-->

رواية مملكة الذئاب Black الجزء الثاني - بقلم الكاتبة زينب عماد - الفصل الأول

 

رواية مملكة الذئاب black

 الجزء الثاني

بقلم الكاتبة زينب عماد





  الفصل الأول

رواية

مملكة الذئاب black

الجزء الثاني 


      ‏

كان وقت الظهيره والسماء شبه صافيه مما سمح بتواجد بعض نسماء الهواء البارده التى كانت تلطف 

من حرارة الجو...وأثناء ذلك كان هناك طفل يبلغ السابعه من عمره ذو شعر أبيض وعيون زيتيه لامعه يختبئ خلف أحد أشجار الساحه الخلفيه للقصر الملكى يحاول إلتقاط أنفاسه المتسارعه....وينظر حوله بترقب وثبات حتى إستمع لصوت أقدام تركض بخفيه نحوه... 


فأخرج رأسه من خلف الشجره بحذر فرأى طفل أخر ولكن أكبر منه بالعمر يقترب من مكان إختبائه يقول بقوة:ستان توقف أمسكت بك...


إلا أن ستان لم يستمع له وركض بأقصى سرعته حتى لا يقوم أد بإمساكه...فهو شجاع إلا أنه ليس بالغبى حتى يقف أمام أد الذى يكبره بأربع أعوام لهذا قرر مرواغته حتى لا يمسك الأخر به...وكاد يختبى خلف شجره أخرى أكثر ضخامه بعد أن ضلل أد...إلا أنه إتصدم بأحد ما وسقط كلاهما أرضا مما جعلهما مكشوفان لمن يبحث عنهم... 


نظر ستان للواقع أرضا جواره وقال بصدمه:روب أعتذر منك فأنا لم أراك...أومأ له روب بسرعه 

وكلاهما يستقيم واقفين وقال روب بعيون متسعه: أسرع قبل أن يقوموا بإمساكنا...ثم نظر خلفهم فوجد لقد أمسكوا بنا أركض ستان...قالها بصوت مرتفع وهو يمكس بأيدى ستان ويركض كلاهما مبتعدين عن أد وموس الذان كادا يمسكان بهما وخلال ركض موس وأد الذان يركضان خلفهما... 


وخلال ركضهم وجدوا إيف أمامهم فتوقف كلاهما وهما لا يجدون مخرجا...ف أد وموس خلفهم وإيف أمامهم....


تحدث إيف ذو السبع أعوام بجديه لا تناسب طفل بالسابعه:فالتخرج ما معك روب ف لقد أمسكنا بإثنان منكم واعترفوا على أن الخريطه معك... 


نظر له روب ببرود وهو يفكر بكيف سيخرج نفسه ورفيقه من هنا دون خسائر...فهو يدرك أن أخصامه أكثر منهم عدد وقوة لهذا قرر المماطله حتى يبتعد ستان ويقاتهم هو...


كاد روب يتحدث إلا أن هناك من وقف خلف إيف فإستدار فوجد ليوس يقف خلفه وعلى وجهه إبتسامه ماكره قائلا مخرجا شئ من سترته ولقد كانت الخريطه:أتبحث عن هذا؟!...


أومأ له إيف فأكمل ليوس بحاجب مرتفع وإبتسامه ماركه:إذا فالتحاول ذلك أيها الشجاع...ووقف روب وستان خلف ليوس...وموس وأد جوار إيف 


خلال ذلك كان ون قد حرر دراى بعد أن قيد كلا من توم وديف وأمسك بهم متجها لمكان الإلتقاء...وعند وصوله وجد الجميع حاضرون...فوقف جوار ليوس وهو يمسك ب توم وديف...


حينها أتى ألفين وقال بجديه:الأن الغلبه لفريقك ليوس....لهذا أنتِ من سيقرر هل ستنهى الأمر هكذا أم ستقاتل أحد من فريق الخصم لتنهى الأمر بعدل... 


لم يتحدث ليوس بل قام بنزع سترته قائلا بجديه مماثله وهو يواجه أخصامه:قوموا بأختيار أحدكم ليقاتلنى حتى ننهى الأمر....ولم يكد ينهى حديثه حتى قام أد بنزع سترته...


فأمر ألفين الجميع بأن يبتعدوا ليتقاتل أد و ليوس... وبالفعل بدء القتال بتسديد لكمه قويه من قِبل ليوس لفك أد مما أد لسقوطه أرضا...رفع أد نظراته الحاده ل ليوس وإستقام متقدم نحوه ليسدد له لكمه تعادل قوة لكمة خصمه....ولكن ليوس تفادها إلا أنه لم يكن سريعا كفايه ليتصدى لكمه أد الثانيه والتى حطت جوار عينيه اليمنه....


