-->

رواية مملكة الذئاب Black الجزء الثاني - بقلم الكاتبة زينب عماد - الفصل الثاني


رواية مملكة الذئاب black
 الجزء الثاني 
بقلم الكاتبة زينب عماد


 



 الفصل الثاني 
رواية
مملكة الذئاب Black 
الجزء الثاني 

كانت الاجواء متوتره بشكل كبير بعد ان قرر الملك إستيفان خوض هذه الحرب التى لم تتلقى موافقه من جميع وزرائه....ولكن منذ متى وهو يهتم بأراء الاخرين فهو يفعل ما يمليه عليه عقله...وقراره هذا كان الأفضل من أجل مملكته قبل كل شئ...ولهذا كان لايزال يجلس بمكتبه يعيد التفكيره بشأن ما وضعه من قرارات ستنفذ منذ بدايه الغد...كما انه متيقن ان خبر مشاركته بالحرب  سينتشر بكافه الممالك خلال ايام...وهذا ما يريد إياصله للجميع وخاصه لهذا الوضيع الذى إستغل تلك الممالك الضعيفه ليثبت لذاته انه يمتلك القوى لغزو ما يشاء من الممالك....


كان إستيفان شارد بفكره ولم يلاحظ تلك التى تجلس على المقعد المجاور له تنظر له بحنان منذ ما يقارب الساعه دون ملل...وهى تدرك تلك الحرب الطاحنه  داخله... لهذا قررت أن تشفق على عقله وقلبه من تلك الحرب...فإستقامت تقف خلف مقعده وبدأت تدلك عنقه بنعومه رغم شعورها بتشنج جسده...إلا انها إستكملت عملها وهى تدرك أنه سيسترخى بعد لحظات...وبالفعل بعد أن تعرف جسده على يديها عاد ليسترخى من جديد وهويعود برأسه للخلف مغمض العينين ليستند برأسه على معدتها...


فقامت برفع يدها وبدأت بتمريرها بين خصلات شعره تدلك له رأسه ببراعه جعلته يطلق تاوه يعبر عن راحته دون أن يشع...مما جعل إبتسامه جذابه ترتسم على شفتى سابين التى هبطت بفمها تقبل مقدمة رأسه بحب...قائله بصدق:أتمنى أن ينتقل كل حزنك وألمك وغضبك  لقلبى لعلك تحصل على ما تستحقه من الراحه والسعاده زوجى الحبيب...


فتح إستيفان عينيه التى تلمع بشده بسبب تلك الإضائه الخافته لمكتبه...وهو يقول بصوت يحمل بحة مميزه تحمل بين طياتها العشق الخالص:وكيف أصاب بالحزن والالم وانا أمتلك قلبك...فأنا أتذكر أنه منذ ساعات وبسبب وجود تلك العينين قد حميتي الجميع من غضبى قبل أن أقوم بقتل كل من فكر بمعارضتى اليوم...ألا تظنى أن هذا دليلا كافيا ليثبت لكِ أن الإله قد أهدانى بأفضل هدايه قد يحظى بها إنسان على هذه الأرض؟!..


إتسعت إبتسامة سابين وهى تسأله بمكرفهى تحب سماع هذه الكلمات منه والتى تعطيها الثقه بذاتها وأنها تملك السلطه على قلبه كما يملك   سطوته على قلبها الضعيف:حقا وما هى تلك الهديه ملكِ العزيز؟... بادلها إستيفان الإبتسامه بأخرى  مشاكسه قليلا ما تظهر على محياه مما سمح بإظهار تلك الغمازه التى تغرق بها سابين عشق... لهذا هى لم تتحمل وهبطت تقبلها بلطف وهى تسمعه يقول:إنها أنتى ملكتى العزيزه...


كادت سابين تتحدث لولا طرق الباب الذى جعلها تبتعد عنه وتعود لمقعدها من جديد وهى تاذن للطارق بالدلوف...والتى كانت صغيرتها بيلا التى أتت لتتمنى لوالدها ووالدتها ليلة سعيده كما تفعل كل يوم قبل خلودها للفراش...إقتربت بيلا لمقعد والدها ووقفت على رؤؤس قدميها تقبل وجنته وتحضننه  بحب فبادلها إستيفان عناقها وقام بتقبيل راسها بحنان أبوى... ثم تحركت الصغيره نحو والدتها وهى تحتضنها بقوة وتقبل وجنتها بإبتسامه مشرقه... فبادلتها سابين القبله بقبله أقوى وهى تقول بعاطفه:جميلتى أتمنى أن تحظى بنوم هنيئ... إبتسمت  لها بيلا وهى تجيبها بصوت رزين لا يتناسب مع سنها الصغير:أتمنى ذلك لى ولكِ أمى...وإبتعدت عن والدتها متجهه للخارج بهدوء كما دخلت...


