-->

الفصل الثامن - همس الشيطان

 

الفصل الثامن


كانت تجلس علي ارضيه تلك الغرفه... والدماء لا تجري في عروقها فما رأته.يجعلها تفقد عقلها... كانت ترتجف من قسوه البرد فاخذت تلقي نظره حولها..... 


الغرفه الظلام يعمها لا يوجد سوي سرير من حديد تفضل النوم علي تلك الارضيه القاسيه من مظهره..... 


لا تكاد ترتدي سوي هذا القميص البالي... تضم نفسها الي صدرها لتشعر نفسها بالدفئ. 


فهي تعلم انها ميته لا محاله مهما طال الوقت... 


سمعت حركه في الخارج... 


أخذت ترجع بظهرها للخلف... وهي تردد بعض آيات القرآن الكريم 


( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا اللَّه كثيرًا لعلكم تفلحون ﴾[الأنفال: 45].


رأت ظله يقف يتأملها بعد دخوله الي الغرفه.... 


كان يقف بتلك الهيبه التي كان يقصد ارعاب ضحاياه... 


كان طوله يصل الي ١٩٠سم كان طويل القامه جسده لا شئ مقارنه بجسدها.... بتلك الملابس الغريبه التي يرتديها تشعرك انه من يهود قريش.. تلك الوشاح يغطي عينيه وجزء من وجهه يجعلك تشعر بالفضول لما تحته


تقدم منها بخطوات بطيئه لدب الرعب في جسدها.... 


نزل في مستواها. .. 


اقترب ممسدا علي شعرها... 


أبتعدت عنه بفزع...... 


سمعت ضحكته تهز ارجاء الغرفه... كانت ضحكه مليئه بالشر والكرهه تجعلك تشعر.. بالتقزز منه.... 


مكملا التمسيد علي شعرها قائلا ببرود قاتل: 


-قطتي يا قطتي..... 


ثم اشتدت اصابعه حول خصلات شعرها..... 


قائلا بغل:


- فين الحاجه يبت.. 


قابلته بصمت تام ثم بصقت في وجهه


اقترب بفمه هامسا لها في أذنها:


- كده نتف علي خلقته... 


اخذ يهزها بعنف وهو يصفعها بعنف مسددا لها بعض الضربات في كامل انحاء جسدها: 



-انطقي يبت فين الحااااجه... اوعي تفكري اني صدقت انك حرقتيها والجو ده..... 


ابتسمت في وجهه قائله في خبث:


- مش هو ربك متخليه يقولك ولا أبسط الاشياء مش....... 


لم تكمل كلمتها حتي انهال عليها بالضربات... بقسوه كأن الرحمه انعدمت من قلبه... كان يضربها بغل ينهش في جسده حتي توقف لكي لا تموت في يده.. فهو يحتاج تلك اللعنه التي معها... التي بدونها لن يستطيع اكمال مخططه


همست بضعف شديد: 


-انتم لو قطعتم مني حتت عمري مهنطق ولا كلمه... تفتكر واحده زي باقيه علي حاجه ولا ممكن تقول حاجه.. كنت قولت من الاول وفر علي نفسك وعليا واقتلني... 


اخذت تصرخ بهسيريه وهو تمسكه من ملابسه: 


-بقولك اقتلني ااي خاايف هااا... بص انا الهفضحكم هعرف العالم كله خطتكم.. هكشفك...هقتلك... بقولك هقتلك  بقي..... 


ضحك عليها بسخريه: 


-وحيات امك يا *** لأكون مقدمك قربان ليه... علي طبق من دهب.... 

ممسكا خصله من شعرها وهو ينطق بخبث:


- بس اي قربان هايل.... 


اندفعت للخلف بذعر فهي تعرف بكل البشاعه التي يفعلها بالفتيات... 


اقترب ببطئ هامسا بجانب أذنها:


- لسه برده عندك حاجات تخسريها...... اوعي تنسي أختك مش معني أني سبتها يبقي بقت أمان ممكن اوديها في حضن اخوكي عادي


جلست علي تلك الارضيه تردد بصوتها العذب:


 «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّـهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا». «لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا»


شعر بتلك الحراره تشتعل في جسده..تلك اللعينه يجب قتلها فهي خطر عليه فتلك الصغيره تستخدم معه التلاعب النفسي.... 


انا بن الشيطان يبت الكلام ده هيخيل العليا... ونطق بفزع: 


وهو يقوم بتكسير السرير حوله: 


بقووولك اخرسييي اخررررسييي.. 


حتي خرج من تلك الغرفه.... 


ابتسمت بانتصار فربها حماها من أذاه وبطشه..رددت قائله وهي تنام علي ارضيه الغرفه مغمضه عيناها:


- يارب


❈-❈-❈

خرج ليتوجه نحو غرفته يريد ان ينعم بالراحه....  فعندما يدخل اليها يشعر انه منهك وكأنه يقوم بمجهود شاق... 