ظل كلاهما يتقاتلان وألفين ينظر لهم نظرات جامده وبعد مرور بعض الوقت سقط أد أرضا بسبب لكمه ليوس القويه...حينها أنهى ألفين القتال بفوز فريق ليوس على فريق أد...


ثم قال بجمود وجديه:فالتستقم الجميع...ولم يكد ينهى حديثه حتى ساعد ليوس أد على الوقوف ووقف الجميع متجاورين فى خط واحد مستقيم...


سار ألفين أمامهم وهو يقول بثبات وقوة قائد: جميعكم لازلتم تحتاجون للكثير والكثير من التدريب والتخطيط....فلو خاض أحدكم قتال حقيقى سيهزم هزيمة نكراء...لهذا يجب على كل واحد منكم معرفه الخطأ الذى أجبره على الخساره أو على التأخير بالفوز...كما سيتم تكثيف التدريبات من الغد...بينما سيتم إرسالكم اليوم للسيدة سيلا حتى تشرح لكم الخطط التى تم استخدامها بحروب سابقه خاضتها مملكتنا وممالك أخرى...ثم سيقوم السيد ليوناردوا بإختباركم فى مادة اللغات ومن بعدها مسموح لكم بأخذ إستراحه لباقى اليوم....


توقف ألفين عن السير ووقف ينظر للجميع بجمود قائلا بحده:هل هناك إعتراض على ما قلته الأن أيها الجنود؟!...أجاب الجميع بالوقت ذاته وبقوة وثبات:

لا سيدى...هنا وللمرة الأوله تظهر ابتسامة على شفتى ألفين وتلين ملامح وجهه قائلا بهدوء:إذا فالتذهبوا لتبديل ثيابكم وتناولوا طعاكم...


أومأ له الجميع وأسرعوا نحو القصر لتبديل ثيابهم وتناول طعامهم قبل بدأ حصتهم مع السيدة سيلا...


❈-❈-❈



كان هناك ثلاث نساء يظهر عليهن بعض الشيب برؤسهن دليلاً على تقدمهم بالعمر...وهذا لم يقلل  

من جمالهن شئ بل بالعكس زادهم جمالاً ورقى فوق جمالهن...كن جالسات معا بغرفة لشرب الشاى وهن يتحدثن بالعديد من الأمور...


ليليان بتسأل قلق: ما الذى فاتنى خلال الفترة المنصرمه؟!...فأنا أتذكر جيداً أننى لم أسافر سوى لشهران فقط...


أجابتها فكتوريا بتسأل:عن ماذا تتحدثين لأن هناك الكثير من الأشياء التى حدثت أثناء سفرك؟!...


ردت عليها ليليان بالذات الملامح القلقه:أتحدث عن الصغار...هل رأيتم ما يفعله ألفين بالصغار؟!...إنه يعاملهم بعنف وقسوة... 


أجابتها ميلسيا بأسى:أجل لقد رأينا وحاولنا إيقاف الأمر ألا أنه لم يستمع إلينا أحد...كما أن سبب ذلك 

أن الصغار قد تشاجروا معا لسبب ما...وقاموا جميعا بضرب بعضهم البعض حتى جرحوا جميعهم...ولكن ما أثار غضب إستيفان أنهم إتحدوا ضد بعضهم البعض....فكان كل شقيق يجتمع مع شقيقه على الأخرين لضربهم....فكان أوريليوس وسباستيان 

أبناء إستيفان معاً...وأدريان وتوماس أبناء ألفين 

معاً...وروبن وأندريه أبناء ماكس معاً...وليون وديفاس أبناء ليو معاً....وريموس وإيفان أبناء مارلين معاً....مما جعل جميعهم يصابون ببعض الرضوض والجروح... ولكن ملكنا الحكيم رفض معالجتهم لأنهم لا يستحقون ذلك....خاصة حين رفضوا الإفصاح عن سبب نزاعهم معاً....


أومأت لها ليليان بتفهم قائله بأسى وحزن على 

ما أصاب الصغار:لقد رأيت ألفين يدربهن بالساحه الخلفيه للقصر...ولكننى لم أفهم بعد كيف لهؤلاء الفتيات ترك أبنائهن يعاملن بهذه الطريقه....مهما 

كان ما أخطأ به الصغار فهذا لا يعطى لهؤلاء الرجال الحق بالتعامل معهم بمثل هذه القسوة... 