بعد خروجها قالت سابين بإبتسامه:لا اظن أنها قد اخذت هذا الهدوء من أحدنا...ممن تظن قد أخذته؟.. إبتسم إستيفان بحزن وهو يقول بشرود:إنها امى فقد كانت تشبه بيلا كثيرا حتى أنها تملك إبتسامتها الهادئه...

ختم حديثه وهو يشرد بالماضى وعينيه غلفها الحزن... فارادت سابين ان تجذبه لها من جديد فنظرت له  بحاجب مرفوع قائله بغيره زائفه:إذا أنت تفضل تلك الصغيره على أمها سيد إستيفان...عاد إستيفان من شروده وهو يدرك ما تحاول ان تفعله  صغيرته  الحبيبه... فقرر مجارتها قائلا بمكر:ولما لا أحبها وهى قطعتى الثمينه التى اهديتنى بها ملكة سابين...


أجلت سابين صوتها وهى تقول بخجل  من تلك النظرات التى تحاصرها وتخترقها:أظن انه من الأفضل أن أذهب لأطمئن على الصغار فمن المؤكد انهم قد إنتهوا من تدريباتهم....نظر لها إستيفان بهدوء وهو يقول بتسأل:ألم يخبرك أحدهم ما السبب وراء شجارهم بهذا اليوم؟..



 نظرت له سابين بحياديه قائله:لقد فعلوا إلا أننى لا أستطيع إخبارك بشئ...أنهت سابين حديثها وهى تتفادى نظراته الثاقبه... إرتفع حاجب الملك بإستنكار لحديث زوجته وهو يستدير لها بجسده قائلا ببرود غلف صوته:هل تعى ما تقولينه سابين...لقد تسببوا بالجروح والكدمات لبعضهم البعض ولولا تدخلى بالوقت المناسب لكان احدهم قد أصيب بجروح بليغه...وكل ذلك حدث بسبب عدم مسؤليتهم تجاه أنفسهم وتجاه أشقائهم...


نظرت له سابين بإعتذار فهى تعلم بمدى خطأ الصغارومدى صدق حديث زوجها...لهذا هى لا تستطيع إخباره عن سبب شجارهم فقد يقوم بقتل ذئب كل منهم كعقاب له...تنهد إستيفان بإرهاق متيقن أن سابين لن تخبره بما فعله هؤلاء الصغار لهذا هم دائما ما يخبرونها بأسرارهم لتيقنهم بتكتمها... إلا انه أرد معرفه من الذى تحدث واخبرها عن سبب نزاعهم...


فقال إستيفان بثبات:ولكن بمقدورك إخبارى من منهم قد تحلى بالشجاعه وقام بإخبارك؟..ضيقت سابين عينيها وهى تنظر له بعدم إرتياح فهى تعلم زوجها جيدا وتدرك انه  لن يتركها تخرج من مكتبه دون إعطائه جواب على احد تسؤلاته...إلا انها قررت ان تراوغه قائله:  ولما تريد معرفة ذلك سيد إستيف؟.. 


إقترب إستيفان منها على حين غفله حتى أصبح يبعد عنها بضع إنشات وهو يقول بمكر:حتى اعلم مدى قوة سحرك حبيبتى على هؤلاء الشياطين؟.. إبتلعت سابين ما بجوفها من قربه وهى تبتعد عنه بتوتر لايزال يصاحبها حين يقترب منها على حين غفلت منها رغم مرور إثنا عشر عام على زواجهم...وهى تقول بخفوت أشبه للهمس:جميعهم... 


إرتفع حاجب إستفان بتعجب وهو بعود ليتسأل من جديد:وهل وقفوا جميعهم امامك واخبروك بما إفتعلوه؟...أومات له سابين بالنفى وهى تقول بقوة واهيه أمام حصاره لها:بل كل واحد منهم اخبرنى  بالخفاء دون علم البقيه...


إتسعت عينى إستيفان بعدم تصديق للحظات ثم أفرج عن إحدى إبتسامته القاتله وهو يعود ليستند على مقعده من جديد قائلا بتغزل:إذا لم اخطأ حين أخبرتك انكِ قد القيتى عليهم سحرك الخاص كما فعلتى مع غيرهم جميلتى...أنهى حديثه بغمزه من عينيه جعلت سابين تستقيم عن مقعدها وهى تقول بتوتر:أنا ساذهب لأطمئن على الصغار...