أخذ يتأمل ما حوله...... لماذا وصل الحال به الي ذلك... هو يتظاهر بالفرح عندما يري ضعف من حوله..  ولكن عندما يري نظراتهم يشعر وكأنه يتمزق....... 


flashback.. 


الدكتور وهو يقوم بتدوين شيئا: 


-حضرتك مسبتش اسمك مع الدكتوره.. 


اخرج مسدسه ووضعه علي الطاوله أمامه...... 


اخذ الدكتور يدرسه ويحاول فهم لغات جسده..... 


فموسي يحاول اخضاع الدكتور.. له بالقوه ومن علامات جسده انه يشعر بالتوتر... 


فقرر الدكتور مجاراته....... 


الدكتور:


- حضرتك عاوز نبدا منين...... 


موسي بزهق:


- بقولك اي انا مش بؤمن بالتخاريف بتاعت الطب النفسي دي انا عارف انكم مش لاقين شغله تعملوها...بس انا جاي اجرب وكده كده متقدرش تطلع كلمه بره 


الدكتور وهو يهز رأسه له: 


-ممكن تبدا ليا من اول حاجه فاكرها من وانت صغير..... 


ممكن تسترخي علي الكنبه دي..... 


كان موسي مسالم جدا في تلك اللحظه يريد البوح بما بداخله...يريد ان يثق في شخص يريد الشعور بالأمان.... 


وكل ما يدور بداخله انه اذا شعر بالغدر من ذلك الأحمق الذي أمامه سوف يقتله...... فلما لا يجرب...... 


كنت في الشارع بلعب...  لقيتها بتنادي عليا...... 


 Flashback..


يا موسي يا موسي..... 


نعم يا ماما شويه قد كده وهطلع... 


براحتك شوف بقي  اما المسقعه الأنت بتحبها اخواتك يخلصوها....... 


وجدته يهرول نحو سلم منزلهم..... فأنها المسقعه يا صديقي.....  تبا للعب وتبا..  للاصدقاء... 


يلا يماما هاتي الاكل... 


الأول تدخل تغسل ايدك ووشك.... عشان الدوده متبقاش في بطنك..... 


هرول الطفل نحو الحمام ليغتسل....... 


الدكتور:


- دي اول حاجه انت فاكرها.... 


اومأ له موسي....  بسرحان... 


الدكتور:


- تقدر تقولي فاكر اي عنها 


كانت جميله اوي مهما كنت أغلط عمرها مضربتني مهما عملت ...  كانت تقولي خد يا يموسي ادي ده لخالتك.. فتحيه وقولها بتقولك امي...  دوقي وادعيلي... 


كان الكل بيحبها.. كنت اقولها يماما لي مش بتنزلي زي الستات تقعدي معاهم.... 


تقولي لا يبني احسن بيقولو ان دي نميمه وبيفضلو يجيبو في سيره الناس وانا كفايه عليا ذنوبي.... 


تمام كفايه عليك النهارده.... 


هتجيلي زي النهارده الأسبوع الجاي


End of flashback.


تنهد بوجع وهو يستقيم من موضعه ليذهب الي تلك المرآه ليتحسس العلامه التي بوجهه فهي تعتبر نقطه ضعفه...  يريد ان يقتلع وجهه لكي لا يراها...  فكل من رأي تلك العلامه فزع منه فلم يتحمل نظرات التعاطف والخوف وقرر تغطيتها........ 


❈-❈-❈

ازاي ده حصل...  وانت كنت فين... 


انا المفروض جايبها هنا عشان مكان امان اكيد مش هدخل انام في نفس اوضتها واكيد الحصل ده كان مدروس ومتخطط ليه.... 


دلوقتى الدنيا هتتقلب علينا لازم ننهي الموضوع ده... 


يعني حضرتك مش خايف علي الدكتوره وخايف علي الرأي العام الهيتقلب.... 


نفذ الأمر يا ادهم الموضوع يتكتم عليه والدكتوره لسه معاك وانت محافظ عليها لحد منلاقي حل للمصيبه دي... 


انا هبدأ اتحرك يا سياده اللواء وهدور بنفسي وأستعين بالفرقه بتاعتي... وانا خلاص اتعافيت من الجرح...فانا هقطع الأجازه وأرجع 


تمام هبعتلك الفرقه علي المقر***... 


وياريت تبدأ من بكره... 


سلام يا فندم سلام....... 


تنهد بضعف فهو لم يفشل في مهمه من قبل وسوف يبحث عنها...  ويحميها فهي الآن ملزمه منه وملزم هو بحمايتها........ 


❈-❈-❈

أفاقت علي دلو من الماء يسقط علي وجهها.... 


امسكها من شعرها لكي يجعلها تقف.... 


فهي قد واجهت ليله أمس وللحظه كانت تريد منه ان يقتلها لتتخلص من ذلك الألم


أخذت تتألم من اصابع يده وهو تقبض علي شعرها بعنف.. 

تشعر وكأن رأسها سوف يقتلع في يده.. 