تنهدت الأميرة ميلسيا قائله بإرهاق:أقسم أننى قد سأمت النزاع مع هؤلاء الوحوش...فلقد تحدثت مع إستيفان أكثر من مرة...إلا أنه لا يستمع لأحد كما أن ما رأيته اليوم ليس شئ عزيزتى....فما فعله ألفين وديفيد بهؤلاء الصغار منذ إسبوع مضى لا يتخيله عقل....كما قرر إستيفان تعليم جميع الصبيا فنون القتال والتخطيط الحربى...أقسم أننى لازالت أتذكر بكاء الصغار بسبب ما فعله ديفيد وألفين بهم بأول يوم لهم....


تدخلت فكتوريا هى الأخرى قائله:أنا أيضا صدمت بما يحدث....خاصة حين طلب إستيفان من مارلين وأليس ترك ريموس وإيفان للإقامه بالقصر... 


تعجبت ليليان قائله:وهل وافق مارلين وأليس على ترك صغارهم يعذبون هكذا؟!...


أومأت لها فكتوريا بالنفى قائله بإرهاق:لقد رفضت أليس ببداية الأمر...إلا أن مارلين وافق بعد أن تحدث مع إستيفان...وإستطاع إقناع أليس حتى وافقت على إرسال الصغيرين إلى هنا....


تنهدت ليليان بحزن قائله:وأين سابين من هذا فإن كان الجميع يخشى إغضاب إستيفان فهى لا...لماذا تركته يفعل ءلك بأطفالها وأطفال شقيقاتها....


أجابتها فكتوريا بإبتسامه ساخره:قد تصابين بصدمه إن أخبرتك أنها هى من شجعت إستيفان على فعل ذلك....


ضربت ليليان يدها كف بكف قائله:من المؤكد أن هذه الفتاة قد فقدت عقلها....


أكدت ميلسيا حديثها قائله:هذا ما قلته لها حين رأيتها تدافع عن زوجها وأنه يفعل ما يقوم به من أجل الصغار... 


تنهدت ليليان وهى تدلك ما بين حاجبيها وهى تعود لتتسأل من جديد قائله:وإذا فقدت هذه الفتاة عقلها ماذا عن الأخريات...فأنا أعلم أن كيت وجوليا خاصه يملكون قلباً ضعيفاً تجاه الصغار...أكثر من سيلا وأليس...


أجابتها فكتوريا بإبتسامه لم تستطع منعها:لقد قامت سابين بإقناعهن جميعا...


أومأت لها ليليان بتفهم وهى تقول مغيرة الموضوع لأنها تشعر أنها ستفقد عقلها بسبب ما يحدث:وكيف حال ليلى الجميلة؟!...


كادت فكتوريا تجيبها إلا أن ميلسيا هى من تحدث بحده طفيفه:هذه الفتاة تخطى عِنَادُها عناد سابين كما أنها كادت تجعلنى أصيب بصدمه عصبيه...حين قمت بتقديمها لأحد النبلاء وكاد ديفيد ودراكوس أن يقوما بقتله لأنه نظر لها بطريقه لم تلقى إعجابهم...


إتسعت عينى ليليان صدمه من هذه الأحداث المتلاحقه قائله:وكيف سمحتى لهم بالجلوس 

معك؟!...فأنتِ تعلمين منذ بدأو يعلمونها الفنون القتاليه وهى تلازمهم منذ كانت بالثامنه أينما 

ذهبوا وخاصه ديفيد كما تعلمين....


أجابتها ميلسيا بحزن:أجل أعلم ما يربط بين كلاهما

خاصه بعد وفاة صوفى وصغيرهما بهذا الحادث المروع...وأنها الوحيده التى إستطاعت الإقتراب منه بعدما أغلق على نفسه ولم يجعل أحد يقترب منه...


وقعت الغرفه بصمت حزين ومشفق على حال هذا الرجل الذى فقد زوجته وصغيره الذى كان يبلغ  الثالثه من عمره على يد أحد السارقين...


حاولت ليليان تغير هذه الأجواء الحزينه قائله بإبتسامه هادئه:من المؤكد أن هذه الشيطانة الصغيره هى من طلبت منهم الحضور...أليس كذلك؟!...


أومأت لها ميلسيا وهى تعود لتبتسم من جديد قائله:

أجل فعلوا وليس ذلك فحسب...بل جلس دراكوس أمامه يخبره أنه لن يقبل به ك زوج لعزيزته ليلى إلا عندما يبارزهم جميعا وينتصر عليهم...حينها يحصل عليها....