ولم تعطى للجالس فرصه للرفض أو القبول هى تهرول خارج مكتبه تاركه خلفها رجل يحمد الإله على وجود تلك السابيه بحياته لتنير عمته قلبه....




كان ديفيد قد إنتهى من تدريب الصغار وقد أخد الإجهاد منهم مأخذه...فسمح لهم بالعوده لغرفهم وأن يلتقوا به صباح الغد بالسابعه...أوما له الجميع بطاعه وجميعهم يفرون هاربين لغرفهم ليحصوا على بعض الراحه  التى تحتاجها أجسادهم...كان الصبيه الكبار قد رحلو وتركوا الأصغر سن يلحقون بهم...


ولكن اثناء ذلك خرجت سابين أمامم الصغار وهى تبتسم لهم بحب قائله مدعيه التفكير:حسنا من منكم سيتعلم اسرع حتى يكون حارسا لى حين يصبح رجلاً...

نظر لها الجميع بحب فهى منقذتهم التى لم تتخلى عنهم كما فعل ديفيد والجميع...فقال ديف ذو السبع اعوام بصوت صادق:أتمنى ان أكبر سريعا حتى افعل سابين ولكن هل ستقبلين الزواج بى حين أستطيع حمايتك؟..


نظر له الجميع بدهشه لأنه كشف هذا السر الخطير بنظرهم...كما أن حديثه لم يلقى إعجاب البعض ك دراى الذى قال بغضب طفولى:لقد أخبرتك أننى من يريد الزواج بها لهذا فالتقم بإختيار أخرى فأنا من أحببتها أولا...كل ذلك يحدث امام نظرات سابين الصادمه والتى إنعقد لسانها بعد سماعها لهذا الحديث الذى يخرج من فم طفل لم يتخطى السابعه بعد...ولكنها تدارجت ذلك وكادت تتحدث لتوقف شجار الصغيرا...


 إلا أن عزيزها ستان تحدث ببرود يماثل برود والده قائلا:كلاكما أغبياء فهى لاتزال متزوجه من والدى ولن يستطيع احدكم الزواج منها لهذا فالتفكروا بالنساء الغير متزوجون حتى تستطيعون الحصول عليهن...أوما له توم بالموافقه مؤيدا لحديث صديقه وهو يقول بسلاسه: أجل...ف ستان محق لهذا فالتفعلوا مثلى ومثل إيف فانا أريد الزواج من ليلى وهو يريد الزواج من لينا...


نظرت سابين بعينين متسعه للصغير وهو يتفاخر بحبه لخالته والتى يريد الزواج منها...بينما إيف ظهر عليه بعض الخجل حين أفصح صديقه عن مشاعره المكنونه لمعلمته...أغمضت سابين عينيها تحاول التحلى بالصبر فمن امامها ليسوا سوى اطفال صغار لم يتخطوا سن السابعه إلا انها بدأت تقتنع انهم شياطين كما أخبرها زوجها العزيز...


ورغم هذا لاحظت أن صغيرها لم يضع عينيه على أحد نساء القصر...مما جعلها تنظر إليه بعينين ضيقتين قائله:وأنت يا صغير ماذا عنك؟.. 

نظر لها ستان ببرود وهو يجيبها بثبات:لم تتواجد بعد من ترتقى ليدق قلبى لها...إرتفع حاجب سابين زهولا لغطرست هذا الصبى...فرغم أنه صغيرها إلا أنها تمقت تلك الصفه اللعينه التى تعلم جيداً مِن منَ توارثها هذا المغرور المتكبر...


 لهذا قامت بصفع مؤخره رأس ولدها العزيز وهى ترد عليه ساخره:لا تتباهى يا فتى فغدا سنراك وأنت تركض خلف إحدهن لتحصل عليها ولكن ها أنا والدتك وأخبرك أنها ستركل مؤخرتك يا صغيرى ذو الشعر الرمادى...ثم تحركت مبتعده عن الجميع وهى تسير ذاهبه لغرفه ولدها الأكبر والأقرب لقلبه...


