لقد أخبرها الطبيب أنه أخبر عائلتها أنها تحتضر و سيأخذ قلبها لاجلى 


~ آنسة لورانس دعينى اجهزك لغرفة العمليات ~ نطقت الممرضة تساعدنى بتغيير ملابسى بخاصة المشفى 


تاخذنى لغرفة التخدير بعد أن تمددت فوق السرير الطبى 


لم اقتلها صحيح كانت ستعيش بتشوهات و قبيحة كما أنها لا تملك المال مجرد نكرة ما حاجة المجتمع لها سوى مجرد أعضاء لامثالى ليعيشوا 


أغلقت عينى أشعر بالممرضين حولى يخدرونى رغبة البقاء قوية ارتفعت لدى 


أنا فعلت الكثير من الأشياء الفظيعة حتى احافظ على مكانتى و حياتى لن أسمح للموت بسبلبها منى و اترك ثرواتى ليتنعم بها غيرى لن يحدث



❈-❈-❈


فى مكان آخر  



لم اتوقع أن تتعرض روح بريئة للخطر بسبب فعلتى أردت فقط هدمه حتى انتقم و أبعدها عن تفكيرى أقصد تفكير ابنى فمن هى سوى منزوعة النسب 


يبدو أننى للمرة الأولى منذ سنوات اعترف أننى بالغت 


~ هل أنت من احرق سيرك عائلتها أخبرنى ~ دون مقدمات دخل جون يصرخ بغضب شديد عينيه تحمل نظره كفيله بهدم كبريائي كأب و هى خيبة الأمل 


~ نعم ~ نطق اليكساندر بهدوء يدعى البرود لكن ما لم يتوقعه هو إلقاء أبنه تلك الكلمات 


~ اعتبر أن زوجتك أنجبت طفلة واحدة لا افتخر أن تكون والد لى ~ بقهر نطق جون عينيه الخضراء لمعت بالدموع 


~ أنت ابن لى رغم عنك و الآن ستدخل لغرفتك و لم تخرج منها أبدا ~ صرخ اليكساندر بنفاذ صبر هو أخطأ لكن ليس من حق أبنه التقليل من احترامه 


~ سأحترمك فقط عندما تتصرف كشخص نبيل و تتوقف عن اضطهاد الضعفاء فى حياتى لتخرجهم منها ~ قال جون يهسهس بحقد يصفع الباب خلفه 


تنهد اليكساندر بأرهاق ما حدث عكس ما أراد ساءت علاقته بطفله أكثر


يتبع...