لم تستطع ليليان منع ضحكاتها أكثر من ذلك فظلت تضحك بقوة حتى دمعت عينيها...كما فعلت ميلسيا وفكتوريا حين تذكروا الأمر فهى لاتزال لم تصدق ما تسمعه أذنيها...وظلت النساء تتحدث كما هى عادتهن منذ أصبحوا أصدقاء مقربون...


❈-❈-❈


كانت لينا تجلس مع الفتيات بالمكتبه تقص عليهن إحدى القصص بعدما إنتهوا من دروسهم لليوم...وهن يستمعون إليها بعيون تلمع شغف...فلقد كانت كلا من بيلا وإلثيا وتانا تحب سماع القصص التى ترويها لهم لينا...


لينا بصوت حانى رقيق:وبعدما قام الأمير الوسيم بالقضاء على ذلك الوحش استطاع إنقاذ الفتاة التى يحبها وتزوجها....وهنا يا جميلاتى إنتهت قصتنا لليوم 


تنهدت إليثا بحزن قائله بصوت يملك من البراء ما يجبرك على تقبيل تلك وجنتيها المنتفختين:لما أنهيتها سريعا معلمتى...فأنا أردت معرفت ما 

سيحدث بعد زواج الأمير من الفتاة الجميلة.... 


إبتسمت لينا بحب لهذه الصغيره ذات الخمس أعوام وهى تجيبها بحنان:هذا هو ما رواه لنا الكاتب صغيرتى...ولكننى أعدك أن أجلب لكنُ قصص أكثر تشوقا بالمرة القادمه.... 


نظرت لها الفتيات بسعاده وكادت لينا تتحدث إليهن من جديد.....إلا أن دخول ليلى قاطعها وهى تقول بإبتسامه إزدات شقاوة:لا تهدرى وقتك الثمين بمثل هذا الأمر أيتها المعلمه...فغدا سيعلمون أن كل هذا ليس أكثر من قصص تتواجد فقط بعالم الأحلام... 


نظرت لها لينا بإبتسامه دافئه وهى تجيبها بمشاكسه: هل تشيرين إلى تلك الصغيره ليلى التى كانت تحلم بالزواج من ذلك الأمير الوسيم وهى بالسابعه من عمرها؟!...


اتسعت إبتسامة ليلى وهى تقف جوارها قائله:أظن ذلك...ثم نظرت للفتيات بحب وهى تقول:كيف حال أميراتى اليوم؟!...هل أنتهيتم من دراستكم لليوم؟!... 


أومأت الفتيات بالإيجاب وتحدثت بيلا ذات السبع أعوام برجاء:أجل ليلى إنتهينا هل ستسمحين لنا باللعب مع الجراء الأن.... 


شاركتها إليثا بالحديث والتى تماثل بيلا بالعمر قائله بحماس:أجل ليلى أرجوكى وافقى أرجوكى...


نظرت ليلى لهن بحنان قائله:هذا إذا وافقت معلمتكن على ذلك...


نظرت الفتيات ل لينا ببراء شديد جعلتها هى وليلى يضحكن وهى تؤمى لهن بالموافقه...فركضت الفتيات للذهاب عند جرومز وعائلته فهن يحبون صغاره كثيرا....


تحركت ليلى ولينا خلف الفتيات اللاتى يركضن أمامهم بسعاده...وهن يتحدثن عما فعلته ليلى بذلك النبيل منذ يومين مضى...وكلتاهما يضحكن بقوة كلما تذكروا هروب النبيل بعد حديث دراكوس عن مقاتلتهم...وديفيد الذى أكد له أنه سيقوم بقتله إذا أحزنها يوما ما...


❈-❈-❈



كانت جوليا وكيت يجلسون معاً بالحديقه جوار النباتات التى ترعاها كيت...تحدثت جوليا بهدوء:

هل تظنين أنكِ أخطأتى بترك صغارك ل حكم الملك والرجال؟!...


تنهدت كيت قائله بتشتت:لا أعلم جوليا ولكننى أشفق عليهم وعلى ما يفعله بهم ألفين...فلقد رأيته يعنفهم بقسوة أثناء التدريب... 


أومأت لها جوليا بتفهم وهى تقول بحزن:أنا أيضا رأيتهم كما أننى تشاجرت مع ألفين من أجلهم...


نظرت لها كيت بتسأل قائله:هل أخبركِ سبب تعنيفه الدائم لهم؟!...