 فهى رغم عشقها ل سياستيان الذى يشبه والده فى أغلب صفاته وتصرفاته حين يكون مرحا وطفولى...وقربها ل إيزيبلا التى تشعرها وكأنها والدتها أكثر من كونها إبنتها والتى تنتظر إحتضانها  لها كل يوم لتمدها بالقوة لمواصله  يومها...إلا أن أوريليوس له مكانته الخاصه بقلبها فهو طفلها الأول فهو أول قطعه منها...كما كان ولايزال ملاصق لها رغم إمتلاكه لسطوة والده والتى تجبر الكثيرون على إحترامه إلا أنه يتخلى عن سطوته هذه امامها هى وحدها وهذا ما يتشابه به مع والده وهذا جعل منزلته تعلو بقلبها...



سارت سابين بتمهل متجهه لغرفت ليوس ولكن أثناء سيرها قابلت ألفين فتوقفت قائله بهدوء:هل إنتهيت من عملك لليوم؟...تنهد ألفين بإرهاق وهو يستند على أحد الجدران وهو يدلك ما بين حاجبيه بالم ويقول:أجل إنتهيت مما طلبه فلقد أرسلت رسلنا لجميع الممالك المجاوره لسؤلها عن خوض الحرب معنا ضد هذا اللعين...


نظرت سابين أمامها بشرود وهى تقول:أنا لا أظن أن الكثير منهم ستيستجيب لنداءنا...خاصه أننى سمعت انه قد قام بصلب كل من عارضه وذلك بعد قتل عوائلهم أمام أنظارهم بطريقه وحشه...لهذا لو كنت أنا مكان هؤلاء الملوك لما فكرت بخوض هذه الحرب....


نظر لها ألفين بفخر وهو يقول:احسنت القول يا فتاة ولكن إذا كان هذا رأيك فلماذا قمتى بدعم قراره فى خوض هذه الحرب ضد هذا الوضيع؟..إبتسمت له سابين بمكروهى تقول:وافقت لذات السبب الذى وافقت أنت الأخر من أجله سيد ألفين...


عاد ألفين لينظر أمامه بشرود قائلا: أظن أننا رغم قوتنا إلا أننا سنخسر الكثير إن لم نحصل على بعض الدعم...فنحن لا نستطيع التغافل عن القوة العدديه التى يملكها هذا اللعين... أومات له سابين بالموافقه وهى تقول:هل تظن إذا أرسلت رسالة خاصه  إلى الملك آيدان هل سيوافق على خوض هذه الحرب معنا...


صدرت ضحكه من فم ألفين لم يحاول منعها قائلا بسخريه:أجل أظن أنه سيوافق على مساعدة الرجل الذى لكمه امام العامه ومن اجل من من أجلك انتِ ملكتنا العزيزة...كما ان إستيفان أمرنا بعدم طلب المساعده من مملكته دون باقى الممالك الاخرى..


نظرت له سابين وهى تقول بحده طفيفه: لا اظن ان هذا تصرف زكى من قِبل الملك...فهو الأن بحاجه لكل جندى وإمتدادت من كافه الممالك المجاوره...لهذا كان يجب أن يضع كافه الأحقاد جانباً...وانا اتسأل من أين اتى هذا الصغير بعجرفته التى لا حدود لها...


إبتسم ألفين بسخريه وهو يعود ليستقم قائلا:هذا أيضا ما أخبرت به هذا المتحاذق...ولكنه لم يستمع إلى كعادته...وكاد يتحرك ليبتعد عنها إلا أنه عاد ليقول:ولكن ربما قد يستطيع احدهم أن يغير من رأيه...أنهى حديثه بغمزه من عينيه وهو يرحل تاركاً سابين التى قالت بتعجب: ما بال هؤلاء الرجال يقومون بغمزى...


وعادت لتكمل سيرها متجه لغرفة ليوس الذى تعلم انه من المؤكد انه قد سقط بسبات عميق...ولكن لتطمئن عليه ثم تذهب لهذا العنيد لعلها تستطيع تغيير قراره...وصلت سابين لغرفة ليوس ودلفتها بهدوء ظناً منها أن صغيرها يعيش احلامه الان...ولكنها وجدته يقف امام شرفته ينظر للخارج بشرود...


فإقتربت سابين منه وهى تقول بحنان: لقد ظننت انك قد خلدت للنوم منذ مده... لما لا تنم حتى الان؟.. نظر لها ليوس بهدوء قائلا بشرود: هل ستصدقين إن أخبرتك أننى أفكر بأمر الحرب؟..وما هى الإحتمالات التى ستمكنا من الفوز على هذا المتسلط؟...