اي يقطه فاكره اني جايبك عشان تنامي ولا اي ناسيه انتي وراكي اي..... 


لتلتف خلفها.... وهي تنظر له نظره بلهاء.... 


همس بأستفزاز: 


-مفيش ورايا حاجه..  حتي بص.... 


انتي شكلك بتنسي كتير... وهو يقربها منه اكثر وهو محكم القبض علي شعرها هامسا في أذنها:


- قولتلك مره ان ناري لو لمحتك هتحرقك..... 


بقولك اي يا موسي بيه... انا جعانه ومكلتش ودماغي مش فايقه فكني وأكلني وهعملك الأنت عاوزه... 


اي دا بقيتي شبه الكلاب...  كل همها تاكل وتنام...... 


اخذت تحاول السيطره علي أعصابها فصمتها لا يعني خوفها منه بل تجنبا للضرر...... بل من ذكائها تحكمها في غضبها..... 


هديكي ساعه تجهزي فيها عشان الفيرس هتبتدي تشتغلي فيه من النهارده اخذها الي تلك الغرفه لكي تتجهز 


وجلس أمامها علي الكرسي يرمقها باشمئزاز..... 


تقدمت نحوه ببطئ بعد ان أنتهت من تبديل ملابسها وتناولها للطعام... 


لتنطق بحذر.:


- تعرف انت أكبر مخاوفك اي..... 


لينطق بهدوء:


- اي يدكتوره...... 


همس:


- انا..


نظرتك وانت واقف قدامي وفي ايدك تخنقني بس بتمنع نفسك....  حكايه انك سايبني عايشه عشان الفيرس انت عارف وانا عارفه أنك تقدر تكمله من غيري..... 


لينظر لها بهدوء وهو يستمع لها... ثم اردف للتحدث حتي قاطعته..... 


والعلامه الفي وشك.... 


حتي نزلت الي مستواه وهو تنظر في عينيه....... 


همس:


- ممكن تنسي في اللحظه دي انت مين وانا مين.... 


كان مغيب عن الواقع وهو يستمع لها بهدوء وهي تنظر في عيناه..  تلك الشعور بأن قلبك سوف يخرج من موضعه من كثره النبض.... 


ثم مدت يديها.... الي وجهه وهي تتلمس ذلك الوشاح.. لتردف قائله:


- تسمحلي.... 


نظر لها بتردد فلا يريدها ان تري تلك العلامه وتشعر بالخوف منه فهي اعتاد علي نظرات الثقه وعدم الخوف في عينيها.... 


فكان قلبه وعقله في صراع مميت....... 


قلبه:


- ايوه خليها تشوفها هي شكلها بتحبك عمرها مهتستحمل كل ده من غير متكون في مشاعر ناحيتك


عقله: 


- اوعي تضعف فكر كويس انت بن الشيطان الملوش نقطه ضعف ولو ليك عمرك مهتظهرها.... 


قلبه: 


-طول عمرك بتحكم عقلك اسمع كلامي المره دي وعيش اللحظه معاها...  عمرك ما عشت لحظات شبه دي.... 


عقلك: 


-أسكت انت هتوديه في داهيه... 


ليقرر ان يستمع الي قلبه... 


ليهز لها رأسه لتبدأ في نزع ذلك القناع..... 


نزعته لتنظر له في دهشه وخرجت شهقه من فمها.... لينظر لها بضعف....:


- خايفه.... 



لتهز رأسها بمعني لا...... 


اخذت تتحسس العلامه ببطئ قائله بأنبهار:


- شكلها حلو اوي مخلياك مميز... اظن من غيرها مكنش هيبقي شكلك جذاب كده.... 


ليشعر بدهشه من حديثها فتلك الفتاه ارهقت قلبه وعقله: ليجد الأنبهار في عينيها...  فهي لا تكذب.... 


لتأخذه من يده الي تلك المرآه وتجعله يقف امامها.. لتتحدث: 


-بص شكلها.... انت شايفها وحشه؟؟؟؟ 


موسي بتلعثم: 


-مش عارف انااا يعني اتعودت اخبيها ووو... 


لتقاطعه بأبتسامه بلا: 


-بص في المرايه... 


لينظر لنفسه ليري تلك العلامه بطريقه مختلفه.... يراها شامه تغطي وجهه ويشعر انه محلق  من كم المشاعر التي يشعر بها فمظهره راقه للغايه.... 


ليلتفت لها...  وهو بداخله دوامه من المشاعر لا يعرف ما هذا الذي يشعر به فهو اول امرأه يشعر بالحب نحوها هي امه... فهو دفن قلبه منذ زمن ودفن روحه.... 


ليتركها ويخرج من تلك الغرفه.... 


لتبدا هي بالشعور بقلبها ينبض...  فهو رجل بمعني الكلمه وهي تأكدت من ذلك الموقف انه ليس كما يظهر أنه شخص تريد ان تعرف هويته...


يُتبع..