أومأت لها جوليا قائله:أجل أخبرنى أنه يجب أن يتحدوا معا ويتعاونون حتى يصبحوا أقوى...ولن يحدث ذلك إلا عندما يقسوى هو عليهم.....حتى يعلموا أن ترابطهم معا هو من سينقذهم من قساوته وعنفه....لهذا أنا لا أخشى عليهم....


انتهت جوليا من حديثها وهى تنظر ل كيت بإبتسامه جذابه جعلت من كيت تبادلها الإبتسامه وهى تشعر بالراحه بعد حديث جوليا...


وأثناء حديثهم تذكرت كيت أن ماكس أخبرها بقدوم الليدى فيفيان وإبنتها وزوجها للقصر بعد يومين من الأن....فتنهدت بإرهاق قائله:أعلمتى أن الليدى فيفيان ستأتى للقصر بعد يومين هى وابنتها وزوجها...


نظرت لها جوليا بتفاجأ قائله:حقا ستأتى...ألم تكتفى هذه المرأة بما فعلته بأخر زيارة لها هنا...ولما ستأتى فلا أحد يتقبل وجودها هنا؟!...


أجابتها كيت بهدوء قائله:لقد أخبرت ماكس برسالتها أنها أتيه لرؤية أحفادها...كما أن شقيقته لورا قد إنفصلت عن زوجها وتزوج بأخر دون علمها....وهى ترى أنه رجل سيئ وغير مناسب لها...لهذا تريد أن يراه ماكس ويقوم بإبعاده عن شقيقته التى لم تعد تهتم لسماع أوامر والدتها....لهذا لم يستطع ماكس رفض حضورها لأنها أتيه لأمر هام يخص شقيقته... 


أومأت لها جوليا بتفهم قائله:أتمنى أن يمر الأمر على خير....وأن تكف والدته عن أفعالها التى تجعل الجميع يكرهون حضورها وبقائها لأنها تقوم بإشعال الأجواء من حولها...





أومأت لها كيت بالأيجاب قائله بتوتر:أنا لا أعلم بماذا تفكر هذه المرأة إلا أنها لن تجعل الأمر يمر مرور الكرام...كما أننى أخشى من سابين أكثر من خشيتى منها....فأنتِ كما تعلمين سابين لن تعطيها فرصه لتقترب من الأميرة ميلسيا هذه المرة....


ابتسمت جوليا بمرح قائله:أقسم أنها قد تقوم بقتلها على الملأ إذا تسببت بإحراج للأميرة ميسليا أمام أحد ولن تهتم لزوجك العزيز حينها...كما أظن أنها ستكون منشغله بأمر زوج إبنتها ولن تفكر بإفتعال مشاكل هذه المره...


أجابتها كيت بسخريه:أتمنى ذلك فأنا لا أملك طاقه حتى أقوم بإخماد إنفعال ماكس كلما شعر بالغضب تجاه أفعال والدته...التى تتصرف وكأنها فتاة بالعاشره من عمرها.... 


صدرت ضحكه رقيقه من جوليا وهى تقول:أتذكرين أخر لقاء لها مع سابين حينما جعلت الأميرة ميسليا تبكى بغرفة الطعام...


لم تتحمل كيت هى الأخرى وضحكت بصوت مرتفع نسبيا وهى تقول:وهل أستطيع نسيان ذلك فقد كان كلا من ألفين وديفيد يحملون سابين التى كانت تصرخ بهم ليتركوها تقتل تلك اللعينة لأنها أبكت الأميرة ميلسيا...كما أذكر أنها هددت ماكس إن لم يجعل والدته ترحل من هنا سيستيقظ صباحا ليجد والدته مفقوده أو أن الذئاب قد تناولتها بدلا من تناول فطورهم...


أجابتها جوليا بتأكيد:إنها تستحق أكثر من ذلك والشئ الوحيد الذى يشفع لها عند الجميع هو وجود ماكس...وهى تستغل ذلك جيدا...


أومأت لها كيت بالموافقه قائله:أعلم ذلك...لهذا أتمنى أن تمر زيارتها بسلام...


❈-❈-❈



وبمكان أخر بالقصر تحديدا بغرفة الإجتماعات كان يجلس الملك مع رجاله ووزرائه لمناقشه الأمور الهامه والطارئه...


وعلى يمينه تجلس سابين...أجل فهى تلازمه بكل مكان يذهب إليه....وهذا ليس طلباً منها هى بل هذا ما أراده إستيفان...فهو منذ اليوم الذى ذهب إليها بمملكة الملك دانيال الثالث منذ إثنى عشر عام وهو يرفض إبتعادها عنه...كما يجعلها ملاصقه له بكل مكان يذهب إليه وكأنها تميمه حظه التى تجلب له كل ما هو جيد...وبالفعل هذا ما يدركه إستيفان جيداً فقد فعلت سابين من أجله الكثير....فهى طفلته وصديقته وزوجته وملكته...