إستراحت سابين على احد المقاعد وهى تقول بهدوء:وإلام توصلت؟...نظر لها ليوس بطرف عينيه قائلا بدبلوماسيه:أنا لم أطلع على خططكم وما قمت بالتجهيز له أو من سيشارك معطكم من الممالك بهذه الحرب...ولكن نصيحتى أنه كلما كانت الممالك المشاركه بهذه الحرب ذات قوة كلما عزز هذا من موقفنا بهذه الحرب...بل يكاد يكون الفوز لصالحنا نحن...كما قد يسبب هذا الزعر والخوف لهذا الهمجى مما يجعله يقع بالكثير من الاخطاء التى ستصب بصالحكم...


إنتهى ليوس من حديثه وهو ينظر لوالدته التى لم تتحدث منذ بدا حديثه...وهو يقول بقليل من التوتر:ماذا هل أخطأت بقول شئ؟... نظرت له سابين بفخر وهناك إبتسامه رقيقه قد إرتسمت على شفتيها وهى تقول بحب:لا لم تخطى أميرى الوسيم فكل ما صدر منك من قول هو ما يجب أن يحدث...لهذا هل تستطيع أن تجلس أمام الملك وتخبره بكل هذا...بل وتطلب منه أيضا أن يجعلك تطلع على ما خطط له من أجل الحرب...ما هو رأيك؟...


رمش ليوس بعينه وهو يحاول إستيعاب ما قالته والدته وهو يقول بصدمه:حقا أم!؟.. أومات له سابين بإبتسامه وهو تقول مؤكده:بالطبع عزيزى لهذا يجب أن تذهب لفراشك الأن لتحصل على قسط  من الراحه لأنه ينتظرك غدا يوما طويل...


انهت سابين حديثها وهى تستقيم ثم إقتربت منه وقبلته بحنان وهى تقول:عمت مساء يا صغيرى الوسيم...إبتسم لها ليوس قائلا:ليلة سعيده أمى... 


 ❈-❈-❈



كان الليل حالك والجميع بمنازلهم نائمون خلاف هذا الجالس أمام مقبرتين كتب عليهم إسم زوجته وولده ذو الخمس اعوام...فهذه عادته منذ فقدهم يأتى ليلا ليجلس أمام مقابرهم يحدثهم عما فعله خلال يومه...وهو يمسك بيده إحدى زجاجات الخمر يتناول منها بشراها وهو يتذكر اليوم الذى علم بمقتل زوجته وطفله بطريقه وحشيه من أجل حنفه من النقود...اللعناء كان يستمتع بسماع صراخهم وهو يعذبهم لعل صوت صراخهم يريح قلبه ولو قليلا...أغمض ديفيد عيناه بندم وألم مما سمح لسقوط دموعه التى كان يحبسها داخل مقلتيه...


 تحدث ديفيد بصوت خافت ممزق: لو لم أسمح لكى بالسفريومها لما تركتينى ورحلتى جميلتى...عاد ديفيد يفتح عينيه من جديد وهو يكمل قائلا بصوت مرتفع نسبيا:فالتخرجى ليلى من خلف تلك الشجره فأنا أعلم أنكِ تختبئين خلفها...


خرجت ليلى من خلف الشجره وهى تقول بتسأل: كيف لك أن تعلم بوجودى رغم حرصى على عدم إصدار أى صوت...إبتسم ديفيد بحزن وهو يجيبها شارده:إنها إحدى طرقى الخاصه...كما أظن ان هذا بدأ يحدث بعدما فقدت من أحب...وخوفا من فقدان غيرهم لأننى أقسم لكِ ان قلبى لن يحتمل أمركهذا مرة اخرى...


جلست ليلى جواره وهى تقول بشرود:أظن أنهم الأن بمكان أفضل من هنا...كما أنهم يراقبوننا ويرون  ما أصبحت عليه الأن ومن المؤكد انهم يشعرون بالحزن من أجلك بسبب أفعالك هذه... 


نظر ديفيد ل ليلى ببرود قائلا:ذكرينى ما سبب قدوم إلى هنا؟..نظرت له  ليلى بحاجب مرفوع وهى تقول بحده زائفه:هل هذه طريقتك الجديده  لإبعادى سيد ديفيد...ولكن لأخبرك انك لن تفلح بهذا سيدى فأنا سأكون ك ظلك دائما وأبدا....


لم يستطيع ديفيد إخفاء تلك الإبتسامه الممتنه التى إرتسمت على شفتيه وهو يقربها منه ويحتضنها أقرب لقلبه قائلا بخفوت:أتعلمين أنكِ الشحص الوحيد الذى يمنعنى من قتل نفسى...نظرت له ليلى بحب وكادت تتحدث إلا أن ديفيد اكمل قائلا ببعض من المزاح:وليس لأننى أحبك بل لأننى أخشى أن تقومى بقتل ذاتك لتصبحى ملاصقه لى هناك كما أنتِ هنا يا فتاة...


شهقت ليلى بصدمه من حديثه قائله بصدمه تحمل بعض من الحده:ماذا تقول أيها لعجوز الخرف؟..فأنا لا أتوجد بجوارك سوى لشعورى بالشفقه عليك ليس أكثر أيها ال.... وكادت تكمل سبابها إلا أن ايدى ديفيد أوقفتها وهو يضعها على فمها قائلا بسرعه:أقسم أننى قد افرطت بتناول الشراب ولم اقصد حرفاً مما قلته جميلتى....لهذا فالتهدئى عزيزتى...


نظرت له ليلى نظرات لازالت مشتعله وهى تبعد يده عن فمها بعنف وتستقم قائله بحده:أنا سارحل...وتحركت مبتعده عنه بعد أن وجهت له بعض نظراتها القاتله...

إستقام ديفيد سريعاً ليلحق بها قائلا:إنتظرينى ليلى...وأسرع حتى يلحق بخطواتها ولم يرى تلك الإبتسامه الماكره التى إرتسمت على شفتى ليلى التى نجحت بإلهاء عقله بعيد عن التوغل بحزنه على فقدانه لزوجته وطفله ذو الخمس أعوام...


❈-❈-❈



  أتى الصباح وطلبت سابين من ليوس أن يقابلها بعد قليل بمكتب الملك ليطلعه على ما أخبرها به مساء امس...وذلك بعد ان تمهد له الأم...وافق ليوس  على مطلب والدته وإستعد لهذا وبعد مرور بعض الوقت أخبرت سابين إستيفان خلالها رغبه ليوس فى لقائه...فوافق الملك رغم ضيق وقته إلا أنه وافق من أجلها هى...كما أنها أخبرته انه يريد لقائه لأمر ها...

 لم يمضى الكثير من الوقت وطرق الباب من قبل أحد الحرس يخبر الملك أن الأمير ليوس ومن معه يريدون لقائه...فسمح له الملك وهو ينظر ل سابين بعينى متسأله فهى قد أخبرته أن ليوس هو من يريد رؤيته وحده ولم تذكر وجود أحد معه...ولم تكد سابين تجيبه بعدم معرفتها لشئ حتى دلف ليوس وبصحبته أصدقائه وهم يحملون معهم بعض الخرائط والأوراق...


نظر لهم الملك بحاجب مرفوع قائلا بثبات:ماذا هناك؟..تجمع الخمس أطفال حوله بعد ان إبتعدت سابين للخلف لتعطيهم مساحتهم الخاصه... فكان أد وموس يقفون على يمين الملك وروب وليون على يساره...بينما ليوس يقف مقابل لهم وللملك قائلا بسطوة تشبه سطوة والده:أعلم بمدى إنشغالك سيدى وأن الملكه إستطاعت تدبير بعض الوقت من اجلنا ولهذا سنحاول ان ننهى ما جئنا من أجله سريعاً...


ونظر لاصدقائه يؤمى لهم فقاموا بوضع الخرائط على الطاوله وبدا روب يتحدث بثقه قائلا: لقد قمنا بدراسه  كافاة المعارك المشابه للمعركه التى سوف تخوضها سيدى ووضعنا بعض الأسباب التى أدت لهزيمه البعض وفوز البعض الأخر...وقام بإعطاء ورقه للملك الذى ينظر لهم بإهتمام وتركيز على كل ما يصدر من افواههم...وبالفعل أمسك الملك بالورقه وبدأ بقرأ ما دون بها...لم يتحدث احد لبعض الوقت حتى ينتهى الملك من قرأة ما تم كتابته...


وحين إنتهى الملك من قرأة الورقه تحدث أد بثبات:من خلال قرائتك لهذه الورقه سيدى ستدرك ان رغم قوة بعض الجيوش إلا أنها إنهزمت هزيمه نكراء...وهذا لعدة اسباب مهمه لا نستطيع أن نتغافل عنها...أولها عدم الإستهانه بقوة اى خصم سواء كان ضعيف أم قويا كما لاخظت ان هناك بعض الملوك الذين يكشفون جميع دفاعتهم من بدايه الحرب ظنن منه أنه بكشفه لدفاعه أنه قد يرهب عدوه...إلا أننى أرى أن ذلك يعطى الأفضليه لخصمه بتوقع خطواته القادمه مما يفقده قوته ويخسر حربه...