كما كان هذا الإجتماع الأهم منذ فترة فهو يناقش الكثير وأهمها تلك الإستغاثه التى أتتهم من إحدى الممالك المجاوره...فى طلب المساعده من ظلم ذلك الملك الطاغى نيكولاس الذى بدأ بالإستيلاء على الممالك الضعيفه وذلك بدأ حين قرر بسط سلطته منذ خمسة أعوام...وهذه المملكه هى المملكة الرابعه التى يريد ضمها لملكه....


كان إستيفان يعلم جيداً أنه يجب عليه إيقاف هذا النيكولاس...فمن المؤكد أنه حين ينتهى من ضم الممالك الضعيفه...سيفكر بإلتهام الكبير منها وهو 

لن ينتظر حدوث ذلك...فهو قد خطط مع رجاله أنه سيخوض حربا مع هذا المتطفل...ولكنه كان ينتظر الوقت المناسب وها هو قد أتى...لهذا قرر عقد إجتماع ليتشاور مع رجاله ووزرائه بالقرارات التى إتخذها بشأن هذا الأمر...


وكما هو متوقع كان النقاش حاد بعض الشئ من مؤيد ومعارض...وبينما كان الجميع يتحدثون كان الملك ينظر لهم ببرود يستمع للجميع تاركا كلا منهم يخرج ما بجعبته....


حتى اكتفى وقال ببرود ثلجى يحمل بعض الحده: صمتا...كلمته جعل الجميع يستفيقون ويدركون أنهم جالسون أمام الملك...


فوقعت الغرفه بصمت مهيب بعد أن كانت مشتعله بالنقاشات الحاده...وشعرت سابين بتوتر الأجواء كما لاحظت أن الملك يحاول إخماد غضبه...فقامت بمد يدها من أسفل الطاوله تمسك بيده وتدلكها برفق... وهى لاتزال تنظر بحنان لوجهه الجامد الذى ينظر للجميع عداها...حتى شعر هو بملمس يدها فنظر لها فظهرت إبتسامتها وهى تؤمى له بهدوء...فسكن غضبه وعاد له هدوئه وهو يضغط بخفه على يدها يعلمها أنه بخير....


ثم عاد لينظر للجميع قائلا ببرود دائما ما يلازمه بمثل هذه المواقف:أريد من أحد المعارضين على خوض هذه الحرب أن يتحدث ويخبرنا بوجهة نظرة....


نظر الجميع لبعضهم بخوف وتوتر حتى تشجع أحدهم واستقام واقفا وهو يقول:سيدى أعلم جيداً أننا مملكه قويه إلا أن هذه ليست حربنا...ومن المؤكد أننا سنفقد الكثير من الجنود والمعدات وستصبح مملكتنا مكشوفه ومعرضه للخطر...لأننا سنجذب أنظار هذا الطاغيه نيكولاس....والذى يملك جيشاً ضخمه وقويا لا نستطيع الإستهانه به وبقدراته... 


أومأ له الملك بتفهم وأشار له بالجلوس وهو ينظر لوجوه الجميع قائلا ببحه مميزه ولكنها تحمل برود صقيعى لملك لا يهب شئ:ما قلته صحيح أيها الوزير إلا أن هناك الكثير من النقاط التى أغفلت عنها أو تغافلتها...وهى أننا إذا تركنا هذا الحقير يمرح كما يشاء ويأخذ ما يريد دون منعه...سيأتى اليوم ونكون نحن طعام سائغا له...لأن حينها ستكون قوته لا تقهر كما تدعى أنت...لهذا أنا لن أنتظر مكتوف الأيدى أمام هذا الحقير....كما لن أرفض مد يد العون لمن طلب مساعدتى لأننى إن لم أفعل الصواب الأن وأوقفت هذا المغتصب عند حده....سيأتى يوما ويغتصب أرضى كما فعلها مع غيرى....ومن أجل انهاء هذا النقاش الذى طال سنصوت...من منكم يقبل خوض هذه الحرب فيقوم برفع يده....


رفع أغلب الحاضرين أيديهم فأومأ الملك ببرود قائلا بصوت مهيب:إذا إنها الحرب....



❈-❈-❈



كان الصغار مع سيلا بمكتبة القصر تجلس على رأس احدى الطاولات...والعشر صبيا يحيطونها وهى تشرح لهم تاريخ الممالك وكيف خاضت تلك الممالك الحروب...وما هى الأخطاء التى وقعت بها مما تسبب بهزيمتها ووقوع الكثير من الخسائر لها....



كان الجميع ينصت لها بتركيز وفضول فهم يملكون شغف لمعرفه تاريخ هذه الممالك وتاريخ حروبهم... وبعد مرور ساعتان انتهت سيلا من شرحها وهى تقول بإبتسامة ودوده:والأن من منكم سيخبرنى ما الخطاء الذى وقعت به مملكه السنياريه رغم كثرة عددها وقوة جيشها؟!....



صمت الجميع يفكرون بإجابه منطقيه لهذا السؤال حتى قال موس بثبات:أظن أن أحد أسباب خساره مملكة سنيار أن الملك لم بقم بالتخطيط الجيد للحرب...



أومأت له سيلا بإبتسامة قائله:أصبت ريموس...حسنا هل هناك أسباب أخرى؟!...



أجاب توم بإبتسامة مشرقه:تسرع الجنود بإتخاد الخطوة الأولى....بادلته سيلا ذات الإبتسامه قائله: أحسنت توماس.... 



استقام أندريه قائلا بحماس:أظن أيضا أن تقديمه للفرسان على المشاه بالصفوف خطوة خطأه...لأنه بهذا قام بقتل مركز قوته....عادت سيلا لتؤمى له بالموافقه... 



شارك ليون هو الأخر قائلا:أنا أرى ضعف شخصيه الملك كانت من أهم أسباب خسارته....فرغم قوة جيشه إلا أن قادته هم من تحكموا بسير الحرب لا هو... 



تدخل أدريان مكملا:ولما لا تقول أنهم اتحدوا مع عدوه لإسقاطه وإسقاط حكمه....وهذا ما نجحوا بفعله....



كادت سيلا تجيبهم....إلا أن أوريليوس قال ببرود:لم يكن ملك سينار ضعيف كما تظنون....بل كان مغرورا متفاخر بقوته وجيشه الذى لا يقهر....لهذا لم يعطى بالاً بمعرفه نقاط قوة وضعف عدوه....أو النظر لما خططه قادته لهذا خسر حربه ومملكته معاً....




سفقت سيلا بيديها سعيده بما توصل له الصغار قائله: كلا منكم أصاب بما قال...كما أننى أتفق مع أوريليوس وأدريان وأندريه...فهذا الملك قتله غروره مما أظهر ضعفه للجميع بدون قصدا منه....والدليل على قوته وقوة جيشه أنه قد انتصر بجميع حروبه التى سبقت تلك الحرب التى أنهزم بها....لهذا يجب أن نعلم أن ثبات العقل هو مركز القوة وليس الجسد والتخطيط وحده....



أومأ لها الجميع بالإيجاب فإبتسمت سيلا قائله:والأن قد انتهينا لهذا تستطيعون الرحيل....



أومأ لها الصغار بنبل ورحلوا بهدوء....وأثناء سيرهم خارج المكتبه نظروا لبعضهم البعض وكان جميعهم يفكرون بما اقترفوه منذ أسبوعان قد مضوا....



"فلاش باك"



حين كان أد وليوس وروبن وريموس وليون يجلسون معاً كما يفعلون دائما....وهم يخططون لأخذ كيشان ابن جرومز خارج القصر الملكى ليتفاخروا به أمام أصدقائهم بالغابه....التى تتواجد على أطراف المملكة وذلك دون علم أحد من أبابهم وأمهاتهم....




ولكن كالعاده كان روبن يشعر بالقلق والخوف كما 

هى عادته...لهذا بيوم تنفيذ خطتهم قرر روب عدم الاشتراك بل واخبار والديه إن لم يتراجع أصدقائه عما خططوا له...لأنه شئ خطير وسيتسبب بإذائهم لهذا بدأ غضب بعضهم يتصاعد...فهم قد اتفقوا مع الأخرين أن يلتقوا بهم اليوم...وإن لم يذهبوا سيثبت للأخرين أنهم كاذبون وسيبدأون من السخريه منهم والتقليل من شأنهم....وهذا ما لن يقبلوا به....




وكان أكثرهم غضبا موس وليون لأنهم من تم السخريه منهم....بينما كان أد وليوس يحاولان 

أن يهدئ من غضب صديقيهم حتى لا يحدث نزاع بينهم وبين روب....الذى لا يكف عن خوفه مما قد يصيبهم من ضرر عند ذهابهم للغابه مع كيشان....