أكمل موس حديث صديقه قائلا:كما ان هناك عنصر هام قد يتغافله البعض ألا وهو عنصر المفاجأه الذى قد يحولك من خاسر إلى فائز... ومما قمنا بجمعه عن هذا المدعو نيكولاس أنه يملك غروراً كبير وهذا يجعلنا نتقدم خطوة عليه قبل أن بدأ الحرب ضده...أنهى موس حديثه فقال ليون بمكر:تخيل معى سيدى أننا نشرنا بعض الاكاذيب عن رفض الجميع عن خوض هذه الحرب معنا ضد هذا النرجسى خوفا من ملاقاته...وحين يتم تاكيد الأمر سيقع هذا النرجسى بشباكنا وسيقع بخطاء جسيم حينها...إلا ان هذا يحتاج لرجال مخلصون لتأكيد الأمر للجميع...

أنهى ليون حديثه وهو ينظر ل ليوس نظرات فهمها الأخر جيدا..زفقال ليوس ببرود وثقه توازى ثقه وبرود والده:ولهذا نحن نريد سحق هذا الحقير ولن يحدث ذلك سوى بطلب المساعده من بعض الممالك...وخاصه تلك القوى بالمناطقه  المجاوره  والمحيطه بنا...ومما أره على الخريطه أمامى ارى مملكه الملك أيان والملك مارسيلو هم أقوى وأفضل الممالك بالوقت الراهن...وذلك من خلال الإطلاع على الحروب التى خاضتها المملكتين بالأونه الأخيره...

أوما أد مؤيد لحديث صديقه قائلا بتريث:أظن أنه إذا نجحنا بضم تلك المملكتين لنا فإننا فائزون لا محال...لهذا ما هو رايك سيدى؟..أنهى الصغار حديثهم وهم ينظرون للملك الذى لم يتحدث منذ بدوأ حديثهم...كان كلا من الملك والملكة ينظرون لهؤلاء الرجال بفخر شدي... فكلا منهم سيكون ذو شان عالى بالمستقبل ...

نظر الملك للمحيطن به قائلا بصوت فخورمتسائلا: منذ متى وانتم تعملون على هذا الأمر؟...أجابه موس بثقه:نحن علمنا عن الغزو الذى قام به هذا الحقير منذ مده لا باس بها....ولكن لم نتدرك للبحث حوله إلا عندم تم إرسال طلب الإستغاثه من أحد الممالك المجاوره لنا... أى منذ يومين تقريبا...

أكمل روب حديث صديقه قائلا بحماس:حينها أقسمنا أن نساهم بإسقاط هذا النكره وسحقه ولن يحدث ذلك سوى بدراسه نقاط ضعفه ونقاط قوته...وبعدما إستطاعنا جمع بعض المعلومات عنه قررنا إطلاعك عليها سيدى...

أومأ له الملك بتفهم قائلا: لقد قمتم بعمل أفضل مما قام به أبائكم ...لهذا أعدكم اننى سأعيد التفكير بشأن ما جمعتموه من معلومات...أومأ له الجميع بالقبول وكادوا يتحركون للخارج...إلا ان سؤال ليوس إستوقفهم وهوينظر للملك بجمود قائلا:إذا ستقوم بطلب المساعده من كلا الملكين مارسيلو وأيدان...


نظر إستيفان ل سابين دون شعور منه حين عاد طفله بذكر اسم الملك الذى أهانه أمام رعيته لأنه كان يتغزل بحبيبته...إلا أنه عاد لينظر للواقفين أمامه منتظرين إجابته...فتنهد الملك وقال ببرود ثلجى:قد افكر ب ماسيلو ك حليف بينما أيدان فلا...فعلاقتنا ليست بالجيده لهذا فالنستبعده....

هنا رد عليه ليون بسخط  لم يستطع منعه:ولكنه حليف جيد وسيضيف لنا عنصر المفاجأه بهذه الحرب...عاد الملك ليقول بصوت حاد لايقبل النقاش:أنا أشكركم على بحثكم ولكن أنا من سأتولى هذا الأمر من هنا...والأن تستطيعون الخروج ...

نظر الصغار لبعضهم بحزن ثم خرجوا للخارج بهدوء...إنتظرت سابين حتى خرج الصغار وقالت بهدوء:اتمنى ألا أكون السبب وراء خسارتك بهذه الحرب سيد إستيفان....