ولكن حدث ما لم يتوقع أحدهم حين قام موس بلكم روب بقوة وهو يصرخ به أنه جبان ولا يمد للرجوله بشئ....مما جعل ليوس يرد له اللكمه وهو يعنفه لأنه لكم روب وسبه....ولكن ليون لم يعجبه الأمر فقام بلكم ليوس على حين غفله....وهنا بدأت المشاجره وبدأ الجميع يضربون بعضهم البعض واشترك أد هو الأخر بعد أن تلقى لكمه قويه من موس....



بينما كان روب يجلس أرضا ينظر لهم برهبه...حتى استقام وانضم لهم ليبعدهم عن بعضهم....ولكن الوضع قد إزداد حده حين أتى الأشقاء الصغار واشتركوا بالقتال دون أن يعلموا ماذا حدث...




ولسوء حظهم كان الملك وماكس يسيران بالحديقه الخلفيه يتناقشون ببعض الأمور...وشاهدوا ما يحدث وإشتعل غضب الملك لما رأى....



فقال بصوت غاضب حاد:ماذا تفعلون أيها الواقحين؟!...



حين استمع الجميع لصوت الملك توقفوا وهم ينظرون له برهبه وخوف....فهم يعلمون جيدا أنه ليس من الجيد أن يقوم أحد بإغضاب الملك...لهذا وقفوا أمامهم ووجوههم  تحمل الكدمات وثيابهم ممزقه بعض الشئ....



تقدم منهم وخلفه ماكس مازال ينظر لهؤلاء بصدمه إلا أنه لم يتدخل وترك الأمر للملك...الذى قال بإنفعال: أتتقاتلون بقصرى كالمجرمين والحثاله...فاليخبرنى أحدكم الأن ما الذى يحدث قبل أن أنزل بكم أشد العقاب....



نظر الجميع لبعضهم البعض وخاصه الصغار فهم لا يعلمون ما الذى حدث وما سبب الشجار....لهذا لم يتحدث أحدهم....بينما الكبار رفضوا التحدث لأن عقابهم سيكون مضاعف حين يكشفون عن سبب شجارهم... 




وهذا أشعل غضب الملك أكثر وأمر الحارس بأن يأتى بالسيد ألفين وديفيد بالحال...ولم يمضى وقت وأتى ديفيد وألفين الذى صدموا مما رأوه...إلا أنهم لم يتسألون عن السبب بل انتظروا أوامر الملك.... 




الذى قال بعنف:هؤلاء الواقحين سيتم معاقبتهم عما فعلوه...كما أنهم سيكونوا مسؤلين منكم من بعد اليوم....فإذا كانوا يمتلكون القدره على مقاتلة 

بعضهم البعض...إذا فالنستغل ذلك ولكن بطريقتنا الخاصه...إنهم مسؤليتكم منذ الأن...



وتحرك مبتعدا وخلفه ماكس الذى نظر لهم بأسى... ظل ألفين وديفيد ينظرون للصغار دون حديث...حتى تغيرت ملامح وجههم للقسوة والحده....



وقال ديفيد بقوة:فاليقف الجميع بإستقامه منذ اللحظه التى ترون بها أحدنا ومن لم يفعل سيتم مضاعفه عقابه...



نظر ألفين للجميع ببرود وقال:هل سيخبرنى أحدكم ما سبب هذه الفوضى؟!...


وكالعاده لم يقم أحد بالرد عليه لجهل البعض وخوف البعض الأخر...لهذا تنهد وهو يقول بإنفعال:منذ اليوم سيتغير كل شئ وسيتم وضع جدول لكافه الأعمال التى ستقومون بها....ومن سيتخلف عنها أو يتأخر أو يماطل سيتم معاقبته....



ثم نظر ل ديفيد وقال بثبات:إنهم لك الأن...



اومأ ديفيد وهو يقول بحده أرعبت الجميع فهم يكنون حباً كبيراً ل ديفيد خاصه...فهو حاميهم كما يلقبونه وغضبه هذا لم يعتادوا عليه...لهذا تضاعف خوفهم وهم يرونه يأمرهم أن يتبعوه...وهو يسير متجهاً للحظيره...



وحين دلفوا أمر ديفيد الخدم أن يكفوا عن تنظيف المكان والخروج لإستكمال أعمال أخرى...وأمرهم هم بتنظيف الحظيره بأكمالها ووضع الطعام لجميع الحيوانات....وكانت هذه بدايه عذابهم لشئ لا يستطعون الإفصاح عنه...وإلا قد يقوم الملك  

بجعلهم طعام لذئابه...




#يتبع