نظر لها إستيفان بحاجب مرفوع وكانه يقول لها حقا فهى عندما تغضب منه تناديه ب سيد إستيفان...أغمض إستيفان عيناه يحاول ترتيب أفكاره ليهدا من توترها إلا أنه لم يستطع التماسك وقائل بسخريه:من المؤكد أن ذلك اللعين هو من أخبرك عن عدم إرسالى لطلب المساعده من الملك أيدان...اليس كذلك؟...

أجابته سابين بسخريه مماثله بها بعض من الإنفعال:ألم يكن من المفترض أن أعلم بهذا الأمر منك أنت...وإلا لما تجعلنى اجلس جوارك سيدى...كاد إستيفان يتحدث إلا أن أن سابين لم تعطه فرصه وهى تكمل بحده لم تحاول إخفائها:اللعنه على غرورك الذى لا حدود له....تريد الذهاب لحرب تعلم أنك خاسراً بها وقد تعود منها قتيلا...وكل ذلك من أجل ماذا أخبرنى؟...ألا تهتم لأمرى؟...قالتها وهى تشير لذاتها وقد إمتلأت عينيها بدموع أبت الخروج وهى تكمل بتحطم:إن لم تكن تهتم لأمرى فماذا عن الصغار؟...الم تفكر بما سيحدث لهم إذا أصابك مكروه لعين...ولكن عن ماذا نحن نتحدث فأنا أدرك انك لن تقوم سوى بما تريده أنت فقط...

 صمتت سابين تحاول منع دموعها من التساقط وقد تلبس قلبها الألم من فكرة فقدانه...قائله بخذلان:اتعلم لقد سامت تصرفاتك هذه...انهت حديثها وخرجت من المكتب وهى تسمح لتلك الدموع الحبيسه بالإنهمار...والتى أبت الخروج امامه هى تعلم أنها أخطات بما فعلته إلا أنها لن تتحمل خسارته...فهى تدرك جيداً أنه لن يعود من حرب خاسراً...ولن يترك ساحه المعركه سوى وهو فائز او مقتول...ورفضه لطلب العون من أيدان سيتسبب بخسارته...وهذا ما جعلها تفقد عقلها أمامه...

بعد خروج سابين أغمض إستيفان عيناه بألم لأنه أحزن حبيبته التى لا يحب إحزانها...إلا أنه لا يستطيع طلب المساعده  من ايدان بعد ما حدث بينهم...فهو لا يقبل بالرفض ك جواب له....كما يعلم أن هذا خطأ إلا أنه لا يستطيع فعلها حتى لو تسبب هذا بموته....كما أنه يشعر بالغضب تجاه ألفين لأنه من تسبب بهذا فلو لم يخبرها لما حدث ما حدث...لهذا لم يتحمل الأمر وخرج من مكتبه يبحث عن فريسته...وهو يشعر بالغضب يأكل جوفه كلما تذكر دموعها...

خلال سيره كان الجميع يتفادونه فهالته المحيطه به تخبر من يراه أنه سيقتل أول شخص سيحاول إيقافه أو منعه عما يريد الوصول له...لهذا كان يفسح له الجميع الطريق...

وصل إستيفان للساحه الخلفيه فهو يعلم أن هذا الوقت المخصص لتدريب الصغار على يد ديفيد وذلك اللعين...وبالفعل رأه يقوم بتدريب الصغار كما توقع...فسار نحوهم وهو ينظر نحو الفين وحده وكانه يريد إلتهامه... كان ديفيد أول من لاحظ حضور إستيفان الغاضب فنظر لما ينظر له إستيفان فأدرك أنه ينظر ل الفين...فإقترب من ألفين قائلا بتوتر:ما الذى قمت به حتى يغضب منك هكذا؟...


لم يفهم الفين عن ماذا يتحدث صديقه...إلا أن الإجابه أتته سريعا من خلال صوت إستيفان الغاضب:أل ايها اللعين...إستدار ألفين ل إستيفان ويا ليته لم يفعل....فقد تلقى لكمه قويه كادت تسقطه أرضا إلا أنه حاول التوازن حتى لا يسقط أرضا...

إلا أن إستيفان لم يعطه الفرصه لذلك وعاد ليسدد له اللكمات...فقام ألفين بصد بعضها كما بدأ يسدد له هو الأخر بعض اللكمات...فبدأ شجار عنيف بينهم لم يحاول ديفيد إيقافه...بل نظر للصغار الذين ينظرون لما يحدث بإنبهار وصدمه بالوقت ذاته...قائلا بهدوء:وهذا يا صغار ما يسمى بصراع الجبابره...



 يتبع